بهلول
07-13-2009, 10:38 AM
يتمنى أن يحمل أحد أولاده عمامته ويكون امتداداً له
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2009/07/13/1ada9282-31cd-4143-910f-7bca12e674e9_main.jpg
• المهري: العمامة السوداء دليل أنني رجل دين من أبناء الرسول لا أرفعها إلا في البيت والسويد وألمانيا
أجرت الحوار: حنان عبيد - القبس
ولد عام 1948 في منطقة النجف الاشرف حيث كان والده الكويتي عالم دين وباحثا ومجتهدا. وكان مقيما في النجف الاشرف ايام عبدالكريم قاسم. تأثر بوالده كثيرا فحمل عمامته واصبح امتداداً له. كما تأثر بوالدته التي كانت كثيرة النصح تعلمه الدعاء والقرآن والامور الدينية فأخذ من صفاتها وسلوكياتها الكثير.
درس في الحوزة العلمية بالنجف الاشرف الفقه والاصول على يد استاذه آية الله ابي القاسم الخوئي. كما درس عند الشهيد الامام محمد باقر الصدر، وكانت علاقته بالاخير علاقة الابن بالاب حتى انه محسوب عليه في كل انحاء العالم.
انه سماحة السيد محمد باقر المُهري الذي التقيناه في ديوانه وتحاورنا معه في محطات حياته الخاصة: كيف عاش؟ وماذا عن حياته الزوجية وعن اولاده؟ وكيف يعيش حياته الاجتماعية؟ وتكلمنا مع سماحته في بعض التفاصيل الشخصية التي لا يبوح بها معظم رجال الدين. كذلك تناولنا آراءه في بعض الامور الدينية والسياسية ووجدنا منه كل القبول والشفافية، فإليكم هذه الاستراحة الخاصة والمميزة:
• السلام عليكم سماحة السيد.
ــــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
• نشكر لك جزيل الشكر استقبالك لنا قبل سفرك بيومين.
ــــ أهلاً وسهلاً بجريدة «القبس» في اي وقت كان..
• إلى أين وجهة سفركم في هذا الصيف؟
ــــ سنسافر بالطائرة التشيكية الى التشيك لاربع ساعات، ثم نتوجه للسويد حيث سنبقى لفترة من الزمن، وبعدئذ ستكون وجهة سفرنا المانيا وهولندا.. اجمالا نحن في كل صيف نصيّف في هذه البلدان.
• كونك فردا من افراد آل البيت عليهم السلام يحب الناس معرفة كيف تعيشون حياتكم؟
ــــ نحن سادة، ومعنى سادة اننا من ابناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. وهم على اقسام، فمنهم ابناء الامام الحسين فيسمونهم بالحسينيين، وآخرون من ابناء الامام الحسن بن علي - عليه السلام - ويسمونهم بالسادة الحسنيين مثل ملك المغرب، فهو سيّد، وملك الاردن سيد من ابناء الامام الحسن المجتبى. اما نحن فمن اولاد الامام السابع موسى بن جعفر (عليه السلام)، ويسموننا بالموسوية، لذلك لقبي هو الموسوي. وباعتبارنا من ابناء رسول الله والناس يحبون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحبون آل بيته فإنهم يحترموننا وخصوصا العشائر في العراق، وكذلك في بعض المناطق العشائرية في ايران حيث يحبون السادة كثيراً. لقد ولدت في النجف الاشرف عام 1948، وكان والدي عالما ومجتهدا كويتيا، وكان مقيما في النجف الأشرف أيام عبدالكريم قاسم، فولدت من والدين كويتيين لكن والدي في عام 1960 جاء إلى الكويت مع المرحوم محمد التنديل وانقلبت السيارة بهما في مدينة القرنة بالقرب من البصرة فتوفيا (رحمهما الله). لقد تأثرت بوالدي كثيرا فلقد كان عالم دين مجتهدا وبحاثا، وكان يأتيه كبار العلماء والمجتهدون يتباحثون في الأبحاث العلمية سواء في مجال الأصول أو الفقه. كنت الابن الثاني في البيت، فأخي الأكبر السيد علي السيد عباس الموسوي وهو محام معروف وعديل السيد السيستاني، درس في النجف وحاليا هو متقاعد، ولدي أخ دكتور وهو السيد محمد صادق الموسوي أستاذ في علم النفس يدرس في الجامعة في الكويت وفي المعهد التطبيقي، وأخي محمد الموسوي وهو مدير العلاقات العامة في البلدية، وأخي محمد جعفر الموسوي. ولدي تسع اخوات، ستة اخوان من أمي وثلاث اخوات من أبي.
• كيف تصف علاقتك بالوالدة؟
ــــ كانت كثيرة النصح، تعلمنا الدعاء وقراءة القرآن والأمور الدينية والأمور الاجتماعية، وأذكر انها كانت تذهب لزيارة بعض نساء الشخصيات المعروفة في النجف أمثال بيت بحر العلوم وبيت الجواهري وبقية البيوتات العلمية. لقد تأثرت بها كثيرا وأخذت من صفاتها الكثير، حيث أخلاقها وسلوكياتها وكانت أبية النفس فما كانت تقبل أن يمن عليها أي احد حتى أولادها، وأنا مثلها فلا أقبل أن آخذ من أولادي أي مال أو هدايا، فأنا مترفع كثيرا في هذه الأمور وفي رأيي الأب هو من يعطي الأولاد لا أن يأخذ منهم.
• محطة الزواج في حياتك، هل هي مختلفة في حياتكم كسّياد عن الناس العاديين؟
ــــ تزوجت وأنا بعمر الثامنة عشرة ولم أرَ زوجتي، فلقد ذهبت والدتي إلى عائلتها ورأتها فقالت لي انها جميلة وعلى خلق فهي من بيت معروف، والدها محقق كبير وهو آية الله المرحوم السيد عبدالعزيز الطبطبائي وجدّها اليزدي وهو أستاذ المراجع ومؤلف كتاب العروة الوثقى، تزوجتها وكانت تبلغ من العمر الحادية عشرة سنة وكان زواجنا كأي اثنين يتزوجان، أنجبت لي ابني الكبير جعفر عام 1971، والثاني السيد حيدر وحاليا يعيشان في السويد مع زوجتيهما وأولادهما، وكان عندي ولد جميل جدا اسمه عباس لكنه توفي وهو في عمر العشرين، ولدي ولدان توأمان وهما الرضى والمرتضى ولدا ليلة الحرب العراقية - الإيرانية وابني الصغير هاني، كل أولادي يعملون في كل مجالات الحياة، ولقد كانت رغبتي ان يحمل أحد أولادي عمامتي ويكون امتداداً لي.
