المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رفع الشبهات عن اية التطهير ارجو التثبيت



القريشي 3
05-31-2009, 10:38 AM
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
كان ولا يزال الخلاف قائما بين السنة والشيعة في كل الامور الفقهية والعقائدية والفلسفية وحتى الامور التاريخية منها وهذه حقيقة لا تنكر ولااريد بهذا الكلام ان اعيب او اقدح بالمقابل ولا التفرقة ولا الالطائفية ولكن قصدت البمناقشات العلمية والحوارات الهادفة التي حصلت وما زالت تحصل بين علماء وعوام ومفكرين من كلا الطائفتين الكبيرتين والتي اعتقد انها لن تبرد ولن تنطفيء مادام حب الدنيا والتعلق بها وحب الجاه والكرسي والواجهة موجودا
والاختلاف الذي عرفه خير الناس من الامم السابقة من الانبياء والائمة والصحابة وغيرهم فلم يضرهم الاختلاف العلمي شيئاولكن نحن جهلنا هذا الاختلاف واصبحنا متعادين ومعانديت ومتكابرين يعادي بعضنا بعضا بل وصل العداء الى ان يسب بعضنا بعضا ويشتم بعضنا بعضا
قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)
اختلاف امتي رحمة
الاختلاف الممدوح
نعم رحمة الاختلاف العلمي الخالي من التعصب الاعمى وحب الذات والتعلق بالدنيا وزينتها رحمة الاختلاف الناشيء من المناشيء العقلائية رحمة الاختلاف الذي يكون خالي من التلفيق والدس رحمة الاختلاف الذي يكون للبحث عن الحقيقة بتجرد وموضوعية رحمة هذا هو الاختلاف الذي يريدنا ان نبحث فيه رسولنا الكريم (صلى الله عليه واله)

وان كان معنى الحديث يوحي الى معنى اخر وهوالتزاوز بين الامة الاسلامية ولكن الكلام الذي قلناه في صدر الكلام ينطبق على هذا التفسير الثاني وهو التزاور اذ كيف يزورني اخي ال(.....) وانا مختلف معه يجب علينا التوحد والتجرد وان نسوي جميع خلافاتنا وبعد ذلك ازورك وتزورني اما انت تختلف معي بتعصب وعناد وانا كذلك فلا يوجد مصداق للحديث على المعنى الثاني وهو التزاور
الاختلاف المذموم
إذا كان الاختلاف في الفروع وبعض الأصول ضرورة، ورحمة وسعة ثروة ـ فما معنى ذم الاختلاف الذي ورد في النصوص الشرعية؟
والجواب :أن الاختلاف المذموم هو
1. ما كان سببه البغي واتباع الهوى، وهو الذي ذم الله به اليهود والنصارى من أهل الكتاب وغيرهم، الذين دفعهم حب الدنيا، وحب الذات إلى الاختلاف رغم قيام الحجة ووضوح المحجة، قال تعالى: (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، وما اختلف فيه إلا الذين آتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم) (البقرة: 213).
وقال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام، وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) (آل عمران: 19).

وقال: (ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة، ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين، وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم، إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) (الجاثية: 16-17).
2. الاختلاف الذي يؤدي إلى تفرق الكلمة وتعادي الأمة، وتنازع الطوائف، ويلبسها شيعا، ويذيق بعضها بأس بعض.
وهو ما حذر منهالقرآن الكريم، والسنة المطهرة،وائمة اهل البيت أشد التحذير.
يقول القرآن بعد الأمر بتقوى الله حق تقاته، والثبات على الإسلام إلى الممات: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) (آل عمران: 103).
وفي هذا السياق نفسه يحذر من التفرق كما تفرق الذين قبلنا، فيصيبنا ما أصابهم: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) (آل عمران: 105).
وفي موقف آخر يقول: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا، إن الله مع الصابرين) (الأنفال: 46).
ويذم المشركين والمحرفين من أهل الكتاب الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا فيقول: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم من شيء) (الأنعام: 159)
ويقول في سورة أخرى: (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون منيبين إليه، واتقوه، وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، كل حزب بما لديهم فرحون) (الروم: 30-32).
