مشاهدة النسخة كاملة : لبنان: تداعيات إفلاس الحاج صلاح عزالدين المالية قد تفوق تداعيات حرب يوليو
بري ونصرالله يتابعان الموضوع شخصياً
بيروت - الجريدة
لا تزال قضية إفلاس رجل الأعمال اللبناني المقرَّب من 'حزب الله' الحاج صلاح عزالدين، مدير 'دار الهادي للنشر' وصاحب تلفزيون 'الهادي' للأطفال والمشرف على حملة السلام للحج، تتفاعل على الساحة اللبنانية.
وفي حين تضاربت الأرقام بشأن قيمة مجمل خسائر عزالدين التي قد تتعدى مليار دولار أميركي، منها نحو 180 مليوناً تخص مواطناً قطرياً، أشارت معلومات إلى أن مرجعيات كبرى، وفي مقدمها رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله يتابعان شخصياً القضية، نظراً إلى كمية الأموال التي أودعها عدد كبير من اللبنانيين الشيعة الميسورين من أهالي الجنوب (لاسيما جوار بلدته معروب في قضاء صور) والضاحية الجنوبية لبيروت، مقيمين ومغتربين، فضلاً عن رجال أعمال شيعة خليجيين.
وبينما لم تتضح بعد الأسباب التي أدت إلى إفلاس عزالدين المعروف بسمعته الطيبة وأعماله الخيرية، ألمحت بعض الجهات الى أن الأمر لا يتعدى كونه مجرد إفلاس مالي، منطلقة من معلومات تفيد بأن عزالدين يتولى إدارة محفظة 'حزب الله' المالية، إلى جانب محفظة المودعين الفرديين، وأشارت إلى أن 'حزب الله' يتولى بنفسه متابعة القضية، التي اعتبر أن تداعياتها قد تكون أضخم من تداعيات 'حرب يوليو'، وهذا ما يفسر عدم إقدام أي من المودعين على رفع دعاوى ضد عزالدين أمام القضاء اللبناني، على الرغم من حالة الذهول والصدمة والانهيارات العصبية التي أصابت بعضهم.
وكان عزالدين سلّم نفسه الى السلطات اللبنانية قبل أيام، بعد تعرضه للإفلاس.
المهدى
09-04-2009, 12:11 PM
تقرير: "مادوف لبنان" قريب لحزب الله وخسائره بمئات الملايين
القضية قد تكون الأكبر من نوعها في لبنان
لندن، بريطانيا (cnn) -- شبهت تقارير صحفية رجل الأعمال اللبناني، صلاح عزالدين، الذي أوقف قبل أيام على خلفية مطالبته بسداد مبالغ عجز عن دفعها تقارب المليار دولار بالمستثمر الأمريكي، برنارد مادوف، واصفين الأول بأنه "مادوف لبنان" بعد أن وصلت قيمة المطالبات المالية في الدعاوى بحقه إلى أكثر من 700 مليون دولار.
وقالت التقارير الصادرة الخميس إن عزالدين، الذي اشتهر من خلال عدة مشاريع تجارية، أبرزها دار نشر "الهادي" المتخصصة بالكتب الدينية الشيعية في ضاحية بيروت، على صلة وطيدة بحزب الله، حيث وضع الكثير من عناصر وقادة الحزب أموالهم في شركاته، إلى جانب مستثمرين عرب، خاصة من دولة قطر.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن أحد المسؤولين في المصرف المركزي اللبناني نفى أن تكون قضية "أموال عزالدين" تشكل كبوة للرقابة المصرفية اللبنانية، التي يديرها المصرف المركزي المعروف بتشدده.
وأوردت عن المسؤول الذي لم يرغب بالكشف عن اسمه قوله: "لقد أدار عزالدين استثماراته بصورة شخصية، وليس بأسلوب المؤسسات أو البنوك الاستثمارية،" ما يجعل نشاطاته بالتالي خارج إطار رقابة المصرف المركزي.
وبحسب "فايننشال تايمز" فإن خصوم حزب الله في لبنان باشروا توجيه سهام النقد إلى الحزب على خلفية هذه القضية، بسبب علاقات عزالدين المعروفة مع الكثير من الشخصيات القيادية فيه.
ونقلت عن أحد مصادر الحزب قوله: "إنها أزمة كبيرة للناس.. إنها مصيبة."
وإلى جانب دار :الهادي،" يمتلك عزالدين محطة "الهادي" التلفزيونية للأطفال، وشركة خاصة بتنظيم حملات الحج، ويقال إنه أطلق هذا الاسم على مؤسساته تيمناً بهادي نصرالله، النجل الراحل لزعيم حزب الله، حسن نصرالله.
وتشير التقارير التي تتداولها الصحف في بيروت إلى أن عزالدين كان قد وسّع تجارته مؤخراً لتشمل صفقات نفطية مع إيران ومصانع حديد في أوروبا الشرقية.
وقد أدت الأزمة المالية العالمية إلى تراجع أعماله، ما دفعه إلى الطلب من الناس إيداع أموال لديه مقابل أرباح طائلة، في محاولة منه لجمع مبالغ تكفي لسداد ديونه، لكن خسائره تفاقمت مع تزايد الأزمة.
يذكر أن أكبر قضية إفلاس في تاريخ لبنان تعود إلى منتصف القرن الماضي، عندما عجز بنك إنترا، الذي كان أحد أكبر المصارف اللبنانية آنذاك، عن سداد ديونه.
صلاح عزّ الدّين: «الله لا يبليكم»
مهى زراقط - بنت جبيل
http://www.bintjbeil.org/media/pics/1251873465.jpg
ثلاثة أيام مرت على انتشار خبر إفلاس رجل الأعمال صلاح عز الدين، من دون أن ترتفع الأصوات متهمة إياه بالاحتيال أو السرقة بخلاف ما كان يحصل مع رجال أعمال سبقوه إلى إعلان إفلاسهم. فمشاعر التضامن مع «رجل الخير والأخلاق»، كما يصفه كثيرون، تتضارب مع مشاعر غضب بعض المستثمرين لأموالهم لديه. بين الطرفين أسئلة لا تنتهي عن حلقة مفقودة يجب معرفتها لتحديد سبب الانهيار
تقاضى موظّفو دار الهادي رواتبهم كالمعتاد هذا الشهر، وهم يمارسون عملهم بشكل طبيعي. الموظفة في ديوان الهادي تتصل لتسأل مديرها عن ثمن كتاب لم يدفع، وعن نسبة الحسم التي يمكنها اعتمادها لبيع مجموعة مصاحف بالجملة. أما في الدار، التي يملكها رجل الأعمال صلاح عز الدين، فـ«طلبيات» الكتب موجودة على مكتب المسؤول. وعند المدخل، يمكنك أن ترى عجوزاً على عكاز، يبدو أنه لم يسمع بعد بالخبر لأنه كان يسأل عن موعد وصول «الحاج صلاح»، الذي اعتاد أن يدفع له بعض المال، كما يقول موظفون في الدار.
تشي هذه المشاهد بأن الأمور تسير على ما يرام في المكان، لكن الواقع ليس كذلك. الاتصالات لا تتوقف، وهي تأتي من لبنان والخارج، ومن شخصيات سياسية كما من أصحاب دور نشر ومواطنين عاديين. أما الجدية التي يمارس فيها الموظفون عملهم، فهي تخفي حزناً لا يلبث أن ينكشف بمجرد السماح للنفس بالتعبير. هنا، دموع تنهمر من عيني صديق قديم، وأخرى تختبئ في فيء حجاب موظفة تصف عملها مع «الحاج صلاح» بـ«ليلة القدر»، فيما يعبّر انفعال سكرتيرته، وإصرارها على تكرار عبارة «ما بدي جاوب»، عن ثورة مكبوتة.
إنه اليوم الثاني على انتشار خبر إفلاس صلاح عز الدين. يلهي الموظفون أنفسهم بالعمل، لكنهم ينصتون لما سيقال عن الرجل، الذي حاولت «الأخبار» التعرّف إليه أكثر، وخصوصاً بعد جولة بين الناس خلت من أي إشارة سلبية في حقه. «رجل الخير، المؤمن، الطيب...»، هذا هو مضمون العبارات التي تصدر في الشارع، بخلاف ما كان يمكن توقعه من اتهامات صدرت سابقاً بحق رجال أعمال سبقوه إلى الإفلاس.
أنا مستعدّ لرهن منزلي والمساهمة في تسديد ما يترتب عليه
ما هو سرّ هذا الصيت الطيب لرجل يقال إنه سبّب خسائر لنحو ألفي مستثمر أودعوه أموالهم؟ وما سبب التروّي في رفع الدعاوى القضائية ضده، على الرغم من مرور أيام على انتشار الخبر في الدوائر الضيقة، علماً بأنه تردّد أمس خبر عن رفع دعوى في حقه؟
«اسألي الناس لا تسألينا، كي لا يقال إن شهادتنا مجروحة به»، يجيب موظف مسؤول في الدار، فيما يصرّ صديق مقرّب له على الحديث عن الرجل «اللي كلّو أخلاق». هو يعرفه منذ 20 عاماً: «تعرّفت إليه في موسم الحج في السعودية، وبدأت أعمل معه منذ ذلك الوقت قبل أن تتحوّل علاقتنا إلى صداقة وأخوة». يختنق صوت الرجل بدموعه قبل أن يتابع: «أنا الآن مستعدّ لرهن منزلي والمساهمة في تسديد ما قد يترتب عليه». هذا الصديق لا يتردد في القول، إنه كان يتمنى لو سمع خبر وفاة صلاح على أن يسمع خبر إفلاسه ووضعه خلف القضبان، أو أن يقال عنه في يوم من الأيام إنه نصّاب.
كيف يمكن من خلق شيئاً من اللاشيء أن يكون نصّاباً؟ يسأل الموجودون في أحد مكاتب الدار، محاولين تقديم سيرة ذاتية لعمله، فلا ينجحون إلا قليلاً. من خلال شبك المعلومات يمكننا أن نعرف الآتي:
صلاح عز الدين، من مواليد بلدة معروب عام 1962، كبير إخوته الثمانية (أربعة شبان توفي أحدهم، وأربع فتيات). حاصل على إجازة في العلوم السياسية. عمل في بداياته ناظراً في مدرسة النجاح في الشياح، وكان يساعد والده في محل التنجيد. متزوج منذ منتصف الثمانينيات وله أربعة أولاد. عندما ذهب إلى الحج نهاية الثمانينيات، سأل عن كلفة تنظيم رحلات الحجّ، وقدّر أرباحها فأغراه المشروع وقرّر أن يؤسس عملاً خاصاً به.
تقول سكرتيرته التي تعمل معه منذ 14 عاماً، إنه استدان ليؤسس، مع شريك له، «حملة السلام الحج». وفي منتصف التسعينيات، انفصل عن شريكه وأسس «حملة باب السلام» التي يصفها كثيرون في الضاحية بأنها «حملة 5 نجوم». فهي توفر للراغبين في الحج رحلة ترتقي خدماتها إلى فنادق 5 نجوم. وعلى الرغم من ارتفاع كلفتها إلى نحو 7 آلاف دولار، يؤكد قيّمون عليها أنها لم تكن تربح.
لا تاريخ دقيقاً يقدّم لبدء عمله في استثمار أموال الآخرين، لكنه يعود بضع سنوات فقط إلى الوراء. ويقال إن الحاج صلاح لم يكن يوافق على استثمار الأموال من أيّ كان، «كان الأمر يحتاج إلى واسطة أحياناً، وخصوصاً أنه يتعامل بمبالغ كبيرة» يروي تاجر على اطلاع على بعض أعمال عز الدين، مقدّراً أن يكون ما حصل ضربة كبيرة ناجمة عن سوء تقدير لأرباح مشروع معين. لكنه يستبعد الرقم الذي ذكر في وسائل الإعلام «لا أعتقد أن الرقم يتجاوز الـ650 مليون دولار».
الحديث عن توسع نشاط صلاح عز الدين، واتجاهه نحو تجارة الحديد «وما يقال من نفط وأمور أخرى» أمور يؤكد العاملون في الدار أنهم لا يعرفونها. كما يؤكدون أنهم لم يكونوا يعرفون شيئاً عن خسائره «فهو لم يكن يقول شيئاً لأحد».
حتى في الأيام التي سبقت الإعلان عن توقيفه، وكان خلالها غائباً عن السمع، لم يكونوا يعرفون شيئاً عن سبب هذا الغياب. أحد أصدقائه يقول إنه عرف بالأمر منه قبل عشرة أيام، ويحكي آخر أنه دخل مرة إلى مكتبه فوجده مهموماً وحزيناً، وعندما سأله عن السبب قال له إنه خسر نحو 20 مليون دولار في أحد المشاريع.
يتفادى موظفو الدار محاولات تخيّل وضعه اليوم في مركز التوقيف، وإن كانوا سمعوا أنه بخير. هم يترقبون الأيام المقبلة التي سترتفع فيها صرخات المستثمرين، فيحاولون تذكر ما كان سيفعله الحاج صلاح في ظروف مماثلة، ويسترجعون وصايا قالها لهم في الأيام الأخيرة قبل أن «يختفي»، وفهموا مغزاها اليوم: «لا تنصتوا لكلّ ما سيقال، يمكنكم أن تجيبوا الناس فقط بعبارة: الله لا يبليكم».
الجمعة 4 أيلول 2009
"القبس": إفلاس مشبوه لرجل الأعمال صلاح عز الدين
كشفت مصادر أمنية وقضائية لبنانية لصحيفة "القبس" الكويتية عن تحقيقات تجريها المباحث الجنائية المركزية مع رجل الأعمال اللبناني وصاحب إحدى دور النشر صلاح عزالدين، بجرم الإفلاس الاحتيالي على خلفية شكاوى عدد من المتمولين العرب، لا سيما من الكويت وقطر، الذين سلموا عز الدين أموالا لاستثمارها في مشاريع ثقافية وإعلامية وتجاري ة، لكنهم فوجئوا بابلاغهم ان أعماله تدهورت والخسائر باتت فادحة فضاعت الأموال.
وأوضحت المصادر ان المتمولين العرب أبدوا شكوكا في أن يكون عز الدين استولى بطريق الاحتيال على أموالهم، ما دفع بالنيابة العامة اللبنانية الى وضع يدها على الموضوع، وأوقفت عز الدين منذ أسبوع، وبدأت التحقيق معه للاشتباه بضلوعه في جريمة احتيال بعدما استثمر مئات الملايين من الدولارات نيابة عن أثرياء عرب، وعن لبنانيين واعطاء شيكات بمبالغ ضخمة من دون رصيد.
وتبدي الأوساط الشعبية اللبنانية اهتماما بمتابعة القضية، خاصة ان مدخرات عديد من أهالي جنوب لبنان أصبحت ضائعة بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدتها توظيفات أعمال عز الدين الذي يتحدر من بلدة في الجنوب.
وقد استحوذت قضية افلاس عز الدين على اهتمام رجال الأعمال اللبنانيين والعرب (على حد سواء) انطلاقا من حجم الخسائر المالية التي مني بها، وارتباط هذه المسألة بمئات وربما آلاف المستثمرين اللبنانيين والعرب الذين خسروا مدخراتهم.
واستدعت القضية تدخل مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف لمعرفة ما اذا كان عز الدين مدينا لمصارف لبنانية، وهو أمر استبعدته مصادر مصرفية مطلعة.
وربطت بعض الأوساط المالية بين افلاس عز الدين وبين الأزمة المالية العالمية، حيث تكبدت الشركات التي يديرها خسائر كبيرة، اضافة الى المردود المرتفع (الفوائد) التي كان يمنحها عز الدين للمستثمرين، والتي تصل الى نحو 40%، إضافة الى طلب عديد من المستثمرين سحب توطيفاتهم المالية.
وتتحدث الأوساط المالية عن الانعكاس السلبي لإفلاس عز الدين على مئات وربما آلاف العائلات، التي استثمرت أموالها معه.
وتشبه الأوساط قضية عز الدين بقضية "مادوف" في الولايات المتحدة، وان بشكل مصغر، حيث ان مادوف خسر 50 مليار دولار لمستثمرين من كل دول العالم، والخسائر قد تصل الى نحو مليار دولار، وعز الدين صاحب مجموعة كبيرة من الشركات، منها دار الهادي للنشر، وتلفزيون الهادي للأطفال ويشارك في مشاريع في مجالي الحديد والنفط. وعقوبة الإفلاس الاحتيالي في لبنان تقضي بالحبس لمدة تتراوح بين ثلاث وسبع سنوات، بينما تتراوح عقوبة الافلاس التقصيري بين سنة وثلاث سنوات.
وتعتبر هذه الحالة في لبنان الثالثة من نوعها في السنوات العشرين الأخيرة.
حرب تموز مالية ونصرالله يعلق: لقد كسرتم ظهري
مجلة الشراع اللبنانية
٤ ايلول ٢٠٠٩
بهذه الكلمات عبّر امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عن سخطه وانـزعاجه واستيائه من إفلاس رجل الاعمال صلاح عز الدين وانعكاسات وارتدادات هذا الإفلاس على شريحة واسعة من المودعين وجلهم من حزب الله او من العائلات والافراد الدائرين في فلك الحزب والداعمين له.
ووصل استياء امين عام حزب الله الى حد الغاء الإفطار المركزي الذي يقيمه حزب الله او المقاومة الاسلامية كل عام في رمضان، ولسان حال نصرالله في هذا الصدد ماذا سأقول لهذا الشعب الذي تلقى ضربة قاسية في لقمة عيشه ومدخراته وبماذا اعده لتجاوز محنته، وكيف سأحثهم على التبرع للمقاومة وقد تبخرت مدخراتهم وتبددت.
وعلى غرار السيد نصرالله، حظي موضوع افلاس عز الدين باهتمام استثنائي من المراجع الاسلامية الشيعية الاخرى من المرجع السيد محمد حسين فضل الله الى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالأمير قبلان الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكل ذلك عبر عن حجم المأساة التي تسبب بها إفلاس عز الدين وأصاب قرى وبلدات بأكملها ومئات العائلات ان لم يكن اكثر في الجنوب والضاحية والبقاع، وامتداداً الى بعض الاوساط الخليجية التي وثقت بعز الدين، ووجدت عنده فرصة ثمينة للاستثمار، قبل ان تقع الواقعة ومثل ((الفأس على الرأس)) على حد تعبير احد كبار المودعين.
ومهما قيل للتخفيف من وقع ما جرى، وهو يتجاوز ما اعلن من خسائر قدرت بمليار ومائتي مليون دولار، وتجاوز حسب بعض التقديرات الملياري دولار، فإن من تسنى لهم الاطلاع على حقيقة الاموال الضائعة والارقام الفعلية للخسائر يجزمون بأن الضرر اللاحق يكاد يوازي بنتائجه وأضراره وتداعياته حرب تموز/يوليو الاسرائيلية في العام 2006 على لبنان، مع فارق كما يضيف هؤلاء هو ان حرب تموز الجديدة هي حرب مالية واصابت مباشرة جسماً اساسياً في قيادات وأطر حزب الله والبيئة الحاضنة له، مما يولد كما يضيف هؤلاء انعكاسات هائلة على هذا المجتمع الحاضن للحزب والمقاومة بكل ما لذلك من ارتدادات على الوضع العام في البلاد.
بعض الشامتين يصفون الامر بأنه جزء من ((فوضى ما بعد حرب تموز))، والانفلاش المالي والثراء المستجد لبطانة جديدة من حديثي النعمة قسمت الحزب الى طبقات، ودفعت نصرالله مراراً وتكراراً الى التركيز في اجتماعات الحزب على دعوة قياداته ونسائهم وعائلاتهم الى التواضع والزهد واتقاء الله عز وجل ونبذ الاسراف وحب الدنيا.. ويذهب قسم من هؤلاء الشامتين الى القول بأن ما حدث هو ((لعنة)) اصابت الخارجين عن القيم والمبادىء الاصيلة لحزب الله التي بررت ولادته وانطلاقه يزخم قوي وتحقيقه الانتصارات والانجازات في زمن قياسي، بعد ان عمموا وأشاعوا (ثقافة) ابتغاء ((الثراء السريع)) وكل ما يصاحبه من شبق للشهوات على اختلافها، وعليه يمكن القول ان ((طفرة)) ما بعد حرب تموز ((وتعويضاتها)) تكاد تلامس طفرة ما بعد وادي ابو جميل - وتعويضاتها – او بما عرف يومها ((وادي الذهب))، تلك اللعنة التي اصابت حركة ((امل)) او جزءاً منها مثلما تصيب اليوم حزب الله او جزءاً منه.
