مجاهدون
05-19-2009, 02:56 PM
كتبهاد. مجدى الداغر
التليفزيون الإسرائيلي يعرض تفاصيل عملية تجنيد أشرف مروان جاسوساً للموساد.. بالصور والوثائق
بثت القناة الثانية الاسرائيلية حلقة كاملة من برنامج الحقيقة مساء الخميس الماضي تناولت فيها قصة الجاسوس الاخير،وقصدت بالجاسوس بالطبع اشرف مروان،البرنامح عبارة عن بث مباشر تخللته مقاطع وثائقية معدة مسبقا،مقدمة البرنامح هي الصحفية ايلانا ديان واستضفتها الاخبار المركزية قبل البرنامج للتنويه عن احد اهم حلقات البرنامج والتي اذيعت عقب نشرة التاسعة مباشرة.
بدأ البرنامج بتقديم من ايلانا التي قالت:لدينا اليوم ما يشبه الفيلم وبطله بالفعل رجل انيق ووسيم ويلاحق النساء،مخادع وهو في الوقت نفسه الجاسوس الاشهر الذي عمل لدي الموساد، اليوم تمر ستة اشهر علي وفاة المع جواسيس الموساد الذي سقط من مبني شهير في لندن ولاقي حتفه فور سقوطه ولم يكن معه احد سوي المساعدة التي قالت انها لم تسمع اي شيء مما دار في الشرفة.
موته المفاجئ حدث بعد اسبوعين من الاعلان الرسمي عن انه عميل للموساد وللمرة الاولي التي يتم الاعلان فيها عن احد عملاء الموساد بشكل صريح،وهي المرة الاولي التي تحدث في تاريخ دولة اسرائيل حيث يتم الكشف عن جاسوس خان وطنه لصالح اسرائيل، وكان مروان هو المصدر الافضل لدولة اسرائيل،والسؤال هو لماذا تم الكشف عنه والاعلان عن سره؟ لماذا تم الكشف عن معلومات تتسم بكل هذا القدر من السرية؟ ومن الذي باع اشرف مروان؟ومن الذي تسبب في قتله؟ هنا لدينا القصة الكاملة عن حياة وموت اشرف مروان احد اشهر الاشخاص جاذبية في تاريخ اجهزة التجسس العالمية.
بدأ البرنامج بتقديم الاشخاص الذين يتحدثون لاول مرة في تاريخ اسرائيل عن اشهر عملاء الموساد ،ثم عرض للمكان الذي مات فيه اشرف مروان وكان التعليق:هنا في لندن البلاد التي جعلت منه شخصية شهيرة كما اراد مروان دائما.
صوت دقات التليفون دائما ما تكون بداية جيدة لقصص التجسس ولكن هذه المرة بالفعل كان هذا ما حدث فقد دق جرس هاتف السفارة الاسرائيلية عام 1969 وكان المتصل هو شاب مصري يطلب الحديث مع اعلي مسئول في السفارة وبعد التفاوض تلقي المسئول العسكري في السفارة بلندن الاتصال ليعرف ان المتصل هو اشرف مروان الذي يدرس الماجستير وهو ضابط بالجيش المصري ومتزوج من ابنة الرئيس جمال عبدالناصر.
خلال ايام دخل رئيس الموساد علي الخط ليتأكد ان مروان يريد ان يتطوع بالفعل للتجسس لصالح اسرائيل وحاول الجانب الاسرائيلي بحذر شديد ان يعرف الحقيقة الي ان تأكد ان مروان يمكن ان يخدم اسرائيل ويقدم لها ما لن يستطيع ان يقدمه احد سواه.
يقول العميد احتياط عاموس جلوع رئيس فرقة البحث في أمان الاسبق انه في وقت عمله استطاع ان يفتح ملفات كان مروان قد قدمها وفوجئ بانه كان يعد ويقدم كل التقارير والمعلومات بالاضافة الي معلومات تخص الحكام العرب واللقاءات السرية التي تتم بينهم.
ويقول اللواء احتياط مائير مائير الرئيس الاسبق لشعبة مصر في امان ـ جهاز الاستخبارات العسكرية ـ ان برتوكول اللقاء مع المصدر السري وتفاصيل التفاصيل كان كل شيء فيها محسوبا من حيث في اي مكان ستتم اللقاءات فكل شيء كان معدا بعناية ومخططا له
رجيب يسأل صحفياً في جريدة تايمز بلندن قال:هذا الشخص مروان هو شخص ومؤهل لان يضرب عدة عصافير بحجر واحد وهو رجل لديه هيبة.
