زوربا
05-01-2009, 02:36 PM
عصام البرقاوي، الملقب بأبي محمد المقدسي، وهو من أبرز المنظرين للتيار السلفي الجهادي في العالم، ومن مؤسسيه في الأردن. ولعب المقدسي دورا كبيرا في تدشين المنهج «السلفي الجهادي» الذي يقوم على تبني تكفير النظم والحكومات والدساتير العربية، ورفض العمل السياسي القانوني (كتابه «ملة إبراهيم وأساليب الطغاة في تمييعها»)، واتخاذ مواقف حادة أيضا من مناهج التربية والتعليم والتدريس (كتابه «إعداد القادة الفوارس في هجر المدارس»)، ورفض الديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية (كتابه «الديمقراطية دين»).
و«المقدسي»، من قرية برقا من أعمال نابلس، تركها بعد ثلاث أو أربع سنين مع عائلته، متوجها إلى الكويت، حيث مكث فيها وأكمل دراسته الثانوية. ثم درس العلوم في جامعة الموصل بشمال العراق تحت رغبة والده. وهناك يسر له الاتصال بالعديد من الجماعات والحركات الأصولية. ويعتبر الأستاذ المباشر لزعيم تنظيم القاعدة في العراق الأصولي الأردني الآخر أبو مصعب الزرقاوي (أحمد الخلايلة). الذي قتل في غارة جوية أميركية في العراق في شهر يونيو (حزيران) من عام 2006.
والمقدسي في الخمسينات من عمره، مارس أدوارا مؤثرة في توجيه أتباع التيار التكفيري، ومنحهم التبرير الديني والفقهي للقيام بأعمال العنف الأصولي ضد الحكومات الإسلامية، كما أبدى مساندة قوية لكل الجماعات العسكرية الأصولية. وبينما كان نجم الزرقاوي يلمع في عالم المجموعات «السلفية المتشددة»، بخاصة بعد احتلال العراق وانضمام صديق المقدسي أبو أنس الشامي إليه في العراق، فإن المقدسي كان يتردد بين السجن والرقابة الأمنية خارجه، والصراع مع أفراد الحركة التي بناها الذين أصبحوا أقرب إلى «خط الزرقاوي الجديد» من المقدسي. يلخص المقدسي ملاحظاته النقدية الحادة، تجاه منهج الزرقاوي، في رسالته المشهورة «الزرقاوي..
مناصرة ومناصحة»، وهي الرسالة التي أثارت جدلا واسعا داخل صفوف حركته، ودفعت أفرادا منها إلى تهديده داخل سجن «قفقفا» قبل أن يطلق سراحه بعد شهور بقرار من محكمة الدولة لعدم مسؤوليته في قضية أحد التنظيمات المسلحة. وبرئ المقدسي من قبل قضية عرفت بتفجيرات الألفية، والمرة الوحيدة التي حُكم فيها كانت في قضية «بيعة الإمام»، مع مجموعة من السلفية الجهادية وأبرزهم أبو مصعب الزرقاوي، وعمر أبو عمر الملقب (أبو قتادة) المحتجز في سجن لونج لارتن ببريطانيا. ويقول مسؤولو مخابرات أميركيون إن المقدسي منظر بارز للتيار الجهادي، لديه تأثير على الفكر الإسلامي لأبعد مما يصل إليه نشطاء بارزون آخرون مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري. ووصفت دراسة أعدها مركز دراسات خاص تابع لأكاديمية ويست بوينت العسكرية الأميركية عام 2006 المقدسي، وهو مثقف إسلامي علم نفسه بنفسه، بأنه أكثر المنظرين الإسلاميين الأحياء تأثيرا. وتفيد مصادر قريبة من ملفه بأن المقدسي، الذي تؤجج منشوراته وموقعه الالكتروني، حماس أنصار الفكر المتشدد، اتجه لـ«التراجع عن أفكاره بعد مراجعة مع الذات».
وبدأ المقدسي بمراجعاته في مرحلة متأخرة من سجنه عندما أعد كتاب «الرسالة الثلاثينية في التحذير من الغلو في الكفر». الذي ينتقد فيه أخطاء فكرية وسلوكية يقع فيها أبناء حركته. لكنه بلغ مرحلة متقدمة وحساسة في النقد عندما بدأ الحديث عن أخطاء الزرقاوي وجماعته وعن الاختلافات المنهاجية بينه وبين الزرقاوي. وتتمثل أبرز ملامح مراجعات المقدسي في انتقاده لتوسع مجموعة الزرقاوي (سابقا) في العمليات الانتحارية وفي استهداف المدنيين، وفي نزعة العداء الحادة تجاه الشيعة، وكذلك في الخطاب الإعلامي للزرقاوي الذي تعمد فيه في البداية الخروج بأشرطة مصورة يقطع فيها رؤوس الناس. وينتقد المقدسي كذلك انخراط الزرقاوي في التخطيط للعمليات المسلحة في الأردن، ويؤكد أن منهجه، وإن كان لا يسوغ العمل السياسي والقبول بشرعية الحكومات العربية، إلا أنه يرفض اعتماد مبدأ العمل المسلح في الأردن؛ لانعدام شروطه، ولأنه بمثابة محرقة لأبناء حركته.
