المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقطة «واي ـ فاي» ساخنة.. تكون معك أينما حللت وتوجهت



مرتاح
07-16-2009, 07:03 AM
يمكن وضعها في الجيب.. وتشغل أجهزة متعددة ولا حاجة إلى وصلها بالجهاز



http://www.aawsat.com/2009/07/14/images/internet1.527413.jpg

جهاز «إم آي فاي»

نيويورك: ديفيد بوغ*


في يوم ما سيهزأ أحفادنا منا عندما نخبرهم أننا كنا نجوب المدينة شارعا شارعا باحثين عن مقهى بغية الدخول إلى شبكة الإنترنت، لأن كل عمارة في أغلبية مدن العالم تملك مياها جارية، وتيارا كهربائيا وتكييفا للهواء، فما الذي يعيق أن تكون هناك شبكة إنترنت لاسلكية شاملة أيضا؟
والدخول إلى الشبكة ليس من المستحيلات، لكن خيارات اليوم لا تؤدي مهمتها كلها بشكل صحيح. فغالبيتها تنطوي على وصلة نقل محصورة في بقعة واحدة، سواء كان ذلك في مقهى، أو مكتبة عامة مثلا.

وإذا رغبت الدخول إلى الشبكة وأنت متنقل على الطرق، فأمامك خيار واحد، وهو شراء واحد من أجهزة المودم الخليوية التي يبلغ رسمها الشهري 60 دولارا من «فيريزون»، أو «سبرينت»، أو «تي ـ موبايل»، أو «إيه تي آند تي». لكن سرعتها ليست تماما كسرعة المودم الخاص بالكابلات، وإن كانت قريبة من ذلك. ويمكن الحصول على نسخة أخرى هي عبارة عن بطاقة تدخل في شق مخصص لذلك والمزودة بهوائي صغير ناتئ مزعج قليلا، أو الحصول على نسخة القضيب «يو إس بي» الذي ربما يتكسر أثناء مرور عربة المأكولات والمشروبات عند استخدام الجهاز في الطائرات. وبعض أجهزة اللابتوب القليلة مزودة بمودم خليوي مبيت فيها، لا يشكل إزعاجا كبيرا، لكنه ينزف شحنة البطارية بسرعة.

* «مظلة» لاسلكية شخصية

* ولكن تصور نفسك قادرا على الدخول على الإنترنت في أي مكان تكون فيه.. في سيارات الأجرة مثلا، أو على شاطئ البحر، أو في الفندق حيث أسعار خدمة «واي ـ فاي» مرتفعة جدا من دون أي متاعب، إذ ماذا لو كنت تملك «فقاعة واي ـ فاي» خاصة بك وهي عبارة عن نقطة ساخنة شخصية تلازمك أينما ذهبت وحللت؟

ولكن هل يمكن تصديق وجود مثل هذه الخدمة؟ نعم إنها «نوفاتيل إم آي فاي 2200» التي وفرتها «فيريزون» ابتداء من شهر مايو (أيار) الحالي (100 دولار لقاء عقد مدته سنتان). إنها عبارة عن حزمة صغيرة تشبه ثلاث بطاقات ائتمان موضوعة معا مزودة بزر صغير للطاقة، وضوء صغير لتبيان عملها مع بطارية يمكن تغييرها، تشبه تلك الموجودة في الهاتف الخليوي. ولدى تشغيل «إم آي فاي» بعد انتظار مدته 30 ثانية تقوم بتزويدك بنقطة ساخنة شخصية لاسلكية جوالة وقوية محمية بكلمة مرور.

وتحصل «إم آي فاي» على إشارة الإنترنت بالأسلوب ذاته الذي تحصل فيه المودمات الخليوية. وفي مثل هذه الحالة عن طريق شبكة «3 جي» الممتازة السريعة الخليوية من «فيريزون». وإذا كنت راغبا في إرسال البريد الإلكتروني، مع تصفح الإنترنت فقط (250 ميغابايت تقريبا) فالرسم 40 دولارا، أما إذا رغبت في مشاهدة الفيديو ونقل وإرسال وتسلم الكثير من الملفات الكبيرة (5 غيغابايت) فالرسم 60 دولارا. أما إذا كنت لا تسافر كثيرا، فإن أفضل الصفقات قد تكون ترخيصا ليوم واحد بسعر 15 دولارا لمدة 24 ساعة.