ينتقل البرنامج بعد ذلك الي القاهرة ويبدأ في الحديث عن اشرف مروان حيث يذكر انه ولد لاسرة محترمة يعمل الاب ضابطا في الجيش المصري حتي وصل الي رتبة عميد،درس اشرف الكيمياء وتعرف وهو في الـ21 من عمره علي مني عبد الناصر حيث لعبا سويا التنس في نادي هليوبوليس وتزوج من مني الابنة الصغري التي تتمتع بنجاح اقل.
دكتور اوري باريوسف مؤرخ اسرائيلي وصف اشرف مروان بانه شخص كانت لديه علاقة قوية بالسلطة المصرية فبعد ان انهي دراسته اصبح اليد اليمني للرئيس في مجال تقديم المعلومات وبعد ثلاث سنوات توجه للدراسة في لندن التي كانت بالنسبة لمروان الجنة الموعودة،وكأي شاب بعد فترة وجيزة احتاج للمال الذي بدأ ينفد ووقتها تقرب من زوجة ثري كويتي وقعت في غرامه قدمت له المال الذي كان ينفقه بصورة مبالغ فيها.
يأخذنا البرامج الي لندن مرة اخري حيث يتحدث عن تقدم مروان بصورة قوية ليعمل جاسوسا للموساد وهو ما يجد الكثيرون مبررا منطقيا له حتي الان.
يقول الكاتب هيوارد بلوم الصحفي والكاتب في الولايات المتحدة ان التعامل مع الموساد لم يكن سهلا فقد تم تركيب اجهزة تنصت علي مروان وكل ما كان يقوله مروان كان مسجلا. بدأ مروان في تقديم المعلومات بشكل مكثف للموساد حيث كانت تصل بشكل دائم ومستقر.
ويصف لعميد احتياط اريه شيلو رئيس شعبة الابحاث في امان ما كان يحدث قائلا:كانت المعلومات تقدم لرئيس الحكومة وكذلك لوزير الدفاع وكان مروان يكتب المعلومات باللغة العربية ثم تترجم بعد ذلك الي العبرية بمعرفة الموساد،ولم يكن الا شخص واحد هو الذي يقابل مروان وهذا الشخص لم يتحدث مع الاعلام قبل ذلك وهو مائير مائير رئيس شعبة مصر الاسبق في امان.
كان مروان يجلس علي الكرسي ولديه شعور من العلو والفخر،كانت لديه ثقة هائلة بالنفس وكان وجهه جادا مع بعض الابتسامات الخفيفة وكان يشعر بانه افضل مني هكذا قال مائير مائير ويضيف:كان يدخن السيجار وكانت لديه لفائف السجائر،لكن تم التخلص من هذا الجو سريعا وكسرت حالة الفخر التي كان يشعر بها وعندما تحدثت معه ووجهت اليه بعض الاسئلة وجدت ان مروان اقنعني بشدة وبسرعة.
وعندما سألته مقدمة البرنامج هل كان اشرف مروان مثقفا؟ فقال :نعم كان مثقفا جدا.
يأخذنا البرنامج بعد ذلك الي فترة حرب الاستنزاف ورغبة جولدا مائير في الاحتفاظ باراضي حرب 67 ثم مناورات السادات الذي استطاع ان يخدع اسرائيل حيث كان يقول دائما إنه لن يحارب ولن يستطيع التفوق علي سلاح الطيران الاسرائيلي. وتسأل مقدمة البرنامج:فهل استطاع مروان ان يصلح هذه الفكرة التي تأصلت بداخلنا ام انه لم يأخذنا اصلا الي الحقيقة؟
يجيب عن هذا السؤال اهرون زائيفي لواء احتياط ورئيس سابق للمخابرات العسكرية يقول:حينما تتملكنا فكرة لفترة طويلة ونصدقها لا نستطيع بعد فترة رؤية الواقع حتي ولو كان جليا،فالسادات كان يريد سيناء واسرائيل تحافظ علي توازنها بالحصول علي معلومات من عميلها فهو الوحيد الذي يستطيع انقاذ ما يريده السادات من ايدي الاسرائيليين.
