جمال
06-11-2009, 05:06 PM
الكاتب مصطفى عمارة - الحقيقة الدولية
الأربعاء, 10 يونيو 2009
دفعت الاستثمارات الكبيرة لبعض رجال الأعمال في العالم العربي في تجارة الجنس عبر إنشاء القنوات الفضائية الإباحية صحيفة "ترين" الفنية الاسكتلندية، أن تنشر تقريراً مهما قال "إن أكثر من 320 قناة فضائية إباحية على الأقمار الأوروبية مملوكة لرجال أعمال عرب باستثمارات تفوق 460 مليون يورو"، وبذلك أصبح أثرياء العرب ينافسون أثرياء إسرائيل في تجارة الإعلام الإباحي، حيث يبلغ مجموع القنوات الإباحية الإسرائيلية أكثر من 30 قناة أغلبها موجهة إلى العرب.
وأضافت الصحيفة أن رجال الأعمال العرب الذين أقاموا قنوات جنسية على الأقمار الصناعية الأوروبية جنوا مكاسب تخطت المليار يورو خلال سبع سنوات فقط. ويأتي في مقدمة المستثمرين العرب المصريين، واللبنانيين، والقطريين، والجزائريين، وذلك من خلال عرض لقطات ومشاهد الجنس والحديث عبر الهاتف. حيث يملك أكثر من 15 مصريا ما يزيد عن 56 قناة إباحية وحدهم.
أما الشركات الأوروبية التي تعمل في مجال الأقمار الصناعية بالشرق الأوسط فقالت إن الطلب يزيد على البطاقات المشفرة الخاصة بفتح القنوات الجنسية ذات الاشتراكات الشهرية أو السنوية، كما أن آخر الدراسات والأبحاث للكاتب المغربي عزيز باكوش تؤكد زيادة استثمار رأس المال العربي في الخارج، في قنوات الجنس والإباحية.
ولم يكتف المستثمرون العرب بالعرض من خلال شاشة التلفزيون فقط، بل أنشئوا مواقع على شبكة الإنترنت باسم قناواتهم للترويج لها، واستخدموا التقنيات الحديثة في إرسال مشاهد الفيديو والصور الجنسية عن طريق الموبايل لمن يريدها.
تضم قائمة المستثمرون العرب الذين يمتلكون قنوات جنسية على القمر الصناعي "Hotbird " العديد من الأسماء .
هذا بالإضافة لوجود عشرات الأسماء من المصريين ولبنانيين وقطريين ومغاربة وجزائريين وتونسيين يمتلكون أسهم بأعداد كبيرة في باقات "سيجما" و"ألفا" و"دلتا" و"مالت فياجن".
وكان نائب مجلس الشعب سيد عسكر قد تقدم بطلب إحاطة إلي المجلس أشار فيه إلى أن خمسة عشر رجل أعمال من بينهم شخصيات تنتمي للحزب الوطني الحاكم في مصر قد افتتحوا مؤخرا قنوات وليدة تقوم ببث أعمال إباحية. وأن عدد تلك الفضائيات التي تنشر أفلاما وإعلانات تخاطب الغرائز الجنسية وصل لما يقرب من 60 قناة معظمها يبث مواد يحظرها القانون المصري الذي يعاقب بالحبس والغرامة من يشجع علي الفسوق ويحض على ارتكاب الرذائل. داعيا رئيس مجلس الوزراء المصري أحمد نظيف لاستخدام سلطاته التي يخولها له الدستور في حماية المجتمع ممن وصفهم بـ "تجار اللحم الأبيض" عبر القنوات الإباحية.
ومؤخرا كشفت دراسة حديثة لأستاذ الرأي العام ووكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة، والرئيس الأسبق لمركز بحوث الرأي العام د. عاطف العبد، عن ارتفاع كبير في عدد القنوات الفضائية عبر العالم تجاوز الخمسة آلاف قناة منها 3212 قناة غير مشفرة من بينها 520 قناة تبث باللغة العربية
الإباحية قديمة قدم الحضارات البشرية، وتجلت الملامح الإباحية في بعض المجتمعات القديمة من خلال النقوش والآثار التي تصور أوضاعاً إباحية كثيرة في الحضارات القديمة، ومؤخراً، انتشرت الإباحية بفضل تطور وسائل الإعلام. فصناعة المواد الإباحية متزايدة الانتاج والاستهلاك، ساعد التطور التقني وظهور أجهزة الفيديو وأقراص الفيديو الرقمية cd و dvd، وشبكة الانترنت على نموها السريع.