وفي الواقع فإن «إم آي فاي» تحول إشارة الإنترنت إلى مظلة «واي ـ فاي» يمكن لخمسة أشخاص التشارك فيها، ولكن على حساب السرعة طبعا، خاصة إذا كان الأشخاص الخمسة جميعهم يقومون بتنزيل ملفات كبيرة في وقت واحد، وإن كان هذا من الحالات النادرة.

ووصلات النقل اللاسلكية الخليوية كما يدعونها متوفرة منذ سنوات عديدة على الرغم من أن الشخص العادي لم يسمع بها لكنها شعبية ومتداولة جدا خلال تصوير الأفلام السينمائية في هوليوود بحيث يقوم العاملون هناك بقتل الفراغ في تصفح الشبكة عن طريق المشاركة ببطاقة خليوية واحدة يجري تشغيلها عبر «واي ـ فاي».

ومثل هذه الآلات في أي حال لا تملك إشارات خليوية مستقلة خاصة بها، وبذلك يتوجب تأمين مودمك الخليوي الخاص بك. وهي كبيرة أيضا وقبيحة ومصنوعة من المعدن. لكن المشكلة الفعلية أنه يتوجب وصلها بمنفذ خارجي للطاقة. وبذلك لا يمكن استخدامها على شاطئ البحر، أو في الأماكن الخارجية البعيدة، ما لم تكن تملك شريط وصل طويلا جدا.

أما «إم آي فاي» فهو رائع لحجمه الصغير وشكله الرشيق. وبمداه الذي ينتشر إلى 30 قدما يمكنه بسهولة ملء مساحة كبيرة في المطارات بإشارة قوتها أربعة خطوط، علاوة على أنه يعمل من دون سلك، وبإمكانية لشحنه ثانية.

من حسناته أنه يوفر عليك عملية وصل المودم الخليوي ونزعه منه. ويمكن ترك «إم آي فاي» في الجيب، أو المحفظة، أو أي مكان قريب، كلما شغلت اللابتوب، أو، «نيتبوك»، أو كاميرا «واي ـ فاي»، أو أي لعبة، أو هاتف «آي فون»، أو «آي بود» العامل باللمس للدخول إلى الإنترنت.

وقبل فترة حوصرت داخل الطائرة التي توقفت على المدرج لمدة ساعتين. وعندما كنت مشغولا في تصفح فيديوهات «يوتيوب» وتنزيل بعض الملفات لاحظت أن الراكب الجالس قربي كان يسترق النظر على ما أفعل. لكنني أدركت أنه كان مهتما فقط بمراقبة أيقونة قوة الإشارة في جهازي على الرغم من وجودنا في الطائرة بعيدا عن أي إشارات «واي ـ فاي». وأخيرا تجرأ وسألني كيف أحصل على الإشارات اللاسلكية. وكاد يسقط من المفاجأة عندما سحبت جهاز «إم آي فاي» من جيبي وكان مصباحه الصغير يشع من قوة الإشارة. ولو كان يملك جهاز «لابتوب»، لكنت شاركته في إشارتي. وكانت كلمة المرور مطبوعة في أسفل «إم آي فاي» ذاته. وهي فكرة ذكية بحيث لا يمكن لأحد الاطلاع عليها ما لم تسمح لهم برؤيتها.

وتشير «فيريزون» إلى فائدة «إم آي فاي» لطلاب الكليات العاملين بعيدا عن الحرم الجامعي، وبالنسبة إلى عمال الإغاثة، أو القائمين على أجنحة المعارض. ولعل قمة الإنجازات هنا هو إمكانية الدخول إلى الإنترنت عن طريق الكبس على زر واحد فقط.

وإذا كان جهازك مزودا بمودم خليوي تقليدي يمكن أن تحول نظام التشغيل OSX أو «ويندوز»، عن طريق مزية تدعى «المشاركة بالإنترنت» لكي يقوم بإعادة بث الإشارات عبر «واي ـ فاي»، تماما مثل «إم آي فاي». لكن الأخير أسهل استعمالا بالتأكيد وفي بدء التشغيل، بدلا من حمله طوال الوقت مع «اللابتوب»، كما أن مداه أوسع ويعمل حتى عندما تموت بطارية الأخير. وبإيجاز يمكن عن طريقه وصل جميع أجهزتك على الشبكة فورا أينما ذهبت وتوجهت من دون الحاجة إلى وصله بأي منها.

*خدمة «نيويورك تايمز»