المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخطاط الإيراني عارف كيلاني : بدأ مشروعاً في الكتابة القرآنيّة يستغرق 20 عاماً



المهدى
09-04-2009, 12:24 PM
http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2009/09/04/127314_aref1.jpg


الخطاط الإيراني عارف كيلاني: أقدّم شكلاً حديثاً للحرف العربي


لافي الشمري - الجريدة


الخط الفارسي أحد أروع الخطوط العربية لما يتمتع به من تنسيق وانحناءات ومدّ ورشاقة، فضلاً عن خصوصية حروفه التي تمتاز بالليونة، وتبدو كأنها تنحدر في اتجاه واحد.

«الجريدة» التقت عارف كيلاني الذي اشتهرت تجربته بالثراء والجماليات، وكان معه اللقاء التالي.

كيف وجدت الأجواء التشكيليّة في الكويت؟

أزور الكويت للمرة الأولى وأنا مسرور جداً لهذه الدعوة التي تلقيتها من «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب» بالتنسيق مع المركز الثقافي الإيراني.

أعتقد أن الأجواء التشكيلية في الكويت ثرية جداً وتعد بتقدّم واضح في هذا المجال.

كيف وجدت ذائقة المتلقي الكويتي؟

عرضت مجموعة لوحات قرآنية تبرز أساليب وتقنيات متنوعة تتعلّق بالخط العربي والفنون الإسلامية. أما المتلقي الكويتي فوجدته يختلف كثيراً عن الآخرين بسبب كثرة اطلاعه على هذا النوع من الفنون، ربما لوجود مجموعة من الفنانين الكويتيين المرموقين الذين قدّموا أعمالاً مميزة.

كذلك فوجئت بالزوار الذين حرصوا على معرفة تفاصيل دقيقة لا يعرفها إلا الخبير في هذا المجال.

لماذا تركّز على الخط العربي في أعمالك؟

أركز في عملي على فنون القرآن وأنواع الخط العربي، لا سيما أن ثمة بحوثاً ودراسات اهتمت بجماليات هذا الفن وتناولت الحرف العربي وأنواعه.

اطلعت على الكثير من نتائج هذه البحوث للإفادة منها والتعرف إلى أنواع أخرى من الفنون لأن الخط العربي يمثل ركيزة أساسية للفنون الإسلامية ويمتزج ببقية الفنون الإسلامية كالنقش والنحت والعمارة...

ألا تعتقد أن التكرار يفرض نفسه في هذا النوع من الفنون؟

هذا الاتهام ليس دقيقاً، وربما صدر بسبب كثرة لوحات الآيات القرآنية التي تباع بأسعار زهيدة جداً لأنها عبارة عن ورق مطبوع. التقنية التي أستخدمها تتضمن مبادئ فلسفية ومحاكاة للحرف. لست الوحيد الذي يتعامل مع الحرف بهذه الطريقة، فالمشتغلون في مجال الحروفيات ينتمون إلى مدارس متنوعة ويقدمون دراسات في مجال الخط العربي، ومشاريعهم الفنية تأتي وفق معايير ومقاييس تقنية وعلمية وليست مجرد نسوج مزخرفة.

عرضت مجموعة كبيرة من اللوحات خلال معرضك الأخير في الكويت، ما سبب هذا التنوع؟

انتقيت 51 لوحة من رصيدي الفني، تصوّر مراحل مهمة في التغيير والتطور الحاصلين في طريقة كتابة القرآن الكريم، مزودة بزخارف إسلامية ونقوش تقليدية وحديثة تتواءم مع الخط العربي.

أرغب في الوصول إلى قوة التعبير وجمال الشكل، وأحرص على تقديم لوحات تحمل دقة في التقنية تجذب إليها المتلقي سواء لجمال الشكل أو المضمون.

تختص لوحاتي بالخط العربي، خصوصاً الكتابة القرآنية، لذا أرصد تاريخ أنواع خطوط القرآن الكريم وجغرافيتها مركزاً على الفروقات الكثيرة والمتنوعة بين نوع وآخر.

عرضت جزءاً كبيراً من لوحاتي لأمنح المتلقي فرصة المقارنة بين سمات أعمالي وأشكال الخطوط العربية الأخرى سواء في بغداد أو مصر أو الحجاز أو سورية، وسيكتشف حتماً أني قدمت إضافات جديدة على كل نوع من الخطوط مع الحفاظ على سماتها الأساسية.

هل زرت بلداناً عربية أخرى؟

نعم. أقمت في سورية بضعة أعوام واكتسبت خبرة طويلة لأن هذا البلد يهتم كثيراً بالخط العربي، ويحظى بفنانين مرموقين ينتمون إلى مدارس فنية راقية جداً.

استفدت كثيراً من هذه الفترة، نظراً إلى وجود مجموعة مرموقة تعمل في الحروفيات وحصلت على خبرة عملية يصعب علي اختصارها لأن عملي في سورية امتد لبضع سنوات كونت خلالها صداقات مع فنانين هناك، واطلعت على لوحات نادرة.

أنت لا تتقن الحديث باللغة العربية، ألا تخشى الوقوع في خطأ، لا سيما أنك ترسم بعض الآيات القرآنية؟

اتخذت من أعمال الأساتذة الكبار مرجعاً لي لرسم الحرف العربي، واعتمدت على شكل الحرف في القرآن الكريم، لذا أنا دقيق جداً في هذه المسألة وأتروى قبل اتخاذ أي خطوة لأن الخطأ ممنوع في هذا المجال، ولا يخفى على أحد وجود قواسم مشتركة بين الحرفين العربي والفارسي من حيث الشكل، إضافة إلى أن الشعب الإيراني يدأب على قراءة القرآن الكريم وسماعه.

هل تستطيع أن توضح لنا الإفادة التي يقدمها الفن التشكيلي للحفاظ على هذا الإرث الكبير؟

يتبوأ فن الخط العربي مكانة رفيعة في ثقافة الإبداع في التاريخ الإسلامي، وثمة أمور منسية من هذا التراث الكبير. تسعى مجموعة من المهتمين بفن الحرف إلى تسليط الضوء على 12 قرناً من الكتابة في القرآن الكريم، وثمة مجموعة أجرت دراسات للإحاطة بفنون القرآن، وتناولت الزخرفة والخط العربي، وأنا أسعى إلى تقديم صيغة حديثة من الحرف يمزج بين الشكل المعاصر والجانب التوثيقي.

مشروعان

بدأ كيلاني مشروعه في تطوير الخطوط القرآنية، ويشمل الكتابة على السيراميك وتهذيبه، ويتضمن 2000 لوحة موزعة على خمس مراحل، ويتوقع الخطاط أن يستغرق المشروع 20 عاماً. كذلك يعمل على مشروع آخر بعنوان «نهج تطوير تاريخ وجغرافيا الكتابة والتهذيب لخطوط القرآن الكريم».