والإباحية لم تكن جديدة في عالمنا العربي والإسلامي أو في سائر بقاع الأرض، وليس أدل على ذلك من شعر القدامى الأوائل حول الحب والهوى والجواري، ويمكن الرجوع إلى شعر أبي نواس، وبشار بن برد كدليل قاطع، وشعر كل المحبين الغير عذريين عبر تاريخنا الطويل.
وفي عصرنا الحديث وقبل خروج هذه الجحافل الجرارة من القنوات الإباحية يمكن الرجوع إلى عشرات قصائد نزار قباني وغيره، وإلى أفلام الخمسينات والستينات والسبعينات لنجد عراء قد يفوق ما نشاهده الآن، وكان كل ذلك مستندا إلى طوفان عالمي جارف للعلمانية بأفكارها المتحررة سيطر على كل دولنا بعد الإستقلال مباشرة. فالعري والإباحية المرئية والفكرية والأدبية لم ولن تكون جديدة .. بل هي قديمة قدم الإنسان على وجه البسيطة.
يمكننا القول إن قنوات الجنس أصبحت صناعة تدر أرباحاً طائلة لملاكها، ومغرية للدخول بهذا المجال حيث بلغ صرف 57 مليار دولار سنوياً في ترويج المواد الإباحية في وسائل الإعلام وفقاً لما ذكره د. مشعل القدهي في كتابه "الإباحية وتبعاتها .. ظاهرة تفشي المواد الإباحية في الإعلام والاتصالات والإنترنت".
وغالب القنوات الجنسية المفتوحة - بدون مقابل مادي - تعتمد على توظيف امرأة لعرض مفاتنها وتستقبل اتصالات العرب، وهذا يجعلنا نتساءل عن مدى متابعة ومراقبة محلات بيع الأطباق وأجهزة الاستقبال المصطفة بجوار بعضها البعض .. خاصة وأن أغلب هذه المحلات تقوم ببيع قنوات الجنس المشفرة عبر كروت الاشتراكات الرقمية بشكل مبسط ودون حذر وخوف.
وفي دراسة أجراها المجلس العربي للطفولة والتنمية، ورصدت من خلالها إحدى القنوات الفضائية العربية الموجهة للطفل لمدة أسبوع، فكشفت أن برامجها تحتوي على 15% موضوعات جنسية، 20% مواقف حول الحب بمعناه الشهواني، و370 لفظا يتكرر بين السب والشتم، إضافة إلى بعض تغيير المفاهيم لدى الأطفال، وتقديم قدوات جديدة، مع تغذيتهم بألفاظ سيئة وطموحات هزيلة.
حيث كشفت الدراسة عن وجود 112 قناة جنسية باللغة العربية سواء المصرية أو الخليجية أو المغربية، وهي قنوات تظهر ما يسمي بفتيات الجنس بملابس مثيرة، وكلمات أكثر إثارة بهدف استقطاب المراهقين والشباب للاتصال بهم لتحقيق أرباحاً خيالية
هاجس يسيطر على عقول الشباب، بل وصل الأمر إلى كبار السن، يحاصرنا عبر الفضائيات التي يجلس البعض أمامها بعيون جاحظة ومدققة، تبحث عن متعة واهمة ومؤقتة .. إنها القنوات الإباحية التي غزت بيوتنا، وزادت أعدادها بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ولم تعد تقتصر على القنوات الغربية فط، بل وصل الأمر إلى انتشار قنوات إباحية عربية.
قبل أيام جمعني أحد المؤتمرات بطبيب متخصص في الأمراض الجنسية، وعقب المؤتمر دار الحديث بيننا عن بعض القنوات الإباحية التي تبث دعاياتها ليل نهار موجهة أرسالها إلى المنطقه العربية.
