الخطيب
08-14-2009, 11:09 PM
معالم المنهج الإصلاحي للإمام المنتظر عليه السلام عجل الله تعالى فرجه الشريف
--------------------------------------------------------------------------------
معالمالمنهج الإصلاحي للإمام المنتظر عليه السلام
يقول تعالى :"ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةونجعلهم الوارثين".
إن هذه الآية الكريمة تدل على أن الحركة الإصلاحية التيسيقوم بها الإمام المهدي عليه السلام هي حركة عالمية تشمل الكرة الأرضية بقرينةقوله "في الأرض" وكذلك قوله تعالى :"ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرضيرثها عبادي الصالحون " وكذلك الحديث المتواتر:" المهدي من ولدي يملؤها قسطا وعدلاكما ملئت ظلما وجورا" ...
فالفكرة واسعة وكبيرة الى حدأن الكلام يشمل كل الأرض فلن تبقى الأرض تحت سلطة الجبارين والظالمين بل أن دولةالحق ستتحقق وتحكم الأرض ، وان الدين الإسلامي المقدس سيصبح لكل البشر وتزول جميعالأديان.
والإمامة منصب إلهي يجعله الله تعالى لخاصة أوليائه وانالله تعالى جعل للإمام مهمة الولاية التكوينية ومهمة الولاية التشريعية. والإمامالمنتظر باعتباره استمرارا للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله لا تكون مهمته فيالتبشير بمفاهيم جديدة لم تكن معروفة من قبل... حتى يتوقف أداؤها على معايشة الناس ..وإنما تتلخص مهمته الكبرى في صيانة المفاهيم التي نزل بها القرآن الكريم وبشر بهاالرسول صلى الله عليه وآله , وأداء مهمة صيانة الشريعة لا يتوقف على معايشة الناس ،وذلك لأنه فور ما يجد أيا من المفاهيم الإسلامية معرضة للتشويه يستطيع المبادرة الىإيضاحها وتأصيلها بواسطة بعض من يمكنهم الاتصال به.
من المعلوم أن نهضة الإمامالمهدي عليه السلام هي استكمال للشوط الرسالي الذي بدأه الإمام الحسين عليه السلامالمتمثل بإصلاح الواقع الإسلامي المنحرف والفاسد , وان أي قائد لديه حركة إصلاحيةلابد أن يمتلك منهجا ودستورا للتغيير والإمام المهدي عليه السلام باعتباره القائدالمذخور لخلاص البشرية على الصعيد العالمي لابد أن يكون لديه المنهج الأمثل والشاملالذي لا ريب فيه لتغطية جميع أرجاء الأرض ، ويمكن إجمال ذلك في عدة نقاط:
أولا:إن الإمام المهدي عليه السلام يطبقالإسلام باعتباره النظام الذي يتكفل العدل الكامل ، لأن الإسلام يبقى الأطروحةالعادلة الكاملة الى اليوم الموعود , لذلك يقوم الإمام عليه الإسلام بتوحيد المعتقدالديني في العالم طبقا لقوله تعالى :" ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه " على أساس أن هذا الدين هو الذي ينظم العالم ويحل مشاكله ويحقق له العدل الكامل ،ويأتي هذا التوحيد تحت ظروف معينة يهيؤها القائد المهدي عليه السلام ، لذلك أنالإمام عليه السلام سينهي فكرة فصل الدين عن الدولة.
ثانيا :إنهاء فكرة حق تقرير المصير لأن مصيرالبشرية قد قرره التخطيط الإلهي العام ولن يكون منبعثا من البشر أو ناتجا عن آراءالبشر الناقصة فان استيلاء الإمام عليه السلام على العالم ليس مجرد غزو عسكري بل هودعوة عقائدية وأطروحة عادلة يريد نشرها وتطبيقها على البشرية أجمعين وتربية البشرعلى أساسها تربية صالحة لتتحقق العبادة المحضة لله عز وجل على وجه الأرض كما هوالغرض الأساسي من الخلق ومن اليوم الموعود.
