مجاهدون
09-02-2009, 04:47 PM
محمد صادق الحسيني - عصرایران
لقد وقع زلزالان فكريان سياسيان خطيران خلال الايام الاخيرة في ايران لم يعرهما الاعلام العربي الاهتمام اللازم لاسباب ماهوية متفاوتة!
'الاول، وهو ذاك الذي حصل يوم الثلاثاء الفائت امام محكمة الثورة في ايران،' عندما اعلن منظر معسكر الاصلاحيين جميعا والزعيم الابرز لحزب جبهة المشاركة في مرافعته التاريخية المكتوبة بخط يده والتي كان يتابع سطورها بدقة في وقت كان يقرأها احد اعضاء اللجنة المركزية لحزبه بسبب عدم قدرته على الكلام ما يلي مضمونا :
''بأنه وحزبه انما وقعا في محظور وقائع الاضطرابات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية الاخيرة بسب الانحراف الخطير في الفكر الديني والوطني والميل نحو افكار غربية لا تنطبق على واقع ايران - فلسفة كارل بوبر وغيرها .. - ما أدى الى ارتكاب أخطاء قاتلة اطلب بسببها الغفران من الشعب الايراني وعليه اقدم استقالتي من هذا الحزب الذي لم يعد مكاني الطبيعي فيه...'.
الثاني، وهو ما أعلنه المرشد الاعلى للثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي امام جمع من الطلبة الممتازين مساء الاربعاء الماضي بقوله ما مضمونه:
'... ما وقع من تحرك تخريبي مدمر بعد الانتخابات العظيمة لم يكن عفويا بالمطلق، بل كان امرا مدبرا قد أعد له بعناية للانتقام من الموقع المتميز والمتعاظم النفوذ للجمهورية الاسلامية الايرانية وسط الموقع الاستراتيجي للامة الاسلامية .. نعم انا لا اتهم احدا من طلائع المحتجين الداخليين بانهم عملاء للاجنبي كامريكا وانكلترا لانه لم يثبت لي ذلك، لكن ما تتابع بعدها سواء كان ذلك بوعي أو دون وعي انما جعل جماعة الاجنبي يطمعون في نجاح مخططهم وتتوقد الآمال في تقدمه من خلال تشديد حركة ماكينته الانتقامية... والامر بحد ذاته لم يكن مفاجئا لنا لكن المفاجأة كانت في انزلاق وجوه او رموز لم نكن نتوقع لها ذلك .... وذلك ظلم كبير يتحمل اصحابه وزره لا يضاهيه اية مظلمة او تجاوزات من تلك التي اعقبت الانتخابات ....'.
'نتيجة الزلزال الاول باتت شبه معروفة يتحدث عنها الموالون للنظام كما المعارضون له الا وهي اطلاق رصاصة الرحمة على معسكر ما صار يطلق عليه بالاصلاحيين!
لكن حصيلة الزلزال الثاني وان كانت ارتداداته لم تنته بعد الا ان الأكيد منها بان ثمة 'حركة تصحيحية' في طريقها للحصول في ايران ردا على مراجعات المعارضة الفكرية والسياسية، لا احد يعرف مداها بعد حتى الآن القدر المتيقن منها هو تحجيم رموز تاريخية من الحرس القديم كانت متعملقة حتى الامس القريب اهتزت مكانتها قويا بعد كل الذي حدث!
لعل المتابعين لما عرف' بانتفاضة الطلبة في العام 1999 يتذكرون جيدا كيف قام رموز المتدثرين بعباءة الرئيس محمد خاتمي المعتدل يومها بتمزيق شخصية سلفه الرئيس' هاشمي رفسنجاني اربا اربا بعد اغتيالها معنويا عبر اتهامه بالوقوف وراء اغتيالات المثقفين المنشقين، وهو ما لم ينتبه الى خطورته الرئيس المتجلي يومها الا في نهاية ولايته الثانية عندما اضطر للاشادة بسلفه واصفا اياه بـ'هوية الثورة' التي لا غنى لأحد عنها!
لكن الامر كان قد فات، لأنه لم يمض وقت طويل واذا به يرى نفسه امام جمع هائج من المنتقدين انفسهم ومن جامعة طهران نفسها وهم يوجهون له اقذع التهم ما اضطره لاطلاق قولته الشهيرة:
'اتراني اسمع صوت عدو البلاد والنظام من بين صفوف معسكر الاصلاحيين '!
