محب الصحابة
08-26-2009, 04:08 PM
النائب وليد الطبطبائي
نشرت صحيفة «القبس» مقالا افتتاحيا في عددها ليوم الاثنين 24 اغسطس تناولت فيه موضوع الاثارة الطائفية التي تمارسها بعض الجهات المحسوبة على الحكومة، ونحن اذ نتفق مع «القبس» حول العنوان العريض لهذا الموضوع ونرفض الطائفية المقيتة وندعو الحكومة الى نفض يدها ممن يثيرون هذه الطائفية ويقدمون في الوقت ذاته انفسهم حلفاء لها في وجه المعارضة البرلمانية، فاننا نعتقد ان كاتب الافتتاحية خانه التعبير حين اراد ان يضرب مثلا عن ادوات الطرح الطائفي فقام بتسطيح وتتفيه مسألة خطيرة هي مكانة الصحابة رضوان الله عليهم في الاسلام وفي ميزان القرآن والسنة.
لقد كتبت القبس في افتتاحيتها ان «من تحاول الحكومة حمايتهم (يعني الصحابة) توفاهم الله منذ قرون، فكيف تتم الاساءة اليهم او التطاول عليهم؟!»، ثم اضافت «لقد تسامح الرسول مع من رجمه، ومع من وضع الاذى في طريقه، ومع من تطاول على ذاته واهله حتى في محنة السيدة عائشة، لم يتهم احداً بالتطاول على ام المؤمنين، وهي كانت حية ترزق وعلى ذمة آشرف خلق الله!».
إن ما سبق من عبارات في افتتاحية «القبس» ليس خطأ من الناحية التاريخية فحسب بل فيه - وبغير قصد ربما - تأييد ضمني للبعض من مثيري الطائفية والمتاجرين بها بأن التعرض لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مسألة اجتهادية وقضية خلافية تاريخية لا غبار على من يخوض بها وان طعن في دين وامانة وصدق الصحابة الكرام.
إن الصحابة وان توافهم الله - كما كتبت «القبس» - فإنهم ما زالوا احياء بيننا فيما نقلوه لنا من النصوص الشرعية والآثار، فهذا المصحف الذي بين ايدينا إنما نقله وجمعه الصحابة آخذينه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه الأحاديث التي جمعت اقوال الرسول وافعاله واحوال حياته وهديه الطاهر إنما نقلها لنا الصحابة، فمن طعن في عدالتهم واتهمهم بالكذب او الخيانة نقض اصل هذا الدين وهو كتاب الله عز وجل وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم.
نعم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غير معصومين وهم بشر يقع منهم الخطأ والسهو وغيره، لكنهم خير فئة في هذه الأمة فهم ثمرة تربية النبي وكانوا تلاميذ في مدرسته الشريفة على مدى 23 عاما، فالطعن فيهم اساءة للنبي واتهام له بالفشل في التربية والتعليم وبناء الرجال وهداية الناس من اصحابه الطاهرين، وقد شهد الله سبحانه لهم بالإيمان والصلاح المهاجرين منهم والأنصار، ورضي عنهم سبحانه بنص كتابه الكريم، وهم الذين حملوا أمانة نقل الدين الى سائر البشر، فالطعن فيهم طعن في الإسلام.
وقد عبر عن هذا المعنى العالم الجليل ابوزرعة الرازي - رحمه الله - فقال: (اذا رأيت الرجل ينتقص احدا من اصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعلم انه زنديق، وذلك ان الرسول عندنا حق، والقرآن حق، وانما ادى الينا هذا القرآن والسنة اصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانما يريدون ان يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم اولى وهم زنادقة)، وقال الامام مالك بن انس - رحمه الله: (انما هولاء اقوام ارادوا القدح في النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يمكنهم ذلك فقدحوا في اصحابه، حتي يقال عن النبي رجل سوء، ولو كان صالحا لكان اصحابه صالحين)، وقال سفيان بن عيينه رحمه الله: (لا يغل قلب احد على احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا كان قلبه على المسلمين اغل).