تحدثنا عن هذا الأمر من منحى طبي، بعيدا عن الاعتبارات الدينية والأخلاقية الهامة التي لا يمكن إغفالها بأي حال من الأحوال فقال الطبيب أنه لاحظ زيادة كبيرة في عدد المترددين على عياداته ممن يشكون عدم قدرتهم الجنسية، وأرجع الطبيب هذا الأمر في أغلب الحالات إلى تلك القنوات الإباحية والزخم الذي أحدثته في الفكر الجنسي لدى العامة.
وعندما سألته كيف هذا؟!، كان رده أن هؤلاء الأشخاص طبيعيين جداً من الناحية الجنسية؛ ولكن بعدما رأوا ما يعرض في القنوات الإباحية تمردوا على ذواتهم لأنهم ظنوا أنهم أقل مما يجب أن يكونوا عليه، أو لطموحهم في أن يصبحوا مثل الأشخاص الذين رأوهم في تلك القنوات من فحوله مصطنعة، وتمثيل متقن أقنع الجميع، والبعض ممن سمح لنفسه بإدخال تلك القنوات إلى بيته فقد السيطره فأصبحت زوجته تري هي الأخري، وأصبح هناك خلافا قائم بسبب ما تراه وما يحدث معها مما أحدث شرخا في العلاقة.
ومما يزيد الأمر سوءا أن هذا الطبيب أخبرني أنه فشل في أغلب الأحيان في إقناع هؤلاء الساعين للعلاج بأنهم طبيعيين، وبأن ما يجري علي تلك الشاشات ما هو إلا تخريب وتمثيل متقن برع مقدموه في الإيهام طمعاً في الكسب المادي ليس إلا
إذا حاولت أن تناقش من يشاهدون تلك القنوات الإباحية الماجنة تجدهم يتحججون ببعض المفاهيم الخاطئة التي علقت بأذهانهم، ومن هذه المفاهيم خاصة عند الشباب بأنهم يريدون الحصول على ثقافة جنسية تساعدهم على حسن المعاشرة مع الزوجة، ولا يدرون أنه بالإضافة إلى جميع الأضرار التي تتسبب فيها المشاهد الإباحية فهي لن تعلمهم شيئا .. بل إنها تصنع رؤية وفكرة خاطئة تماماً عن حقيقة العلاقة الزوجية. لذلك يفاجئ مدمن المشاهد الإباحية بعد الزواج أن الأمر ليس كما كان يصورونه له في تلك الأفلام الخبيثة.
ويتصور الكثيرين أن مشاهدة الأفلام الإباحية يساعد على التجديد في العلاقة الحميمة بين الزوجين وعدم الملل، إلا أن التجربة أثبتت أن رؤية الأفلام الإباحية تؤدي مع الوقت إلى انعدام الرغبة بين الزوجين، فلا يصبح الزوج منجذباً إلى زوجته، ولا الزوجة إلى زوجها، كما يتسبب ذلك في ذهاب الغيرة بين الزوجين .. فأي زوج هذا الذي يرضى أن تنظرزوجه إلى عورات الرجال!!!.
وآخرين يقولون أنه لا بأس من مشاهدة بعض الصور والأفلام الجنسية لأنها مجرد صور على الشاشة وليس لها أي تأثير!!!، وصاحب هذه الفكرة لا يدري أن تلك الصور والأفلام التي يشاهدها لها تأثير مباشر على الدماغ كتأثير الخمر على الدم، وتسبب في نوع من الإدمان شبيه بإدمان القمار أو المخدرات.
كما يظن البعض أنهم يستطيعون التوقف عن مشاهدة الأفلام الإباحية مباشرة بعد الزواج، أو عندما يجدوا البديل الشرعي، ربما لا يعرف هؤلاء أن عدداً كبيراً من مدمني المواقع الإباحية هم من المتزوجين، فالتوقف بعد الزواج ليس تلقائياً، كما يمكن أن يتسبب إدمان المشاهد الجنسية في مشاكل عند معاشرة الزوجة كانعدام الرغبة، وضعف الانتصاب فيحتاج الأمر إلى مجاهدة شديدة للتخلص من هذه الآفة.
