سياسى
08-28-2004, 09:16 PM
كتابات - مهدي قاسم
حتى لحظة كتابة هذه السطور ، لا نعلم ، ماذا سيقرر ( زعيمنا المبارك ، و قائدنا المقدس ) مقتدى الصدر ، بصدد وقف شلالات الدماء العراقية النازفة ، في هذه الأيام ، مثل الأمطار الموسمية ! .. وما هي أحوال مزاجه المتقلب ، و عقله المتشقلب ! .. فهل سيحًن قلبه الحجري ، على ما تبقى من أفراد جيشه المهدي ( المغوار ) ، من شباب غض ، أكلت أقدامهم مخالب التراب ، و الحجر ، و التهمت عقولهم أنياب الوهم الأرضي ، و السراب السماوي ؟! .
و سواء ، وافق مقتدى الصدر ، على خطة السيد السيستاني للتسوية ، أو لم يوافق ، فأنه سيكون من الخاسرين ، و رقبته مثقلة بجثث آلاف الضحايا ، زائدا ، جثة السيد عبد المجيد الخوئي ! .
سينتهي ( إنجازه التاريخي ) الدامي ، بدون أي إنجاز ، شبيها بإنجاز بشير جميًل ، أو أيلي حبيقة ، في لبنان الحرب الأهلية ، مع فرق واحد : فهذان- على الأقل - كان يقاتلان من أجل طائفتهما ، بهدف تقويتها ، و حصولها على إنجازات سياسية ، و طائفية ، بينما مقتدى الصدر ،( قاتل ) بهدف إضعاف حجم ثقل طائفته ، و تقوية مواقع ، و مواقف أعدائها ، محليا ، و عربيا ، و .. و أمريكيا !! .
و لم تكن صدفة ، ذلك التطبيل ، و التزمير ، و التهليل ، له ، من قبل ، بعض كتًاب ، و صحفيين ، عراقيين و عربا ، الذين كان بعضا منهم ، قبل تمرد مقتدى الصدر ، لا يتحدث عن الشيعة العراقيين ، و لا يصفهم ، إلا بلقب ( أحفاد العلقمي ) ، و إذا بهم اليوم ، يهللون له ، عبر نصوص ( ملحمية ) ، كذبا ، و نفاقا ، لأنه خدم أهدافهم ، و مواقفهم السياسية الصدامية ، و العربية المعادية ، خدمة لا تُقدر بأي ثمن كان ، حيث استحال – أي مقتدى الصدر – حسب التهريج المضلل ، لهؤلاء المنافقين ، من حفيد علقمي ، إلى صلاح الدين الأيوبي زماننا ؟! .
لقد أجرم هذا الديكتاتور الصغير ، بحق الموطن العراقي ، في العتبات المقدسة ، و كذلك ، في مدينة الثورة ، و في مناطق أخرى ، من مدن جنوب العراق ، متسببا بقتل آلاف ، من العراقيين ، من أجل لا شيء ، مربكا ، و متأججا ، الأوضاع العراقية المأزومة ، أصلا ، لتزداد تفاقما ، و تفجرا ، لتصبح أكثر دموية ، و كارثية ، و مأسوية ، ليدفع الشعب العراقي ، باهظا ، ثمن كل ذلك ، من أجل صبي غًر ، لا يعرف من السياسة ، لا ألفها ، و لا باءها ، و لا يعرف ، في نهاية الأمر ، ماذا يريد : هل ( يقاوم ) قوات الاحتلال ، أم يسًقط الحكومة المؤقتة ، أو يرضي الرفسنجانيين ، أم نصراللهويين ؟! .
