المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل الله لـ «الراي»: لبنان لا يزال يُحكم من الخارج



yasmeen
08-21-2009, 05:59 AM
أكد «أن اللبنانيين يتبادلون النفاق السياسي ولا أرى حكومة وحدة»


http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/08/21/a53fd710-e463-4b35-abb9-0e7eebe8c5bf.jpg
السيد فضل الله




| بيروت - من أحمد الموسوي |

لا يرى المرجع الاسلامي العلامة السيد محمد حسين فضل الله، اي جديد على الساحة اللبنانية، ويؤكد «ان لبنان ما زال يُحكم من الخارج لذا فان الازمة مستمرة»، مستغرباً حديث «بعض رجال الدين اليوم عن حكم الاكثرية والاقلية هم الذين كانوا يصرخون ضد الديموقراطية العددية بالامس».
واعتبر في حديث الى «الراي» ان الحكومة المنْوي تشكيلها ليست حكومة وحدة وطنية «اذ ان كل طرف يسعى عبرها للحصول على مكاسب خاصة، ويتحرك انطلاقاً من ذهنية طائفية متخلفة».
واذ رأى ان اميركا ما زالت تشكل مشكلة للعالم باسره، نفى ان يكون هناك تغيير جوهري في سياستها، معتبراً «ان لا فارق بين ادارة جورج بوش وادارة باراك اوباما الذي يمارس مع اسرائيل لعبة مزدوجة في شأن التسوية في المنطقة».
ووصف المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل بانها «غير جدية»، مؤكداً «ان اسرائيل لا تريد السلام وتريد الاحتفاظ باسرائيل بكاملها». ولم يستبعد «ان يقوم (بنيامين) نتنياهو باحتلال غزة من جديد»، لكنه استبعد في المدى المنظور قيام اسرائيل بعدوان ضد لبنان.
واذ اكد انه «ليس خائفاً على سقوط النظام» في ايران، قال: «لكنني اخاف من الفوضى التي يمكن ان تتحرك من خلالها الجهات الداخلية والخارجية».
وفي ما يلي نص الحوار كاملاً:

• ما قراءتكم للمرحلة السياسية الراهنة في لبنان وما تشهده من تحوّلات؟
- الاوضاع التي تحكم الواقع السياسي اللبناني هي اوضاع لا جديد فيها، والتوجهات السياسية لا تزال على حالها، ولبنان لايزال يتحرك بذهنية طائفية متخلفة، لان الزعامات التي تسيطر على الواقع اللبناني ما زالت تفكر بالطريقة الطائفية نفسها. وعندما نتابع الاعلام اللبناني من خلال هذه القيادة الطائفية او تلك ومن ضمنها بعض رجال الدين، فاننا نجد ان كل موقع ديني يحاول ان يعبّر عما يريده لطائفته ولو كان على حساب الطوائف الاخرى، ولذلك لا أرى شيئاً جديداً والشاهد ما نراه من تعثر في موضوع ولادة الحكومة، اذ ان اللبنانيين لم يستطيعوا ان يتفقوا على حكومة وحدة وطنية، لان كل فريق يتحرك ويسعى للحصول على مكاسبه الخاصة، ولذا ارى ان من الصعب ان تكون هناك حكومة وحدة وطنية، لان هؤلاء الذين سيدخلون الحكومة يدخلونها وكل طرف ينظر الى سياسة الطرف الآخر ومواقفه نظرة سلبية تجعل هؤلاء القادة لا يثقون بعضهم البعض الآخر. والمشكلة ان اللبنانيين على المستوى السياسي لا يملكون الثقة المتبادلة، بل يتحركون على اساس النفاق المتبادل، ثم اننا نلاحظ باستغراب بعض العناوين التي بدأت تتحرك في الخط السياسي الذي يحكم النظام اللبناني، فقد كنا نسمع بالامس من كثير من رجال الدين والسياسيين الصرخة والثورة في وجه الحديث عن «الديموقراطية العددية» لان هذه الديموقراطية قد تكون لمصلحة طائفة معينة دون اخرى، وهؤلاء نجدهم اليوم وفي هذه المرحلة يتحدثون عن الاكثرية والاقلية على اساس الدعوة الى ان «تحكم الاكثرية وتعارض الاقلية»، ونقول لهم: اذا كانت المسألة في لبنان هي مسألة اكثرية او اقلية، فلماذا لا تكون المسألة مسألة اكثرية الشعب اللبناني واقلية هذا الشعب من خلال استفتاء شعبي يحدد لكل اللبنانيين ولكل طرف موقعه؟
• تتوقع استمرار الازمة؟
- أعتقد ان الازمة ستستمر لانها مرتبطة بالخارج وليست بالداخل، فلبنان رغم ما سمعناه من بعض المواقع الرسمية من ان هذه الحكومة تصنع في لبنان، نجد ان الجميع يتحدثون عن مسألة الاتفاق السوري - السعودي، وقد يدخل في هذا الاطار الجانب المصري من جهة والخطر الاميركي ايضاً من جهة اخرى وهذا ما يفسر حركة الوفود التي تأتي الى لبنان من الشخصيات السياسية الاميركية والاوروبية التي تحاول ان تلعب لعبة الامم في لبنان.
• المشكلة في السياسيين أم في صيغة النظام السياسي الذي يمثله اتفاق الطائف؟
- اعتقد ان لبنان لا يُحكم من الداخل وانما يُحكم من الخارج ولذلك فانه يخضع للخطط الخارجية الاقليمية والدولية وهذا ما لاحظناه في التدخلات السياسية في مرحلة الانتخابات النيابية وفي مرحلة تأليف الحكومة.
• هل ترون في حركة المنطقة امكان لاحراز تسوية في ضوء المساعي الاميركية وفق ما اعلن من تصور للرئيس الاميركي باراك اوباما؟
- اسرائيل لا تريد السلام. تريد فلسطين بكاملها وتلعب لعبة مزدوجة مع اميركا، واميركا ليست مستعدة لان تزعج اسرائيل وان تضغط عليها، وهذا نلمسه في الطريقة الاميركية من خلال ديبلوماسية وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ومن خلال المندوب الاميركي جورج ميتشل الذي يطلب من العرب التطبيع الشامل لاقناع بنيامين نتنياهو بالقبول بتجميد الاستيطان، ونسمع في هذه الايام ان رئيس وزراء العدو لا يسمح بازالة اي مستوطنة صغيرة او كبيرة ولا يسمح باخراج اي مستوطن من الضفة الغربية او القدس، واكثر من ذلك هو يخطط للسيطرة على غزة وقد صرح بان الانسحاب من غزة كان خطأ يجب الا يتكرر، ومع ذلك انه يعمل على اساس العودة الى احتلال غزة عسكرياً من جديد.
• والحديث عن مفاوضات سورية - اسرائيلية هل هو لتقطيع الوقت فقط؟
- لا اعتقد ان هناك مفاوضات سورية - اسرائيلية جدية لان المسألة ان المفاوضات بالنسبة الى سورية تنطلق من حيث انتهت المفاوضات سابقاً، وهذا ما لا تقبل به اسرائيل، فسورية مثلاً تريد انسحاباً من الجولان وهذا ما لا توافق عليه اسرائيل.