اسرائيل واميركا
.. ورغم كلام ((الشماتة)) هذا، وجزء منه متداول داخل اوساط حزب الله او قريبة منه، وتحرص عليه وعلى استمراره ليس فقط في حمل لواء المقاومة بل وايضاً في الحفاظ على سلم القيم الذي طالما تميز به، فان الحديث عن احتمال وقوع صلاح عز الدين في ادران خطة مدبرة ومحكمة، معزز بأدلة ووثائق لدى بعض القيادات المهتمة بملاحقة هذا الموضوع، وهذه الادلة والوثائق ترجح وليس فقط لا تستبعد وجود أياد اسرائيلية خفية وراء ما جرى خصوصاً بعد ان اتسعت استثمارات عز الدين وأرباحه الطائلة في زمن سابق بدءاً من افريقيا ووصولاً الى روسيا وأذربيجان وحقول النفط فيها بالاضافة الى مناجمهما وأسواقهما الواسعة والمفتوحة.
وإذا كان الاسرائيليون يملكون فكرة ولو أولية عن حجم ايداعات بعض قيادات حزب الله وأطره والدائرين في فلكه في استثمارات عز الدين، فإن استهدافه لا بد وان يكون ضمن اولويات الاسرائيليين في حربهم ضد حزب الله، خصوصاً وان افلاس عز الدين وجه ضربة قاصمة لاقتصاد حزب الله - اذا صح التعبير – وأفراده والدورة الانتاجية والاقتصادية والمالية المنتفعة منه، ويراد منه بكلمة مختصرة الوصول الى ((تفليسة)) حزب الله.
وليس بعيداً عن هذا الامر احتمال ان يكون افلاس عز الدين جزءاً من حرب الولايات المتحدة على الارهاب، خصوصاً في ظل التداخل الحاصل بين الارهاب والمقاومة في العالم واللغط المقصود للخلط بينهما، واذا كان معروفاً لواشنطن ان رجل اعمال مثل عز الدين يلتقي امين عام حزب الله عندما يريد او يشاء وان مكانته اوصلته للاجتماع ذات مرة وربما اكثر بمرشد الجمهورية الاسلامية في ايران السيد علي خامنئي، فإنه يصبح هدفاً مركزياً لدى واشنطن يراد من وراء ضربه استهداف البنية الحاضنة للمقاومة او للارهاب لبنانياً وعربياً حسب التعريف الاميركي.
مستثمرون خليجيون
وثمة أمر آخر لافت يضاف الى ما تأكد وهو ان صلات عز الدين الاستثمارية تمتد لتشمل متمولين عرباً في دول خليجية مثل الكويت وقطر والبحرين، ولم يعد سراً ان قطرياً متزوجاً من بلدة كفرتبنيت اصيب بذبحة قلبية وهو اليوم في حال حرجة جداً بعد بلوغه نبأ افلاس عز الدين وضياع ما يوازي 153 مليون دولار كان يودعها ضمن استثماراته.
وفي ظل رقابة دولية صارمة تفرضها الولايات المتحدة على حركة الاموال والاستثمارات في المنطقة والعالم تحت عناوين مكافحة الارهاب وتجفيف ينابيعه المالية كأخذ قصة عز الدين بعداً جديداً يتصل بالحملة الاميركية المستمرة ضد كل خصومها، خاصة اذا قيض للأميركيين الاطلاع على نوعية الاشخاص الذين يتعامل عز الدين معهم، وبينهم مسؤول بارز في حزب الله يتولى اعمال التنسيق والاتصالات باسم حزبه وبلغت خسارته كما تردد نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار، وبينهم اخوة احد وزراء حزب الله الذين بلغت خسائرهم نحو 57 مليون دولار من دون حسبان خسائر نائب نشيط من هنا (600 الف دولار)) ونافذ من هناك (مليون دولار) الخ..
وعندما يتأكد حجم هذه الخسائر ونوعية المتضررين تصبح المسألة مسألة نوعية تتوخى ضرب حزب الله في رحمه او في صميمه من دون ان يقلل ذلك من خطورة وابعاد افقار قرى بأكملها مثل بلدة معروب وهي بلدة صلاح عز الدين التي يتردد ان خسائرها وصلت الى حدود الـ 300 مليون دولار.
وفضلاً عن خسائر عدد من القرى والبلدات لايداعاتها مثل يارون (بعض المعلومات تحدث عن خسائر بلغت 120 مليون دولار) وجويا والحوش وصور وغيرها من قرى وبلدات منطقة جنوبي نهر الليطاني، فإن الخسائر طاولت مؤسسات معروفة بعضها يتولى التجارة العامة وبعضها الآخر صناعة الحلويات.. الخ.
اما الطامة الاكبر فتتمثل بأموال صغار المودعين وبعضهم باع ارضاً او ماشية او دكاناً او حتى منـزلاً لتأمين 50 الى 60 الف دولار على الاقل لايداعها وتثميرها بشكل سهل ويدر ارباحاً كبيرة وسريعة وصلت الى نسب لا تقل عن الخمسين والستين بالمائة سنوياً من قيمة المبالغ المستثمرة.
ومع انه ليس لحزب الله علاقة مباشرة بحركة عز الدين، كونه نشأ على هامش صعود الحزب وليس بتدبير مباشر منه، والازمة اصابت حتماً من قياداته واطره مثلما اصابت البيئة التي يعمل ضمنها، فإن ارتدادات هذه الازمة لا بد وان تصيبه بشظاياها بشكل مباشر او غير مباشر، ولذلك قد لا يكون من المفيد الاكتفاء بما يقوله مسؤولو الحزب لوفود المتضررين التي تقصدهم بحثاً عن تعويض ما، خصوصاً وان بعض الاشاعات تحدث عن ان الحزب وقبل تسليمه عز الدين لمدعي عام التمييز سعيد ميرزا قام خلال فترة توقيفه لمدة أسبوع بالاستحصال منه على ما تبقى من أموال للتعويض على قياداته المتضررة، وهو أمر ليس له سند أو دليل في ضوء بعض المعلومات شبه المؤكدة ان إفلاس عزالدين ضرب ضربته كزلزال دون إنذار أو مقدمات مخلفاً ما يخلفه أي نوع من هذه الأعاصير، على غرار إفلاس بنك ((انترا)) في الستينيات من القرن الماضي وغيره من عمليات الإفلاس التي ضربت العالم خلال الأزمة المالية العالمية مؤخراً، إضافة إلى ارتفاع شكوى عدد من مسؤولي حزب الله الذين أصابتهم الخسارة وحال اليأس من الاستحصال على قرش واحد التي ظهروا فيها غداة الإعلان عن الإفلاس المدوي لعزالدين.
من هو عزالدين؟
وعزالدين هذا مشهود له بتدينه وتقواه وأخلاقه. والمتضررون منه يدافعون عنه حتى الآن رغم خسائرهم الكبيرة. وثمة شكوك حتى الآن في أن أحداً منهم سيلجأ لرفع دعوى شخصية بحقه أمام القضاء علماً ان القضية ما تزال في أول مسارها القضائي حتى الآن.
واكتسب عزالدين سمعة طيبة من خلال أعمال الخير التي يقوم بها في كل مكان حلّ به ومن خلال عمله عبر ثلاثة عناوين ثقافية وتربوية ودينية، الأول دار الهادي للنشر والثاني تلفزيون ((الهادي)) للأطفال والثالث حملة ((باب السلام)) للحج والعمرة. وإضافة إلى ذلك فإنه واظب على دفع أموال الخمس للمراجع المعنية ولم يتردد يوماً في القيام بمبادرات إنسانية وهو ما جعله مقصداً لأصحاب الحاجة والمشاريع الإنسانية، هذا إضافة إلى اتسامه بالكرم وحسن الضيافة إضافة إلى دفء اللسان وطيب السريرة وتقربه من أهل العلم والتقوى والفداء.
ويقول مهتمون بالقضية ان عزالدين نفسه لا يعرف ما أصابه وانهارت الامبراطورية التي أنشأها وراح ضحية ((فشخاته)) أو مغامراته الاستثمارية الواسعة، فهو ضحية مثل ضحاياه. والبعض يجزم بأنه انكشف بعد ان أصيب باليتم المالي اثر اغتيال أبيه المالي عماد مغنية الذي كان يتولى الحفاظ عليه وحمايته من كل ما يدبر له في عالم الأعمال الواسع، وهو أمر وان كان شائعاً لدى هؤلاء إلا انه غير أكيد ولا يستند إلى أدلة أو وقائع تؤكده.
ولا يلغي هذا الأمر أبداً وجود احتمالات بأن يكون إفلاس عزالدين احتيالياً وهو ما لم تظهر مؤشراته حتى الآن في ظل استمرار التحقيقات للإمساك بخيوط هامة توضح الأبيض والأسود وتحدد المسؤوليات عن إفلاس بحجم جريمة كبرى ارتكبت بحق شرائح واسعة من أبناء الجنوب والبقاع والضاحية. وتختلف عن سابقاتها بالنوع والكم، لأن قضية عزالدين إذا صح وصفها كذلك تختلف عما سبقها من قضايا عرفت سابقاً باسم قضية الداعوق أو قضية جواد أو قضية حسون.. الخ من قضايا يغذيها الجشع والاندفاع نحو أرباح سريعة وسهلة دون ضوابط قانونية أو رقابة في الحد الأدنى لها.
وإذ يحاول مقربون من حزب الله التقليل من حجم ما جرى بالقول ان الأموال المهدورة والضائعة لا تتجاوز الـ600 مليون دولار، نصفها للبنانيين ونصفها الآخر لخليجيين، فإن هذا الرقم إذا صح لا يقلل من أهوال وخطورة ما جرى خاصة وان الاحتكام للقضاء لن يعرض المسؤولين عما جرى إلا لأحكام سجن لن تعيد سنتاً واحداً لمتضرر.
وإذا حوكم المسؤولون عما جرى بأقسى الأحكام، فمن يحاكم مروجي ثقافة ابتغاء ((الثراء السريع والسهل)) وبأية وسيلة ممكنة الذين يزدادون مع انهيار سلم القيم في لبنان واستسهال الاتجار بكل شيء ويملأون البلاد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب؟
توسع التحقيقات مع رجل الاعمال صلاح عز الدين
موقع صدى بيروت
http://www.echobeirut.com/newsm/2952.jpg
لا تزال المباحث الجنائية المركزية تُجري تحقيقاتها الأوّلية مع الموقوف صلاح عز الدين، رجل الأعمال اللبناني وصاحب دار الهادي للنشر، بجرم الإفلاس الاحتيالي، على خلفية شكاوى عدد من المتمولين العرب لا سيما من الكويت وقطر، الذين سلموا عز الدين اموالاً لاستثمارها في مشاريع ثقافية واعلامية وتجارية، الا انهم فوجئوا بابلاغهم أن اعماله تدهورت والخسائر باتت فادحة فضاعت الأموال·
وفي هذا الإطار، وجه هؤلاء شكوكهم نحو عز الدين بأنه ممكن أن يكون استولى احتيالاً على اموالهم، وباشارة من النيابة العامة التمييزية بوشرت التحقيقات مع عز الدين الذي اوقف منذ أسبوع مضى· وأفادت المعلومات أن عز الدين، الجنوبي من بلدة معروب، والمقرب من <حزب الله> اوقف رهن التحقيق للاشتباه بضلوعه في جريمة احتيال بعدما استثمر مئات الملايين من الدولارات نيابة عن اثرياء شيعة، كما انه يخضع للتحقيق بجرائم الاحتيال وشيكات بمبالغ ضخمة تبين انها من دون رصيد، خاصة أن متمولين من دولة قطر استثمروا اموالهم معه أيضاً حسب ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء·
وقالت أوساط متابعة للقضية أن قيادات شيعية بارزة تتابع ملف عز الدين بالتفصيل خاصة أن مدخرات العديد من الجنوبيين أصبحت ضائعة، بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدتها توظيفات أعمال عز الدين في الداخل والخارج، مما دفع بها إلى الافلاس والانهيار بحسب رأي بعض الاقتصاديين·
وكان آلاف من المودعين لدى رجل الأعمال اللبناني صلاح عزالدين قد اصيبوا بالذهول بعد إعلان خبر إفلاسه وتردد ان بعضهم أدخل المستشفى اثر معرفته بانتكاسة عزالدين وتبخر «جنى العمر» بالتالي
ولم يصدر عن أية مرجعية دينية أو حزبية شيعية أي موقف، خاصة وأن عزالدين كان من المقربين من «حزب الله» من دون أن يكون منتسبا إليه، بينما تعامل مودعون بحذر مع القضية مفضلين التريث وعدم التصريح في انتظار ما ستؤول إليه الأمور، في ظل عدم معرفة دقيقة بالخسارة الإجمالية للمواطنين، حيث أشار البعض إلى أن المبلغ لا يتجاوز الخمسمائة مليون دولار، في حين أن مصادر أخرى أشارت إلى نحو ملياري دولار من الخسائر
و ذكرت جريدة «السفير» أن رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله والمرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله وقيادات ومراجع أخرى يتابعون هذا الملف تفصيليا، خاصة وأن شريحة كبيرة تضررت، وبعضها بالكاد كان يلملم آثار عدوان حرب تموز، حتى أن أحد الوزراء الشيعة قال ان ما جرى يوازي في نتائجه، حرب تموز اقتصاديا.
و ذكرت ايضا " السفير " ان عدم وجود أصول مالية أو عقارية لعزالدين قد زاد منسوب القلق لدى المودعين وبينهم عدد كبير من «الشخصيات الوازنة» في دوائرها الاجتماعية، علما أن صيت الرجل فاض عن البلد وبلغ بعض بلاد الاغتراب وكذلك بعض دول الخليج
والمعروف عن عزالدين ابن بلدة معروب في منطقة صور صعود نجمه المالي في السنوات العشر الأخيرة وبأنه من فاعلي الخير وأصحاب الأيادي البيضاء وتقديم المشاريع الخدماتية والإنسانية وعلى وجه الخصوص في قريته التي ساهم فيها بإنشاء صرح رياضي لكرة القدم وناد حسيني ومسجد وغيرها من الأعمال. والمودعون كانوا يوقعون عقود مضاربة مع عز الدين أو مع واحدة من شركاته العديدة، ويتقاسمون الأرباح السنوية لمبالغهم بنسبة 75 بالمئة لهم و25 بالمئة لعز الدين، كحد اقصى
وتردد أن النسبة الأكبر من المودعين هم من اللبنانيين بينما هـناك فئــة تنتمي إلى جنسيات عربية مختلفة. ويقـول أحد أبناء صور المودعين لدى عزالدين إن «المودعين اللبنانيين بغالبيتهم من بلدات يارون والعباسية ومعروب ودير قانون النهر وطورا وغيرها من القــرى وصولا إلى الضاحية الجنوبية
الشاب الذي بدأ التعامل مع عزالدين قبل نحو سنتين يقول إنه لا يستعجل الامور حول ما اذا كان عزالدين دبر إفلاسا أو إن ما حصل هو إفلاس حقيقي بسبب مضاربات. ويتابع: ان هذا الحدث هو بمثابة كارثة فعلية. وقال «إن الأرباح التي كنا نتقاضاها كانت تتراوح بين 17 الى 20 بالمئة كل ستة اشهر وعشرين يوما وان كل الامور كانت تحصل بشكل طبيعي ولم نكن نخال بان هذه «الامبراطورية» المالية والتجارية سيحل بها ما حل
من جهته وجد (ز. ر) ملاذا آمنا في «تجارته» من دون ان يتكبد مسؤولية التعامل مع الناس وعناء الخسارة والربح. وظن كغيره من المئات من المتعاملين من ابناء جلدته ان وضع امواله المتواضعة في مشاريع صلاح عزالدين سيدر عليه ارباحا معقولة بدل وضعها في البنوك وتفادي اموال الفائدات البنكية المحرمة شرعا. وقبل سنة اندفع (ز. ر) الى وضع اكثر من مئتين وخمسين الف دولار في هذه التجارة على قاعدة اخذ عشرين بالمئة كل ستة اشهر وعشرين يوما من ارباح اعمال التجارة وهذا ما حصل خلال المرحلة الاولى الى ان وصل المبلغ الاجمالي 315 الف دولار اميركي. ويقول (ز.ر.) وهو الذي يعتبر نفسه من المتعاملين الصغار في المنطقة بانه لم يكن يتوقع ان تصل الامور الى ما وصلت اليه لا سيما وان ثقته وثقة المحيطين كانت كبيرة بعزالدين وامكاناته المادية وتجارته التي كانت تتوزع بين النفط والحديد واعمال نشر الكتب والمطبوعات وحملة باب السلام للحج والزيارة
يارون
أما بلدة يارون، البلدة التي تعرف بقصورها واهلها الميسورين بعد سنوات الغربة المرة، فقد بدت وكأنها مصابة بما يقارب الكارثة مع خبر افلاس عزالدين حيث ان ما ظهر حتى الان يشير الى ان العشرات من ابناء البلدة من المقيمين فيها او المغتربين عنها قد استثمروا قسما كبيرا من جنى العمر ضمن مؤسسات هذا الرجل الذي لا يعرف عنه حتى اليوم وبرغم ما اصابه الا انه «آدمي»، تشهد له على ذلك اكثر من 25 عاما في عالم التجارة والاعمال والخير
والحسابات الاولية تشير الى أكثر من 130 مليون دولار لابناء البلدة ضمن الاستثمارات العالمية لعزالدين، فيما تشير مصادر في البلدة الى وجود رقم أكبر
احد مغتربي البلدة العائدين، يغالب الضحكة على وجهه، مشيرا الى انه ينتظر ما ستؤول اليه التحقيقات ليبنى على الشيء مقتضاه خاصة وان الشخص اصبح بيد القضاء. الا انه يعتقد بانه لن يخسر امواله او جميعها على الاقل لانه بحسب ما سمع فان لعزالدين املاكا واصولا كثيرة يمكن ان تغطي شيئا من الاموال التي ضاعت، واذ يرفض تحديد المبلغ الذي خسره يشير الى انه لم يبق لنا الا الوقت لنرى ماذا نفعل
الا أن لمحمد (اسم مستعار)، وهو مودع آخر من ابناء البلدة، رأياً آخر، فهو يعتبر ان وراء الامر «نصبة كبيرة». ويعتبر محمد ان هذه الكارثة اعادت يارون 100 عام الى الوراء بعدما خسر البعض كل ما يملكه، وفيما يرفض هو ايضا تحديد المبلغ الذي خسره ليعود ويقول بانه 400 الف دولار، الا انه يؤكد بانه صار «على الحديدة» ولم يبق في جيبه ما يكفيه حتى نهاية شهر رمضان فكيف بالعيد، فيما يؤكد بان جل ما حصل عليه من ارباح امواله اشترى به سيارة دفع رباعي
ومن الضحايا في يارون الحاجة زينب نعومة (60 عاما) التي تبــيع القمح المزروع في ارضها كما خبز الــصاج منـذ اعوام طويلة. نعومة حملت تحويشة العمر الطويل التي بلغت خمســين الف دولار «في ذلك المكتب الذي يتكلم عنه اهل الضيــعة وتــوجهتُ الى مكتب لعز الدين في صور واودعته المبلغ لأكتشف بعد يومين ان صاحب الشركة مفلس وقد القي القبض عليه
http://www.echobeirut.com/news.php?action=show&id=2952
توقيف أحد الشركاء وختم «دار الهادي» بالشمع الأحمر
«استسلام صلاح للقضاء دليل على طينته الطيبة»
أحد أقرباء عز الدين: «قطبة مخفية وراء الإفلاس»
http://www.assafir.com/Photos/Photos04-09-2009/4476-1.jpg
باب «دار الهادي» مختوماً بالشمع الأحمر مساء أمس (مصطفى جمال الدين)
فاتن قبيسي - السفير
ظلّت قضية إفلاس رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين، حديث الناس، خاصة في مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية. كذلك، ظلّت حديث الوسط السياسي العام، نظرا لحجمها المختلف كليا عن حالات إفلاس حصلت في وقت سابق.. وفي بيئات لبنانية مختلفة.