كان لابد من الرجوع الي علماء الاجتماع حتي نعرف الأسباب والنتائج، وكذلك الحلول لمثل هذه الظاهرة الاجتماعية فكان رأي الدكتور أحمد المجدوب رحمه الله المستشار بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن الأسباب الحقيقية وراء هذه المشكلة إلى تغير دور الأم داخل الأسرة تغيراً كبيراً وواضحاً. فلا يوجد الآن الأم التي كانت توجد في الزمن الماضي، ولم تعد الأم تشعر بأي تغيير يطرأ على أولادها. فالمرأة طالبت بالتحرر والمساواة، وأصبحت تشغل أدوارا هامة ومناصب رفيعة في المجتمع .. لذلك أصبح البيت فاقدا لتوازنه.
ويضيف د. المجدوب أنه لايوجد في حياة الشاب شيء مهم أو قدوة يحتذي بها، فأصبح تفكيرهم سطحي يتمثل في الكورة ولاعبيها والفن ومن أهم الأسباب.. ابتعادنا عن الدين.. الذي يحمي الإنسان من نفسه.. بالإضافة الي ازمة الزواج التي تؤثر بشكل كبير علي الشاب. فمن ثم يصبح الزواج والعنوسة أزمة كبيرة في نفس الشاب فنجد أن هناك 7 ملايين بنت من 20 سنة فما فوق لم يتزوجن بعد، وما يقرب من 11 مليون من الرجال ابتداءا من 20 سنة لأكثر لم يتزوجوا بعد، وهذه كارثة كبري.
وقد أرجع السبب إلى محاكاة الغرب في كل شئ حتى الفضائيات العربية أصبحت تحاكي الفضائيات الأوروبية دون مراعاة أن هذه الفضائيات تبث برامجها وموادها للمنطقة العربية الإسلامية. ومهما كانت مساحة الحرية فلابد ألا تتعارض مع القيم الإسلامية، ومع الأسف هناك نسبة كبيرة من شبابنا لديه كبت جنسي .. بل وعلي المستوي العربي ككل، ولايجد وسيلة لتفريغ هذا الكبت سوي بمشاهدة مثل هذه الصور أو الفيديو كليب أو الأفلام الخليعة التي يجد فيها متعة يحتاج اليها.
ومن النتائج لهذه المشكلة أن هذه المواد الإباحية المعروضة سواء من خلال الفضائيات أو الإنترنت أو الأقراص (C.D) التي يتناقلها الشباب فيما بينهم، والتي تفجر لديهم رغبات جنسية مكبوتة.. لها أثار كبيرة في سلوكياتهم، حيث أكدت العديد من الدراسات أن 35 % من الجرائم مستثنى منها جرائم الاغتصاب وهتك العرض يعود أسبابها إلى مشاهدة الافلام الإباحية.
فقديما كان زنا المحارم يحدث في الطبقة الدنيا نتيجة الزحام والمعيشة في الغرف الواحدة، أما الآن فانتشرت أيضا في وسط الطبقة الراقية، والدليل علي ذلك ما حدث في أحد الأحياء الراقية عندما مارس طالب جامعي وشقيقته طالبة الثانوي (17 سنة) الفاحشة أثناء سفر والدهم الأستاذ الجامعي ووالدتهم المدرسة.
وانكشف أمرهما عندما أسرعت الفتاة إلى قسم الشرطة للإبلاغ بأنها حامل من شقيقها، وكانت الصاعقة التي أصابت الضباط عندما سمع ما تم من حوار بين الشقيقين فكانا يتحدثان وكأنها فتاة ليل تتحدث إلى أحد زبائنها، وأسرع الضباط بالاتصال بوالديهما اللذين حضرا من الغربة بعدما اتضح أن الفتاة تعاني من أعراض برد وظنت أنها حامل في شهورها الأولي.
واستكمل الدكتور أحمد قائلا: "لقد أصبحت هذه الأمور والتحدث فيها أمرا عاديا وهذا ما يثير دهشتي .. فمن خلال إحدى الندوات التي أقيمت من أجل الشباب من 17 إلى 30 سنة عن مشاكل الشباب، تعرفت علي شاب 17 سنة جريء الشخصية ولديه لباقة وثقافة ومرونة في حديثه، وعندما تبادلنا الحديث.. صارحني وبمنتهي البساطة بانه قد ارتبط في علاقة مع احدي صديقاته من قبل، وعندما سألته عن الشيء الذي أوحى له بهذه التجربة الجنسية أكد أنه عن طريق الدش والانترنت والاسطوانات التي يتناقلها وزملاؤه.