• قرأت مقالك عن تعدد الزوجات وكانت لديك وجهة نظر تؤيد التعدد في حال كثر عدد النساء مقابل الرجال، فهل طبقت هذا الأمر عليك؟
ـــ لقد أجاز الله للانسان ان يتزوج بأربع، ولان عدد النساء في العالم اصبح اكبر من عدد الرجال، وتحتاج المرأة إلى ان يكون لها زوج، فلم لا يتزوج الرجل بأكثر من امرأة؟ ولقد كان والدي متزوجا باثنتين، لكني اكتفيت بواحدة اغنتني عن كل النساء، ودائما اقول ما الحب الا للحبيب الاول، وبما انني تلميذ الامام الشهيد محمد باقر الصدر، وكان يقول ان رجل الدين المعمم من غير المناسب له التفكير في زواج ثان او ثالث او رابع، فامرأة واحدة تكفيه، وانا التزمت بكلامه مع ان الله سبحانه وتعالى اجاز الزواج بأربع نساء.
• البعض يقول ان رجال الدين والسيّاد هم من يكثر الزواج، وبالاخص زواج المتعة؟
ــــــــ هذا الكلام غير صحيح وصادر عن اشخاص اما مغرضون او من الجهلة او الحاقدين، ففي مراجعنا كآية الله العظمى المرحوم الامام الخميني كان متزوجا بواحدة ومنذ سنة توفت زوجته، والسيد الخامنئي احد المراجع الكبار في ايران تزوج بواحدة، واكثرية العلماء والمراجع عندنا متزوجون بزوجة واحدة، وبعيدون كل البعد عن زواج المتعة، ونترفع عنه كليا، فالمرجع لا وقت لديه لهذه الامور ابداً.
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2009/07/13/9306e2c7-d72b-4c59-8526-940b0659dc7b.jpg
محمد المهري والانبا بيجول بيشوي وزهير المحميد اثناء اعلان تأسيس مجلس العلاقات الاسلامية المسيحية
علاقات وآراء
• حدثنا عن علاقتك مع آية الله ابي القاسم الخوئي، وكيف اثرت فيك؟
ــــــــ لقد كان زعيم الحوزة العلمية في النجف الاشرف، فدرست عنده الفقه والاصول، كما درست عند الشهيد الامام محمد باقر الصدر، فكانت علاقتي بالامام الخوئي علاقة التمليذ بالاستاذ، واما علاقتي بالشهيد الامام محمد باقر الصدر فكانت علاقة الابن بوالده، وعندما كنت اراه كنت ألتذ واستفيد منه، وفي كل انحاء العالم انا محسوب على الشهيد الامام محمد باقر الصدر.
• باختصار ما تعليقك على الاحداث الاخيرة في ايران جراء الانتخابات الرئاسية؟
ــــــــ لقد أدى الاعلام الغربي والعربي، واعتبرهما اعلامان مغرضان، دوراً في تضخيم القضايا الموجودة في ايران بينما الواقع خلاف ذلك، فالمير حسين الموسوي كان رئيس الوزراء للامام الخميني، وبعد نهاية المدة جدد له الامام الخميني، وقال له انه يريده ان يبقى وزيراً وجدد الثقة به ووافق عليه اعضاء مجلس الشورى الاسلامي. فهو ابن النظام ومن ابناء الامام الخميني، وهو غير معترض على النظام، بل لديه ملاحظات، لكن الغرب استغل هذه الملاحظات والمظاهرات، وحاليا انتهى كل شيء.
يوجد في ايران اختلاف في وجهات النظر، لكن الكل وطني، فقسم اصلاحي كالمير حسين الموسوي والسيد محمد خاتمي والكروبي، والقسم الاخر محافظ، لكن الكل يقبل بالنظام الايراني الاسلامي وبقيادة آية الله السيد علي الخامنئي.
• هل احببت ان تكون مع الشهيد الامام الحسين عليه السلام في كربلاء؟
ــــــــ طبعا بكل تأكيد، وكل انسان منصف وشريف وحتى لو لم يكن شيعيا يتمنى لو كان في ركب الامام الحسين ليقاتل بجانبه وينال شرف الشهادة في سبيل الله ليدخل الجنة، لذلك خطباء الشيعة وعلى المنابر يقولون: يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما».
• حدثنا عن مرحلة اعتقالك من قبل الطاغية صدام، وهل مازلت تتذكر ذكرياتها المؤلمة؟
ــ قبل الغزو سجنت في الكويت لأنني كنت معارضا لصدام، وقبل الغزو بشهر اطلق سراحي، حيث لم تكن هناك أي اثباتات ضدي، لقد كانت مؤامرة دولية على رموز الشيعة في كل انحاء العالم، وباعتبار ان الحكم في الكويت حكم نزيه والقضاء عادل، خرجت بريئاً من كل التهم التي نسبت اليّ، وبعد الغزو كنت من اشد المدافعين عن عودة الشرعية الدولية وعن عودة آل صباح وعن عودة الكويت وتصديت للقضية الكويتية اجتماعيا وسياسيا وماديا. كانت كل امور الكويتيين الموجودين في ايران بيدي، وبعد التحرير كانت لدي علاقات جيدة ومميزة مع الحكومة الموجودة، وارى ان حكومة آل صباح من اجود الحكومات واحسنها في المنطقة، وكذلك فان الحريات والديموقراطية الموجودة في الكويت ليست موجودة في بقية دول الخليج.