ثالثا :تصفية المجتمع المسلم من المنافقين : إنالإمام عليه السلام سيقتل عدد كبيرا من الأفراد ممن فشل في التمحيص الموجود فيالتخطيط الإلهي السابق وأصبح يشكل خطرا على العدل الكامل في المجتمع الجديد .
كما تذكر الروايات أن بطش الإمام عليه السلام يشمل المنافقين المتسترينالذين قد يكون بعضهم من حاشيته فيعرفهم بالنور الذي جعله الله تعالى في قلبه ، وانالأمر يصل أحيانا الى إبادة فئة بكاملها ! فعن الإمام الباقر عليه السلام قال :" إذا قام القائم سار الى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر آلاف أنفس يدعون البترية عليهمالسلاح فيقولون له : ارجع من حيث جئت ..فلا حاجة لنا في بني فاطمة ..فيضع فيهمالسيف حتى يأتي على آخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل كل منافق مرتاب ويقتل مقاتليها حتىيرضى الله عز وعلا" .
وبتصفية الإمام المهدي عليه السلام الوضع الداخلي فيالعراق وتحريره والقضاء على القوى المضادة الكثيرة واتخاذه قاعدة وعاصمة دولتهالعالمية المباركة يكون بذلك قد تفرغ لأعدائه من اليهود والنصارى خارج الأراضيالإسلامية .
ولا يعني ذلك أن العراق وحده سيكون مركز إشعاع حضاري وفكريلدولة الإمام عليه السلام وإنما هناك أكثر من مركز إشعاع فكري في العالم آنذاك , حيث جاء في الرواية انه عليه السلام سيبني في مصر منبرا.
ويظهر من الروايات أن الحركات المضادة للإمام عليه السلام تكون كثيرةوانه عليه السلام يستخدم الشدة والقتل لمن يقف في وجهه تنفيذا للعهد المعهود إليهمن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فعن الإمام الباقر عليه السلام قال :- " إن رسول الله سار في أمته باللين , كان يتألف الناس والقائم يسير بالقتل ولايستتيب أحدا .. ويل لمن ناواه !
وعن الإمام الصادق عليهالسلام قال : " وانّه أول قائم يقوم منّا أهل البيت يحدثكم بحديث لا تتحملونهفتخرجون عليه برميلة الدسكرة فتقاتلونه فيقتلكم وهذه آخر خارجة تكون" .
وغير ذلك من عمليات التصفية الكبيرة التي تثير موجة من الرعب والتشكيكداخل العراق وفي العالم حتى ورد أن بعض الناس يقولون عندما يرون كثرة تقتيله وسفكهدماء أعدائه : " ليس هذا من ولد فاطمة ولو كان من ولد فاطمة لرحم " بل إن بعضأصحابه الخاصين لا يتحمل بعض أحكامه ، وقد ورد أن بعضهم يدخلهم الشك والريب من كثرةما يرون من قتله لمناوئيه فيعترض أحدهم على الإمام عليه السلام قائلا :- .. انكلتجفل الناس إجفال النعم فبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أم بماذا ؟ فيخرجالإمام عليه السلام عهدا من رسول الله صلى الله عليه وآله والكتاب المعهود إليه منرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإملائه وخط علي عليه السلام وفيه كما ورد " اقتل ثم اقتل ولا تستتيبن أحدا ".
وعن الإمام الصادق عليهالسلام :أن القائم يلقى في حربه ما لم يلقاه رسول الله صلى الله عليه وآله" لأنرسول الله صلى الله عليه وآله
أتاهم وهم يعبدون الحجارةالمنقورة والخشبة المنحوتة وان القائم
عليه السلام يخرجون عليهفيتأولون عليه ويقاتلون عليه "
والواقع يشهد على الحكاموعلماء السوء التابعين لهم كيف يتأولون آيات القرآن في معاداة الإسلام وعلمائه.