وموضوع بحثنا هو عن اية التطهير الي لطالما اخلتفو فيها العلماء والفت الكتب والبحوث والمقالات عليها وسنتناولها بقليلا من الاسهاب
وان شاء الله يتوحد المسلمين في كل بقاء الارض
العبد العاصي الجاني المذنب
القريشي
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا34)
صدق الله العلي العظيم
وردت عدة اشكالات وشبهات على هذه الاية المباركة وانشاء الله سوف نثبت بالدليل القاطع انها نزلت بحق اهل البيت وهم محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين (عليهم افظل الصلاة والسلام)
هذا اولا
وثانيا الكثير من اتباع المذهب الحق لايعرف كيف يثبت انها نزلت بحقهم عليهم السلام
وثالثا ارجو ان يكون عملي هذا شفيعا لي يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم

نبدا بتحليل الاية القرانية المباركة وتفكيك عباراتها على قدر المستطاع اقول
وللكلام تتمة
1 – انما- اداة حصر قال تعالى }إنما حرم عليكم الميتة{-وقوله }انما يخشى الله من عباده العلماء{
2- يريد- لها عدة معاني منها
الحكم – كقوله تعالى }إن أراد بكم سوءاً أو أراد بكم رحمة{
ومنها- الامر - وقد تذكر الإرادة ويراد بها معنى الأمر لقولك أريد منك كذا أي آمرك بكذا نحو
(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)
وقد يراد منها القصد نحو }لا يريدون عُلُواً في الأرض{ أي يقصدونه ويطلبونه،
والإرادة قد تكون بحسب القوة التسخيرية والحسية لما تكون بحسب القوة الاختيارية ولذلك تستعمل في الجماد وفي الحيوانات نحو (جداراً يريد أن ينقض)
3- الله - لفظ الجلالة معروف حسب العرف وإلا له بحوث عميقة لامجال لذكرها
4- ليذهب- لو جردت يكون أصلها ذهب حيث أن الذهاب المضي ]يقال ذهب بالشيء وأذهبه ويستعمل ذلك في الأعيان والمعاني... وقال:
}إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت{
5- عنكم – اصلها عن وعن معروفة عندة اهل اللغة والنحو للتجاوز عن الشيء
6- الرجس-هو الشي القذر وجمعه أرجاس ويكون على اربعة انواع او معاني
إما من حيث الطبع،
وإما من جهة العقل
وإما من جهة الشرع
وإما من كل ذلك كالميتة فإن الميتة تترك ً عقلاً وشرعاً
7- اهل- أهل الرجل: من يجمعه وأياهم نسب أودين أو ما يجري مجراهما من صناعة وبيت وبلد وأهل الرجل في الأصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد ثم تجوّز به فقيل: أهل الرجل لمن يجمعه وإياهم نسب وتعورف في أسرة النبي عليه الصلاة والسلام مطلقاً إذا قيل أهل البيت لقول عز وجل:
}إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت{
وعبُر بأهل الرجل عن أمرأته
وأهل الإسلام، من يجمعهم ولمّا كانت الشريعة حكمت برفع حكم النسب في كثير من الأحكام بين المسلم والكافر قال تعالى:
}إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح{
8 – البيت- هو مأوى الانسان بالليل نعم قد يقال للمسكن بيت من غير إعتبار الليل... ]ويقع ذلك على المتخذ من حجر ومدر وصوف ووبر وبه شبه بيت الشعر وعبر عن مكان الشيء بأنه بيته وصار أهل البيت متعارفاً في آل النبي ونبهة النبي بهذا القول بقوله (سلمان منا اهل البيت)
9- ويطهركم- الطهارة من المعاني الواضحة – وهي تخلص الشيء من غير سنخه الذي يوجب كراهة الشيء واستقذاره ولها عدة معاني في استعمالات المولى المقدس
قوله تعالى ((وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود))

حيث ورد في تفسيرها تنظيف البيت الحرام من الاقذار والاوساخ الطارئة من عدم مبالات الناس في النظافة والتطهير وتطهير البيت من الاصنام وجعله شعارا ونسكنا للطهارة الكبرى وهي التوحيد وتطهيره واختصاصة لعبادة العباد الطائفين والعاكفين والمصلين ونسكهم ومنع وابعاد الكافرين من دخول البيت
قوله تعالى ((.....وطهرك واصطفاك على نساء العالمين )) حيث ورد في تفسيرها
طهرك من الارجاس والادناس التي تعرض للنساء من الخيض والنفاس ونحوهما حتى صرت صالحة لخدمة المسجد وطهرك بالايمان والطاعة عن الكفر والمعصية وطهرك من الاخلاق الذميمة والطبائع الرديئة
قوله تعالى ((وازواج مطهرة ورضوان من الله ))حيث ورد في تفسيرها
