جاسم البصري
09-03-2009, 12:27 AM
الحلقة الثانية مسلسل ((الدجال))
الفصل الثاني
آية وحجة
الأمر الأول: من آيات الله
الأمر الثاني:في القرآن
الأمر الثالث: مع القرآن
الأمر الرابع: مع السنة الشريفة
الأمر الخامس: عمر الدجال
الأمر السادس: الدجال آية وحجة
آية وحجة
تشير الروايات الكثيرة بل العديد من الآيات القرآنية وتفسيرها إلى أن الدجال آية من آيات الله تعالى، فبالإضافة إلى القدرة الإلهية على إطالة عمره لتحقيق إعجاز إلهي بهذا الخصوص، فإن النبوءة والأخبار عنه وعن خروجه وعلاماته التي تحقق منها ويتحقق العديد تعتبر آية أيضا، ويضاف لذلك أن الحكمة الإلهية القدسية اقتضت أن تكون قضية الدجال آية وحجة على جميع أهل العناد والتضليل ممن نصب العداء لله تعالى ولرسوله الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) من خلال نصبهم العداء للعترة الطاهرة المطهرة لآل بيت المصطفى(صلوات الله وسلامه عليه وعليهم).
ومن مصاديق النصب والعداء إنكارهم غيبة المعصوم الإمام الحجة أبن الحسن(صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه) واحتجاجهم بعدم إمكانية واستحالة إطالة عمره الشريف، وعدم وجود الحكمة في ذلك وفي غيبته(عليه السلام) ولم يكتفوا بهذا بل شنوا حملات وحملات من التهم والافتراءات والاستهزاءات بخصوص هذه القضية كما في غيرها تجاه مذهب الحق وأتباعه الصادقين المؤمنين.
والجواب واضح وبديهي(خاصة بعد الإطلاع على هذا البحث) فأنه:
أولاً: كما يقال(إن أدلّ دليل على الإمكان هو الوقوع)، وإطالة العمر بل والغيبة معها قد حصلت ووقعت بخصوص الدجال، وبهذا يثبت إمكانها بصورة عامة، وخصوصا في قضية الإمام المعصوم(عليه السلام)،
فالمصادر الإسلامية عموما ومصادر أهل السنة خصوصا تثبت بقاء الدجال على قيد الحياة منذ عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بل قبل ذلك وسيبقى إلى آخر الزمان حيث يخرج ويقتل بيد الإمام(عليه السلام) أو وزيره نبي الله عيسى بن مريم(عليه السلام) فالدجال بهذه الأطروحة ولهذا الوقت بل وحتى وقت خروجه ومقتله يكون أكبر عمراً وأطول غيبةً من الإمام قائم آل محمد(عليه السلام).
ثانياً: إن وقوع مثل تلك القضية لم تختص بالدجال بل تشمل إبليس اللعين الرجيم وكذلك تشمل العديد من الأنبياء والصالحين كنبي الله عيسى وإلياس والخضر(عليهم السلام).
ثالثاً: إن البقاء أكبر من العمر المتعارف ثابتة أيضا لنبي الله نوح(عليه السلام)، وكذلك لأصحاب الكهف(عليهم السلام).
رابعا: إن الله تعالى هو العالم بحكمة وعلة إطالة العمر والغيبة الشريفة للإمام(عليه السلام)، فكما أن ما حصل لمحور الشر والقبح والضلال وقادته إبليس والدجال وما حصل لقطب الخير والحسن والصلاح وقادته عيس وإلياس والخضر وغيرهم(عليهم الصلاة والسلام)، ناشيء من حكمة وعلة الله تعالى العالم بها، كذلك ما حصل للإمام(عليه السلام) ناشيء من حكمة وعلة الله تعالى العالم بها.
خامسا: لا يخفى على جميع المسلمين والبشر أن وجود الشمس وفائدتها لا تنتفي بحجب الغيوم لها ومنعنا من مشاهدتها وكذلك الكلام بخصوص غيبة الإمام(عليه السلام) وكذلك عيسى وإلياس والخضر(عليهم السلام).
سادسا: لا يخفى على جميع المسلمين، فقد ثبت عند الجميع أن القانون الإلهي القدسي حكم بأن لا يخلو الأرض من حجة، ولو خليت قلبت وساخت بأهلها، وعليه يمكن أن يكون بقاء المعصوم(عليه السلام) وإطالة عمره الشريف إلى أن يشاء الله تعالى، تطبيقا لهذا القانون الإلهي.