• ماذا عن تعرضك للتعذيب الجسدي في اثناء الاعتقال؟
ــ تعرضت ونسيت كل ما حصل، لأنه كان في ظروف خاصة ولا اريد تذكر الماضي.
• لماذا موقفك معارض للانتخابات الفرعية في الانتخابات النيابية طالما القبيلة هي من تزكي مرشحها؟
ــ أولاً: اعتبر الانتخابات الفرعية انتخابات غير قانونية، ولقد جرّم مجلس الأمة هذه الانتخابات لان عضو المجلس يمثل الشعب الكويتي كله، ولا يمثل القبيلة فقط، فالمرشح الذي ترشحه القبيلة في الانتخابات الفرعية اصبح يمثل القبيلة فقط، ولا يمثل الشعب الكويتي، ثانيا: تغلق الابواب امام اصحاب الكفاءات، فالانسان العادي يفوز بالانتخابات الفرعية، ويقابله آخر يحمل دكتوراه وكفء ووطني اكثر منه ولا يصل للنيابة، وللأسف في كثير من مناطق الكويت ان اعضاء المجلس هم نتيجة الانتخابات الفرعية، يكون فكر هذا النائب فكرا قبليا او حزبيا او طائفيا
وهذا ما كتبته «القبس» في احدى افتتاحياتها، فالنائب الذي خرج من خلال الفرعية لا يفكر بمصلحة الكويت العليا، لذلك كان لديهم بعض المواقفغير المناسبة بالنسبة لأشقائنا في العراق، وعندما صرحت بهذا الخصوص شتموني وتكلموا عليّ، وبعد زيارة السامرائي انكشفت الحقائق، ورأوا ان القيادة السياسية الكويتية بدأت تتفاعل مع القضية العراقية ورئيس مجلس الامة جاسم الخرافي، قال انه يحاول اخراج العراق من بند الفصل السابع، فالآن العراق ليس عراق صدام، بل الحكومة العراقية فيها اشخاص وطنيون ومخلصون ولا يوجد اي خوف منهم، ولا نية سوء لديهم تجاه الكويت ابداً، فالذي يخرج من خلال الانتخابات الفرعية فان تفكيره محدود، لا يفكر بان مصلحة تقتضي وجود العلاقات مع العراق الجار لدولة الكويت، لذلك فان الاخوة الذين لم يخرجوا من خلال الفرعية ينظرون الى الأمور بطريقة مختلفة وموضوعية فيها مصلحة الكويت العليا.
• هل أنت راض عن مجلس الأمة الحالي؟
ــــ بعد توجهات سمو أمير البلاد وجعله الكرة في ملعب الناخبين وتحميلهم مسؤولية الاختيار، حيث اختيار المرشح الوطني الكفء، فتأثر الناس في كلام سمو الأمير - حفظه الله - واختاروا التغيير، فتشكيلة هذا المجلس هي احسن تشكيلة، لذلك عندما ارادوا استجواب وزير الداخلية وجدنا نحن الشيعة ان هذا الاستجواب غير موضوعي، بل هو استهداف شخصي للوزير، وانا اعرف وزير الداخلية معرفة شخصية وهو نظيف اليد.
• في احدى مقالاتك السياسية اعتبرت نشأة الاحزاب نشأة علمانية ولها سلبيات كثيرة منها تقييد الحرية الفكرية والسياسية للناس وتربيتهم على الاطاعة المحضة والتبعية، اذن كيف تجد حزب الله في لبنان وهو الحزب الشيعي الديني والسياسي؟
ــــ هناك فرق بين الكيان الحزبي، اي التنظيم الهرمي، والحالة او التيار، وانا مخالف للاحزاب لكونها تحجر على عقول الناس وتجعلهم تابعين، وحزب الله ليس حزبا تنظيميا هرميا، فالشارع اللبناني ليس حزبيا، واكثرية الشيعة مع حزب الله، لكنهم لم يدخلوا في تنظيمه، وصحيح لديهم نواح عسكرية تنظيمة ويجب ان تكون التبعية محضة لها، لكن ككيان فكري او سياسي او ثقافي او ديني فليس لدى حزب الله في لبنان هذا الكيان، فحزب الله حالة في الأمة، وكل انسان شيعي يحب المقاومة ويقف ضد اسرائيل يسمونه حزب الله حتى لو لم يكن منتميا للحزب.
• هل التقيت بالسيد حسن نصرالله؟
ــــ لا يوجد اي اتصال معه، وهو يصغرني سنا والتقيته مرة واحدة عندما ذهبت الى لبنان، حيث كان لدي لقاء على قناة العالم فهيأوا اللقاء مع السيد حسن نصرالله، وكان بيننا في اقل من ساعة، لكن لا يوجد اي ارتباط معه.
رومانسية وغزل
• كيف تقرأ شخصيتك؟
ــــ شخصيتي دينية سياسية وعلمية في اطار الكويت، فلقبي العالم الكويتي، شخصيتي مرتبطة بالحالة الكويتية، ولقد تأثرت كثيرا بأفكار استاذي محمد باقر الصدر وأجده نابغة عقمت ارحام النساء ان يلدن مثله، اقوم بتثقيف الناس والتدخل في السياسة لانني اعتبر ان الاسلام غير منفصل عن السياسة، والذي يقول ان السياسة منفصلة عن الاسلام يظلم الاسلام، فالرسول عندما دخل المدينة كان حاكما ونبيا، لذلك اطرح الافكار الاسلامية والوطنية وكل انسان شيعي يجب ان يكون وطنيا في وطنه.
• اعذرني أريد ان اسألك سؤالا شخصيا ضمن علاقتك مع زوجتك، فالبعض يظن ان الحياة الزوجية عند رجال الدين ناشفة وخجولة ويوجد حاجز بين الزوج والزوجة، فماذا تقول؟
ــــ هذا الكلام غير صحيح، فما الفرق بين عالم الدين وبين دكتور في الجامعة او المهندس؟ علاقتي مع ام جعفر علاقة محبة ورومانسية ودائما آخذها معي في السفر، فلا أسافر من دونها أبدا، وأي مكان اذهب اليه تكون ام جعفر معي.
