سلسبيل
07-15-2009, 06:02 AM
http://www.aljarida.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2009/07/15/120274_iran_small.jpg
شبح الثقافة يخيم فوق نظام الملالي
بيروت - محمد الحجيري
في كتابه «إيران... الثورة الخفيّة» (دار الفارابي - ترجمة خليل أحمد خليل)، يطرح الباحث الاقتصادي الفرنسي تييري كوفيل، مسألة القلق الكبير الذي عاشه العالم الغربي إثر التحوّلات التي طرأت على إيران بعد قيام الجمهوريّة الإسلاميّة عام 1979.
يبيّن صاحب «اقتصاد إيران الإسلاميّة بين النظام والفوضى» (2002) أهميّة إيران الإستراتيجيّة منذ استئناف نشاطها النووي، وموقعها بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركيّة بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، إضافةً إلى تناقضات المجتمع الإيراني الخاضع للنظام والسائر في الوقت عينه نحو التحديث.
بعيداً عن الدخول في تفاصيل الكتاب، فهو يعرض مواضيع مشوقة تبين موقف النظام الإيراني من مختلف المجالات، يبدو لافتاً موضوع الثقافة والمثقفين في نظام الملالي الخميني، إذ يتطرق المؤلف ألى أحوال الثقافة في إيران في ظل الخمينية، ويبين أن في إيران تراث فكري انتقادي. ويقوم قسم من الثقافة الشيعية على تحليل النصوص القديمة وتأويلها، إضافة إلى الثقافة «النضالية» ضد الاستبداد، عبر إنتاج نصوص وكتابات من مثقفين ملتزمين. كذلك سعى عدد من المفكرين الإسلاميين، طيلة النضال ضد الشاه إلى نقد النظام السياسي القائم. كان علي شريعتي الأبرز بينهم. وكان فكره قد انتشر انتشاراً شعبياً واسعاً، نظراً إلى تمثيله للإسلام كقوة تحرّر ثوري في مواجهة الأنظمة «القمعية».
علي شريعتي
بهذا المعنى، كان ذلك أحد أشكال الهجوم المباشر على موقف علماء الدين «السكوني والمحافظ». علماء الدين بصفتهم حلفاء للاستبداد. غير أن فكر علي شريعتي كان إيديولوجياً كثيراً، وآل إلى المطالبة بقيام نظام توتاليتاري، بعدما تكون الثورة قد أتاحت بلوغ الهدف الأخير، وهو قيام مجتمع إسلامي من دون طبقات (من يراجع تاريخ الثورة الشيوعية يلاحظ التشابه بين الثورتين من حيث الشكل وأدوات القمع والتفرد في السلطة عبر استعمال الآخرين وقوداًَ).
غداة نهاية الحرب العراقية الإيرانية، وُلدت حركة فكرية نقدية تجاه النظام الإسلامي - الخميني، ربما يرتبط ظهور هذا التيار الفكري بظواهر عدة، فقد اختار عدد من المثقفين الإيرانيين البقاء في إيران، على رغم معارضته للنظام، غالباً بدافع قومي، وأحياناً تخوفاً من المصاعب المترتبة على الهجرة. كذلك خفف هؤلاء من هجرة الأدمغة، وحافظوا على طاقة «سجالية» صارت فاعلة بعد انتهاء الحرب.
في موازاة ذلك، دخل عدد من كوادر النظام في السجال تدريجاً، لا سيما المهندسون، الكوادر النموذجيون في الجمهورية الخمينية، الذين حاولوا التوفيق بين التقدم التقني الغربي والثقافة الإسلامية، متأثرين بعلي شريعتي، لكن سرعان ما تطور بعض هؤلاء عبر تبني خطاب جديد جوهره أفكار التسامح وفصل الدين عن الدولة.