'ثمة من يقول اليوم وبكل ثقة واطمئنان بان السكوت الانتهازي لقادة الاحزاب الاصلاحية آنذاك على انتهاك حرمات الكبار اولا باول كان بمثابة' الخميرة التي اوصلت 'الاصلاحيين' اليوم الى مراجعات السجون الاخيرة ومن ثم' الى 'عشائهم الاخير'!
ليس ثمة دلالة مهمة لما يقوله اليوم من تبقى من 'قادة الاصلاحيين' خارج السجون سواء بالتصريحات او عبر البيانات التي تكذب هذا 'الرفيق' او ذاك ممن هم داخل السجون ولا مدى صحة من عدم صحة اتهامهم للسلطات بما يسمونه ب'التعذيب الابيض' او الضغط المعنوي على رفاقهم المعتقلين، ذلك ان ما يقوله هؤلاء في المعتقل اليوم - بعيدا عن تفاصيل بعض صغارهم - انما هو مراجعات فكرية وسياسية خطيرة تفيد بانهيار نهج بني بالاساس على منهج وسياسة التحضير التدريجي للخروج من منظومة الحكم الاسلامي القائم على ولاية الفقيه، وهو ما عثر عليه مدونا وبالتفاصيل الدقيقة في اوراق ابرز الاحزاب الاصلاحية، وهو ما يتقاطع ايضا مع احد اهم اهداف الثورة المخملية التي ينكرون، وهنا بيت القصيد في ما خفي من عبارات ديبلوماسية' في الخطاب ''الزلزال الثاني ' للمرشد الاعلى !
الغرب والمجتمع الدولي المخطوف من جانب المحور الامريكي الاسرائيلي احمق والحمد لله ولا يزال يجهل ايران على حقيقتها، وهو الامر الذي كشف عنه بما يشبه الفضيحة، الرئيس احمدي نجاد عندما نقل على لسان مسؤول خليجي صديق قال له انه عندما عاتب وزير الخارجية البريطاني عن سبب تورط بلاده المكشوف في احداث الشغب الاخيرة فاذا بالوزير البريطاني يفاجئه القول: 'بأنه ما عليك فاننا قد حسبنا هذه المرة جيدا والنظام في طريقه الى السقوط هذه المرة' كما ورد في تصريحات نجد يوم الجمعة!
انه من المتوقع بالطبع من الرجل الابيض الغربي المدعي والمكابر وهو امر غير مستغرب لدى الزعماء كما لدى عامة الشعب الايراني منذ بدايات القرن الماضي.
لكن ما يوجع القلب ويذكرنا ببيت الشعر العربي الشهير :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
هوذلك الموقف العربي الرسمي الساذج ان احسنا الظن، وانخراط البعض منهم او انزلاقه في وهم ان ايران ونظامها في طريقهما الى السقوط ايضا!
وهو ما عملت ولا تزال تعمل عليه وبكل حماس بعض الفضائيات ووسائل الاعلام العربية المكتوبة والمسموعة 'بالعبرية الفصحى'، كما يقول المرحوم نزار قباني، جاهلة او متجاهلة بان ايران اصلب من ان تهزها ضربة خاطفة يتردد الغرب والكيان الصهيوني حتى الآن من اللجوء اليها ناهيك عن حرب ضارية، فما بالك من حركة مخملية ساذجة ايا تكن الاسماء اللامعة التي يمكن ان تنبهر بها من اهل الداخل او الخارج لا فرق!
لمن لا يعرف ايران جيدا نقول انتظروا المزيد من المفاجآت من الآن فصاعدا، ما دام الغرب قد اختار طريق 'الحرب الناعمة' المفتوحة، وهذان الزلزالان ليسا سوى البداية، فاحمدي نجاد اطاح بهالة 'الاحزاب' النخبوية 'التي اتحدت ضده رغم حديديتها التنظيمية وادعاءاتها الجماهيرية التي كانت تتباهى بها، فيما تمكن خامنئي 'عمليا من محاصرة 'الحرس القديم' وتقزيم دوره في مكاتبه المخملية التي حاول من اروقتها ان يخوض حرب احجام ضده وفشل، رغم كثرته وتنوع اشكاله!