وفيما كانت ترمى في الشارع شائعات كثيرة حول اسماء ومبالغ وجهات، كان القضاء اللبناني يواصل التحقيقات مع عز الدين. وأكدت مصادر متابعة للملف أنه تم أمس توقيف رجل الأعمال اللبناني (يوسف ف.)، وهو أحد شركاء صلاح عز الدين، وذلك بعد صدور مذكرة توقيف وجاهية بحقه أمس الأول.
وفي السياق القضائي نفسه، قامت الشرطة القضائية، وبإيعاز من النيابة العامة التمييزية التي وضعت يدها على الملف، بختم بعض ممتلكات عز الدين، وأبرزها «دار الهادي»، بالشمع الأحمر. ما يحمل في طياته بذور أزمة جديدة تتعلق بأكثر من مئتين وخمسين موظفا في مؤسسات عز الدين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها من دون وظيفة.
يؤكد أحد أقرباء عز الدين (رفض ذكر اسمه) لـ«السفير» أن قريبه ليس وحده في القضية، بل ان (يوسف ف.) هو واحد من بين خمسة شركاء أو أكثر: «غير أن الأضواء ربما تسلط على عز الدين دون غيره، باعتباره لا يملك أي تغطية حزبية أو سياسية، وربما لأنه كان يشكل عنوان المشاريع الاستثمارية»، يقول القريب.
ويلفت النظر إلى أن احد الشركاء «قد غادر البلاد منذ يومين تنصلاً من القضية وملابساتها».
ويقول: «صحيح أن صلاح عز الدين تعرض لخسائر كبيرة، وهو المتورط الأبرز في القضية، ولكن كونوا على ثقة بأن لا نية احتــيالية لديه، بدليل انه بادر إلى تسليم نفسه للقضاء، ولم يحــاول الهروب، كما فعل غيره في قضايا مماثلة. ما يدل على طينة الرجل».
ويؤكد أن أقرب المقربين إلى عز الدين «لم ينج من صدمة إفلاسه، إذ ان أعماله كانت تسير بشكل طبيعي. ولكن من المؤكد ان هناك قطبة مخفية، قد تكون مرتبطة بالأزمة الاقتصادية العالمية أو بالبورصة، او ببعض شركائه، أو بسوء الادارة أو بأسباب أخرى»، يقول القريب.
ويضيف مستدركاً: «لم نشعر أساساً بوجود بوادر أزمة سيولة. فجأة، توارى الحاج صلاح عن الانظار، وبعد ذلك، علمنا انه وضع نفسه في عهدة القضاء. حتى أننا لم نعط فرصة للقائه خلال هذه الفترة لتبيان الحقيقة منه. وهذا دليل بنظر كثيرين على وجود قطبة مخفية لها علاقة بشركائه على الأرجح».
ويستغرب كيف يتقدم أحد المستثمرين بدعوى بحق عز الدين، وكيف يفكر غيره ربما بالقيام بالخطوة ذاتها، «وهو الذي لم يطلب يوماً من أحد أمواله لاستثمارها في مشاريعه، ولم يضرب أحد على يده. بل كان كثيرون يتوسلون اليه من أجل توظيف أموالهم وتشغيلها بحجة سوء الحال، أو خسارة فرصة عمل الخ»، يقول القريب.
ومن باب الترجيحات، يرى قريب عز الدين أنه «كان يُؤسس للخطأ في إدارة المشاريع منذ فترة، ولم تقع الواقعة في ساعتها. وعندما اكتشف عز الدين الامر توجه الى القضاء مباشرة».
يضيف: «الرجل كفه أبيض والدليل أن من يبكيه بحق ليس بعض المستثمرين بل آخرون ممن خسروا رجل البر والتقوى الذي تعرفه بلدته والبـلدات المجاورة نظرا لباعه الطويل في الأعمال الخيرية».
ورداً على سؤال، يوضح قريب عز الدين انه «يصعب علينا حتى نحن المقربين منه معرفة عدد المؤسسات والشركات التي يملكها، في لبنان وخارجه، سواء الخاصة به، أو تلك التي لديه أسهم فيها مع آخرين. لا سيما أن هناك شخصيات من الصف الأول تشاركه بعض الأملاك، ولكن، على الأرجح، لن يتجاوز حجم الخسائر المليار دولار أميركي».
ورداً على سؤال عن عدد الموظفين الذين يمكن أن يتعرضوا مع مرور الأيام للبطالة، نتيجة الأزمة، يقول «هناك حوالى 250 موظفاً في ثلاث مؤسسات فقط. وهي دار الهادي للطباعة والنشر، وحملة باب السلام للحج، وتلفزيون الهادي».
ختم ممتلكات عز الدين بالشمع الأحمر ودعـاوى جـزائـيـة تـرفـع ضــده
http://www.assafir.com/Photos/Photos03-09-2009/3436358_abs.jpg
«دار الهادي» و«حملة باب السلام» من شركات عز الدين (عباس سلمان)
فاتن قبيسي - السفير
في أول خطوة قانونية تتخذ بحق رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين، الذي تعرّض للإفلاس، رفع أمس عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسين الحاج حسن، دعوى جزائية، بواسطة وكيله المحامي أشرف الموسوي، بجرم «شيك بلا رصيد واحتيال».
كما علمت «السفير» أن النيابة العامة التمييزية بصدد وضع أختام بالشمع الأحمر على الممتلكات الخاصة بعز الدين، تمهيداً للحجز عليها ضماناً لأموال المودعين. وهو الإجراء الذي أريد منه أيضاً قطع الطريق أمام أي من المستثمرين لعدم دخول مؤسسات عز الدين، لتحصيل ما يمكن تحصيله من الأموال النقدية والعينية (تجهيزات ومعدات) كرد فعل على ضياع حقوقهم.
كما علمت «السفير» أن تحقيقاً مطولاً أجري أمس في «دائرة المباحث المركزية» مع مدققي الحسابات ومفوضي المراقبة في المؤسسات الخاصة بعز الدين، تمهيداً لتحديد قيمة الخسائر الاجمالية الناجمة عن الافلاس.
وعلمت «السفير» أن هدف الدعوى الجزائية المرفوعة بحق الرجل، هو ربح الحكم بهدف تحصيل قيمة الدّيْن المطالب به، وليست الغاية محاسبة الرجل أو معاقبته، لا سيما أن عقوبة الإفلاس التقصيري لا تتعدى في حدها الأقصى الثلاث سنوات.
يشار الى أن عز الدين كان يوّقع مع المستثمرين عقود مضاربة، تنص على أن يكون الفريق الثاني، أي المستثمر، شريكاً في الأرباح فقط، وأن يكون الفريق الأول (صلاح عز الدين أو شركاؤه) ضامناً لرأس المال، الأمر الذي يسهل إدانة الرجل قضائياً.
يذكر أن عز الدين يملك عدداً كبيراً من المؤسسات الخاصة، في حين أن عدد شركاته (وهي تضم شركاء آخرين) يصل إلى تسع شركات.
توضيح من «تلفزيون الهادي»
جاءنا من رئيس مجلس إدارة «تلفزيون الهادي» للأطفال، حول الخبر الذي نشرته «السفير» على صفحتها الأولى من العدد 11383، والذي أشار إلى أن رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين هو صاحب التلفزيون، التوضيح التالي: «إن الحاج صلاح عز الدين هو شريك مساهم في شركة الإنتاج التي تنتج للقناة وليس صاحباً للقناة ذاتها.
ودفعاً للضرر الذي قد يترتب بناء على الخبر الوارد، نرجو تصحيح الخبر». فاقتضى التوضيح.
جريدة السفير
04/09/2009
ملف الإفلاس مرشح لمفاجآت ثقيلة
صدمة إفلاس عز الدين تصل أوساط رجال أعمال كويتيين وخليجيين
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2009/09/04/d5acb368-6e15-4ddc-9e4a-4065058d0a13_main.jpg
صلاح عز الدين
بيروت - وكالات: ترددت معلومات عن تصاعد «صدمة» افلاس رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين في أوساط رجال أعمال كويتيين وقطريين وخليجيين، بالاضافة الى لبنانيين، خاصة مودعين من مناطق مختلفة تركز معظمها في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع، مما جعل قضية الافلاس هذه مرشحة لمفاجآت عديدة، قد يكون بعضها من العيار الثقيل، لا سيما بعدما اتفقت معلومات من مصادر متعددة على أن اجمالي المبالغ يصل الى المليار دولار، وهي عبارة عن ودائع من أحجام مختلفة عائدة لأشخاص عاديين ورجال أعمال ونافذين حزبيين وسياسيين.
وكشفت مصادر أمنية وقضائية لبنانية عن تحقيقات تجريها المباحث الجنائية المركزية مع عز الدين بجرم الافلاس الاحتيالي على خلفية شكاوى عدد من الممولين العرب، سيما من الكويت وقطر الذين سلموه أموالا لاستثمارها في مشاريع ثقافية واعلامية وتجارية، الا أنهم فوجئوا بابلاغهم أن أعماله تدهورت والخسائر باتت فادحة فضاعت الأموال.
وأوضحت المصادر أن الممولين العرب أبدوا شكوكا في أن يكون عز الدين قد استولى بطريق الاحتيال على أموالهم مما دفع النيابة العامة اللبنانية الى وضع يدها على الملف وتوقيف عز الدين، القريب من «حزب الله» منذ أسبوع والتحقيق معه.
وأشارت الى أنه تم توقيف عز الدين على ذمة التحقيق للاشتباه بضلوعه في جريمة احتيال بعدما استثمر مئات الملايين من الدولارات نيابة عن أثرياء عرب وعن مواطنين لبنانيين ويخضع للتحقيق بجرائم الاحتيال وباعطاء شيكات بمبالغ ضخمة من دون رصيد.
خطة وقائية
ونشرت صحيفة عربية ذائعة الصيت أن البنك المركزي اللبناني ولجنة الرقابة على المصارف اللبنانية اشرفا مبكراً على تنفيذ خطة وقائية سريعة هدفت الى حصر أي ملف استثماري أو ائتماني له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالحركة التجارية والاستثمارية لرجل الأعمال. وتبين أن الأثر محدود جداً في الجهاز المصرفي المحلي، وهي مغطاة ائتمانياً، فيما ستتم تغطية أي ملف بمخصصات موازية من باب الاستدارة في التحوط.
وأكدت مصادر مصرفية نافذة انه «في ظل الرقابة المشددة للجهاز المصرفي ذاتياً من خلال البنك المركزي ولجنة الرقابة، يصعب على أي بنك تكوين ملف ائتماني لأي كان دون وجود ضمانات أو موجودات كافية لتغطية التمويل أو الائتمان المطلوب، وهذا ما يقلص امكان حدوث ارتدادات مصرفية داخلية لقضية عز الدين. أما الودائع، في حال وجودها، فانها تخضع للتجميد الفوري ويتم ابلاغ البنك المركزي المخول بالتعامل المباشر مع القضاء في مثل هذه الملفات».
وكانت قضية افلاس عز الدين حظيت باهتمام الأجهزة القضائية والأمنية في لبنان، في ظل الحجم الهائل لخسائره المالية، وما يلحقه من أضرار فادحة بمئات المودعين لديه الذين استفاقوا على هول صدمة فقدانهم مدخراتهم طيلة سنوات عمرهم الماضية (تحويشة العمر)، والذي يقدر بمئات ملايين الدولارات، وكيف أن تلك الهالة المالية العملاقة التي يمثلها عز الدين انهارت بين ليلة وضحاها.
اهتزاز مالي
وكشفت مصادر قضائية معنية بالتحقيق في هذا الملف أن عز الدين هو من سلّم نفسه الى القضاء طوعاً وأعلن أنه أصيب بنكسة مالية كبرى أدت الى افلاسه، وأنه لم يعد قادراً على تسديد حقوق مئات الممولين بسبب الخسائر التي مني بها، اما بسبب الأزمة المالية العالمية واما لخسارته التجارية في الحديد والنفط، بسبب الهبوط الحاد والمفاجئ لأسعار المادتين عالمياً.
وهذا ما أدى الى اهتزاز وضعه المالي، وتوقف مصانع الحديد التي يملكها في أوروبا عن العمل. وأشارت المصادر الى أن هذا الواقع دفع بعز الدين «الى اغراء ممولين بايداع أموالهم لديه، على أن يعطيهم عائد أرباح ما بين ثلاثين وأربعين في المائة، الأمر الذي أغرى الممولين بحجم الأرباح أولاً ولسمعة الحاج صلاح الطيبة ثانياً، وهو المعروف بقربه من حزب الله وعلاقته الوطيدة مع قياداته ثانياً».
ولفتت مصادر التحقيق الى أن عز الدين «أخذ الأموال من المودعين وراح يسدد بها بعضاً من خسائره والاعتمادات المترتبة في ذمته، لكن هذه الخسائر تفاقمت، وعندما بدأ أصحاب الأموال المودعة يطالبونه بأرباح أموالهم أدرك عجزه عن الوفاء بالتزاماته وتسديد الأرباح الموعودة التي ذهبت رساميلها، فسارع الى تسليم نفسه للقضاء لاثبات أن افلاسه قسري وليس افلاساً احتيالياً، وقد قدم مستندات بما لديه من أشغال في الخارج من معامل الحديد في أوروبا وتجارة نفط في ايران وغيرها».
في هذا الوقت، بدأت تتكشف يوماً بعد يوم الكارثة التي لحقت بمئات المودعين لديه وتردد أنهم من أغنياء الطائفة الشيعية من أبناء الجنوب اللبناني والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية الذين آثروا استثمار أموالهم في التجارة، ومع شخص متدين ومعروف بصدقه وأمانته مثل الحاج صلاح عز الدين كما يسمونه، وهو صاحب «دار الهادي للطباعة والنشر» وصاحب «حملة باب السلام للحج والعمرة» اللتين تقعان في مبنى فخم في جادة السيد هادي نصر الله في الضاحية الجنوبية. وبحسب المعلومات الأولية، فان خسائر المودعين بلغت مئات ملايين الدولارات، وبعض التقديرات ترجح أنها أكثر من مليار دولار، وتؤكد أن بين هؤلاء المودعين ممولين قطريين. وتردد أن أحد القطريين له في ذمة عز الدين 180 مليون دولار، وأن المودعين بدأوا بتكليف محامين تمهيداً لاقامة دعاوى على عز الدين لحفظ حقوقهم. في وقت أكد مصدر قضائي رفيع أنه من المبكر معرفة حجم الخسائر المالية لهذا الرجل لأن الأمر سيستغرق وقتاً ليس بقصير.
مشاعر تضامن
وبعد مرور أيام على انتشار خبر الافلاس لم تسمع أي أصوات متهمة اياه بالاحتيال أو السرقة بخلاف ما كان يحصل مع رجال أعمال سبقوه إلى إعلان إفلاسهم. فمشاعر التضامن مع «رجل الخير والأخلاق»، كما يصفه كثيرون، تتضارب مع مشاعر غضب بعض المستثمرين لأموالهم لديه. بين الطرفين أسئلة لا تنتهي عن حلقة مفقودة يجب معرفتها لتحديد سبب الانهيار.
ويتقاضى موظفو دار الهادي للنشر التي يملكها عز الدين رواتبهم كالمعتاد هذا الشهر، وهم يمارسون عملهم بشكل طبيعي. الموظفة في ديوان الهادي تتصل لتسأل مديرها عن ثمن كتاب لم يدفع، وعن نسبة الحسم التي يمكنها اعتمادها لبيع مجموعة مصاحف بالجملة. أما في الدار، التي يملكها رجل الأعمال صلاح عز الدين، فـ«طلبيات» الكتب موجودة على مكتب المسؤول. وعند المدخل، يمكنك أن ترى عجوزاً على عكاز، يبدو أنه لم يسمع بعد بالخبر لأنه كان يسأل عن موعد وصول «الحاج صلاح»، الذي اعتاد أن يدفع له بعض المال، كما يقول موظفون في الدار.
كما ان الحديث عن توسع نشاط صلاح عز الدين، واتجاهه نحو تجارة الحديد «وما يقال من نفط وأمور أخرى» أمور يؤكد العاملون في الدار أنهم لا يعرفونها. كما يؤكدون أنهم لم يكونوا يعرفون شيئاً عن خسائره «فهو لم يكن يقول شيئاً لأحد». حتى في الأيام التي سبقت الإعلان عن توقيفه، وكان خلالها غائباً عن السمع، لم يكونوا يعرفون شيئاً عن سبب هذا الغياب. أحد أصدقائه يقول إنه عرف بالأمر منه قبل عشرة أيام، ويحكي آخر انه دخل مرة إلى مكتبه فوجده مهموماً وحزيناً، وعندما سأله عن السبب قال له إنه خسر نحو 20 مليون دولار في أحد المشاريع.
يتفادى موظفو الدار محاولات تخيّل وضعه اليوم في مركز التوقيف، وإن كانوا سمعوا أنه بخير. هم يترقبون الأيام المقبلة التي سترتفع فيها صرخات المستثمرين، فيحاولون تذكر ما كان سيفعله الحاج صلاح في ظروف مماثلة، ويسترجعون وصايا قالها لهم في الأيام الأخيرة قبل أن «يختفي»، وفهموا مغزاها اليوم: «لا تنصتوا لكلّ ما سيقال، يمكنكم أن تجيبوا الناس فقط بعبارة: الله لا يبليكم.
انهيارات عصبية
وفي تطور متصل، ذكرت صحيفة لبنانية نقلا عن شهود أن إفلاس رجل الأعمال صلاح عز الدين «سبّب لدى البعض انهيارات عصبية نُقلوا على إثرها إلى المستشفيات»، إذ لا يمكن أن يمرّ الخبر مروراً عادياً في بلدة معروب التي استثمر معظم أبنائها أموالهم في مشاريعه. لكنهم، في الوقت ذاته، يترفعون عن الحديث عن ابن بلدتهم لما عهدوه منه من «خلق وخير وإيمان» من جهة، ولأن المشهد لم يكتمل بالنسبة إليهم من جهة أخرى. يذكر أن صلاح عز الدين، من مواليد بلدة معروب عام 1962، كبير إخوته الثمانية (أربعة شبان توفي أحدهم، وأربع فتيات). حاصل على إجازة في العلوم السياسية.
عمل في بداياته ناظراً في مدرسة النجاح في الشياح، وكان يساعد والده في محل التنجيد. متزوج منذ منتصف الثمانينات وله أربعة أولاد. عندما ذهب إلى الحج نهاية الثمانينات، سأل عن كلفة تنظيم رحلات الحجّ، وقدّر أرباحها فأغراه المشروع وقرّر أن يؤسس عملاً خاصاً به.
تقول سكرتيرته التي تعمل معه منذ 14 عاماً، إنه استدان ليؤسس، مع شريك له، «حملة السلام الحج». وفي منتصف التسعينات، انفصل عن شريكه وأسس «حملة باب السلام» التي يصفها كثيرون في الضاحية بأنها «حملة 5 نجوم». فهي توفر للراغبين في الحج رحلة ترتقي خدماتها إلى فنادق 5 نجوم. وعلى الرغم من ارتفاع كلفتها إلى نحو 7 آلاف دولار، يؤكد قيّمون عليها أنها لم تكن تربح. لا تاريخ دقيقاً يقدّم لبدء عمله في استثمار أموال الآخرين، لكنه يعود بضع سنوات فقط إلى الوراء. ويقال إن الحاج صلاح لم يكن يوافق على استثمار الأموال من أيّ كان، «كان الأمر يحتاج إلى واسطة أحياناً، وخصوصاً أنه يتعامل بمبالغ كبيرة» يروي تاجر على اطلاع على بعض أعمال عز الدين، مقدّراً أن يكون ما حصل ضربة كبيرة ناجمة عن سوء تقدير لأرباح مشروع معين. لكنه يستبعد الرقم الذي ذكر في وسائل الإعلام «لا أعتقد أن الرقم يتجاوز الـ650 مليون دولار».
