الدكتور عادل رضا
05-31-2009, 12:47 AM
المقدمة
في بداية عمل أي شخص وإنسان في معترك الحياة العملية والاجتماعية والسياسية بالذات ، يكون همه وشاغله الأول البحث عن تيار وأيديولوجية فكرية يلتقي ويشترك معها قدر المستطاع في الميادين والتطلعات والاتجاهات ، وهو قد يتطور ويرتقي ليصبح هو صاحب تيار و حامل لأيديولوجية وفكر يكون هو صانعه أو مطوره عن قديم أخذ منه ، أو ظروف فهم هو منها واستخرج مفاهيم وأفكار جديدة .
إذن كل شيء يتلخص في معرفة الحقيقة ، التي بواسطة وعن طريق العلم والمعرفة لها يبدأ العمل على نشرها وانتشارها ، وعلى محاولة تقديمها وتسويقها إلى الآخرين والجمهور ، راغبا وهادفا إلى إيجاد والعثور على أكبر كم وكمية وعدد من الاستقطاب والتجمع البشري الإنساني حولها ، ليتم صنع وخلق قوة ضغط بشري تدفع نحو تغيير وتحويل واقع موجود أو تشجيعه ، أو إلى تغيير واستبدال قناعة فكرية واجتماعية مسلما بها منذ الزمان القديم أو لطارئ وحدث استجد ووجد حديثا .
إن هذه الحقيقة تشمل في نظري كلمة واحدة عامة جامعة وهي الأيديولوجيا الشاملة ، وأعني بها البناء الفكري المبادئي الموسع الشامل والكامل ، المحرك والمنشط للفرد في محيطه ووسطه المجتمعي ، فهي أفكار ومبادئ محددة تتوافق مع الضمير والروح الإنسانية ، وتتفق مع القناعة العقلية والمنطق السليم ، وتنسجم كذلك مع الواقع المعاش ، وتتطور في المستقبل المنظور المرتقب ، فهي ما تجعل الفرد والإنسان يتحفز وينشط للمشاركة والعمل على تغيير ما هو خطأ واستبداله بالصواب ، وهذا التغيير والاستبدال قد يكون شخصيا أي خاصا بالفرد ، أو عاما يختص ويتعلق بالجانب الاجتماعي .
إن الأيديولوجية الشاملة هي الباعث إلى الحياة بعد الموت ، والى النور بعد الظلام ، والحركة بعد السكون والكلام بعد السكوت ، والفعل بعد اللافعل ، والاهتمام بعد اللامبالاة ، والإرادة بعد انعدامها وفقدانها .
هي ما يقتل الأنا الشخصية الذاتية الخاصة بالفرد ، فهي تذبح وتقتل أنانيته الذاتية ، تجعله يقاوم نفسه لأجل نفسه ، تجعل فيه الإنسان الواعي المدرك لذاته ، الفاهم للغاية من العيش والوجود ، المدرك لأساس حدوث الأمور ، والفاهم لأسباب حدوثها ووقوعها ، القادر والمقتدر على التعامل معها ، والمسيطر على نفسه ، والساعي إلى تغيير ذاته ومجتمعه .
إن الهدف الأسمى والأول لهذه الأيديولوجية الشاملة هي وضع الإنسان في طريق واتجاه إلى الكمال ، وجعله في طريق يلتزم فيه بقدوة ورمز وبمثال ليصبح هو الساعي إلى الكمال والتكامل ، وهذا هو الإنسان الذي نريد تحقيقه بواسطتها وعن طريقها .
إن الاحباطات والمصاعب والمشاكل التي يواجهها ويقابلها الإنسان المهتم بأمور مجتمعه كثيرة ومتعددة ، ولعل وجود جسر رابط بين هذا الشخص والجماهير هو أحد العقبات والمشاكل ، ولعل وجود قبول لهذا الشخص لدى الناس لما يقوله ويطرحه إليهم مشكلة وعقبة أخرى أيضا ، مع أمور أخرى كثيرة ومتعددة .