وفي هذا الفصل الكلام في عدة أمور:
الأول: من آيات الله
الثاني: في القرآن
الثالث: مع القرآن
الرابع: مع السنة الشريفة
الخامس: عمر الدجال
السادس: آية وحجة
الأمر الأول:من آيات الله
ذكرنا أن قضية الدجال تعتبر آية من آيات الله تعالى، إما بإطالة عمره وبقائه على قيد الحياة إلى أن يشاء الله تعالى، أو باعتبار التنبوء والأخبار عنه وعن علاماته وأفعاله، أو باعتبار الاحتجاج على الخصم المعاند الناصب الضال ممن ينكر على مذهب الحق وجود الإمام(عليه السلام) وتحقق غيبته وإطالة عمره الشريف، أو باعتبارات أخرى الله العالم بها، والمهم هنا الإشارة إلى أن العديد من الموارد الشرعية تشير إلى كون الدجال وخروجه يعتبر آية من آيات الله تعالى ومن هذه الموارد:
1-قوله تعالى(( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربّك أو يأتي بعض آيات ربك * يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل * أو كسبت في إيمانها خيرا))[2]
فعن الإمامين الباقر والصادق(عليهما السلام) ((قوله(يوم يأتي بعض آيات ربك) يعني:طلوع الشمس من المغرب وخروج الدجال والدخان)) [3]
2-قوله تعالى((والذين يجادلون في آيات الله))ورد في التفسير (أن اليهود عظّمت الدجال وقالوا إن صاحبنا يبعث في آخر الزمان وله سلطان، فقال الله تعالى(والذين يجادلون في آيات الله) لأن الدجال من آياته)[4]
الأمر الثاني:في القرآن
لا تكفي الصحبة مع النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) في تحقق الإيمان الصادق والعدالة ولا في إثبات ذلك، فكما أن الدواب يمكن أن تكون صاحبة للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وكذلك العديد من أهل الشرك والكفر بل وأهل النفاق أيضاً ينطبق عليهم أنهم قد صاحبوا النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) وكذلك لا يكفي ذكر أسم الشخص أو الإشارة إليه في القرآن الكريم في تحقق إيمانه الصادق وعدالته ولا في إثبات ذلك، فكما أن الدواب ذكرت في القرآن فإن فرعون وهامان والنمرود وقارون وأبا لهب وامرأته وزوجة لوط والمشركين والكافرين والظالمين والمفسدين والمنافقين وإبليس اللعين وغيرهم قد ذُكروا في القرآن، وها هو الدجال أحد أقطاب الشر والقبح والضلال قد ذُُكر في القرآن وأشير إليه في مواضع عديدة منها:
1.قوله تعالى(( يوم يأتي بعض آيات ربك))[5]وقد ذكرنا أن المراد من بعض آيات ربك هو طلوع الشمس من المغرب وخروج الدجال والدخان كما ورد هذا المعنى والتفسير عن الإمامين الباقر والصادق(عليهما السلام).
2.قوله تعالى(قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم)[6]، قال الإمام الباقر(عليه السلام): هو الدجال والصيحة، وقوله تعالى(أو من تحت أرجلكم) قال(عليه السلام) هو الخسف، وقوله تعالى(أو يلبسكم شيعا) قال(عليه السلام):هو اختلاف في الدين، وطعن بعضكم على بعض، وقوله تعالى(ويذيق بعضكم بأس بعض) قال(عليه السلام): هو أن يقتل بعضكم بعضا، ثم قال(عليه السلام): وكل هذا في أهل القبلة) [7]
3.قوله تعالى(والذين يجادلون في آيات الله) أشرنا سابقا إلى أن بعض كتب التفسير تشير في تفسير هذه الآية إلى أن الدجال من آيات الله تعالى، وأن اليهود عظّمت الدجال وقالوا أن صاحبنا يبعث في آخر الزمان وله سلطان، فنزلت الآية.