لقد وقع زلزالان فكريان سياسيان خطيران خلال الايام الاخيرة في ايران لم يعرهما الاعلام العربي الاهتمام اللازم لاسباب ماهوية متفاوتة!
'الاول، وهو ذاك الذي حصل يوم الثلاثاء الفائت امام محكمة الثورة في ايران،' عندما اعلن منظر معسكر الاصلاحيين جميعا والزعيم الابرز لحزب جبهة المشاركة في مرافعته التاريخية المكتوبة بخط يده والتي كان يتابع سطورها بدقة في وقت كان يقرأها احد اعضاء اللجنة المركزية لحزبه بسبب عدم قدرته على الكلام ما يلي مضمونا :
''بأنه وحزبه انما وقعا في محظور وقائع الاضطرابات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية الاخيرة بسب الانحراف الخطير في الفكر الديني والوطني والميل نحو افكار غربية لا تنطبق على واقع ايران - فلسفة كارل بوبر وغيرها .. - ما أدى الى ارتكاب أخطاء قاتلة اطلب بسببها الغفران من الشعب الايراني وعليه اقدم استقالتي من هذا الحزب الذي لم يعد مكاني الطبيعي فيه...'.
الثاني، وهو ما أعلنه المرشد الاعلى للثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي امام جمع من الطلبة الممتازين مساء الاربعاء الماضي بقوله ما مضمونه:
'... ما وقع من تحرك تخريبي مدمر بعد الانتخابات العظيمة لم يكن عفويا بالمطلق، بل كان امرا مدبرا قد أعد له بعناية للانتقام من الموقع المتميز والمتعاظم النفوذ للجمهورية الاسلامية الايرانية وسط الموقع الاستراتيجي للامة الاسلامية .. نعم انا لا اتهم احدا من طلائع المحتجين الداخليين بانهم عملاء للاجنبي كامريكا وانكلترا لانه لم يثبت لي ذلك، لكن ما تتابع بعدها سواء كان ذلك بوعي أو دون وعي انما جعل جماعة الاجنبي يطمعون في نجاح مخططهم وتتوقد الآمال في تقدمه من خلال تشديد حركة ماكينته الانتقامية... والامر بحد ذاته لم يكن مفاجئا لنا لكن المفاجأة كانت في انزلاق وجوه او رموز لم نكن نتوقع لها ذلك .... وذلك ظلم كبير يتحمل اصحابه وزره لا يضاهيه اية مظلمة او تجاوزات من تلك التي اعقبت الانتخابات ....'.
'نتيجة الزلزال الاول باتت شبه معروفة يتحدث عنها الموالون للنظام كما المعارضون له الا وهي اطلاق رصاصة الرحمة على معسكر ما صار يطلق عليه بالاصلاحيين!
لكن حصيلة الزلزال الثاني وان كانت ارتداداته لم تنته بعد الا ان الأكيد منها بان ثمة 'حركة تصحيحية' في طريقها للحصول في ايران ردا على مراجعات المعارضة الفكرية والسياسية، لا احد يعرف مداها بعد حتى الآن القدر المتيقن منها هو تحجيم رموز تاريخية من الحرس القديم كانت متعملقة حتى الامس القريب اهتزت مكانتها قويا بعد كل الذي حدث!
لعل المتابعين لما عرف' بانتفاضة الطلبة في العام 1999 يتذكرون جيدا كيف قام رموز المتدثرين بعباءة الرئيس محمد خاتمي المعتدل يومها بتمزيق شخصية سلفه الرئيس' هاشمي رفسنجاني اربا اربا بعد اغتيالها معنويا عبر اتهامه بالوقوف وراء اغتيالات المثقفين المنشقين، وهو ما لم ينتبه الى خطورته الرئيس المتجلي يومها الا في نهاية ولايته الثانية عندما اضطر للاشادة بسلفه واصفا اياه بـ'هوية الثورة' التي لا غنى لأحد عنها!
لكن الامر كان قد فات، لأنه لم يمض وقت طويل واذا به يرى نفسه امام جمع هائج من المنتقدين انفسهم ومن جامعة طهران نفسها وهم يوجهون له اقذع التهم ما اضطره لاطلاق قولته الشهيرة:
'اتراني اسمع صوت عدو البلاد والنظام من بين صفوف معسكر الاصلاحيين '!