ميرزا لـ«السفير»: البتّ بحجم الخسائر يحتاج إلى وقت
قضية عز الدين تشغل ناس الضاحية والضحايا يلوذون بالصمت والأمل
http://www.assafir.com/Photos/Photos02-09-2009/1556337_abs.jpg
الحركة خفيفة في «دار الهادي» (عباس سلمان)
فاتن قبيسي - السفير
تحول رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين بين ليلة وضحاها إلى حديث الناس. لكن، هذه المرة، ليس نتيجة ثرائه ومشاريعه الضخمة، بل نتيجة تعثره المادي.
مناطق عدة في الضاحية الجنوبية يسري فيها خبر إفلاس الرجل. وللمرة الأولى منذ أشهر، ينشغل بعض المواطنين بحديث آخر يطغى على موضوع الحكومة والأزمة السياسية في البلد. فرضيات وشائعات تطلق في أكثر من مكان، تارة حول الرجل الذي يصفه البعض بـ«الخيّر» أو «المغامر المتهور»، وطوراً حول المستثمرين الذين أودعوا غلة أعمارهم في مشاريعه الاستثمارية.
وبانتظار أن يقول القضاء كلمته في القضية، تطلق أرقاما هنا وهناك حول حصيلة الخسائر، وحول عدد المستثمرين، حتى تحول عز الدين إلى لغز والإفلاس الى ما يشبه الأحجية.
ويؤكد المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا لـ«السفير» أن «التحقيق جار في القضية، وأنه يستحيل البت منذ اليوم بحجم الخسائر الإجمالية، أو بعدد المستثمرين الفعليين. فالموضوع يحتاج إلى وقت». وأوضح ميرزا أن عقوبة الإفلاس الاحتيالي هي السجن لمدة تتراوح بين ثلاث وسبع سنوات، فيما تتراوح عقوبة الإفلاس التقصيري بين سنة وثلاث سنوات.
وقدّرت مصادر حقوقية، معنية بالدعاوى التي بدأت ترفع أمام القضاء، أن إجمالي خسائر صلاح عز الدين لا تتجاوز مبلغ النصف مليار (أي خمسمئة مليون) دولار أميركي، منها حوالى 180 مليونا تخص مواطناً قطرياً وحده. وقالت المصادر نفسها إنه لا صحة لما تردد عن بلوغ الخسائر المليار أو الملياري دولار أميركي، والدليل الأرقام التي باتت بحوزة القضاء وكلها موثقة.
يقع «دار الهادي للطباعة والنشر»، إحدى المؤسسات التي يملكها الحاج صلاح عز الدين، في مبنى أنيق، على جادة السيد هادي نصر الله. هنا يسود السكون. موظفان يجلسان وراء مكتبيهما، بانتظار الزبائن... «لكن هذا الهدوء ليس طارئاً»، بحسب الموظفة، فمنذ حلول شهر رمضان والحضور خفّ كثيراً، ولا علاقة للقضية المثارة بحركة الزبائن. وبحزم شديد تقول الموظفة: «لن أسمح لمخلوق بالقول إن إفلاس الحاج احتيالي». فهي انتسبت منذ حوالى تسع سنوات إلى المؤسسة التي كان «الحاج» يزورها من وقت إلى آخر، ولم تلق منه سوى دماثة الأخلاق كما تخبر.
و«دار الهادي» التي ما زالت أبوابها مفتوحة أمام الناس، معطوفة على المطابع التي لم تتوقف عجلاتها عن الدوران، لم يصدر عن القيمين فيها أي قرار ذي علاقة بتغيير آلية التشغيل. وبالتالي فالأمور سائرة فيها كالمعتاد، بحسب الموظفين.
في البلوك الثاني من المبنى نفسه، يقع قسم آخر تابع لـ«دار الهادي». في المكان عدد من المصورين الصحافيين، وحالة من الحزن ترتسم وجوماً على وجوه الموظفين. يدخل أحد «عناصر الانضباط» المولجين تنظيم حركة السير في الضاحية، مع مصور صحافي، الى «الدار»، يساعده على التقاط الصور. لا يمانع الموظفون، لكن أحدهم يصرّ على قرار عدم الإدلاء بأي تصريحات للصحافيين.
في الجهة المقابلة من المبنى، ترتفع لافتة «حملة باب السلام» للحج، فوق باب مقفل. نسأل عن سبب الإقفال، فيأتي الجواب بأن المؤسسة مقفلة منذ أشهر، إثر صدور قرار القيمين عليها بإلغاء حملات العمرة والحج هذا العام، بسبب انتشار داء انفلونزا الخنازير.
«هل تتذكر خليل حسون؟ الرجل الذي أفلس منذ سنوات بعدما استثمر أموال الناس؟..»، سؤال يطرحه شاب على زميله وهما يقفان على عتبة محل تجاري، على بعد أمتار من «دار الهادي». يصحح له زميله: «اسمه جواد وليس خليل». فينبري الأول: «مش مهم، المهم أن الحاج صلاح صار فيه متله». فيأتيه التعليق: «الحق مش عليه، بل على الناس التي تودع أموالها في أماكن مش مضمونة». ويتدخل ثالث: «لأ يا زلمي.. بيقولوا الحاج صلاح متدين، يخاف الله، مش يمكن وقع ضحية عمليات نصب؟».
في الشارع الذي يفضي الى منطقة الكفاءات، تخبر فتاة صديقتها أن قريبها في ألمانيا قرأ الخبر على الإنترنت، فذهبت لشراء الجريدة للتيقن منه، لكنها وجدت بأن الأعداد قد نفدت». فتؤكد لها صديقتها ما سمعت، لكن مع عدم معرفتها «إذا كان الرجل محتالاً أم أنه وقع ضحية مغامرة غير محسوبة». وتضيف قائلة: «ما بحطّ على ذمتي!».
ويؤكد مسؤول إحدى المكتبات في المنطقة أن عدد «السفير»، الذي نشر خبر الإفلاس أمس الأول، نفد قبيل الثالثة بعد الظهر، ما يدل على أن الخبر يلامس اهتمام وقلق شريحة ليست بصغيرة في الضاحية الجنوبية، يُرجح أن يكون بعضها من «ضحايا» الإفلاس.
لكن الكثيرين من هؤلاء الضحايا لم يكشفوا عن خسارتهم بعد. يبتلعون حزنهم ويستمهلون أعصابهم، ربما إلى حين تكذيب الخبر، أو حتى يسمعوا ما يؤكد إمكانية حفظ حقوقهم، بعدما باتت القضية في يد القضاء.. في حين بدأ آخرون يفكرون برفع دعاوى لحفظ حقوقهم، في قضية استغرقت مثيلاتها سنوات طويلة للبت بها.
موقع لبنان الآن
مليار دولار.. في 10 أعوام جمعوه وفي طرفة عين نثروه
صلاح عز الدين
محمد بركات ، الجمعة 4 أيلول
أبو الفقراء. أبو الخير. لا أحد قصده في خدمة وعاد مكسورا. مرة كان في غداء عام، فتقدم منه رجل فقير وشرح له حاجاته الضرورية، فحرّر له شيكا بأربعين ألف دولار فورا. يوزّع باستمرار مساعدات غذائية على الفقراء في قريته، معروب، في قضاء صور وفي القرى المجاورة. وظّف المئات من الشبان العاطلين عن العمل في الجنوب والضاحية والبقاع. يخصّص رواتب شهرية للفقراء في قريته والقرى المجاورة.
هذه عيّنة من الأحاديث التي يتداولها أبناء الضاحية الجنوبية لبيروت وأبناء الجنوب والبقاع عن صلاح عز الدين، رجل الساعة، الذي غطّت أخبار إفلاسه على أخبار الحكومة وعلى أحاديث شهر رمضان المبارك.
لكنها ليست الأحاديث الوحيدة. يمكن القول إنها أحاديث الإنطباعات الأولية التي يقولها بعض المتضررين الذين يأملون في استرداد أموالهم، وبعض القريبين منهم، الذين لا يملكون معطيات حقيقية وملموسة تؤكد شكوكهم التي بدأت تظهر إلى العلن مؤخرا.
فالرجل الذي صار واحدا من أعمدة المال والأعمال والتجارة في أوساط الطائفة الشيعية في لبنان، والذي تحوّل إلى "حريري" الشيعة، على ما يذهب بعض المبالغين في الحديث عن كرمه وعطاءاته، صار مؤكدا أنّه بات محل شبهة، خصوصا بعدما بدأت آثار انهياره المالي تظهر جليا في أوساط الفئات المتضررة.
بدأ عزّ الدين حياته التجارية في منتصف التسعينات، بعدما كان ناظر مدرسة في الضاحية. هو المولود في قريته معروب في العام 1962، بكر إخوته الثمانية، يحمل إجازة في العلوم السياسية لم يستخدمها.
تزوج في منتصف الثمانينات وأنجب أربعة أولاد، الكبيرة بينهم أكملت الواحد والعشرين من عمرها مؤخرا وتخرجت مهندسة ديكور، وابنه الأكبر أكمل الـ18 من عمره، ويتحضر لدخول الجامعة. وثمة شائعات تدور الآن عن مشاكل مادية تعاني منها عائلة الملياردير قد تمنع الشاب من دخول الجامعة التي يريد.
المهم أن الرجل بدأ حياته التجارية في منتصف التسعينات، وبدأ يشق طريقه الواعد. لا أحد من عائلته يعرف الكثير عن أعماله. معظم هذه الأعمال كانت خارج لبنان. ما نشر عن دار الهادي وتلفزيونه وعن "حملة باب السلام" للحج لا يتعدّى كونه رأس جبل جليد أعماله وشركاته الكثيرة.
قريبون منه يتحدثون، بالتواتر السمعي، عن أنّه كان يعمل في تجارة الماس والذهب والأحجار الكريمة في بعض الدول الأفريقية، وفي تجارة الحديد وفي استثمار آبار نفط في الدول الخليجية، وخصوصا في قطر، التي فتحت أبوابها أمام المستثمرين الشيعة بعد حرب تموز.
صار غنيا قبل العام 2000، وجمع ثروة لا بأس بها في نهاية التسعينات، لكن هذه الثروة بدأت تكبر وتصير فاحشة لتطوف على من حوله بعد العام 2000، حين صار يوزع المساعدات الغذائية والمالية على المرضى في قريته، وبدأ في تأمين فرص عمل للشبان العاطلين عن العمل، وراح يوزع الأموال على المحتاجين... إذ تعيش عشرات العائلات على مساعداته الشهرية في معروب.
ويقال إنّه كان، في حال وفاة فقير في القرية، يتكفل بنفقات الدفن والعزاء. وقد بنى ملعبا لكرة القدم في معروب بمواصفات حديثة، قبل سنتين، وحسينية قبل أربع سنوات. وكان يساعد من يقصدونه، حتى قيل إنه يحمل حقيبة مليئة بالأموال يوزع منها المال على المحتاجين يوميا.
أحد المستثمرين، وهو خسر أكثر من 250 ألف دولار بعد إفلاس عزّ الدين، يروي أنّه وظف معه خمسين ألف دولار في العام 2004، قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ووقّع معه عقدا يحصل المستثمر بموجبه على فائدة بمقدار خمسة وعشرين في المئة سنويا من المبلغ، وليس من الأرباح، أي على اثني عشر ألفا وخمسمئة دولار سنويا، يقبض نصفها بعد ستة أشهر والباقي في نهاية العام.
الأرباح الكثيرة والمفاجئة، التي تزيد أضعافاً مضاعفة بالطبع عما تقدّمه البنوك للمودعين، جعلت هذا الرجل يزيد من استثماره ويوظّف مئة ألف أخرى العام الماضي، بعدما ارتفعت أرباح العقود الجديدة إلى أكثر من خمسين في المئة، ووصلت أرباح بعض العقود إلى أكثر من سبعين في المئة. فكان هذا الرجل يقبض سبعين ألف دولارا سنويا على المئة الف الجديدة.
ثم زاد مئة ألف أخرى بعدما شجّع أولاده على الاستثمار معه. فيكون بالتالي قد خسر مئتين وخمسين ألف دولار. لكنّه في الحقيقة حصل على أكثر من مئة وخمسين ألف دولار من الأرباح، ما يعني أن خسارته لا تتعدّى المئة ألف دولار.
وهذا قد يكون سبب سكوت الآلاف، حتى الآن، عن التنديد والتشهير بعزّ الدين، الذي جعل منهم أغنياء، أو على الأقلّ ميسورين، بين ليلة وضحاها، حيث أنّ بعض المطّلعين احتسبوا ما "أعاده" إلى المستثمرين من أموالهم، من خلال الأرباح، وتبين أنها وصلت إلى أكثر من سبعين في المئة، أيّ أنّه لم "يأخذ" أكثر من ثلاثين في المئة من هذه الأموال.
عزّ الدين يشغّل أموال حتى أقرب المقربين إليه، الذين خسروا مئات آلاف الدولارات، حتى أنّ رجال أعمال وظفوا أموالهم لديه، وبعض المستثمرين هم موظفون ومدراء في بنوك وشركات كبيرة.
يقول بعض العارفين إنّ أعمال عزّ الدين رفعت آلاف العائلات الجنوبية الشيعية إلى مصاف الأغنياء. ويذهب آخرون إلى القول إنّ هذه المداخيل الشهرية والسنوية هي التي صنعت "الطبقة الجديدة" من أثرياء الضاحية، الذين يركبون السيارات الرباعية الدفع وتلك الحديثة، والذين يأكلون في المطاعم التي فتحت لاستيعابهم بعد حرب تموز، ويسهرون في المقاهي التي لم تعهدها الضاحية من قبل، ويشترون الثياب من المتاجر الفخمة في السنوات الأربعة الأخيرة. وذلك بدلا من الأكل في المنازل والسهر لدى الأصدقاء وشراء الثياب من متاجر كانت ذائعة الصيت قبل سنوات، مثل "عقيل إخوان" وما شابه.
وبعد إفلاس عزّ الدين، يلحظ العابر في شوارع الضاحية ان حركة الحياة الصاخبة التي "تفاجأ" أهل الضاحية وغير أهل الضاحية بها في السنوات الأخيرة، إلى تراجع. والمقاهي الأكثر فخامة باتت شبه فارغة، رغم أنّه رمضان، شهر السهر حتى الصباح في سنوات خلت.
وتذهب تقديرات بعض العارفين بـ"حجم" الأعمال "العزّ الدينية" إلى أنّ تداعيات إفلاسه أصابت نحو ثلاثين في المئة من شيعة لبنان. والإصابات البالغة هذه تزيد أضرارها عن أضرار حرب تموز، لجهة الكمّ والنوع. فهي أعطاب غير قابلة للإصلاح، حيث أنّ لا من يعوّض ولكن هناك من يحزنون.
يؤكد قريبون من عزّ الدين أنّ علاقة الرجل قوية جدًا بالامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله. و"قوية جدا" ليست مبالغة، حتى أن الحديث يذهب إلى أنّه "الطفل المدلل لدى السيد"، إلى درجة أنّ "كثيرين من المقربين من السيد يغارون منه"، كما يقول عارفون.
ويحكى كيف أنّ نصر الله زار عزّ الدين أكثر من مرة في منزله في معروب، وأنّه قبل أسابيع طلب (على ذمة الراوي) من شيوخ الحزب التوجه بالدعاء إلى الله ليفرج همّ عزّ الدين ويهوّن مصائبه.
ويشاع في أوساط سكان الضاحية أنّ كثيرين من قيادات الصف الأول في "الحزب" وصلت بهم "الغيرة" من عزّ الدين إلى "الفرح" الكبير بـ"سقوطه". رغم أن العشرات، وربما المئات، من هذه القيادات وظفت ملايين الدولارات في شركاته، وبينهم نواب ووزراء. حتى أن أحد هؤلاء النواب تقدم بشكوى قضائية، على ما كشف موقع الكتروني في الآونة الأخيرة.
كما نُقل أنّ نصر الله أسرّ إلى زواره أنّه يعتبر القضية قضيته الشخصية. وحين سئل عن إمكانية تعويض الحزب عمّن أفلسوا، تشبها ربما بتعويضات حرب تموز، فهم الزوار أنّه لا إمكانية لطلب أموال من إيران بسبب الظروف السياسية التي تمرّ بها.
بدأت أحوال عزّ الدين المالية تتراجع منذ أكثر من سنة. حينها خفّت نسبة الأرباح، وقيل إنّ عزّ الدين ما عاد يربح سوى ما يوزّعه على المستثمرين. كان يعطي قبل حرب تموز خمسة وعشرين في المئة، وحين ارتفعت أسعار الحديد رفع النسبة إلى أكثر من 50 في المئة، ووصلت إلى الستين والسبعين في المئة في بعض الأحيان، لكنّ هذه النسبة انحدرت في الآونة الأخيرة، وتحديدا في نهاية العام 2008، إلى ما دون الخمسين في المئة، ومعظم المستثمرين كانوا يقصدونه ويتوسّطون لدى مستثمرين قديمين، على خلاف ما يظنّ البعض من أنّه كان يغري الناس، على طريقة النصابين.
هذا الرجل لم يكن تصرّفه يدلّ إلا على أنّه رجل تقي، مقرّب من أعلى مرجعية شيعية في لبنان، وكريم ومعطاء. وأحد أسباب ثقة الناس "العمياء" به مستمدة من علاقاته القوية بـ"حزب الله".
هنا يسأل متعاطفون معه: "من يريد أن يسرق، هل يهرب أو يسلّم نفسه، كما فعل صلاح؟". لكن هل سلم عزّ الدين نفسه فعلا؟ المعلومات تقول إنّ "حزب الله"، وقبل تسليمه إلى السلطات القضائية المختصة، "اعتقله" لأسبوع أو أقلّ، وأجرى معه تحقيقا موسعا.
وأحد الأسباب أنّه، في الشهر الأخير من حياته كملياردير، لم يدفع المستحقات الشهرية لكثيرين، فتدخل أشخاص من الحزب لهم أموال لدى عزالدين، واشتكى آخرون من خارج الحزب، من أنصاره، إلى مسؤولين فيه.
وفي حين كانت الأخبار المتداولة عنه قبل التحقيق الحزبي معه تؤشر إلى تعاطف شعبي وحزبي مع قضيته، تغيرت النبرة بعد هذه التحقيقات، لتصير أقرب إلى الحذر و"رفع اليد" من "التعاطف".
تفاعلت في الضاحية وبعض الجنوب قضيته، وأصيب آلاف المستثمرين بالذهول بعد إعلان خبر إفلاسه، وتأكّد أن العشرات منهم أدخلوا إلى المستشفيات بعد معرفتهم بخسائرهم، والعدد ربما فاق المئة، في غياب إحصاء جدّي.
أما المتعاطفين مع "رجل الخير" فيقولون إنّه مظلوم، ويبررون ما حصل بأنّ حكومة الولايات المتحدة الأميركية حجزت على مئات ملايين الدولارات من أمواله وأعماله في الخارج بسبب علاقته بـ"حزب الله"، وفي كلامهم تلميح إلى أنّه "متهم بتمويل الحزب"، لكن من دون إثباتات، وهم يقولون إنّ له في الأسواق مثل هذه المبالغ، لكنّها عالقة بسبب إفلاسات العديد من الشركات والعملاء الذين يتعامل معهم حول العالم.
وريثما ينجلي غبار التحقيقات معه، فإنّ من المتوقع أن تتدحرج كرة الدعاوى القضائية ضدّه في الأيام القليلة الآتية، والتي بدأها مسؤولون كبار. ومعظم المتضررين هم من أهل الضاحية والجنوب، والنسبة أقلّ في البقاع.
