المهدى
08-24-2004, 11:19 AM
قائد القوات البرية الأميركية السابق في العراق: انتهاكات أبو غريب سلوك سيئ ولكنها لم تثر غضب العراقيين على أميركا
كانت لحظة استثنائية عندما وقف ريكاردو سانشيز، الذي تسلق السبيل من طفولة بائسة في ريو غراند سيتي الى جنرال ذي نجوم ثلاث يقود جيش التحالف المتعدد الجنسيات في العراق، على بعد 24 بوصة من رجل آخر صنع نفسه.
وكان ذلك تناقضا في الحظوظ، حيث تقابل سانشيز المنتصر أمام المهزوم صدام حسين، الذي بدأت قصته من الفقر الى الغنى في شوارع تكريت المتواضعة أيضا.
وقال سانشيز عن التعبير الذي بدا على وجه صدام «كان مزيجا من الاستسلام والتحدي والغضب والحيرة. وكان يبدو، بلا ريب، رجلا منكسرا».
وقد حدث الأمر في ذلك الشهر عندما سحب الجنرال سانشيز من حفرة العنكبوت في مكان خارج تكريت. وقد جيء به الى غرفة وكان فوق رأسه غطاء في وقت مبكر من يوم 14 ديسمبر (كانون الأول) الماضي ووقف عند مسافة تقل عن قدمين من سانشيز.
وكان الوشم باديا في أعلى يديه. وقيل ان شريط الفيديو الشهير لفحص شعر صدام كان تفتيشا عن القمل، ولكنه لم يكن كذلك.
فقد كان صدام يعاني من جروح في رأسه عندما ألقي القبض عليه وأراد ان يعرف ما اذا كانت هناك مشكلة. وقال سانشيز، في مقابلة مع صحيفة «سان انطونيو» الاميركية، انه عند التحديق في عينيه كان هناك «احساس بالشر على نحو واضح. أعني أن بوسع المرء ان ينظر اليه ليرى ذلك. كان ما يزال متحديا الى حد ما. وكان بوسع المرء أن يشعر ذلك، أو ان هذا ما أحسسته على الأقل، بأن هذا رجل شرير».
وسانشيز نفسه البالغ 53 عاما، هو شخص يقف في منعطفات حاسمة. فهو شخصية رئيسية في العام الأول التاريخي والعاصف من احتلال أميركا للعراق، وهو إسباني الأصول فذ قاد 160 ألفا من القوات في بلد مخرب غير خاضع لسيطرة القانون باعتباره القائد الأعلى للقوات البرية للتحالف. ومع ذلك فانه الرجل الذي كان مسؤولا عندما قامت القوات الأميركية بتصرفاتها الوحشية بحق نزلاء في سجن أبو غريب.
ويقود سانشيز، الواثق من مستقبل مشرق يشتمل على الفوز بنجمة رابعة ومنصب قيادي آخر، فيلق النصر في ألمانيا ولا يعرف ما الذي سيحدث لاحقا، على الرغم من أنه يبدو متفائلا ظاهريا.
وقال «بعد كل ما قيل وجرى أبقى واثقا تماما من أنني سأظل قادرا على الإسهام في جيش أميركا، ذلك أنه لا يوجد شيء قمت به ويمكنني ان أتصور تحملي مساءلة عنه».
وقال سانشيز ان قصة أبو غريب «حافلة بالتكهنات من جميع الزوايا حول ما أدى الى هذا الأمر، وبالافتراضات بعيدة المدى». وقد تحدث عن افتراضات ونظريات واتهامات وتكهنات «على هذا النحو بالتحديد» وليس اكثر.
وقال «أعني انك تسمع وترى في الصحافة وترى في التلفزيون كل هؤلاء الناس المختلفين ممن لديهم معرفة سطحية مطلقة، وهم ينجذبون نحو كلمات معينة من قبيل «مخفي» و«تعذيب» و«توجيه» و«تعليمات» وأشياء من هذا القبيل، ولا ينظرون الى ما هو ابعد من ذلك لرؤية السياق في البيئة الفعلية في الواقع. وهذا هو المهم، وهذا هو ما ستحدد التحقيقات بتعابير غاية في الوضوح». ويتعين على سانشيز أن ينتبه الى ما يقوله عن أبو غريب بسبب احتمال التدخل المفرط في النظام القضائي العسكري، ولكنه مع ذلك تحدث طويلا عن الموضوع في مقابلة أجريت معه أخيرا.
وقد بذل جهدا استثنائيا لتأكيد الطبيعة الاستبطانية للجيش، والتحقيقات الكثيرة التي دققت في الوحشية في أبو غريب، السجن الذي أصبح سيئ الصيت في ظل الإدارة الأميركية كما كان الحال عندما كان تحت سيطرة صدام.
وكان سانشيز مبتهجا عندما سئل عما اذا كانت الفضيحة ستنهي مستقبله. فهو ما يزال يأمل بنجمة رابعة ويقلل من شأن التقارير التي أشارت الى أنه انتهى كقائد للقيادة الأميركية الجنوبية التي تتخذ من ميامي بولاية فلوريدا مقرا لها. فقد انتقل ذلك المنصب الى الجنرال جون كرادوك الذي يلتقي وزير الدفاع دونالد رامسفيلد يوميا باعتباره مديرا لمكتب موظفيه.
ولكن عند ذكر أبو غريب فانه من الواضح ان فضيحة السجن ليست، على الإطلاق، بعيدة عن الذهن.
ومن الواضح انها قضية صعبة. وكانت ماريا الينان زوجة سانشيز، تنظر باستنكار الى أحد الصحافيين عندما تحول الحديث الى أبو غريب. وقال سانشيز ان «كل امرئ قال: انكم بدأتم التصرف بشأن الموضوع عندما ظهرت الصور في ابريل. حسنا تلك هي مجموعة أشياء مبتذلة. فقد بدأنا التحقيق منذ اليوم الذي علمت فيه القيادة بالموضوع». وأضاف «انني لا ألاحق كل ما أسمعه حول القضايا المرتبطة بالمادة 32 مما يظهر في الصحافة»، مشيرا الى جلسات الاستماع العسكرية للأدلة التي تقرر أية قضية يجب أن تحال الى المحكمة. وقال «هناك جنود شبان الآن يقولون: كنا نعرف بشأن ذلك. ولم نأخذ الأمر أبدا الى السلطات الأعلى الى أن تأكدنا أنها أفعال خاطئة».
وحلت وقفة طويلة. ثم قال «كان سلوكا شنيعا. كان سلوكا غير مقبول على الإطلاق، وكان من الواضح انه حدث تعين علينا ملاحقته على نحو في غاية الشدة، وهو السبب الذي جعلنا نبدأ التحقيقات فورا. كنا نعرف انه سيسبب صدمة، وكنا نعرف انه سيكون قضية كبرى ما أن يكشف عنه، ولذلك لم نكن نتسم بالسذاجة أبدا في ما يتعلق بآثار هذا الأمر». ولكنه لا يعتقد ان الفضيحة أغضبت العراقيين على الولايات المتحدة. وقال سانشيز «لم أقبل الأمر على الإطلاق. وقضيت ما يزيد على ساعة مع مجلس الحكم عندما تعين علي الذهاب وتقديم تقرير يشير الى أننا نواجه هذا الحدث. وتحدث كل الموجودين حول تلك الطاولة بعد أن تحدث السفير بول بريمر، وكنت اشعر بالاستنزاف».
واضاف انهم «قالوا: حسنا نفهم ذلك. ونعرف ان هذا خطأ كان عليكم ألا تقترفوه. ولكن ما هو سبب عدم وضعكم أمام العالم الأشياء التي فعلها صدام حسين بشعبنا؟ انها قليلة الشأن بالمقارنة مع ما تتحدثون عنه. مئات الألوف الذين قتلوا وشوهوا وعذبوا. كان بعض الناس العاطفيين ممن اغرورقت عيونهم بالدموع قد أبلغونا بذلك. هل كان لذلك تأثير؟ أجل قطعا. هل كان ذلك صحيحا؟ كلا بالتأكيد».
وما يزال سانشيز يتشكك في ان أبو غريب كان عاملا رئيسيا في التأثير على مواقف عموم العراقيين. كما قال ان «معظم العراقيين الذي كانوا في أبو غريب أصيبوا بصدمة لأننا عاملناهم بصورة جيدة. ومرة أخرى عليك أن تعود الى نظام قيمهم، والى سجيتهم.
فعندما كنت تذهب الى أبو غريب وتذهب الى سجن تحت سيطرة نظام صدام فانك ستواجه التعذيب الجسدي ومن المحتمل ألا تخرج من هناك حيا». وأضاف سانشيز على عجل ان «ما ظهر كان خاطئا» ويجب استخدام المعايير الأميركية في معاملة السجناء العراقيين.
كانت لحظة استثنائية عندما وقف ريكاردو سانشيز، الذي تسلق السبيل من طفولة بائسة في ريو غراند سيتي الى جنرال ذي نجوم ثلاث يقود جيش التحالف المتعدد الجنسيات في العراق، على بعد 24 بوصة من رجل آخر صنع نفسه.
وكان ذلك تناقضا في الحظوظ، حيث تقابل سانشيز المنتصر أمام المهزوم صدام حسين، الذي بدأت قصته من الفقر الى الغنى في شوارع تكريت المتواضعة أيضا.
وقال سانشيز عن التعبير الذي بدا على وجه صدام «كان مزيجا من الاستسلام والتحدي والغضب والحيرة. وكان يبدو، بلا ريب، رجلا منكسرا».
وقد حدث الأمر في ذلك الشهر عندما سحب الجنرال سانشيز من حفرة العنكبوت في مكان خارج تكريت. وقد جيء به الى غرفة وكان فوق رأسه غطاء في وقت مبكر من يوم 14 ديسمبر (كانون الأول) الماضي ووقف عند مسافة تقل عن قدمين من سانشيز.
وكان الوشم باديا في أعلى يديه. وقيل ان شريط الفيديو الشهير لفحص شعر صدام كان تفتيشا عن القمل، ولكنه لم يكن كذلك.
فقد كان صدام يعاني من جروح في رأسه عندما ألقي القبض عليه وأراد ان يعرف ما اذا كانت هناك مشكلة. وقال سانشيز، في مقابلة مع صحيفة «سان انطونيو» الاميركية، انه عند التحديق في عينيه كان هناك «احساس بالشر على نحو واضح. أعني أن بوسع المرء ان ينظر اليه ليرى ذلك. كان ما يزال متحديا الى حد ما. وكان بوسع المرء أن يشعر ذلك، أو ان هذا ما أحسسته على الأقل، بأن هذا رجل شرير».
وسانشيز نفسه البالغ 53 عاما، هو شخص يقف في منعطفات حاسمة. فهو شخصية رئيسية في العام الأول التاريخي والعاصف من احتلال أميركا للعراق، وهو إسباني الأصول فذ قاد 160 ألفا من القوات في بلد مخرب غير خاضع لسيطرة القانون باعتباره القائد الأعلى للقوات البرية للتحالف. ومع ذلك فانه الرجل الذي كان مسؤولا عندما قامت القوات الأميركية بتصرفاتها الوحشية بحق نزلاء في سجن أبو غريب.
ويقود سانشيز، الواثق من مستقبل مشرق يشتمل على الفوز بنجمة رابعة ومنصب قيادي آخر، فيلق النصر في ألمانيا ولا يعرف ما الذي سيحدث لاحقا، على الرغم من أنه يبدو متفائلا ظاهريا.
وقال «بعد كل ما قيل وجرى أبقى واثقا تماما من أنني سأظل قادرا على الإسهام في جيش أميركا، ذلك أنه لا يوجد شيء قمت به ويمكنني ان أتصور تحملي مساءلة عنه».
وقال سانشيز ان قصة أبو غريب «حافلة بالتكهنات من جميع الزوايا حول ما أدى الى هذا الأمر، وبالافتراضات بعيدة المدى». وقد تحدث عن افتراضات ونظريات واتهامات وتكهنات «على هذا النحو بالتحديد» وليس اكثر.
وقال «أعني انك تسمع وترى في الصحافة وترى في التلفزيون كل هؤلاء الناس المختلفين ممن لديهم معرفة سطحية مطلقة، وهم ينجذبون نحو كلمات معينة من قبيل «مخفي» و«تعذيب» و«توجيه» و«تعليمات» وأشياء من هذا القبيل، ولا ينظرون الى ما هو ابعد من ذلك لرؤية السياق في البيئة الفعلية في الواقع. وهذا هو المهم، وهذا هو ما ستحدد التحقيقات بتعابير غاية في الوضوح». ويتعين على سانشيز أن ينتبه الى ما يقوله عن أبو غريب بسبب احتمال التدخل المفرط في النظام القضائي العسكري، ولكنه مع ذلك تحدث طويلا عن الموضوع في مقابلة أجريت معه أخيرا.
وقد بذل جهدا استثنائيا لتأكيد الطبيعة الاستبطانية للجيش، والتحقيقات الكثيرة التي دققت في الوحشية في أبو غريب، السجن الذي أصبح سيئ الصيت في ظل الإدارة الأميركية كما كان الحال عندما كان تحت سيطرة صدام.
وكان سانشيز مبتهجا عندما سئل عما اذا كانت الفضيحة ستنهي مستقبله. فهو ما يزال يأمل بنجمة رابعة ويقلل من شأن التقارير التي أشارت الى أنه انتهى كقائد للقيادة الأميركية الجنوبية التي تتخذ من ميامي بولاية فلوريدا مقرا لها. فقد انتقل ذلك المنصب الى الجنرال جون كرادوك الذي يلتقي وزير الدفاع دونالد رامسفيلد يوميا باعتباره مديرا لمكتب موظفيه.
ولكن عند ذكر أبو غريب فانه من الواضح ان فضيحة السجن ليست، على الإطلاق، بعيدة عن الذهن.
ومن الواضح انها قضية صعبة. وكانت ماريا الينان زوجة سانشيز، تنظر باستنكار الى أحد الصحافيين عندما تحول الحديث الى أبو غريب. وقال سانشيز ان «كل امرئ قال: انكم بدأتم التصرف بشأن الموضوع عندما ظهرت الصور في ابريل. حسنا تلك هي مجموعة أشياء مبتذلة. فقد بدأنا التحقيق منذ اليوم الذي علمت فيه القيادة بالموضوع». وأضاف «انني لا ألاحق كل ما أسمعه حول القضايا المرتبطة بالمادة 32 مما يظهر في الصحافة»، مشيرا الى جلسات الاستماع العسكرية للأدلة التي تقرر أية قضية يجب أن تحال الى المحكمة. وقال «هناك جنود شبان الآن يقولون: كنا نعرف بشأن ذلك. ولم نأخذ الأمر أبدا الى السلطات الأعلى الى أن تأكدنا أنها أفعال خاطئة».
وحلت وقفة طويلة. ثم قال «كان سلوكا شنيعا. كان سلوكا غير مقبول على الإطلاق، وكان من الواضح انه حدث تعين علينا ملاحقته على نحو في غاية الشدة، وهو السبب الذي جعلنا نبدأ التحقيقات فورا. كنا نعرف انه سيسبب صدمة، وكنا نعرف انه سيكون قضية كبرى ما أن يكشف عنه، ولذلك لم نكن نتسم بالسذاجة أبدا في ما يتعلق بآثار هذا الأمر». ولكنه لا يعتقد ان الفضيحة أغضبت العراقيين على الولايات المتحدة. وقال سانشيز «لم أقبل الأمر على الإطلاق. وقضيت ما يزيد على ساعة مع مجلس الحكم عندما تعين علي الذهاب وتقديم تقرير يشير الى أننا نواجه هذا الحدث. وتحدث كل الموجودين حول تلك الطاولة بعد أن تحدث السفير بول بريمر، وكنت اشعر بالاستنزاف».
واضاف انهم «قالوا: حسنا نفهم ذلك. ونعرف ان هذا خطأ كان عليكم ألا تقترفوه. ولكن ما هو سبب عدم وضعكم أمام العالم الأشياء التي فعلها صدام حسين بشعبنا؟ انها قليلة الشأن بالمقارنة مع ما تتحدثون عنه. مئات الألوف الذين قتلوا وشوهوا وعذبوا. كان بعض الناس العاطفيين ممن اغرورقت عيونهم بالدموع قد أبلغونا بذلك. هل كان لذلك تأثير؟ أجل قطعا. هل كان ذلك صحيحا؟ كلا بالتأكيد».
وما يزال سانشيز يتشكك في ان أبو غريب كان عاملا رئيسيا في التأثير على مواقف عموم العراقيين. كما قال ان «معظم العراقيين الذي كانوا في أبو غريب أصيبوا بصدمة لأننا عاملناهم بصورة جيدة. ومرة أخرى عليك أن تعود الى نظام قيمهم، والى سجيتهم.
فعندما كنت تذهب الى أبو غريب وتذهب الى سجن تحت سيطرة نظام صدام فانك ستواجه التعذيب الجسدي ومن المحتمل ألا تخرج من هناك حيا». وأضاف سانشيز على عجل ان «ما ظهر كان خاطئا» ويجب استخدام المعايير الأميركية في معاملة السجناء العراقيين.