كان عبد الكرم سروش ومجتهد شبستري ومحسن كديور أفضل ممثلين لهذه الأشكال الجديدة في الفكر الإسلامي، الناقد جداً للنظام. سروش، الذي كان لفترة أحد أعضاء مجلس الثورة الثقافية المكلّف بأسلمة المراجع التعليم الجامعية خلال الثورة الثقافية، يصرّ على أن المقدّس يتعلّق بباطن المؤمن، بينما يُدار المجتمع بقرارات بشرية مستقلة، ناجمة عن مسار ديمقراطي. أما شبستري فيدافع عن وجهة نظر مماثلة. بدوره، ينتقد ديور النظام من الدخل، وقد أعاد النظر كليا قي ولاية الفقيه، أساس الجمهورية الخمينية، دامجاً مناهج التحليل الانتقادي ومناهج الاستقصاء الحقوقي الإسلامي، ومبيّناً بنحو خاص أن هذا المفهوم يقوم على قواعد نظرية بالغة الهشاشة.
كان هؤلاء استفادوا من انتهاء الحرب ضد العراق ووصول هاشمي رفسنجاني الى السلطة، البرغماتي الذي وضع في المقدمة رؤية تكنوقراطية بدلاً من الرؤية الإيديولوجية للنظام. وبتشجيع من الرئيس محمد خاتمي، الذي كان وزيراً للإرشاد الإسلامي، بدأت تصدر مجلات رفيعة المستوى تتناول العلوم الاجتماعية ومشاكل إيران السياسية والاقتصادية، ثم صارت هذه المجلات، بعد انتخاب محمد خاتمي رئيساً، مختبرات فكرية حقيقية حول إمكان قيام إيران ما بعد إسلامية، متسائلة عن مفهوم الديمقراطية، وفصل الدين عن الدولة. هذه المجلات نشرت مقابلات عدة مع أشهر المفكرين الغربيين: الفرنسي آلان تورين، البلغاري الأصل تزفيتان تودوروف، الألماني يورغن هابرماس.
محمد خاتمي
كذلك صدرت كتب عدة وضعها إيرانيون: «المثقفون الإيرانيون والغرب» لمهرزاد بروجردي، «سوسيولوجيا اغتيال النخب» لعلي رضا كلي، «خيار جديد». غير أن هذا الانبعاث أثار ردود فعل عنيفة، فقد جرى إغتيال بعض المثقفين، بشكل متسلسل أحياناً كما حدث في عام 1998، إذ كانت تلك الإعدامات جزءاً من مخطط يرمي إلى ترهيب مساندي خاتمي (يُشار إلى اعتقال الكثير من المثقفين والإعلاميين أخيراً)، وحكم المؤرخ هاشم آغاجاري بالإعدام ثم أعفي عنه، وكان ينادي بأحد أشكال «البروتستانتية الإسلامية» وأعلن أن «المسلمين لا ينبغي عليهم تقليد علماء الدين كالسعادين».
كذلك دخل السجن محسن كديور وعبد الكريم سروش، وحرم الأخير من حق التعليم في الجامعة منذ عام 1997. وفضل البعض المنفى مثل الفيلسوف جواد طباطبائي، وألغي معظم المجلات المنفتحة وأتى زمن أحمدي نجاد الغنيّ عن التعريف.
آل مخملباف
تبدو تفاصيل أحوال المثقفين الإيرانيين (المنشقين) ثانوية اذا قارناها بتأثرات السينما الإيرانية (آل مخملباف، عباس كيروستامي) في العالم والتي تعبر على نحو جوهري عن الواقع الإيراني بشكل مبطن، والمفارقة أن النظام الإيراني كان يتبنى بعض الأفلام الإيرانية حين تشتهر في الغرب وتحصد الجوائز.
لا نريد الدخول في تفاصيل كاملة حول أحوال الثقافة في إيران في ظل الخمينية فالموضوع شائك وطويل، والخميني (الأصولي) نفسه الذي كتب شعراً حول الخمرة ومضامينها كان في مقدمة أعماله قمع خيال الشعراء. ففي بلد الشيرازي جلال الدين الرومي، شاعرة مثل فروغ فرخزاد أصبحت في عداد المنبوذين لمصلحة شعراء يهتفون للنظام وإيديولوجيته. إنها لعبة الأنظمة التوتاليتارية التي تؤدلج كل شيء من الثياب الى الشعر والرواية والحياة العامة.