إن من يحل ويرفع هذه المشاكل والأمور ومن يشرحها ويحللها ويناقشها ومن ثم ينسفها ويدمرها ويبخرها من الوجود هي الأيديولوجية الشاملة .
في هذا الكتاب لست في صدد إعطاؤها وتقديمها ـ أي الأيديولوجية الشاملة ـ فهذا أولا يستلزم ويتطلب عملا وجهدا ضخما وجبارا وجماعيا بالدرجة الأولى و مجتمعي بالدرجة الثانية ، ولكن ما أنا بصدده هو نوع من إحداث الوعي وتنشيط عملية التفكير والتفكر ، وتفعيل العملية التحليلية للقارئ ، ما أريده هو إلقاء حجرا ضخما في المياه الراكدة والساكنة ، أرغب وأريد في خلق ووضع أسئلة كثيرة ، وأطالب لها بأجوبة ، كل هذا ما أتمناه وأريده وأرغبه كبداية لما أصبو وأهدف إليه ، وهو بناء وعمل أيديولوجية شاملة يكون معها استمرار لأحداث تكوّن الوعي الذاتي لدى الفرد لما يدور حوله وما في داخل نفسه وما سيؤول وينتهي إليه مصيره وكيف تكون مسيرته .
في هذه البداية لا أزعم ولا أقول إني أمتلك الحقيقة الكاملة ، بل إني كالقارئ باحث عنها ، طالب لها ، قد أخطئ وقد أصيب ، ولكن دعونا نفكر ونتحدث بصوت عالي مسموع للجميع ، فان أحد تعاريف الإنسان هو الباحث والمنقب عن الحقيقة ، فها نحن نبحث وننقب ونسأل من ا …… التوفيق وحسن العاقبة والثواب على حسن نوايانا ، انه سميع مجيب الدعاء .
عادل رضا / 24 يوليو 1999
في بداية عمل أي شخص وإنسان في معترك الحياة العملية والاجتماعية والسياسية بالذات ، يكون همه وشاغله الأول البحث عن تيار وأيديولوجية فكرية يلتقي ويشترك معها قدر المستطاع في الميادين والتطلعات والاتجاهات ، وهو قد يتطور ويرتقي ليصبح هو صاحب تيار و حامل لأيديولوجية وفكر يكون هو صانعه أو مطوره عن قديم أخذ منه ، أو ظروف فهم هو منها واستخرج مفاهيم وأفكار جديدة .
إذن كل شيء يتلخص في معرفة الحقيقة ، التي بواسطة وعن طريق العلم والمعرفة لها يبدأ العمل على نشرها وانتشارها ، وعلى محاولة تقديمها وتسويقها إلى الآخرين والجمهور ، راغبا وهادفا إلى إيجاد والعثور على أكبر كم وكمية وعدد من الاستقطاب والتجمع البشري الإنساني حولها ، ليتم صنع وخلق قوة ضغط بشري تدفع نحو تغيير وتحويل واقع موجود أو تشجيعه ، أو إلى تغيير واستبدال قناعة فكرية واجتماعية مسلما بها منذ الزمان القديم أو لطارئ وحدث استجد ووجد حديثا .
إن هذه الحقيقة تشمل في نظري كلمة واحدة عامة جامعة وهي الأيديولوجيا الشاملة ، وأعني بها البناء الفكري المبادئي الموسع الشامل والكامل ، المحرك والمنشط للفرد في محيطه ووسطه المجتمعي ، فهي أفكار ومبادئ محددة تتوافق مع الضمير والروح الإنسانية ، وتتفق مع القناعة العقلية والمنطق السليم ، وتنسجم كذلك مع الواقع المعاش ، وتتطور في المستقبل المنظور المرتقب ، فهي ما تجعل الفرد والإنسان يتحفز وينشط للمشاركة والعمل على تغيير ما هو خطأ واستبداله بالصواب ، وهذا التغيير والاستبدال قد يكون شخصيا أي خاصا بالفرد ، أو عاما يختص ويتعلق بالجانب الاجتماعي .
