جمال
08-23-2004, 11:00 AM
عبد العزيز الخضر*
كاتب سعودى
كثافة الأخبار والفوضى المستمرة في العراق تضعفان قيمة التفاصيل اليومية، وتعززان الحاجة إلى رؤى عامة تنظم التفكير في الأزمة، وتعقلنان المواقف السياسية، وهي مرحلة تعيد إحياء آليات الذهنية السياسية العربية والإسلامية الفاشلة في صراعات تكررت كثيرا في الماضي القريب والبعيد.
عمليا لا تستطيع إقناع من يغرم بالكلمات والمصطلحات الجميلة، حتى وإن جاءت بنتائج كارثية على الجميع، دون الاستعانة بلحظتين زمنيتين متباعدتين قبل وبعد.
في الحالة العراقية نحن نعيش الحاضر، لكننا لا نملك صورة المستقبل بعد سنوات، ليرى أصحاب الخطاب والممارسة الحالية نتائج أفعالهم، وبعد أن ينسى الناس جرائمهم بفعل مرور الزمن. لهذا نحتاج الى الاستعانة باللحظة الحاضرة والعودة إلى الماضي في حالتين عربية وإسلامية، لنرى كيف أن بعض أطياف الفكر القومي والإسلامي، تعميهم جمالية الشعار الشكلي على حساب المضمون، وأن الفعل السياسي هو جدوى واقعية، وليس كلمات ومفردات نظيفة تقود إلى عكسها تماما، كما عايشت مجتمعاتنا نماذج كثيرة منها، ليثبت التاريخ أن الدول الموسومة بالرجعية في تاريخنا قبل عدة عقود، تبدو الآن أفضل حالا من تلك التقدمية، التي أصبحت في مؤخرة الركب.
لنأخذ حالة ناجحة وأخرى فاشلة في تقييم هذه الجدوى، فمع مطلع السبعينات تهيأت الظروف لإقامة الإتحاد بين الإمارات العربية المتحدة، وهي التي تبدو الآن في حالة تغري تطلعات كل من يطمح في عمل وتحسين معيشته، حتى من التقدميين والقوميين العرب، ويوجد الآن الكثير منهم على أرضها، لكن الذي نسيه الجمهور هو موقف الكثيرين من الطلائع التقدمية في الستينات والسبعينات من هذه التجربة في خطابهم وبياناتهم، فعندما أعلنت بريطانيا عزمها على الانسحاب من الخليج العربي، ودعت لإنشاء اتحاد بين الإمارات من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية.
يذكر الباحث د. مفيد الزيدي في كتابه (التيارات الفكرية في الخليج العربي) أن قيام دولة الاتحاد لم يلق ترحيبا في صفوف القوى والتنظيمات القومية في الخليج العربي بعامة، لأنها كانت تدرك أن اتحاد الإمارات مطلب شعبي وقومي لا بد أن يتحقق، بما فيه من خدمة لبناء المنطقة والأمة العربية، ولكن طريقة تشكيل هذا الاتحاد لم تكن وفق المطالب الشعبية ورؤية القوم الوطنية، بل بقرار سياسي تم تبنيه من بريطانيا، وبصورة مفاجئة من دون إعداد بخطوات تمهيدية ناضجة نحو الوحدة الحقيقية التي تبدأ من القاعدة الشعبية.
أما مجلة الطليعة في عددها الصادر 24 أبريل (نيسان) 1968م فقد حللت هدف بريطانيا من إقامة الاتحاد في مقال نشرته: «لماذا أقامت بريطانيا الاتحاد وشجعت حكام الإمارات على أن يتحدوا؟». وتوصلت إلى أن بريطانيا أرادت الحفاظ على نفوذها في المنطقة بعد انسحابها، ودفعت الحكام إلى الاعتماد عليها عن طريق المعاهدات الدفاعية التي تسمح بممارسة نفوذها في المنطقة. وهاجمت الطليعة الاتحاد الإماراتي، ورأت أن الحل الحقيقي هو في الاتحاد بين القوى الشعبية الثورية التي تقود الثورة ضد الاستعمار والرجعية.