• ما الطبق المفضل من تحت يدي أم جعفر؟
ــــ كل اكلاتها لذيذة وهي تجيد الطبخ كثيرا، وفي كل يوم اربعاء ليلا عندما تكون عندي ديوانية تحضّر الآش الخاص، فأحب «آش رشته» ومرق باذنجان والسفنجون ومرق كوسا وكل شيء تطبخه لذيذ فأتلذذ عندما آكل من يديها، ووقت الطعام يجب ان تكون بقربي فإذا لم تكن موجودة فلا آكل ابداً.
• ما سر رشاقتك؟
ــــ يضحك قائلا: لا ادري هل انا رشيق؟
رشاقتي بسبب اكلي للخضار كثيراً، واجد ان العلماء يجب ان يكونوا رشيقين، فمثلا السيد محمد خاتمي اكثر رشاقة مني.
• ما هواياتك؟
ــــ القراءة في مختلف المجالات ان كان في مجال الفقه او الاصول او الحديث او العقيدة وحتى في المجال السياسي، وانا متابع دائما لكل اخبار الساحة الداخلية والخارجية.
• ألا تسمع اي نوع من الموسيقى؟
ــــ الموسيقى حرام لكنها على قسمين، قسم الموسيقى الصاخبة كالجاز وفيها اللهو، وقسم آخر وهو الموسيقى الكلاسيكية مثل السيمفون السادس لبيتهوفن فليست موسيقى لهوية، لذلك المراجع كالسيد السيستاني والامام الشهيد الصدر والامام الخوئي والامام الخميني قالوا ان الموسيقى اللهوية من حرام دون غير اللهو، وعندما اجزت ذلك رد علي جماعة السلف بأنني اجيز سماع الموسيقى، وانا اقول يجوز استماع اي من دون قصد للموسيقى غير اللهوية وكل مراجع الشيعة اجازوا ذلك.
• أيعني ذلك أنك تسمع الموسيقى غير اللهوية؟
ــــ لا اسمعها لكنها ليست حراما.
• ما الموقف الذي مررت به وما زال لليوم يؤثر فيك عاطفياً؟
ــــ عندما اعدم صدام حسين عديلي عز الدين القبنجي عام 1975، لقد زرته في سجن ابو غريب في بغداد، فبعد ان ذهبنا ليلا مع وسيط لبناني ليتوسط لعديلي حتى لا يُعدم، ذهبنا صباحا لنراه فقالوا لقد اعدم، تأثرت كثيراً وبكيت بحرقة (احمرّ وجه سماحة السيد وهو يتذكر بمرارة هذا الظلم) لقد كانت معنويات الشهيد عالية وقال لي: هنئونا بالشهادة، ولم يكن اقترف اي ذنب.
• متى الخلوة مع الذات، وكيف تحاسب نفسك؟
ــــ عادة آخر الليل وقت السحر عندما اقوم للصلاة فأحاسب نفسي وابحث عن اخطائي وبالخطوات الآتية.
• وهل اخطأت مع ام جعفر؟
ــــ من دون شك فالانسان غير معصوم من الخطأ، وعندما اخطئ اعتذر بسرعة واقول لها سامحيني والحق معك ولن يتكرر هذا الخطأ مرة اخرى.
• ماذا تهديها؟
ــــ احيانا احضر لها الهدايا كالساعات، لكن اكثر هداياي لها هي مبالغ مالية.
• وماذا تهديك؟
ــــ هدايا كثيرة تحضرها في كل الاوقات ومن مالها.
• هل تحتفلان كل سنة بزواجكما؟
ــــ نعم نحتفل، وفي احدى المرات كنا في لندن عند احد الاصدقاء، فاحضر صاحب البيت الشموع والحلويات احتفالا بي وبأم جعفر بمناسبة عيد زواجنا، واحيانا في الكويت نحتفل بهذه المناسبة، فحياتنا معا حياة حب وعشق ورومانسية، وعندما نذهب الى المانيا نجلس معا عند نهر الراين واتغزل بها ونتذكر ايام الزواج، واقرأ لها الاشعار التي احفظها، وهي اشعار غزل لإيليا ابي ماضي، ولشعراء المهجر اللبنانيين، والاشعار الفارسية الغزلية.
• كل هذه الاشعار حفظتها لأجل ام جعفر؟
ــــ طبعا(وهو يضحك).
• هل رأيت في المنام النبي صلى الله عليه وسلم او احد الائمة؟
ــــ نعم، مرة حلمت بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، جاءني وقبلني على وجهي، ومرة حلمت بالامام المهدي عليه السلام انه في مسجد السهلة في مقام الامام جعفر الصادق، وكان يصلي صلاة الصبح، وانا صليت خلفه، كما احلم دائما بالامام الخميني، وبالامام محمد باقر الصدر واسأله بالحلم ببعض المسائل الفقهية المعقدة.
• الى اي مدى تعني لك العمامة السوداء؟ ومتى تنزعها؟
ــــ العمامة السوداء تدل على انني رجل دين وسيد من ابناء رسول الله ولا ارفع العمامة الا عندما اصل الى البيت، فارفع العمامة والجبة والعباءة، وعندما نسافر الى السويد والمانيا نصبح بلا عمامة، لكن عندما تكون هناك جاليات عراقية في المانيا، وتدعوني لالقاء محاضرة، فألبس العمامة.
• في نهاية لقائنا ماذا تحب ان تقول؟
ــــ ان جريدة «القبس» جريدة جيدة ثقيلة ووطنية، تهتم بقضايا الوطن، ودائما اعجب بافتتاحياتها السياسية الجيدة، فهي مهمة ومقروءة ومحل اهتمام، واطلب منها التركيز على مسألة الوحدة الوطنية، وعلى حل الخلافات المذهبية والطائفية، وان تركز على قضية التنمية، ويمكن لـ«القبس» ان تشكل محورا اعلاميا جيدا لبيان الحقائق وكشف ملفات الفساد وهدر الاموال مع انها لم تقصر في هذا الجانب، واطلب منها ايضا كشف بعض الفضائح في بعض الوزارات.