اما الهفوة الاخرى التي وردت في افتتاحية «القبس» فهي تهوين حادثة الافك التي وقعت وتطاول فيها المنافقون على عرض النبي الطاهر وام المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فهذه لم تكن حادثة هينة فقد نزلت بسببها سورة (النور) التي يقرأها المسلمون حتى قيام الساعة، ويكفي هنا ان نورد بعض الايات العظيمة التي جاءت فيها: {ان الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم (11) لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا افك مبين (12) لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون(13) ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنياوالآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم (14) إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم (15) ولولا إذ سمعتموه قُلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم (16) يعظكم الله أن تعودوا لمثيله أبداً إن كنتم مؤمنين(17)}.
فأي تسامح كان مع الذين افتروا على ام المؤمنين وهذه الآيات العظام تتوعد من افترى الافك بالعذاب الأليم وتحذر من التهاون فيه {وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم}، ووصف الله سبحانه التطاول على عرض عائشة رضوان الله عليها بأنه {بهتان عظيم}، ثم ان حادثة الافك لما انتهت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجلد ثلاثة ممن رددوا الفرية على عائشة 80 جلدة وهو حد القذف الذي جاء في سورة ا لنور ايضا، ولم يجلد الرسول صلى الله عليه وسلم مختلق الافك وهو عبدالله بن ابي بن سلول لحكمة رآها وحتى لا تقع فتنة بين الأوس والخزرج، لذا قال العلماء ان من يقدح في عرض أم المؤمنين عائشة يكفر ليس لانه قذفها بل لأنه كذب بصريح القرآن.
الدفاع عن الصحابة رضوان الله عليهم ليس دفاعاً عن رجال ماتوا قبل 1400 سنة بل دفاع عن الدين وعن الاسلام، ولن يقبل اهل الكويت ابدا التساهل في هذه المسألة وليحذر اي مسؤول في الحكومة من التخاذل في هذه القضية، ولا يهون الصحابة الا عند من هان عليهم الاسلام.
نشرت صحيفة «القبس» مقالا افتتاحيا في عددها ليوم الاثنين 24 اغسطس تناولت فيه موضوع الاثارة الطائفية التي تمارسها بعض الجهات المحسوبة على الحكومة، ونحن اذ نتفق مع «القبس» حول العنوان العريض لهذا الموضوع ونرفض الطائفية المقيتة وندعو الحكومة الى نفض يدها ممن يثيرون هذه الطائفية ويقدمون في الوقت ذاته انفسهم حلفاء لها في وجه المعارضة البرلمانية، فاننا نعتقد ان كاتب الافتتاحية خانه التعبير حين اراد ان يضرب مثلا عن ادوات الطرح الطائفي فقام بتسطيح وتتفيه مسألة خطيرة هي مكانة الصحابة رضوان الله عليهم في الاسلام وفي ميزان القرآن والسنة.
لقد كتبت القبس في افتتاحيتها ان «من تحاول الحكومة حمايتهم (يعني الصحابة) توفاهم الله منذ قرون، فكيف تتم الاساءة اليهم او التطاول عليهم؟!»، ثم اضافت «لقد تسامح الرسول مع من رجمه، ومع من وضع الاذى في طريقه، ومع من تطاول على ذاته واهله حتى في محنة السيدة عائشة، لم يتهم احداً بالتطاول على ام المؤمنين، وهي كانت حية ترزق وعلى ذمة آشرف خلق الله!».
إن ما سبق من عبارات في افتتاحية «القبس» ليس خطأ من الناحية التاريخية فحسب بل فيه - وبغير قصد ربما - تأييد ضمني للبعض من مثيري الطائفية والمتاجرين بها بأن التعرض لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مسألة اجتهادية وقضية خلافية تاريخية لا غبار على من يخوض بها وان طعن في دين وامانة وصدق الصحابة الكرام.