سألت مقدمة البرنامج تسيبي زامير رئيس الموساد الاسبق:بعد كم سنة استطعت ان تتعامل مع مروان بشكل مباشر؟لكنه رفض الاجابة عن هذا السؤال وعلل ذلك بان الاجابة ستحمل تفاصيل التجنيد واساليب تشغيل الجاسوس وهو لا يريد أن يدخل في هذه التفاصيل الا انه يستطيع ان يقول ان اللقاءات ووسائل جمع المعلومات منه كانت تجري بشكل غير تقليدي مطلقا فقد كان مروان يقابل الشخصيات رفيعة المستوي واعتبر رئيس الموساد ان ذلك مبرر ولن يكون ولاؤه اختبر اكثر من مرة وفي اكثر من موقف ولانه كان جاسوسا مميزا فكان لابد ان يقابل رئيس الوساد رأسا وليس اي ضابط اخر.
وتقول مقدمة البرنامج ان احد وسائل التشغيل كانت طريفة للغاية وهي طريقة السيدة جولدن برج وفيها كانت السيدات في لندن لديهن بعض الملل والبطالة ايضا فيعملن من البيوت لصالح الموساد،ويكون عمل السيدة فقط ان تظل الي جوار الهاتف المنزلي يتصل بها الجاسوس ويقول الكلمة السرية وفورا تتوجه السيدة اللندنية الي مسئول الموساد وتخبره ان الشخص الفلاني اتصل وقال كذا وفي هذا إشارة الي انه سيتوجه الي لندن فيذهب رئيس الموساد ويحضر بنفسه لمقابلة اهم جواسيس الموساد.
ويصل البرنامج الي السفارة المصرية في لندن وتقول مقدمة البرنامج:الشيء العجيب الذي ليس له مبرر حتي الان هو ان مروان كان يقابل رجال الموساد في شقة تبعد عن السفارة المصرية شارعا او شارعين علي الاكثر وكان رجال الموساد يراقبونه وهو يتحدث مع رجال السفارة المصرية ويركب السيارات الرسمية وكان بالتأكيد يعود ليقول رواية مختلفة لكل طرف.
يقول مائير مائير:الشيء الذي استمر لفترة طويلة اثناء التعامل مع مروان هو الشك والريبة حيث استمر هذا الشعور لفترات طويلة الي ان تأكد بنسبة 100 في المائة وتم الاقتناع علي جميع الاصعدة ان المعلومات التي يقدمها هي معلومات حقيقية.
وينتقل البرنامج الي رام الله حيث قابلت مقدمة البرنامج احد اعضاء قضية تفجير طائرة العال في روما والتي تروي للمرة الاولي من خلال ابطالها الحقيقيين في وسائل الاعلام،فقبل شهر من حرب اكتوبر تم احباط محاولة وضع صواريخ «استرلا» علي طائرة العال من قبل بعض الفلسطينيين عن طريق مطار بروما، القي القبض عليهم وكان من بينهم امين الهندي حيث كان وقتها رئيس المخابرات الفلسطينية اعطت مقدمة البرنامج امين الهندي صورة لاشرف مروان وقالت له :هل تعرفه،فقال:نعم منذ زمن بعيد لقد رأيته في روما في اغسطس 73 وبعد رؤيته مباشرة تم القبض علينا .
كان الهندي قد استاجر شقة في روما لتنفيذ عملية وضع المتفجرات في طائرة العال وحصلوا علي المتفجرات بمعاونة المصريين وبالتحديد اشرف مروان الذي قدم اليهم المتفجرات ووضعوها في سجادة وتوجهوا بعد الحصول عليها من سيارة مروان الي المترو.
ويصل البرنامج الي نقطة الحسم فكما يقول :قبل السادس من اكتوبر بـ 14 ساعة حصل رئيس الموساد علي تحذير من الجاسوس المصري بان مصر ستبدأ الحرب غدا وكانت المعلومات التي يرسلها مروان الي اسرائيل تقدر جيدا حيث كان يحصل علي عشرات الالاف من الدولارات مقابل كل لقاء.