إن الأيديولوجية الشاملة هي الباعث إلى الحياة بعد الموت ، والى النور بعد الظلام ، والحركة بعد السكون والكلام بعد السكوت ، والفعل بعد اللافعل ، والاهتمام بعد اللامبالاة ، والإرادة بعد انعدامها وفقدانها .
هي ما يقتل الأنا الشخصية الذاتية الخاصة بالفرد ، فهي تذبح وتقتل أنانيته الذاتية ، تجعله يقاوم نفسه لأجل نفسه ، تجعل فيه الإنسان الواعي المدرك لذاته ، الفاهم للغاية من العيش والوجود ، المدرك لأساس حدوث الأمور ، والفاهم لأسباب حدوثها ووقوعها ، القادر والمقتدر على التعامل معها ، والمسيطر على نفسه ، والساعي إلى تغيير ذاته ومجتمعه .
إن الهدف الأسمى والأول لهذه الأيديولوجية الشاملة هي وضع الإنسان في طريق واتجاه إلى الكمال ، وجعله في طريق يلتزم فيه بقدوة ورمز وبمثال ليصبح هو الساعي إلى الكمال والتكامل ، وهذا هو الإنسان الذي نريد تحقيقه بواسطتها وعن طريقها .
إن الاحباطات والمصاعب والمشاكل التي يواجهها ويقابلها الإنسان المهتم بأمور مجتمعه كثيرة ومتعددة ، ولعل وجود جسر رابط بين هذا الشخص والجماهير هو أحد العقبات والمشاكل ، ولعل وجود قبول لهذا الشخص لدى الناس لما يقوله ويطرحه إليهم مشكلة وعقبة أخرى أيضا ، مع أمور أخرى كثيرة ومتعددة .
إن من يحل ويرفع هذه المشاكل والأمور ومن يشرحها ويحللها ويناقشها ومن ثم ينسفها ويدمرها ويبخرها من الوجود هي الأيديولوجية الشاملة .
في هذا الكتاب لست في صدد إعطاؤها وتقديمها ـ أي الأيديولوجية الشاملة ـ فهذا أولا يستلزم ويتطلب عملا وجهدا ضخما وجبارا وجماعيا بالدرجة الأولى و مجتمعي بالدرجة الثانية ، ولكن ما أنا بصدده هو نوع من إحداث الوعي وتنشيط عملية التفكير والتفكر ، وتفعيل العملية التحليلية للقارئ ، ما أريده هو إلقاء حجرا ضخما في المياه الراكدة والساكنة ، أرغب وأريد في خلق ووضع أسئلة كثيرة ، وأطالب لها بأجوبة ، كل هذا ما أتمناه وأريده وأرغبه كبداية لما أصبو وأهدف إليه ، وهو بناء وعمل أيديولوجية شاملة يكون معها استمرار لأحداث تكوّن الوعي الذاتي لدى الفرد لما يدور حوله وما في داخل نفسه وما سيؤول وينتهي إليه مصيره وكيف تكون مسيرته .
في هذه البداية لا أزعم ولا أقول إني أمتلك الحقيقة الكاملة ، بل إني كالقارئ باحث عنها ، طالب لها ، قد أخطئ وقد أصيب ، ولكن دعونا نفكر ونتحدث بصوت عالي مسموع للجميع ، فان أحد تعاريف الإنسان هو الباحث والمنقب عن الحقيقة ، فها نحن نبحث وننقب ونسأل من ا …… التوفيق وحسن العاقبة والثواب على حسن نوايانا ، انه سميع مجيب الدعاء .
عادل رضا / 24 يوليو 1999