جمال
09-19-2009, 05:10 PM
السبت 19 سبتمبر 2009 - الأنباء
فيصل عبدالعزيز الزامل
زار ثلاثة من علماء المسلمين البرازيل وبينما هم يسيرون في بهو الفندق اعترض طريقهم شخص مسن، قال: «انتو الله راح يسألكم عنا يوم القيامة، أنا عربي صار لي هون أربعين سنة ومثلى ألوف ما أحد منكم سأل عنا، إحنا وأولادنا أصلنا مسلمين وهلا كلنا ضعنا، انتو مسؤولين عن ضياع كل هالناس».
تذكرت هذه المحادثة في هذه الأيام المميزة وقد امتلأت المساجد بالرجال والشباب والنساء والفتيات، في الكويت والدول الخليجية والعربية، هذه النعمة لا يعرف أهميتها إلا من يعيش في الغربة، وقد استمعت ذات مرة إلى قائمين على مدرسة إسلامية في مينيسوتا بالولايات المتحدة، تحدثوا عن حاجتهم إلى مقبرة لدفن المسلمين بعد حادثة وفاة رجل في مدينتهم لم يعرف المشرفون على الدفن أنه مسلم فتم تجهيزه كمسيحي بكامل ملابسه، وجاءت ابنته من المكسيك قبيل الدفن بقليل وأخبرتهم بأنه مسلم وحافظ للقرآن الكريم.
العيش في بيئة إسلامية نعمة كبيرة مهما كانت نواقصها، فقد وصل إلى نيويورك خبير دولي من الباكستان ليعمل في وظيفة راقية براتب وميزات خيالية بالنسبة لما كان يتقاضاه في بلاده، رتب أمور أسرته والتحقت ابنته بإحدى المدارس الثانوية، في المساء رفع سماعة الهاتف، وإذا بابنته تتحدث مع شاب:
ـ كان يقول لها: «هيا، أنا أنتظرك منذ فترة قرب مدخل عمارتكم، في المحل الفلاني».
ـ قالت: «لا أستطيع النزول، والدي موجود في البيت».
ـ قال: «ماذا؟ والدك لا يستطيع منعك من الخروج معي، وإذا حاول منعك اتصلي بالشرطة».
أغلق الأب السماعة، وفي اليوم التالي استقال من عمله ورجع مع أسرته إلى وطنه حتى لا تكون ابنته مادة تسلية لأبناء الحي هناك.
صحيح أن كثيرا من المسلمين والعرب هناك قد نجح في تكوين بيئة مناسبة لمعتقداته، وأنهم يعملون بجد واجتهاد يزداد عاما بعد عام، ولست أتحدث هنا عمن فرضت عليه ظروفه الاغتراب، فهذا يستحق الدعم الكامل، وإنما أتحدث عمن لا ينتبه إلى قيمة ما يعيشه في وطنه الأم، على كل مستوى.
عودة إلى حديث العربي البرازيلي، فقد قدمنا شيئا للمغتربين مهما كان قليلا، مثل:
ـ الكثير من المؤسسات التي أقيمت في الغرب حظيت بدعم متبرعين من البلاد العربية.
ـ المحطات الفضائية في السنوات العشر الأخيرة حملت برامج دينية وثقافية كثيرة إلى تلك البلاد، ونفعت الجيل الجديد فيها (ملاحظة: القارئ المميز مشاري العفاسي أمضى شهر رمضان في مسجد بمدينة سان دييغو، وقد شارك في الصلاة أكثر من ألف مسلم في المسجد والقاعات المجاورة له بعضهم جاء من خارج المدينة للعيش في أجواء رمضانية جميلة، جزاك الله خيرا يا «خادم القرآن»).
ـ «البعثات الدراسية» كانت مفيدة باتجاهين، فقد حققت التواصل الثقافي والديني مع الجاليات هناك، كما نفعت في إقامة جسر ثقافي مع الغرب عندما رجع الطلبة الى بلادهم، وهو أمر ملحوظ سواء بإنشاء مدارس ثنائية اللغة أو الكلام عن الغرب ليس بعدائية مطلقة كما يحدث ممن لم يتواصل معه اجتماعيا وثقافيا.
ما يهمنا اليوم، هو تذكير أنفسنا بالنعمة التي نعيشها، ففي الغرب يضطر المرء أحيانا إلى توصيل أبنائه إلى مدارس تبعد عن مسكنه بالسيارة ساعة، وهذه معاناة باعثها الحرص على النجاة بالأسرة من المشاكل السلوكية التي يعاني منها الغرب.
كلمة أخيرة:
تم تنفيذ مشروع «المركز والمدرسة الإسلامية» في نيويورك وقد أشرف عليهما المكتب الدائم للكويت في الأمم المتحدة، وكانت الكويت قد تبرعت بهذا المشروع عام 1963، وتم افتتاحه في أغسطس 2009، شكرا.