عرض البرنامج كذلك لكيف وصل اشرف مروان ليكون الذراع اليمني للرئيس السادات ويقول مائير مائير انه تقريبا عندما كان يجد شيئا مهما يستوجب الحصول علي معلومات مؤكدة كان يطلب منه بكياسة ولطف ان تكون هذه المعلومات مكتوبة كان مروان يفعل ذلك بالفعل وتقول مقدمة البرنامج علي سبيل المثال ان مروان قدم البرتوكول الكامل للقاء الذي تم بين السادات وبريجينف كما قدم مروان كل تفاصيل الهجوم المصري علي اسرايئل،وكلما كان موعد الحرب يقترب كان مروان يزيد من حدود الخيانة.
ويقول الوزير رافي ايتان والذي كان احد كبار الموساد احد الاشياء التي لابد من الوصول اليها عند التعامل مع الجاسوس وهو معرفة الدوافع التي وقفت وراءه وتقريبا يكون المال هو اهم هذه لدوافع التي تكون مركبة وليست بسيطة.
ويضيف مائير مائير الي ذلك انه دائما ما كان يقدم ظرفا ولا يعلم ما بداخله وعندما سأل المسئولين في اسرائيل عما بداخل هذا المظروف قالوا له:شقة في ميدان الدولة اشارة الي ضخامة المال الموجود في الظرف وكان اشرف مروان عندما يأخذ الظرف من مائير يفتحه امامه ويرميه بجانبه ولا يهتم به.
اللواء احتياط اهارون زئيفي علق علي تحذيرات مروان المتكررة لاسرائيل والتي لم تكن معظمها صحيحة: قبل يومين من حرب اكتوبر وصلت الي اسرائيل رسالة كودية من الجاسوس المصري وفورا توجه رئيس الموساد الي لندن في اول طائرة متاحة لمقابلته، وقبل 30 ساعة من بداية الهجوم المصري حذر مروان اسرائيل من خلال المعلومات التي حصل عليها زامير الذي كان يشجع مروان ويضغط عليه ويسأله عدة مرات ليحصل علي افضل المعلومات وذلك حتي يستخلص رأيا يستطيع ان يقدمه لاسرائيل.
استضاف البرنامج كذلك ايلي زعيرا رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش والذي ادين بعد حرب 73 بالتقصير،حاول زعيرا ان يحمل الجاسوس المصري الفشل قال انه هو الذي خدعنا وقدم الينا معلومات مضللة واضاف زعيرا:لا احاول ان القي التهم جزافا علي الاخرين لكنني كنت اعرف ان مروان كان عميلا مزدوجا ولم حاول ان اثبت ذلك وهذا هو الخطأ الذي ارتكبته.
ويقول الكاتب الامريكي هيوارد بلوم ان مروان نشر معلومات مضللة عن عمد حتي يضمن بان يظهر امام الجميع كجاسوس جيد او عميل مزدوج او حتي يقنع الجانب الذي يقدم اليه المعلومات ان لديه معلومات ذات قيمة عالية،ويعتقد بلوم الذي قابل ايلي زعيرا عندما الف كتابا عن حرب اكتوبر وكذلك قابل اشرف مروان ان الموساد قتل اشرف مروان لانه ألحق ضررا بالغا باسرائيل كعميل مزدوج كان يقدم المعلومات المضللة طول الوقت.
الجزء الاخير من البرنامج تم تخصيصه لعملية الكشف التدريجية عن شخصية الجاسوس حيث بدأ الكشف عنه بالرمز ثم من خلال الاشارة ثم بالاسماء الكودية التي كانت تخص العميل ثم بذكر اسمه صراحة وهو الشيء الذي يعتبر خطأ فادحا في الموساد حيث تم الكشف عن مصادر استخباراتية مهمة وسرية ، واذا كان ذلك تم بقصد أو بدون قصد فانه في النهاية عرض حياة جاسوس قدم لاسرائيل الكثير.
وقد عرض البرنامج آخر ثلاث رسائل صوتية تركها مروان علي هاتف المؤرخ أهارون برجمان وأذيعت للمرة الأولي منذ مقتل مروان وكان معظمها عبارة عن جملة واحدة وهي :«كلمني ضروري عشان الكتاب بتاعك» وفي المقابل انكر إيلي زعيرا أنه هو الذي سرب اسم الجاسوس مروان لكن البرنامج أذاع حديث لزعيرا عام 2003 حيث قال اسم مروان صراحة في احد البرامج الإسرائيلية التي كانت تتحدث عن حرب أكتوبر.
