بهلول
07-06-2009, 10:12 AM
جزائري وفرنسي تنازعا على أبوتها
http://images.alarabiya.net/large_49640_77907.jpg
صورة لصفية وهي بثياب الصلاة
الجزائر- رمضان بلعمري
بعد أقل من أسبوع على ترحيلها للتراب الفرنسي، وبعد قرابة 8 سنوات قضتها الطفلة صفية مسلمة الديانة لدى عائلة أمها الجزائرية بوهران، قالت تقارير صحفية إن والدها الفرنسي يستعد لتعميدها وتحويلها إلى المسيحية الأحد 5-7-2009، وكانت المفاجأة الكبيرة هي اعتراف شاربوك بأنه ليس مسلما وبأنه لم يغير ديانة والديه.
ويقوم جاك شاربوك، الأب الفرنسي المزعوم للطفلة صفية، بتعميدها اليوم في كنيسة بباريس بحسب تقرير نشرته صحيفة "النهار" الجزائرية.
ولم يحسم تسليم الطفلة صفية لوالدها الفرنسي ونقلها لمرسيليا الجدل الدائر حول خلفيات هذه القضية التي أثارت الرأي العام في الجزائر وباريس، خصوصا بعدما أخذت القضية أبعادا متشابكة، آخرها كان تدخل الشيخ علي بن حاج، وأفتى بـ"وجوب نصرتها".
وتحولت قصة الطفلة التي تبلغ من العمر 7 سنوات الآن، إلى واحدة من أعقد الملفات القضائية وإلى أحزن قصة إنسانية، كون الطفلة تحمل اسمين، أحدهما عربي، وهو "صفية" أطلقه عليها أبوها الجزائري محمد يوسفي، والاسم الآخر فرنسي وهو " صوفي" سمّاها إياه والدها المفترض جاك شاربوك الذي تزوج والدتها لاحقاً.
ودخل الطرفان المتنازعان في "حرب قضائية" طاحنة منذ أكثر من 3 سنوات، تم فيها استعمال كل الأوراق، حيث تقول عائلة الطفلة من أمها، إن "ابنتهم المتوفاة تزوجت بالفرنسي شاربوك زواجاً أبيض (زواج على الورق) بهدف تسوية وثائق الإقامة فقط"، بينما يقول دفاع شاربوك إن الطفلة مولودة بالتراب الفرنسي ومسجلة باسم والدها الفرنسي.
غموض في الجزائر وفرحة في باريس
وبينما يسود غموض في الجزائر عن الظروف التي صاحبت تسليم الطفلة صفية للفرنسي الثلاثاء الماضي رغم اعتراضات والدها الجزائري محمد يوسفي، الذي ظل يصر على كشف نتائج الحمض النووي التي أجراها عام 2006 بطلب من المحكمة لتأكيد أبوته للطفلة صفية، استقبلت الدوائر الدبلوماسية والإعلامية في باريس خبر تسليم الطفلة صفية لوالدها الفرنسي بفرح كبير.
ونشر موقع الرئاسة الفرنسية بيانا موقعا باسم الرئيس نيكولا ساركوزي، توجه فيه بـ"الشكر لكل من الرئيس بوتفليقة ووزير الداخلية يزيد زرهوني"، وقال ساركوزي "تلقيت بسعادة كبيرة خبر عودة الطفلة صفية إلى أبيها السيد جاك شاربوك بعد أربع سنوات من الفراق".
شاربوك: لم أغير ديانة والدي
وبخصوص المفاجأة الكبيرة حول حقيقة إسلام جاك شاربوك، جاءت تصريحاته لصحيفة لوموند الفرنسية، مؤخرا حول حقيقة ديانته، معاكسة تماما لما كشف عنه الشخص ذاته لبرنامج مهمة خاصة الذي بثته قناة العربية شهر أبريل 2008، حيث قال وقتذاك أنه "أسلم على يد إمام بوهران واختار له اسم فاروق وهو يملك وثيقة تثبت إسلامه".