أما عن القوى الماركسية، فقد شككت (الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي) بجدية الاتحاد وخطواته في الوحدة، وهاجمت في منشور كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا لأن إعدادهما لهذه الخطوة من اجل تحقيق مصالحهما وليس مصالح الشعب العربي في المنطقة، وعبرت عن هذا الموقف بقولها: «إن اتحاد إمارات الخليج مزيف.. ما هو في الواقع، وكما تدرك جماهير شعبنا في الخليج، إلا شكل سياسي منمق لضمان القاعدة العشائرية البرجوازية الكمبرادورية، التي يمكن أن تحقق استمرار النهب وتنظيم المصالح الاحتكارية للاستعمار الجديد، وذلك بعد أن أصبحت نهاية الاستعمار البريطاني القديم بشكله العسكري والسياسي أمرا مؤكدا وشيك الحدوث».
وبالنسبة لحزب العمل العربي فقد شن هجوما قاسيا على الاتحاد ووصفه بـ«المشبوه»، واعتقد أن أهدافه الحقيقية هي إسقاط النظم الثورية في المنطقة. وأما الجبهة الوطنية الديمقراطية لتحرير عمان والخليج العربي، فعدت أن الاستعمار البريطاني بإعلانه الانسحاب، وتبنيه للاتحاد المزيف، إنما يحاول ترتيب الأوضاع المهترئة التي خلقها بنفسه ورعاها طوال فترة احتلاله، وليس من الممكن أن يكون في قدرة «العملاء والأسر الإقطاعية» أن تتجاوز مصالحها الضيقة، وتعمل لخدمة الشعب وتقدمه.
تعمدت الاستطراد في النقل المتفرق هنا لمواقف حصلت قبل أكثر من ثلاثة عقود، لنرى كيف أن هذه اللغة الفاشلة في رؤية الواقع وكثير من مفرداتها ما زالت تعيش بيننا، وتصدر عبر الفضائيات والصحف العربية، وأنه لا جديد في فكرنا العربي حتى وإن ظهر بعضه محجبا بلغة دينية، ومفردات مقدسة بدلا من مفردات العروبة.
وفي حالة إسلامية أخرى، وهي الكارثة الأفغانية، التي ما زالت تسجل حالات فشل العنتريات الإسلامية التي نسي معها العالم بدايات هذه الكارثة مع الاحتلال السوفيتي، وما أصابها بيد أبنائها وأنصارها، كان كافيا لأن يلحق بهم عار التدمير والتخريب لأسس الدولة ومؤسساتها.
وأذكر في أوائل التسعينات أنني وحينما تصارعت فصائل المجاهدين ودمروا العاصمة الأفغانية بحجج واهية، دخلت في نقاش مع احد المتحمسين للحالة الأفغانية، وكان يبدي إعجابا كبيرا بعناد المهندس (حكمتيار) وإصراره على رأيه، وكالعادة معيار هذا الإعجاب هو الموقف من أمريكا والغرب، فكلما أبديت تحديا ولغة نارية ضدهم، كلما كسبت عقول الجماهير، دون أن يملكوا الأهلية لهذه المواجهة.
لم استطع حينها إقناع هذا الشخص بأن هذا النمط من العقليات المتصلبة لا يمكن أن يكون مؤهلا لبناء دولة. وطغت في كثير من الأحيان هموم التفاصيل المذهبية على حساب هم بناء الدولة المنهارة للجميع. ولا أدري هل غير رأيه بعد أن تحول كثير من الاشخاص المعجب بهم، إلى لاجئين في دول مجاورة، وبعد أن دمروا بلدهم، ثم جاءت حركة طالبان، والتي نمت تحت رعاية باكستانية معروفة، وكانت كثير من الأوساط الإسلامية تنظر اليها في بدايتها على أنها صنيعة أمريكية، قبل أن تسحرهم بعنترياتها السياسية، لتعيد لاحقا الفشل والتدمير بصورة أخرى!