التليفزيون الإسرائيلي يعرض تفاصيل عملية تجنيد أشرف مروان جاسوساً للموساد.. بالصور والوثائق
بثت القناة الثانية الاسرائيلية حلقة كاملة من برنامج الحقيقة مساء الخميس الماضي تناولت فيها قصة الجاسوس الاخير،وقصدت بالجاسوس بالطبع اشرف مروان،البرنامح عبارة عن بث مباشر تخللته مقاطع وثائقية معدة مسبقا،مقدمة البرنامح هي الصحفية ايلانا ديان واستضفتها الاخبار المركزية قبل البرنامج للتنويه عن احد اهم حلقات البرنامج والتي اذيعت عقب نشرة التاسعة مباشرة.
بدأ البرنامج بتقديم من ايلانا التي قالت:لدينا اليوم ما يشبه الفيلم وبطله بالفعل رجل انيق ووسيم ويلاحق النساء،مخادع وهو في الوقت نفسه الجاسوس الاشهر الذي عمل لدي الموساد، اليوم تمر ستة اشهر علي وفاة المع جواسيس الموساد الذي سقط من مبني شهير في لندن ولاقي حتفه فور سقوطه ولم يكن معه احد سوي المساعدة التي قالت انها لم تسمع اي شيء مما دار في الشرفة.
موته المفاجئ حدث بعد اسبوعين من الاعلان الرسمي عن انه عميل للموساد وللمرة الاولي التي يتم الاعلان فيها عن احد عملاء الموساد بشكل صريح،وهي المرة الاولي التي تحدث في تاريخ دولة اسرائيل حيث يتم الكشف عن جاسوس خان وطنه لصالح اسرائيل، وكان مروان هو المصدر الافضل لدولة اسرائيل،والسؤال هو لماذا تم الكشف عنه والاعلان عن سره؟ لماذا تم الكشف عن معلومات تتسم بكل هذا القدر من السرية؟ ومن الذي باع اشرف مروان؟ومن الذي تسبب في قتله؟ هنا لدينا القصة الكاملة عن حياة وموت اشرف مروان احد اشهر الاشخاص جاذبية في تاريخ اجهزة التجسس العالمية.
بدأ البرنامج بتقديم الاشخاص الذين يتحدثون لاول مرة في تاريخ اسرائيل عن اشهر عملاء الموساد ،ثم عرض للمكان الذي مات فيه اشرف مروان وكان التعليق:هنا في لندن البلاد التي جعلت منه شخصية شهيرة كما اراد مروان دائما.
صوت دقات التليفون دائما ما تكون بداية جيدة لقصص التجسس ولكن هذه المرة بالفعل كان هذا ما حدث فقد دق جرس هاتف السفارة الاسرائيلية عام 1969 وكان المتصل هو شاب مصري يطلب الحديث مع اعلي مسئول في السفارة وبعد التفاوض تلقي المسئول العسكري في السفارة بلندن الاتصال ليعرف ان المتصل هو اشرف مروان الذي يدرس الماجستير وهو ضابط بالجيش المصري ومتزوج من ابنة الرئيس جمال عبدالناصر.
خلال ايام دخل رئيس الموساد علي الخط ليتأكد ان مروان يريد ان يتطوع بالفعل للتجسس لصالح اسرائيل وحاول الجانب الاسرائيلي بحذر شديد ان يعرف الحقيقة الي ان تأكد ان مروان يمكن ان يخدم اسرائيل ويقدم لها ما لن يستطيع ان يقدمه احد سواه.
يقول العميد احتياط عاموس جلوع رئيس فرقة البحث في أمان الاسبق انه في وقت عمله استطاع ان يفتح ملفات كان مروان قد قدمها وفوجئ بانه كان يعد ويقدم كل التقارير والمعلومات بالاضافة الي معلومات تخص الحكام العرب واللقاءات السرية التي تتم بينهم.
ويقول اللواء احتياط مائير مائير الرئيس الاسبق لشعبة مصر في امان ـ جهاز الاستخبارات العسكرية ـ ان برتوكول اللقاء مع المصدر السري وتفاصيل التفاصيل كان كل شيء فيها محسوبا من حيث في اي مكان ستتم اللقاءات فكل شيء كان معدا بعناية ومخططا له
رجيب يسأل صحفياً في جريدة تايمز بلندن قال:هذا الشخص مروان هو شخص ومؤهل لان يضرب عدة عصافير بحجر واحد وهو رجل لديه هيبة.
