جمال
05-19-2009, 01:10 AM
باسل دشتي: الدار
عام 1976 ساقني قدري الى جامع النقي بالدسمة لاول مرة للصلاة فيه، فاذا بي ارى ما أدهشني وجذبني بحيث لم استطع مقاومته، وجدت لوحة للإسلام رسمتها اياد فتية آمنو بربهم فأنتجوا مدرسة للحياة لم يسبقهم اليها احد في الكويت فكانوا السباقين. كان كل فرد فيهم عبارة عن لوحة زاهية في متحف مليء باللوحات الفنية الراقية ما ان افرغ من لوحة حتى انكب على الاخرى أتأملها فرأيتني همت وبصمت فيها بما ملئت من معان واخلاق وانسانية وتواضع، سرعان ما قفز الى ذهني ترى ما السر في هؤلاء الفتية؟ وكيف اقاموا هذه المدرسة في تلك الظروف وتلك البيئة؟! وانا غارق في بحر متلاطم من الافكار والتساؤلات، اذ بيد تصافحني وتدعوني، ايعقل ان مصافحة تقلب حياة شاب في مقتبل العمر وتنقله لتريه ان الحياة عقيدة وجهاد كلا.. والف كلا لولا انها يد اخلصت لله فباركها. انها يد كل من السيد عدنان ولاري ورفاقهما.
من مدرستكما تعلمت الكثير انا وجيلي ومن لحقنا.. فلو لم يكن فيها الا اني عرفت ربي وديني لكفى.. فكيف وقد تعلمت فيها لا ان اكون صادقا فقط بل ان الصدق منجاة.. ولا أن أكون مسلما منشغلا في نفسي فقط بل تعلمت ان من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم.. وألا اكون متواضعا فقط بل ان خدمة الناس نعمة.. ولا ان ابر والدي ورحمي فقذ بل ان صلة الرحم نماء في الرزق وطول في العمر.. ولا ان اكون خلوقا فقط بل ان اكون ناكرا لذاتي.. وفيها تعلمت كل فضيلة ممكن ان يتعلمها الانسان في حياته..
فيها عرفت ان الايمان ليس عاطفة فقط بل اقرار بالقلب واظهار بالعمل.. وان الصلاة ليست فريضة بل هي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وان الصيام ليس امتناعا عن الاكل والشرب فقط بل تثبيت للاخلاص، وان الحج ليس مجرد شعائر بل تشييد للدين، وان الجهاد ليس فقط مثلا تدرس بل حياة واصعبه جهاد النفس، واخيرا وليس اخر بايديكم عشقت الاسلام وهمت بحب الرسول الاكرم «صلى الله عليه وآله وسلم» وعلي وفاطمة والحسن والحسين واهل البيت عليهم السلام.
ولان من مبادئ هذه المدرسة حب الخير لاهل بلدها الحبيب الكويت قدمت هذه المدرسة في انتخابات مجلس الامة عام 1981 ثلاثة من ابنائها للكويت سيد عدنان ود.عبدالمحسن جمال ود. ناصر صرخوه وهم فتية آنذاك فقدموا نهجا بالسياسة لم تعهده الكويت قبلها.
نهج يرى العمل بالسياسة وفق الضوابط الوطنية والشرعية والاخلاقية اساسا لا يمكن ان يحيدوا عنه مهما حصل، واحتار فيهم الناس ايعقل ان يكون الانسان مستقيما بالسياسة التي ليس لها دين صبروا وصابروا ورابطوا عقدا كاملا على هذه الاستقامة والوطنية وبعد ان انجلى غبار الغزو الغاشم رأت الكويت صدقهم حين تحررت حينها آمن الناس ان للسياسة دينا اذا ما تعامل بها اناس من طراز سيد عدنان ولاري ورفاقهما.