وفي المعلومات أن "وصيف" عزّ الدين، ي.ف.، هو المسؤول عن "التوسع" الكبير مؤخرا في أعمال عزّ الدين، وهو "الوسيط" المباشر بينه وبين العشرات ممن وظّفوا ملايين الدولارات في العام الأخير، خصوصا في بعض القرى الجنوبية، مثل طورا، التي قيل إن خسائر سكانها زادت عن خمسة وعشرين مليون دولار، ويارون، التي زادت خسائر سكانها عن مئة وخمسين مليون دولار.
عزّ الدين كان يعيش قريبا من طريق المطار، في أكثر أحياء الضاحية الجنوبية رقيا، في طبقة كاملة من مبنى فخم، حيث يعيش حياة مترفة. كما أنّه يملك فيللا كبيرة في قريته معروب انتهى من بنائها قبل حرب تموز وسكنها بعد الحرب. أما اليوم فيقول مقربون منه إنّ السجن الذي يقيم فيه حاليا "خمس نجوم"، ويصله طعام الإفطار يوميا عبر أقربائه، حيث يثابر على الصيام والدعاء.
هكذا يمكن القول إنها قصة نهاية رجل شجاع، رفع طائفة بكاملها وصنع لها "طبقة وسطى"، في الظلّ، الذي بقي فيه إلى أن أفلس وأفلس معه الآلاف، وعادوا سنوات طويلة إلى الوراء، أكثر مما أعادتهم المقاتلات الإسرائيلية.
نهاية رجل شجاع
تخرّج بإجازة في العلوم السياسية، ليتحوّل إلى ناظر مدرسة، ثم إلى تاجر، فملياردير، وأخيرا: مفلس. قصة جديرة بأن تروى حين يذوب ثلج الشائعات ويبان مرج المليار الذي صار يتيما. مليار في عشر سنوات جمعوه.. وفي طرفة عين نثروه.
http://www.nowlebanon.com/Arabic/NewsArticleDetails.aspx?ID=112416&MID=100&PID=46
صالح عزالدين...صديق نصرالله:اعتقال رجل اعمال لبناني بتهمة اختلاس اكثر من مليار دولار بينها 683 مليون دولار من حزب الله
اشرف عزالدين وبتوجيه الشيخ نصر الله على ملفات استثمار مسؤولين كبار في حزب الله وعشرات رجال الاعمال الشيعة
الجمعة سبتمبر 4 2009 - القدس
*قالت مصادر اسرائيلية نقلا عن اوساط عربية ان رجل الاعمال الشيعي اللبناني صلاح عزالدين صديق الشيخ حسن نصر الله الامين العام لمنظمة «حزب الله» وكاتم اسراره اعتقل مؤخرا بتهمة الخداع وسرقة 683 مليون دولار من اموال المنظمة.
وكتبت سمدار بري مراسلة صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية للشؤون العربية ان عزالدين اعتقل قبل اربعة ايام في مطار بيروت لدى محاولته الهروب من لبنان. ويتهم عزالدين بسرقة اكثر من مليار دولار من منظمات ورجال اعمال استثمروا اموالهم لديه. واثار اعتقال رجل الاعمال الذي اطلق عليه لقب «ميدوف اللبناني» نسبة الى رجل الاعمال اليهودي الاميركي الذي قام باكبر عملية نصب وخداع في التاريخ - عاصفة في لبنان صعقت ضحاياه الذين يعتبر معظمهم من ابناء الطائفة الشيعية.
وجمع عزالدين - 47 عاما - من قرية معروف قرب صيدا في سنوات الثمانينات ثروة لدى ادارته لشركة سفريات ناجحة، واقام مع مرور السنين شبكة اعمال تجارية مزدهرة. ووفقا لمصادر اعلامية عربية قدم اكثر من 2000 مستثمر شيعي اموالهم الى عزالدين بعد ان وعدهم بارباح عالية. وكانت المستثمرة الاكبر منظمة حزب الله اذ اودع حسن نصر الله بيد صديقه القديم مئات ملايين الدولارات واضافة لاموال حزب الله فقد اشرف عزالدين وبتوجيه الشيخ نصر الله على ملفات استثمار مسؤولين كبار في المنظمة وعشرات رجال الاعمال الشيعة وكان عزالدين يقدم للمنظمة عشرات الاف الدولارات.
وكان المستثمرون على قناعة بان صديق نصر الله يستثمر اموالهم في شركات دولية تعمل في مجالات التجارة بالحديد والنفط والغاز، لكن وفقا للشبهات فقد قام عزالدين بنقل مئات ملايين الدولارات لحساباته الخاصة في الخارج.
تضاعف استياء المسؤولين في منظمة حزب الله التي اكدت امس الاول اعتقال عزالدين بعد نشر تقارير حوله تحدثت عن ان عشرات ملايين الدولارات من مجموع الاموال التي اودعها كبار المسؤولين في المنظمة لدى عزالدين مصدرها التجارة بالمخدرات، اما الكابوس الاكبر، وفقا لصحيفة «يديعوت احرونوت» الذي سيعاني منه كبار المسؤولين في المنظمة فيكمن بما سيقوله عزالدين للمحققين حول مصادر الارباح التي جنتها المنظمة من التجارة بالمخدرات والاسلحة.
ويشعر الشيخ حسن نصر الله باستياء شخصي كبير في ضوء الصداقة التي سادت بينه وبين عزالدين، ومن بين التأكيدات على التقارب بين الاثنين تسمية دار النشر التي يملكها عزالدين باسم «دار الهدى» نسبة الى ابن حسن نصر الله الذي سقط في اشتباك مع قوات اسرائيلية واختار الابن الثاني لحسن نصر الله دار النشر هذه لنشر مجلد اشعاره وتنشر هذه الدار كتبا دينية شيعية .
http://www.alquds.com/node/191566
في امريكا كثير من البنوك والشركات تم اغلاقها بسبب التوسع الغير مدروس في الاعمال ، مع عدم معرفه تلك الشركات بكيفية ادارة الاعمال الجديدة التي يتم التوسع فيها ، ولما جاءت الازمة العالمية سنة 2008 ، اثرت على كافة الشركات خاصة المتعثرة وادت الى اغلاقها
صلاح عز الدين لم يكن بمعزل عن تاثيرات هذه الازمة مع ترنح اعماله
2005ليلى
09-06-2009, 10:52 AM
الله يساعده ويفرج عنه
موالى
09-07-2009, 09:13 PM
الاموال الكثيرة قد تكون نقمه على الانسان وتفقده السيطرة على حياته
العيش المتوسط هو الافضل
الله لا يبيليكم
فيثاغورس
09-09-2009, 12:45 PM
اقدام حزب الله على استرداد الملايين فضح عزالدين
gmt 2009 الثلائاء 8 سبتمبر
بيروت: لا تزال بلدة معروب، مسقط راس رجل الأعمال اللبناني صلاح عزالدين، تحت صدمة اعلان إفلاسه الأسبوع الماضي. فبحسب أحد أبناء القرية، أكثر من 90% من أهلها قد أودعوا أموالهم لدى عزالدين الذي إنهارت أمبراطوريته بين ليلة وضحاها في بئر لا قعر له وقد جرّ معه آلاف الأسر التي يعتبر أكثرها من مؤيدي وأنصار حزب الله حيث ان خسائر عزالدين التي قدرت بمليار وستمئة مليون دولار تخصّ 11 ألف مواطن، بلغت حصة أهالي معروب منها ما يزيد عن 6 مليون دولار تعود لـ200 أسرة.
ووصفت المواطنة "ر. ف." التي خصّت موقع 14 آذار بمقابلة خاصة رافضة الكشف عن إسمها لدواع أمنية وحزبية أنّ "معظم الناس لم تتوقع أن شخصاً كعزالدين قد يعلن إفلاسه أو أن يصل إلى هذا الوضع المزري. فالناس على درجة عالية من الضيق الذي لا تفصح عنه للعلن أو لوسائل الإعلام بل يكتفون بالصمت في ظل وجوم مطبق".
وعن السيرة الشخصية لعزالدين، قالت "ر. ف." التي كانت على صلة مع عائلة رجل الأعمال "أن الحاج صلاح من مواليد عام 1962، هو كبير إخوته الثمانية وقد تنقل بين العديد من الأعمال في حياته. وكان طوال سنوات، مصدرا للثقة والإحترام لدى الجميع خصوصاً على خلفية ما يقدمه من مساعدات وتبرعات حيث يعتاش العديد من العائلات "المستورة" في القرية بفضل الرواتب الشهرية التي كان يمنحها عزالدين لهم. والناس قد استثمرت أموالها منذ أكثر من عشر سنوات لأنهم إعتادوا أن يثقوا به".
ونقلت صحيفة الشرق الاوسط في عددها الصادر اليوم ان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله نفى خلال افطار اقامته اللجنة النسائية لهيئة دعم المقاومة الاسلامية " اي علاقة لحزب الله قيادة وتنظيما بهضه المسألة من أولها الى آخرها، لكنه كشف في لقاء مع كوادر الحزب، ان بعض الحزبيين وعددا محدودا "جدا جدا" من مسؤولي الحزب لهم أموال مستثمرة مع عزالدين "ولكنها لا تتجاوز 4 ملايين دولار".
أما بالنسبة لمصدر أموال صلاح عزالدين، فإنّ "المعلومات التي يتداولها أهل القرية منذ زمن تشير إلى أنّ أولى نشاطات عزالدين كانت في مجال التجارة بالنفط، ليعود فينشأ عدة مشاريع من أبرزها دار الهادي، بالإضافة إلى تنظيمه لرحلات الحج والزيارات الى الأماكن المقدسة، وبعدها إنطلق بعملية إستثمار لأموال الناس وتشغيلها مع إشتراطه أن يكون المبلغ المستثمر هو 100 الف دولار وما فوق. ولكن العديد من أهل القرية من ذوي المدخرات الضئيلة (أي 10 آلاف دولار) كانوا يقومون بجمع أموالهم لتبلغ حدود ال100 الف دولار رغبة منهم بالحصول على الفوائد والأرباح العالية التي كان يقدمها عزالدين، والتي تصل إلى 30%. وقد إتبع عزالدين أسلوباً معيناً بالتعاطي مع المستثمرين يقضي بأن تدفع الفوائد على الرساميل مرة كل ستة أشهر على أن يتاح لهم سحب رساميلهم متى ما أرادوا ذلك".
كذلك، أكّدت "ر. ف." " حقيقة أنّ العديد من المواطنين قد وضعوا مبالغ خيالية ضمن المحفظة الإستثمارية لعز الدين. وللأسف فإنّ صغار المستثمرين قد وضعوا جنى العمر وكل ما يمتلكونه حتى أنّ هناك من قام بالإستدانة من المصارف وذلك للإنضمام إلى مملكة عز الدين الإستثمارية وبالتالي جني الفوائد، لأن ما يقدمه عزالدين من ارباح تفوق الفوائد التي يدفعها المدينون".
ورجّحت المواطنة "ر.ف" "أنّ سبب إفلاس عزالدين يعود إلى أمرين أساسيين هما: أن عدداً من كبار المستثمرين أقدموا على سحب رساميلهم دفعة واحدة بموازاة التدهور الذي أصاب أسواق البورصة العالمية، مما إنعكس سلباً على الوضع المالي لإمبراطورية عزالدين. فبوادر المشكلة المالية لديه قد ظهرت منذ أشهر حين إعتذر عزالدين عن تلبية طلب تقدم به أحد كوادر حزب الله لإسترداد أحد رساميله المستثمرة، والذي يقارب عشرة ملايين دولار أميركي. مع العلم، أن هذا المبلغ الكبير لا يخصّ مستثمراً واحداً بل هو مجموع إستثمارات لعدد من كوادر حزب الله ومسؤوليه الكبار. وعندما تخلف عزالدين عن تلبية طلب الإسترداد، بدأت الشكوك تدور حوله والإستفسارات والتساؤلات من جانب حزب الله الذي شرع بعملية تحقيق حول الموضوع فضحت قضية إفلاسه. وقبل إلقاء القبض على عزالدين، إختفى إبن معروب عن الأنظار لمدة تزيد عن الأسبوع حتى أستطاع جهاز الأمن في حزب الله تحديد مكانه وتسليمه إلى النيابة العامة".
وأشار المصدر الى "أنّ عزالدين لم يكن يوماً، ظاهرياً على الأقل، من كوادر حزب الله التنظيميين ولكنه يعتبر من أكبر الداعمين والمقربين للحزب وتجمعه علاقة وثيقة مع مسؤوليه مما أمّن له نوعاً من الغطاء السياسي. فعلى سبيل المثال، خلال حفل إفطار في رمضان الماضي في مدينة صور، تبّرع عزالدين بشكل علني بمبلغ 30 ألف دولار لدعم حزب الله".
وختمت المواطنة "ر.ف." كلامها بالقول "حالياً، تمّ إقفال منزله الكائن في وسط معروب، والمسجل بإسم زوجته، تمهيداً لبيعه بعد أن وضعته زوجته تحت رعاية حزب الله على أمل أن يسدد بذلك جزءاً يسيراً من أموال المستثمرين الذين خسروا مدخراتهم، خصوصاً أصحاب المبالغ الضئيلة نسبياً أي ما دون العشرين ألف دولار، والتي وعد الحزب كذلك بتقديم مساعدات وتعويضات لهم.
غير انه من المؤكد، أنّ رمضان هذه السنة في معروب ليس شبيهاً بأي رمضان سابق. فالبلدة مصدومة بما حصل مع إبنها البار الذي كانت تفاخر به صلاح عزالدين، وكذلك مصدومة بمستوى الخسائر المادية التي مني بها أبناء تلك البلدة من المستثمرين. ومع هذا يتجنب أهالي القرية أي موقف علني ينتقدون به عزالدين ويحاولون إبداء تماسكهم بإنتظار ما ستؤول إليه التحقيقات القضائية".
فيثاغورس
09-09-2009, 12:50 PM
حزب الله يحقق مع بعض كوادره في إفلاس عز الدين
2009 الأربعاء 9 سبتمبر
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/salah%20ezzeddine.jpg
صلاح عز الدين يقدم شيكا لجمعية أفريقية
إيلي الحاج من بيروت: علمت "إيلاف" أن قيادة "حزب الله" فتحت تحقيقًا مع عدد من قادة الحزب وكوادره حول قضية إفلاس رجل الأعمال صلاح عز الدين، بعدما ساد لغط حول علاقة عز الدين بالحزب، وبعدما ترددت معلومات مفادها أنّ رئيس كتلة الحزب النائب محمد رعد وعضو الكتلة أمين شري ومسؤول لجنة الارتباط في الحزب وفيق صفا من بين ضحايا عز الدين، صدر عن المسؤولين الثلاثين ما يشير إلى أن لا علاقة استثمارية أو مالية أو تجارية مع عز الدين. في المقابل أكدت مصادر التحقيق أن القضاء لم يعرف ما اذا كان سياسيون وقعوا ضحايا عز الدين غير النائب في كتلة "حزب الله" حسين الحاج حسن الذي قدم دعوى جزائية بإعطائه شيكًا مصرفيًا بلا رصيد بقيمة ٢٠٠ ألف دولار، وهو اجمالي المبلغ الذي كان يستثمره النائب المذكور مع عز الدين.
وأفاد "حزب الله" عن تصاعد حدة السجالات السياسية لإبعاد الضوء على قضية رجل الأعمال اللبناني، وبعدما نفى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله أي علاقة من قريب أو بعيد لـ "حزب الله" بعز الدين، عكست الصحف ووسائل الإعلام التي تدور في فلكه والقريبة توجهًا إلى التخفيف من وقع ما حصل متحدثة عن مبالغ لا تزيد على 400 مليون دولار، في حين ظلت معلومات أخرى تشير إلى أن الخسائر فاقت المليارين.
اقدام حزب الله على استرداد الملايين فضح عزالدين
واحتلت قضية افلاس عز الدين احتلت صدارة الاهتمام القضائي، والمرجح تكون موضع متابعة واهتمام من السلطة القضائية لأشهر طويلة نظرا لما ستؤدي إليه من تداعيات مالية واقتصادية واجتماعية، وربما سياسية. وتوقعت مصادر قضائية قرب انتهاء التحقيقات الأولية معه ربما هذا الأسبوع واحالة الملف برمته على النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا لدرسه والتثبت من نوع الجرم وتحديد ما اذا كان الافلاس احتياليًا أم تقصيريًا، وبالتالي تحديد وجهة الادعاء، باعتبار ان الافلاس الاحتيالي هو جرم جنائي تراوح عقوبته ما بين ثلاث سنوات و15 سنة أشغالاً شاقة، فيما الافلاس التقصيري هو جنحة لا تتعدى عقوبتها السجن ثلاث سنوات حدًا أقصى.
وفي حين لا يزال الغموض يلف مصير أموال المودعين والملابسات القانونية للقضية بعد مرور أسبوع على ظهورها إعلاميًا. ويبدو ان هذه القضية مرشحة لتتحوّل إلى كرة ثلج تكبر شيئًا فشيئًا في ظل الحقائق التي قد تتكشف يوما بعد يوم من خلال التحقيقات التي يجريها القضاء مع الموقوف عز الدين أو من خلال الدعاوى التي بدأ المتضررون باعدادها، فضلاً عما ستتركه من تداعيات مالية واجتماعية ستظهر أخطارها في المستقبل القريب، وتحديدًا في الفئة الشعبية المؤيدة لـ "حزب الله".
وتتكتم الجهات القضائية على النتائج الأولية التي ترشح عن مجريات التحقيق، ولكن مصادر متابعة قريبة من "حزب الله " قالت ان مجموع أعمال صلاح عز الدين لا تتعدى قيمتها الاجمالية ٤٥٠ مليون دولار كان قدم منها حوالى مئة مليون دولار كأرباح لمجموعة من المستثمرين ليتبقى من أصل المبلغ ٣٥٠ مليون دولار هي اليوم في عداد الضياع، وهذا المبلغ الذي تدور حوله اليوم التحقيقات لمعرفة مصيره.
وفيما تقول مصادر أخرى ان الرقم التقريبي للودائع يراوح بين ٥٠٠ مليون دولار و ٦٠٠ مليون دولار، قالت مصادر بعض المتضررين ان المبالغ أكثر بكثير، خصوصًا ان عدد اللبنانين الذين يستثمرون أموالهم معه يفوق ٤٠٠ شخص، وان عددًا كبيرًا من هؤلاء المغتربين من الجنوب، خصوصًا من المقيمين في الولايات المتحدة الاميركية وافريقيا ومن بلدات في البقاع وفي الضاحية الجنوبية. وكشفت المصادر ان التحقيق بات يملك تصوّرًا عن حجم الأموال المهدورة من لبنانيين وطرق استثمارها وأسباب فقدانها التي لا تعود الى خسارته في الأزمة المالية العالمية والخسائر التي مُني بها في تجارة المواد الأولية من حديد ونفط وغيرها فحسب، بل أيضًا بسبب مغامراته في لبنان نتيجة الانفاق الهائل والبذخ عبر تبرعات وأعمال خيرية من دون دراسة أو دراية أو تدقيق مالي ومحاسبي، فضلا عن استدانة الأموال الطائلة من المودعين الذين كانوا يمنون النفس بعائدات أرباح على أمواله تتراوح ما بين ٣٠ و ٤٠ في المئة وهذه أرباح خيالية لا يمكن ان يجنيها أي عمل تجاري أو استثماري لا في لبنان ولا في الخارج، وهو أشبه بالمراباة غير المقصودة، علمًا ان الدائنين أودعوا أموالهم لدى عز الدين على أساس ان أرباحه هي حلال وان كانت خيالية تبقى أفضل بكثير من الفوائد التي تعطيها المصارف من الوجهة الشرعية.
وتقول المعلومات ان غالبية المودعين عند الرجل هم من عائلات الحزب وأنصاره ومؤيديه، حتى ان كثيرين تعاملوا معه بثقة كبيرة نتيجة عوامل عدة، أبرزها ما أشيع عن انه "شريك الحزب". واللافت في كل هذا النقاش هو الرهان الضمني عند غالبية المتضررين على ان الحزب سيبادر الى التعويض عن الأزمة ككل من أجل اعلاء شأن رجال الأعمال الشيعة، والتعويض للمتضررين مباشرة من خلال دفع ما يستحق لهم في ذمة الرجل.