وقال جاك شاربوك الذي كان يشتغل مسؤولا تجاريا لشركة "رونو الجزائر"، لصحيفة لوموند الفرنسية إنه "لا يزال على دين والديه المسيحية"، مؤكدا أن "أول شيء سيقوم به بعدما استرجع ابنته هو تعميدها وتحويلها إلى المسيحية بإحدى الكنائس".
وحاولت "العربية.نت" معرفة رأي وزارة الشؤون الدينية من القضية التي تمس بمصداقيتها في الصميم، لكن لا أحد من مسؤولي الوزارة أراد التعليق، لكن برنامج "مهمة خاصة" الذي أعده الزميل أحمد حرزالله حول قضية الطفلة صفية، وبثته قناة العربية في أبريل 2008، يكشف النقاب عن تفاصيل كثيرة في مسألة إسلام الفرنسي جاك شاربوك.
غير موجود في سجلات معتنقي الإسلام
وكان جاك شاربوك قد صرح لـ"العربية" حرفيا "عندما تزوجنا قرأنا الفاتحة وبحضور ولي أمر زوجتي (والدها) الذي وافته المنية ووالدتها وإخوانها وأخواتها، الكل كان موجوداً وذلك في شهر مارس، وبحضور إمام مسجد، وماذا بعد هل الأئمة غير موثوق بهم الآن؟ ماذا يعني هذا كله؟ طبعا.. لقد أسلمت هل تريد أن أريك شيئاً؟".
وكشف برنامج "مهمة خاصة"، بخصوص حقيقة إسلام الفرنسي جاك شاربوك، نقلا عن المحامية بن براهم أنها طلبت من وزارة الشؤون الدينية إفادتها بوثيقة تثبت إسلام الشخص المعني، لكنها تفاجأت بعد أيام برد سلبي يؤكد عدم ورود لا اسم السيد شاربوك ولا اسم فاروق الذي تكنى بعد إسلامه، في سجلات معتنقي الإسلام الجدد.
القضية في المحكمة الأوروبية
وحسب المحامية، فكل ما هو حاصل إنما زواج عرفي فقط الهدف منه تمكين الفرنسي جاك شاربوك من حق حضانة الطفلة صفية.
المحامية بن براهم قالت الأحد في اتصال مع "العربية.نت" أنها "أحست بالخديعة منذ البداية وبأن الفرنسي جاك شاربوك لم يكن مسلما، وطالبت عندما كانت القضية في بدايتها بعدم منح حضانتها له على أساس أنه غير مسلم ولا يجوز زواجه من والده صفية المسلمة".
وبغية وضع حد لما وصفته بـ"العار الكبير"، طالبت المحامية بن براهم بمحاسبة كل المتورطين في منح "شهادة إسلام" للفرنسي جاك شاربوك.
وأضافت المتحدثة أن "المسألة لم تنته بعد، فقد أرسلت بملف الطعن في قضية الطفلة صفية إلى المحكمة الأوروبية وستركز على وجود تجاوزات كثيرة منها إجراءات تسليم الطفلة صفية بطريقة سرية".
بن حاج يدعو لنصرة صفية
وأكثر من ذلك أخذت القضية بعدا آخر، حيث دعا الشيخ علي بن حاج في بيان صحفي اطلعت "العربية.نت" على نسخة منه، إلى ما أسماه نصرة الطفلة صفية وردها إلى أسرتها الجزائرية وتخليصها من السلطة الفرنسية، وقال بن حاج أنه لن يخوض في القضية في أبعادها القضائية والسياسية والإعلامية."
وفي هذا السياق لا يعرف السبب الذي جعل جدة الطفلة صفية تقصد بن حاج نائب رئيس جبهة الإنقاذ وتزوره في بيته رغم أنه ممنوع من ممارسة السياسة والإمامة.
وبالنسبة لبن حاج، فإن "ما أقدمت عليه السلطات الجزائرية أمر يمس بسيادة الجزائر وكأن الجزائر ما زالت مزرعة مباحة لفرنسا الاستعمارية"، واعتبر بن حاج أن "صفية عندي وعند العقلاء قضية سيادة وشرف ودين".
