سمير
05-23-2009, 12:05 AM
المحرر المحلي + صحيفة "السفير"
كشفت صحيفة "السفير" ان شعورا يسود قيادة "حزب الله" هذه الايام بأن الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله هو في دائرة الاستهداف الاسرائيلي أكثر من أي وقت مضى وما تقاطع من معطيات مؤخرا لدى قيادة الحزب دفع الى الاستنتاج ان هناك خطة عملية ومبرمجة تنفذ على مراحل، ووفق توزيع دقيق للادوار، بغية التخلص من السيد نصر الله.
ولفتت الصحيفة الى ان قيادة الحزب تعتبر ان خطرا استثنائيا يحدق بنصر الله، فبالنسبة الى حزب الله، كل ما يتعلق بأمن "السيد" والمقاومة هو خارج الاستهلاك السياسي والاعلامي، ولا يخضع بأي شكل من الاشكال الى لعبة التوظيف الداخلي وتسجيل النقاط على هذا او ذاك.
هنا، لا مجال للمزاح او التأويل، ولا مكان للارتجال او الانفعال كما يؤكد العارفون داخل الحزب والذين أصبحت لديهم رؤية متكاملة لطبيعة السيناريو الذي كان يجري العمل على إعداده طيلة المرحلة السابقة لانتاج البيئة الامنية والسياسية الملائمة لاستهداف نصر الله، وهو سيناريو يبدو انه لم ينته فصولا بعد، وإن كان قد تلقى ضربة قوية مع انهيار شبكات التجسس وانكشاف ادوارها المتعددة الابعاد.
وتلفت الصحيفة الى انه ولما كان الوصول الى نصر الله عبر عملية أمنية موضعية مباشرة، أمرا في غاية الصعوبة، ترى قيادة "حزب الله" ان العدو وجد انه لا مفر من اللجوء الى بديل آخر يتمثل في "الاغتيال المتدرج" عبر الاستفادة من المناخ الداخلي والاقليمي المأزوم للاستفراد بالمقاومة والمساس برمزية "السيد" وتفريغ زعامته من أبعادها الوطنية والعربية، وصولا الى تتويج هذا المسار في لحظة ما بضربة أمنية، تطاله جسديا.
وعليه، يعتبر الحزب ان العدو الاسرائيلي هو صاحب المصلحة الاولى في إنتاج او رعاية "البيئة المؤاتية" التي من شأنها ان تفرز الشروط المناسبة للتخلص من قائد المقاومة، باقل قدر ممكن من التداعيات. وليس صعبا الافتراض ان الاسرائيليين كانوا مسرورين بما واجهه حزب الله، في محيطه اللبناني وعمقه العربي في مرحلة ما بعد حرب تموز، من ضغوط متنامية ومتراكمة كانت تهدف الى نزع الحصانة المعنوية عن قائده، وذلك من خلال حشره في القمقم المذهبي، تحت اليافطة الشيعية ـ الفارسية، بما يدفع الكثيرين في العام العربي ولبنان الى الخوف منه والاحساس بالكراهية تجاهه، بحيث يصبح اغتياله حدثا عاديا، وقد يكون للبعض حدثا سعيدا، بدلا من ان يؤدي الى زلزال يهز المنطقة ويدفع العدو الى مراجعة حساباته مئة مرة قبل الاقدام على مغامرة التعرض لشخص نصر الله.
وفي قراءة الحزب، كما تنقل "السفير"، فان هذا التوجه تلاقى مع حسابات بعض الانظمة والمخابرات العربية التي وجدت في "حزب الله" خطرا داهما على مصالحها الحيوية في المنطقة، بعدما صنفته أحد أذرعة إيران في الشرق الاوسط التي يجب قطعها، فبدأ العمل في ساحات "الاعتدال العربي" على إفراز مناخ سياسي واعلامي وشعبي ونفسي معاد لـ"حزب الله"، لعله بلغت ذروته مؤخرا مع ضبط ما عرف بـ"خلية" حزب الله في مصر التي كانت تتولى دعم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عبر الحدود المصرية.
هذا المنحى العدائي في بعض أوساط العالم العربي، يربطه حزب الله بـ"مقدمات محلية" سبقته أثناء ازمة الحكم في لبنان، حين تعرض نصر الله لهجوم منظم من بعض القوى والشخصيات الداخلية، اندرج في ذلك الحين تحت عنوان ضرب قدسية سلاح المقاومة وقائدها، وهو الامر الذي يشعر الحزب بأن شيئا يشبهه قد حصل خلال الايام القليلة الماضية مع الحملات التي تعرض لها الامين العام في أعقاب خطابه الشهير حول الوضع الداخلي وأحداث 7 أيار.