وفي حين يركز التحقيق على أنواع التجارة التي كان يتعاطاها عز الدين وحجمها وما اذا كانت ثمة مجازفات من قبله أو اهمال أدى الى خسارته وتبديد أموال الناس، تقول مصادر ان عز الدين كان يستثمر مبالغ كبيرة من أموال الناس من دون ان يعتمد على مدققي حسابات، وان كل الحسابات والبيانات كان يختصرها بمجموعة أوراق يحملها في حقيبة، ما يدل على فوضى في التعاطي ويقلل من احتمال توصيف افلاسه بالتقني أو التقصيري.
اللافت ان غالبية المتضررين لم يقرروا حتى الآن ان يدخلوا في مواجهة علنية مع الرجل ان من خلال القضاء والمحاكم أو حتى من خلال التفوّه بكلام قد يسيء الى سمعته أو في الحد الأدنى اتهامه بالاختلاس أو التقصير. وما زالوا يصرون على التحدث عن مزاياه "الانسانية والأخلاقية" وتسويق قضيته كأنه وقع ضحية مؤامرة ما، قد يكون للموساد الاسرائيلي ضلع فيها، وفي سياق خطة منهجية لضرب حزب الله واضعافه، وهذه المرة من الباب المالي.
jameela
09-12-2009, 02:34 AM
وسائل الإعلام اللبنانية لقبته بــ «مادوف لبنان»: عز الدين.. مخادع كبير أم ضحية للأزمة العالمية؟
ترجمة: ايمان عطية - ¶ فايننشال تايمز ¶
استبدلت الدردشة والأحاديث الخفيفة على قرقعة فناجين الشاي الحلو المذاق بعد تناول وجبة الافطار في شهر رمضان بمناقشات ساخنة وحادة في منزل المختار في الطورة، القرية السهلية الواقعة في جنوب لبنان.
وموضوع تلك الأحاديث لا تخرج عن الإفلاس المدوي واحتجاز رجل الأعمال البارز القادم من تلك المنطقة، والمقرب من حزب الله. فصلاح عز الدين الذي أطلق عليه لقب «مادوف لبنان» من قبل وسائل الاعلام اللبنانية، ربما يكون قد كبد من استثمر لديه أموالا تقدر بمئات الملايين من الدولارات. اذ يقول المدعي العام اللبناني سعيد ميرزا «تشمل القضية مئات الملايين من الدولارات ودولا عدة». ومثلهم مثل كثيرين من المسلمين الشيعة في لبنان والخليج، فقد كثيرون في الطورة مدخرات العمر لدي عز الدين.
كارثة للجنوب
إذ يقول محمد حسن الدهيني، مختار القرية « انها كارثة، ليست لنا فقط، بل لأهل الجنوب كافة».
وصعق الشيعة الذين لطالما عانوا من الفقر والتجاهل من قبل الحكومة اللبنانية، بالخبر. كما تهدد الفضيحة المالية باحراج وارباك حزب الله الذي يلقى اشادة كبيرة من قطاعات واسعة في العالم العربي كحركة مقاومة ضد اسرائيل، ويفخر بصورته الدينية المتقشفة.
وبعيدا عن اعلان عزالدين لافلاسه واحتجازه من قبل السلطات اللبنانية، لم تعلن أي تفاصيل خلال الأيام العشرة الماضية عن القضية. ومن غير الواضح ما اذا كانت السلطات تحقق في ما اذا كان يستخدم في معاملاته نظام بونزي.
ولم يتم توجيه أي اتهامات الى عز الدين بعد، كما لم يعلن عن تعيين محام له. الا أن مسؤولا في البنك المركزي قدر بأن ما يصل الى نحو 400 مليون دولار من الأموال المستثمرة لديه ربما تكون مفقودة.
عوائد مرتفعة
ويقول المستثمرون أنهم جذبوا بوعود لتقديم عائدات مرتفعة. وذكروا نسبا تصل الى 20% و30% بل وحتى 60% أرباحا سنوية، قال وسطاء لعز الدين أنها «مضمونة». وحتى تتماشى مع أحكام الشريعة الاسلامية، كانت توصف تلك الأرباح على أنها عائدات من المشاريع وليست بفوائد.
وتعود نصف الأموال المفقودة لمستثمرين من الخليج والنصف الآخر من لبنان، وفقا لمسؤول من البنك المركزي. ويبدو أن قطر وجاليتها الصغيرة من الشيعة هي الأكثر تضررا. وتقول مصادر داخلية مطلعة في أحد البنوك القطرية أن الخسائر تصل الى 180 مليون دولار، على الرغم من عدم وضوح ما اذا كان ذلك الرقم يشمل الأرباح المرتقبة.
بلدة عز الدين هي معروب، وهي قرية مجاورة للطورة ومصدر الثقة التى حظي بها يعود جزئيا الى قربه من حزب الله، وفق ما يقول المستثمرون. وحتى الآن لايزال عديد ممن تضرروا مما حدث يقولون إنهم سيحجمون عن اتخاذ اجراء قانوني على أمل ان يعوضهم السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله.
صغار المستثمرين
وذكرت تقارير اعلامية لوسائل الاعلام اللبنانية أنه حتى مسؤولين كبار في حزب الله فقدوا أموالا مع عزالدين، لكن بعضهم ينكر ذلك. ونفى نصر الله الثلاثاء أي علاقة لكبار المسؤولين في الحزب بالقضية، وفق محطة تلفزيون المنار التابعة لحزب الله.
ويقدر الدهيني عدد الافراد في الطورة وحدها بما بين 200 و250 شخصا استثمروا 10 ملايين الى 15 مليون دولار لدى عز الدين.
ويضيف ان العديد من صغار المستثمرين رهنوا بيوتهم او اعمالهم للاستثمار لديه. ويتوقع قائلا: «المشكلة الحقيقية ستظهر عندما تبدأ البنوك بالمطالبة بسداد تلك القروض».
ويقول مستثمر في معروب ان جدته رهنت مخبزها لاستثمار 25 الف دولار لدى عز الدين، ويضيف «رأينا ما فعل الاخرون فاعتقدنا كما لو اننا نسرق من انفسنا اذا لم نفعل كما فعلوا».
ويقول مستثمرون في الطورة ان احد الوسطاء في معروب، وهو يوسف فاعور، كان يعرف بممثل عز الدين في الجنوب، وبحسب ما قال احدهم فقد استثمر 485 الفا مع فاعور في 22 اغسطس، قبيل احتجازه.
وتنفي دلال، وهي شقيقة فاعور، التي تملك متجرا للثياب، ان يكون أخاها ارتكب اي مخالفات، وتقول: «نحن ضحايا كغيرنا، لقد بعنا ارضنا في بيروت لنستثمر ثمنها معه».
ويقدم فاعور شيكات بقيمة المبالغ الكبيرة تعادل المبالغ المستثمرة كضمان، وكانت تصدر باسم Societe Trans-Golf Pour le Commerce et l industrie، الشركة، وهي غير مسجلة وتقع في بعبدا، قرب بيروت ومملوكة لعز الدين، وقد اعلن افلاسه. اما من حاولوا صرف شيكاتهم الشهر الماضي فقد اكتشفوا ان الحساب مكشوف ولا يوجد فيه اي اموال.
الاستثمار في السلع
وكان يقال لمستثمرين في بعض الاحيان ان اموالهم تستثمر في السلع كالنفط على سبيل المثال، لكن في الكثير من الحالات، وفقا لما يقولون، لم تذكر اي استثمارات محددة والايصالات كانت اختيارية.
احد المستثمرين في الطورة اظهر لـ«فايننشال تايمز» ورقة بسيطة مطبوعة يفترض انها ايصال بقيمة 445 الف دولار، استثمرها هو ومجموعة من اصدقائه مع احد وسطاء عز الدين، ويظهر على الورقة المؤرخة في 31 اكتوبر 2008 اسم الشركة التي استلمت الاموال وهي ايست لاين واسم المدير العام وهو عز الدين.
ويبدو ان «ايست لاين» هي احدى الادوات الاستثمارية التي استخدمها عز الدين. ففي يونيو 2008، اصدر يحيى جميه، رئيس غامبيا، بيانا يقول فيه انه تلقى شيكا بقيمة 4 ملايين دولار، دفعت كرسوم للحكومة الغامبية من قبل شركة صلاح عز الدين (ايست لاين) مقابل استيراد 10 الاف طن من المعادن الرملية من غامبيا.
ولا يزال الكثيرون ممن استثمروا لدى عز الدين يرفضون التصديق بأنه قد خدعهم، ويشيرون الى ان اعماله مشروعة وقانونية، ويقولون انه وقع ضحية للازمة المالية.
غير ان رجلا كبيرا في العمر من الطورة ممن استثمر لديه 50 الف دولار، يوبخ المدافعين عن عز الدين قائلا: «انهم جميعهم حرامية، ولا اكترث لما يقولون».
فاطمي
09-12-2009, 05:50 PM
أركان النظام السوري يطالبون "حزب الله" بالتعويض عن أموالهم
أودعوها لدى "فقاسة المال" المفلس صلاح عز الدين
"السياسة" - خاص:
كشفت مصادر موثوقة وشديدة الخصوصية لـ"السياسة", أمس, أن مسؤولين سياسيين وعسكريين كباراً في النظام السوري خسروا مبالغ طائلة كانوا قد أودعوها لدى رجل الأعمال اللبناني المفلس صلاح عز الدين, وأنهم يحاولون الحصول على جزء من أموالهم من "حزب الله", الذي تمكن من تحصيل نحو 17 مليون يورو من عز الدين بعد اعتقاله وقبل تسليمه إلى القضاء اللبناني.
وأكدت المصادر المقربة من دمشق ومن التحقيقات الجارية مع عز الدين, أن شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد ونجلي خاله رامي وحافظ مخلوف, ونائب الرئيس فاروق الشرع, واللواء محمد ناصيف, واللواء رستم غزالي, وعائلة اللواء الراحل غازي كنعان, إضافة إلى عدد من كبار ضباط الجيش والمخابرات, أودع كل منهم لدى عز الدين مبلغاً يقارب 200 ألف دولار (الحد الأدنى الذي كان يقبل تلقيه المفلس).
وأوضحت أن هؤلاء المسؤولين يحاولون الآن بالتشاور مع "حزب الله" أن يحصلوا ولو على جزء من أموالهم التي أودعوها بعد توصية من أصدقائهم في الحزب, خاصة بعدما علمت دمشق أن "حزب الله" استطاع تخليص ما يقارب 17 مليون يورو مما تبقى لدى عز الدين من أموال وأملاك قبيل تسليمه إلى الدولة اللبنانية.
وكشفت المصادر أن الرئيس السوري بشار الأسد أبدى غضبه الشديد لدى معرفته بإفلاس عز الدين والضرر الذي لحق بأركان نظامه, معربا عن اعتقاده بأن الإيرانيين كانوا يعلمون مسبقاً بإمكانية حدوث ذلك, لكنهم لم ينبهوا السوريين.
ولفتت إلى أن التحقيقات مستمرة لمعرفة الطريقة التي اتبعها عز الدين في تعامله مع الأموال المودعة لديه, وكيفية استطاعته خلال سنوات عدة جمع مبالغ طائلة, ودفع فوائد بنسبة عالية للمودعين, كاشفة أنه كان يدفع خلال السنوات الماضية, فوائد للمودعين من أموال مودعين جدد, وليس من الأرباح الحقيقية لمشاريعه وشركاته التي لم تكن لتغطي بأي شكل من الاشكال مثل هذه المبالغ.
وأوضحت المصادر القريبة من التحقيق أن الفوائد العالية وغير المنطقية كانت مخصصة لخدمة أهداف ثلاثة: إغراء المودعين بعدم سحب هذه الفوائد نقداً بل إضافتها الى ودائعهم لتشغيلها من جديد, وإقناعهم بزيادة ودائعهم بشكل كبير عن طريق بيع بيوتهم وممتلكاتهم, إضافة إلى نشر الشائعات حول الفوائد من أجل إقناع مودعين جدد بضخ المزيد من الأموال.
وبناء على ذلك, دأب عز الدين على تلميع صورته ودفع التبرعات بسخاء من أموال المودعين, من دون أن يدفع أي مبلغ من ماله الخاص, الأمر الذي تؤكده ثقة غالبية السكان به في جنوب لبنان, وتحديداً في مسقط رأسه معروب.
وفي هذا السياق, قال جميل فنيش وهو يجلس مع مجموعة من أبناء معروب في ساحة البلدة, لوكالة "فرانس برس", أمس, انه أودع هو وأبناؤه مع عز الدين أكثر من مليون دولار ليوظفها في أعماله من دون أي ضمانة منه لأنه "رجل ثقة وصاحب كف أبيض", مضيفاً "كنا أحيانا نتقاضى الارباح عنه واحيانا اخرى نضيفها على المبلغ الاساسي", فيما تحدث علي أمين فنيش عن "مصائب طالت العديد من الجنوبيين الشيعة", وقال "أنا أحمل "حزب الله" والدولة المسؤولية", متسائلاً "أليسوا هم المسؤولين عن الناس? أين كانوا بينما كان الناس يهرولون من أجل توظيف اموالهم بطريقة غير قانونية?".
إلى ذلك, يصف أبناء الجنوب الرجل الذي أطلقت عليه الصحف المحلية والعالمية اسم "مادوف لبنان", بأنه "فقاسة مال", حيث قال محمد وهو صاحب فرن على الحطب في العباسية "كان فقاسة مال يأخذ القليل فيفقس مبالغ طائلة", فيما قال علي عز الدين, وهو صاحب محل هواتف خليوية في معروب, عن المفلس "كان محسنا كبيرا لا يبخل على الفقير, يسدد الاقساط المدرسية وفواتير الادوية والمستشفيات للمحتاجين".
وكشف أن شريك المفلس نائب رئيس المجلس البلدي في معروب يوسف فاعور, الذي أوقف بعد أيام على اعتقال عز الدين, هو عضو في "حزب الله" وأن جزءاً كبيراً من الثقة التي كان يوليها الناس لعز الدين, مردها إلى أنه كان قريباً من الحزب ومن قياداته, علماً أن الشكوى القضائية الوحيدة حتى الآن في حق عز الدين تقدم بها النائب من "حزب الله" حسين الحاج حسن وتتعلق بشيك بلا رصيد.
وصلاح عز الدين مولود في معروب في ,1962 وقد بدأ نجمه يلمع في اوساط الطائفة الشيعية منذ اكثر من عشرين سنة, عندما أنشأ "حملة باب السلام للحج" التي كانت تنظم رحلات حج الى مكة المكرمة, ثم وسع دائرة أعماله لتشمل "تجارة النفط والذهب والالماس والمعادن".
وكانت تجارته تتم خارج لبنان "بين إيران والجزائر والصين", وهو يملك ايضا "دار الهادي للنشر" في الضاحية الجنوبية لبيروت, وقد ختمها القضاء بالشمع الاحمر بعد توقيفه "حفاظاً على حقوق الناس"و
سلسبيل
09-15-2009, 01:51 AM
نصرالله يعد بالتعويض عن "مادوف لبنان"
بيروت - وكالات: وصف الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله ازمة رجل الاعمال اللبناني المفلس صلاح عز الدين بـ "المصيبة", مجددا تأكيده ان "الحزب لا يتحمل اي مسؤولية كون عزالدين لا تربطه اي علاقة تنظيمية بالحزب او بأي من مؤسساته".
وخلال حفل افطار في صور, مساء امس, تحدث فيه عبر شاشة عملاقة, لفت نصر الله الى ان "حزب الله" لن يترك الناس "في مهب الازمة كما لم يتركهم بعد حرب يوليو" ,2006 وكشف عن "خطوة عملية تتمثل بتشكيل خلية ذات مهمة مزدوجة: اولا الاطلاع على اوضاع المودعين لتحديد حاجاتهم وحقوقهم, وثانيا متابعة القضية مع الدولة اللبنانية قضائيا", مذكرا بأن "الحزب هو أحد المتضررين من هذه الازمة".
yasmeen
09-15-2009, 11:26 AM
اتهام "مادوف لبنان" بالاحتيال والربا وعناصر من حزب الله بين الضحايا
بيروت، لبنان (cnn) -- شهدت قضية إفلاس رجل الأعمال اللبناني، صلاح عزالدين، تطوراً لافتاً السبت، بعد أن قرر القضاء في بيروت توجيه تهم رسمية له بإعطاء شيكات دون رصيد وتعاطي المراباة والاحتيال ومخالفة قانون النقد والتسليف في القضية التي باتت تعرف باسم "مادوف لبنان" بإشارة إلى إفلاس المستثمر الأمريكي برنارد مادوف.
وتأتي هذه التطورات بعد نفي الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله أن يكون للحزب علاقة بملف عزالدين، الذي طالت تداعياته آلاف العائلات الشيعية، معتبراً ما قيل حول الأمر "حملة لتشويه صورة الكثير من مسؤولي الحزب،" دون أن ينفي وجود استثمارات لبعض القياديين لديه.
وقدم النائب العام المالي في بيروت، القاضي فوزي أدهم، إدعاء رسمياً على الموقوفين صلاح عز الدين ويوسف فاعور، كما ادعى في الملف على بعض الفارين، وطلب إصدار مذكرات توقيف بحقهم "وما يقتضيه التحقيق في الملف،" بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.
وكان نصرالله قد تحدث حول الملف المثير للجدل في لبنان الأربعاء، خلال حفل إفطار، فنفى أي علاقة للحزب بقضية الإفلاس، معتبراً ما قيل حول المبالغ التي بددها عزالدين، وتجاوزها لحاجز المليار دولار أمراً غير صحيح.
ووصف نصر الله ما حصل بأنه "مصيبة لحقت بالكثير من العائلات وهي مدعاة للتأثر والحزن مضيفاً: "قد يكون للحزب بعض الأموال مع الرجل، ولكنها لا تتجاوز أربعة ملايين دولار."
ولفت نصر الله إلى أن الحزب، وعندما وصلته معلومات عن اختفاء عز الدين وأن هناك مشكلة حوله، بادر إلى البحث عنه وتحديد مكانه، وبعدما قصده بعض عناصر الحزب لمعرفة وضعه أخبرهم أن سبب اختفائه هو تعرضه لنكسة كبيرة وأنه بات مفلساً ولا يعرف كيف يتصرف.
ولفت نصر الله إلى أن هناك من "بالغ كثيراً في الأرقام،" وأن التحقيقات والبحث "تجعلنا نتوقع أن يكون المبلغ الفعلي الذي أضاعه عز الدين بحدود 400 مليون دولار، وليس كما أشيع سابقاً،" وفق ما نقلته عنه صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من الحزب.
وحول وجود أموال لعناصر من الحزب لدى عزالدين قال نصرالله: "تأكدنا من أن عدداً محدوداً جداً جداً من مسؤولي حزب الله كانوا قد استثمروا أموالهم مع عز الدين، حتى إنني سمعت أن أحد المسؤولين استثمر بمبلغ مليون دولار، وطبعاً أثار هذا الأمر الكثير من الغموض والأسئلة، وتوليت أنا شخصياً سؤال هذا الأخ عن حقيقة الأمر، وقال لي مباشرة إن المبلغ مقسّم بين إخوته المعروفين بالعمل التجاري."
وكانت تداعيات قضية إفلاس عزالدين قد دفعت نوابا وقياديات سياسية وأمنية في حزب الله إلى إصدار بيانات متتالية تشير إلى عدم وجود علاقات تربطهم بعزالدين.
ونفى النائب السابق عن الحزب، أمين شري، في بيان وزعه السبت وجود أي علاقة له "من قريب أو بعيد" باستثمارات صلاح عزالدين،" وأهاب بـ"وسائل الإعلام توخي الدقة وعدم الزج باسمه في هذه القضية."
كما نفى أحد أبرز القياديين الأمنيين والسياسيين في الحزب، وفيق صفا، مسؤول ما يعرف بـ"لجنة الارتباط والتنسيق" "نفيا قاطعا، أن تكون لديه أية استثمارات مالية" مع عز الدين "أو مع غيره من رجال الأعمال،" بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية.
