تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التكفيريات الثلاث



2005ليلى
09-03-2009, 12:16 PM
زوجة الفراج وأم أسامة ووفاء أشهر 3 نساء انتمين للقاعدة


الرياض: فداء البديوي

لم تسلم العناصر النسائية من تسخير التنظيم القاعدي لهن، مستغلا عاطفة المرأة وحماسها وظروفها.
كانت الأخيرة وفاء الشهري التي اشتهرت في وسائل الإعلام بـ "أم يوسف الشهري" والتي أطلقت على نفسها كنية "أم هاجر الأزدي" عند انضمامها لزوجها سعيد الشهري في اليمن، لتكون أول امرأة سعودية تخرج من بلدها، وتندرج مع التنظيم في اليمن بعد الانضمام إليه.
وتعد "زوجة خالد الفراج" ـ الذي أحيل ملفه إلى القضاء السعودي حيث المحكمة الجزائية المتخصصة ـ أول النساء المنتميات لهذا التنظيم. أما ثاني امرأة فقد عُرفت بأم أسامة المصرية، وقد تراجعت وتابت، بعد أن عملت ذراعا إعلاميا نسائيا لتنظيم القاعدة.
وفيما يتعلق بالإفصاح رسميا عن أسماء هؤلاء السيدات وغيرهن من المنتميات للفكر القاعدي، تشير مصادر مطلعة لـ "الوطن" إلى وجود أهداف من عدم الإفصاح والاكتفاء بكنياتهن، حرصا من السلطات الأمنية السعودية على خصوصيتهن، وحفاظا على كرامتهن وسلامتهن؛ وفقا لتوجيهات مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف، الذي أبدى حرصه على سلامة المرأة والطفل.
واتضح ذلك من خلال التسجيل الصوتي في مكالمته مع المنتحر عبدالله عسيري عندما شدد في سؤاله عن حال أم يوسف وأطفالها خوفا من القيادة على مصيرها ومصير أطفالها.
وكانت مصادر أمنية أكدت لـ "الوطن" - في وقت سابق - خلو سجون المملكة من أي عنصر تكفيري نسائي، لافتة إلى عدم توقيف النساء بالمملكة في مثل هذه القضايا حيث تتم مناصحتهن في منازلهن، حتى يتم تصحيح أفكارهن، وذلك فيما عدا البوسنية زوجة مسؤول قائمة الـ 36 المغربي يونس الحياري الذي قتل في مداهمة في شرق الرياض قبل 3 سنوات، والتي تم تسليمها لبلدها مع أبنائها الأربعة بعد انتهاء الإجراءات الإدارية التي تخص ابنتها المنسوبة -من خلال الأوراق فقط- للمتورط السعودي الذي كان داعما للحياري.
وأرجعت أسباب الإيقاف إلى أن الإجراءات الإدارية أخرت تسليمها إلى بلدها لحين تعديل أوضاعها بعدما أنجبت ابنتها في أحد المستشفيات في الرياض، بعد الاستفادة من أوراق ثبوتية تخص مواطنا سعوديا تم نسب الطفلة له على الرغم من أنه ليس الأب الحقيقي.
وقد تسببت زوجة المتهم بالانتماء للقاعدة خالد الفراج في نشوب مواجهة حي السعادة بالرياض عام 2004، على خلفية اتصال أجرته الزوجة بعناصر أحد خلايا التنظيم القاعدي؛ حين كان زوجها برفقة مجموعة من رجال الأمن وهم يفتشون المنزل، بعدما قبضت فرقة أمنية على الفراج في حي النسيم. فسارعت بالاتصال بأحد عناصر الخلية، الذين قدموا بسرعة في دقائق معدودة، لتخليص زوجها أو التخلص منه قبل أن يفشي معلومات عنهم للأمن.
وعندما كان الفراج - المعروف بخزنة المعلومات- والفرقة الأمنية برفقة والده في منزله بحي السعادة، بعد اعترافه للجهات الأمنية بحيازته لكمية من الأسلحة والمتفجرات، وخلال التفتيش في المنزل، فوجئ رجال الأمن باقتحام مجموعة، من عناصر الخلية التي يتبعها الفراج، وقيامها بإطلاق النار، فكانت المحصلة مقتل والده وستة آخرين من رجال الأمن، قبل أن يلوذوا بالفرار ، وكان من بينهم قائد خلايا القاعدة عبد العزيز المقرن الذي لقي مصرعه، وكذلك فيصل الدخيل.
وكانت الخلية المطاردة قد علمت بنبأ اعتقال زميلهم الفراج، واكتشفت الأجهزة الأمنية أن من أبلغ عناصر تلك الخلية، زوجة الفراج التي كانت في المنزل حينها، عندما رأت زوجها بصحبة رجال الأمن وهم يهمون بدخول المنزل، وذلك بعد أن عمل الفراج على إيواء مجموعة من المطاردين في منزله شهورا سبقت اعتقاله، محولا منزله بذلك إلى ما يشبه المركز الرئيسي للخلية.