وتشير "السفير" الى ان خطورة شبكات التجسس الاسرائيلية تكمن في ان عملها لم يكن يقتصر فقط على الجانب الاستعلامي، وإنما تعداه ليطال جوانب أكثر عمقا واتساعا. وهذا ما ظهرت آثاره واضحة عبر ردود الفعل التي شهدتها بعض الاوساط في أعقاب توقيف أحد المشتبه فيهم، مستفيدة من المناخ المذهبي المحتقن، بينما كانت شبهة التعامل مع إسرائيل في الماضي القريب لا تحتمل الاخذ والرد.
وبفعل هذه المعطيات مجتمعة، أظهرت قيادة الحزب قدرا عاليا من الحساسية تجاه الردود السياسية الحادة التي طالت الامين العام بعد اعتباره 7 أيار يوما مجيدا، كونها تصب عن قصد او غير قصد في خانة "كشفه" داخليا، عملا بالمنطق ذاته الذي استخدمته قيادات هذا الفريق في أعقاب اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، إذ جرى الترويج يومها ان الحملات السياسية التي تعرض لها الحريري، أمنت البيئة السياسية المناسبة لاغتياله، بمعزل عن هوية المتورطين جنائيا في الجريمة.
لكن، ألا يمكن ان يُدرج هذا الموقف للحزب في إطار السعي الى كم أفواه خصومه عشية الانتخابات تحت طائلة اتهام من يعارض أمينه العام بأنه متواطئ مع العدو على اغتياله؟ .
تؤكد قيادة الحزب ان لا صحة لهذا الاستنتاج، مشيرة الى ان هناك فارقا بين حرية النقد السياسي وحرية كسر الهيبة، ولافتة الانتباه الى ان معظم التعليقات السلبية التي تناولت المواقف الاخيرة للسيد نصر الله لم تناقش مضمون ما قاله، بل ذهبت نحو التجريح الشخصي، وهذا هو تحديدا ما يجب إعادة النظر فيه لئلا يعمد العدو الى استغلاله على طريقته.
كشفت صحيفة "السفير" ان شعورا يسود قيادة "حزب الله" هذه الايام بأن الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله هو في دائرة الاستهداف الاسرائيلي أكثر من أي وقت مضى وما تقاطع من معطيات مؤخرا لدى قيادة الحزب دفع الى الاستنتاج ان هناك خطة عملية ومبرمجة تنفذ على مراحل، ووفق توزيع دقيق للادوار، بغية التخلص من السيد نصر الله.
ولفتت الصحيفة الى ان قيادة الحزب تعتبر ان خطرا استثنائيا يحدق بنصر الله، فبالنسبة الى حزب الله، كل ما يتعلق بأمن "السيد" والمقاومة هو خارج الاستهلاك السياسي والاعلامي، ولا يخضع بأي شكل من الاشكال الى لعبة التوظيف الداخلي وتسجيل النقاط على هذا او ذاك.
هنا، لا مجال للمزاح او التأويل، ولا مكان للارتجال او الانفعال كما يؤكد العارفون داخل الحزب والذين أصبحت لديهم رؤية متكاملة لطبيعة السيناريو الذي كان يجري العمل على إعداده طيلة المرحلة السابقة لانتاج البيئة الامنية والسياسية الملائمة لاستهداف نصر الله، وهو سيناريو يبدو انه لم ينته فصولا بعد، وإن كان قد تلقى ضربة قوية مع انهيار شبكات التجسس وانكشاف ادوارها المتعددة الابعاد.
وتلفت الصحيفة الى انه ولما كان الوصول الى نصر الله عبر عملية أمنية موضعية مباشرة، أمرا في غاية الصعوبة، ترى قيادة "حزب الله" ان العدو وجد انه لا مفر من اللجوء الى بديل آخر يتمثل في "الاغتيال المتدرج" عبر الاستفادة من المناخ الداخلي والاقليمي المأزوم للاستفراد بالمقاومة والمساس برمزية "السيد" وتفريغ زعامته من أبعادها الوطنية والعربية، وصولا الى تتويج هذا المسار في لحظة ما بضربة أمنية، تطاله جسديا.