و لكن الحقيقة تقول : بأن مقتدى الصدر ، سوف لن يكون ، من بين الخاسرين ، إنما الخاسرين ، هم ، أولئك الشباب الذين ماتوا هباء ، و كذلك أمهاتهم ، و آبائهم . إذ أنه سوف لن ُيحاسب ، لا على دم عبد المجيد الخوئي ، المسفوح ظلما ، و لا على دماء آلاف ، من الضحايا المخدوعين ، الذين ماتوا من أجله ، حيث قادتهم أوهامهم به ، إلى حتفهم ، كأضحية بشرية رخيصة ، ضُحيت بها ، من أجل صنم هزلي و مضحك ، يجعل الدموع تتفجر دماء !! .. نعم ! ، لقد مات آلاف من الضحايا ، من الشباب السذج ، و الفقراء اليائسين ، مقابل سقوط ، بضعة جنود مرتزقة ، من قوات الاحتلال ، و أستسلم مقتدى الصدر ، للأمر الواقع المؤقت ، بينما بقيت قوات الاحتلال ، أو المتعددة الجنسيات ، في أرض العراق ، مثلما ، قبل تمرده ، لأن هدفه ، لم يكن مقاومة الاحتلال ، بقدر ما هو ، الإسهام ، في تعميق دوامة العنف ، و الفوضى ، و إطالة معاناة ، و محنة العراقيين ، إلى حيث يمكن الإطالة ، و التمديد ، عبر أكوام جثث متراكمة ، و جروح القلوب ، و خراب البيوت ، و فجيعة الندوب ! .
بالطبع ، نحن لسنا ساذجين ، لنقول ، بأن موافقة مقتدى الصدر على خطة السيد السيستاني لتسوية أزمة العتبات المقدسة ، ستكون نهائية ، و غير قابلة للخرق ، من طرفه ، هنا و هناك ، في مسار الأيام القادمة : إذ أنه حصان طروادة ، لهذه الجهة ، أو تلك ، مزدحم ، و محتشد ، بكل المفاجأة الدامية ، و الكارثية ، ناهيك عن كونه ، يريد أن يعوًض عن خوائه الروحي و ضحالة ذهنيته المجدبة ب( نجومية ) الشارع العراقي ، و العربي ، و الفضائيات العربية ، تلك التي وصفت الإرهابيين الصداميين ، و الإسلاميين المتشددين العرب القتلى ، الذين قضوا في الفلوجة أو سامراء ب( شهداء المقاومة ) ، بينما ، اعتبرت أعضاء جيش المهدى ، الذين ، سقطوا في المصادمات ، و الاشتباكات ، مع القوات الأمريكية ، بمجرد( بعض القتلى من أتباع الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر ) !!.
كما أن ( ظاهرة ) مقتدى الصدر ، قد فضحت سلوك ، و عقلية عدد من الكتًاب , المثقفين العراقيين ، الذين قد أثبتوا ، مرة أخرى ، بأنهم لا يستطيعون العيش ، بدون أصنام ، و ديكتاتوريين ، من هذا الصنف ، أو ذاك النوع ، على الرغم من مزاعمهم المضللة ، و الكاذبة ، بأنهم ضد العقلية الصنمية ، و الديكتاتورية القمعية ، وهم الذين يدركون جيدا ، لو أنهم شربوا كأسا ، من البيرة أمام مقتدى الصدر ، و أعضاء جيشه المهدي ، فسيتم جلد مؤخرتهم ، حتى تحًمر مثل حبة الرمان ، و لكنهم ، مع ذلك طبلوا ، و زمروا له ، على الرغم من معرفتهم ، و معلوماتهم ، عن سجونه ، و غرف تعذيبه ، و محاكم شرعيته ، و ضاربي سياطه ، و سيوفه ، وهو مازال بعيدا ، عن ظل السلطة ، و الحكم ! . بل أن ظاهرة مقتدى الصدر ، قد كشفت النقاب ، عن كون أن جرائم صدام حسين ، لا تكمن في سلسلة مجازره ، و مقابره الجماعية ، و إنما في تلويث ، و ( تخصيب ) عقلية ، و ذهنية ، مئات آلاف - أن لم يكن الملايين – من العراقيين ، و على رأسهم ، عدد لا بأس به ، من ( كتًاب و مثقفين ) ، و تلك أسوأ ، من أية جريمة أخرى ! .