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2009/07/13/1ada9282-31cd-4143-910f-7bca12e674e9_main.jpg
• المهري: العمامة السوداء دليل أنني رجل دين من أبناء الرسول لا أرفعها إلا في البيت والسويد وألمانيا
أجرت الحوار: حنان عبيد - القبس
ولد عام 1948 في منطقة النجف الاشرف حيث كان والده الكويتي عالم دين وباحثا ومجتهدا. وكان مقيما في النجف الاشرف ايام عبدالكريم قاسم. تأثر بوالده كثيرا فحمل عمامته واصبح امتداداً له. كما تأثر بوالدته التي كانت كثيرة النصح تعلمه الدعاء والقرآن والامور الدينية فأخذ من صفاتها وسلوكياتها الكثير.
درس في الحوزة العلمية بالنجف الاشرف الفقه والاصول على يد استاذه آية الله ابي القاسم الخوئي. كما درس عند الشهيد الامام محمد باقر الصدر، وكانت علاقته بالاخير علاقة الابن بالاب حتى انه محسوب عليه في كل انحاء العالم.
انه سماحة السيد محمد باقر المُهري الذي التقيناه في ديوانه وتحاورنا معه في محطات حياته الخاصة: كيف عاش؟ وماذا عن حياته الزوجية وعن اولاده؟ وكيف يعيش حياته الاجتماعية؟ وتكلمنا مع سماحته في بعض التفاصيل الشخصية التي لا يبوح بها معظم رجال الدين. كذلك تناولنا آراءه في بعض الامور الدينية والسياسية ووجدنا منه كل القبول والشفافية، فإليكم هذه الاستراحة الخاصة والمميزة:
• السلام عليكم سماحة السيد.
ــــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
• نشكر لك جزيل الشكر استقبالك لنا قبل سفرك بيومين.
ــــ أهلاً وسهلاً بجريدة «القبس» في اي وقت كان..
• إلى أين وجهة سفركم في هذا الصيف؟
ــــ سنسافر بالطائرة التشيكية الى التشيك لاربع ساعات، ثم نتوجه للسويد حيث سنبقى لفترة من الزمن، وبعدئذ ستكون وجهة سفرنا المانيا وهولندا.. اجمالا نحن في كل صيف نصيّف في هذه البلدان.
• كونك فردا من افراد آل البيت عليهم السلام يحب الناس معرفة كيف تعيشون حياتكم؟
ــــ نحن سادة، ومعنى سادة اننا من ابناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. وهم على اقسام، فمنهم ابناء الامام الحسين فيسمونهم بالحسينيين، وآخرون من ابناء الامام الحسن بن علي - عليه السلام - ويسمونهم بالسادة الحسنيين مثل ملك المغرب، فهو سيّد، وملك الاردن سيد من ابناء الامام الحسن المجتبى. اما نحن فمن اولاد الامام السابع موسى بن جعفر (عليه السلام)، ويسموننا بالموسوية، لذلك لقبي هو الموسوي. وباعتبارنا من ابناء رسول الله والناس يحبون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحبون آل بيته فإنهم يحترموننا وخصوصا العشائر في العراق، وكذلك في بعض المناطق العشائرية في ايران حيث يحبون السادة كثيراً. لقد ولدت في النجف الاشرف عام 1948، وكان والدي عالما ومجتهدا كويتيا، وكان مقيما في النجف الأشرف أيام عبدالكريم قاسم، فولدت من والدين كويتيين لكن والدي في عام 1960 جاء إلى الكويت مع المرحوم محمد التنديل وانقلبت السيارة بهما في مدينة القرنة بالقرب من البصرة فتوفيا (رحمهما الله). لقد تأثرت بوالدي كثيرا فلقد كان عالم دين مجتهدا وبحاثا، وكان يأتيه كبار العلماء والمجتهدون يتباحثون في الأبحاث العلمية سواء في مجال الأصول أو الفقه. كنت الابن الثاني في البيت، فأخي الأكبر السيد علي السيد عباس الموسوي وهو محام معروف وعديل السيد السيستاني، درس في النجف وحاليا هو متقاعد، ولدي أخ دكتور وهو السيد محمد صادق الموسوي أستاذ في علم النفس يدرس في الجامعة في الكويت وفي المعهد التطبيقي، وأخي محمد الموسوي وهو مدير العلاقات العامة في البلدية، وأخي محمد جعفر الموسوي. ولدي تسع اخوات، ستة اخوان من أمي وثلاث اخوات من أبي.
• كيف تصف علاقتك بالوالدة؟
ــــ كانت كثيرة النصح، تعلمنا الدعاء وقراءة القرآن والأمور الدينية والأمور الاجتماعية، وأذكر انها كانت تذهب لزيارة بعض نساء الشخصيات المعروفة في النجف أمثال بيت بحر العلوم وبيت الجواهري وبقية البيوتات العلمية. لقد تأثرت بها كثيرا وأخذت من صفاتها الكثير، حيث أخلاقها وسلوكياتها وكانت أبية النفس فما كانت تقبل أن يمن عليها أي احد حتى أولادها، وأنا مثلها فلا أقبل أن آخذ من أولادي أي مال أو هدايا، فأنا مترفع كثيرا في هذه الأمور وفي رأيي الأب هو من يعطي الأولاد لا أن يأخذ منهم.
• محطة الزواج في حياتك، هل هي مختلفة في حياتكم كسّياد عن الناس العاديين؟
ــــ تزوجت وأنا بعمر الثامنة عشرة ولم أرَ زوجتي، فلقد ذهبت والدتي إلى عائلتها ورأتها فقالت لي انها جميلة وعلى خلق فهي من بيت معروف، والدها محقق كبير وهو آية الله المرحوم السيد عبدالعزيز الطبطبائي وجدّها اليزدي وهو أستاذ المراجع ومؤلف كتاب العروة الوثقى، تزوجتها وكانت تبلغ من العمر الحادية عشرة سنة وكان زواجنا كأي اثنين يتزوجان، أنجبت لي ابني الكبير جعفر عام 1971، والثاني السيد حيدر وحاليا يعيشان في السويد مع زوجتيهما وأولادهما، وكان عندي ولد جميل جدا اسمه عباس لكنه توفي وهو في عمر العشرين، ولدي ولدان توأمان وهما الرضى والمرتضى ولدا ليلة الحرب العراقية - الإيرانية وابني الصغير هاني، كل أولادي يعملون في كل مجالات الحياة، ولقد كانت رغبتي ان يحمل أحد أولادي عمامتي ويكون امتداداً لي.