وبهذا العرض المجمل لمن يقتلهم المهدي عليهم السلام في العراق يظهر أنهمفئات متعددة من الشيعة والسنة ومن مؤيدي السفياني ومن علماء السوء
رابعا :إن الإمام عليه السلام يحيي ميت الكتاب والسنة , أي ما ترك من الكتابوالسنة :- فقد ورد في الروايات إن الإمام عليه السلام يأتي بدين جديد ، والدينالجديد هو الإسلام الذي دثره الجبابرة وابتعد عنه المسلمون فيحييه المهدي عليهالسلام ويحيي القرآن من خلال تطبيقه والعمل به يعني انه عليه السلام يطبق الإسلامالواقعي كما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله.
خامسا :إن الإمام عليه السلام يطمئن الناس الى عدالة قضيته عن طريق المعجزاتالتي تحف بحركته وعن طريق إظهاره مواريث الأنبياء وإذا اطمئن الناس الى عدالتهفأنهم سيسرعون الى التجاوب معه بالتأكيد لأنه حق لا يشوبه باطل .
أما الصعوبات الدنيوية ونقاط الضعف الموجودة في الاتجاهاتغير الدينية وما أنتجته المادية والعلمانية من ويلات فان الإمام عليه السلام هوالمسؤول عن اتخاذ الخطوات الحاسمة اللازمة لحل كل مشكلة لأنه متدرع بالسلاح ومتذرعابالإخلاص ومنطلقا من الأطروحة العادلة الكاملة ومتصف بصفات شخصية خاصة .
سادسا :تربية العالم ثقافيا من جهة الإسلام الواقعي أو العدل الكامل الذي يقومعليه نظام الإمام عليه السلام في دولته العالمية ويعطي من ذلك لكل فرد ولكل شعب مايحتاجه من أساليب التثقيف ومقداره بشكل تدريجي وعلى مراحل وكلما طويت مرحلة استحقالفرد أو الجماعة مرحلة جديدة من الثقافة ، فالشعوب غير المسلمة سوف تدعى الىالإسلام وسوف يعتنقونه باقتناع وسهولة وكل من اسلم من جديد سوف يربى على الثقافةالإسلامية العامة الضرورية لوجود الطاعة والابتعاد عن المعصية , ثم يبدأ التصاعدوالتكامل الثقافي ويأخذ كل فرد من البشر بقدر قابلياته وجهوده .
سابعا :تربية البشرية من حيث الإخلاص وقوة الإرادة تجاه المسؤوليات الجديدة فيدولة العدل ، أي أن التمحيص الإلهي سيستمر لأن ناموس الله تعالى في خلقه هو تربيتهمعن طريق التمحيص كما قال تعالى :"ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتىيميز الخبيث من الطيب ".
كما أن الإمام عليه السلامسيقوم على ربط الإنسان بربه وتربيته روحيا والربط بين هذه العناصر ربطا عادلاوعميقا وستكون كل القوانين المطبقة قوانين إلهية إسلامية حتى أن المهدي عليه السلامنفسه إنما يكون واجب الإطاعة باعتباره احد أئمة المسلمين المخولين من قبل اللهتعالى .
ثامنا :توفير جو من السعادة والرفاه المادي المتزايد تحت جو من الأخوة والتضامنوالعدل الكامل بأساليب معينة , ليس فقط لنيل اللذة المادية وإنما ليؤثر ذلك فيالهدف البعيد , ويربي البشرية باتجاهه لأن الرفاه المادي يوجب توفير الوقت الكافيوالجو النفسي للناس من اجل إيفاء الجانب الأخلاقي والعبادي حاجته الكاملة بحيث يكونالرفاه طريقا نحو الهدف لا انه الهدف بنفسه .
إن التأييد الإلهي دائما يكون لجانب الحق والعدل عموما وفيمختلف الأزمنة والأمكنة " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " فانه ما دام الفردأو المجتمع مضحيا بنفسه لنصرة الله ماشيا قدما في سبيل الله تعالى فالله تعالى يفيضعليه النصر .