qasim3@gawab.com
حتى لحظة كتابة هذه السطور ، لا نعلم ، ماذا سيقرر ( زعيمنا المبارك ، و قائدنا المقدس ) مقتدى الصدر ، بصدد وقف شلالات الدماء العراقية النازفة ، في هذه الأيام ، مثل الأمطار الموسمية ! .. وما هي أحوال مزاجه المتقلب ، و عقله المتشقلب ! .. فهل سيحًن قلبه الحجري ، على ما تبقى من أفراد جيشه المهدي ( المغوار ) ، من شباب غض ، أكلت أقدامهم مخالب التراب ، و الحجر ، و التهمت عقولهم أنياب الوهم الأرضي ، و السراب السماوي ؟! .
و سواء ، وافق مقتدى الصدر ، على خطة السيد السيستاني للتسوية ، أو لم يوافق ، فأنه سيكون من الخاسرين ، و رقبته مثقلة بجثث آلاف الضحايا ، زائدا ، جثة السيد عبد المجيد الخوئي ! .
سينتهي ( إنجازه التاريخي ) الدامي ، بدون أي إنجاز ، شبيها بإنجاز بشير جميًل ، أو أيلي حبيقة ، في لبنان الحرب الأهلية ، مع فرق واحد : فهذان- على الأقل - كان يقاتلان من أجل طائفتهما ، بهدف تقويتها ، و حصولها على إنجازات سياسية ، و طائفية ، بينما مقتدى الصدر ،( قاتل ) بهدف إضعاف حجم ثقل طائفته ، و تقوية مواقع ، و مواقف أعدائها ، محليا ، و عربيا ، و .. و أمريكيا !! .
و لم تكن صدفة ، ذلك التطبيل ، و التزمير ، و التهليل ، له ، من قبل ، بعض كتًاب ، و صحفيين ، عراقيين و عربا ، الذين كان بعضا منهم ، قبل تمرد مقتدى الصدر ، لا يتحدث عن الشيعة العراقيين ، و لا يصفهم ، إلا بلقب ( أحفاد العلقمي ) ، و إذا بهم اليوم ، يهللون له ، عبر نصوص ( ملحمية ) ، كذبا ، و نفاقا ، لأنه خدم أهدافهم ، و مواقفهم السياسية الصدامية ، و العربية المعادية ، خدمة لا تُقدر بأي ثمن كان ، حيث استحال – أي مقتدى الصدر – حسب التهريج المضلل ، لهؤلاء المنافقين ، من حفيد علقمي ، إلى صلاح الدين الأيوبي زماننا ؟! .
لقد أجرم هذا الديكتاتور الصغير ، بحق الموطن العراقي ، في العتبات المقدسة ، و كذلك ، في مدينة الثورة ، و في مناطق أخرى ، من مدن جنوب العراق ، متسببا بقتل آلاف ، من العراقيين ، من أجل لا شيء ، مربكا ، و متأججا ، الأوضاع العراقية المأزومة ، أصلا ، لتزداد تفاقما ، و تفجرا ، لتصبح أكثر دموية ، و كارثية ، و مأسوية ، ليدفع الشعب العراقي ، باهظا ، ثمن كل ذلك ، من أجل صبي غًر ، لا يعرف من السياسة ، لا ألفها ، و لا باءها ، و لا يعرف ، في نهاية الأمر ، ماذا يريد : هل ( يقاوم ) قوات الاحتلال ، أم يسًقط الحكومة المؤقتة ، أو يرضي الرفسنجانيين ، أم نصراللهويين ؟! .