• قرأت مقالك عن تعدد الزوجات وكانت لديك وجهة نظر تؤيد التعدد في حال كثر عدد النساء مقابل الرجال، فهل طبقت هذا الأمر عليك؟
ـــ لقد أجاز الله للانسان ان يتزوج بأربع، ولان عدد النساء في العالم اصبح اكبر من عدد الرجال، وتحتاج المرأة إلى ان يكون لها زوج، فلم لا يتزوج الرجل بأكثر من امرأة؟ ولقد كان والدي متزوجا باثنتين، لكني اكتفيت بواحدة اغنتني عن كل النساء، ودائما اقول ما الحب الا للحبيب الاول، وبما انني تلميذ الامام الشهيد محمد باقر الصدر، وكان يقول ان رجل الدين المعمم من غير المناسب له التفكير في زواج ثان او ثالث او رابع، فامرأة واحدة تكفيه، وانا التزمت بكلامه مع ان الله سبحانه وتعالى اجاز الزواج بأربع نساء.
• البعض يقول ان رجال الدين والسيّاد هم من يكثر الزواج، وبالاخص زواج المتعة؟
ــــــــ هذا الكلام غير صحيح وصادر عن اشخاص اما مغرضون او من الجهلة او الحاقدين، ففي مراجعنا كآية الله العظمى المرحوم الامام الخميني كان متزوجا بواحدة ومنذ سنة توفت زوجته، والسيد الخامنئي احد المراجع الكبار في ايران تزوج بواحدة، واكثرية العلماء والمراجع عندنا متزوجون بزوجة واحدة، وبعيدون كل البعد عن زواج المتعة، ونترفع عنه كليا، فالمرجع لا وقت لديه لهذه الامور ابداً.
http://www.alqabas.com.kw/Temp/Pictures/2009/07/13/9306e2c7-d72b-4c59-8526-940b0659dc7b.jpg
محمد المهري والانبا بيجول بيشوي وزهير المحميد اثناء اعلان تأسيس مجلس العلاقات الاسلامية المسيحية
علاقات وآراء
• حدثنا عن علاقتك مع آية الله ابي القاسم الخوئي، وكيف اثرت فيك؟
ــــــــ لقد كان زعيم الحوزة العلمية في النجف الاشرف، فدرست عنده الفقه والاصول، كما درست عند الشهيد الامام محمد باقر الصدر، فكانت علاقتي بالامام الخوئي علاقة التمليذ بالاستاذ، واما علاقتي بالشهيد الامام محمد باقر الصدر فكانت علاقة الابن بوالده، وعندما كنت اراه كنت ألتذ واستفيد منه، وفي كل انحاء العالم انا محسوب على الشهيد الامام محمد باقر الصدر.
• باختصار ما تعليقك على الاحداث الاخيرة في ايران جراء الانتخابات الرئاسية؟
ــــــــ لقد أدى الاعلام الغربي والعربي، واعتبرهما اعلامان مغرضان، دوراً في تضخيم القضايا الموجودة في ايران بينما الواقع خلاف ذلك، فالمير حسين الموسوي كان رئيس الوزراء للامام الخميني، وبعد نهاية المدة جدد له الامام الخميني، وقال له انه يريده ان يبقى وزيراً وجدد الثقة به ووافق عليه اعضاء مجلس الشورى الاسلامي. فهو ابن النظام ومن ابناء الامام الخميني، وهو غير معترض على النظام، بل لديه ملاحظات، لكن الغرب استغل هذه الملاحظات والمظاهرات، وحاليا انتهى كل شيء.
يوجد في ايران اختلاف في وجهات النظر، لكن الكل وطني، فقسم اصلاحي كالمير حسين الموسوي والسيد محمد خاتمي والكروبي، والقسم الاخر محافظ، لكن الكل يقبل بالنظام الايراني الاسلامي وبقيادة آية الله السيد علي الخامنئي.
• هل احببت ان تكون مع الشهيد الامام الحسين عليه السلام في كربلاء؟
ــــــــ طبعا بكل تأكيد، وكل انسان منصف وشريف وحتى لو لم يكن شيعيا يتمنى لو كان في ركب الامام الحسين ليقاتل بجانبه وينال شرف الشهادة في سبيل الله ليدخل الجنة، لذلك خطباء الشيعة وعلى المنابر يقولون: يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما».
• حدثنا عن مرحلة اعتقالك من قبل الطاغية صدام، وهل مازلت تتذكر ذكرياتها المؤلمة؟
ــ قبل الغزو سجنت في الكويت لأنني كنت معارضا لصدام، وقبل الغزو بشهر اطلق سراحي، حيث لم تكن هناك أي اثباتات ضدي، لقد كانت مؤامرة دولية على رموز الشيعة في كل انحاء العالم، وباعتبار ان الحكم في الكويت حكم نزيه والقضاء عادل، خرجت بريئاً من كل التهم التي نسبت اليّ، وبعد الغزو كنت من اشد المدافعين عن عودة الشرعية الدولية وعن عودة آل صباح وعن عودة الكويت وتصديت للقضية الكويتية اجتماعيا وسياسيا وماديا. كانت كل امور الكويتيين الموجودين في ايران بيدي، وبعد التحرير كانت لدي علاقات جيدة ومميزة مع الحكومة الموجودة، وارى ان حكومة آل صباح من اجود الحكومات واحسنها في المنطقة، وكذلك فان الحريات والديموقراطية الموجودة في الكويت ليست موجودة في بقية دول الخليج.