مطهرة مما يستقذر من النساء من الاحداث كالجنابة والحيض ونحوهما من الاحداث ومطهرة مما يستكره من رذائل الاخلاق
قوله تعالى ((ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ))حيث ورد في تفسيرها يحب المتطهرين بالماء والمتطهرين من الذنوب ويحب التوابين من الكبائر
قوله تعالى ((ذلكم ازكى لكم واطهر))حيث ورد في تفسيرها اطهر لقلوبكم من الريبة والشك واطهر لقلوبكم من الذنوب
قوله تعالى ((...ومطهرك من الذين كفرو ...))حيث ورد في تفسيرها مطهرك باخراجك من الكافرين فانهم ارجاس ومطهرك بمنعك من كفر واثم يفعلونه
10- تطهيرا – واعتقد انها تاكيد على التطهير العالي الخالي من جميع الارجاس المعنوية والظاهرية والباطنية من المحسوسات وغيرها لا يسع المجل لذكرها ومن يريد ان يراجع فليراجع كتاب المنهاج الواضح كتاب الطهارة لسماحة مرجعي واستاذي السيد الحسني المبارك (دام ظله الشريف)
أهل البيت هم الخمسة
أصحاب الكساء قولاً وفعلاً
ورد في الأثر ما يؤكد ان هناك قرائن تؤكد المراد من الأهل في الآية الشريفة هو خصوص الخمسة أصحاب الكساء وقد أحصى العلامة الطباطبائي تلك الروايات
وكانت روايات جمة تزيد على سبعين حديثاً يربو ما ورد منها من طرق أهل السنة على ما ورد منها من طرق الشيعة ولكي نستعرض طرق هذه الرواية نجد أن:
طرق أهل السنة
عن (أم سلمة / عائشة / أبي سعيد الخدري / وسعد / وائله بن الاسقع / وأبي الحمراء / وابن عباس / وثوبان مولى النبي / عبد الله بن جعفر / وعلي / والحسن بن علي ) حتى عبر عنها أنها قريب من أربعين طريقاً
طرق أهل الشيعة
عن (علي / السجاد / الباقر / الصادق / الرضا / أم سلمة / أبي ذر / أبي ليلى / أبي الأسود الدوئلي / عمر بن ميمون /) بحيث وصلت إلى بضع وثلاثين طريقاً مع هذا لم يجحد مورد نزول آية في القرآن الكريم حسب تتبعي كما جحد مورد هذه الآية بل طغى هذا على المناهج التفسيرية حتى الأثرية منها وتلونت محاولات التأويل ومناورات التغيير يميناً وشمالاً لصرف المعنى لكن مهما كانت الدائرة أوسع فالروايات تؤكد ما ذهبت إليه الإمامية من أن الآية نزلت في الخمسة أصحاب الكساء ولكي نصف لك نوعاً من هذه المحاولات تجد محاولة معاصرة للدكتور أحمد السالوس تحت عنوان آية التطهير بين أمهات المؤمنين وأهل الكساء والمحاولات مستمرة وأتصور لن تتوقف حتى يرث الأرض لعباده المُخلَصين ومما عبر في ذلك أنه قد كابر بشأنها ـ آية التطهير ـ
الخوارج والنواصب والمخالفون لـ «أهل البيت» منذ اليوم الأول، وإلى يومنا هذا... ولذا كانت هذه الآية موضع البحث والتحقيق والأخذ والرد وكتب حولها الكتب والدراسات الكثيرة
من هنا نعقد البحث حول الروايات التي ارتبطت بهذه الآية حتى توسعت الدائرة بباحث يعتبر من أعلام التفسير أن ينحو نحو إتجاهات سقيمه لا تليق بتراثه العلمي إذ وصف مثل هذه الروايات تارة بالغريبة نقلاً عن الترمذي وأخرى اعتمدها لكن أدخل من طلبت الدخول فأحالها النبي إلى خير، لكن خارج هذا الكساء ومَن تَحته من أنوار حتى تجد أن هناك من ود أن يتسع الكساء لكل بني هاشم كالثعلبي وإليك مثل هذه الكلمات حيث قال القرطبي أما أن أم سلمة قالت: نزلت الآية في بيتي فدعا رسول الله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فدخل معهم تحت كساء خيبري وقال: (هؤلاء أهل بيتي) ـ وقرأ الآية ـ
وللكلام تتمة
}إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا{
وقال: (اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله
قال: «أنت على مكانك وانت على خير» أخرجه الترمذي وغيره، وقال: حديث غريب
وقال القشيري: وقالت أم سلمة أدخلت رأسي في الكساء وقلت أنا منهم يا رسول
قال: «نعم».
وقال الثعلبي: هم بنو هاشم فهذا يدل على أن البيت يراد به النسب فيكون العباس وأعمامه وبنو أعمامه منهم
مع العلم ان الاختلاف يؤكده القرطبي ويذكر عنه قائلاً:
هذه الالفاظ تعطي أن أهل البيت نساؤه وقد أختلف أهل العلم في أهل البيت من هم
فقال عطاء وعكرمة وابن عباس: هم زوجاته خاصة لا رجل معهم.
وذهبوا إلى أن البيت إريد به مساكن النبي لقوله تعالى:
}واذكرن ما يتلى في بيوتكن{.