والآن، ومع فوضى ما يحدث على أرض العراق، يبدو واضحا أن هناك مقاومة عربية للوعي، وإصرارا على إنتاج خطاب ينجح في التخريب، ويسهم في تفلت الأوضاع في داخل العراق وخارجها أكثر مما ينجح في البناء. لا يوجد فكر عربي في إدارة الأزمات المتحركة، لهذا فالمنطق الثابت لا يتمكن من التفاعل الإيجابي معها، لأنه في كل لحظة تنفلت منه الأزمة نتيجة تغيرات الواقع اليومية، ولهذا يتأخر إدراك حجم الخسائر مع مرور الزمن.
الاحتلال واقع سيئ دائما.. لكن قد تكون المقاومة أسوأ من الاحتلال إذا أخلت بشروطها، ومن يظن أنه يمكن تلميع المقاومة عبر لفظ كلمة «احتلال» بين جملة وأخرى، لإخفاء معالم اللغة الفاشلة في التعامل مع الواقع، فإنه سيجد جمهورا عريضا مغرما بمثل هذه الكلمات، ولن يكتشف أخطاءه، لكن ما يبدو مدهشا ومحيرا للكثيرين هو أن يظهر الواقع أهداف هذه المقاومة، وهو تحطيم البدائل المفترضة للاحتلال، عن طريق ضرب المؤسسات الأمنية العراقية الجديدة، وإضعافها لتحتاج للقوة الأجنبية، وهي ممارسة ليست غريبة على من يدرك الآليات التي ينطلق منها هؤلاء في قول الشيء وفعل نقيضه، في حين يكون من المفترض أن يترك ذلك السلوك عند أصحاب المشاعر النضالية علامات استفهام كبرى بحجم مساحة العراق..؟!
كاتب سعودى
كثافة الأخبار والفوضى المستمرة في العراق تضعفان قيمة التفاصيل اليومية، وتعززان الحاجة إلى رؤى عامة تنظم التفكير في الأزمة، وتعقلنان المواقف السياسية، وهي مرحلة تعيد إحياء آليات الذهنية السياسية العربية والإسلامية الفاشلة في صراعات تكررت كثيرا في الماضي القريب والبعيد.
عمليا لا تستطيع إقناع من يغرم بالكلمات والمصطلحات الجميلة، حتى وإن جاءت بنتائج كارثية على الجميع، دون الاستعانة بلحظتين زمنيتين متباعدتين قبل وبعد.
في الحالة العراقية نحن نعيش الحاضر، لكننا لا نملك صورة المستقبل بعد سنوات، ليرى أصحاب الخطاب والممارسة الحالية نتائج أفعالهم، وبعد أن ينسى الناس جرائمهم بفعل مرور الزمن. لهذا نحتاج الى الاستعانة باللحظة الحاضرة والعودة إلى الماضي في حالتين عربية وإسلامية، لنرى كيف أن بعض أطياف الفكر القومي والإسلامي، تعميهم جمالية الشعار الشكلي على حساب المضمون، وأن الفعل السياسي هو جدوى واقعية، وليس كلمات ومفردات نظيفة تقود إلى عكسها تماما، كما عايشت مجتمعاتنا نماذج كثيرة منها، ليثبت التاريخ أن الدول الموسومة بالرجعية في تاريخنا قبل عدة عقود، تبدو الآن أفضل حالا من تلك التقدمية، التي أصبحت في مؤخرة الركب.