فيصل عبدالعزيز الزامل
زار ثلاثة من علماء المسلمين البرازيل وبينما هم يسيرون في بهو الفندق اعترض طريقهم شخص مسن، قال: «انتو الله راح يسألكم عنا يوم القيامة، أنا عربي صار لي هون أربعين سنة ومثلى ألوف ما أحد منكم سأل عنا، إحنا وأولادنا أصلنا مسلمين وهلا كلنا ضعنا، انتو مسؤولين عن ضياع كل هالناس».
تذكرت هذه المحادثة في هذه الأيام المميزة وقد امتلأت المساجد بالرجال والشباب والنساء والفتيات، في الكويت والدول الخليجية والعربية، هذه النعمة لا يعرف أهميتها إلا من يعيش في الغربة، وقد استمعت ذات مرة إلى قائمين على مدرسة إسلامية في مينيسوتا بالولايات المتحدة، تحدثوا عن حاجتهم إلى مقبرة لدفن المسلمين بعد حادثة وفاة رجل في مدينتهم لم يعرف المشرفون على الدفن أنه مسلم فتم تجهيزه كمسيحي بكامل ملابسه، وجاءت ابنته من المكسيك قبيل الدفن بقليل وأخبرتهم بأنه مسلم وحافظ للقرآن الكريم.
العيش في بيئة إسلامية نعمة كبيرة مهما كانت نواقصها، فقد وصل إلى نيويورك خبير دولي من الباكستان ليعمل في وظيفة راقية براتب وميزات خيالية بالنسبة لما كان يتقاضاه في بلاده، رتب أمور أسرته والتحقت ابنته بإحدى المدارس الثانوية، في المساء رفع سماعة الهاتف، وإذا بابنته تتحدث مع شاب:
ـ كان يقول لها: «هيا، أنا أنتظرك منذ فترة قرب مدخل عمارتكم، في المحل الفلاني».
ـ قالت: «لا أستطيع النزول، والدي موجود في البيت».
ـ قال: «ماذا؟ والدك لا يستطيع منعك من الخروج معي، وإذا حاول منعك اتصلي بالشرطة».
أغلق الأب السماعة، وفي اليوم التالي استقال من عمله ورجع مع أسرته إلى وطنه حتى لا تكون ابنته مادة تسلية لأبناء الحي هناك.
صحيح أن كثيرا من المسلمين والعرب هناك قد نجح في تكوين بيئة مناسبة لمعتقداته، وأنهم يعملون بجد واجتهاد يزداد عاما بعد عام، ولست أتحدث هنا عمن فرضت عليه ظروفه الاغتراب، فهذا يستحق الدعم الكامل، وإنما أتحدث عمن لا ينتبه إلى قيمة ما يعيشه في وطنه الأم، على كل مستوى.
عودة إلى حديث العربي البرازيلي، فقد قدمنا شيئا للمغتربين مهما كان قليلا، مثل:
ـ الكثير من المؤسسات التي أقيمت في الغرب حظيت بدعم متبرعين من البلاد العربية.
ـ المحطات الفضائية في السنوات العشر الأخيرة حملت برامج دينية وثقافية كثيرة إلى تلك البلاد، ونفعت الجيل الجديد فيها (ملاحظة: القارئ المميز مشاري العفاسي أمضى شهر رمضان في مسجد بمدينة سان دييغو، وقد شارك في الصلاة أكثر من ألف مسلم في المسجد والقاعات المجاورة له بعضهم جاء من خارج المدينة للعيش في أجواء رمضانية جميلة، جزاك الله خيرا يا «خادم القرآن»).
ـ «البعثات الدراسية» كانت مفيدة باتجاهين، فقد حققت التواصل الثقافي والديني مع الجاليات هناك، كما نفعت في إقامة جسر ثقافي مع الغرب عندما رجع الطلبة الى بلادهم، وهو أمر ملحوظ سواء بإنشاء مدارس ثنائية اللغة أو الكلام عن الغرب ليس بعدائية مطلقة كما يحدث ممن لم يتواصل معه اجتماعيا وثقافيا.
ما يهمنا اليوم، هو تذكير أنفسنا بالنعمة التي نعيشها، ففي الغرب يضطر المرء أحيانا إلى توصيل أبنائه إلى مدارس تبعد عن مسكنه بالسيارة ساعة، وهذه معاناة باعثها الحرص على النجاة بالأسرة من المشاكل السلوكية التي يعاني منها الغرب.
كلمة أخيرة:
تم تنفيذ مشروع «المركز والمدرسة الإسلامية» في نيويورك وقد أشرف عليهما المكتب الدائم للكويت في الأمم المتحدة، وكانت الكويت قد تبرعت بهذا المشروع عام 1963، وتم افتتاحه في أغسطس 2009، شكرا.