وقالت فرقة ومنهم الكلبي:
هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين خاصة وفي هذا أحاديث عن النبي
ويا لهذه الامة أول ما اختلفت على أهل بيت النبي فبئس الامة التي تجهل أهل بيت النبي الذي يعطينا دلالة على أنها تجهل نبيها مع ان النبي وأهل بيته ومن إرتبط به من زوجاته معلوم سيرتهم وأحاديثهم وما ورد بشأنهم فيا ليتهم إختلفوا إليهم لأخذ أحكامهم لا أن يختلفوا فيهم.
ومما يثير الدهشة عند الباحثين أنهم يؤكدون أن هناك أحاديث عن النبي تؤكد من هم أهل البيت ولم يردها أحد لكن عندما تصل للتطبيق تبدأ الاقلام بالإنحراف عن أسطرها لكي ترسم ما يحلو لأهواءها، عندها لابد أن نقف عند هذه الأحاديث التي أكد القرطبي وجودها قائلاً «وفي هذا احاديث عن النبي عندما نأخذ عبارة القرطبي السابقة التي قسمت الاقوال إلى ثلاثة:
القول الأول: هم زوجاته خاصة.
القول الثاني: هم الخمسة أصحاب الكساء عترته
القول الثالث: يرى النسب بشكل عام وهم بني هاشم.
هذا على مستوى كلمات القرطبي إلاّ أن هناك عبارة لعلها تخصص بعض الموارد وتصنف أكثر في القول والقائل حيث نقل عن الحافظ ابن الجوزي:

فالقائل بإختصاص الآية بالرسول وبضعته ووصيه وسبطيه هم جماعة من الصحابة وعلى رأسهم: أم سلمة وعائشة... من زوجاته.
وعلى رأس القائلين بكونها خاصة بالأزواج عكرمة البربري لما سيأتي من أن ابن عباس من القائلين بالقول الثاني ـ على تنظيم ابن الجوزي طبعاً ـ اما القول الثالث، فلم يحكه إلا عن الضحاك ـ يريد أنهم أهل رسول الله وأزواجه
فنحن سوف ندور بين عدة إتجاهات يحدد قوتها القائل للقول فإما نأخذ بكلام أم سلمة وعائشة وهما من أمهات المؤمنين أو نخضع تحت رغبات عكرمة الذي غلفه بغلاف على أنه قول لأبن عباس حبر الأمة أو نسير مع الضحاك الذي قد يضحكنا في الدنيا والآخرة أو يضحكنا في الدنيا ويبكينا في الآخرة، ولكي نقف على كل ذلك نبدأ بذكر الأقوال الثلاثة 
القول الأول
القول أنهم الخمسة أصحاب الكساء
ورد في نزول الآية أنها نزلت بالخمسة أصحاب الكساء أي النبي الخاتم
ووصيه علي بن أبي طالب وبضعته فاطمة وريحانتيه الحسن والحسين حيث أخرج جماعة من كبار الأئمّة والحفّاظ والأئمّة حديث الكساء الصريح في إختصاص الآية المباركة بالرسول وأهل بيته الطاهرين عن عشرات من الصحابة:
أولاً: من الصحابة الرواة لحديث الكساء.
ونحن نذكر عدّة منهم فقط:
1 ـ أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر زوجة رسول الله
2 ـ أم المؤمنين أُمّ سلمة زوجة رسول الله
3 ـ حبر الأمة عبدالله بن العباس
4 ـ سعد بن أبي وقاص
5 ـ أبو الدرداء
6 ـ أنس بن مالك
14
7 ـ أبو سعيد الخدري
8 ـ واثلة بن الأسقع
9 ـ جابر بن عبدالله الأنصاري
10 ـ زيد بن أرقم
11 ـ عمر بن أبي سلمة
12 ـ ثوبان مولى رسول الله
ثانياً: من الأئمة الرواة لحديث الكساء
ونكتفي بذكر أشهر المشاهير منهم:
1 ـ أحمد بن حنبل، المتوفّى سنة 241.
2 ـ عبد بن حميد الكشّي، المتوفّى 249.
3 ـ مسلم بن الحجاج، صاحب الصحيح، المتوفّى سنة 261.
4 ـ أبو حاتم محمّد بن إدريس الرازي، المتوفّى سنة 277.
5 ـ أحمد بن عبدالخالق البزّار، المتوفّى سنة 292.
6 ـ محمّد بن عيسى الترمذي، المتوفّى سنة 297
7 ـ أحمد بن شعيب النسائي، المتوفّى سنة 303.
8 ـ أبو عبدالله محمّد بن علي الحكيم الترمذي.
9 ـ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري، المتوفّى سنة 310.
10 ـ عبدالرحمن بن محمّد بن إدريس الرازي، الشهير بابن أبي حاتم، المتوفّى سنة 327.
11 ـ سليمان بن أحمد الطبراني، المتوفّى سنة 360.
12 ـ أبو عبدالله الحاكم النيسابوري، المتوفّى سنة 405.