لنأخذ حالة ناجحة وأخرى فاشلة في تقييم هذه الجدوى، فمع مطلع السبعينات تهيأت الظروف لإقامة الإتحاد بين الإمارات العربية المتحدة، وهي التي تبدو الآن في حالة تغري تطلعات كل من يطمح في عمل وتحسين معيشته، حتى من التقدميين والقوميين العرب، ويوجد الآن الكثير منهم على أرضها، لكن الذي نسيه الجمهور هو موقف الكثيرين من الطلائع التقدمية في الستينات والسبعينات من هذه التجربة في خطابهم وبياناتهم، فعندما أعلنت بريطانيا عزمها على الانسحاب من الخليج العربي، ودعت لإنشاء اتحاد بين الإمارات من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية.
يذكر الباحث د. مفيد الزيدي في كتابه (التيارات الفكرية في الخليج العربي) أن قيام دولة الاتحاد لم يلق ترحيبا في صفوف القوى والتنظيمات القومية في الخليج العربي بعامة، لأنها كانت تدرك أن اتحاد الإمارات مطلب شعبي وقومي لا بد أن يتحقق، بما فيه من خدمة لبناء المنطقة والأمة العربية، ولكن طريقة تشكيل هذا الاتحاد لم تكن وفق المطالب الشعبية ورؤية القوم الوطنية، بل بقرار سياسي تم تبنيه من بريطانيا، وبصورة مفاجئة من دون إعداد بخطوات تمهيدية ناضجة نحو الوحدة الحقيقية التي تبدأ من القاعدة الشعبية.
أما مجلة الطليعة في عددها الصادر 24 أبريل (نيسان) 1968م فقد حللت هدف بريطانيا من إقامة الاتحاد في مقال نشرته: «لماذا أقامت بريطانيا الاتحاد وشجعت حكام الإمارات على أن يتحدوا؟». وتوصلت إلى أن بريطانيا أرادت الحفاظ على نفوذها في المنطقة بعد انسحابها، ودفعت الحكام إلى الاعتماد عليها عن طريق المعاهدات الدفاعية التي تسمح بممارسة نفوذها في المنطقة. وهاجمت الطليعة الاتحاد الإماراتي، ورأت أن الحل الحقيقي هو في الاتحاد بين القوى الشعبية الثورية التي تقود الثورة ضد الاستعمار والرجعية.
أما عن القوى الماركسية، فقد شككت (الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي) بجدية الاتحاد وخطواته في الوحدة، وهاجمت في منشور كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا لأن إعدادهما لهذه الخطوة من اجل تحقيق مصالحهما وليس مصالح الشعب العربي في المنطقة، وعبرت عن هذا الموقف بقولها: «إن اتحاد إمارات الخليج مزيف.. ما هو في الواقع، وكما تدرك جماهير شعبنا في الخليج، إلا شكل سياسي منمق لضمان القاعدة العشائرية البرجوازية الكمبرادورية، التي يمكن أن تحقق استمرار النهب وتنظيم المصالح الاحتكارية للاستعمار الجديد، وذلك بعد أن أصبحت نهاية الاستعمار البريطاني القديم بشكله العسكري والسياسي أمرا مؤكدا وشيك الحدوث».
وبالنسبة لحزب العمل العربي فقد شن هجوما قاسيا على الاتحاد ووصفه بـ«المشبوه»، واعتقد أن أهدافه الحقيقية هي إسقاط النظم الثورية في المنطقة. وأما الجبهة الوطنية الديمقراطية لتحرير عمان والخليج العربي، فعدت أن الاستعمار البريطاني بإعلانه الانسحاب، وتبنيه للاتحاد المزيف، إنما يحاول ترتيب الأوضاع المهترئة التي خلقها بنفسه ورعاها طوال فترة احتلاله، وليس من الممكن أن يكون في قدرة «العملاء والأسر الإقطاعية» أن تتجاوز مصالحها الضيقة، وتعمل لخدمة الشعب وتقدمه.
