المهدى
08-24-2004, 12:01 PM
أجرى اتصالات بالجعفرى ولكن من غير فائدة
بيروت: ثائر عباس
تكثفت الحركة العراقية الرسمية وغير الرسمية في اتجاه القيادات اللبنانية، خصوصاً الشيعية، للبحث في الوضع المتفجر في النجف ومحاولة إيجاد الحلول الملائمة، نظراً للارتباطات القائمة بين القيادات اللبنانية ومراكز الشيعة العراقيين.
وزار أمس القائم بأعمال السفارة العراقية تحسين علوان المرجع الشيعي اللبناني الشيخ محمد حسين فضل الله، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان. وأفاد بيان صدر عن مكتب فضل الله الإعلامي أن البحث تناول «المستجدات على الساحة العراقية، لا سيّما تطورات الأوضاع في النجف الاشرف، في ظل القتال الدائر حول الصحن الحيدري الشريف». ولفت فضل اللّه الى انه «كان ينبغي على الحكومة العراقية المؤقتة ان تعالج الموضوع بالدبلوماسية والحكمة، والابتعاد عن لغة التهديد والحل العسكري»، مؤكداً أن هذه القضية «لن تحل عسكرياً». ورأى «ان الادارة الاميركية» تعمل على ابقاء العراق بعيداً عن الحرية والاستقرار حتى تستطيع ابتزازه اكثر».
وكشف الناطق باسم فضل الله لـ «الشرق الأوسط» ان المرجع الشيعي حمَّل علوان رسالة الى الحكومة العراقية اكد فيها «استحالة الحل العسكري»، مشيراً الى ان «الناس تنظر الى ما تقوم به الحكومة على انه ايعاز من المحتل»، ومعتبراً ان اركان الطائفة لا يقبلون ما يجري في النجف.
وأوضح المسؤول في مكتب فضل الله أن الأخير كان قد اتصل أكثر من مرة بنائب الرئيس العراقي إبراهيم الجعفري، وهو من حزب الدعوة القريب من فضل الله، مشدداً على «ضرورة العمل لإيجاد حل عبر المفاوضات في النجف». وقال فضل الله: «ان للنجف مقامها. وأي محاولة للمس بها أمر خطير، وان الإساءة الى الإنسان العراقي لا تقل عن الإساءة للنجف».
وعن علاقة فضل الله بتيار الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، قال المسؤول إن المرجع الشيعي هو «مع كل حالة ضد الاحتلال، لكنه ليس مع تفاصيلها»، مشيراً الى ان فضل الله لا يستطيع ان يتبنى كل ما يصدر عن حركة الصدر، خصوصاً ان في كل حركة الكثيرين ممن يدخلون على خطها». وأوضح انه لا توجد اتصالات مع الصدر او معاونيه، كما لا توجد اتصالات مع الحكومة العراقية.
وكان فضل الله قد «نصح» رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بالتدخل لدى المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني لإصدار بيان أو موقف مما يجري في النجف يعارض الحل العسكري.
وفي المقابل، وجه الشيخ قبلان نداء الى العراقيين ناشدهم فيه «التعاطي مع الأوضاع المتدهورة بالحكمة والروية والعقلانية، والابتعاد عن الفوضى واعتماد الحل السلمي والعمل لدحر الاحتلال عن النجف والعراق»، داعيا الى «تحكيم المراجع الدينية في النزاعات، على اعتبار أنهم أصحاب رؤية سديدة ورأي حكيم». ودعا العراقيين الى «توحيد صفوفهم ونبذ الخلافات ومنع استهداف النجف التي تمثل رمزا لوحدة العراق»، متهماً «الموساد الإسرائيلي بزرع الفتنة والشقاق بين العراقيين والعمل لتقسيم العراق».