13 ـ أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصفهاني، المتوفّى سنة 430.
14 ـ ابو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، المتوفّى سنة 458.
15 ـ أبو بكر أحمد بن علي، المعروف بالخطيب البغدادي، المتوفّى سنة 463.
16 ـ أبو السعادات المبارك بن محمّد، المعروف بابن الأثير، المتوفّى سنة 606.
17 ـ شمس الدين محمّد بن أحمد الذهبي، المتوفّى سنة 748.
18 ـ جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي، المتوفّى سنة 911.
ثالثاً: من ألفاظ الحديث في الصحاح والمسانيد وغيرها
وهذه نبذة من ألفاظ الحديث بأسانيدها
ففي المسند: «حدثّنا عبدالله حدّثني أبي، حدثنا عبدالله بن نمير، قال: حدثنا عبدالملك ـ يعني أبن أبي سليمان ـ ، عن عطاء بن أبي رباح، قال: حدّثني من سمع أُمّ سلمة تذكر أن النبي كان في بيتها، فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة، فدخلت بها عليه، فقال لها: ادعي زوجَكِ وابنيك.
قالت: فجاء عليٌّ والحسين والحسن فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منامة له على دكّان تحته كساء خيبري.
قالت: وأنا أصلّي في الحجرة، فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية:
}إنمّا يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً{.
قالت: فأخذ فضل الكساء فغشّاهم به، ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال: اللّهم هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي فأذهِب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
قالت: فأدخلت رأسي البيت فقلت: وأنا معكم يا رسول الله؟
قال: إنّك إلى خير، إنّكِ إلى خير.
قال عبدالملك: وحدّثني أبو ليلى عن اُمّ سلمة مثل حديث عطاء سواء.
قال عبدالملك: وحدّثني داود بن أبي عوف الجحّاف، عن حوشب، عن أمّ سلمة بمثله سواء»
وفي المسند: «حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدثنا عفّان، حدثنا حمّاد بن سلمة، قال: حدثنا عليّ بن زيد، عن شهر بن حوشب، عن أُمّ سلمة: أن رسول الله قال لفاطمة: ائتيني بزوجك وابنيك فجاءت بهم، فألقى عليهم كساء فدكيّاً.
قال :ثمّ وضع يده عليهم ثم قال: اللّهم إنّ هؤلاء آل محمّد، فاجعل صلواتك وبركاتك على محمّد وعلى آل محمّد، إنّك حميد مجيد.
قالت اُم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي وقال: إنّك على خير»
وفي المسند: «حدثّنا عبدالله، حدّثني أبي، حدثنا يحيى بن حمّاد، حدثنا أبو عوانة، حدثنا أبو بلج، حدثنا عمرو بن ميمون، قال: إنّي لجالس إلى ابن عبّاس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا ابن عبّاس، إمّا ان تقوم معنا وإمّا ان تخلونا هؤلاء.
قال: فقال ابن عبّاس: بل أقوم معكم.
قال: وهو يؤمئذ صحيح قبل أن يعمى. قال: فاتندوا فتحدثوا، فلا ندري ما قالوا.
قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أُفّ وتفّ، وقعوا في رجل له عشر، وقعوا في رجل قال له النبي (فذكر مناقب لعليّ، منها): «وأخذ رسول الله ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين فقال:
}إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً{
وفي صحيح مسلم: «حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ومحمّد بن عبدالله بن نمير ـ واللفظ لأبي بكر ـ قالاً: حدّثنا محمّد بن بشر، عن زكريّا، عن مصعب ابن شيبة، عن صفية بنت شيبة، قالت: قالت عائشة: خرج النبي غداة وعليه مرط مرجّل من شعرأسود، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله، ثمّ جاء الحسين فدخل معه، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها، ثمّ جاء عليّ فأدخله، ثمّ قال:
}إنمّا يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً{
وفي جامع الأصول: « أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت: إنّ هذه الآية نزلت في بيتي: }إنمّا يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً{ قالت: وأنا جالسة عند الباب فقلت: يا رسول الله، ألست من أهل البيت؟ فقال: إنّك إلى خير، أنت من أزواج رسول الله
قالت: وفي البيت: رسول الله وعليّ وفاطمة وحسن وحسين، فجلّلهم بكسائه وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً

القريشي 3
05-31-2009, 10:39 AM
وفي رواية: إنّ النبي جلّل على الحسن والحسين وعليّ وفاطمة، ثمّ قال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وحامّتي، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: إنك إلى خير.
أخرج الترمذي الرواية الآخره، والأولى ذكرها رزين.