الأربعاء, 10 يونيو 2009
دفعت الاستثمارات الكبيرة لبعض رجال الأعمال في العالم العربي في تجارة الجنس عبر إنشاء القنوات الفضائية الإباحية صحيفة "ترين" الفنية الاسكتلندية، أن تنشر تقريراً مهما قال "إن أكثر من 320 قناة فضائية إباحية على الأقمار الأوروبية مملوكة لرجال أعمال عرب باستثمارات تفوق 460 مليون يورو"، وبذلك أصبح أثرياء العرب ينافسون أثرياء إسرائيل في تجارة الإعلام الإباحي، حيث يبلغ مجموع القنوات الإباحية الإسرائيلية أكثر من 30 قناة أغلبها موجهة إلى العرب.
وأضافت الصحيفة أن رجال الأعمال العرب الذين أقاموا قنوات جنسية على الأقمار الصناعية الأوروبية جنوا مكاسب تخطت المليار يورو خلال سبع سنوات فقط. ويأتي في مقدمة المستثمرين العرب المصريين، واللبنانيين، والقطريين، والجزائريين، وذلك من خلال عرض لقطات ومشاهد الجنس والحديث عبر الهاتف. حيث يملك أكثر من 15 مصريا ما يزيد عن 56 قناة إباحية وحدهم.
أما الشركات الأوروبية التي تعمل في مجال الأقمار الصناعية بالشرق الأوسط فقالت إن الطلب يزيد على البطاقات المشفرة الخاصة بفتح القنوات الجنسية ذات الاشتراكات الشهرية أو السنوية، كما أن آخر الدراسات والأبحاث للكاتب المغربي عزيز باكوش تؤكد زيادة استثمار رأس المال العربي في الخارج، في قنوات الجنس والإباحية.
ولم يكتف المستثمرون العرب بالعرض من خلال شاشة التلفزيون فقط، بل أنشئوا مواقع على شبكة الإنترنت باسم قناواتهم للترويج لها، واستخدموا التقنيات الحديثة في إرسال مشاهد الفيديو والصور الجنسية عن طريق الموبايل لمن يريدها.
تضم قائمة المستثمرون العرب الذين يمتلكون قنوات جنسية على القمر الصناعي "Hotbird " العديد من الأسماء .
هذا بالإضافة لوجود عشرات الأسماء من المصريين ولبنانيين وقطريين ومغاربة وجزائريين وتونسيين يمتلكون أسهم بأعداد كبيرة في باقات "سيجما" و"ألفا" و"دلتا" و"مالت فياجن".
وكان نائب مجلس الشعب سيد عسكر قد تقدم بطلب إحاطة إلي المجلس أشار فيه إلى أن خمسة عشر رجل أعمال من بينهم شخصيات تنتمي للحزب الوطني الحاكم في مصر قد افتتحوا مؤخرا قنوات وليدة تقوم ببث أعمال إباحية. وأن عدد تلك الفضائيات التي تنشر أفلاما وإعلانات تخاطب الغرائز الجنسية وصل لما يقرب من 60 قناة معظمها يبث مواد يحظرها القانون المصري الذي يعاقب بالحبس والغرامة من يشجع علي الفسوق ويحض على ارتكاب الرذائل. داعيا رئيس مجلس الوزراء المصري أحمد نظيف لاستخدام سلطاته التي يخولها له الدستور في حماية المجتمع ممن وصفهم بـ "تجار اللحم الأبيض" عبر القنوات الإباحية.
ومؤخرا كشفت دراسة حديثة لأستاذ الرأي العام ووكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة، والرئيس الأسبق لمركز بحوث الرأي العام د. عاطف العبد، عن ارتفاع كبير في عدد القنوات الفضائية عبر العالم تجاوز الخمسة آلاف قناة منها 3212 قناة غير مشفرة من بينها 520 قناة تبث باللغة العربية
الإباحية قديمة قدم الحضارات البشرية، وتجلت الملامح الإباحية في بعض المجتمعات القديمة من خلال النقوش والآثار التي تصور أوضاعاً إباحية كثيرة في الحضارات القديمة، ومؤخراً، انتشرت الإباحية بفضل تطور وسائل الإعلام. فصناعة المواد الإباحية متزايدة الانتاج والاستهلاك، ساعد التطور التقني وظهور أجهزة الفيديو وأقراص الفيديو الرقمية cd و dvd، وشبكة الانترنت على نموها السريع.