أما القائم بالأعمال العراقي فقد أعلن عقب لقائه قبلان: «ان صوت وكلام المرجعيات الدينية مسموع في العراق. وما يجري في العراق يحتاج الى نداء نريده نداء لتهدئة الأوضاع في النجف وكربلاء والكوفة، لأن الذين يقتلون هم أهلنا. ودائماً نسعى الى تخفيف حدة القتال وإنهاء هذه المؤامرة التي تستهدف العراق». وأمل ألا ندخل في هذه المؤامرة، اذ يراد إدخال شعب العراق في فتنة ومتاهات يرفضها»، معتبراً ان وجهات النظر كانت متطابقة مع الشيخ قبلان «لجهة قيام عراق موحد وخروج الاحتلال وحتى يحكم اهل العراق بلدهم بأنفسهم».
وعلى الصعيد نفسه، واصل مسؤول العلاقات الخارجية لمكتب مقتدى الصدر، الشيخ حسن الزرقاني، جولاته على القيادات اللبنانية. وزار امس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط مثمناً «المواقف الوطنية والمواقف القومية لوليد بك جنبلاط، الذي رفض استقبال (رئيس الحكومة العراقية المؤقتة اياد) علاوي، والذي ندد بالاحتلال داخل العراق ونادى بدعم المقاومة، لأنها اذا أجهضت، لا سمح الله، فسوف تتحول عملية الإبادة من العراق الى البلدان المجاورة، الى كل القوى الرافضة للوجود الأمير كي _ الإسرائيلي». وقارن الزرقاني بين (صمود جيش صدام أمام الإمكانات الضخمة التي كان يتمتع بها والتي كانت تضخم إعلاميا أيضا ونرى انه لم يصمد أكثر من أسبوعين أمام الاحتلال الأميركي، في حين ان جيش المهدي صمد في منطقة لا تتجاوز الكيلومترين لمدة أكثر من أسبوعين وألحق بالجيش الأميركي خسائر. ولا توجد مقارنة بين الآلة العسكرية الأميركية وبين الأسلحة الخفيفة الموجودة في أيدي شباب المقاومة العراقية». وقال الزرقاني لـ «الشرق الأوسط» انه يتحرك «من باب الانفتاح ومد الجسور» وانه زار وسيزور الجميع خصوصاً الذين لم يستقبلوا علاوي، مشيراً الى ان «التيار الصدري كان مضغوطاً عليه ايام (الرئيس العراقي المخلوع) صدام حسين». وأفاد الزرقاني بأنه لا تنسيق مع «حزب الله» ولم تحدث فعاليات مشتركة معه»، لكنه اعتبره من الأحزاب المؤيدة لخط تحرر العراق. ووصف علاقة التيار بفضل الله بأنها «ممتازة». وكشف انه التقاه ثلاث مرات، كما كان التقى الرئيس بري قبل لقائهما علاوي، من دون ان يقطع الطريق على لقاءات اخرى. واشاد بفضل الله الذي التقى علاوي «لكنه في المحصلة قال ان حكومته عميلة».
وفي هذا الإطار أيضا، زار وفد يرأسه الأمين العام للهيئة العليا للدعوة والإرشاد والفتوى في العراق الشيخ مهدي الصميدعي، قيادات سياسة في مدينة صيدا. وقال الصميدعي ان الوفد «اتى لنقل بعض الحقائق التي اخفاها الاعلام، وهي ما يحدث في العراق من تخريب ودمار وما تقوم به القوات الاميركية المحتلة من جانب، وما جاءت به منظمات اجنبية غير مسلحة من جانب آخر، وما قامت به هذه المنظمات من تدمير وأعمال تخريب وضرب التجمعات المدنية والشرطة في العراق». وعن رؤيته لما يحصل في النجف قال الشيخ الصميدعي: «نحن ننظر الى الوضع في النجف الأشرف نظرة عراقية، ونعتبر ان ما يحدث هناك يندرج في اطار الخطة التي يريدون ان يدمروا بها العراق ومدنه. فالقوات الأميركية اخذت على عاتقها ان تحطم كل رأس يريد ان ينهض او يرتفع. وكلما رأت رأساً يظهر ارادت ان تمحوه».
وكذلك استقبل الأمين العام لـ «حزب الله»، السيد حسن نصر الله، الشيخ مهدي الصيدعي والوفد المرافق له واستمع الى شرحه لما يجري في العراق وتوضيحه لما يقع من مقاومة.