، عمر بن أبي سلمة (رضي الله عنه) قال: نزلت هذه الآية علي النبيّ : }إنمّا يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً{ في بيت أم سلمة، فدعا النبي فاطمة وحسناً
وحسيناً، فجلّلهم بكساء وعليّ خلف ظهره، ثمّ قال: اللّهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
قالت أمّ سلمة: وأنا معهم يا نبي الله؟
قال: أنتِ على مكانك، وأنت على خير.
أخرجه الترمذي.
أنس بن مالك (رضي الله عنه) إنّ رسول الله كان يمرّ بباب فاطمة إذا خرج إلى الصلاة حين نزلت هذه الآية، قريباً من ستّة أشهر، يقول: الصلاة أهل البيت }إنمّا يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً{.
أخرجه الترمذي.
عائشة رضى الله عنها، قالت: خرج النبي وعليه مرط مرجَّل أسود، فجاءه الحسن فأدخله، ثمّ جاءه الحسين فأدخلهُ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال:
}إنمّا يريد الله ليذهب عنكم الرجس{ الآية.
أخرجه مسلم»
وفي الخصائص: «أخبرنا محمّد بن المثنّى، قال: أخبرنا أبو بكر الحنفي، قال: حدّثنا بكر بن مسمار، قال: سمعت عامر بن سعد يقول: قال معاوية لسعد ابن أبي وقاص:
ما يمنعك أن تسبَّ ابن أبي طالب؟!
قال: لا أسبّه ما ذكرتُ ثلاثاً قالهنَّ رسول الله لأن يكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم:
لا أسبّه ما ذكرت حين نزل الوحي عليه، فأخذ عليّاً وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال: ربّ هؤلاء أهل بيتي وأهلي.
ولا أسبّه ما ذكرت حين خلّفه في غزوة غزاها...
ولا أسبّه ما ذكرت يوم خيبر...»
وفي الخصائص: أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي وهشام بن عمّار الدمشقي، قالا: حدّثنا حاتم، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن ابي وقّاص، قال: أمر معاوية سعداً فقال: ما يمنعك أن تسبَّ أبا تراب؟!
فقال: أنا إن ذكرت ثلاثاً قالهنَّ رسول الله فلن أسبّه، لأنْ يكون لي واحدة منها أحبّ إليَّ من حمر النعم:
سمعت رسول الله يقول له.... وخلّفه في بعض مغازيه...
وسمعته يقول يوم خيبر:....
ولمّا نزلت }إنمّا يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً{ دعا رسول الله  عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللّهم هؤلاء أهل بيتي»
أقول:
اخرجه ابن حجر العسقلاني باللفظ الأوّل في «فتح الباري» بشرح حديث: «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون...» ثم قال:
«ووقع في رواية عامر بن سعد بن أبي وقاص عند مسلم والترمذي، قال: قال معاوية لسعد: ما منعك أن تسبّ أبا تراب؟!
قال: أما ما ذكرتُ ثلاثاً قالهن له رسول الله  فلن أسبّه; فذكر هذا الحديث.
قوله: لأعطين الراية رجلاً يحبّه الله ورسوله.
قوله لما نزلت }فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم{ دعا عليّاً وفاطمة والحسن الحسين، فقال: اللّهم هؤلاء أهل بيتي»
وهذا تحريف للحديث! أو يحمل على التكرّر والتعدّد.
وفي الخصائص: أخرج حديث عمرو بن ميمون عن ابن عبّاس، المتقدم عن المسند
وفي المستدرك: «حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، حدثنا العبّاس بن محمّد الدوري، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا عبدالرحمن بن عبدالله بن دينار، ثنا شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن أُم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت:
في بيتي نزلت هه الآية: }إنمّا يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت{، قالت: فأرسل رسول الله إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ فقال: اللّهم هؤلاء أهل بيتي.
قالت أم سلمة: يا رسول الله، وأنا من أهل البيت؟
قال إنّك ألى خير، وهؤلاء أهل بيتي، اللهم أهلي أحق.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.
حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي، قال: سمعت الأوزاعي يقول: حدّثني أبو عمار، قال: حدّثني واثلة بن الأسقع (رضي الله عنه) قال: جئت عليّاً (رضي الله عنه) فلم أجده. فقالت فاطمة رضى الله عنها: إنطلق إلى رسول الله يدعوه فاجلس، فجاء مع رسول الله فدخل ودخلت معهما. قال: دعا رسول الله حسناً وحسيناً فأجلس كل واحد منهما على فخذه، وأدنى فاطمة من حجره وزوجها، ثمّ لف عليهم ثوبه وأنا شاهد، فقال: }إنمّا يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً{ اللهم هؤلاء أهل بيتي.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»
وفي تلخيص المستدرك وافق الحاكم على التصحيح
ورواه الذهبي بإسناد له عن شهر بن حوشب عن أم سلمة، وفيه: «قالت: فأدخلت رأسي فقلت: يا رسول الله، وأنا معكم؟
قال: أنتِ إلى خير ـ مرّتين ـ ».