بالمقابل، أوردت وسائل إعلام على صلة بحزب الله أيضاً نفي الحزب ضلوع رئيس كتلته النيابية، محمد رعد، في الملف.
وإلى جانب دار "الهادي،" يمتلك عزالدين محطة "الهادي" التلفزيونية للأطفال، وشركة خاصة بتنظيم حملات الحج، ويقال إنه أطلق هذا الاسم على مؤسساته تيمناً بهادي نصرالله، النجل الراحل لزعيم حزب الله، حسن نصرالله.
وتشير التقارير التي تتداولها الصحف في بيروت إلى أن عزالدين كان قد وسّع تجارته مؤخراً لتشمل صفقات نفطية مع إيران ومصانع حديد في أوروبا الشرقية.
yasmeen
09-15-2009, 11:29 AM
السيد حسن نصر الله يدعو للتدقيق في مساهمات عز الدين المالية في مشاريع الاعمار
ريدة الاخبار اللبنانية
طلب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تأليف لجنة تدقيق في حجم المساهمات التي وضعها صلاح عز الدين في أبنية عامة ومجمّعات تربوية وبيوت دينية وذلك من أجل توفير مقابلها باعتبار أن ما حصل معه يكشف أنه أنفق أموالاً لا تعود إليه في هذه المشاريع، ما يجعل تلك الأمكنة أمام «مشكلة شرعية فلا يجوز استخدامها من العامة قبل إعادة الأموال إلى أصحابها الحقيقيين».
ويجري التدقيق في حجم الأموال التي دفعها عز الدين خلال السنوات الماضية كخُمس (زكاة) للمراجع الدينية لإعادتها أيضاً إلى أصحابها.
فاطمي
09-23-2009, 11:49 AM
مودعون صغار لدى عز الدين يأملون بتعويضات وآخرون كانوا يحلمون بالذهب... لا يصدقون افلاسه
الاربعاء, 23 سبتمبر 2009
بيروت، صور - «الحياة»، «رويترز»
يمثل رجل الأعمال اللبناني الموقوف بتهمة الإفلاس الاحتيالي والمراباة صلاح عز الدين غداً امام قاضي التحقيق الأول في بعبدا جان فرنيني لاستجوابه في شأن الشيكات الشخصية المحررة باسمه من دون رصيد وتجاوزت الـ60 شيكاً اعطاها لمودعين.
وكان تبين من التحقيقات التي تجرى مع عز الدين انه استثمر اموالاً في مضاربات بالذهب والمعادن والغاز والماس والنفط وخسر مبالغ كبيرة جداً، ويتركز التحقيق معه حول كيفية تحويله للأموال التي استثمرها، وإذ يقول انها اموال موضوعة في مصارف خارج لبنان، فإنه يقدر حجم خسائره بـ 200 مليون دولار في الجزائر وحدها وذلك من ضمن خسائر لم يفصح عن كيفية وصولها الى خارج لبنان وكيفية تأمين هذه المبالغ.
وتشير المعلومات الى ان عز الدين وقبل نحو ثلاثة اشهر ونصف الشهر فتح حساباً في احد فروع مصرف محلي في لبنان، وراح يودع يومياً مليون دولار بشكل نقدي ولمدة 11 يوماً، اي ان المبلغ وصل الى 11 مليون دولار، وتمكن من الحصول على دفتر شيكات باسمه الشخصي، وفي هذا الوقت حول المبلغ الى حساب احدى الشركات في قطر بواسطة حوالة مصرفية، ولم يبق في الإيداع سوى فوائد المبلغ التي لا يتعدى مجموعها 1500 دولار، وراح يحرر شيكات بعشرات الألوف من الدولارات للدائنين الذين راحوا يلحون عليه مطالبينه بأموالهم، ويتداول الدائنون انه فعل ذلك بدافع الإثبات ان لهؤلاء بذمته اموالاً.
وتبين ان بين هذه الشيكات واحداً محرراً باسم النائب حسين الحاج حسن الذي كان ادعى على عز الدين امام القضاء.
ويتم التداول بين الدائنين الصغار ان ثمة تعويضات ستدفع لهم بما مجموعه نحو 20 مليون دولار.
وأثارت وكالة «رويترز» قضية عز الدين من خلال لقاء عدد من المستثمرين الذين، وبحسب الوكالة، يصعب عليهم التصديق «أن هذا المحسن يمكن أن يكون احتال عليهم ليستولي على 500 مليون دولار على الأقل وهو مبلغ تافه اذا قورن بمبلغ 65 بليون دولار استولى عليه المحتال الأميركي برنارد مادوف لكن ما فاقمه هو صلته بـ «حزب الله» الذي يعتبره أنصاره غير قابل للفساد».
ويقول فؤاد العجمي (36 سنة) وهو مالك مصنع للصلب من قرية طورا في جنوب لبنان عن اتهامات الاحتيال التي وجهت لعز الدين والموقوف الآن في سجن رومية: «كل من يقول إنه لص فذلك تقويم غير صحيح، كان فاعلاً للخير وربما يكون تعرض لانتكاسة مالية... وربما أنشأ استثمارات وهمية لتغطية خسائره لأنه لم يرد أن يظهر هذا».
ويشير العجمي الى انه «كان يحصل من عز الدين في البداية على عائدات قيمتها 30 في المئة سنوياً»، ومن بين الأوراق القليلة التي احتفظ بها شيكان قيمتهما مجتمعين 675500 دولار ارتجعا وطبعت عليهما كلمة «لاغ» باللون الأحمر. ويقول إنه هو شخصياً خسر اكثر من 500 الف دولار مع عز الدين الذي تشمل ممتلكاته شركة سياحة كانت تنظم رحلات للحج.
وقال العجمي: «الناس كانوا يضعون اموالهم معه لأنه كان يرتدي عباءة حزب الله». وكانت هذه الصلة مصدر إحراج سياسي ما اضطر (الأمين العام للحزب) السيد حسن نصر الله الى معالجة القضية، وهو نفى اي صلة رسمية برجل المال لكنه وعد بإنشاء مركز لمعالجة الأزمة لتقويم اوضاع المتضررين.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن نصر الله قوله إن «حزب الله» هو احد المتأثرين بالأزمة لكنه لن يترك الناس ليواجهوا مصائرهم وأضاف أن الحزب يخلق مناخاً سيحميهم مالياً وسياسياً وحتى اقتصادياً.
وربما يكون هذا السبب وراء عدم رفع الكثير من المستثمرين المخدوعين حتى الآن على الأقل دعاوى قضائية ضد عز الدين وشريكه يوسف فاعور.
وقال العجمي إنه استثمر 90 الف دولار في البداية بعد حرب العام 2006 «كنت أتلقى كل شهرين شيكاً قيمته 4950 دولاراً... ثم أخبرنا وكيله عن الاستثمار في منجم ذهب ايراني وهو ما سيضمن أرباحاً تتراوح بين 20 و25 في المئة في غضون مئة يوم. في 22 آب/اغسطس أعطيته 50 الف دولار وأعطاه صديقي 200 الف دولار». وألقي القبض على عز الدين بعد ذلك بفترة قصيرة.
وأضاف العجمي قائلاً: «صدمت. قضيت الساعات الأربع والعشرين الأولى وأنا اضحك من دون أن استطيع السيطرة على نفسي، كان يعتبرنا الناس محترمين... الآن يعتقد بائع البصل اننا حمقى. نحن مفلسون. اضطررت لرهن بعض ممتلكاتي لأرد للناس اموالهم».
ويطل قصر عز الدين الواقع على قمة تل وتحيطه الأشجار على حقول بلدة معروب الخصبة. ويؤدي طريق خاص حلزوني الى فيلا ضخمة هي خالية الآن الا من مصطفى البواب الذي يرعى الدجاج والحمام والطيور والخيول وأحد طيور الفلامنكو.
ويقول مصطفى إن كل الأبواب الداخلية للقصر مغلقة بالشمع الأحمر.
ويشهد رئيس بلدية معروب حسين فنيش لسمعة عز الدين لكنه قال: «إن معروب تأثرت بالأزمة بشدة اذ خسرت خمسة ملايين دولار، وعودتها الى طبيعتها ستستغرق عامين».
وقال كمال شور الذي خسر هو وأبناؤه الثلاثة 1.03 مليون دولار إنه لم يفكر قط في التحقيق في امر الاستثمارات التي دفعوا الى الاعتقاد بأن بعضها في افريقيا او البرازيل بسبب «امانة ونزاهة» عز الدين.
وهو يعتقد «أن هناك مؤامرة اكبر وراء نهاية عز الدين من قبل الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) واللوبي الصهيوني».
بركان
09-25-2009, 12:23 AM
قضية إفلاس عز الدين تتفاعل بين المعلومات والشائعات من تل أبيب إلى طهران
إسرائيل تصفه بـ«وزير مالية حزب الله»
بيروت: مارون حداد لندن: «الشرق الأوسط»
استؤنفت التحقيقات القضائية في بيروت، أمس، في قضية إفلاس رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين، وتتركز على الإحاطة بكل أسباب الإفلاس، من خلال استدعاء كل من له علاقة بشركات عز الدين واستثماراته، علما بأن هناك توجهات سياسية تضغط باتجاه التخفيف ما أمكن من الدعاوى ضد الرجل بهدف تسوية بعض المشكلات بعيدا عن القضاء.
وفي الوقت الذي لا يزال حزب الله منكبا على إعداد تقرير مفصل حول ملابسات القضية، بعدما وعد في البيان الأول بإصدار بيان مفصل «في غضون الأيام المقبلة»، اختلطت المعلومات بالشائعات حول القضية نفسها. وفي هذا المجال أفردت الإذاعة الإسرائيلية تقريرا مفصلا عن الموضوع، وصفت فيه عز الدين بأنه «وزير مالية حزب الله». ولفتت إلى أن إفلاس عز الدين «سبب نكبة كبيرة للكثير من اللبنانيين ممن كانوا يستثمرون الأموال لديه»، وادعت أنه «كان على رأسهم الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الذي وصلت لإسرائيل معلومات دقيقة بأنه كان يستثمر أمواله لديه، وهي الأموال التي جمعها نصر الله على مدار سنوات طويلة».
وقالت الإذاعة: «إن قضية عز الدين تفجرت عندما عجز عن تسديد قرابة 200 مليون دولار لحزب الله»، لافتة إلى «أن أصل هذا المبلغ أقل من ذلك بكثير، إلا أن الفوائد التي حققها المبلغ أوصلته إلى هذا الرقم الضخم. غير أن تعثر عز الدين عن الوفاء بالتزاماته حيال استرداد هذا المبلغ، وعجزه عن السداد، أثارا فضيحة إفلاسه، وهي الفضيحة التي تسببت في إصابة العشرات من اللبنانيين، من مودعي الأموال لدى عز الدين، بالذعر الشديد».
ولفتت إلى أن التقارير الإسرائيلية التي تتحدث عن هذا الموضوع تثير بعضا من الشكوك حول تورط إسرائيل في هذه القضية، خاصة أن هناك الكثير من الشواهد التي تؤكد ذلك، بداية من معرفة إسرائيل بكل التفاصيل المتعلقة بعمل عز الدين، بالإضافة إلى مشاركة عدد من كبار القادة السياسيين، بل والعسكريين، في الأضرار والخسائر خلال الصراع المتفجر بين الحزب وإسرائيل، الأمر الذي يجعل القضاء على «إمبراطورية عز الدين» هدفا تسعى إليه إسرائيل.
في غضون ذلك، أعرب خبير المحاسبة والعضو السابق في مجلس نقابة خبراء المحاسبة المجازين في لبنان، أنيس قانصو، عن أسفه «للأخبار العشوائية والملفقة التي تناولتها معظم وسائل الإعلام، والتي نالت من سمعة الأشخاص».
وكانت أصداء فضيحة إفلاس عز الدين قد وصلت إلى طهران حيث تردد أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، عقد في 14 سبتمبر (أيلول) الحالي، اجتماعا بحثت فيه انعكاسات هذه القضية، ماديا ومعنويا، على قاعدة حزب الله اللبناني، وعلى إيران عامة.
وقيل إن الجلسة تداولت في السبل الواجب اتخاذها للحؤول دون انجرار إيران إلى متاهات القضية واهتزاز صورتها في أعين شيعة لبنان، خاصة أن عز الدين كان يوظف أموالا طائلة في تجارة النفط الذي يشتريه من إيران.
فاطمي
09-26-2009, 01:20 AM
280 مليون دولار قيمة الاستثمارات اللبنانية والبقية لمواطنين قطري وفلسطيني
عز الدين يرفض إعلان إفلاسه في الجلسة الاستجوابية
استجوب قاضي التحقيق الأول في بعبدا جان فرنيني أمس رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين ومعاونه يوسف فاعور، بحضور وكيل عز الدين المحامي علي العشي، ووكيلة فاعور المحامية جمانة قدور، والمحاميين أشرف الموسوي وعادل قانصو بصفتهما موكلين بالدفاع عن مستثمرين، بالإضافة إلى المودعيْن غالب دهيني ومحمود الحاج. وتم تأجيل جلسة استجواب المدعى عليهم الخمسة الآخرين وهم كل من أنيس ق، علي ج، وهبي ط، محمد ب، وعلي ق، الى السادس من تشرين الأول المقبل، بعدما طلبوا استمهالهم لحين تعيين وكلاء للدفاع عنهم.
وعلمت «السفير» أن التحقيق كان مكثفاً واستمر على مدى ست ساعات، رفض خلالها عز الدين إعلان إفلاسه، معتبراً أنه يعيش أزمة مالية متعثرة، وأن لديه مشاريع واستثمارات خارجية قد تدرّ عليه أرباحاً، بما يسد للمودعين حقوقهم، أو جزءا منها. وعرض عز الدين ما يشبه التسوية أمام القاضي، لدى إعلانه أنه يملك مئة مليون دولار، كأصول وإيداعات واستثمارات خارجية، على اعتبار أن الثقل الأساسي لأعماله يتمركز خارج لبنان، وأن مشاريعه لم تتوقف في بعض البلدان، مبدياً الاستعداد، تأسيساً على هذا المبلغ، لإعادة جزء من الديون المستحقة عليه لتبرئة ذمته.
2005ليلى
09-30-2009, 11:58 AM
حزب الله لـ ايلاف: ماذا يفيد إبقاء رجل الأعمال في الإحتجاز؟
نصرالله يأمر بتوزيع تبرعات عز الدين على المودعين
2009 الثلائاء 29 سبتمبر
علي حلاوي - ايلاف
يتعهد صلاح عز الدين إعادة جميع الاموال لمستحقيها سنة 2010، إذا أخلي سبيله ولاحق العمل في شركاته ومصانعه المنتشرة في اكثر من 25 دولة عربية وأجنبية، ويستنفر "حزب الله" جهوده لاطلاق سراح عز الدين بعدما تكفل إعادة الحقوق الى المودعين . وتفيد بعض المصادر أن حسن نصر الله تدخل وطلب وأصدر تعليمات صارمة الى كل المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية والدينية التابعة لحزب الله يأمر فيها بالتوقف عن التصرف بمئات آلاف من الدولارات التي كان تبرع بها رجل الاعمال المتهم بالإختلاس.
بيروت: تتسارع وتيرة الاتصالات التي يجريها "حزب الله" مع بعض المتمولين ورجال الاعمال الكبار في الطائفة الشيعية في لبنان لمحاولة تطويق تداعيات إفلاس المليونير الجنوبي صلاح عز الدين . وكان رجل الأعمال الموقوف رفض إعلان إفلاسه خلال جولة التحقيقات الاولية التي اجريت معه بعدما سلَم نفسه إلى القضاء اللبناني بحجة عدم قدرته على تسديد مئات الملايين من الدولارات التي جمعها من آلاف المودعين، ومعظمهم من مدن جنوب لبنان وقراه اضافة الى الضاحية الجنوبية، وقال امام المحققين إنه "كفيل بإعادة جميع الاموال لمستحقيها سنة 2010، إذا أخلي سبيله ولاحق العمل في شركاته ومصانعه المنتشرة في اكثر من 25 دولة عربية واجنبية، اضافة الى القدرة على التصرف بالاصول الثابتة من اراض ومشاريع وشقق سكنية يملكها في بيروت وبعض الدول الخليجية.
ويستنفر "حزب الله" جهوده لإطلاق سراح عز الدين بعدما تكفل إعادة الحقوق الى المودعين . وفي هذا السياق يعتمد الحزب على منهجية واضحة يمكن ان تساهم في حال تطبيقها في اعادة اكثر من نصف الاموال المودعة لدى عز الدين الى اصحابها. وفي المعلومات التي استطاعت " إيلاف" استقاءها من مصادر خاصة في "حزب الله " إن عملية الاحصاء والتدقيق التي قام بها الحزب لممتلكات صلاح عز الدين مكنته من تقديرها بنحو 100 مليون دولار بما فيها شركاته واستثماراته خارج لبنان، وهي بحسب الحزب ما يراهن عليه رجل الاعمال الجنوبي لتخلية سبيله. وهذه الممتلكات شكلت ضماناً دفع "حزب الله" الى السير خطوات الى الامام والوقوف بجانب عز الدين في التحقيقات الجارية معه.
وفي المعلومات أيضاً إن الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله أصدر تعليمات صارمة الى كل المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية والدينية التابعة للحزب يأمر فيها بالتوقف عن التصرف بمئات آلاف من الدولارات التي كان تبرع بها صلاح عز الدين لتلك المؤسسات، وسيقوم الحزب بإعادة توزيع تلك الاموال على المئات من المودعين ، اقله تعويضاً لهم عن الخسائر التي لحقت بهم بسبب إفلاس رجل الأعمال الذي يوصف بأنه قريب من الحزب.
واضافة الى توزيع تبرعات عز الدين السابقة، سيعمل "حزب الله" - وفق مصدر "إيلاف"- من ضمن "منهجية واضحة لكل مودع، فبعد تحديد المبلغ المودع للشخص لدى عز الدين ، سيجري احتساب عدد اشهر الايداع والفائدة التي كان يتقاضاها المودع ، وإذا قاربت المبلغ او تخطيته، فسيعتبر الحزب ان هذا المودع قد نال حقه ومن غير المسموح له المطالبة بأمواله مجدداً، وهذا المبدأ يمكن تطبيقه على مئات من المودعين اصحاب المبالغ الصغيرة والمتوسطة والتي لا تتخطى المئة الف دولار. اما المودعون من اصحاب المبالغ الضخمة والتي تتخطى المئة الف دولار ويمكن ان تصل إلى ملايين الدولارات، فستكون هناك طرق خاصة في التعامل معهم على اساس دفع اموالهم من خلال الاصول الثابتة لعز الدين، اضافة الى ما يمكن ان يستجمعه بعد اخلاء سبيله ومعاودة العمل". ويشير مصدر هذه المعلومات الخاصة إلى ان "الحزب مثله مثل القضاء اللبناني على اقتناع تام بأن الاستمرار في حجز عز الدين لن يرجع الاموال الى اصحابها، وبالتالي فإن الأفضل تخلية سبيله بعد ان يتكفل ويتعهد قانوناً العمل على اعادة الاموال إلى أصحابها . على ان تشمل الاجراءات القانونية ايضاً منعه وافراد عائلته من السفر الى الخارج، بما يساهم في الوصول الى خاتمة غير مأسوية لهذه القضية الانسانية، والتي شملت بتداعياتها آلاف اللبنانيين".
رفع 14 دعوى جديدة بمبالغ إجمالية تقدر بسبعة ملايين دولار
عـز الديـن يعلـن أن عـدد المودعيـن يقـارب الأربعمئـة
فاتن قبيسي - السفير
على أثر الجلسة الاستجوابية التي عقدت أمس الأول في قصر العدل في بعبدا، والتي استنطق خلالها قاضي التحقيق الاول في بعبدا جان فرنيني رجل الأعمال صلاح عز الدين، ومعاونه يوسف فاعور، الموقوفيْن لدى القضاء في قضية إفلاس الاول، تقدم مجموعة من المودعين بدعاوى بحق عز الدين الى النيابة العامة المالية، من باب إثبات حقوقهم لدى القضاء.
