jameela
09-12-2009, 02:29 AM
ملتقى الجمان - الوطن
الصحابي الجليل أبو الهيثم مالك بن التيهان الأوسي الأنصاري، كان يكره الأصنام في الجاهلية، ويقول بالتوحيد، وكان مِن أول مَن أسلم من أهل يثرب، فقدم المدينة مع أصحابه الستة الذين أسلموا بمكة فأفشوا بها الإسلام.
البيعتان:
شهد أبوالهيثم بيعة العقبة الأولى، كما شهد بيعة العقبة الثانية واختير أحد النقباء الاثني عشر ليكونوا على قومهم بعد البيعة، وقيل أنه أول مَن ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في البيعة. وكانت له مداخلة عرضها على النبي حيث قال: (يا رسول اللَّه إنّ بيننا وبين الرجال ـ يعني اليهود ـ حبالاً وإنّا قاطعوها، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثمّ أظهرك اللَّه أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟) فتبسّم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ قال: (بل الدم الدم، والهدَم الهدَم، أنتم منّي وأنا منكم، أسالم من سالمتم، وأحارب من حاربتم). وبعد الهجرة آخى النبي بين أبي الهيثم وعثمان بن مظعون. وقد شهد أبو الهيثم بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله، وكان عفيفاً تقياً.
بعد وفاة النبي:
كان أبوالهيثم من الصحابة الذين انحازوا إلى علي عليه السلام وتشيعوا له بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن أعلام الصحابة الأنصار الذين دَعَوا إلى مبايعة أمير المؤمنين عليه السّلام بعد مقتل الخليفة عثمان، فحثَّ الناسَ على بيعته هو والحجاج بن عمرو ورفاعة بن رافع وخُزيمة بن ثابت وأبو أيوّب الأنصاريّ.. فأطاعهم المصريّون والكوفيّون والأنصار. كما شهد مع علي عليه السلام معركتي الجمل وصفين، وفي هذه الثانية استشهد رحمه الله مع أخيه عبيد، على الأشهر بين المؤرخين.
في معركة الجمل:
روى ابن أبي الحديد المعتزلي شعراً لأبي الهيثم قاله في معركة الجمل:
قل للزبير وقل لطلحة أننا
نحن الذين شعارنا الأنصار
نحن الذين رأت قريش فعلنا
يوم القليب أولئك الكفار
كنا شعار نبينا ودثاره
يفديه منا الروح والأبصار
إن الوصي إمامنا وولينا
برح الخفاء وباحت الأسرار
تأبين الإمام له:
بعد صفين خطَبَ الإمام علي عليه السلام بالكوفة وهو قائم على حجارة نصبها له ابن أخته جعدة بن هبيرة المخزومي، وعليه مدرعة من صوف، وحمائل سيفه ليف، وفي رجليه نعلان من ليف، فقال عليه السلام، في جملة ما قال: (ألا إنه أدبر من الدنيا ما كان مقبلاً، وأقبل منها ما كان مدبراً، وأزمع الترحالَ عبادُ الله الأخيار، وباعوا قليلاً من الدنيا لا يبقى، بكثير من الآخرة لا يفنى. ما ضرّ إخواننا الذين سُفكت دماؤهم وهم بصفّين أنْ لا يكونوا اليوم أحياء يسيغون الغَصَص، ويشربون الرَّنِق؟ قد ـ والله ـ لقوا الله فوفّاهم أجورَهم وأحلّهم دار الأمن بعد خوفهم. أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمّار؟ وأين ابن التيهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على النية؟). قال الراوي: (ثم ضرب بيده على لحيته الشريفة فأطال البكاء).
تاريخ النشر 12/09/2009
الصحابي الجليل أبو الهيثم مالك بن التيهان الأوسي الأنصاري، كان يكره الأصنام في الجاهلية، ويقول بالتوحيد، وكان مِن أول مَن أسلم من أهل يثرب، فقدم المدينة مع أصحابه الستة الذين أسلموا بمكة فأفشوا بها الإسلام.
البيعتان:
شهد أبوالهيثم بيعة العقبة الأولى، كما شهد بيعة العقبة الثانية واختير أحد النقباء الاثني عشر ليكونوا على قومهم بعد البيعة، وقيل أنه أول مَن ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في البيعة. وكانت له مداخلة عرضها على النبي حيث قال: (يا رسول اللَّه إنّ بيننا وبين الرجال ـ يعني اليهود ـ حبالاً وإنّا قاطعوها، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثمّ أظهرك اللَّه أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟) فتبسّم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ قال: (بل الدم الدم، والهدَم الهدَم، أنتم منّي وأنا منكم، أسالم من سالمتم، وأحارب من حاربتم). وبعد الهجرة آخى النبي بين أبي الهيثم وعثمان بن مظعون. وقد شهد أبو الهيثم بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله، وكان عفيفاً تقياً.
بعد وفاة النبي:
كان أبوالهيثم من الصحابة الذين انحازوا إلى علي عليه السلام وتشيعوا له بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن أعلام الصحابة الأنصار الذين دَعَوا إلى مبايعة أمير المؤمنين عليه السّلام بعد مقتل الخليفة عثمان، فحثَّ الناسَ على بيعته هو والحجاج بن عمرو ورفاعة بن رافع وخُزيمة بن ثابت وأبو أيوّب الأنصاريّ.. فأطاعهم المصريّون والكوفيّون والأنصار. كما شهد مع علي عليه السلام معركتي الجمل وصفين، وفي هذه الثانية استشهد رحمه الله مع أخيه عبيد، على الأشهر بين المؤرخين.
في معركة الجمل:
روى ابن أبي الحديد المعتزلي شعراً لأبي الهيثم قاله في معركة الجمل:
قل للزبير وقل لطلحة أننا
نحن الذين شعارنا الأنصار
نحن الذين رأت قريش فعلنا
يوم القليب أولئك الكفار
كنا شعار نبينا ودثاره
يفديه منا الروح والأبصار
إن الوصي إمامنا وولينا
برح الخفاء وباحت الأسرار
تأبين الإمام له:
بعد صفين خطَبَ الإمام علي عليه السلام بالكوفة وهو قائم على حجارة نصبها له ابن أخته جعدة بن هبيرة المخزومي، وعليه مدرعة من صوف، وحمائل سيفه ليف، وفي رجليه نعلان من ليف، فقال عليه السلام، في جملة ما قال: (ألا إنه أدبر من الدنيا ما كان مقبلاً، وأقبل منها ما كان مدبراً، وأزمع الترحالَ عبادُ الله الأخيار، وباعوا قليلاً من الدنيا لا يبقى، بكثير من الآخرة لا يفنى. ما ضرّ إخواننا الذين سُفكت دماؤهم وهم بصفّين أنْ لا يكونوا اليوم أحياء يسيغون الغَصَص، ويشربون الرَّنِق؟ قد ـ والله ـ لقوا الله فوفّاهم أجورَهم وأحلّهم دار الأمن بعد خوفهم. أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمّار؟ وأين ابن التيهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على النية؟). قال الراوي: (ثم ضرب بيده على لحيته الشريفة فأطال البكاء).
تاريخ النشر 12/09/2009