المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المغربي خالد الجامعي لحسني مبارك: أحلال لك خرق السيادة حرام على حزب الله؟!



جمال
05-14-2009, 12:58 AM
الكاتب عبد الرحمن خيزران


http://www.watan.com/upload/Jame3e.jpg


"أحلال عليك خرق سيادة دولة ما لتقوم بأعمال ترى أنها تساعد دولة أخرى وحرام على حزب الله؟!".. رسالة جديدة وجهها الإعلامي والسياسي المغربي "خالد الجامعي" إلى الرئيس المصري "محمد حسني مبارك" بعد أيام من توجيهه رسالة مفتوحة إلى الرئيس ينتقده فيها على اعتقال أفراد تابعين لحزب الله اللبناني بتهمة خرق سيادة الأراضي المصرية لمحاولتهم تهريب سلاح من سيناء إلى المقاومة في غزة.

وورد في تلك الرسالة المفتوحة التي وجهها الجامعي إلى مبارك عبر صفحات الصحف المغربية أن الرئيس المصري قام بـ"انتهاك" سيادة المغرب عام 1963 حين كان برتبة عقيد في الجيش المصري؛ حيث حاول عبور تلك الأراضي بطائرة لتوصيل مساعدات عسكرية إلى المقاتلين الجزائريين في الجزائر خلال نزاع الأخيرة مع المغرب على الحدود.

ولم يتسنَ لـ"إسلام أون لاين.نت" الحصول على تعليق من مصادر مصرية ذات صلة بشأن هذه الرسالة، كما لم ترد في وسائل إعلامية أخرى أي تعليقات من ذات المصادر.

وفي تصريح لـ"إسلام أون لاين" تعليقا على رسالته التي وجهها إلى مبارك قال الجامعي: "على الأقل هناك توجد إسرائيل عدو العرب الأول التي تقتل وتشرد وتحاصر شعبا بأكمله، أما على الحدود المغربية الجزائرية فمن يوجد؟!".

وجاء في مطلع رسالة الجامعي التي نشرها قبل أسبوعين: "السيد الرئيس.. أنا متيقن أنك لن تنسى ما حييت تاريخا سيظل راسخا في ذاكرتك إلى الأبد.. إنه تاريخ 20 أكتوبر 1963؛ حيث ألقي عليك القبض في جنوب المغرب وأنت ترتدي بذلة الميدان العسكرية، وعلى أكتافك رتبة عقيد مصري، وبصحبتك ضباط مصريون سامون بنفس رتبتك".


بدوره، أعاد العسكري والطيار المغربي "صالح حشاد" الأربعاء الماضي ضمن برنامج "شاهد على العصر" على فضائية "الجزيرة" التذكير بحادثة اعتقال العقيد حسني مبارك -آنذاك- في المغرب خلال محاولته مساعدة الجزائر عبر التراب المغربي خلال ما عُرف بحرب تندوف بين البلدين.

وأضاف حشاد، وهو قائد سرب الطائرات المرافقة للملك الحسن الثاني في محاولة انقلاب 1972، في الحلقة الأولى من شهادته على العصر: "اعتقل حسني مبارك في تلك الفترة (1963) ضمن عدد من الضباط المصريين على الحدود مع الجزائر؛ إذ حطت هليوكوبتر في نواحي مدينة أرفود، واعتقلوا وجيء بهم إلى مدينة مراكش ليعرضوا على وزير الدفاع محمد أوفقير".

وكانت السلطات المصرية قد اعتقلت في 8 أبريل الماضي خلية تابعة لحزب الله يقودها عضو الحزب سامي شهاب، واتهمتها بانتهاك سيادة الأراضي المصرية، والتآمر ضد مصر، والتحضير للقيام بأعمال تخريبية، ونشر التشيع في البلد، في حين رد أمين عام الحزب حسن نصر الله بحصر مهمة شهاب في دور لوجستي، وتهريب الأسلحة إلى غزة عبر الحدود المصرية.