--------------------------------------------------------------------------------
معالمالمنهج الإصلاحي للإمام المنتظر عليه السلام
يقول تعالى :"ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةونجعلهم الوارثين".
إن هذه الآية الكريمة تدل على أن الحركة الإصلاحية التيسيقوم بها الإمام المهدي عليه السلام هي حركة عالمية تشمل الكرة الأرضية بقرينةقوله "في الأرض" وكذلك قوله تعالى :"ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرضيرثها عبادي الصالحون " وكذلك الحديث المتواتر:" المهدي من ولدي يملؤها قسطا وعدلاكما ملئت ظلما وجورا" ...
فالفكرة واسعة وكبيرة الى حدأن الكلام يشمل كل الأرض فلن تبقى الأرض تحت سلطة الجبارين والظالمين بل أن دولةالحق ستتحقق وتحكم الأرض ، وان الدين الإسلامي المقدس سيصبح لكل البشر وتزول جميعالأديان.
والإمامة منصب إلهي يجعله الله تعالى لخاصة أوليائه وانالله تعالى جعل للإمام مهمة الولاية التكوينية ومهمة الولاية التشريعية. والإمامالمنتظر باعتباره استمرارا للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله لا تكون مهمته فيالتبشير بمفاهيم جديدة لم تكن معروفة من قبل... حتى يتوقف أداؤها على معايشة الناس ..وإنما تتلخص مهمته الكبرى في صيانة المفاهيم التي نزل بها القرآن الكريم وبشر بهاالرسول صلى الله عليه وآله , وأداء مهمة صيانة الشريعة لا يتوقف على معايشة الناس ،وذلك لأنه فور ما يجد أيا من المفاهيم الإسلامية معرضة للتشويه يستطيع المبادرة الىإيضاحها وتأصيلها بواسطة بعض من يمكنهم الاتصال به.
من المعلوم أن نهضة الإمامالمهدي عليه السلام هي استكمال للشوط الرسالي الذي بدأه الإمام الحسين عليه السلامالمتمثل بإصلاح الواقع الإسلامي المنحرف والفاسد , وان أي قائد لديه حركة إصلاحيةلابد أن يمتلك منهجا ودستورا للتغيير والإمام المهدي عليه السلام باعتباره القائدالمذخور لخلاص البشرية على الصعيد العالمي لابد أن يكون لديه المنهج الأمثل والشاملالذي لا ريب فيه لتغطية جميع أرجاء الأرض ، ويمكن إجمال ذلك في عدة نقاط:
أولا:إن الإمام المهدي عليه السلام يطبقالإسلام باعتباره النظام الذي يتكفل العدل الكامل ، لأن الإسلام يبقى الأطروحةالعادلة الكاملة الى اليوم الموعود , لذلك يقوم الإمام عليه الإسلام بتوحيد المعتقدالديني في العالم طبقا لقوله تعالى :" ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه " على أساس أن هذا الدين هو الذي ينظم العالم ويحل مشاكله ويحقق له العدل الكامل ،ويأتي هذا التوحيد تحت ظروف معينة يهيؤها القائد المهدي عليه السلام ، لذلك أنالإمام عليه السلام سينهي فكرة فصل الدين عن الدولة.
ثانيا :إنهاء فكرة حق تقرير المصير لأن مصيرالبشرية قد قرره التخطيط الإلهي العام ولن يكون منبعثا من البشر أو ناتجا عن آراءالبشر الناقصة فان استيلاء الإمام عليه السلام على العالم ليس مجرد غزو عسكري بل هودعوة عقائدية وأطروحة عادلة يريد نشرها وتطبيقها على البشرية أجمعين وتربية البشرعلى أساسها تربية صالحة لتتحقق العبادة المحضة لله عز وجل على وجه الأرض كما هوالغرض الأساسي من الخلق ومن اليوم الموعود.