أحوال الثقافة في إيران تشبه تلك التي سادت في أوروبا الشرقية في زمن الشيوعية، في إيران ثمة المثقف الإصلاحي وفي زمن الشيوعية كانت موجة المثقف المنشق (روائي أو شاعر أو فيلسوف). يُذكر أن المسرحي التشيكي فاكلاف هافل المناهض للشيوعية وصل الى السلطة بعد إنهيارها.
شيء ما يجمع بين الحراك الشعبي في إيران والحراك الشعبي في زمن الشيوعية، هو أن القمع يولد الثورة، وأن أي نظام توتاليتاري لا بد من أن يشيخ. في أحد الأيام كانت لافتات الكوكا كولا والماكدونالذز وسراويل الجينز تدل على أن النظام الشيوعي في طريقه إلى الاحتضار، وفي خضم العولمة والإنترنت باتت الهواتف النقالة تعلمنا أن الثورة الخمينية شاخت في الثلاثين من عمرها، لم تعد تقدر ثقافة أحمدي نجاد وشعاراته «الشعبوية» على مواجهة جمهور يلجأ الى عالم الـ{فايسبوك» والـ{سكند لايف» والـ{يوتيوب}، وبات فيديو الهاتف النقال (الموبايل) أقوى من خطب الخميني وكتبه، والأخير كان يعتمد في ثورته على أشرطة الكاسيت كما اعتمد جمال عبد الناصر على الترانزستور في الستينات.
تجعل لعبة «الميديا» في الحياة كل شخص يفكر بمقولة «لو دامت لغيرك لما وصلت إليك»، والخطر المحدق أن ينهار النظام الخميني - الخامنئي في طهران فيصبح العالم في حضرة أيتام جدد، ونقصد هنا الجماعات التابعة لإيران التي تستفيد من النظام مادياً وعسكرياً. هل تذكرون أيتام الشيوعية في العالم العربي؟!
شبح الثقافة يخيم فوق نظام الملالي
بيروت - محمد الحجيري
في كتابه «إيران... الثورة الخفيّة» (دار الفارابي - ترجمة خليل أحمد خليل)، يطرح الباحث الاقتصادي الفرنسي تييري كوفيل، مسألة القلق الكبير الذي عاشه العالم الغربي إثر التحوّلات التي طرأت على إيران بعد قيام الجمهوريّة الإسلاميّة عام 1979.
يبيّن صاحب «اقتصاد إيران الإسلاميّة بين النظام والفوضى» (2002) أهميّة إيران الإستراتيجيّة منذ استئناف نشاطها النووي، وموقعها بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركيّة بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، إضافةً إلى تناقضات المجتمع الإيراني الخاضع للنظام والسائر في الوقت عينه نحو التحديث.
بعيداً عن الدخول في تفاصيل الكتاب، فهو يعرض مواضيع مشوقة تبين موقف النظام الإيراني من مختلف المجالات، يبدو لافتاً موضوع الثقافة والمثقفين في نظام الملالي الخميني، إذ يتطرق المؤلف ألى أحوال الثقافة في إيران في ظل الخمينية، ويبين أن في إيران تراث فكري انتقادي. ويقوم قسم من الثقافة الشيعية على تحليل النصوص القديمة وتأويلها، إضافة إلى الثقافة «النضالية» ضد الاستبداد، عبر إنتاج نصوص وكتابات من مثقفين ملتزمين. كذلك سعى عدد من المفكرين الإسلاميين، طيلة النضال ضد الشاه إلى نقد النظام السياسي القائم. كان علي شريعتي الأبرز بينهم. وكان فكره قد انتشر انتشاراً شعبياً واسعاً، نظراً إلى تمثيله للإسلام كقوة تحرّر ثوري في مواجهة الأنظمة «القمعية».
