فاتن
05-05-2009, 07:33 AM
الزرابي في منطقة القبائل الجزائرية إرث فلكلوري متميز
كامل الشيرازي من الجزائر: تشتهر منطقة القبائل الجزائرية بفن "حياكة الزرابي" وهي شهرة صنعتها أنامل نسوية ممن ورثن هذه الصناعة التقليدية عن الراحلة "نا طاوس" التي تعدّ عميدة الزربية في الجزائر ويرجع لها الفضل بمعية كثيرات في استمرار هذا الفن الذائع الصيت لقرون دون أن يخضع لطي النسيان.
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Reports/2009/5/%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A.jpg
وتقترن الزربية محليا بقرية آيت هشام المتواجدة على علو 1200 متر بمحاذاة ولاية تيزي وزو (110 كلم شرق)، حيث تتلقى الفتيات منذ نعومة أضافرهن، أصول حياكة الزرابي، وتتخذ عوائل برمتها توشية الزرابي كحرفة ومصدر عيش ووسيلة للتعبير، سيما في الوسط النسوي، أين تعيش كثيرات ظروفا حياتية صعبة بمناطق جبلية معزولة، وتقول "لالا الطاوس" (55 سنة) إنّ حياكة الزرابي تعتمد بشكل خاص على الإبداع، لذا لا تستعمل مختلف الأشكال والرموز البربرية كمجرد عناصر جمالية للزخرفة فحسب، بل أيضا كطريقة تعبيرية عن آمالهن ومعاناتهن كنساء، علما أنّ هذه الرموز التي لا تزال أنامل الحائكات تنقلها على الزرابي عن ظهر قلب لا يستطيع ترجمتها سوى الضالعين والمختصين في هذا الفن العريق.
وتتميز الزرابي القبائلية بأشكال زخرفية تترجم مكنون وحياة النسوة التي تقوم بحوكها، وتنخرط بنات حواء في كورس جماعي، يرددنّ عبره بعض الأشعار التقليدية أو ما يسمى بـ"ايشويقان" لأجل تشجيع أنفسهن على مواصلة عملهن الشاق، بهذا الصدد، تلفت خديجة (46 سنة) أنّ حياكة الزرابي مهنة مضنية تقتضي عدة مراحل للتوصل إلى الشكل النهائي للزربية بمختلف أنواعها وتتمثل أشهرها فيما يسمى بـ"أعبان"، وهي "زربية ذات خلفية داكنة وألوان زاهية مختلفة تعتبر عنصرا هاما في جهاز العروس القبائلية" إلى جانب "أخلال" و هو ما يشبه "غطاء للسرير ذو لون أبيض تتخلله خطوط رقيقة".
وتحتفظ عائلات بقرية آيث هشام إلى غاية الوقت الحالي بنماذج فريدة من الزرابي، تنفرد بطابعها البربري الخالص وبتعدد أشكالها الزخرفية ذات المغزى العميق الراوي لحياة الحائكات الشاقة، مع الإشارة أنّ لكل شكل لونه الخاص به، حيث تتم زخرفة النسيج بمختلف الأشكال الهندسية المنسجمة والمنسقة بالأيدي بسبعة خيوط ملونة يتم ترتيبها على شكل خطوط، ثم تتم حياكتها بدقة بفضل خيوط رقيقة من
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Reports/2009/5/%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A2.jpg
مختلف الألوان أيضا فيما تتخلل هذه الأشكال مثلثات صغيرة من الصوف الأحمر أو الأصفر أو البني الفاتح.
واحتفاءا بفن الزربية، تشهد منطقة القبائل الجزائرية ربيع كل سنة تظاهرات يقوم فيها منظموها بتكريم الصانعات الشهيرات وحائكات الزرابي عرفانا لهن بدورهن في الحفاظ و نقل هذا الإرث الثقافي المتميز، ولا تقتصر ممارسة حياكة الزرابي على منطقة القائل لوحدها، بل تمتدّ عبر المناطق الجزائرية الأخرى، وتحصي الدوائر الرسمية ما لا يقلّ عن 80 حرفيا ينشطون عبر 14 ولاية.