ويرى مراقبون أن قضية الطفلة صفية ليست سوى وجه من أوجه الصراع الدائر مند عقود بين الجزائر وباريس المثقل بترسبات الفترة الاستعمارية، وهو الآن صراع قضائي بخلفيات سياسية.
http://images.alarabiya.net/large_49640_77907.jpg
صورة لصفية وهي بثياب الصلاة
الجزائر- رمضان بلعمري
بعد أقل من أسبوع على ترحيلها للتراب الفرنسي، وبعد قرابة 8 سنوات قضتها الطفلة صفية مسلمة الديانة لدى عائلة أمها الجزائرية بوهران، قالت تقارير صحفية إن والدها الفرنسي يستعد لتعميدها وتحويلها إلى المسيحية الأحد 5-7-2009، وكانت المفاجأة الكبيرة هي اعتراف شاربوك بأنه ليس مسلما وبأنه لم يغير ديانة والديه.
ويقوم جاك شاربوك، الأب الفرنسي المزعوم للطفلة صفية، بتعميدها اليوم في كنيسة بباريس بحسب تقرير نشرته صحيفة "النهار" الجزائرية.
ولم يحسم تسليم الطفلة صفية لوالدها الفرنسي ونقلها لمرسيليا الجدل الدائر حول خلفيات هذه القضية التي أثارت الرأي العام في الجزائر وباريس، خصوصا بعدما أخذت القضية أبعادا متشابكة، آخرها كان تدخل الشيخ علي بن حاج، وأفتى بـ"وجوب نصرتها".
وتحولت قصة الطفلة التي تبلغ من العمر 7 سنوات الآن، إلى واحدة من أعقد الملفات القضائية وإلى أحزن قصة إنسانية، كون الطفلة تحمل اسمين، أحدهما عربي، وهو "صفية" أطلقه عليها أبوها الجزائري محمد يوسفي، والاسم الآخر فرنسي وهو " صوفي" سمّاها إياه والدها المفترض جاك شاربوك الذي تزوج والدتها لاحقاً.
ودخل الطرفان المتنازعان في "حرب قضائية" طاحنة منذ أكثر من 3 سنوات، تم فيها استعمال كل الأوراق، حيث تقول عائلة الطفلة من أمها، إن "ابنتهم المتوفاة تزوجت بالفرنسي شاربوك زواجاً أبيض (زواج على الورق) بهدف تسوية وثائق الإقامة فقط"، بينما يقول دفاع شاربوك إن الطفلة مولودة بالتراب الفرنسي ومسجلة باسم والدها الفرنسي.
غموض في الجزائر وفرحة في باريس
وبينما يسود غموض في الجزائر عن الظروف التي صاحبت تسليم الطفلة صفية للفرنسي الثلاثاء الماضي رغم اعتراضات والدها الجزائري محمد يوسفي، الذي ظل يصر على كشف نتائج الحمض النووي التي أجراها عام 2006 بطلب من المحكمة لتأكيد أبوته للطفلة صفية، استقبلت الدوائر الدبلوماسية والإعلامية في باريس خبر تسليم الطفلة صفية لوالدها الفرنسي بفرح كبير.
ونشر موقع الرئاسة الفرنسية بيانا موقعا باسم الرئيس نيكولا ساركوزي، توجه فيه بـ"الشكر لكل من الرئيس بوتفليقة ووزير الداخلية يزيد زرهوني"، وقال ساركوزي "تلقيت بسعادة كبيرة خبر عودة الطفلة صفية إلى أبيها السيد جاك شاربوك بعد أربع سنوات من الفراق".
شاربوك: لم أغير ديانة والدي
وبخصوص المفاجأة الكبيرة حول حقيقة إسلام جاك شاربوك، جاءت تصريحاته لصحيفة لوموند الفرنسية، مؤخرا حول حقيقة ديانته، معاكسة تماما لما كشف عنه الشخص ذاته لبرنامج مهمة خاصة الذي بثته قناة العربية شهر أبريل 2008، حيث قال وقتذاك أنه "أسلم على يد إمام بوهران واختار له اسم فاروق وهو يملك وثيقة تثبت إسلامه".
وقال جاك شاربوك الذي كان يشتغل مسؤولا تجاريا لشركة "رونو الجزائر"، لصحيفة لوموند الفرنسية إنه "لا يزال على دين والديه المسيحية"، مؤكدا أن "أول شيء سيقوم به بعدما استرجع ابنته هو تعميدها وتحويلها إلى المسيحية بإحدى الكنائس".