علي شريعتي
بهذا المعنى، كان ذلك أحد أشكال الهجوم المباشر على موقف علماء الدين «السكوني والمحافظ». علماء الدين بصفتهم حلفاء للاستبداد. غير أن فكر علي شريعتي كان إيديولوجياً كثيراً، وآل إلى المطالبة بقيام نظام توتاليتاري، بعدما تكون الثورة قد أتاحت بلوغ الهدف الأخير، وهو قيام مجتمع إسلامي من دون طبقات (من يراجع تاريخ الثورة الشيوعية يلاحظ التشابه بين الثورتين من حيث الشكل وأدوات القمع والتفرد في السلطة عبر استعمال الآخرين وقوداًَ).
غداة نهاية الحرب العراقية الإيرانية، وُلدت حركة فكرية نقدية تجاه النظام الإسلامي - الخميني، ربما يرتبط ظهور هذا التيار الفكري بظواهر عدة، فقد اختار عدد من المثقفين الإيرانيين البقاء في إيران، على رغم معارضته للنظام، غالباً بدافع قومي، وأحياناً تخوفاً من المصاعب المترتبة على الهجرة. كذلك خفف هؤلاء من هجرة الأدمغة، وحافظوا على طاقة «سجالية» صارت فاعلة بعد انتهاء الحرب.
في موازاة ذلك، دخل عدد من كوادر النظام في السجال تدريجاً، لا سيما المهندسون، الكوادر النموذجيون في الجمهورية الخمينية، الذين حاولوا التوفيق بين التقدم التقني الغربي والثقافة الإسلامية، متأثرين بعلي شريعتي، لكن سرعان ما تطور بعض هؤلاء عبر تبني خطاب جديد جوهره أفكار التسامح وفصل الدين عن الدولة.
كان عبد الكرم سروش ومجتهد شبستري ومحسن كديور أفضل ممثلين لهذه الأشكال الجديدة في الفكر الإسلامي، الناقد جداً للنظام. سروش، الذي كان لفترة أحد أعضاء مجلس الثورة الثقافية المكلّف بأسلمة المراجع التعليم الجامعية خلال الثورة الثقافية، يصرّ على أن المقدّس يتعلّق بباطن المؤمن، بينما يُدار المجتمع بقرارات بشرية مستقلة، ناجمة عن مسار ديمقراطي. أما شبستري فيدافع عن وجهة نظر مماثلة. بدوره، ينتقد ديور النظام من الدخل، وقد أعاد النظر كليا قي ولاية الفقيه، أساس الجمهورية الخمينية، دامجاً مناهج التحليل الانتقادي ومناهج الاستقصاء الحقوقي الإسلامي، ومبيّناً بنحو خاص أن هذا المفهوم يقوم على قواعد نظرية بالغة الهشاشة.
كان هؤلاء استفادوا من انتهاء الحرب ضد العراق ووصول هاشمي رفسنجاني الى السلطة، البرغماتي الذي وضع في المقدمة رؤية تكنوقراطية بدلاً من الرؤية الإيديولوجية للنظام. وبتشجيع من الرئيس محمد خاتمي، الذي كان وزيراً للإرشاد الإسلامي، بدأت تصدر مجلات رفيعة المستوى تتناول العلوم الاجتماعية ومشاكل إيران السياسية والاقتصادية، ثم صارت هذه المجلات، بعد انتخاب محمد خاتمي رئيساً، مختبرات فكرية حقيقية حول إمكان قيام إيران ما بعد إسلامية، متسائلة عن مفهوم الديمقراطية، وفصل الدين عن الدولة. هذه المجلات نشرت مقابلات عدة مع أشهر المفكرين الغربيين: الفرنسي آلان تورين، البلغاري الأصل تزفيتان تودوروف، الألماني يورغن هابرماس.