ثم قال: «رواه الترمذي مختصراً وصحّحه من طريق الثوري، عن زبيد، عن شهر بن حوشب»
وفي الصواعق المحرقة: «الآية الأولى: قال الله تعالى:
}إنمّا يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً{ أكثر المفسّرين على أنها نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين. لتذكر ضمير (عنكم) وما بعده»
رابعاً: ممن نصَّ على صحة الحديث.
هذا، وقد قال جماعة من الأئمّة بصحّة الحديث الدال على إختصاص الآية الكريمة بأهل البيت ، إذ أخرجوه في الصحيح أو نصوا على صحّته، ومن هؤلاء:
1 ـ أحمد بن حنبل، بناء على إلتزامه بالصحّة في «المسند».
2 ـ مسلم بن الحجّاج، إذ أخرجه في (صحيحه).
3 ـ ابن حبّان، إذ أخرجه في (صحيحه).
4 ـ الحاكم النيسابوري، إذ صحّحه في (المستدرك).
5 ـ الذهبي، إذ صحّحه في (تلخيص المستدرك) تبعاً للحاكم.
6 ـ ابن تيميّة، إذ قال: «فصل ـ وأمّا حديث الكساء فهو صحيح، رواه أحمد والترمذي من حديث أمّ سلمة، ورواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة...»
خامساً: ما دلّت عليه الأحاديث.
وهذه الأحاديث الواردة في الصحاح والمسانيد ومعاجم الحديث، بأسانيد صحيحة متكاثرة جدّاً، أفادت نقطتين:
أولاً: إنّ المراد بـ «أهل البيت» في الآية المباركة هم: النبيّ وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، لا يشركهم أحد، لا من الأزواج ولا من غيرهنّ مطلقاً.
أمّا الأزواج، فلأن الأحاديث نصّت على أن النبي لم يأذن بدخول واحدة منهنّ تحت الكساء.
وأمّا غيرهن، فلأن النبي إنّما أمر فاطمة بأن تجيء بزوجها وولديها فحسب، فلو أراد أحداً غيرهم ـ حتّى من الأسرة النبوية ـ لأمر بإحضاره.
وثانياً: إنّ الآية المباركة نزلت في واقعة معينة وقضيّة خاصّة، ولا علاقة لها بما قبلها وما بعدها... ولا ينافيه وضعها بين الآيات المتعلّقة بنساء النبي، إذ ما أكثر الآيات المدنية بين الآيات المكيّة وبالعكس، ويشهد بذلك:
1 ـ مجيء الضمير: «عنكم» و«يطهركم» دون: عنكنّ ويطهّركن.
2 ـ إتصال الآيات التي بعد آية التطهير بالتي قبلها، بحيث لو رفعت آية التطهير لم يختلّ الكلام أصلاً... فليست هي عجزاً لآية ولا صدراً لأخرى... كما لا يخفى.
ثم ما ألطف ما جاء في الحديث جواباً لقول أمّ سلمة: «ألست من أهل البيت؟» قال: «أنتِ من أزواج رسول الله!!» فإنّه يعطي التفصيل مفهوماً ومصداقاً بين العنوانين: عنوان «أهل البيت» وعنوان «الأزواج» أو «نساء النبي».
فتكون الآيات المبدوّة ـ في سورة الأحزاب ـ بـ : }يا نساء النبي{خاصّة بـ «الأزواج» والآية }إنمّا يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت{
خاصّة بالعترة الطاهرة.
وحديث مروره بباب فاطمة وقوله: الصلاة أهل البيت
¬} إنمّا يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً{... رواه كثيرون كذلك لا نطيل بذكر رواياته.
مناقشة القولين الآخرين
القول أنها بزوجات النبي خاصة
والقول أنها في الخمسة وزوجاته وغيرهم

وبهذه الأحاديث الصحيحة المتّفق عليها بين المسلمين يسقط القولان الآخران ـ أي القول انهم زوجاته خاصة والقول القائل بني هاشم ـ لأن المفروض أن النبيّ وسلّم فسّر بنفسه ـ قولاً وفعلاً ـ الآية المباركة، وعيّنَ من نزلت فيه، فلا يُسمع ـ والحال هذه ـ ما يخالف تفسيره كائناً من كان القائل، فكيف والقائل بالقول ـ أنها نزلت في زوجاته خاصة ـ هو «عكرمة»؟!
وقد كان هذا الرجل أشد الناس مخالفة لنزول الآية في العترة الطاهرة فقط.