والإباحية لم تكن جديدة في عالمنا العربي والإسلامي أو في سائر بقاع الأرض، وليس أدل على ذلك من شعر القدامى الأوائل حول الحب والهوى والجواري، ويمكن الرجوع إلى شعر أبي نواس، وبشار بن برد كدليل قاطع، وشعر كل المحبين الغير عذريين عبر تاريخنا الطويل.
وفي عصرنا الحديث وقبل خروج هذه الجحافل الجرارة من القنوات الإباحية يمكن الرجوع إلى عشرات قصائد نزار قباني وغيره، وإلى أفلام الخمسينات والستينات والسبعينات لنجد عراء قد يفوق ما نشاهده الآن، وكان كل ذلك مستندا إلى طوفان عالمي جارف للعلمانية بأفكارها المتحررة سيطر على كل دولنا بعد الإستقلال مباشرة. فالعري والإباحية المرئية والفكرية والأدبية لم ولن تكون جديدة .. بل هي قديمة قدم الإنسان على وجه البسيطة.
يمكننا القول إن قنوات الجنس أصبحت صناعة تدر أرباحاً طائلة لملاكها، ومغرية للدخول بهذا المجال حيث بلغ صرف 57 مليار دولار سنوياً في ترويج المواد الإباحية في وسائل الإعلام وفقاً لما ذكره د. مشعل القدهي في كتابه "الإباحية وتبعاتها .. ظاهرة تفشي المواد الإباحية في الإعلام والاتصالات والإنترنت".
وغالب القنوات الجنسية المفتوحة - بدون مقابل مادي - تعتمد على توظيف امرأة لعرض مفاتنها وتستقبل اتصالات العرب، وهذا يجعلنا نتساءل عن مدى متابعة ومراقبة محلات بيع الأطباق وأجهزة الاستقبال المصطفة بجوار بعضها البعض .. خاصة وأن أغلب هذه المحلات تقوم ببيع قنوات الجنس المشفرة عبر كروت الاشتراكات الرقمية بشكل مبسط ودون حذر وخوف.
وفي دراسة أجراها المجلس العربي للطفولة والتنمية، ورصدت من خلالها إحدى القنوات الفضائية العربية الموجهة للطفل لمدة أسبوع، فكشفت أن برامجها تحتوي على 15% موضوعات جنسية، 20% مواقف حول الحب بمعناه الشهواني، و370 لفظا يتكرر بين السب والشتم، إضافة إلى بعض تغيير المفاهيم لدى الأطفال، وتقديم قدوات جديدة، مع تغذيتهم بألفاظ سيئة وطموحات هزيلة.
حيث كشفت الدراسة عن وجود 112 قناة جنسية باللغة العربية سواء المصرية أو الخليجية أو المغربية، وهي قنوات تظهر ما يسمي بفتيات الجنس بملابس مثيرة، وكلمات أكثر إثارة بهدف استقطاب المراهقين والشباب للاتصال بهم لتحقيق أرباحاً خيالية
هاجس يسيطر على عقول الشباب، بل وصل الأمر إلى كبار السن، يحاصرنا عبر الفضائيات التي يجلس البعض أمامها بعيون جاحظة ومدققة، تبحث عن متعة واهمة ومؤقتة .. إنها القنوات الإباحية التي غزت بيوتنا، وزادت أعدادها بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ولم تعد تقتصر على القنوات الغربية فط، بل وصل الأمر إلى انتشار قنوات إباحية عربية.
قبل أيام جمعني أحد المؤتمرات بطبيب متخصص في الأمراض الجنسية، وعقب المؤتمر دار الحديث بيننا عن بعض القنوات الإباحية التي تبث دعاياتها ليل نهار موجهة أرسالها إلى المنطقه العربية.
تحدثنا عن هذا الأمر من منحى طبي، بعيدا عن الاعتبارات الدينية والأخلاقية الهامة التي لا يمكن إغفالها بأي حال من الأحوال فقال الطبيب أنه لاحظ زيادة كبيرة في عدد المترددين على عياداته ممن يشكون عدم قدرتهم الجنسية، وأرجع الطبيب هذا الأمر في أغلب الحالات إلى تلك القنوات الإباحية والزخم الذي أحدثته في الفكر الجنسي لدى العامة.
