زهير
07-31-2009, 11:44 AM
الكاتب طارق القيزاني
الأربعاء, 29 يوليو 2009
دعت صحيفة بريطانية الكويت الى الاتعاظ من تجربة ألمانيا الهتلرية بشأن تشبثها بتقاضي الديون المستحقة لها من العراق وتمسكها بحرفية القانون في الفصل السابع محذرة من التمادي في "سياسة الشح" مع العراق واستفزازه بما يهدد أمن الامارة مجددا في المستقبل.
واستعرض الصحافي البريطاني المعروف في الشرق الأوسط روبرت فيسك في مقاله بصحيفة الاندبندنت المبالغ المستحقة للكويت والتي لا تقتصر على التعويضات عن الخسائر التي لحقت به بسبب غزوه من قبل نظام صدام حسين 1990 وإنما تشمل ايضا قروضا بمقدار 16 مليار دولار لتمويل الحرب التي خاضها العراق في عهد صدام ضد إيران في الثمانينات.
وتصاعدت حرب التعويضات بين الجارتين في الفترة الأخيرة اذ تصر الكويت على تطبيق كامل لمضمون الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق بالقرارات الدولية ذات الصلة بمجلس الأمن تحت بند الحالة بين الكويت والعراق.
وكان مجلس الأمن قد فرض سلسلة من العقوبات على العراق بعد غزو الكويت عام 1990 منها دفع تعويضات وتجميد أصوله في الخارج.
وسبق للعراق ان دفع 13 مليار دولار كتعويضات الى الكويت وما زال عليه ان يدفع تعويضات اخرى بقيمة 25 مليار دولار فضلا عن ديون مستحقة للكويت تقدر ب16 مليار دولار.
لكن بعد ست سنوات من سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، يكرر العراق اليوم المطالبة برفع العقوبات خصوصا تلك المتعلقة بالتعويضات لكن ذلك جوبه برفض مستميت من نواب البرلمان الكويتي وهو ما دفع بالنواب العراقيين الى الرد من خلال مطالبة الكويت بدفع تعويضات لسماحها لقوات اجنبية بغزو بلادهم عام 2003.
ويشير فيسك إلى أن عددا من الدول قد اسقطت بالفعل ديونا لها على العراق استجابة لضغوط من الولايات المتحدة، ويذكر الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال والتي أسقطت مؤخرا ديونا مستحقة لها بمقدار 7 مليارات دولار.
غير أن مايثير الاستغراب حسب روبرت فيسك هو "الشح الكويتي" في التعامل مع ديون العراق، اذ على الرغم من أن الامارة تقطر نفطا ويبلغ متوسط دخل الفرد فيها 41 ألف دولار الا أن الرغبة واضحة وشديدة في سحق دولة متوسط دخل الفرد فيها لا يتجاوز 4 آلاف دولار.
ويقول فيسك "لقد عرف عن الكويتيين البخل، لكني أعتقد أن الأمر يتعدى ذلك، فالكويت من الدول المؤسسة للصندوق الخليجي للتنمية، كما أنها أنفقت في الستينات والسبعينات والثمانينات عن سعة على الفلسطينيين واللبنانيين، ثم خذلهم الفلسطينيون بالوقوف إلى صف صدام في غزو عام 1990".
ويطرح الصحافي البريطاني أسبابا اخرى منها التركيبة العرقية لسكان الدولتين، فنحو 40 بالمائة تقريبا من الكويتيين الآن هم شيعة لا سنة، وهم يستثمرون بقوة في جنوبي العراق، وأصبح شيعة الكويت "بصراويين" والعكس بالعكس، ويزداد باطراد عدد أبناء الشيعة من جنوبي العراق الذين يصبحون رجال أعمال ويشتغلون بالتجارة مع الكويت، وهذا يسبب تداخلا للحدود بين البلدين، وشعورا بأن اقتصادي البلدين متشابكان، ولا عجب إذن أن يصر الكويتيون على التمسك بحرفية القانون.
غير أن فيسك يرى أن هناك سوابق في التاريخ غير مستحبة أمام الكويتيين، فالديون الساحقة التي فرضتها اتفاقية فرساي على ألمانيا درس كاف، إذ كانت خسائر المانيا غنائم لهتلر.
وأطلق الألمان على اتفاقية فرساي عام 1919 التي فرضها عليهم المنتصرون في الحرب العالمية الاولى بـ"المظلمة" وكانت منطلقا لإشاعة مشاعر النقمة في ألمانيا وهو ما استغله الحزب النازي عند وصوله السلطة عام 1933 بقيادة أدولف هتلر الذي بادر بخرق اتفاقية فرساي بعد 20 عاما من توقيعها واعلان الحرب على صانعي "المظلمة".
ويعلق روبرت فيسك في مقاله "ربما يستخلص الكويتيون بعض العبر من التاريخ، ويتأملوا فيما سيصبح عليه العراق في المستقبل ـ ومن سيكون زعيمه، بعد عشرين عاما."