4.قوله تعالى(ويكلم الناس في المهد وكهلاً) وتشير هذه الآية الكريمة إلى الدجال من حيث أنه ورد في تفسيرها: قد كلّمهم عيسى في المهد، وسيكلمهم إذا قتل الدجال وهو يومئذ كهل
الفصل الثاني
آية وحجة
الأمر الأول: من آيات الله
الأمر الثاني:في القرآن
الأمر الثالث: مع القرآن
الأمر الرابع: مع السنة الشريفة
الأمر الخامس: عمر الدجال
الأمر السادس: الدجال آية وحجة
آية وحجة
تشير الروايات الكثيرة بل العديد من الآيات القرآنية وتفسيرها إلى أن الدجال آية من آيات الله تعالى، فبالإضافة إلى القدرة الإلهية على إطالة عمره لتحقيق إعجاز إلهي بهذا الخصوص، فإن النبوءة والأخبار عنه وعن خروجه وعلاماته التي تحقق منها ويتحقق العديد تعتبر آية أيضا، ويضاف لذلك أن الحكمة الإلهية القدسية اقتضت أن تكون قضية الدجال آية وحجة على جميع أهل العناد والتضليل ممن نصب العداء لله تعالى ولرسوله الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) من خلال نصبهم العداء للعترة الطاهرة المطهرة لآل بيت المصطفى(صلوات الله وسلامه عليه وعليهم).
ومن مصاديق النصب والعداء إنكارهم غيبة المعصوم الإمام الحجة أبن الحسن(صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه) واحتجاجهم بعدم إمكانية واستحالة إطالة عمره الشريف، وعدم وجود الحكمة في ذلك وفي غيبته(عليه السلام) ولم يكتفوا بهذا بل شنوا حملات وحملات من التهم والافتراءات والاستهزاءات بخصوص هذه القضية كما في غيرها تجاه مذهب الحق وأتباعه الصادقين المؤمنين.
والجواب واضح وبديهي(خاصة بعد الإطلاع على هذا البحث) فأنه:
أولاً: كما يقال(إن أدلّ دليل على الإمكان هو الوقوع)، وإطالة العمر بل والغيبة معها قد حصلت ووقعت بخصوص الدجال، وبهذا يثبت إمكانها بصورة عامة، وخصوصا في قضية الإمام المعصوم(عليه السلام)،
فالمصادر الإسلامية عموما ومصادر أهل السنة خصوصا تثبت بقاء الدجال على قيد الحياة منذ عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بل قبل ذلك وسيبقى إلى آخر الزمان حيث يخرج ويقتل بيد الإمام(عليه السلام) أو وزيره نبي الله عيسى بن مريم(عليه السلام) فالدجال بهذه الأطروحة ولهذا الوقت بل وحتى وقت خروجه ومقتله يكون أكبر عمراً وأطول غيبةً من الإمام قائم آل محمد(عليه السلام).
ثانياً: إن وقوع مثل تلك القضية لم تختص بالدجال بل تشمل إبليس اللعين الرجيم وكذلك تشمل العديد من الأنبياء والصالحين كنبي الله عيسى وإلياس والخضر(عليهم السلام).
ثالثاً: إن البقاء أكبر من العمر المتعارف ثابتة أيضا لنبي الله نوح(عليه السلام)، وكذلك لأصحاب الكهف(عليهم السلام).
رابعا: إن الله تعالى هو العالم بحكمة وعلة إطالة العمر والغيبة الشريفة للإمام(عليه السلام)، فكما أن ما حصل لمحور الشر والقبح والضلال وقادته إبليس والدجال وما حصل لقطب الخير والحسن والصلاح وقادته عيس وإلياس والخضر وغيرهم(عليهم الصلاة والسلام)، ناشيء من حكمة وعلة الله تعالى العالم بها، كذلك ما حصل للإمام(عليه السلام) ناشيء من حكمة وعلة الله تعالى العالم بها.
خامسا: لا يخفى على جميع المسلمين والبشر أن وجود الشمس وفائدتها لا تنتفي بحجب الغيوم لها ومنعنا من مشاهدتها وكذلك الكلام بخصوص غيبة الإمام(عليه السلام) وكذلك عيسى وإلياس والخضر(عليهم السلام).
سادسا: لا يخفى على جميع المسلمين، فقد ثبت عند الجميع أن القانون الإلهي القدسي حكم بأن لا يخلو الأرض من حجة، ولو خليت قلبت وساخت بأهلها، وعليه يمكن أن يكون بقاء المعصوم(عليه السلام) وإطالة عمره الشريف إلى أن يشاء الله تعالى، تطبيقا لهذا القانون الإلهي.