ينتقل البرنامج بعد ذلك الي القاهرة ويبدأ في الحديث عن اشرف مروان حيث يذكر انه ولد لاسرة محترمة يعمل الاب ضابطا في الجيش المصري حتي وصل الي رتبة عميد،درس اشرف الكيمياء وتعرف وهو في الـ21 من عمره علي مني عبد الناصر حيث لعبا سويا التنس في نادي هليوبوليس وتزوج من مني الابنة الصغري التي تتمتع بنجاح اقل.
دكتور اوري باريوسف مؤرخ اسرائيلي وصف اشرف مروان بانه شخص كانت لديه علاقة قوية بالسلطة المصرية فبعد ان انهي دراسته اصبح اليد اليمني للرئيس في مجال تقديم المعلومات وبعد ثلاث سنوات توجه للدراسة في لندن التي كانت بالنسبة لمروان الجنة الموعودة،وكأي شاب بعد فترة وجيزة احتاج للمال الذي بدأ ينفد ووقتها تقرب من زوجة ثري كويتي وقعت في غرامه قدمت له المال الذي كان ينفقه بصورة مبالغ فيها.
يأخذنا البرامج الي لندن مرة اخري حيث يتحدث عن تقدم مروان بصورة قوية ليعمل جاسوسا للموساد وهو ما يجد الكثيرون مبررا منطقيا له حتي الان.
يقول الكاتب هيوارد بلوم الصحفي والكاتب في الولايات المتحدة ان التعامل مع الموساد لم يكن سهلا فقد تم تركيب اجهزة تنصت علي مروان وكل ما كان يقوله مروان كان مسجلا. بدأ مروان في تقديم المعلومات بشكل مكثف للموساد حيث كانت تصل بشكل دائم ومستقر.
ويصف لعميد احتياط اريه شيلو رئيس شعبة الابحاث في امان ما كان يحدث قائلا:كانت المعلومات تقدم لرئيس الحكومة وكذلك لوزير الدفاع وكان مروان يكتب المعلومات باللغة العربية ثم تترجم بعد ذلك الي العبرية بمعرفة الموساد،ولم يكن الا شخص واحد هو الذي يقابل مروان وهذا الشخص لم يتحدث مع الاعلام قبل ذلك وهو مائير مائير رئيس شعبة مصر الاسبق في امان.
كان مروان يجلس علي الكرسي ولديه شعور من العلو والفخر،كانت لديه ثقة هائلة بالنفس وكان وجهه جادا مع بعض الابتسامات الخفيفة وكان يشعر بانه افضل مني هكذا قال مائير مائير ويضيف:كان يدخن السيجار وكانت لديه لفائف السجائر،لكن تم التخلص من هذا الجو سريعا وكسرت حالة الفخر التي كان يشعر بها وعندما تحدثت معه ووجهت اليه بعض الاسئلة وجدت ان مروان اقنعني بشدة وبسرعة.
وعندما سألته مقدمة البرنامج هل كان اشرف مروان مثقفا؟ فقال :نعم كان مثقفا جدا.
يأخذنا البرنامج بعد ذلك الي فترة حرب الاستنزاف ورغبة جولدا مائير في الاحتفاظ باراضي حرب 67 ثم مناورات السادات الذي استطاع ان يخدع اسرائيل حيث كان يقول دائما إنه لن يحارب ولن يستطيع التفوق علي سلاح الطيران الاسرائيلي. وتسأل مقدمة البرنامج:فهل استطاع مروان ان يصلح هذه الفكرة التي تأصلت بداخلنا ام انه لم يأخذنا اصلا الي الحقيقة؟
يجيب عن هذا السؤال اهرون زائيفي لواء احتياط ورئيس سابق للمخابرات العسكرية يقول:حينما تتملكنا فكرة لفترة طويلة ونصدقها لا نستطيع بعد فترة رؤية الواقع حتي ولو كان جليا،فالسادات كان يريد سيناء واسرائيل تحافظ علي توازنها بالحصول علي معلومات من عميلها فهو الوحيد الذي يستطيع انقاذ ما يريده السادات من ايدي الاسرائيليين.