بيروت: ثائر عباس
تكثفت الحركة العراقية الرسمية وغير الرسمية في اتجاه القيادات اللبنانية، خصوصاً الشيعية، للبحث في الوضع المتفجر في النجف ومحاولة إيجاد الحلول الملائمة، نظراً للارتباطات القائمة بين القيادات اللبنانية ومراكز الشيعة العراقيين.
وزار أمس القائم بأعمال السفارة العراقية تحسين علوان المرجع الشيعي اللبناني الشيخ محمد حسين فضل الله، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان. وأفاد بيان صدر عن مكتب فضل الله الإعلامي أن البحث تناول «المستجدات على الساحة العراقية، لا سيّما تطورات الأوضاع في النجف الاشرف، في ظل القتال الدائر حول الصحن الحيدري الشريف». ولفت فضل اللّه الى انه «كان ينبغي على الحكومة العراقية المؤقتة ان تعالج الموضوع بالدبلوماسية والحكمة، والابتعاد عن لغة التهديد والحل العسكري»، مؤكداً أن هذه القضية «لن تحل عسكرياً». ورأى «ان الادارة الاميركية» تعمل على ابقاء العراق بعيداً عن الحرية والاستقرار حتى تستطيع ابتزازه اكثر».
وكشف الناطق باسم فضل الله لـ «الشرق الأوسط» ان المرجع الشيعي حمَّل علوان رسالة الى الحكومة العراقية اكد فيها «استحالة الحل العسكري»، مشيراً الى ان «الناس تنظر الى ما تقوم به الحكومة على انه ايعاز من المحتل»، ومعتبراً ان اركان الطائفة لا يقبلون ما يجري في النجف.
وأوضح المسؤول في مكتب فضل الله أن الأخير كان قد اتصل أكثر من مرة بنائب الرئيس العراقي إبراهيم الجعفري، وهو من حزب الدعوة القريب من فضل الله، مشدداً على «ضرورة العمل لإيجاد حل عبر المفاوضات في النجف». وقال فضل الله: «ان للنجف مقامها. وأي محاولة للمس بها أمر خطير، وان الإساءة الى الإنسان العراقي لا تقل عن الإساءة للنجف».
وعن علاقة فضل الله بتيار الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، قال المسؤول إن المرجع الشيعي هو «مع كل حالة ضد الاحتلال، لكنه ليس مع تفاصيلها»، مشيراً الى ان فضل الله لا يستطيع ان يتبنى كل ما يصدر عن حركة الصدر، خصوصاً ان في كل حركة الكثيرين ممن يدخلون على خطها». وأوضح انه لا توجد اتصالات مع الصدر او معاونيه، كما لا توجد اتصالات مع الحكومة العراقية.
وكان فضل الله قد «نصح» رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بالتدخل لدى المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني لإصدار بيان أو موقف مما يجري في النجف يعارض الحل العسكري.
وفي المقابل، وجه الشيخ قبلان نداء الى العراقيين ناشدهم فيه «التعاطي مع الأوضاع المتدهورة بالحكمة والروية والعقلانية، والابتعاد عن الفوضى واعتماد الحل السلمي والعمل لدحر الاحتلال عن النجف والعراق»، داعيا الى «تحكيم المراجع الدينية في النزاعات، على اعتبار أنهم أصحاب رؤية سديدة ورأي حكيم». ودعا العراقيين الى «توحيد صفوفهم ونبذ الخلافات ومنع استهداف النجف التي تمثل رمزا لوحدة العراق»، متهماً «الموساد الإسرائيلي بزرع الفتنة والشقاق بين العراقيين والعمل لتقسيم العراق».