محمد خاتمي
كذلك صدرت كتب عدة وضعها إيرانيون: «المثقفون الإيرانيون والغرب» لمهرزاد بروجردي، «سوسيولوجيا اغتيال النخب» لعلي رضا كلي، «خيار جديد». غير أن هذا الانبعاث أثار ردود فعل عنيفة، فقد جرى إغتيال بعض المثقفين، بشكل متسلسل أحياناً كما حدث في عام 1998، إذ كانت تلك الإعدامات جزءاً من مخطط يرمي إلى ترهيب مساندي خاتمي (يُشار إلى اعتقال الكثير من المثقفين والإعلاميين أخيراً)، وحكم المؤرخ هاشم آغاجاري بالإعدام ثم أعفي عنه، وكان ينادي بأحد أشكال «البروتستانتية الإسلامية» وأعلن أن «المسلمين لا ينبغي عليهم تقليد علماء الدين كالسعادين».
كذلك دخل السجن محسن كديور وعبد الكريم سروش، وحرم الأخير من حق التعليم في الجامعة منذ عام 1997. وفضل البعض المنفى مثل الفيلسوف جواد طباطبائي، وألغي معظم المجلات المنفتحة وأتى زمن أحمدي نجاد الغنيّ عن التعريف.
آل مخملباف
تبدو تفاصيل أحوال المثقفين الإيرانيين (المنشقين) ثانوية اذا قارناها بتأثرات السينما الإيرانية (آل مخملباف، عباس كيروستامي) في العالم والتي تعبر على نحو جوهري عن الواقع الإيراني بشكل مبطن، والمفارقة أن النظام الإيراني كان يتبنى بعض الأفلام الإيرانية حين تشتهر في الغرب وتحصد الجوائز.
لا نريد الدخول في تفاصيل كاملة حول أحوال الثقافة في إيران في ظل الخمينية فالموضوع شائك وطويل، والخميني (الأصولي) نفسه الذي كتب شعراً حول الخمرة ومضامينها كان في مقدمة أعماله قمع خيال الشعراء. ففي بلد الشيرازي جلال الدين الرومي، شاعرة مثل فروغ فرخزاد أصبحت في عداد المنبوذين لمصلحة شعراء يهتفون للنظام وإيديولوجيته. إنها لعبة الأنظمة التوتاليتارية التي تؤدلج كل شيء من الثياب الى الشعر والرواية والحياة العامة.
أحوال الثقافة في إيران تشبه تلك التي سادت في أوروبا الشرقية في زمن الشيوعية، في إيران ثمة المثقف الإصلاحي وفي زمن الشيوعية كانت موجة المثقف المنشق (روائي أو شاعر أو فيلسوف). يُذكر أن المسرحي التشيكي فاكلاف هافل المناهض للشيوعية وصل الى السلطة بعد إنهيارها.
شيء ما يجمع بين الحراك الشعبي في إيران والحراك الشعبي في زمن الشيوعية، هو أن القمع يولد الثورة، وأن أي نظام توتاليتاري لا بد من أن يشيخ. في أحد الأيام كانت لافتات الكوكا كولا والماكدونالذز وسراويل الجينز تدل على أن النظام الشيوعي في طريقه إلى الاحتضار، وفي خضم العولمة والإنترنت باتت الهواتف النقالة تعلمنا أن الثورة الخمينية شاخت في الثلاثين من عمرها، لم تعد تقدر ثقافة أحمدي نجاد وشعاراته «الشعبوية» على مواجهة جمهور يلجأ الى عالم الـ{فايسبوك» والـ{سكند لايف» والـ{يوتيوب}، وبات فيديو الهاتف النقال (الموبايل) أقوى من خطب الخميني وكتبه، والأخير كان يعتمد في ثورته على أشرطة الكاسيت كما اعتمد جمال عبد الناصر على الترانزستور في الستينات.
تجعل لعبة «الميديا» في الحياة كل شخص يفكر بمقولة «لو دامت لغيرك لما وصلت إليك»، والخطر المحدق أن ينهار النظام الخميني - الخامنئي في طهران فيصبح العالم في حضرة أيتام جدد، ونقصد هنا الجماعات التابعة لإيران التي تستفيد من النظام مادياً وعسكرياً. هل تذكرون أيتام الشيوعية في العالم العربي؟!