سألت مقدمة البرنامج تسيبي زامير رئيس الموساد الاسبق:بعد كم سنة استطعت ان تتعامل مع مروان بشكل مباشر؟لكنه رفض الاجابة عن هذا السؤال وعلل ذلك بان الاجابة ستحمل تفاصيل التجنيد واساليب تشغيل الجاسوس وهو لا يريد أن يدخل في هذه التفاصيل الا انه يستطيع ان يقول ان اللقاءات ووسائل جمع المعلومات منه كانت تجري بشكل غير تقليدي مطلقا فقد كان مروان يقابل الشخصيات رفيعة المستوي واعتبر رئيس الموساد ان ذلك مبرر ولن يكون ولاؤه اختبر اكثر من مرة وفي اكثر من موقف ولانه كان جاسوسا مميزا فكان لابد ان يقابل رئيس الوساد رأسا وليس اي ضابط اخر.
وتقول مقدمة البرنامج ان احد وسائل التشغيل كانت طريفة للغاية وهي طريقة السيدة جولدن برج وفيها كانت السيدات في لندن لديهن بعض الملل والبطالة ايضا فيعملن من البيوت لصالح الموساد،ويكون عمل السيدة فقط ان تظل الي جوار الهاتف المنزلي يتصل بها الجاسوس ويقول الكلمة السرية وفورا تتوجه السيدة اللندنية الي مسئول الموساد وتخبره ان الشخص الفلاني اتصل وقال كذا وفي هذا إشارة الي انه سيتوجه الي لندن فيذهب رئيس الموساد ويحضر بنفسه لمقابلة اهم جواسيس الموساد.
ويصل البرنامج الي السفارة المصرية في لندن وتقول مقدمة البرنامج:الشيء العجيب الذي ليس له مبرر حتي الان هو ان مروان كان يقابل رجال الموساد في شقة تبعد عن السفارة المصرية شارعا او شارعين علي الاكثر وكان رجال الموساد يراقبونه وهو يتحدث مع رجال السفارة المصرية ويركب السيارات الرسمية وكان بالتأكيد يعود ليقول رواية مختلفة لكل طرف.
يقول مائير مائير:الشيء الذي استمر لفترة طويلة اثناء التعامل مع مروان هو الشك والريبة حيث استمر هذا الشعور لفترات طويلة الي ان تأكد بنسبة 100 في المائة وتم الاقتناع علي جميع الاصعدة ان المعلومات التي يقدمها هي معلومات حقيقية.
وينتقل البرنامج الي رام الله حيث قابلت مقدمة البرنامج احد اعضاء قضية تفجير طائرة العال في روما والتي تروي للمرة الاولي من خلال ابطالها الحقيقيين في وسائل الاعلام،فقبل شهر من حرب اكتوبر تم احباط محاولة وضع صواريخ «استرلا» علي طائرة العال من قبل بعض الفلسطينيين عن طريق مطار بروما، القي القبض عليهم وكان من بينهم امين الهندي حيث كان وقتها رئيس المخابرات الفلسطينية اعطت مقدمة البرنامج امين الهندي صورة لاشرف مروان وقالت له :هل تعرفه،فقال:نعم منذ زمن بعيد لقد رأيته في روما في اغسطس 73 وبعد رؤيته مباشرة تم القبض علينا .
كان الهندي قد استاجر شقة في روما لتنفيذ عملية وضع المتفجرات في طائرة العال وحصلوا علي المتفجرات بمعاونة المصريين وبالتحديد اشرف مروان الذي قدم اليهم المتفجرات ووضعوها في سجادة وتوجهوا بعد الحصول عليها من سيارة مروان الي المترو.
ويصل البرنامج الي نقطة الحسم فكما يقول :قبل السادس من اكتوبر بـ 14 ساعة حصل رئيس الموساد علي تحذير من الجاسوس المصري بان مصر ستبدأ الحرب غدا وكانت المعلومات التي يرسلها مروان الي اسرائيل تقدر جيدا حيث كان يحصل علي عشرات الالاف من الدولارات مقابل كل لقاء.
