المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليد القذرة للحكومة السعودية في السودان ( كشف لحقيقة مخزية واستشراف لمستقبل السودان )



جمال
06-01-2009, 05:03 PM
حسان بن النعمان - الساحة العربية

تمهيد : موضوعي مبني على ما أخبرني به صديق سوداني عزيز وقريب من قلبي .. وهو ثقة لدي لما أعلمه عنه من صدق في القول والقصد !! بل إن وظيفته ومؤهله العلمي يجعل منه مصدرا موثوقا للمعلومة !!

بداية : قبل عشرات السنوات بدأ الغرب في التنقيب عن النفط في الدول العربية فاكتشفوه في أراضي الجزيرة العربية والعراق وبكميات ضخمة !! وبدأت الشركات الأمريكية والغربية تتوافد للمنطقة وتحل بها مستثمرة هذا المعدن النفيس "النفط "!! فأقامت المنشآت الضخمة بل والبنية التحتية لاستخراج النفط واستثماره ... وفي البداية كانت العقود مجحفة بحق شعوب أهل المنطقة من حيث أن غالبية الدخل كان لهذه الشركات الغربية وللحكومات الغربية التي تنتمي لها هذه الشركات ... وتعتبر في نفس الوقت الداعم والحامي لها ولمصالح الطرفين !! وليس لأهل الأرض إلا الفتات !!

ولم تتوقف هذه الشركات عن التنقيب في بقية الدول العربية ... فكان من آخر الدول التي نقبت فيها الشركات الأمريكية "دولة السودان "! .... والعجيب أن هذه الشركات اكتشفت مخزونات ضخمة من النفط تحويها أرض السودان حتى أنها من ضخامتها خافت هذه الشركات وحكوماتها من أن تؤثر على اسعارالنفط وبذلك على الاستثمارات الأمريكية والغربية بوجه عام في المنطقة ...!!

حينها قررت الحكومة الأمريكية أن تؤجل الإستفادة من نفط السودان إلى وقت آخر وتعاملت الحكومة والشركات مع نتائج التنقيب بسرية تامة بل أخفت عن الحكومة السودانية هذه المعلومات ... وتصرفت تصرفا سافلا فدفنت الآبارالمكتشفة بنفايات مفاعلاتها النووية لكي لا يستفاد منها !! ... تسربت بعض المعلومات للحكومة السودانية في ذلك الوقت ! وخاصة بعد انسحاب الشركات الأمريكية ولكنها لم تكن تعلم بنتائج التنقيب ولا بالمخزونات المتوقعة التي قدرتها تلك الشركات !!

ولكي لا يستطيع السودان استخراج نفطه أو يحاول ذلك كان لا بد من إشغال الحكومة السودانية لكي تستنزف جهودها ومقدراتها ... فكان أن جندت أمريكا قادة من الجنوب السوداني وعلى رأسهم جون قرنق !! ودعمته بالسلاح والمال ليكون شوكة في خاصرة الحكومة السودانية ومستنزف لمقدرات البلد !! والعجيب أن هذا الدعم كان يأتي من دول الخليج وبإيعاز من أمريكا !! ... فكانت الحكومة السعودية في مقدمة الحكومات الخليجية التي قدمت الدعم لمتمردي الجنوب !! دعمتهم بالمال والسلاح ...حتى أن صناديق الأسلحة والذخيرة كانت تصل لجون قرنق ومتمردي الجنوب وهي مازالت تحمل شعار وزارة الدفاع والجيش العربي السعودي !! ... وهذا دليل على سرعة وتواصل الدعم !!

اكتشفت الحكومة السودانية ذلك وأعدت تقريرا مصورا بتلك الأسلحة وذلك الدعم وباعترافات كثير من متمردي الجنوب ..!! ولم تنشر هذا التقرير إلا عندما حصل توتر خطير في العلاقات السعودية السودانية بعد دخول صدام رحمه الله للكويت ... فبثت الحكومة السودانية التقرير المصور على قناتها الرسمية وكانت الفاجعة لكل مراقب في ذلك الوقت !! والجميع يذكر ما حصل حينها بين الحكومتين !َ!

فانكشف حينها للجميع أن الحكومة السعودية للأسف كانت تنفذ أجندة العم سام في السودان !! وأنها كانت من ضمن من يدعم متمردي الجنوب !! وبانت بذلك اليد القذرة التي استخدمتها السعودية مرات ومرات ليس آخرها دعمها للتافه سعدالحريري ومن معه من نصارى ودروز لبنان بالمال والسلاح لهدف القضاء على المقاومة اللبنانية !! أيضا تنفيذا للأجندة الصهيوأمريكية في لبنان والمنطقة !!

فكم كنا نتمنى من حكومتنا أنها لم تستخدم هذه اليد مع السودان .. خاصة وأنها كانت تستطيع إحداث التكامل الاقتصادي معه في تلك الفترة لكنها لم تفعل وآثرت تعزيز علاقاتها بأمريكا من خلال تنفيذ أجنداتها في المنطقة ومنها ما فعلته في السودان للأسف !! فليتنا في القادم من الأيام نرى من حكومتنا الرشيدة كفارة لما اقترفته من خلال إحداث التكامل الاقتصادي المأمول مع السودان الشقيق .. ولعل هذا يكون مطلبا للشعبين الشقيقين ومحققا لمصالح البلدين !!



ولعل الجميع يتساءل ماذا حصل للسودان بعد ذلك ؟

باختصار أتت حكومة الإنقاذ ذات التوجه الإسلامي الإخواني .. وسلمت التنقيب عن النفط لشركات صينية وبدأ التنقيب وإنتاج النفط فجن جنون أمريكا وبدأت الكيد للسودان باستمرارها في دعم المتمردين بل وصناعة القادة الذين استخدمتهم مؤخرا في إثارة التمرد في دارفور ومازالت تضغط بكل خبث لابتزاز الحكومة السودانية والسودان للحصول على موضع قدم لتكون قريبة من النفط السوداني وليكون لها ولشركاتها حصة منه ! .... يعاضدها في تنفيذ أجنداتها هناك عملائها المخضرمين في الخليج !!

إني أتوقع للسودان طفرة لا تشابهها طفرة !! إن استطاعت الحكومة السودانية أن توحد رؤى الشعب وتجمعه على هدف واحد هو النهوض بالسودان لمصلحة جميع السودانيين... وستغدوا دولة السودان أقوى دولة زراعية بتطويرها للجانب الزراعي واستثمارها لأراضيها الزراعية من خلال استثمار أموال النفط فتغدوا بحق سلة خبز العالم العربي !! وستغدوا دولة السودان من أقوى الدول الصناعية في المنطقة بتطويرها للقطاع النفطي واستثماره للتوجه للصناعات بشتى أشكالها !! وهي قادرة على ذلك إن أحسنت التخطيط وأحسنت استثمار الكفاءات السودانية المنتشرة في العالم أجمع من خلال استقطابهم للعودة للسودان للمشاركة في تنميته وقيادة نهضة وطنهم !

وكم أتمنى ويتمنى كل مسلم من حكومة البشير استكمال مشروع أسلمة جميع الأنظمة في السودان ومنها المشروع الطموح لأسلمة النظام الاقتصادي بالكامل ! لتغدو السودان بعدها أول دولة إسلامية تطبق نظاما اقتصاديا إسلاميا كاملا يشمل جميع مفاصل الاقتصاد الوطني السوداني !!




تحياتي للجميع