• ماذا عن تعرضك للتعذيب الجسدي في اثناء الاعتقال؟
ــ تعرضت ونسيت كل ما حصل، لأنه كان في ظروف خاصة ولا اريد تذكر الماضي.
• لماذا موقفك معارض للانتخابات الفرعية في الانتخابات النيابية طالما القبيلة هي من تزكي مرشحها؟
ــ أولاً: اعتبر الانتخابات الفرعية انتخابات غير قانونية، ولقد جرّم مجلس الأمة هذه الانتخابات لان عضو المجلس يمثل الشعب الكويتي كله، ولا يمثل القبيلة فقط، فالمرشح الذي ترشحه القبيلة في الانتخابات الفرعية اصبح يمثل القبيلة فقط، ولا يمثل الشعب الكويتي، ثانيا: تغلق الابواب امام اصحاب الكفاءات، فالانسان العادي يفوز بالانتخابات الفرعية، ويقابله آخر يحمل دكتوراه وكفء ووطني اكثر منه ولا يصل للنيابة، وللأسف في كثير من مناطق الكويت ان اعضاء المجلس هم نتيجة الانتخابات الفرعية، يكون فكر هذا النائب فكرا قبليا او حزبيا او طائفيا
وهذا ما كتبته «القبس» في احدى افتتاحياتها، فالنائب الذي خرج من خلال الفرعية لا يفكر بمصلحة الكويت العليا، لذلك كان لديهم بعض المواقفغير المناسبة بالنسبة لأشقائنا في العراق، وعندما صرحت بهذا الخصوص شتموني وتكلموا عليّ، وبعد زيارة السامرائي انكشفت الحقائق، ورأوا ان القيادة السياسية الكويتية بدأت تتفاعل مع القضية العراقية ورئيس مجلس الامة جاسم الخرافي، قال انه يحاول اخراج العراق من بند الفصل السابع، فالآن العراق ليس عراق صدام، بل الحكومة العراقية فيها اشخاص وطنيون ومخلصون ولا يوجد اي خوف منهم، ولا نية سوء لديهم تجاه الكويت ابداً، فالذي يخرج من خلال الانتخابات الفرعية فان تفكيره محدود، لا يفكر بان مصلحة تقتضي وجود العلاقات مع العراق الجار لدولة الكويت، لذلك فان الاخوة الذين لم يخرجوا من خلال الفرعية ينظرون الى الأمور بطريقة مختلفة وموضوعية فيها مصلحة الكويت العليا.
• هل أنت راض عن مجلس الأمة الحالي؟
ــــ بعد توجهات سمو أمير البلاد وجعله الكرة في ملعب الناخبين وتحميلهم مسؤولية الاختيار، حيث اختيار المرشح الوطني الكفء، فتأثر الناس في كلام سمو الأمير - حفظه الله - واختاروا التغيير، فتشكيلة هذا المجلس هي احسن تشكيلة، لذلك عندما ارادوا استجواب وزير الداخلية وجدنا نحن الشيعة ان هذا الاستجواب غير موضوعي، بل هو استهداف شخصي للوزير، وانا اعرف وزير الداخلية معرفة شخصية وهو نظيف اليد.
• في احدى مقالاتك السياسية اعتبرت نشأة الاحزاب نشأة علمانية ولها سلبيات كثيرة منها تقييد الحرية الفكرية والسياسية للناس وتربيتهم على الاطاعة المحضة والتبعية، اذن كيف تجد حزب الله في لبنان وهو الحزب الشيعي الديني والسياسي؟
ــــ هناك فرق بين الكيان الحزبي، اي التنظيم الهرمي، والحالة او التيار، وانا مخالف للاحزاب لكونها تحجر على عقول الناس وتجعلهم تابعين، وحزب الله ليس حزبا تنظيميا هرميا، فالشارع اللبناني ليس حزبيا، واكثرية الشيعة مع حزب الله، لكنهم لم يدخلوا في تنظيمه، وصحيح لديهم نواح عسكرية تنظيمة ويجب ان تكون التبعية محضة لها، لكن ككيان فكري او سياسي او ثقافي او ديني فليس لدى حزب الله في لبنان هذا الكيان، فحزب الله حالة في الأمة، وكل انسان شيعي يحب المقاومة ويقف ضد اسرائيل يسمونه حزب الله حتى لو لم يكن منتميا للحزب.
• هل التقيت بالسيد حسن نصرالله؟
ــــ لا يوجد اي اتصال معه، وهو يصغرني سنا والتقيته مرة واحدة عندما ذهبت الى لبنان، حيث كان لدي لقاء على قناة العالم فهيأوا اللقاء مع السيد حسن نصرالله، وكان بيننا في اقل من ساعة، لكن لا يوجد اي ارتباط معه.
رومانسية وغزل
• كيف تقرأ شخصيتك؟
ــــ شخصيتي دينية سياسية وعلمية في اطار الكويت، فلقبي العالم الكويتي، شخصيتي مرتبطة بالحالة الكويتية، ولقد تأثرت كثيرا بأفكار استاذي محمد باقر الصدر وأجده نابغة عقمت ارحام النساء ان يلدن مثله، اقوم بتثقيف الناس والتدخل في السياسة لانني اعتبر ان الاسلام غير منفصل عن السياسة، والذي يقول ان السياسة منفصلة عن الاسلام يظلم الاسلام، فالرسول عندما دخل المدينة كان حاكما ونبيا، لذلك اطرح الافكار الاسلامية والوطنية وكل انسان شيعي يجب ان يكون وطنيا في وطنه.
• اعذرني أريد ان اسألك سؤالا شخصيا ضمن علاقتك مع زوجتك، فالبعض يظن ان الحياة الزوجية عند رجال الدين ناشفة وخجولة ويوجد حاجز بين الزوج والزوجة، فماذا تقول؟
ــــ هذا الكلام غير صحيح، فما الفرق بين عالم الدين وبين دكتور في الجامعة او المهندس؟ علاقتي مع ام جعفر علاقة محبة ورومانسية ودائما آخذها معي في السفر، فلا أسافر من دونها أبدا، وأي مكان اذهب اليه تكون ام جعفر معي.
