المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «كول ـ إي آر».. قارئ كتب إلكتروني بريطاني جديد



علي علي
08-04-2009, 12:12 AM
شكوك في قدرته على منافسة «كيندل»



http://www.aawsat.com/2009/07/28/images/internet1.529382.jpg
قارئ «كول ـ إي آر» الإلكتروني



http://www.aawsat.com/2009/07/28/images/internet2.529382.jpg
قارئ «كندل 2» الإلكتروني (الشرق الاوسط)

نيويورك: دايفيد بوغ *


كما هو الحال دائما فإن الواقع لا يتماشى تماما مع الدعايات والإعلانات، فالخطوط الناعمة في منشورات الدعاية والترويج تخدعك دائما، فالتي يتعلق منها بالمصايف ومناطق العطلات تريك دائما الشواطئ وبرك السباحة اللازوردية الألوان مضاءة بشكل جيد، وفارغة تقريبا من البشر والازدحام. كما أن الدعايات التي تسبق عادة عرض الأفلام السينمائية تقتنص منها دقائق ثمينة، وهكذا.
وعلى هذا المنوال عندما تسمع وصفا لجهاز جذاب قارئ للكتب بثمن 250 دولارا من شركة بريطانية تدعى «إنتريد» (Interead) عليك أن تتمعن في ذلك مسبقا، فهو من المفترض أن يكون كجهاز «أمازون كيندل»، لكنه أصغر منه بكثير وأخف وزنا وأرق شكلا وأقل سعرا بنحو 110 دولارات. واسمه «كول ـ إي آر» (Cool-er) مشتق من «كول إي ـ بوك ريدر» (Cool e-book reader).

قارئ متطور «كول ـ إي آر» يملك ذاكرة تكفي لاستيعاب 700 كتاب، لكن الشق الموجود فيه المخصص لوضع بطاقة الذاكرة يمكنه استيعاب 2800 كتاب إضافي، التي من شأنها طبعا أن تكفي لرحلتك الجوية المقبلة.

و«كول ـ إي آر» خلافا لـ«كيندل» الحالي مزود ببطارية يمكن نزعها، وتقول الشركة إنها ستقدم بطاريات إضافية مقابل خمسة دولارات للواحدة، وإن شحنة واحدة تكفي لقلب 8000 صفحة، التي هي أكثر من صفحات «كيندل»، أو «سوني ريدر». ومع ذلك فإنه من الغريب قياس حياة البطارية بتقليب الصفحات، ولكن هذه هي تقنية شاشة «إي إنك» (الحبر الإلكتروني). ومثل هذه الشاشات المدهشة التي تستخدمها «كيندل» و«سوني» و«كول ـ إي آر» تبدو وكأن الحبر فيها موجود على ورق حقيقي، وهي تؤمن قراءة مريحة ما دامت الإضاءة كافية لكونها لا تمتلك إضاءة مشيدة داخلها. ولا يستهلك «إي إنك» أي طاقة أبدا لدى عرضه الرسومات والنصوص لبقاء نقاط الحبر مجمدة في مكانها حتى يجري قلب الصفحة، وهو الوقت الوحيد الذي يجري فيه استهلاك قليل من الطاقة.

ولـ«كول ـ إي آر» مخزنه الخاص على الشبكة، الذي يحتوي على 275 ألف عنوان كتاب، التي هي استنادا إلى «إنتريد» يجري الدعاية لها على أنها أرخص من مخزني «أمازون» و«سوني». وعلاوة على كل ذلك فإن كتب «كول ـ إي آر» هي أقل حماية لحقوق النشر من «أمازون» أو «سوني». وبالنسبة إلى المبتدئين يمكنك قراءة واحد منها على جهاز كومبيوتر «ماك» أو «بي سي». واستنادا إلى «إنتريد» فإنه بداية من الخريف المقبل سيكون بمقدورك بيع الكتب التي تؤلفها على (Coolerbooks.com) بحيث تحتفظ بنسبة 50% عن كل عملية بيع. والأهم من كل ذلك يمكن التشارك بكتاب «كول ـ إي آر» الذي تشتريه مع أربعة أشخاص آخرين من أفراد عائلتك أو أصدقائك أو أعضاء آخرين في نادٍ للكتاب.

وهذا إنجاز كبير لأنه خطوة إلى الأمام في اتجاه معالجة ما قد يكون المأخذ الوحيد على الكتب الإلكترونية. فبالنسبة إلى الكتب العادية فهي تبقى ملكا لك إلى الأبد، أما في «كيندل» على سبيل المثال فإنه حالما تكمل قراءة كتاب لا يمكنك بعد ذلك أن تحوله إلى الآخر، أو بيعه، أو حتى تقديمه كهبة إلى المكتبة.

نواقص التصميم و«كول ـ إي آر» هذا بقياسه البالغ 7.2 × 4.6 × 0.4 بوصة هو فعلا أصغر من «كيندل» الأصلي بنحو بوصة في جميع الاتجاهات، كما أنه أخف وزنا وأرق حجما من «سوني ريدر». وفي الواقع هو من الصغر بحيث يمكن وضعه في جيب السترة الداخلية. ولكن حالما تحمله بين يديك تصعقك الكلمات والحروف الصغيرة كما لو أنها مطرقة كبيرة، فهو مزود بثمانية ظلال مختلفة تشبه ظلال جهاز «آي بود»، لكنه مصنوع من البلاستيك. وهو يشعرك أنه فارغ ومجوف، كما أن البلاستيك يصدر صريرا، كلما كبست على الأزرار التي لا تشعرك بالثقة فيها.