وعندما سألته كيف هذا؟!، كان رده أن هؤلاء الأشخاص طبيعيين جداً من الناحية الجنسية؛ ولكن بعدما رأوا ما يعرض في القنوات الإباحية تمردوا على ذواتهم لأنهم ظنوا أنهم أقل مما يجب أن يكونوا عليه، أو لطموحهم في أن يصبحوا مثل الأشخاص الذين رأوهم في تلك القنوات من فحوله مصطنعة، وتمثيل متقن أقنع الجميع، والبعض ممن سمح لنفسه بإدخال تلك القنوات إلى بيته فقد السيطره فأصبحت زوجته تري هي الأخري، وأصبح هناك خلافا قائم بسبب ما تراه وما يحدث معها مما أحدث شرخا في العلاقة.
ومما يزيد الأمر سوءا أن هذا الطبيب أخبرني أنه فشل في أغلب الأحيان في إقناع هؤلاء الساعين للعلاج بأنهم طبيعيين، وبأن ما يجري علي تلك الشاشات ما هو إلا تخريب وتمثيل متقن برع مقدموه في الإيهام طمعاً في الكسب المادي ليس إلا
إذا حاولت أن تناقش من يشاهدون تلك القنوات الإباحية الماجنة تجدهم يتحججون ببعض المفاهيم الخاطئة التي علقت بأذهانهم، ومن هذه المفاهيم خاصة عند الشباب بأنهم يريدون الحصول على ثقافة جنسية تساعدهم على حسن المعاشرة مع الزوجة، ولا يدرون أنه بالإضافة إلى جميع الأضرار التي تتسبب فيها المشاهد الإباحية فهي لن تعلمهم شيئا .. بل إنها تصنع رؤية وفكرة خاطئة تماماً عن حقيقة العلاقة الزوجية. لذلك يفاجئ مدمن المشاهد الإباحية بعد الزواج أن الأمر ليس كما كان يصورونه له في تلك الأفلام الخبيثة.
ويتصور الكثيرين أن مشاهدة الأفلام الإباحية يساعد على التجديد في العلاقة الحميمة بين الزوجين وعدم الملل، إلا أن التجربة أثبتت أن رؤية الأفلام الإباحية تؤدي مع الوقت إلى انعدام الرغبة بين الزوجين، فلا يصبح الزوج منجذباً إلى زوجته، ولا الزوجة إلى زوجها، كما يتسبب ذلك في ذهاب الغيرة بين الزوجين .. فأي زوج هذا الذي يرضى أن تنظرزوجه إلى عورات الرجال!!!.
وآخرين يقولون أنه لا بأس من مشاهدة بعض الصور والأفلام الجنسية لأنها مجرد صور على الشاشة وليس لها أي تأثير!!!، وصاحب هذه الفكرة لا يدري أن تلك الصور والأفلام التي يشاهدها لها تأثير مباشر على الدماغ كتأثير الخمر على الدم، وتسبب في نوع من الإدمان شبيه بإدمان القمار أو المخدرات.
كما يظن البعض أنهم يستطيعون التوقف عن مشاهدة الأفلام الإباحية مباشرة بعد الزواج، أو عندما يجدوا البديل الشرعي، ربما لا يعرف هؤلاء أن عدداً كبيراً من مدمني المواقع الإباحية هم من المتزوجين، فالتوقف بعد الزواج ليس تلقائياً، كما يمكن أن يتسبب إدمان المشاهد الجنسية في مشاكل عند معاشرة الزوجة كانعدام الرغبة، وضعف الانتصاب فيحتاج الأمر إلى مجاهدة شديدة للتخلص من هذه الآفة.