أما القائم بالأعمال العراقي فقد أعلن عقب لقائه قبلان: «ان صوت وكلام المرجعيات الدينية مسموع في العراق. وما يجري في العراق يحتاج الى نداء نريده نداء لتهدئة الأوضاع في النجف وكربلاء والكوفة، لأن الذين يقتلون هم أهلنا. ودائماً نسعى الى تخفيف حدة القتال وإنهاء هذه المؤامرة التي تستهدف العراق». وأمل ألا ندخل في هذه المؤامرة، اذ يراد إدخال شعب العراق في فتنة ومتاهات يرفضها»، معتبراً ان وجهات النظر كانت متطابقة مع الشيخ قبلان «لجهة قيام عراق موحد وخروج الاحتلال وحتى يحكم اهل العراق بلدهم بأنفسهم».
وعلى الصعيد نفسه، واصل مسؤول العلاقات الخارجية لمكتب مقتدى الصدر، الشيخ حسن الزرقاني، جولاته على القيادات اللبنانية. وزار امس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط مثمناً «المواقف الوطنية والمواقف القومية لوليد بك جنبلاط، الذي رفض استقبال (رئيس الحكومة العراقية المؤقتة اياد) علاوي، والذي ندد بالاحتلال داخل العراق ونادى بدعم المقاومة، لأنها اذا أجهضت، لا سمح الله، فسوف تتحول عملية الإبادة من العراق الى البلدان المجاورة، الى كل القوى الرافضة للوجود الأمير كي _ الإسرائيلي». وقارن الزرقاني بين (صمود جيش صدام أمام الإمكانات الضخمة التي كان يتمتع بها والتي كانت تضخم إعلاميا أيضا ونرى انه لم يصمد أكثر من أسبوعين أمام الاحتلال الأميركي، في حين ان جيش المهدي صمد في منطقة لا تتجاوز الكيلومترين لمدة أكثر من أسبوعين وألحق بالجيش الأميركي خسائر. ولا توجد مقارنة بين الآلة العسكرية الأميركية وبين الأسلحة الخفيفة الموجودة في أيدي شباب المقاومة العراقية». وقال الزرقاني لـ «الشرق الأوسط» انه يتحرك «من باب الانفتاح ومد الجسور» وانه زار وسيزور الجميع خصوصاً الذين لم يستقبلوا علاوي، مشيراً الى ان «التيار الصدري كان مضغوطاً عليه ايام (الرئيس العراقي المخلوع) صدام حسين». وأفاد الزرقاني بأنه لا تنسيق مع «حزب الله» ولم تحدث فعاليات مشتركة معه»، لكنه اعتبره من الأحزاب المؤيدة لخط تحرر العراق. ووصف علاقة التيار بفضل الله بأنها «ممتازة». وكشف انه التقاه ثلاث مرات، كما كان التقى الرئيس بري قبل لقائهما علاوي، من دون ان يقطع الطريق على لقاءات اخرى. واشاد بفضل الله الذي التقى علاوي «لكنه في المحصلة قال ان حكومته عميلة».
وفي هذا الإطار أيضا، زار وفد يرأسه الأمين العام للهيئة العليا للدعوة والإرشاد والفتوى في العراق الشيخ مهدي الصميدعي، قيادات سياسة في مدينة صيدا. وقال الصميدعي ان الوفد «اتى لنقل بعض الحقائق التي اخفاها الاعلام، وهي ما يحدث في العراق من تخريب ودمار وما تقوم به القوات الاميركية المحتلة من جانب، وما جاءت به منظمات اجنبية غير مسلحة من جانب آخر، وما قامت به هذه المنظمات من تدمير وأعمال تخريب وضرب التجمعات المدنية والشرطة في العراق». وعن رؤيته لما يحصل في النجف قال الشيخ الصميدعي: «نحن ننظر الى الوضع في النجف الأشرف نظرة عراقية، ونعتبر ان ما يحدث هناك يندرج في اطار الخطة التي يريدون ان يدمروا بها العراق ومدنه. فالقوات الأميركية اخذت على عاتقها ان تحطم كل رأس يريد ان ينهض او يرتفع. وكلما رأت رأساً يظهر ارادت ان تمحوه».
وكذلك استقبل الأمين العام لـ «حزب الله»، السيد حسن نصر الله، الشيخ مهدي الصيدعي والوفد المرافق له واستمع الى شرحه لما يجري في العراق وتوضيحه لما يقع من مقاومة.