ودفعت التجاذبات التي وقعت بين السلطات المصرية وحزب الله بشأن هذا الاتهام الجرائد المغربية خلال الأيام الماضية إلى التنقيب عن وقائع حادثة اعتقال الضابط حسني مبارك في المغرب عام 1963 قبل أن يفرج عنه كـ"هدية" من الملك المغربي الحسن الثاني للرئيس جمال عبد الناصر.

"هدية نفيسة"

وفي رسالته المفتوحة استعرض خالد الجامعي قصة الاعتقال بشيء من التفصيل؛ حيث خاطب الرئيس حسني قائلا: "نعم.. لقد ألقي عليك القبض بكيفية فيها كثير من المهانة بعد نزول مروحيتك الجزائرية على التراب المغربي نزولا اضطراريا.. وكنت أنت (حسني مبارك) ضمن الألف جندي الذين أرسلهم رئيس بلادك لمؤازرة الجزائر ضد المغرب".

وتم الإفراج عن مبارك وزملائه بعد تصالح البلدين خلال زيارة الملك المغربي الراحل حسن الثاني إلى مصر.

وفي هذا قال الجامعي: "وكم كانت دهشة الرئيس جمال عبد الناصر عظيمة وهو على مدرج المطار ينتظر ضيفه الكريم؛ لما تكرم هذا الأخير بهدية نفيسة، تتمثل في عقداء مصريين أسرى، صحبهم الملك معه على متن طائرته، وحررهم أمام رئيسهم، وقد كنت أنت أحد هؤلاء.. بلحمك ودمك، العقيد مبارك آنذاك، وفخامة الرئيس محمد حسني مبارك اليوم".

الضابط والرئيس

وعن سبب كتابة هذه الرسالة المفتوحة، يوضح الجامعي مخاطبا الرئيس مبارك: "أردت أن أذكرك بكل هذا؛ لأن حكومتك طبلت وزمرت بكثير من التشدق والمباهاة وهي تفكك خلية لحزب الله، وتلقي القبض على سامي شهاب، أحد مناضليها، بدعوى أنه سعى إلى مد المقاومين الفلسطينيين في غزة بالأسلحة والذخيرة، وأنه تجرأ على انتهاك حرمة التراب المصري، وأنه سعى إلى زعزعة أمن وسلامة النظام".

وحسب الجامعي فإن "حزب الله لم يقم بغير واجبه النبيل لمساعدة شعب مضطهد يرزح تحت نير المستعمر الغاشم، تماما كما فعلت المغرب وتونس مع الجزائر أيام حرب التحرير".

وتفاعلا مع الموضوع، كتب رئيس تحرير جريدة الدستور المصرية (معارضة) إبراهيم عيسى مقالا حمل عنوان: "مبارك بين الضابط والرئيس" ذكر فيه أن "الرئيس مبارك الذي يندد رجاله وأنصاره بتهريب سلاح إلى أرض محتلة وإلى حركة مقاومة هو نفسه الذي أوقفته أو احتجزته دولة المغرب بتهمة انتهاك سيادة أراضيها والاعتداء على أمنها القومي (نفس التهمة تقريبا التي نرددها حاليا)"، على حد تعبيره.

واستأنس عيسى في مقاله برواية العسكري المغربي السابق "كرزازي العماري"، أحد مسئولي نقطة عين الشواطر التي تقع على الحدود المغربية الجزائرية، والذي يقول تحت عنوان "هكذا اعتقلت حسني مبارك": إن جمال عبد الناصر أرسل ضباطا إلى قاعدة العبادلة في الجزائر لمعرفة احتياجات العسكريين الجزائريين والخدمة التي يمكن أن تقدمها مصر للجزائر في حربها ضد المغرب، كما كلف الضابط الميداني أركان حرب حينها حسني مبارك بتسجيل حاجيات الجزائر من السلاح باعتباره قائد سرب، وتزويد العسكريين المقاتلين بخطط جديدة".

طالع رسالة خالد الجامعي للرئيس حسني مبارك على جريدة هسبريس الإلكترونية.