وحاولت "العربية.نت" معرفة رأي وزارة الشؤون الدينية من القضية التي تمس بمصداقيتها في الصميم، لكن لا أحد من مسؤولي الوزارة أراد التعليق، لكن برنامج "مهمة خاصة" الذي أعده الزميل أحمد حرزالله حول قضية الطفلة صفية، وبثته قناة العربية في أبريل 2008، يكشف النقاب عن تفاصيل كثيرة في مسألة إسلام الفرنسي جاك شاربوك.
غير موجود في سجلات معتنقي الإسلام
وكان جاك شاربوك قد صرح لـ"العربية" حرفيا "عندما تزوجنا قرأنا الفاتحة وبحضور ولي أمر زوجتي (والدها) الذي وافته المنية ووالدتها وإخوانها وأخواتها، الكل كان موجوداً وذلك في شهر مارس، وبحضور إمام مسجد، وماذا بعد هل الأئمة غير موثوق بهم الآن؟ ماذا يعني هذا كله؟ طبعا.. لقد أسلمت هل تريد أن أريك شيئاً؟".
وكشف برنامج "مهمة خاصة"، بخصوص حقيقة إسلام الفرنسي جاك شاربوك، نقلا عن المحامية بن براهم أنها طلبت من وزارة الشؤون الدينية إفادتها بوثيقة تثبت إسلام الشخص المعني، لكنها تفاجأت بعد أيام برد سلبي يؤكد عدم ورود لا اسم السيد شاربوك ولا اسم فاروق الذي تكنى بعد إسلامه، في سجلات معتنقي الإسلام الجدد.
القضية في المحكمة الأوروبية
وحسب المحامية، فكل ما هو حاصل إنما زواج عرفي فقط الهدف منه تمكين الفرنسي جاك شاربوك من حق حضانة الطفلة صفية.
المحامية بن براهم قالت الأحد في اتصال مع "العربية.نت" أنها "أحست بالخديعة منذ البداية وبأن الفرنسي جاك شاربوك لم يكن مسلما، وطالبت عندما كانت القضية في بدايتها بعدم منح حضانتها له على أساس أنه غير مسلم ولا يجوز زواجه من والده صفية المسلمة".
وبغية وضع حد لما وصفته بـ"العار الكبير"، طالبت المحامية بن براهم بمحاسبة كل المتورطين في منح "شهادة إسلام" للفرنسي جاك شاربوك.
وأضافت المتحدثة أن "المسألة لم تنته بعد، فقد أرسلت بملف الطعن في قضية الطفلة صفية إلى المحكمة الأوروبية وستركز على وجود تجاوزات كثيرة منها إجراءات تسليم الطفلة صفية بطريقة سرية".
بن حاج يدعو لنصرة صفية
وأكثر من ذلك أخذت القضية بعدا آخر، حيث دعا الشيخ علي بن حاج في بيان صحفي اطلعت "العربية.نت" على نسخة منه، إلى ما أسماه نصرة الطفلة صفية وردها إلى أسرتها الجزائرية وتخليصها من السلطة الفرنسية، وقال بن حاج أنه لن يخوض في القضية في أبعادها القضائية والسياسية والإعلامية."
وفي هذا السياق لا يعرف السبب الذي جعل جدة الطفلة صفية تقصد بن حاج نائب رئيس جبهة الإنقاذ وتزوره في بيته رغم أنه ممنوع من ممارسة السياسة والإمامة.
وبالنسبة لبن حاج، فإن "ما أقدمت عليه السلطات الجزائرية أمر يمس بسيادة الجزائر وكأن الجزائر ما زالت مزرعة مباحة لفرنسا الاستعمارية"، واعتبر بن حاج أن "صفية عندي وعند العقلاء قضية سيادة وشرف ودين".
ويرى مراقبون أن قضية الطفلة صفية ليست سوى وجه من أوجه الصراع الدائر مند عقود بين الجزائر وباريس المثقل بترسبات الفترة الاستعمارية، وهو الآن صراع قضائي بخلفيات سياسية.