عندما يكون سيد عدنان ولاري وما يمثلان مدرسة ونهجا في الحياة فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
تاريخ النشر : 19 مايو 2009
عام 1976 ساقني قدري الى جامع النقي بالدسمة لاول مرة للصلاة فيه، فاذا بي ارى ما أدهشني وجذبني بحيث لم استطع مقاومته، وجدت لوحة للإسلام رسمتها اياد فتية آمنو بربهم فأنتجوا مدرسة للحياة لم يسبقهم اليها احد في الكويت فكانوا السباقين. كان كل فرد فيهم عبارة عن لوحة زاهية في متحف مليء باللوحات الفنية الراقية ما ان افرغ من لوحة حتى انكب على الاخرى أتأملها فرأيتني همت وبصمت فيها بما ملئت من معان واخلاق وانسانية وتواضع، سرعان ما قفز الى ذهني ترى ما السر في هؤلاء الفتية؟ وكيف اقاموا هذه المدرسة في تلك الظروف وتلك البيئة؟! وانا غارق في بحر متلاطم من الافكار والتساؤلات، اذ بيد تصافحني وتدعوني، ايعقل ان مصافحة تقلب حياة شاب في مقتبل العمر وتنقله لتريه ان الحياة عقيدة وجهاد كلا.. والف كلا لولا انها يد اخلصت لله فباركها. انها يد كل من السيد عدنان ولاري ورفاقهما.
من مدرستكما تعلمت الكثير انا وجيلي ومن لحقنا.. فلو لم يكن فيها الا اني عرفت ربي وديني لكفى.. فكيف وقد تعلمت فيها لا ان اكون صادقا فقط بل ان الصدق منجاة.. ولا أن أكون مسلما منشغلا في نفسي فقط بل تعلمت ان من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم.. وألا اكون متواضعا فقط بل ان خدمة الناس نعمة.. ولا ان ابر والدي ورحمي فقذ بل ان صلة الرحم نماء في الرزق وطول في العمر.. ولا ان اكون خلوقا فقط بل ان اكون ناكرا لذاتي.. وفيها تعلمت كل فضيلة ممكن ان يتعلمها الانسان في حياته..
فيها عرفت ان الايمان ليس عاطفة فقط بل اقرار بالقلب واظهار بالعمل.. وان الصلاة ليست فريضة بل هي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وان الصيام ليس امتناعا عن الاكل والشرب فقط بل تثبيت للاخلاص، وان الحج ليس مجرد شعائر بل تشييد للدين، وان الجهاد ليس فقط مثلا تدرس بل حياة واصعبه جهاد النفس، واخيرا وليس اخر بايديكم عشقت الاسلام وهمت بحب الرسول الاكرم «صلى الله عليه وآله وسلم» وعلي وفاطمة والحسن والحسين واهل البيت عليهم السلام.
ولان من مبادئ هذه المدرسة حب الخير لاهل بلدها الحبيب الكويت قدمت هذه المدرسة في انتخابات مجلس الامة عام 1981 ثلاثة من ابنائها للكويت سيد عدنان ود.عبدالمحسن جمال ود. ناصر صرخوه وهم فتية آنذاك فقدموا نهجا بالسياسة لم تعهده الكويت قبلها.
نهج يرى العمل بالسياسة وفق الضوابط الوطنية والشرعية والاخلاقية اساسا لا يمكن ان يحيدوا عنه مهما حصل، واحتار فيهم الناس ايعقل ان يكون الانسان مستقيما بالسياسة التي ليس لها دين صبروا وصابروا ورابطوا عقدا كاملا على هذه الاستقامة والوطنية وبعد ان انجلى غبار الغزو الغاشم رأت الكويت صدقهم حين تحررت حينها آمن الناس ان للسياسة دينا اذا ما تعامل بها اناس من طراز سيد عدنان ولاري ورفاقهما.
عندما يكون سيد عدنان ولاري وما يمثلان مدرسة ونهجا في الحياة فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
تاريخ النشر : 19 مايو 2009