وحاول التنظيم القاعدي إبعاد شبهة الإبلاغ عن زوجة الفراج التي تسببت بمقتل والده، عبر خطاب إعلامي بثته وقتها عبر مجلتهم الإلكترونية "صوت الجهاد"، مشيرة إلى اختراقها للأجهزة الأمنية، في خطوة لإزالة الشبهة.
ونظرا لخيانة زوجة الفراج لوطنها، فقد أوقفتها السلطات الأمنية على الفور، واتضح أنها شقيقة أحد عناصر الخلية، وهو عبد المحسن الشبانات البالغ عمره 22 سنة، والذي قتل في إحدى المطاردات الأمنية.
ولزوجة الفراج ثلاثة أشقاء غير عبد المحسن، وقد قتلوا جميعا خارج المملكة، وعلى خلفية ذلك يتضح أن التركيبة الاجتماعية الخاصة لتلك العناصر، تعمل وفق تجنيد بعضها للبعض الآخر، فمع زواج خالد الفراج من شقيقة عبد المحسن، ليتضح أنه مرتبط بعمله في تنظيم القاعدة الضال بابن عم يدعى فهد الفراج، وهو من المطلوبين الذين وصفوا بـ "العناصر الخطرة".
أما "أم أسامة" فهي فتاة مصرية في نهاية العشرينات من العمر، وتعد ثاني امرأة اشتهرت بانتمائها لتنظيم القاعدة، وهي تعيش مع والدها في المدينة المنورة. وكانت بمثابة الذراع الإعلامي النسائي لتنظيم القاعدة على الإنترنت.
وأفادت أم أسامة أنهم كانوا يستهدفون السيدات من خلال الإنترنت وتدريبهن على التربية الروحية والجهادية، وكانت تتلقى تعليمات من القائد المشرف على مجموعتها الملا سيف الدين، الذي يتلقى التعليمات من تنظيم القاعدة وطالبان في أفغانستان، ويعملون على الدعم الفكري وجلب المتعاطفين وتأسيس وجودهم في الإنترنت. ووفقا لما أعلنته أم أسامة فقد كان انتشارهم فكريا عبر الإنترنت بنسبة 80%. وأكدت أن الناشطات كثيرات، ويملكن منتديات وقوائم بريدية وخططا كثيرة لدعم التنظيم فكريا، ووصلتهن إرشادات كثيرة من قادة التنظيم وحتى من أسامة بن لادن الذي امتدح ما كانوا يطلقون عليه "المجاهدين والمجاهدات عبر الإنترنت".وألقت السلطات السعودية القبض عليها، لنشاطها السابق كمشرفة على مجلة الخنساء الإلكترونية المتطرفة، لتعلن تراجعها وتوبتها بعد مناصحتها وجلاء الحقائق أمامها. على خلفية مناصحتها من قبل لجنة نسائية مختصة وهي في منزل والدها وبحضوره. ويعتبر قائد تنظيم القاعدة عبدالعزيز المقرن هو من أسس مجلة الخنساء الإلكترونية، قبل أن يلقى مصرعه في مواجهة أمنية عام 2004م. وبعد أن ضيقت السلطات الأمنية الطوق على المواقع الإلكترونية المتطرفة، غيرت أم أسامة وزميلاتها إستراتيجية العمل "القاعدي"، إلى مرحلة التواصل عبر مجموعات بريدية. وأوضحت عند اعترافها اعتماد تنظيم القاعدة على الإنترنت على نطاق واسع، إلى جانب عملها على التوجه لمجموعات أو خلايا صغيرة تدعمهن وتتابعهن شخصيا كما تتابع البقية في الإنترنت.
وكان تنظيم القاعدة يعد برامج مكثفة لإعداد المرأة للدخول فيما كانوا يطلقون عليه (الجهاد)، دون أن تعرف هؤلاء النسوة المستهدفات ما هو المقصود بالجهاد. وأشارت أم أسامة إلى الخلافات الكبيرة التي وقعت بين قادة القاعدة حول (جهاد المرأة)؛ وما لاحظته وقتها من رغبة قوية لدى القادة الميدانيين لدفعهم بقوة إلى الميدان. فيما أفادت بعدم وجود نساء فاعلات وناشطات في تنظيم القاعدة؛ بعد فشل مشروع إعداد المقاتلات، ملمحة إلى أنه في حال وُجدت ناشطات فسيكّن نادرات.
وعن المعتقدات السائدة لديهن في تلك الفترة، أشارت أم أسامة إلى ما كن يعتقدنه ويُبث لهن في السابق من كونهن في حالة حرب شاملة مع الدولة الكافرة، تشترك في هذه الحرب المرأة والصبي، ولا يجب معها استئذان المرأة ولي الأمر.
ومع تأثر أم أسامة بحملة "السكينة" لتوعية الشباب عبر الإنترنت بقيادة 20 شخصا، تبيّن لها في وقت لاحق أن هذه المفاهيم خاطئة، وأن هذا أقرب ما يكون إلى الفوضى من الجهاد.
وقابلت أم أسامة توجهها السابق بنصيحة للسيدات برفض استغلالهن لصالح المبتغيات المنحرفة، وحذرتهن من أن يجعلن العاطفة شريعتهن، وعليهن حماية بيوتهن ومدارسهن من الدخلاء ومن الأفكار التي تنهش عقول الصغار والكبار، وعليهن نشر مفاهيم الاعتدال والتدين والوسطية.