وعليه، يعتبر الحزب ان العدو الاسرائيلي هو صاحب المصلحة الاولى في إنتاج او رعاية "البيئة المؤاتية" التي من شأنها ان تفرز الشروط المناسبة للتخلص من قائد المقاومة، باقل قدر ممكن من التداعيات. وليس صعبا الافتراض ان الاسرائيليين كانوا مسرورين بما واجهه حزب الله، في محيطه اللبناني وعمقه العربي في مرحلة ما بعد حرب تموز، من ضغوط متنامية ومتراكمة كانت تهدف الى نزع الحصانة المعنوية عن قائده، وذلك من خلال حشره في القمقم المذهبي، تحت اليافطة الشيعية ـ الفارسية، بما يدفع الكثيرين في العام العربي ولبنان الى الخوف منه والاحساس بالكراهية تجاهه، بحيث يصبح اغتياله حدثا عاديا، وقد يكون للبعض حدثا سعيدا، بدلا من ان يؤدي الى زلزال يهز المنطقة ويدفع العدو الى مراجعة حساباته مئة مرة قبل الاقدام على مغامرة التعرض لشخص نصر الله.
وفي قراءة الحزب، كما تنقل "السفير"، فان هذا التوجه تلاقى مع حسابات بعض الانظمة والمخابرات العربية التي وجدت في "حزب الله" خطرا داهما على مصالحها الحيوية في المنطقة، بعدما صنفته أحد أذرعة إيران في الشرق الاوسط التي يجب قطعها، فبدأ العمل في ساحات "الاعتدال العربي" على إفراز مناخ سياسي واعلامي وشعبي ونفسي معاد لـ"حزب الله"، لعله بلغت ذروته مؤخرا مع ضبط ما عرف بـ"خلية" حزب الله في مصر التي كانت تتولى دعم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عبر الحدود المصرية.
هذا المنحى العدائي في بعض أوساط العالم العربي، يربطه حزب الله بـ"مقدمات محلية" سبقته أثناء ازمة الحكم في لبنان، حين تعرض نصر الله لهجوم منظم من بعض القوى والشخصيات الداخلية، اندرج في ذلك الحين تحت عنوان ضرب قدسية سلاح المقاومة وقائدها، وهو الامر الذي يشعر الحزب بأن شيئا يشبهه قد حصل خلال الايام القليلة الماضية مع الحملات التي تعرض لها الامين العام في أعقاب خطابه الشهير حول الوضع الداخلي وأحداث 7 أيار.
وتشير "السفير" الى ان خطورة شبكات التجسس الاسرائيلية تكمن في ان عملها لم يكن يقتصر فقط على الجانب الاستعلامي، وإنما تعداه ليطال جوانب أكثر عمقا واتساعا. وهذا ما ظهرت آثاره واضحة عبر ردود الفعل التي شهدتها بعض الاوساط في أعقاب توقيف أحد المشتبه فيهم، مستفيدة من المناخ المذهبي المحتقن، بينما كانت شبهة التعامل مع إسرائيل في الماضي القريب لا تحتمل الاخذ والرد.
وبفعل هذه المعطيات مجتمعة، أظهرت قيادة الحزب قدرا عاليا من الحساسية تجاه الردود السياسية الحادة التي طالت الامين العام بعد اعتباره 7 أيار يوما مجيدا، كونها تصب عن قصد او غير قصد في خانة "كشفه" داخليا، عملا بالمنطق ذاته الذي استخدمته قيادات هذا الفريق في أعقاب اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، إذ جرى الترويج يومها ان الحملات السياسية التي تعرض لها الحريري، أمنت البيئة السياسية المناسبة لاغتياله، بمعزل عن هوية المتورطين جنائيا في الجريمة.
لكن، ألا يمكن ان يُدرج هذا الموقف للحزب في إطار السعي الى كم أفواه خصومه عشية الانتخابات تحت طائلة اتهام من يعارض أمينه العام بأنه متواطئ مع العدو على اغتياله؟ .
تؤكد قيادة الحزب ان لا صحة لهذا الاستنتاج، مشيرة الى ان هناك فارقا بين حرية النقد السياسي وحرية كسر الهيبة، ولافتة الانتباه الى ان معظم التعليقات السلبية التي تناولت المواقف الاخيرة للسيد نصر الله لم تناقش مضمون ما قاله، بل ذهبت نحو التجريح الشخصي، وهذا هو تحديدا ما يجب إعادة النظر فيه لئلا يعمد العدو الى استغلاله على طريقته.