الأربعاء, 29 يوليو 2009
دعت صحيفة بريطانية الكويت الى الاتعاظ من تجربة ألمانيا الهتلرية بشأن تشبثها بتقاضي الديون المستحقة لها من العراق وتمسكها بحرفية القانون في الفصل السابع محذرة من التمادي في "سياسة الشح" مع العراق واستفزازه بما يهدد أمن الامارة مجددا في المستقبل.
واستعرض الصحافي البريطاني المعروف في الشرق الأوسط روبرت فيسك في مقاله بصحيفة الاندبندنت المبالغ المستحقة للكويت والتي لا تقتصر على التعويضات عن الخسائر التي لحقت به بسبب غزوه من قبل نظام صدام حسين 1990 وإنما تشمل ايضا قروضا بمقدار 16 مليار دولار لتمويل الحرب التي خاضها العراق في عهد صدام ضد إيران في الثمانينات.
وتصاعدت حرب التعويضات بين الجارتين في الفترة الأخيرة اذ تصر الكويت على تطبيق كامل لمضمون الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق بالقرارات الدولية ذات الصلة بمجلس الأمن تحت بند الحالة بين الكويت والعراق.
وكان مجلس الأمن قد فرض سلسلة من العقوبات على العراق بعد غزو الكويت عام 1990 منها دفع تعويضات وتجميد أصوله في الخارج.
وسبق للعراق ان دفع 13 مليار دولار كتعويضات الى الكويت وما زال عليه ان يدفع تعويضات اخرى بقيمة 25 مليار دولار فضلا عن ديون مستحقة للكويت تقدر ب16 مليار دولار.
لكن بعد ست سنوات من سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، يكرر العراق اليوم المطالبة برفع العقوبات خصوصا تلك المتعلقة بالتعويضات لكن ذلك جوبه برفض مستميت من نواب البرلمان الكويتي وهو ما دفع بالنواب العراقيين الى الرد من خلال مطالبة الكويت بدفع تعويضات لسماحها لقوات اجنبية بغزو بلادهم عام 2003.
ويشير فيسك إلى أن عددا من الدول قد اسقطت بالفعل ديونا لها على العراق استجابة لضغوط من الولايات المتحدة، ويذكر الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال والتي أسقطت مؤخرا ديونا مستحقة لها بمقدار 7 مليارات دولار.
غير أن مايثير الاستغراب حسب روبرت فيسك هو "الشح الكويتي" في التعامل مع ديون العراق، اذ على الرغم من أن الامارة تقطر نفطا ويبلغ متوسط دخل الفرد فيها 41 ألف دولار الا أن الرغبة واضحة وشديدة في سحق دولة متوسط دخل الفرد فيها لا يتجاوز 4 آلاف دولار.
ويقول فيسك "لقد عرف عن الكويتيين البخل، لكني أعتقد أن الأمر يتعدى ذلك، فالكويت من الدول المؤسسة للصندوق الخليجي للتنمية، كما أنها أنفقت في الستينات والسبعينات والثمانينات عن سعة على الفلسطينيين واللبنانيين، ثم خذلهم الفلسطينيون بالوقوف إلى صف صدام في غزو عام 1990".
ويطرح الصحافي البريطاني أسبابا اخرى منها التركيبة العرقية لسكان الدولتين، فنحو 40 بالمائة تقريبا من الكويتيين الآن هم شيعة لا سنة، وهم يستثمرون بقوة في جنوبي العراق، وأصبح شيعة الكويت "بصراويين" والعكس بالعكس، ويزداد باطراد عدد أبناء الشيعة من جنوبي العراق الذين يصبحون رجال أعمال ويشتغلون بالتجارة مع الكويت، وهذا يسبب تداخلا للحدود بين البلدين، وشعورا بأن اقتصادي البلدين متشابكان، ولا عجب إذن أن يصر الكويتيون على التمسك بحرفية القانون.
غير أن فيسك يرى أن هناك سوابق في التاريخ غير مستحبة أمام الكويتيين، فالديون الساحقة التي فرضتها اتفاقية فرساي على ألمانيا درس كاف، إذ كانت خسائر المانيا غنائم لهتلر.
وأطلق الألمان على اتفاقية فرساي عام 1919 التي فرضها عليهم المنتصرون في الحرب العالمية الاولى بـ"المظلمة" وكانت منطلقا لإشاعة مشاعر النقمة في ألمانيا وهو ما استغله الحزب النازي عند وصوله السلطة عام 1933 بقيادة أدولف هتلر الذي بادر بخرق اتفاقية فرساي بعد 20 عاما من توقيعها واعلان الحرب على صانعي "المظلمة".
ويعلق روبرت فيسك في مقاله "ربما يستخلص الكويتيون بعض العبر من التاريخ، ويتأملوا فيما سيصبح عليه العراق في المستقبل ـ ومن سيكون زعيمه، بعد عشرين عاما."