• هناك من يتخوف ان تهرب اسرائيل من ضغوط التسوية في اتجاه عدوان جديد ضد لبنان؟
- لا فرصة الان او في المستقبل المنظور لاي حرب عسكرية لان اسرائيل لا تدخل حرباً وهي لا تثق بانها ستنتصر فيها، وهي تتحدث عن ان المقاومة في لبنان ضاعفت قوتها وامكاناتها العسكرية وقد تكون حازت صواريخ ارض جو ضد الطائرات، ولذلك فهي في حديثها وتهديداتها تشن حرب اعصاب نفسية لا اكثر من دون القيام بحرب عسكرية فعلية.
• وجّهت رسالة الى القادة الايرانيين، الى اي حد تخشون على تجربة الحكم الاسلامي في ايران من الفشل والسقوط؟
- لست خائفاً على سقوط النظام ولكنني اخاف من الفوضى التي يمكن ان تتحرك من خلالها الجهات الداخلية والخارجية.
• متى ستزورون اميركا؟
- لا اظن ان هناك اي ظروف واقعية ملائمة لزيارة اميركا، لان الاميركيين لا يزالون يضعونني على لائحة الارهاب منذ مدة طويلة، حتى انهم كما يقولون، جمدوا ارصدتي في زمن الرئيس بيل كلينتون مع انني لا املك سنتاً واحداً، واعتقد ان الاميركيين لا يرتاحون الى الموقف السياسي الذي اعرب عنه في وجه الحركة السياسية الاميركية المتبعة في العالم خصوصاً في عالمنا العربي والاسلامي.
• الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر زاركم ودعاكم الى زيارة اميركا وحتى للقاء اوباما وقال لكم ان عهد اوباما هو غير عهد كلينتون، ما يعني ان هناك تغييراً في السياسة الاميركية حيال شخصكم الكريم وحيال المنطقة، فإلى اي حد ذلك صحيح؟
- لا، لم تكن دعوة بالمعنى الجدي الرسمي، ولكن كانت مجرد حديث مجلسي، اما بالنسبة الى حصول تغيير فاننا على رغم وجود بعض التبدلات في الاسلوب بين الادارة الاميركية السابقة والادارة الحالية، لا نجد فرقاً جوهرياً بين الادارتين، فاميركا مازالت تتحرك على اساس ان تكون امبراطورية العالم، وان تشكل هي قيادة العالم سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي او الامني، حتى انها تخطط للسيطرة على الدول الكبرى بما فيها الاتحاد الاوروبي مستغلة بعض الحاجات الاقتصادية الاوروبية التي توفرها، وما زالت اميركا في رأيي تشكل مشكلة للعالم كله وهذا ما نلاحظه في اسلوب التعامل مع افغانستان وامتداداً الى باكستان، وهو الاسلوب الذي ادى الى مزيد من الضحايا والقتلى والجرحى، ومزيد من تدمير الشعب الافغاني الفقير، وكذلك نجد ان خطتها للانسحاب من العراق لا تزال خطة نظرية، ولا نعتقد انها تنوي الانسحاب الكامل من العراق بل اننا من خلال متابعتنا لسياستها نجد انها تتجه الى الانسحاب من مناطق هامشية على ان تبقى قواتها العسكرية في كثير من المناطق الرئيسية والمهمة، ونتصور ان ما حصل في العراق من فوضى وما يحصل الان من جرائم قد لا يبتعد عن تلك الخطة الاميركية التي تنسق مع التكفيريين والمتطرفين ومع بقايا العهد البائد من اجل ان يفسح لها ذلك المجال لابقاء احتلالها، بحجة ان العراق ما زال لا يستطيع ان يحقق الامن لنفسه وللشعب، وان الحكومة العراقية غير قادرة على ذلك.


التكليف بفرضية الحج يسقط
إذا وصلت أنفلونزا الخنازير إلى درجة الخطر

علق المرجع الاسلامي السيد محمد حسين فضل الله، على الجدل الدائر حول الموقف من الدعوة الى منع كبار السن والصغار من السفر لاداء مناسك الحج والعمرة خوفاً من الاصابة بانفلونزا الخنازير، فقال: «الاصل عندنا ان يبقى الحج لانه فريضة من فرائض الله، ونحن نرى انه اذا امتنع الناس عن الحج فعلى الوالي ان يجبرهم على ذلك، ولكن عندما نتحدث في هذه المسألة من الناحية الشرعية فلا بد من ان ندرسها في اطار المشكلة الطارئة نتيجة الوباء الذي يتم الحديث عنه في كل العالم، فاذا وصل هذا الوباء الى مرحلة تهديد الحجاج بالخطر، فان الناس يسقط عنهم ذلك التكليف، ولكن لا اعتقد ان المسألة قد تصل الى مستوى منع الحج او العمرة».