و لكن الحقيقة تقول : بأن مقتدى الصدر ، سوف لن يكون ، من بين الخاسرين ، إنما الخاسرين ، هم ، أولئك الشباب الذين ماتوا هباء ، و كذلك أمهاتهم ، و آبائهم . إذ أنه سوف لن ُيحاسب ، لا على دم عبد المجيد الخوئي ، المسفوح ظلما ، و لا على دماء آلاف ، من الضحايا المخدوعين ، الذين ماتوا من أجله ، حيث قادتهم أوهامهم به ، إلى حتفهم ، كأضحية بشرية رخيصة ، ضُحيت بها ، من أجل صنم هزلي و مضحك ، يجعل الدموع تتفجر دماء !! .. نعم ! ، لقد مات آلاف من الضحايا ، من الشباب السذج ، و الفقراء اليائسين ، مقابل سقوط ، بضعة جنود مرتزقة ، من قوات الاحتلال ، و أستسلم مقتدى الصدر ، للأمر الواقع المؤقت ، بينما بقيت قوات الاحتلال ، أو المتعددة الجنسيات ، في أرض العراق ، مثلما ، قبل تمرده ، لأن هدفه ، لم يكن مقاومة الاحتلال ، بقدر ما هو ، الإسهام ، في تعميق دوامة العنف ، و الفوضى ، و إطالة معاناة ، و محنة العراقيين ، إلى حيث يمكن الإطالة ، و التمديد ، عبر أكوام جثث متراكمة ، و جروح القلوب ، و خراب البيوت ، و فجيعة الندوب ! .
بالطبع ، نحن لسنا ساذجين ، لنقول ، بأن موافقة مقتدى الصدر على خطة السيد السيستاني لتسوية أزمة العتبات المقدسة ، ستكون نهائية ، و غير قابلة للخرق ، من طرفه ، هنا و هناك ، في مسار الأيام القادمة : إذ أنه حصان طروادة ، لهذه الجهة ، أو تلك ، مزدحم ، و محتشد ، بكل المفاجأة الدامية ، و الكارثية ، ناهيك عن كونه ، يريد أن يعوًض عن خوائه الروحي و ضحالة ذهنيته المجدبة ب( نجومية ) الشارع العراقي ، و العربي ، و الفضائيات العربية ، تلك التي وصفت الإرهابيين الصداميين ، و الإسلاميين المتشددين العرب القتلى ، الذين قضوا في الفلوجة أو سامراء ب( شهداء المقاومة ) ، بينما ، اعتبرت أعضاء جيش المهدى ، الذين ، سقطوا في المصادمات ، و الاشتباكات ، مع القوات الأمريكية ، بمجرد( بعض القتلى من أتباع الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر ) !!.
كما أن ( ظاهرة ) مقتدى الصدر ، قد فضحت سلوك ، و عقلية عدد من الكتًاب , المثقفين العراقيين ، الذين قد أثبتوا ، مرة أخرى ، بأنهم لا يستطيعون العيش ، بدون أصنام ، و ديكتاتوريين ، من هذا الصنف ، أو ذاك النوع ، على الرغم من مزاعمهم المضللة ، و الكاذبة ، بأنهم ضد العقلية الصنمية ، و الديكتاتورية القمعية ، وهم الذين يدركون جيدا ، لو أنهم شربوا كأسا ، من البيرة أمام مقتدى الصدر ، و أعضاء جيشه المهدي ، فسيتم جلد مؤخرتهم ، حتى تحًمر مثل حبة الرمان ، و لكنهم ، مع ذلك طبلوا ، و زمروا له ، على الرغم من معرفتهم ، و معلوماتهم ، عن سجونه ، و غرف تعذيبه ، و محاكم شرعيته ، و ضاربي سياطه ، و سيوفه ، وهو مازال بعيدا ، عن ظل السلطة ، و الحكم ! . بل أن ظاهرة مقتدى الصدر ، قد كشفت النقاب ، عن كون أن جرائم صدام حسين ، لا تكمن في سلسلة مجازره ، و مقابره الجماعية ، و إنما في تلويث ، و ( تخصيب ) عقلية ، و ذهنية ، مئات آلاف - أن لم يكن الملايين – من العراقيين ، و على رأسهم ، عدد لا بأس به ، من ( كتًاب و مثقفين ) ، و تلك أسوأ ، من أية جريمة أخرى ! .
qasim3@gawab.com