عرض البرنامج كذلك لكيف وصل اشرف مروان ليكون الذراع اليمني للرئيس السادات ويقول مائير مائير انه تقريبا عندما كان يجد شيئا مهما يستوجب الحصول علي معلومات مؤكدة كان يطلب منه بكياسة ولطف ان تكون هذه المعلومات مكتوبة كان مروان يفعل ذلك بالفعل وتقول مقدمة البرنامج علي سبيل المثال ان مروان قدم البرتوكول الكامل للقاء الذي تم بين السادات وبريجينف كما قدم مروان كل تفاصيل الهجوم المصري علي اسرايئل،وكلما كان موعد الحرب يقترب كان مروان يزيد من حدود الخيانة.
ويقول الوزير رافي ايتان والذي كان احد كبار الموساد احد الاشياء التي لابد من الوصول اليها عند التعامل مع الجاسوس وهو معرفة الدوافع التي وقفت وراءه وتقريبا يكون المال هو اهم هذه لدوافع التي تكون مركبة وليست بسيطة.
ويضيف مائير مائير الي ذلك انه دائما ما كان يقدم ظرفا ولا يعلم ما بداخله وعندما سأل المسئولين في اسرائيل عما بداخل هذا المظروف قالوا له:شقة في ميدان الدولة اشارة الي ضخامة المال الموجود في الظرف وكان اشرف مروان عندما يأخذ الظرف من مائير يفتحه امامه ويرميه بجانبه ولا يهتم به.
اللواء احتياط اهارون زئيفي علق علي تحذيرات مروان المتكررة لاسرائيل والتي لم تكن معظمها صحيحة: قبل يومين من حرب اكتوبر وصلت الي اسرائيل رسالة كودية من الجاسوس المصري وفورا توجه رئيس الموساد الي لندن في اول طائرة متاحة لمقابلته، وقبل 30 ساعة من بداية الهجوم المصري حذر مروان اسرائيل من خلال المعلومات التي حصل عليها زامير الذي كان يشجع مروان ويضغط عليه ويسأله عدة مرات ليحصل علي افضل المعلومات وذلك حتي يستخلص رأيا يستطيع ان يقدمه لاسرائيل.
استضاف البرنامج كذلك ايلي زعيرا رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش والذي ادين بعد حرب 73 بالتقصير،حاول زعيرا ان يحمل الجاسوس المصري الفشل قال انه هو الذي خدعنا وقدم الينا معلومات مضللة واضاف زعيرا:لا احاول ان القي التهم جزافا علي الاخرين لكنني كنت اعرف ان مروان كان عميلا مزدوجا ولم حاول ان اثبت ذلك وهذا هو الخطأ الذي ارتكبته.
ويقول الكاتب الامريكي هيوارد بلوم ان مروان نشر معلومات مضللة عن عمد حتي يضمن بان يظهر امام الجميع كجاسوس جيد او عميل مزدوج او حتي يقنع الجانب الذي يقدم اليه المعلومات ان لديه معلومات ذات قيمة عالية،ويعتقد بلوم الذي قابل ايلي زعيرا عندما الف كتابا عن حرب اكتوبر وكذلك قابل اشرف مروان ان الموساد قتل اشرف مروان لانه ألحق ضررا بالغا باسرائيل كعميل مزدوج كان يقدم المعلومات المضللة طول الوقت.
الجزء الاخير من البرنامج تم تخصيصه لعملية الكشف التدريجية عن شخصية الجاسوس حيث بدأ الكشف عنه بالرمز ثم من خلال الاشارة ثم بالاسماء الكودية التي كانت تخص العميل ثم بذكر اسمه صراحة وهو الشيء الذي يعتبر خطأ فادحا في الموساد حيث تم الكشف عن مصادر استخباراتية مهمة وسرية ، واذا كان ذلك تم بقصد أو بدون قصد فانه في النهاية عرض حياة جاسوس قدم لاسرائيل الكثير.
وقد عرض البرنامج آخر ثلاث رسائل صوتية تركها مروان علي هاتف المؤرخ أهارون برجمان وأذيعت للمرة الأولي منذ مقتل مروان وكان معظمها عبارة عن جملة واحدة وهي :«كلمني ضروري عشان الكتاب بتاعك» وفي المقابل انكر إيلي زعيرا أنه هو الذي سرب اسم الجاسوس مروان لكن البرنامج أذاع حديث لزعيرا عام 2003 حيث قال اسم مروان صراحة في احد البرامج الإسرائيلية التي كانت تتحدث عن حرب أكتوبر.