وفي هذا الفصل الكلام في عدة أمور:
الأول: من آيات الله
الثاني: في القرآن
الثالث: مع القرآن
الرابع: مع السنة الشريفة
الخامس: عمر الدجال
السادس: آية وحجة
الأمر الأول:من آيات الله
ذكرنا أن قضية الدجال تعتبر آية من آيات الله تعالى، إما بإطالة عمره وبقائه على قيد الحياة إلى أن يشاء الله تعالى، أو باعتبار التنبوء والأخبار عنه وعن علاماته وأفعاله، أو باعتبار الاحتجاج على الخصم المعاند الناصب الضال ممن ينكر على مذهب الحق وجود الإمام(عليه السلام) وتحقق غيبته وإطالة عمره الشريف، أو باعتبارات أخرى الله العالم بها، والمهم هنا الإشارة إلى أن العديد من الموارد الشرعية تشير إلى كون الدجال وخروجه يعتبر آية من آيات الله تعالى ومن هذه الموارد:
1-قوله تعالى(( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربّك أو يأتي بعض آيات ربك * يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل * أو كسبت في إيمانها خيرا))[2]
فعن الإمامين الباقر والصادق(عليهما السلام) ((قوله(يوم يأتي بعض آيات ربك) يعني:طلوع الشمس من المغرب وخروج الدجال والدخان)) [3]
2-قوله تعالى((والذين يجادلون في آيات الله))ورد في التفسير (أن اليهود عظّمت الدجال وقالوا إن صاحبنا يبعث في آخر الزمان وله سلطان، فقال الله تعالى(والذين يجادلون في آيات الله) لأن الدجال من آياته)[4]
الأمر الثاني:في القرآن
لا تكفي الصحبة مع النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) في تحقق الإيمان الصادق والعدالة ولا في إثبات ذلك، فكما أن الدواب يمكن أن تكون صاحبة للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وكذلك العديد من أهل الشرك والكفر بل وأهل النفاق أيضاً ينطبق عليهم أنهم قد صاحبوا النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) وكذلك لا يكفي ذكر أسم الشخص أو الإشارة إليه في القرآن الكريم في تحقق إيمانه الصادق وعدالته ولا في إثبات ذلك، فكما أن الدواب ذكرت في القرآن فإن فرعون وهامان والنمرود وقارون وأبا لهب وامرأته وزوجة لوط والمشركين والكافرين والظالمين والمفسدين والمنافقين وإبليس اللعين وغيرهم قد ذُكروا في القرآن، وها هو الدجال أحد أقطاب الشر والقبح والضلال قد ذُُكر في القرآن وأشير إليه في مواضع عديدة منها:
1.قوله تعالى(( يوم يأتي بعض آيات ربك))[5]وقد ذكرنا أن المراد من بعض آيات ربك هو طلوع الشمس من المغرب وخروج الدجال والدخان كما ورد هذا المعنى والتفسير عن الإمامين الباقر والصادق(عليهما السلام).
2.قوله تعالى(قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم)[6]، قال الإمام الباقر(عليه السلام): هو الدجال والصيحة، وقوله تعالى(أو من تحت أرجلكم) قال(عليه السلام) هو الخسف، وقوله تعالى(أو يلبسكم شيعا) قال(عليه السلام):هو اختلاف في الدين، وطعن بعضكم على بعض، وقوله تعالى(ويذيق بعضكم بأس بعض) قال(عليه السلام): هو أن يقتل بعضكم بعضا، ثم قال(عليه السلام): وكل هذا في أهل القبلة) [7]
3.قوله تعالى(والذين يجادلون في آيات الله) أشرنا سابقا إلى أن بعض كتب التفسير تشير في تفسير هذه الآية إلى أن الدجال من آيات الله تعالى، وأن اليهود عظّمت الدجال وقالوا أن صاحبنا يبعث في آخر الزمان وله سلطان، فنزلت الآية.
4.قوله تعالى(ويكلم الناس في المهد وكهلاً) وتشير هذه الآية الكريمة إلى الدجال من حيث أنه ورد في تفسيرها: قد كلّمهم عيسى في المهد، وسيكلمهم إذا قتل الدجال وهو يومئذ كهل