و«المقدسي»، من قرية برقا من أعمال نابلس، تركها بعد ثلاث أو أربع سنين مع عائلته، متوجها إلى الكويت، حيث مكث فيها وأكمل دراسته الثانوية. ثم درس العلوم في جامعة الموصل بشمال العراق تحت رغبة والده. وهناك يسر له الاتصال بالعديد من الجماعات والحركات الأصولية. ويعتبر الأستاذ المباشر لزعيم تنظيم القاعدة في العراق الأصولي الأردني الآخر أبو مصعب الزرقاوي (أحمد الخلايلة). الذي قتل في غارة جوية أميركية في العراق في شهر يونيو (حزيران) من عام 2006.
والمقدسي في الخمسينات من عمره، مارس أدوارا مؤثرة في توجيه أتباع التيار التكفيري، ومنحهم التبرير الديني والفقهي للقيام بأعمال العنف الأصولي ضد الحكومات الإسلامية، كما أبدى مساندة قوية لكل الجماعات العسكرية الأصولية. وبينما كان نجم الزرقاوي يلمع في عالم المجموعات «السلفية المتشددة»، بخاصة بعد احتلال العراق وانضمام صديق المقدسي أبو أنس الشامي إليه في العراق، فإن المقدسي كان يتردد بين السجن والرقابة الأمنية خارجه، والصراع مع أفراد الحركة التي بناها الذين أصبحوا أقرب إلى «خط الزرقاوي الجديد» من المقدسي. يلخص المقدسي ملاحظاته النقدية الحادة، تجاه منهج الزرقاوي، في رسالته المشهورة «الزرقاوي..
مناصرة ومناصحة»، وهي الرسالة التي أثارت جدلا واسعا داخل صفوف حركته، ودفعت أفرادا منها إلى تهديده داخل سجن «قفقفا» قبل أن يطلق سراحه بعد شهور بقرار من محكمة الدولة لعدم مسؤوليته في قضية أحد التنظيمات المسلحة. وبرئ المقدسي من قبل قضية عرفت بتفجيرات الألفية، والمرة الوحيدة التي حُكم فيها كانت في قضية «بيعة الإمام»، مع مجموعة من السلفية الجهادية وأبرزهم أبو مصعب الزرقاوي، وعمر أبو عمر الملقب (أبو قتادة) المحتجز في سجن لونج لارتن ببريطانيا. ويقول مسؤولو مخابرات أميركيون إن المقدسي منظر بارز للتيار الجهادي، لديه تأثير على الفكر الإسلامي لأبعد مما يصل إليه نشطاء بارزون آخرون مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري. ووصفت دراسة أعدها مركز دراسات خاص تابع لأكاديمية ويست بوينت العسكرية الأميركية عام 2006 المقدسي، وهو مثقف إسلامي علم نفسه بنفسه، بأنه أكثر المنظرين الإسلاميين الأحياء تأثيرا. وتفيد مصادر قريبة من ملفه بأن المقدسي، الذي تؤجج منشوراته وموقعه الالكتروني، حماس أنصار الفكر المتشدد، اتجه لـ«التراجع عن أفكاره بعد مراجعة مع الذات».
وبدأ المقدسي بمراجعاته في مرحلة متأخرة من سجنه عندما أعد كتاب «الرسالة الثلاثينية في التحذير من الغلو في الكفر». الذي ينتقد فيه أخطاء فكرية وسلوكية يقع فيها أبناء حركته. لكنه بلغ مرحلة متقدمة وحساسة في النقد عندما بدأ الحديث عن أخطاء الزرقاوي وجماعته وعن الاختلافات المنهاجية بينه وبين الزرقاوي. وتتمثل أبرز ملامح مراجعات المقدسي في انتقاده لتوسع مجموعة الزرقاوي (سابقا) في العمليات الانتحارية وفي استهداف المدنيين، وفي نزعة العداء الحادة تجاه الشيعة، وكذلك في الخطاب الإعلامي للزرقاوي الذي تعمد فيه في البداية الخروج بأشرطة مصورة يقطع فيها رؤوس الناس. وينتقد المقدسي كذلك انخراط الزرقاوي في التخطيط للعمليات المسلحة في الأردن، ويؤكد أن منهجه، وإن كان لا يسوغ العمل السياسي والقبول بشرعية الحكومات العربية، إلا أنه يرفض اعتماد مبدأ العمل المسلح في الأردن؛ لانعدام شروطه، ولأنه بمثابة محرقة لأبناء حركته.