فقد حكي عنه أنه كان ينادي في الأسواق بنزولها في زوجات النبي فقط وأنه كان يقول: «من شاء باهلته أنها نزلت في نساء النبي خاصة»
وقد كان القول بنزولها في العترة هو الرأي الذي عليه المسلمون، كما يبدو من هذه الكلمات، بل جاء التصريح به في كلامه حيث قال: «ليس بالذي تذهبون إليه، إنّما هو نساء النبي »
إلاّ أن من غير الجائز الأخذ بقول عكرمة في هذا المقام وأمثاله! عند وقوفنا على خصوصيات تُعرّف عكرمة.
عكرمة
من هو عكرمة؟
سؤال لابد من الاجابة عنه حتى يتم التعامل مع آراءه على الأصول المتعارفة حيث ذُكر أن عكرمة البربري من أشهر الزنادقة الذين وضعوا الأحاديث للطعن في الإسلام! وإليك طرفاً من تراجمه في الكتب المعتبرة المشهورة
أولاً: طعنه في الدين.
لقد ذكروا أن هذا الرجل كان طاعناً في الإسلام، مستهزئاً بالدين، من أعلام الضلالة ودعاة السوء.
فقد نقلوا عنه أنه قال: إنما أنزل الله متشابه القرآن ليضلّ به!
وقال في وقت الموسم: وددت أنّي اليوم بالموسم وبيدي حربة، فأعترض بها من شهد الموسم يميناً وشمالاً!
وأنه وقف على باب مسجد النبي وقال: ما فيه إلاّ كافر!
وذكروا أنه كان لا يصلّي، وأنه كان في يده خاتم من الذهب، وأنه كان يلعب بالنرد، وأنه كان يستمع الغناء.
ثانياً: كان من دعاة الخوارج.

وأنه إنما أخذ أهل أفريقية رأي الصفرية ـ وهم من غلاة الخوارج ـ منه، وقد ذكروا أنه نحل ذلك الرأي إلى أبن عباس!
وعن يحيى بن معين: إنما لم يذكر مالك عكرمة، لأن عكرمة كان ينتحل رأي الصفرية.
وقال الذهبي: قد تكلّم الناس في عكرمة، لأنّه كان يرى رأي الخوارج.
ثالثاً: كان كذّاباً.
كان على سيّده ابن عبّاس حتّى أوثقه عليُّ بن عبدالله بن عبّاس على باب كنيف الدار، فقيل له: أتفعلون هذا بمولاكم؟! قال: إنّ هذا يكذب على أبي.
وعن سعيد بن المسيّب، أنه قال لمولاه: يا برد، إيّاك أن تكذب عليّ كما يكذب عكرمة على ابن عباس.
وعن ابن عمر، أنه قال لمولاه: أتق الله، ويحك يا نافع، لا تكذب عليّ كما كذب عكرمة على ابن عبّاس.
وعن القاسم: إن عكرمة كذّاب.
وعن ابن سيرين ويحيى بن معين ومالك: كذّاب.
وعن ابن ذويب: كان غير ثقة.
وحرّم مالك الرواية عنه.
وأعرض عنه مسلم بن الحجاج.
وقال محمّد بن سعد: ليس يحتج بحديثه.
رابعاً: ترك الناس جنازته.
ولهذه الأمور وغيرها ترك الناس جنازته; قيل: فما حمله أحد، حتّى اكتروا له أربعة رجال من السودان.
مقاتل
أما الكلام حول ما ورد عن مقاتل فنبين من هو مقاتل.
ترجمة مقاتل
ومقاتل حاله كحال عكرمة، فقد أدرجه كل من: الدار قطني، والعقيلي، وابن الجوزي، والذهبي في (الضعفاء)... وتكفينا كلمة الذهبي: «أجمعوا على تركه»
وهذا يكفي لمعرفه من هو وكيف قوله والتعامل معه.
الضحاك
أما الكلام في صاحب القول المتفرد تقريباً وهو الضحاك نذكر ما ذكر حول ترجمته.
ترجمة الضحّاك
وأمّا القول الآخر فقد عزاه ابن الجوزي إلى الضحّاك بن مزاحم فقط.
وهذا الرجل أدرجه ابن الجوزي نفسه كالعقيلي في (الضعفاء) وتبعهما الذهبي فأدرجه في «المغني في الضعفاء»... ونفوا أن يكون لقي ابن عبّاس، بل ذكر بعضهم أنه لم يشافه أحداً من أصحاب رسول الله
وعن يحيى بن سعيد: كان الضحّاك عندنا ضعيفاً.
قالوا: وكانت أمّه حاملاً به سنتين
هذا، ولكن في نسبة هذا القول ـ كنسبة القول الأول إلى ابن السائب الكلبي ـ كلام، فقد نسب إليهما القول بإختصاص الآية بالخمسة الأطهار في المصادر، وهو الصحيح، كما حقق ذلك في إحدى الدراسات
وللكلام تتمة
العبد المذنب العاصي الجاني
القريشي
19/4/1430 هجري
15/4/2009 ميلادي