ثالثا :تصفية المجتمع المسلم من المنافقين : إنالإمام عليه السلام سيقتل عدد كبيرا من الأفراد ممن فشل في التمحيص الموجود فيالتخطيط الإلهي السابق وأصبح يشكل خطرا على العدل الكامل في المجتمع الجديد .
كما تذكر الروايات أن بطش الإمام عليه السلام يشمل المنافقين المتسترينالذين قد يكون بعضهم من حاشيته فيعرفهم بالنور الذي جعله الله تعالى في قلبه ، وانالأمر يصل أحيانا الى إبادة فئة بكاملها ! فعن الإمام الباقر عليه السلام قال :" إذا قام القائم سار الى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر آلاف أنفس يدعون البترية عليهمالسلاح فيقولون له : ارجع من حيث جئت ..فلا حاجة لنا في بني فاطمة ..فيضع فيهمالسيف حتى يأتي على آخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل كل منافق مرتاب ويقتل مقاتليها حتىيرضى الله عز وعلا" .
وبتصفية الإمام المهدي عليه السلام الوضع الداخلي فيالعراق وتحريره والقضاء على القوى المضادة الكثيرة واتخاذه قاعدة وعاصمة دولتهالعالمية المباركة يكون بذلك قد تفرغ لأعدائه من اليهود والنصارى خارج الأراضيالإسلامية .
ولا يعني ذلك أن العراق وحده سيكون مركز إشعاع حضاري وفكريلدولة الإمام عليه السلام وإنما هناك أكثر من مركز إشعاع فكري في العالم آنذاك , حيث جاء في الرواية انه عليه السلام سيبني في مصر منبرا.
ويظهر من الروايات أن الحركات المضادة للإمام عليه السلام تكون كثيرةوانه عليه السلام يستخدم الشدة والقتل لمن يقف في وجهه تنفيذا للعهد المعهود إليهمن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فعن الإمام الباقر عليه السلام قال :- " إن رسول الله سار في أمته باللين , كان يتألف الناس والقائم يسير بالقتل ولايستتيب أحدا .. ويل لمن ناواه !
وعن الإمام الصادق عليهالسلام قال : " وانّه أول قائم يقوم منّا أهل البيت يحدثكم بحديث لا تتحملونهفتخرجون عليه برميلة الدسكرة فتقاتلونه فيقتلكم وهذه آخر خارجة تكون" .
وغير ذلك من عمليات التصفية الكبيرة التي تثير موجة من الرعب والتشكيكداخل العراق وفي العالم حتى ورد أن بعض الناس يقولون عندما يرون كثرة تقتيله وسفكهدماء أعدائه : " ليس هذا من ولد فاطمة ولو كان من ولد فاطمة لرحم " بل إن بعضأصحابه الخاصين لا يتحمل بعض أحكامه ، وقد ورد أن بعضهم يدخلهم الشك والريب من كثرةما يرون من قتله لمناوئيه فيعترض أحدهم على الإمام عليه السلام قائلا :- .. انكلتجفل الناس إجفال النعم فبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أم بماذا ؟ فيخرجالإمام عليه السلام عهدا من رسول الله صلى الله عليه وآله والكتاب المعهود إليه منرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإملائه وخط علي عليه السلام وفيه كما ورد " اقتل ثم اقتل ولا تستتيبن أحدا ".
وعن الإمام الصادق عليهالسلام :أن القائم يلقى في حربه ما لم يلقاه رسول الله صلى الله عليه وآله" لأنرسول الله صلى الله عليه وآله
أتاهم وهم يعبدون الحجارةالمنقورة والخشبة المنحوتة وان القائم
عليه السلام يخرجون عليهفيتأولون عليه ويقاتلون عليه "
والواقع يشهد على الحكاموعلماء السوء التابعين لهم كيف يتأولون آيات القرآن في معاداة الإسلام وعلمائه.