تعمدت الاستطراد في النقل المتفرق هنا لمواقف حصلت قبل أكثر من ثلاثة عقود، لنرى كيف أن هذه اللغة الفاشلة في رؤية الواقع وكثير من مفرداتها ما زالت تعيش بيننا، وتصدر عبر الفضائيات والصحف العربية، وأنه لا جديد في فكرنا العربي حتى وإن ظهر بعضه محجبا بلغة دينية، ومفردات مقدسة بدلا من مفردات العروبة.
وفي حالة إسلامية أخرى، وهي الكارثة الأفغانية، التي ما زالت تسجل حالات فشل العنتريات الإسلامية التي نسي معها العالم بدايات هذه الكارثة مع الاحتلال السوفيتي، وما أصابها بيد أبنائها وأنصارها، كان كافيا لأن يلحق بهم عار التدمير والتخريب لأسس الدولة ومؤسساتها.
وأذكر في أوائل التسعينات أنني وحينما تصارعت فصائل المجاهدين ودمروا العاصمة الأفغانية بحجج واهية، دخلت في نقاش مع احد المتحمسين للحالة الأفغانية، وكان يبدي إعجابا كبيرا بعناد المهندس (حكمتيار) وإصراره على رأيه، وكالعادة معيار هذا الإعجاب هو الموقف من أمريكا والغرب، فكلما أبديت تحديا ولغة نارية ضدهم، كلما كسبت عقول الجماهير، دون أن يملكوا الأهلية لهذه المواجهة.
لم استطع حينها إقناع هذا الشخص بأن هذا النمط من العقليات المتصلبة لا يمكن أن يكون مؤهلا لبناء دولة. وطغت في كثير من الأحيان هموم التفاصيل المذهبية على حساب هم بناء الدولة المنهارة للجميع. ولا أدري هل غير رأيه بعد أن تحول كثير من الاشخاص المعجب بهم، إلى لاجئين في دول مجاورة، وبعد أن دمروا بلدهم، ثم جاءت حركة طالبان، والتي نمت تحت رعاية باكستانية معروفة، وكانت كثير من الأوساط الإسلامية تنظر اليها في بدايتها على أنها صنيعة أمريكية، قبل أن تسحرهم بعنترياتها السياسية، لتعيد لاحقا الفشل والتدمير بصورة أخرى!
والآن، ومع فوضى ما يحدث على أرض العراق، يبدو واضحا أن هناك مقاومة عربية للوعي، وإصرارا على إنتاج خطاب ينجح في التخريب، ويسهم في تفلت الأوضاع في داخل العراق وخارجها أكثر مما ينجح في البناء. لا يوجد فكر عربي في إدارة الأزمات المتحركة، لهذا فالمنطق الثابت لا يتمكن من التفاعل الإيجابي معها، لأنه في كل لحظة تنفلت منه الأزمة نتيجة تغيرات الواقع اليومية، ولهذا يتأخر إدراك حجم الخسائر مع مرور الزمن.
الاحتلال واقع سيئ دائما.. لكن قد تكون المقاومة أسوأ من الاحتلال إذا أخلت بشروطها، ومن يظن أنه يمكن تلميع المقاومة عبر لفظ كلمة «احتلال» بين جملة وأخرى، لإخفاء معالم اللغة الفاشلة في التعامل مع الواقع، فإنه سيجد جمهورا عريضا مغرما بمثل هذه الكلمات، ولن يكتشف أخطاءه، لكن ما يبدو مدهشا ومحيرا للكثيرين هو أن يظهر الواقع أهداف هذه المقاومة، وهو تحطيم البدائل المفترضة للاحتلال، عن طريق ضرب المؤسسات الأمنية العراقية الجديدة، وإضعافها لتحتاج للقوة الأجنبية، وهي ممارسة ليست غريبة على من يدرك الآليات التي ينطلق منها هؤلاء في قول الشيء وفعل نقيضه، في حين يكون من المفترض أن يترك ذلك السلوك عند أصحاب المشاعر النضالية علامات استفهام كبرى بحجم مساحة العراق..؟!