كامل الشيرازي من الجزائر: تشتهر منطقة القبائل الجزائرية بفن "حياكة الزرابي" وهي شهرة صنعتها أنامل نسوية ممن ورثن هذه الصناعة التقليدية عن الراحلة "نا طاوس" التي تعدّ عميدة الزربية في الجزائر ويرجع لها الفضل بمعية كثيرات في استمرار هذا الفن الذائع الصيت لقرون دون أن يخضع لطي النسيان.
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Reports/2009/5/%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A.jpg
وتقترن الزربية محليا بقرية آيت هشام المتواجدة على علو 1200 متر بمحاذاة ولاية تيزي وزو (110 كلم شرق)، حيث تتلقى الفتيات منذ نعومة أضافرهن، أصول حياكة الزرابي، وتتخذ عوائل برمتها توشية الزرابي كحرفة ومصدر عيش ووسيلة للتعبير، سيما في الوسط النسوي، أين تعيش كثيرات ظروفا حياتية صعبة بمناطق جبلية معزولة، وتقول "لالا الطاوس" (55 سنة) إنّ حياكة الزرابي تعتمد بشكل خاص على الإبداع، لذا لا تستعمل مختلف الأشكال والرموز البربرية كمجرد عناصر جمالية للزخرفة فحسب، بل أيضا كطريقة تعبيرية عن آمالهن ومعاناتهن كنساء، علما أنّ هذه الرموز التي لا تزال أنامل الحائكات تنقلها على الزرابي عن ظهر قلب لا يستطيع ترجمتها سوى الضالعين والمختصين في هذا الفن العريق.
وتتميز الزرابي القبائلية بأشكال زخرفية تترجم مكنون وحياة النسوة التي تقوم بحوكها، وتنخرط بنات حواء في كورس جماعي، يرددنّ عبره بعض الأشعار التقليدية أو ما يسمى بـ"ايشويقان" لأجل تشجيع أنفسهن على مواصلة عملهن الشاق، بهذا الصدد، تلفت خديجة (46 سنة) أنّ حياكة الزرابي مهنة مضنية تقتضي عدة مراحل للتوصل إلى الشكل النهائي للزربية بمختلف أنواعها وتتمثل أشهرها فيما يسمى بـ"أعبان"، وهي "زربية ذات خلفية داكنة وألوان زاهية مختلفة تعتبر عنصرا هاما في جهاز العروس القبائلية" إلى جانب "أخلال" و هو ما يشبه "غطاء للسرير ذو لون أبيض تتخلله خطوط رقيقة".
وتحتفظ عائلات بقرية آيث هشام إلى غاية الوقت الحالي بنماذج فريدة من الزرابي، تنفرد بطابعها البربري الخالص وبتعدد أشكالها الزخرفية ذات المغزى العميق الراوي لحياة الحائكات الشاقة، مع الإشارة أنّ لكل شكل لونه الخاص به، حيث تتم زخرفة النسيج بمختلف الأشكال الهندسية المنسجمة والمنسقة بالأيدي بسبعة خيوط ملونة يتم ترتيبها على شكل خطوط، ثم تتم حياكتها بدقة بفضل خيوط رقيقة من
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Reports/2009/5/%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A2.jpg
مختلف الألوان أيضا فيما تتخلل هذه الأشكال مثلثات صغيرة من الصوف الأحمر أو الأصفر أو البني الفاتح.
واحتفاءا بفن الزربية، تشهد منطقة القبائل الجزائرية ربيع كل سنة تظاهرات يقوم فيها منظموها بتكريم الصانعات الشهيرات وحائكات الزرابي عرفانا لهن بدورهن في الحفاظ و نقل هذا الإرث الثقافي المتميز، ولا تقتصر ممارسة حياكة الزرابي على منطقة القائل لوحدها، بل تمتدّ عبر المناطق الجزائرية الأخرى، وتحصي الدوائر الرسمية ما لا يقلّ عن 80 حرفيا ينشطون عبر 14 ولاية.