المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طوس تحتضن في ترابها مثوى الشاعر الفردوسي



بركان
05-13-2009, 04:07 PM
http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2009/05/13/c27430c1-c7c8-4d53-b5f5-e96303311733_main.jpg


مشهد (طوس) - جاسم عباس

تعتبر خراسان اليوم من أكبر المحافظات في إيران وإحدى أهم مراكزها الاقتصادية والاجتماعية والسياحية. خاصة أنها تضم في ثراها مرقد الإمام الرضا (ع)، ثامن أئمة الشيعة في مدينة مشهد المقدسة. وتتناثر في أرجاء خراسان ست عشرة مدينة منها «طوس» (24 كم عن مشهد) التي تحضن في ترابها مثوى الشاعر الفارسي «الفردوسي» أكبر شاعر ملحمي فارسي، ولد عام 932 وتوفي عام 1020م، له مؤلف «الشاهنامه» الملحمة الشهيرة التي قضى 36 سنة في تأليفها، وضمت 60 ألف بيت من الشعر، جمعها أبو منصور بن محمد بن عبدالرزاق الطوسي، دخل الفردوسي قصر السلطان محمود الغزنوي وأخذ مكانة عالية في بلاط السلطان، إلا أن السلطان غضب عليه واضطهده بعد أن قرأ عليه أبيات الشاهنامه، ولم يعطه جائزة عليها، فنقم الفردوسي عليه وأضاف عليها أبياتا في هجاء السلطان محمود.

وتوفي الفردوسي بعد أن بلغ من العمر 88 سنة ولم يعرف مكان دفنه، حتى سنة 510 هـ - 1029م، أي بعد 9 سنوات من وفاته، وأول من زار قبره الشاعر نظامي عروضي الذي كان يزوره سرا، وتحت اسم قبر مستعار لا يعرفه أحد عند بوابة «رزان»، ثم اهتم بقبره بعد ذلك آصف دولة شيرازي الذي كان نائب محافظة مشهد، وهو الذي بنى القبر من الآجر إلا انه هدم بعد فترة، وتم تجديده على يد فنان آخر محب له وهو طاهر زاده بهزاد بقبة عالية وسط حديقة على مساحة 9445 مترا مربعا.

شاهنامه

قال صاحب المكتبة بجوار قبر الفردوسي: بدأ بناء القبر الحالي على يد المهندس العالمي المشهور هوشنك سيهود، وكتب على مدخل القبر بعض الكلمات التي ترجمتها من الفارسية إلى العربية من أبيات الفردوسي «باسم الله الذي أعطانا الروح والفكر، وأصبحنا من أفضل خلقه، رب السموات والأفلاك، الذي أعطانا الشمس والنور، والقمر، هو الذي فوق كل شيء، ولا شيء معه، لا قبله، ولا بعده، ولا نستطيع أن نجد له اسما أو صفة».

ورفض مسؤول المكتبة والمتحف تصوير المكان، بحجة أن الاضاءة تتلف الأوراق، ومنها ديوانه الأصلي المحفوظ في صندوق زجاجي مكتوب عليه «ديوان الحكيم أبوالقاسم الفردوسي الولادة 429 هـ - الوفاة 411 هـ».

وهذه الشاهنامه (الديوان) مكتوب بخط جواد شريفي بحبر مذهب أصفر اللون، والرسومات الملونة بريشة على أصغر معصومين، وكتب على اللوحة الزجاجية، وزن الكتاب 73 كغم.
أمام القبر

وعندما تصل إلى الساحة الجميلة المغطاة بالزهور والأعشاب اللافتة للنظر تجد الفقراء والفنانين يسترزقون أمام قبر الشاعر الفردوسي بأساليب مبتكرة، سألت أحد العازفين عن حالته، فأجاب: عجزت عن الحدادة والنار والبور والفحم، فأخذت قيثارة المرحوم والدي أبحث عن رزق أمام قبر هذا الحكيم المظلوم الذي اضطهد.

وأضاف الفنان إبراهيم قويدلي: أمضيت أربعين عاما بجوار الفردوسي مع هذا القيثار، وباعتداد الفنانين بأنفسهم قال: «أعتبر نفسي في صدارة الموسيقيين، يأتي الناس لقراءة الفاتحة على روح الحكيم الفردوسي وأنا أدندن أبيات الشاعر، فمنهم من يسجل ألحاني، ومنهم من يبكي».
وأكد سبب تواجده إلى جانب الفردوسي بقوله «أنا مخلص له، وهذه الآلة مخلصة لي، ولا غرابة في ذلك لأن هناك علاقة بيني وبين أبيات الفردوسي، أبدأ معه من التاسعة صباحا إلى المساء، وأجني في اليوم الواحد 10000 تومان أي ما يعادل 3 دنانير كويتية.

أما صاحب عربة الحصان الواقف بانتظار الركاب فقال لي: «من لون غترتي الخضراء تعرف أنني «سيد» لا أمد يدي الى أحد لكنني انتظر الأولاد والعوائل لأتجول بهم حول قبر الحكيم بين هذه الزهور والأشجار». وأضاف «قبر الشاعر الفردوسي متحف مذهل وكنوز للعمارة والفن الاسلامي، وفيه أجر لمن يقرأ الفاتحة. وشاهنامته ملحمة الفرس الكبرى من القرن العاشر.


http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2009/05/13/b17763bc-823c-45aa-9a2f-12b142b21f42.jpg
ديوان {الشاهنامه} فيه 60 ألف بيت من الشعر


http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2009/05/13/5bbfa00f-cee3-4f5d-86a4-58c3aedadfd2.jpg

قبر الفردوسي ملاذ للفقراء والفنانين



http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2009/05/13/745c4bf2-76e6-4faf-a689-79993fe33575.jpg

قيثار الموسيقار مصدر لرزقه