ويستمر الوحي الصادر من تصميم «آي بود» مع وجود عجلة بيضاء تعمل بالنقر التي هي عبارة عن أربعة أزرار تشبه البوصلة، وهذه كمثيلاتها الأزرار الستة على أطراف الجهاز قاسية وكبيرة الحجم.

وعندما تنجح في كبس زر «الصفحة التالية» فإن قلب الصفحة يستغرق عدة ثوانٍ، أي حتى تتغير الشاشة، وهذا ما يجعلك تفكر دائما فيما إذا كانت عملية كبس الأزرار ناجحة أم لا، وهذا ليس بالأمر المستحب في القراءة العميقة. أما الأزرار الأربعة الصغيرة البيضاء على الحافة اليسرى فهي غير معلمة باستثناء وجود ثلمات مقولبة مرمزة. ويقوم الزر الأعلى بفتح لائحة الوسائط المتعددة التي تقدم خيارين: إما تشغيل «إم بي3»، أو تشغيل «سودوكو». أما الزر الثاني فيدور صورة الشاشة من شكلها العام إلى إطار صورة، ويقوم الزر الثالث الأسود في الأسفل بفتح لائحة المهام الخاصة بالترتيبات وعمليات الضبط المختلفة.

وهذا الترتيب العام ليس غير مناسب فحسب، بل إنه قام بجعل زر تشغيل «سودوكو» البند الأهم. ولكن لا يوجد هناك زر لإرجاع الشاشة إلى صفحة الواجهة أو المدخل. وللعودة إلى لائحة الكتب الأساسية يفترض بك أن تكبس على زر التدوير لمدة ثلاث ثوانٍ.

وهناك خيار لثمانية أنواع من الأحرف، ولكن لسوء الحظ فإن تغيير حجم الحرف يتطلب من دون مبالغة 16 كبسة زر، كل واحدة منها تتطلب ضغطا شديدا للغاية.

وينبغي ألا يغرب عن البال أيضا أن «كول ـ إي آر» تنقصه الكثير من الحسنات التي تجعل «كيندل» هي الأداة المفضلة. وأحدها طبعا الاتصال الخليوي الجوال، إذ يمكن التسوق لاسلكيا من مخزن كتب «كيندل». أما «كول ـ إي آر» فيتطلب منك شراء الكتب عن طريق جهاز «ماك» أو «بي سي»، ثم تحويلها إلى جهاز القراءة هذا عن طريق وصلة «يو إس بي»، ولهذا الغرض من المفترض استخدام برنامج مجاني يدعى «أدوبي ديجتال إيديشينس» لإدارة كتبك ذات حقوق النشر المحمية، أما تركيب هذا البرنامج وتعلم كيفية تشغيله فهو أمر متروك لك.

ويمكنك سحب ملفات «بي دي إف»، أو الملفات النصية إلى جهاز القراءة بهذا الأسلوب أيضا من دون الرهان على النجاح دائما. وبعض ملفات الـ«بي دي إف» لم تنفتح، وأحدها أصاب القارئة بالشلل. أما البقية فظهرت بطباعة صغيرة بحيث تحتاج إلى مجهر لقراءتها.

ولا يقوم «كول ـ إي آر» بقراءة الكتب بصوت عالٍ، كما لا يقوم أوتوماتيكيا بدعم كتبك، ولا يشغل الكتب السمعية، ولا يوجد حتى قاموس مشيد بداخله، ولأنه تنقصه لوحة مفاتيح فإنه لا يتيح لك تذييل الحواشي، أو إدخالها، أو البحث عن بعض النصوص. وكل هذه المميزات موجودة في «كيندل».

وهناك أيضا مخزن الكتب الخاص بـ«كول ـ إي آر» (coolerbooks.com). وتقول الشركة إنها على وشك توقيع صفقة مع واحدة من كبريات شركات التوزيع التي من شأنها رفع دليلها (كتالوغها) من عناوين الكتب إلى 750 ألف عنوان، أي ثلاثة أضعاف حجم كتب «أمازون». وهذا أمر جيد لأنه لا يتوفر لديها الكثير من الكتب المعروفة أو المشهورة، فمن أصل 15 كتابا يترأس لائحة أفضل الكتب مبيعا وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» فإن هذا المخزن يملك تسعة منها فقط بسعر 16 إلى 23 دولارا للكتاب الواحد. بينما مخزن «كيندل» يملك بالمقابل جميع هذه الكتب الـ15 بسعر 10 دولارات للواحد. ويبدو أن أسعار «كول ـ إي آر» هي أقل من أسعار كتب «كيندل»، ليس دائما، بل بين الحين والآخر، كما لا توجد فصول مجانية كعينات، أو مراجعات كتب، ولا توجد أيضا صحف، أو مجلات، أو اشتراكات بالمدونات اليومية، كما هو الحال مع مخزن «كيندل».

ويقول نيل جونز المخترع والرئيس التنفيذي لـ«إنتريد» إن الجهاز انتقل من مرحلة الفكرة الأساسية إلى منتج جاهز خلال أربعة أشهر ونصف، مما يستدعي تهذيب العتاد والبرنامج بعض الشيء، خصوصا إن كان جهازك «ماك».

* خدمة «نيويورك تايمز»