المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العريان لـ "وول ستريت": الإيرانيون يستطيعون نقل احتجاجاتهم للدول العربية



لمياء
06-26-2009, 06:28 AM
http://www.almesryoon.com/Public/ALMasrayoon_Images/66071.jpg

كتب محمد عفت (المصريون): : بتاريخ 24 - 6 - 2009

قالت صحيفة "وول ستريت" الأمريكية، إن جماعة "الإخوان المسلمين" التي اعتاد قادتها الثناء على وجهات النظر والآراء المتشددة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بدت اليوم مصعوقة من الاضطراب الذي حل بإيران، في إشارة إلى مظاهرات الإصلاحيين في طهران احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور عصام العريان رئيس المكتب السياسي بالجماعة، قوله "العديد من العرب شاركوا نجاد عدائه ضد إسرائيل وأمريكا، كما أنهم أعجبوا أيضا بشجاعة المتظاهرين الإيرانيين، مما يمكنهم أن يتخذوا منها مثالا في قضاياهم أيضا، لأن الانتخابات في معظم الدول العربية أما أنها مزورة أو لا تعقد أصلا".

وأضاف أن "الإيرانيين فشلوا في محاولاتهم لتمرير الثورة الإسلامية إلى بلاد أخرى عبر الثلاثين عاما الماضية، إلا أنهم قد يستطيعون الآن تصدير نموذجهم من الاحتجاجات السلمية وهذا قد يمثل خطرا كبيرا على الأنظمة العربية".

وأشارت الصحيفة إلى أن جماعة "الإخوان" ترتبط بعلاقات طيبة مع طهران، وأن مرشدها العام محمد مهدي عاكف أعلن أكثر من مرة دعمه للسياسة الخارجية الإيرانية، وقلل من شان ضبط خلية "حزب الله" في مصر، معتبرا اتهام طهران بدعهما "سذاجة سياسية".
ولفتت الصحيفة إلى ضيق المساحات الإعلامية التي فرضتها كل من مصر والمملكة العربية السعودية في تناول الاحتجاجات الإيرانية’، وأوضحت انه على ما يبدو أن الحكومات العربية في حيرة حول كيفية الرد على هذه الاحتجاجات.

إلى ذلك، رصدت شبكة "CBS NEWS" الإخبارية الأمريكية طبيعة العلاقات المصرية الإيرانية وأجواء التوتر على مدار 30 عاما، حيث ترجع بداية التوتر في العلاقات إلى حقبة الرئيس الإيراني الراحل محمد رضا شاه بهلوي، حين منحه الرئيس الراحل محمد أنور السادات حق اللجوء السياسي لمصر.

واعتبر التقرير أن تلك الخطوة لم تكن من باب الإنسانية فحسب، بل لأن الرئيس السادات كان يريد الدخول في تحد مع النظام الملالي الثوري في إيران، والذي كان يطلب من مصر تسليم الشاه المخلوع.

كما أنه كان أيضا في حالة خصومة مع النظام الإيراني، إثر توقيعه لاتفاق السلام مع إسرائيل في عام 1979، حيث وصفه الخوميني وقتها بالخائن للقضية الفلسطينية والمسلمين في كل مكان، ورد عليه السادات بوصفه بالمجنون الذي حول الإسلام إلى سخرية.

وعلى الرغم من وفاة الشاه في مصر إثر إصابته بالسرطان في يوليو عام 1980، إلا أن ذلك- وكما تقول الشبكة الأمريكية- لم ينه الخصومة بين البلدين، حيث أن السادات أمر بتشييعه في جنازة شرفية، وعندما تم اغتيال الرئيس المصري على يد خالد الأسلامبولي انتهزت إيران الفرصة وقامت بإصدار طابع بريد باسم قاتله وأطلقت اسمه على أحد شوارع طهران.

وقال التقرير إن هذا الشارع الذي وصفة بأنه "قبر القاهرة وشارع طهران" ساهم بشكل كبير في توضيح حقيقة العلاقة المتوترة بين مصر وإيران، وتدهورت العلاقة في الأشهر الأخيرة بين البلدين، وتوقع أن تستغل إدارة الرئيس أوباما هذا التوتر القائم بأقصى درجة ممكنة، من منطلق أنها ستخدم مساعيه النضالية في سبيل تحقيق السلام بالشرق الأوسط، وكذلك منع إيران من أن تصبح قوة إقليمية تمتلك السلاح نووي، فهو يرى أن أمورا مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان أمور من الممكن أن تنتظر أو تؤجل لبعض الوقت.

لكن التقرير قال إن الخلاف في نهاية الأمر بين القاهرة وطهران يصب في مصلحة إيران، لافتا إلى أن التوتر وصل إلى أقصاه في ابريل الماضي، حينما أعلنت أجهزة الأمن المصرية عن ضبطها خلية تابعة لـ "حزب الله" كانت تخطط للقيام بسلسلة من العمليات الإرهابية ضد سائحين إسرائيليين في سيناء، والعمل على التدخل في الشئون الداخلية المصرية.

وقال إن هذا ما سبق وأن عبرت عنها مصر بخصوص احتمالات تسلل خلايا إرهابية تدعمها إيران إلى البلاد بعد أشهر قليلة من انتهاء الحرب على غزة، وهو ما أثار الرأي العام المصري من التدخلات الإيرانية الشيعية غير المشروعة، لافتا إلى أن إيران حظيت بالنصيب الأكبر من حملات النقد اللاذع بعد الكشف عن هذه الخلية، خاصة وأنه من المعروف أن "حزب الله" يتلقى تمويله من إيران، حيث يحصل كما يتردد على 100 مليون دولار أو أكثر كل عام.

وأكد التقرير أن المصريين ينظرون إلى أن التواجد الشيعي والإيراني على أراضيهم يمثل تحريضا خطرا، ودليلا آخر للمذهب السني المنتشر بشكل كبير على أن رجال الدين الشيعة في طهران الذين ما زالوا عازمين على تصدير ثورتهم إلى جميع أنحاء العالم العربي يتدخلون في الشئون المصرية.