المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصحافى الإيرانى المعارض نورى زادة زار السيد السيستانى فى لندن !



على
08-22-2004, 10:52 AM
هل تناظر رحلة السيستاني من النجف إلى لندن رحلة الخميني منها إلى باريس؟

لندن: علي نوري زاده

هل ستتحول لندن إلى «نوفيل شاتو» جديدة؟ هكذا حاول محسن رضائي قائد الحرس الثوري الايراني السابق وسكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام حاليا، تصوير وضع المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني الموجود في العاصمة البريطانية للعلاج منذ الأسبوع الماضي، حيث أشار في مقال نشره في موقعه الالكتروني «بازتاب» اعتبر فيه ان ذهاب السيستاني الى لندن، يشبه ذهاب الإمام الخميني الى ضاحية نوفيل شاتو الباريسية قبيل عودته المظفرة الى إيران في نهاية يناير (كانون الثاني) عام 1979 .

بيد ان رضائي نسي او تناسى ان سيد النجف ينتمي الى مدرسة فكرية تخرج منها اعمدة المرجعية الشيعية من امثال حسين البروجردي ومحسن الحكيم والشاهرودي وشريعة مداري والخوئي، فهو يرفض مثلما رفض اسلافه الكبار تسييس مذهب اهل البيت واستغلال الدين بغية الوصول الى السلطة، رغم نفوذه وقدرته وتوفر كافة مقومات الزعامة لديه.

وصباح اول من امس عند زيارتي للمرجع الاعلى السيستاني بعد مغادرته مستشفى ولينغتون وانتقاله الى بيت عادي في منطقة «ستانمور» بشمال لندن، اصبحت اكثر قناعة بان تصورات رضائي وأمثاله حول ظهور خميني جديد في لندن، تعد اضغاث أحلام. فالسيستاني اكبر بكثير من ان يترك سلطنة القلوب، ويبحث عن عصا السلطة.

ان السيستاني الذي رفض مقابلة الصحافيين وامتنع عن الإدلاء بتصريحات مباشرة الى وسائل الإعلام لم يستقبلني وغيري من الكتاب والصحافيين باعتبارنا من رجال الإعلام. بل ان العشرات ممن يزورونه منذ مغادرته المستشفى، يستمعون الى كلمات تعيد الى ذاكرتهم أقوال المراجع الكبار خلال الثورة الإسلامية في إيران مثل شريعة مداري والخوئي ومحمد الروحاني ممن عارضوا الثورة والقتال والإعدامات التي طالت المئات من رجال السياسة والدين والجيش بايران.

ان سيد النجف الذي غادر عاصمة المرجعية اثر تعرضه لأزمة قلبية خانقة، يرغب في العودة في اقرب وقت ممكن، غير ان أطباءه يرون ان عملية فتح انسداد الشرايين، وإخراج المياه البيضاء من عينه اليمنى، مع الاخذ بعين الاعتبار سن السيستاني، تستدعي مراقبة مستمرة لحال السيد لأكثر من أسبوع على اقل تقدير. ورغم ذلك فان المرجع الأعلى للشيعة بدا في حالة صحية جيدة وبحيوية كاملة، وهو يطلع عبر ابنه حجة الاسلام محمد رضا وصهيريه وممثله في لندن الدكتور فاضل الميلاني على آخر تطورات النجف بشكل متواصل.

ان ضاحية «ستانمور» اللندنية لم تتحول الى نوفيل شاتو جديدة، غير انها لن تنسى مجيء السيستاني اليها لبضعة ايام، حيث لم يكن معتاداً ان تشهد شوارعها العشرات من اصحاب العمائم البيضاء والسوداء والرجال الملتحين والنساء المحجبات، يمشون نحو طريق مسدود يقع فيه مقر السيستاني المؤقت لزيارة سيد النجف.

استاذ جامعي بارز يدرس في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة جاء الى لندن من اجل زيارة مرجعه، وبعد خمسين عاماً على آخر مرة التقى خلالها بالسيستاني، دخل الاستاذ مكتب السيد باكيا من شدة فرحه بمشاهدته لبضع ثوان، ساد الصمت الغرفة، ثم تذكر السيستاني ان الاستاذ الايراني الزائر ليس سوى صديق لازمه قبل نصف قرن في احدى المدارس الدينية بحوزة مدينة مشهد. تعانق زميلا الدراسة المرجع الاعلى للشيعة والثاني استاذ الفلسفة الاسلامية والادب العربي بجامعة هارفارد.

هكذا اظهر السيستاني انه يستحق أن يكون المرجع الاعلى، بحيث لا يزال يتذكر زميل دراسته بعد خمسين عاما بينما الامام الخميني لم يكتف بطرد المراجع والاساتذة البارزين من حوله، بل انه قام بعزل ثمرة حياته وحصيلة عمره آية الله حسين علي منتظري من اجل استمرارية ولاية الفقيه وحكم رجال الدين على حد قوله.

والفارق بين نوفيل شاتو الباريسية وستانمور اللندنية ليس فقط في ظاهرهما، بل في الضيف الذي حل في كل منهما بعض الوقت.
وضيف نوفيل شاتو كان بصدد اقامة نظام ديني تحت سيطرة رجال الدين في ايران، وقد نجح في تحقيق ذلك، فيما خسر في المعركة مكانته الدينية، بينما ضيف ستانمور، يرغب في قيام نظام ديمقراطي في العراق، وانهاء الاقتتال والنزاع، تمهيداً لخروج القوات الاجنبية من ارض الرافدين.

ان ضيف نوفيل شاتو نصب نفسه ولياً لشعبه، بينما ضيف ستانمور، يرفض الولاية السياسية طالما نجح في فتح قلوب الملايين ممن يقلدونه ويحبونه.

زهير
04-05-2006, 02:40 PM
الله يحفظ سماحة السيد السيستاني ويطيل في عمره الشريف