'ثمة من يقول اليوم وبكل ثقة واطمئنان بان السكوت الانتهازي لقادة الاحزاب الاصلاحية آنذاك على انتهاك حرمات الكبار اولا باول كان بمثابة' الخميرة التي اوصلت 'الاصلاحيين' اليوم الى مراجعات السجون الاخيرة ومن ثم' الى 'عشائهم الاخير'!
ليس ثمة دلالة مهمة لما يقوله اليوم من تبقى من 'قادة الاصلاحيين' خارج السجون سواء بالتصريحات او عبر البيانات التي تكذب هذا 'الرفيق' او ذاك ممن هم داخل السجون ولا مدى صحة من عدم صحة اتهامهم للسلطات بما يسمونه ب'التعذيب الابيض' او الضغط المعنوي على رفاقهم المعتقلين، ذلك ان ما يقوله هؤلاء في المعتقل اليوم - بعيدا عن تفاصيل بعض صغارهم - انما هو مراجعات فكرية وسياسية خطيرة تفيد بانهيار نهج بني بالاساس على منهج وسياسة التحضير التدريجي للخروج من منظومة الحكم الاسلامي القائم على ولاية الفقيه، وهو ما عثر عليه مدونا وبالتفاصيل الدقيقة في اوراق ابرز الاحزاب الاصلاحية، وهو ما يتقاطع ايضا مع احد اهم اهداف الثورة المخملية التي ينكرون، وهنا بيت القصيد في ما خفي من عبارات ديبلوماسية' في الخطاب ''الزلزال الثاني ' للمرشد الاعلى !
الغرب والمجتمع الدولي المخطوف من جانب المحور الامريكي الاسرائيلي احمق والحمد لله ولا يزال يجهل ايران على حقيقتها، وهو الامر الذي كشف عنه بما يشبه الفضيحة، الرئيس احمدي نجاد عندما نقل على لسان مسؤول خليجي صديق قال له انه عندما عاتب وزير الخارجية البريطاني عن سبب تورط بلاده المكشوف في احداث الشغب الاخيرة فاذا بالوزير البريطاني يفاجئه القول: 'بأنه ما عليك فاننا قد حسبنا هذه المرة جيدا والنظام في طريقه الى السقوط هذه المرة' كما ورد في تصريحات نجد يوم الجمعة!
انه من المتوقع بالطبع من الرجل الابيض الغربي المدعي والمكابر وهو امر غير مستغرب لدى الزعماء كما لدى عامة الشعب الايراني منذ بدايات القرن الماضي.
لكن ما يوجع القلب ويذكرنا ببيت الشعر العربي الشهير :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
هوذلك الموقف العربي الرسمي الساذج ان احسنا الظن، وانخراط البعض منهم او انزلاقه في وهم ان ايران ونظامها في طريقهما الى السقوط ايضا!
وهو ما عملت ولا تزال تعمل عليه وبكل حماس بعض الفضائيات ووسائل الاعلام العربية المكتوبة والمسموعة 'بالعبرية الفصحى'، كما يقول المرحوم نزار قباني، جاهلة او متجاهلة بان ايران اصلب من ان تهزها ضربة خاطفة يتردد الغرب والكيان الصهيوني حتى الآن من اللجوء اليها ناهيك عن حرب ضارية، فما بالك من حركة مخملية ساذجة ايا تكن الاسماء اللامعة التي يمكن ان تنبهر بها من اهل الداخل او الخارج لا فرق!
لمن لا يعرف ايران جيدا نقول انتظروا المزيد من المفاجآت من الآن فصاعدا، ما دام الغرب قد اختار طريق 'الحرب الناعمة' المفتوحة، وهذان الزلزالان ليسا سوى البداية، فاحمدي نجاد اطاح بهالة 'الاحزاب' النخبوية 'التي اتحدت ضده رغم حديديتها التنظيمية وادعاءاتها الجماهيرية التي كانت تتباهى بها، فيما تمكن خامنئي 'عمليا من محاصرة 'الحرس القديم' وتقزيم دوره في مكاتبه المخملية التي حاول من اروقتها ان يخوض حرب احجام ضده وفشل، رغم كثرته وتنوع اشكاله!