وعلمت «السفير» أن عدد الدعاوى التي رفعت أمس هي 14 دعوى، تضاف الى أربع دعاوى أخرى كانت قد رفعت في وقت سابق. ومجموع الخسائر التي تكبدها أصحاب الدعاوى الجديدة جراء ضياع استثمارات عز الدين، تبلغ حوالى سبعة ملايين دولار، تتوزع كالآتي:
علي ز. (مليونان وأربعمئة ألف دولار)، حسين خ. (مئة وثلاثون ألف دولار)، صافي خ. (مئة ألف دولار)، وسيم ع. ( ثلاثمائة وسبعة وخمسون ألف دولار)، علي ه. (خمسة وعشرون ألف دولار)، سوسن ب. (مئتا ألف دولار)، عزت ب. (خمسمئة وتسعة وثمانون ألف دولار)، نجلاء ب. (أربعمئة وخمسون ألف دولار)، احمد ق. ( سبعمئة ألف دولار)، حسن ق. ( ستمئة ألف دولار)، صلاح ق. (ستمئة ألف دولار)، عباس ج. (مئة ألف دولار)، محمد ق. (خمسمئة ألف دولار)، رائد س. (مئتا ألف دولار).
وعلمت «السفير» أن عز الدين اقرّ للمرة الأولى خلال الجلسة الإستجوابية بعدد المودعين الإجمالي في مشاريعه الاستثمارية، محدداً الرقم بأربعمئة مودع. وأعلن أن عشرة ملايين دولار هو أكبر مبلغ كان قد حرر فيه شيكاً واحداً لأحد المودعين، وذلك قبيل توقيفه من قبل القضاء، من باب إعطاء ضمانة للمودع بتسديد دينه!
وعلمت «السفير» أن ثمة توجهاً من قبل النيابة العامة المالية لتعيين «لجنة خبراء محاسبة»، لمعرفة كيفية تبديد الاستثمارات الداخلية والخارجية، من قبل عز الدين.
يذكر أن جلــسة استجوابية ستعقد في السادس من تشرين الاول المقبل، لأخذ إفـادات خمسة آخرين مدعى عليهم في القضية، والذين كانوا قد استمهـلوا قاضـــي التحقيق الاول في بعبدا أمس الأول، لحين تعيين وكلاء عنهم.
مودعون لدى عز الدين يشكلون لجنة متابعة
صور ـ «السفير»
شكل المودعون في شركات صلاح عز الدين الموقوف لدى القضاء اللبناني بعد إفلاسه، لجنة للمتابعة مؤلفة من عشرة مودعين كبار غالبيتهم من بلدتي يارون وطورا الجنوبيتن.
وتم تشكيل هذه اللجنة بعد اجتماع موسع حضره اكثر من اربعين مودعا.
وقال رئيس اللجنة فادي عجمي «للسفير» ان ما سمعناه وما تسرب من التحقيق لا يطمئن على الاطلاق وهو بالنسبة الينا كلام لا يحل المشكلة او حتى جزءا منها ابدا.
اضاف «تداولنا خلال الاجتماع المذكور بما آلت اليه الاتصالات وما ينتج عنها من معطيات وتبين لنا أن صلاح عز الدين الذي تحدث في جلسة التحقيق وغيرها عن امتلاكه مشروعا للالماس في البرازيل لديه مسلخ للفروج في هذا البلد.
كما تبين ان مشروع الذهب الايراني الذي كسر ظهورنا هو مشروع وهمي ولا اساس له على ارض الواقع».
وقال «باسم المودعين وخاصة الكبار الذين يتحملون مشاكل اضافية بسبب مسؤولياتهم تجاه المودعين الصغار نناشد مرة اخرى الاصدقاء والمعنيين والحريصين على تكثيف سعيهم للوصول الى حل ما لهذه الكارثة».
لـم تُدِنـه مخابـرات الجيـش
عـز الديـن يعـود إلـى «روميـة»
ف ق
عاد أمس الأول رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين الموقوف في جرائم الإفلاس الاحتيالي وتعاطي المراباة ومخالفة قانون النقد والتسليف إلى سجن رومية، بعدما كان قد خضع للتحقيق لدى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، بناء على إشارة من النيابة العامة التمييزية.
وكان عز الدين قد انتقل الى مقر مديرية المخابرات في اليرزة يوم الجمعة الماضي، وخضع للتحقيق فيها، في خطوة فاجأت الكثيرين بعد استجوابه من قبل المباحث المركزية، وإحالته الى قاضي التحقيق الاول في بعبدا جان فرنيني.
وعلمت «السفير» أنه ليست ثمة «إدانة « صادرة عن مديرية المخابرات على المستوى الأمني بحق عز الدين، علماً بأن طلبه من سجن رومية انما جاء بناء على علامات استفهام خلّفتها جلسة استجوابه الاخيرة، نتيجة روايته غير المتماسكة، واقواله المتناقضة.
وعلمت «السفير» ان التحقيق معه من قبل مخابرات الجيش تطرق الى حركة الاستثمارات، وهوية بعض الذين تعامل معهم، مالياً وتجارياً، لا سيما في الخارج، وطبيعة علاقته بهم. كما تطرق إلى احتمال أن يكون ضحية مكامن مالية نصبت له، من قبل جهات خارجية.. علماً بان التحقيق من قبل هذه الجهة الامنية لا يعنى ببعدي القضية المالي والتجاري.
أما مسألة التعويض على المودعين، خصوصاً الصغار والمتوسطين منهم، فما زالت غامضة. وكلام عز الدين في الجلسة الاستجوابية الاخيرة عن وجود حوالى مئة مليون دولار، كاستثمارات في الخارج، تخوله سد من جزء من الديون المستحقة للمودعين في العام 2010، لم يمنع البعض منهم، من التقدم من النيابة العامة المالية في الايام الاخيرة، لرفع دعاوى جديدة من باب حفظ الحقوق.
يشار الى ان جلسة استجوابية جديدة ستعقد في السادس من تشرين الاول الجاري، باشراف القاضي جان فرنيني. وسيتم خلالها استنطاق خمسة آخرين مدعى عليهم في القضية.
2005ليلى
10-15-2009, 10:52 AM
المرجع فضل الله لـ «السفير» حول أزمة عز الدين وقضايا الإفلاس: ما يجري تحت عنوان عقود المضاربة ليس واقعياً وغير شرعي
فاتن قبيسي - السفير
هو ذاك الوجه المشرق الذي لا يتغير، بالرغم من ضغط السنين وقهر المسؤوليات. هو تلك الصفحة المنيرة في كتاب الدين.
يعود المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله ليتحدث بطريقته الشغوفة بالمعرفة، وبأسلوبه المدرار بالكلام، مستعيداً صحته، التي كانت انهكت خلال وبعيد «عدوان تموز». فيسترجع بعضاً من حيويته، فيما لا تفارقه ابتسامته الودودة ونزعته الصادقة للترحيب بالضيف.
يتابع السيد فضل الله معظم القضايا المثارة في البلد. يقرأ عنها غالباً ويعلق عليها احياناً. وهو اذ تكثفت «اجندته» خلال الشهر الكريم، جراء تزايد النشاطات والمحاضرات الدينية، الا ان ذلك لا يمنعه من فتح الباب امام أي سؤال حول أي موضوع يحتاح الى إضاءة من كوّة الدين.
قضية رجل الاعمال صلاح عز الدين كانت محور الحديث معه ظهر امس. فقدم وجهة نظر الشرع الاسلامي في كل ما يتصل بها من عقود تجارية ومفاعيل اقتصادية.
«السذاجة الاقتصادية والطمع واستسهال الربح السريع»، هو ما يصف به السيد فضل الله كل من استثمر امواله في هذه القضية وفي القضايا المماثلة. وشدد على عدم اهلية رجال الاعمال الذين يقومون باستغلال اموال الناس من دون وجه حق.
واذ يلفت الى وجود ما يسمى «بعقود المضاربة» او «المرابحة» في الشرع الاسلامي، الا انه يؤكد ان ما يحصل تحت هذا العنوان ليس واقعياً، وبالتالي تغدو هذه الاعمال غير شرعية. ونفى السيد فضل الله نفياً قاطعاً أي علاقة «لجمعية المبرات الخيرية» بقضية صلاح عز الدين، على اعتبار «ان الجمعية لا توظف اموالها مع مغامرين!». ودعا الى اعادة النظر في النظام الاقتصادي الرأسمالي، ومحاولة الاتيان بتجربة النظام الاقتصادي الاسلامي.
وجاء الحوار مع «السفير» على الشكل التالي:
÷ من وجهة نظركم؟ كيف تفسرون ظاهرة افلاس رجال الاعمال في لبنان، ممن يستثمرون اموال الناس ويضيعونها، والتي آخر ظواهرها اليوم قضية صلاح عز الدين؟
^ ينطلق تفسيري لهذه الظاهرة من ان هناك تخلفاً في المجتمع، في مسألة استثمار الاموال التي يملكها الناس، بما يمكّن المغامرين من استغلال اوضاع الناس ورغبتهم في تنمية مواردهم، من دون تفكير في القواعد التي يمكن ان تؤصل مسألة التنمية بحسب طبيعة الاوضاع الموجودة على المستوى الاقتصادي. وبهذا المعنى يستسهل بعض الناس الوعد بالربح السهل الذي لا يملك اي واقعية، باعتبار ان حالة الطمع تسيطر عليهم، وكذلك حب الراحة في ان يستثمروا اموالهم في الجوانب الانتاجية على المستوى الاقتصادي. وهكذا استطاع كثيرون ان يستغلوا هذه السذاجة الاقتصادية والطمع اللامعقول في خديعة هؤلاء الناس، والسيطرة على اموالهم تحت تأثير الحجة بانهم سيحصلون على فوائد كبيرة في وقت قصير، مع اعطاء بعض الحقوق الشرعية غير الواقعية، والتي تمثل الشكل ولا تمثل المضمون.
÷ هل لهذه الظاهرة علاقة بالبيئة التي تحيط بها، وبالمفاهيم السائدة فيها؟
^ المسألة لا تنحصر بأي طائفة معينة، لكنها تتمظهر باكثر من نموذج يعيش السذاجة الاقتصادية، وينطلق على اساس استسهال الثقة بالاشخاص الذين يغرونهم بأنهم سوف يستثمرون لهم اموالهم بطريقة او باخرى.
ولعلنا نبتعد عن الواقع باوسع من هذه الحالات المحدودة، فنجد ان الازمة المالية العالمية انطلقت من خلال ان الكثيرين من اصحاب الاموال، لا سيما في الخليج وغيره، وضعوا اموالهم في محافظ استثمارية، من دون ان يدرسوا الواقع الاقتصادي، والجهات التي تترك تأثيرها على حركة هذه المحافظ وهذه الاستثمارات، في استغلالهم لها لتنمية ثرواتهم، ثم في ادارة اللعبة الاقتصادية في مسألة الاسهم، والتي تهبط وتصعد، تماماً كما هي قضية المقامرين، التي قد يخسر فيها المقامر، لكنه يأمل في اللعبة الثانية او الثالثة ان يربح ويعوّض خسارته، ليصل الى مستوى لا يبقى معه شيء.
القضية اذاً هي قضية السذاجة الاقتصادية. ونحن نعرف ان كثيرين في مجتمعنا قد يأتون بالعبادات بشكل او بآخر، بحيث يوحون بالثقة. لكننا نروي عن النبي محمد وعن أئمة اهل البيت: « لا تنظروا الى طول ركوعهم وسجودهم، فلعلها عادة اعتادوها، ويشق على المرء ترك عادته. لكن انظروا الى صدق الحديث واداء الامانة الى البر والفاجر». ما يعني ان على الانسان الا يخدع بالمظهر العبادي، لأنه ليس هو الذي يعطينا اساس الثقة، بل ان التجربة في ما يمكن ان يسقط فيه الناس، هي التي تعطينا الثقة. وذلك في ان يحدّث فلا يكذب، وان يؤتمن فلا يخون.
÷ ما رأي الدين في عقود المضاربة التي تنص على ان يكون المستثمر شريكاً في الارباح؟
^ هناك في التشريع الاسلامي على مستوى المعاملات المالية عنوان يطلق عليه اسم «المضاربة». وهي تمثل شركة بين العمل والمال. لأن النظرية الاسلامية تقول ان المال لا ينتج مالاً الا من خلال تزاوجه مع العمل. ولذلك فالمضاربة تعني ان يكون هناك اتفاق بين من يملك رأس المال ومن يملك العمل، على اساس نسبة من الربح. ولا بد من ان يكون الشخص الذي يعمل برأس المال واقعياً وجاداً وخبيراً ومنتجاً للارباح التي يعد فيها، والتي يريد ان يقدمها لصاحب رأس المال. لكن الموجود عندنا في التجارب السابقة وتلك التي نعيشها اليوم هو ان هذه الارباح لا تنطلق من خلال اعمال اقتصادية، بل من خلال استغلال لحركة رأس المال في حل مشاكله الاقتصادية هنا وهناك. ولذلك فان ما يحصل تحت عنوان المضاربة او المرابحة ليس واقعياً، بحسب ما نسمع من الناس الذين يتابعون هذه المسألة، وبذلك فالمسألة، اذا صدقت هذه الاحاديث، لن تكون شرعية.
÷ ثمة عقود مضاربة او مرابحة تشترط على ان يكون المستثمر شريكاً في الربح والخسارة في آن.
^ عندما يتم التعاقد بين صاحب رأس المال وصاحب العمل، يتم ذلك على اساس نسبة من الارباح تقسم بين الطرفين. واذا وقعت الخسارة فانها تقع على صاحب رأس المال، وليس على صاحب العمل، لأن العامل فقد عمله، اذا جرت القضية على اصولها. وهناك بعض الفقهاء الذين يقولون انه من الممكن جداً ان يكون هناك اتفاق خارج اطار هذا العقد في أن يضمن العامل رأس المال لصاحبه اذا حصلت الخسارة. ولكن هذا المعنى ليس انسانياً, وبعض الفقهاء لا يجيز ذلك.
÷ ما الفرق بين تحديد نسبة الربح والفائدة؟
^ تحديد مبلغ الربح فائدة، اما تحديد نسبة الربح فلا يعتبر فائدة. لأن الشركة بين العمل ورأس المال واقعية، تتحرك على اساس نتائج حركة هذه النتائج. ويمكن ان تربح او ان تخسر. وهذا ايضاً مختلف عن الربا. فالمال هنا ينتج مالاً. كأن يدين شخص مبلغاً من المال لآخر، على ان يعطيه لقاء ذلك مبلغاً شهرياً. وليس هناك أي معاملة بين الطرفين، بل استغلال لحاجة المستقرض من قبل المقرض، في ان يُفرض عليه مبلغ معين. لكن في المضاربة ليس هناك مبلغ معين، بل شركة بين العمل ورأس المال. وقد تربح وقد تخسر، ربما لأن الوضع الاقتصادي لحركة الشركة لا يعطي ارباحاً، ولا يحصل الطرفان في هذه الحالة على شيء. بينما في الربا يحصل صاحب رأس المال على كل شيء، على ماله مع المبلغ الذي فرضه. بينما في المضاربة فاذا حصلت الخسارة فانها تصيب الطرفين.
÷ اذاً المستثمرون لا يخالفون الاعتبار الديني، لكن مشكلتهم تنحصر بمسألة الوعي الاقتصادي.
^ عدم الوعي جعلهم يتحركون في واقع يؤدي الى خسارتهم لاموالهم، ما يجعل القضية في دائرة اهدار المال. لكن المسؤولية هي على من يأخذ المال، كيف يديره؟ هل يديره لمصلحة صاحب المال او لمصلحته الخاصة؟ وهل يديره بشكل مدروس، أم بلا ضوابط اقتصادية لعدم معرفته بأصول الربح والخسارة في العملية الاقتصادية. وهل عندما يخسر يكون ذلك من دون تعمد، ونتيجة للوضع الاقتصادي العام، او نتيجة اللعبة التي يديرها، فيأخذ من هذا ليعطي ذاك، أو ان يعطي ارباحاً غير معقولة، لا تسمح بها حركة الربح والخسارة في السوق.
÷ يتذرع بعض المستثمرين باستثمار اموالهم بموجب عقود مرابحة غير مضمونة النتائج غالباً، تجنباً لفوائد البنوك التي يحرمها الإسلام.
^ «يجوز ان يضع الناس مالاً في البنوك الاسلامية التي تأخذ بمبدأ المضاربة، اذا كانت جادة في ذلك، بحسب قوانينها الشرعية. ويمكن إيداع المال لكن من دون أن يشترطوا الفائدة، لأن الله حرمها». النظرية الاسلامية اكثر عدالة لأنها تجعل الخسارة على صاحب رأس المال، كما على العامل. بينما الربا يجعل صاحب رأس المال رابحاً دائماً. وهذا ما يجعل الدول الفقيرة المستضعغة التي تستقرض من البنك الدولي، او من بعض الدول الاخرى، تخضع لشروطها الاقتصادية والسياسية والامنية، كما ان تراكم الفوائد يجعل هذه الدول المستقرضة تحت رحمة الدول المقرضة.
÷ حكي عن علاقة مالية بين «جمعية المبرات الخيرية» واعمال رجل الاعمال المفلس صلاح عز الدين.
^ احب ان اؤكد ان «جمعية المبرات الخيرية» وسائر المؤسسات التابعة لها لم ولن تدخل في أي عمل من هذه الاعمال المرتبطة بالقضية، لا سابقاً ولا لاحقاً. لأن ما تملكه من مال من خلال المحسنين توظفه في المشاريع التي تؤسسها.
ونحن الآن لدينا مشروع «المركز الاسلامي في جبيل، والمجمع في بنت جبيل، ومشروع المكتبة العامة التي تؤسس الى جانب مسجد الامامين الحسنين. كما انشأنا مبرة للأيتام في بغداد بكلفة خمسة ملايين دولار. وجهز المبنى الاول (خمسة طوابق على العظم)، فيما سيتم تجهيز المبنى الثاني قريباً، لإيواء الايتام واطعامهم. نحن لا يمكن ان نقدم أي قرش لاي مغامر من مغامري الاقتصاد. وكل من يتحدث ان «للمبرات» مشاركة في هذه الازمة، هو انسان لا يتكلم بكلام صحيح، بل يقول الاكاذيب والافتراءات. لأنني احرّم، بحسب ولايتي على «المبرات»، تحويل هذه الاموال، التي اغلبها اموال شرعية، الى اي مغامرة اقتصادية.
÷ بماذا تنصح الناس من اصحاب الرساميل الصغيرة او الكبيرة؟
^ انصح الناس الذين يعملون على تنمية اقتصادهم، بان يستثمروا اموالهم من خلال اعمالهم، او المشاركة مع الاشخاص الأمناء الذين يشتركون معهم في تنمية المال بالطريقة التي يحصل فيها الربح، الذي يؤدي الى نتائج اقتصادية ايجابية لمصلحة الشريكين.
اثبتت الأزمة المالية العالمية فشل النظام الرأسمالي في عدالة الاقتصاد، من حيث الادارة التي يقودها الاشخاص الذين يسيطرون على اقتصاد العالم. لذلك لا بد من اعادة النظر في النظام الاقتصادي الرأسمالي، ومحاولة الاتيان بتجربة النظام الاقتصادي الاسلامي.
÷ ثمة مؤسسات تقرض الاموال للناس، ممن يرهنون لديها ذهباً، وذلك بناء على تقديرها لسعر الذهب، ثم تستوفي المبلغ من المستقرضين بالتقسيط، مضافاً اليه ما تسميه «برسوم تخزين الذهب والرسوم الادارية». كيف تعلقون على ذلك؟
^ اتصور ان هذه الاعمال قد تكون ربوية، لكن على طريقة ما يسمى بالحيلة الشرعية. ونحن نتحفظ عن كل انواع الحيلة الشرعية.
فاتن قبيسي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir