المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقاتلو جيش المهدي صامدون ومنظمون



safaa-tkd
08-24-2004, 01:37 AM
مقاتلو جيش المهدي صامدون ومنظمون

http://wwwi.reuters.com/images/2004-08-23T144542Z_01_NOOTR_RTRIDSP_2_OEGTP-IRAQ-NAJAF-AL3.jpg


النجف (العراق) (رويترز) - عندما تسقط شظايا على مرقد الامام علي بالنجف عادة ما يلقي مقاتلو جيش المهدي الموالون للزعيم الشيعي مقتدى الصدر المتحصنون داخل المسجد نظرة خاطفة على ذلك الجسم الصلب الساخن ثم يستأنفون صلاتهم أو هتافاتهم التي يرددونها في تحد.

ويبدو أن أنصار الصدر الذين تحاصرهم القوات الامريكية لا يتعجلون إنهاء هذه المواجهة التي حولت مدينة النجف العراقية إلى منطقة حرب وجعلت من المسجد محور صراع دموي.

يقول المقاتلون الذين يعانون من الحرارة الشديدة في الباحة غير المسقوفة لاكثر المساجد تقديسا لدى الشيعة والذين يعتقدون أنهم يحاربون صليبيين ان لديهم غذاء وماء وذخيرة تكفي لمدة أسابيع وربما شهور.

قال حامد خضير (54 عاما) وهو يشير إلى نفسه وابنه علي البالغ عشر سنوات "نحن هنا لنقتل ولدينا ما يكفي من القدرة على التحمل."

وقال الاب إن الامريكيين "يشنون حربا صليبية علينا بهذا الاحتلال. جاءوا هنا لغزو العراق وسرقة البلاد."

وسلمت الولايات المتحدة السلطة إلى العراق في أواخر يونيو حزيران. لكن الصدر وغيره من العراقيين ما زالوا يعتبرونهم محتلين.

ويبدو أن عدد أعضاء جيش المهدي المتمركزين في الحارات المؤدية للمسجد قل عن الأيام القليلة الماضية.

لكن الشيخ أحمد الشيباني وهو من كبار مساعدي الصدر وقائد جيش المهدي قال لرويترز إن المقاتلين يغيرون مواقعهم بشكل دوري وهم مستعدون لمواصلة قتال الامريكيين.

وزحفت الدبابات الأمريكية حتى أصبحت على بعد 800 متر من المسجد يوم الاحد ولكنها تراجعت قليلا فيما يبدو يوم الاثنين.

وتدرك الحكومة العراقية المؤقتة جيدا أن أي هجوم أمريكي على المسجد من الممكن أن تكون له عواقب وخيمة إذ أنه سيثير غضب ملايين الشيعة في العراق وفي الخارج وسيكون في مصلحة الصدر في نهاية الامر.

لذلك فان الوقت في صالح الصدر بالرغم من الضربات الجوية التي وجهتها القوات الامريكية ليل الاحد والتي أضاءت المنطقة الواقعة قرب المسجد وهزت النجف.

وليس بوسع أفراد جيش المهدي ومؤيديه من الشبان مضاهاة قوة نيران الطائرات الحربية والدبابات الامريكية. لكنهم تمكنوا من إقامة بنيتهم الاساسية وخطوط الامداد الخاصة بهم بشكل يمكنهم من الصمود.

ويطهو مؤيدو الصدر الارز والبطاطا (البطاطس) في أوان ضخمة ثم ينقل الطعام إلى أوان صغيرة ويقدم لمجموعات صغيرة من المقاتلين.

قال عبد الرضا (23 عاما) الذي جاء إلى النجف من بغداد لمناصرة الصدر "نحن نأكل معا ونصلي معا في مجموعات صغيرة. هذا يرفع من معنوياتنا."

وتوجد مبردات مياه معدنية ضخمة داخل الباحة الرخامية للمسجد وهي عنصر حيوي لمواجهة القيظ الشديد. وربطت أكواب معدنية بالمبردات حتى لا تسول لأحد نفسه سرقتها.

يجلس مؤيدو الصدر على الارض ويرتشفون الشاي من معلبات طماطم قديمة.

ووسط الانفجارات التي تحدث في مكان مجاور ونيران القناصة والقصف يبسط صبية بعناية السجاجيد وينظفونها.

وأخذ رجل يشم شظية سقطت في مرقد الامام علي في حين أصيب صبي من المقاتلين بسبب نيران القناصة ويدفعه آخرون الان على كرسي متحرك.

وتعتبر الخسائر البشرية التي يتكبدها جيش المهدي موضوعا حساسا. ويمنع الصحفيون من دخول العيادة المؤقتة المقامة داخل المسجد ويحظر التقاط صور للمقاتلين المصابين.

وحقق الصدر شعبية كبيرة من خلال دفاعه عن حقوق الفئة المطحونة من شيعة العراق. لكن الشبان المتعلمين المنحدرين من الطبقة المتوسطة من أمثال مهدي فاضل مقتنعون فيما يبدو بفكرة أن الصليبيين يستهدفون المسلمين من الشيعة.

قال فاضل الذي تخرج في الجامعة بعد دراسته للفرنسية "هذه حرب يشنها المسيحيون واليهود ضد الاسلام."

ويعتقد صبية آخرون فيما يبدو أن التحول إلى مقاتلين والمخاطرة بحياتهم شيء ممتع. وعند بوابة المسجد ركض صبية بسرعة البرق إلى الجهة الاخرى من الشارع لشراء بعض ما يحتاجه جيش المهدي لتجنب ما قالوا انه قناص أمريكي.

وكان زملاؤهم يهللون في الوقت الذي تطاير فيه الرصاص فوق رؤوسهم.

لكن كل الجلبة التي تحدث في المسجد لم تمنع مسنا عمره 79 عاما من الجلوس في هدوء على درجة سلم في محاولة للتقرب إلى الله وهو ما اعتاد فعله منذ كان صبيا.

وقال الرجل "يتعين علي الآن السير لمدة ساعة لانه لم يعد من الممكن قيادة سيارات هنا. أحاول فقط ان أصلي وحدي. كل هذا يفوق طاقتي حاليا."

من مايكل جورجي


http://www.reuters.com/locales/c_newsArticle.jsp?type=topNews&localeKey=ar_ME&storyID=6045859