• ما الطبق المفضل من تحت يدي أم جعفر؟
ــــ كل اكلاتها لذيذة وهي تجيد الطبخ كثيرا، وفي كل يوم اربعاء ليلا عندما تكون عندي ديوانية تحضّر الآش الخاص، فأحب «آش رشته» ومرق باذنجان والسفنجون ومرق كوسا وكل شيء تطبخه لذيذ فأتلذذ عندما آكل من يديها، ووقت الطعام يجب ان تكون بقربي فإذا لم تكن موجودة فلا آكل ابداً.
• ما سر رشاقتك؟
ــــ يضحك قائلا: لا ادري هل انا رشيق؟
رشاقتي بسبب اكلي للخضار كثيراً، واجد ان العلماء يجب ان يكونوا رشيقين، فمثلا السيد محمد خاتمي اكثر رشاقة مني.
• ما هواياتك؟
ــــ القراءة في مختلف المجالات ان كان في مجال الفقه او الاصول او الحديث او العقيدة وحتى في المجال السياسي، وانا متابع دائما لكل اخبار الساحة الداخلية والخارجية.
• ألا تسمع اي نوع من الموسيقى؟
ــــ الموسيقى حرام لكنها على قسمين، قسم الموسيقى الصاخبة كالجاز وفيها اللهو، وقسم آخر وهو الموسيقى الكلاسيكية مثل السيمفون السادس لبيتهوفن فليست موسيقى لهوية، لذلك المراجع كالسيد السيستاني والامام الشهيد الصدر والامام الخوئي والامام الخميني قالوا ان الموسيقى اللهوية من حرام دون غير اللهو، وعندما اجزت ذلك رد علي جماعة السلف بأنني اجيز سماع الموسيقى، وانا اقول يجوز استماع اي من دون قصد للموسيقى غير اللهوية وكل مراجع الشيعة اجازوا ذلك.
• أيعني ذلك أنك تسمع الموسيقى غير اللهوية؟
ــــ لا اسمعها لكنها ليست حراما.
• ما الموقف الذي مررت به وما زال لليوم يؤثر فيك عاطفياً؟
ــــ عندما اعدم صدام حسين عديلي عز الدين القبنجي عام 1975، لقد زرته في سجن ابو غريب في بغداد، فبعد ان ذهبنا ليلا مع وسيط لبناني ليتوسط لعديلي حتى لا يُعدم، ذهبنا صباحا لنراه فقالوا لقد اعدم، تأثرت كثيراً وبكيت بحرقة (احمرّ وجه سماحة السيد وهو يتذكر بمرارة هذا الظلم) لقد كانت معنويات الشهيد عالية وقال لي: هنئونا بالشهادة، ولم يكن اقترف اي ذنب.
• متى الخلوة مع الذات، وكيف تحاسب نفسك؟
ــــ عادة آخر الليل وقت السحر عندما اقوم للصلاة فأحاسب نفسي وابحث عن اخطائي وبالخطوات الآتية.
• وهل اخطأت مع ام جعفر؟
ــــ من دون شك فالانسان غير معصوم من الخطأ، وعندما اخطئ اعتذر بسرعة واقول لها سامحيني والحق معك ولن يتكرر هذا الخطأ مرة اخرى.
• ماذا تهديها؟
ــــ احيانا احضر لها الهدايا كالساعات، لكن اكثر هداياي لها هي مبالغ مالية.
• وماذا تهديك؟
ــــ هدايا كثيرة تحضرها في كل الاوقات ومن مالها.
• هل تحتفلان كل سنة بزواجكما؟
ــــ نعم نحتفل، وفي احدى المرات كنا في لندن عند احد الاصدقاء، فاحضر صاحب البيت الشموع والحلويات احتفالا بي وبأم جعفر بمناسبة عيد زواجنا، واحيانا في الكويت نحتفل بهذه المناسبة، فحياتنا معا حياة حب وعشق ورومانسية، وعندما نذهب الى المانيا نجلس معا عند نهر الراين واتغزل بها ونتذكر ايام الزواج، واقرأ لها الاشعار التي احفظها، وهي اشعار غزل لإيليا ابي ماضي، ولشعراء المهجر اللبنانيين، والاشعار الفارسية الغزلية.
• كل هذه الاشعار حفظتها لأجل ام جعفر؟
ــــ طبعا(وهو يضحك).
• هل رأيت في المنام النبي صلى الله عليه وسلم او احد الائمة؟
ــــ نعم، مرة حلمت بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، جاءني وقبلني على وجهي، ومرة حلمت بالامام المهدي عليه السلام انه في مسجد السهلة في مقام الامام جعفر الصادق، وكان يصلي صلاة الصبح، وانا صليت خلفه، كما احلم دائما بالامام الخميني، وبالامام محمد باقر الصدر واسأله بالحلم ببعض المسائل الفقهية المعقدة.
• الى اي مدى تعني لك العمامة السوداء؟ ومتى تنزعها؟
ــــ العمامة السوداء تدل على انني رجل دين وسيد من ابناء رسول الله ولا ارفع العمامة الا عندما اصل الى البيت، فارفع العمامة والجبة والعباءة، وعندما نسافر الى السويد والمانيا نصبح بلا عمامة، لكن عندما تكون هناك جاليات عراقية في المانيا، وتدعوني لالقاء محاضرة، فألبس العمامة.
• في نهاية لقائنا ماذا تحب ان تقول؟
ــــ ان جريدة «القبس» جريدة جيدة ثقيلة ووطنية، تهتم بقضايا الوطن، ودائما اعجب بافتتاحياتها السياسية الجيدة، فهي مهمة ومقروءة ومحل اهتمام، واطلب منها التركيز على مسألة الوحدة الوطنية، وعلى حل الخلافات المذهبية والطائفية، وان تركز على قضية التنمية، ويمكن لـ«القبس» ان تشكل محورا اعلاميا جيدا لبيان الحقائق وكشف ملفات الفساد وهدر الاموال مع انها لم تقصر في هذا الجانب، واطلب منها ايضا كشف بعض الفضائح في بعض الوزارات.