المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زحلة .. عروس البقاع المزدانة بنهر البردوني



2005ليلى
05-15-2009, 11:43 AM
http://www.awan.com.kw/services/thumbnail/news/200905/1241876505079692300.jpg/300


من أعالي أراضيها متعة المعالم الأثرية


جنان حسين - اوان


مدينة زحلة .. طبيعة خلابة من نوع آخرعرفت بعروس البقاع النقية المزهرة، هواؤها منعش وطبيعتها خضراء، جمالها في نهر البردوني النابع من مغارة في سفح جبل صنين والذي ارتبط بالمدينة، وجعل منها منطقة سياحية.

تتمتع زحلة بموقع مميز وأرض تملؤها أشجار الزيزفون والصفصاف والجوز والسنديان، وأول ما تستقبل به زحلة زوارها منظر المدينة العام صعودا إلى أعالي مناطقها، فهي مدينة الشعراء وعرين الأسود، مسميات عديدة ارتبطت بها، إلا أن عروس البقاع ظل الاسم الملازم لها، لنقاء وصفاء هذه المدينة الجميلة.

من أعالي قمة زحلة يتمتع الزوار برؤية قلعة راشيا في جبل حرمون الذي يعرف بجبل الشيخ، وقلعة عنجر الأثرية وآثار بعلبك التاريخية.
وأكثر ما يعشقه الزوار مقاهي زحلة الموجودة على جنبات نهرها البردوني، حيث تنتشر من رأس النبع حتى مدخل وادي العرائش، والتي يعود تاريخها إلى حوالي 100 سنة مضت، وكانت مركزا للفنانين والنجوم، حيث تقام الحفلات. كذلك تنتشر المطاعم والمقاهي الزحلاوية على الروابي وفي السهل، وهي المكان الذي يفضله البعض للاستمتاع بمنظر المدينة واستنشاق هوائها النقي.

معالم أثرية

عدة أماكن تجذب السياح في مدينة زحلة، من بينها الفنادق القديمة، منها أوتيل الصحة الذي أنشئ على مدخل المدينة العام 1878، ليتوالى بعد ذلك العديد من الفنادق ذات البناء المعماري الجميل مثل أوتيل عقل، وأوتيل أميركا، وأوتيل قادري الذي شيد في العام 1906، وأثناء الحرب العالمية الأولى العام 1914 حول جمال باشا العثماني الفندق إلى قيادة ومستشفى لجيشه، ما يجعله موقعا تاريخيا عريقا.

كذلك الأسواق القديمة تستهوي الكثيرين من اللبنانيين والسياح، منها سوق البلاط وهي السوق القديمة لزحلة، إذ كانت مركزا للتجارة والتواصل بين الدول القريبة منها، ويعتبر السوق مكانا تراثيا وتاريخيا قديما.

كما يوجد السراي القديم الذي يعود بناؤه للعام 1885 أيام الحكم العثماني، وشيد بطريقة مميزة، وهو بناء ذو طراز معماري جميل، واليوم هو مركز لبلدية زحلة. إذ مازال السياح يتوجهون لالتقاط الصور للسراي استعادة لتاريخه القديم.

بلدات قريبة

لا تقتصر روعة زحلة على طبيعتها الجبلية وسهولها ونهرها البردوني، بل تحيطها عدة بلدات ومناطق تضم آثارا قيمة، من بينها الفرزل، وتقع على بعد 4 كيلو مترات من زحلة شمالا،
وتوجد بها بقايا معبد روماني قديم، وأيضا لابد من زيارة وادي الحبيس الذي يحتوي على مغاور ونقوش منحوتة وأضرحة تعود للعصور القديمة، ولعل الزوار يجدون في المقاهي المحيطة بالمكان فرصة الاستمتاع بهذه الآثار وتأمل عراقة المكان.

بلدة نيحا التي تبعد 10 كيلومترات من زحلة شمالا، يوجد فيها معبد فينيقي للاله حدارانيس، وعلى مقربة منه يوجد معبد صغير لآلهة المياه، وأيضا توجد قلعة نيحا الأثرية وحصنها الجميل، وكذلك توجد آثار رومانية مازالت حتى اليوم محتفظة برونقها.

وفي أعالي بلدة قصرنبا وتبعد حوالي 14 كيلو مترا من زحلة شمالا، يقع معبد روماني على مدخله مدرج رائع يتجه نحو الشرق، حيث يصل إلى نبع عين السفلي.

أما تعنايل تقع على الطريق الممتدة بين شتورة والحدود السورية، وهي دير مزروعة تحتوي على بحيرة طبيعية جميلة ومناظر خلابة ساحرة، حيث خضرة المكان والماء والجو المنعش.
كفر زيد وعين كفر زيد تقع في وسط سلسلة جبال لبنان الغربية، وتحديدا في الجهة المقابلة لمدينة زحلة على بعد 14 كيلومترا من مدخل المدينة جهة الغرب، توجد بقايا آثار لمعبدين رومانيين ومنحوتات على الصخور تمثل الآلهة فينوس. أما متعة محبي المغامرات يجدونها في سفح الجبل، حيث توجد مغارة تزينها رواسب كلسية متحجرة على غرار مغارة جعيتا الشهيرة في العاصمة بيروت، إذ باستطاعتهم الدخول إليها لمسافة 125 مترا باستعمال الحبال.

الكرمة والزهور

تحتفل زحلة في شهر سبتمبر كل عام بمهرجان الكرمة والزهور، حيث تقام عدة نشاطات، منها عرض سيارات من الزهور تمثل رموزا وطنية وسياحية، وايضا يتم انتخاب ملكة جمال الكرمة.
وتشتهر زحلة أيضا بإقامة احتفالات خميس الجسد الذي يعود تاريخه إلى 1825 ويقام سنويا في الخميس الأول من يونيو تطواف مقدس يسبقه تجوال بالمشاعل في كافة أرجاء المدينة

تاريخ المدينة

يعود تاريخ زحلة إلى أكثر من 300 سنة مضت في منطقة يعود تاريخها إلى أكثر من 5 آلاف سنة تقريبا، في أوائل القرن الثامن أتى الكثير من المهاجرين القادمين من مناطق عدة من لبنان، حيث أنشؤوا ثلاثة أحياء. تتمتع زحلة بحكم ذاتي منذ العام 1858، وأصبحت الجمهورية الأولى في الشرق، ولكن تعرضت للحرق عامي 1777و1791 ودمرت وأحرقت أيضا في 1860، ولكن قاوم أبناؤها لتنهض من جديد، وتصبح جسر التجارة والزراعة ما بين بيروت ودمشق وبغداد والموصل، خاصة بعد إقامة الخط الحديدي العام 1885.