المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شكوك في واشنطن عن علاقة الجلبي بعودة السيستاني المفاجئة إلى النجف



على
08-29-2004, 06:45 AM
واشنطن: هدى العمري

ربط مصدر سياسي في واشنطن بين مداهمة مقر المؤتمر الوطني العراقي في بغداد وشكوك لدى المسؤولين الأميركيين في أن مؤسس المؤتمر أحمد الجلبي، يقف وراء العودة المفاجئة للمرجع الشيعي العراقي آية الله السيستاني من لندن إلى النجف ودعوته لمجاميع الشيعة بالزحف إلى المدينة. وأشار المصدر، من جانب آخر، إلى تسرب وثيقة صادرة عن المخابرات العراقية الجديدة، توصي مجلس الوزراء العراقي بالعمل على احتواء الصدر، وتشير إلى وجود خلاف في الرؤية لشؤون العراق بين الصدر وآية الله كاظم الحائري، الذي يتخذ الصدر منه مرجعا.

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» مشترطا عدم الكشف عن هويته، إن الجلبي عمل على التقريب بين السيستاني والصدر، كما عمل على إقناع السيستاني بأن الطائفة الشيعية في خطر محدق إذا نجح الهجوم على النجف وتمت إزاحة الصدر بالقوة، وأن الحل الوحيد هو أن يستغل السيستاني مكانته والاحترام الواسع الذي يحظى به في أوساط طائفته، وأن يدعوهم للزحف إلى النجف بالتزامن مع عودته شخصيا لإنقاذ الطائفة الشيعية من الخطر المزعوم المحدق بها.

وعمل الجلبي كذلك على تذكير السيستاني بأن الأماكن المقدسة في النجف وكربلاء من المناطق المتفق عليها مسبقا مع مجلس الحكم السابق بأنها محرمة على الأميركيين، وأن دخولهم إليها لن يشكل إساءة لمقدسات الشيعة فحسب، بل سينهي دورهم السياسي في مستقبل العراق، ولن تقوم للمرجعية الشيعية أي قائمة بعد ذلك. وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن خروج السيستاني إلى لندن للعلاج، جاء بتشجيع من أطراف في الحكومة العراقية لتسهيل ضرب الصدر في النجف، وأن السيستاني شعر على ما يبدو في ما بعد بأنه خُدع حيث أنه لم يكن يعلم بأن قوات الحكومة العراقية والقوات الأميركية ستدخل النجف في غيابه، بل أن البعض صور له الأمر بأنه مؤامرة، وأن رجوعه إلى النجف ضرورة ملحة لإفشال المؤامرة.

في السياق ذاته، تحدث المصدر عن مذكرة موجهة إلى أمين عام مجلس الوزراء العراقي زهير حمادي ومذيلة بتوقيع مدير جهاز المخابرات العراقي الجديد محمد عبد الله الشهواني، توصي فيها المخابرات العراقية بضرورة دراسة إمكانية احتواء الصدر، من خلال توسيع الهدنة التي كانت جارية وقت صدور المذكرة، والاتفاق معه ليشمل جميع المناطق وبالأخص مدينة بغداد.
وجاء اقتراح المخابرات العراقية وفقا لحيثيات المذكرة، التي رفض المصدر إطلاع «الشرق الأوسط» على نسخة منها واكتفى بإطلاعنا على مضمونها، ووردت فيها إشارة إلى إصابة الصدر بسكاكين أتباعه المتشددين عندما علموا باتصال جرى بينه وبين رئيس الحكومة المؤقتة إياد علاوي.

كما ورد في المذكرة التي تحمل الرقم 244/ت/خ، ومؤرخة في الثامن عشر من يوليو (تموز)، أن (كاظم) الحائري (المرجع الشيعي العراقي المقيم في قم بإيران) تخلى عن الصدر، وأن هذا يدل على أن هناك خلافا بين مقتدى والرؤية الإيرانية في شؤون العراق.

كما أشارت المذكرة إلى صدور توجيه من الصدر إلى أفراد جيشه بتسليم أسلحتهم إلى مسؤوليهم والتعاون مع الشرطة العراقية، والتحاق جيش المهدي بالجيش وقوى الأمن الداخلي.
وفسر المصدر عدم إنصات رئيس الحكومة العراقية اياد علاوي لنصيحة المخابرات العراقية باحتواء الصدر، بأنه قد يكون تعرض لضغوط خارجية للاستعجال في ضرب الصدر لمنع تحوله إلى ذراع عسكري للجلبي وحتى لا يستعيد به الجلبي قوته السياسية المنهارة، بعد ظهور مؤشرات التقارب بين الجانبين.

وزعم المصدر أن مبادرة السيستاني ذات الخمسة بنود، شارك في صياغتها الجلبي الذي شدد على أهمية البند الخامس المتعلق بإجراء إحصاء سكاني، وتهيئة الأجواء المناسبة للانتخابات على أمل الاستفادة من أتباع الصدر من الشباب في المشاركة بفاعلية في الانتخابات بدلا من إشغالهم بالقتال، ودفعهم للتأثير في نتائج صناديق الاقتراع التي يأمل الجلبي كما يبدو في العودة بقوة عن طريقها، تحت عباءة السيستاني، أو على ساعد الصدر.

http://www.asharqalawsat.com/view/news/2004,08,29,252627.html