إن الصحابة وان توافهم الله - كما كتبت «القبس» - فإنهم ما زالوا احياء بيننا فيما نقلوه لنا من النصوص الشرعية والآثار، فهذا المصحف الذي بين ايدينا إنما نقله وجمعه الصحابة آخذينه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه الأحاديث التي جمعت اقوال الرسول وافعاله واحوال حياته وهديه الطاهر إنما نقلها لنا الصحابة، فمن طعن في عدالتهم واتهمهم بالكذب او الخيانة نقض اصل هذا الدين وهو كتاب الله عز وجل وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم.
نعم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غير معصومين وهم بشر يقع منهم الخطأ والسهو وغيره، لكنهم خير فئة في هذه الأمة فهم ثمرة تربية النبي وكانوا تلاميذ في مدرسته الشريفة على مدى 23 عاما، فالطعن فيهم اساءة للنبي واتهام له بالفشل في التربية والتعليم وبناء الرجال وهداية الناس من اصحابه الطاهرين، وقد شهد الله سبحانه لهم بالإيمان والصلاح المهاجرين منهم والأنصار، ورضي عنهم سبحانه بنص كتابه الكريم، وهم الذين حملوا أمانة نقل الدين الى سائر البشر، فالطعن فيهم طعن في الإسلام.
وقد عبر عن هذا المعنى العالم الجليل ابوزرعة الرازي - رحمه الله - فقال: (اذا رأيت الرجل ينتقص احدا من اصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعلم انه زنديق، وذلك ان الرسول عندنا حق، والقرآن حق، وانما ادى الينا هذا القرآن والسنة اصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانما يريدون ان يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم اولى وهم زنادقة)، وقال الامام مالك بن انس - رحمه الله: (انما هولاء اقوام ارادوا القدح في النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يمكنهم ذلك فقدحوا في اصحابه، حتي يقال عن النبي رجل سوء، ولو كان صالحا لكان اصحابه صالحين)، وقال سفيان بن عيينه رحمه الله: (لا يغل قلب احد على احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا كان قلبه على المسلمين اغل).
اما الهفوة الاخرى التي وردت في افتتاحية «القبس» فهي تهوين حادثة الافك التي وقعت وتطاول فيها المنافقون على عرض النبي الطاهر وام المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فهذه لم تكن حادثة هينة فقد نزلت بسببها سورة (النور) التي يقرأها المسلمون حتى قيام الساعة، ويكفي هنا ان نورد بعض الايات العظيمة التي جاءت فيها: {ان الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم (11) لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا افك مبين (12) لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون(13) ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنياوالآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم (14) إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم (15) ولولا إذ سمعتموه قُلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم (16) يعظكم الله أن تعودوا لمثيله أبداً إن كنتم مؤمنين(17)}.
فأي تسامح كان مع الذين افتروا على ام المؤمنين وهذه الآيات العظام تتوعد من افترى الافك بالعذاب الأليم وتحذر من التهاون فيه {وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم}، ووصف الله سبحانه التطاول على عرض عائشة رضوان الله عليها بأنه {بهتان عظيم}، ثم ان حادثة الافك لما انتهت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجلد ثلاثة ممن رددوا الفرية على عائشة 80 جلدة وهو حد القذف الذي جاء في سورة ا لنور ايضا، ولم يجلد الرسول صلى الله عليه وسلم مختلق الافك وهو عبدالله بن ابي بن سلول لحكمة رآها وحتى لا تقع فتنة بين الأوس والخزرج، لذا قال العلماء ان من يقدح في عرض أم المؤمنين عائشة يكفر ليس لانه قذفها بل لأنه كذب بصريح القرآن.
الدفاع عن الصحابة رضوان الله عليهم ليس دفاعاً عن رجال ماتوا قبل 1400 سنة بل دفاع عن الدين وعن الاسلام، ولن يقبل اهل الكويت ابدا التساهل في هذه المسألة وليحذر اي مسؤول في الحكومة من التخاذل في هذه القضية، ولا يهون الصحابة الا عند من هان عليهم الاسلام.