وبهذا العرض المجمل لمن يقتلهم المهدي عليهم السلام في العراق يظهر أنهمفئات متعددة من الشيعة والسنة ومن مؤيدي السفياني ومن علماء السوء
رابعا :إن الإمام عليه السلام يحيي ميت الكتاب والسنة , أي ما ترك من الكتابوالسنة :- فقد ورد في الروايات إن الإمام عليه السلام يأتي بدين جديد ، والدينالجديد هو الإسلام الذي دثره الجبابرة وابتعد عنه المسلمون فيحييه المهدي عليهالسلام ويحيي القرآن من خلال تطبيقه والعمل به يعني انه عليه السلام يطبق الإسلامالواقعي كما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله.
خامسا :إن الإمام عليه السلام يطمئن الناس الى عدالة قضيته عن طريق المعجزاتالتي تحف بحركته وعن طريق إظهاره مواريث الأنبياء وإذا اطمئن الناس الى عدالتهفأنهم سيسرعون الى التجاوب معه بالتأكيد لأنه حق لا يشوبه باطل .
أما الصعوبات الدنيوية ونقاط الضعف الموجودة في الاتجاهاتغير الدينية وما أنتجته المادية والعلمانية من ويلات فان الإمام عليه السلام هوالمسؤول عن اتخاذ الخطوات الحاسمة اللازمة لحل كل مشكلة لأنه متدرع بالسلاح ومتذرعابالإخلاص ومنطلقا من الأطروحة العادلة الكاملة ومتصف بصفات شخصية خاصة .
سادسا :تربية العالم ثقافيا من جهة الإسلام الواقعي أو العدل الكامل الذي يقومعليه نظام الإمام عليه السلام في دولته العالمية ويعطي من ذلك لكل فرد ولكل شعب مايحتاجه من أساليب التثقيف ومقداره بشكل تدريجي وعلى مراحل وكلما طويت مرحلة استحقالفرد أو الجماعة مرحلة جديدة من الثقافة ، فالشعوب غير المسلمة سوف تدعى الىالإسلام وسوف يعتنقونه باقتناع وسهولة وكل من اسلم من جديد سوف يربى على الثقافةالإسلامية العامة الضرورية لوجود الطاعة والابتعاد عن المعصية , ثم يبدأ التصاعدوالتكامل الثقافي ويأخذ كل فرد من البشر بقدر قابلياته وجهوده .
سابعا :تربية البشرية من حيث الإخلاص وقوة الإرادة تجاه المسؤوليات الجديدة فيدولة العدل ، أي أن التمحيص الإلهي سيستمر لأن ناموس الله تعالى في خلقه هو تربيتهمعن طريق التمحيص كما قال تعالى :"ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتىيميز الخبيث من الطيب ".
كما أن الإمام عليه السلامسيقوم على ربط الإنسان بربه وتربيته روحيا والربط بين هذه العناصر ربطا عادلاوعميقا وستكون كل القوانين المطبقة قوانين إلهية إسلامية حتى أن المهدي عليه السلامنفسه إنما يكون واجب الإطاعة باعتباره احد أئمة المسلمين المخولين من قبل اللهتعالى .
ثامنا :توفير جو من السعادة والرفاه المادي المتزايد تحت جو من الأخوة والتضامنوالعدل الكامل بأساليب معينة , ليس فقط لنيل اللذة المادية وإنما ليؤثر ذلك فيالهدف البعيد , ويربي البشرية باتجاهه لأن الرفاه المادي يوجب توفير الوقت الكافيوالجو النفسي للناس من اجل إيفاء الجانب الأخلاقي والعبادي حاجته الكاملة بحيث يكونالرفاه طريقا نحو الهدف لا انه الهدف بنفسه .
إن التأييد الإلهي دائما يكون لجانب الحق والعدل عموما وفيمختلف الأزمنة والأمكنة " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " فانه ما دام الفردأو المجتمع مضحيا بنفسه لنصرة الله ماشيا قدما في سبيل الله تعالى فالله تعالى يفيضعليه النصر .