المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطفال العراق يحبون الـجنود الأميركيين سراً



جمال
08-23-2004, 10:53 AM
بغداد ـ دوغ ستراك (واشنطن بوست):

تعيش الطفلة هناء (10 سنوات) في إحدى القواعد العسكرية الأميركية وتمارس هنا ألعاب الكمبيوتر، بينما تقوم والدتها بأعمال التنظيف. وليس في القاعدة أتراب لهناء تلعب معهم، وتخشى والدتها ارسالها الى المدرسة وإذا علم الطلبة الآخرون بصلتها بالأميركيين، فربما تتعرض الى الخطف أو القتل، كما تقول والدتها أمل العلمي (42 عاماً) «اريد ان احميها بابقائها في هذه القاعدة».

الحروب عادة ما تكون قاسية على المدنيين لاسيما الأطفال منهم. وفي هذا الصراع تجد بعض الأطفال ممن يمقتون الأميركيين وينظرون اليهم كقتلة ويحاولون تجنب الاقتراب منهم، لكن آخرين يجدون حياتهم أكثر أماناً على مقربة منهم.

وتقول العلمي انه إذا غادرت القوات الأميركية العراق فستصبح هي وابنتها دون مأوى أو دخل مادي ودون أحد يدافع عنهما «انني أتمنى بقاءهم الى الأبد، وآمل ان يوفروا لي يوماً ما، منزلاً صغيراً» في القاعدة المحصنة في إحدى ضواحي بغداد.

وتقول الطفلة هناء «أنا سعيدة لكوني هنا تحت حماية الجنود الأميركيين انهم لطيفون وأنا أحبهم». ومن جانبه يقول النقيب مارك وودز ان «الجنود يحبون الأطفال حقاً» ويهتمون بثماني عائلات عراقية تعيش داخل القاعدة. ويعمل بعض أفراد هذه العائلات في القاعدة. ويضيف وودز «صحيح ان بعض هذه العائلات أصبحت تعتمد علينا، لكننا نعتمد عليها أيضاً».

وكانت هناء ووالدتها الفارة من زوج كان يسيء معاملتها، قد لجأتا الى القاعدة الأميركية قبل تسعة أشهر، وحصلت الأم على عمل في مجال التنظيف في القاعدة بمساعدة أحد المترجمين مقابل 35 دولاراً اسبوعياً. وحين علم الجنود ان لا مكان يؤويها وابنتها، أعطوها غرفة الى جانب عدد آخر من العاملين في القاعدة التي يقيمون فيها ويحصلون على وجباتهم بالمجان.

ويحاول وودز ترتيب حافلة لتأخذ 13 طفلاً يعيشون مع أهلهم في القاعدة، الى المدرسة التي ستفتح أبوابها بعد اسبوعين. ولكن والدة هناء ليست واثقة من انها سترسل ابنتها الى الخارج، فقد تعرض عدد من العاملين مع القوات الأميركية من المترجمين أو حتى العمال للقتل باعتبارهم عملاء للأميركيين.

كذبة خطيرة

وإذا خرجت هناء الى المدرسة، فسيتعين عليها اخفاء حقيقة اقامتها في القاعدة الأميركية عن بقية زملائها الطلبة وعن الأساتذة. لكن والدتها تقول انها «كذبة خطيرة». وتضيف: «لا أعرف ماذا أفعل، انها ابنتي الوحيدة وأود ان أبقيها قريبة مني كي أحميها، ولا أعرف ما إذا كنت سأرسلها الى المدرسة أم لا».

وربما كانت نظرة أطفال آخرين الى الجنود الأميركيين أكثر سلبية، خاصة أولئك الذين يرونهم وهم يداهمون منازلهم ويصوبون أسلحتهم نحوهم ويجوبون الشوارع داخل دباباتهم المصفحة.

ويقول كاظم مزعل الذي يعمل مديراً لاحدى دور الأيتام ان «بعض الأطفال يشعرون بالخوف من الجنود الأميركيين والبعض الآخر يريد الاحتكاك بهم والتحدث اليهم»، ولكن ذلك اصبح صعباً مع تزايد أعمال العنف التي تفصل بين الجنود الأميركيين والمدنيين العراقيين.

ويقول عصام رعد (26 عاماً) المتطوع في الدار ان «الأطفال يشاهدون في التلفزيون قوات أميركية تقتل المدنيين العراقيين، ولكنهم حين يرون الجنود عن قرب، فإنهم يتعرفون على جانب آخر من هؤلاء الجنود».

لقد كان من الأسهل اقامة علاقات بين المدنيين العراقيين والجنود الأميركيين بعد سقوط نظام صدام مباشرة حين قوبل الجنود بالترحاب. ويتذكر الطفل العراقي حيدر محمد (14 عاماً) انه لعب كرة القدم مع الجنود الأميركيين بعد يومين من سقوط بغداد، وانهم كانوا يحضرون لهم السندويتشات والأكل.

كما يتحدث حيدر عن علاقاته الطيبة بالجنود والمجندات من القوات الأميركية، بل ان احداهن وتدعى جوليا عرضت عليه ان يرافقها الى الولايات المتحدة، لكنه رفض. ويحرص حيدر على إبقاء صلته بالأميركيين سراً قائلاً «انهم لو علموا بذلك لقتلوني، لقد قتلوا إحدى المترجمات».