كان لابد من الرجوع الي علماء الاجتماع حتي نعرف الأسباب والنتائج، وكذلك الحلول لمثل هذه الظاهرة الاجتماعية فكان رأي الدكتور أحمد المجدوب رحمه الله المستشار بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن الأسباب الحقيقية وراء هذه المشكلة إلى تغير دور الأم داخل الأسرة تغيراً كبيراً وواضحاً. فلا يوجد الآن الأم التي كانت توجد في الزمن الماضي، ولم تعد الأم تشعر بأي تغيير يطرأ على أولادها. فالمرأة طالبت بالتحرر والمساواة، وأصبحت تشغل أدوارا هامة ومناصب رفيعة في المجتمع .. لذلك أصبح البيت فاقدا لتوازنه.
ويضيف د. المجدوب أنه لايوجد في حياة الشاب شيء مهم أو قدوة يحتذي بها، فأصبح تفكيرهم سطحي يتمثل في الكورة ولاعبيها والفن ومن أهم الأسباب.. ابتعادنا عن الدين.. الذي يحمي الإنسان من نفسه.. بالإضافة الي ازمة الزواج التي تؤثر بشكل كبير علي الشاب. فمن ثم يصبح الزواج والعنوسة أزمة كبيرة في نفس الشاب فنجد أن هناك 7 ملايين بنت من 20 سنة فما فوق لم يتزوجن بعد، وما يقرب من 11 مليون من الرجال ابتداءا من 20 سنة لأكثر لم يتزوجوا بعد، وهذه كارثة كبري.
وقد أرجع السبب إلى محاكاة الغرب في كل شئ حتى الفضائيات العربية أصبحت تحاكي الفضائيات الأوروبية دون مراعاة أن هذه الفضائيات تبث برامجها وموادها للمنطقة العربية الإسلامية. ومهما كانت مساحة الحرية فلابد ألا تتعارض مع القيم الإسلامية، ومع الأسف هناك نسبة كبيرة من شبابنا لديه كبت جنسي .. بل وعلي المستوي العربي ككل، ولايجد وسيلة لتفريغ هذا الكبت سوي بمشاهدة مثل هذه الصور أو الفيديو كليب أو الأفلام الخليعة التي يجد فيها متعة يحتاج اليها.
ومن النتائج لهذه المشكلة أن هذه المواد الإباحية المعروضة سواء من خلال الفضائيات أو الإنترنت أو الأقراص (C.D) التي يتناقلها الشباب فيما بينهم، والتي تفجر لديهم رغبات جنسية مكبوتة.. لها أثار كبيرة في سلوكياتهم، حيث أكدت العديد من الدراسات أن 35 % من الجرائم مستثنى منها جرائم الاغتصاب وهتك العرض يعود أسبابها إلى مشاهدة الافلام الإباحية.
فقديما كان زنا المحارم يحدث في الطبقة الدنيا نتيجة الزحام والمعيشة في الغرف الواحدة، أما الآن فانتشرت أيضا في وسط الطبقة الراقية، والدليل علي ذلك ما حدث في أحد الأحياء الراقية عندما مارس طالب جامعي وشقيقته طالبة الثانوي (17 سنة) الفاحشة أثناء سفر والدهم الأستاذ الجامعي ووالدتهم المدرسة.
وانكشف أمرهما عندما أسرعت الفتاة إلى قسم الشرطة للإبلاغ بأنها حامل من شقيقها، وكانت الصاعقة التي أصابت الضباط عندما سمع ما تم من حوار بين الشقيقين فكانا يتحدثان وكأنها فتاة ليل تتحدث إلى أحد زبائنها، وأسرع الضباط بالاتصال بوالديهما اللذين حضرا من الغربة بعدما اتضح أن الفتاة تعاني من أعراض برد وظنت أنها حامل في شهورها الأولي.
واستكمل الدكتور أحمد قائلا: "لقد أصبحت هذه الأمور والتحدث فيها أمرا عاديا وهذا ما يثير دهشتي .. فمن خلال إحدى الندوات التي أقيمت من أجل الشباب من 17 إلى 30 سنة عن مشاكل الشباب، تعرفت علي شاب 17 سنة جريء الشخصية ولديه لباقة وثقافة ومرونة في حديثه، وعندما تبادلنا الحديث.. صارحني وبمنتهي البساطة بانه قد ارتبط في علاقة مع احدي صديقاته من قبل، وعندما سألته عن الشيء الذي أوحى له بهذه التجربة الجنسية أكد أنه عن طريق الدش والانترنت والاسطوانات التي يتناقلها وزملاؤه.