فيثاغورس
04-26-2009, 12:37 AM
رئيس هيئة الادعاء العام يروي بعض فصول تعيينه والمحكمة ولقاءاته مع صدام
http://www.aldaronline.com/AlDar/UploadAlDar/Article%20Pictures/2009/4/25/M1/17522275-p27-01_med_thumb.jpg
جعفر الموسوي رئيس الادعاء في محاكمة صدام
«الدار - بغداد» بغداد- «الدار»- صالح القزويني:
• صدام في الزنزانة يختلف كلياً عنه في المحاكمة وأمام الكاميرات والبث المباشر
• كان الأميركيون يشرفون بشكل كامل على زنزانته ولم يكن يسمح لأي عراقي بالوصول اليه
• احترام القاضي رزكار المبالغ به لصدام أثار الرأي العام العراقي والشارع السياسي
• رفض بعض المدعين العامين الانضمام لهيئة الادعاء اذ كانوا يتهيبون من صدام وبرزان
• كان الديكتاتور يذل نفسه ويتودد الينا خارج المحكمة ويعترف بالجرائم التي اقترفها بصورة غير مباشرة
• أسباب سياسية تمنع صدور مرسوم جمهوري باعدام جميع المحكومين
• صدام: اذا تعرض رئيسكم طالباني للاغتيال ألا تقلبون الدنيا رأسا على عقب؟
• لم يكن سريره خشبيا أو حديديا وانما مرتبة خرسانة لكي لا يحاول الانتحار
لم يكن الرجل الذي اشتغل محاميا على مدى 16 عاما في بغداد، يتوقع أن يصبح يوما رئيس الادعاء في محاكمة صدام، خاصة وأنه لم يكن قد قطع الخطوة الأولى للوصول الى هذه المرحلة، لكنه لم يتهيب بتاتا من الاستجابة لاقتراح تولي الادعاء العام في المحاكمة.
فعن هذه الخطوة الأولى قال جعفر الموسوي رئيس هيئة الادعاء العام في محاكمة رئيس النظام العراقي البائد صدام حسين لـ «الدار»، بعد 16 سنة من المحاماة في بغداد، وبالتحديد بعد سقوط الصنم، قررت خدمة بلدي، فقدمت على الوظيفة في القضاء، رغم ان وضعي المالي كان جيدا وكنت أتمتع بشهرة في المحاماة على مستوى بغداد وبعض المحافظات العراقية. وتم تعييني مديرا لدائرة قانونية في هيئة اجتثاث البعث، وكان المحامي وائل عبد اللطيف يشرف على لجنة تقديم صدام للمحاكمة، فاقترح علي أن أكون قاضيا في المحاكمة. فأبديت استعدادي لذلك. ثم صدر أمر من مجلس القضاء ورئاسة مجلس الحكم بتعييني قاضيا في المحاكمة. ولم أكن أتوقع يوما أن أرى صدام وبرزان أمامي في قفص الاتهام. وعندما تم تعييني قيل لي انهم بحاجة الى العمل في الادعاء العام، فأبديت استعدادي أيضا. وتم انتخابي باجماع 19 مدعيا عاما لتولي رئاسة الادعاء العام العراقي في المحاكمة.
وأشار الى معاناته في محاكمة صدام ومن بين تلك المعاناة وجود عدد كبير من المحامين العرب والعراقيين والأجانب للدفاع عن صدام، مشيرا الى أن 30 محاميا تقدموا للدفاع عن صدام، فقرر التصدي لذلك عبر تشكيل هيئة للادعاء يمكنها الوقوف بوجه هؤلاء المحامين وضبط الجلسات والسيطرة عليها.
ولفت الموسوي الى أنه من أحد أسرار المحاكمة، أنه أصيب بخيبة أمل عندما رفض بعض المدعين العامين الانضمام اليه في هيئة الادعاء، اذ كانوا يتهيبون من صدام وبرزان «وبالفعل هؤلاء لم يكونوا بسيطين فقد تدربوا على السياسة والمخابرات والحكم لـ 35 عاما، لنأتي نحن البسطاء لمحاكمتهم فهؤلاء كانوا مرعبين، وكنا نرتعد ونرتعش منهم عندما نرى صورهم في الصحف، فكيف اذا رأيناهم أمامنا، الا أن تحمل المسؤولية أمام شعبي والرأي العام دفعني الى المضي قدما في هذه المحاكمة وتحقيق العدالة فيها».
وحول سبب تخلي القاضي رزكار عن محاكمة صدام، لفت الموسوي الى ان رزكار كان منذ البداية يطمح الى أن يكون قاضيا دوليا، ولذلك كان يسأل الزملاء عن السبيل للوصول الى هذا الهدف «ولكنني أصبت بخيبة كبيرة في أول جلسة أدارها رزكار، وذلك عندما كان يخاطب صدام وسائر المجرمين بالسيد، ونحن لاندعو الى سلب حقوق المتهمين ولكن ليس أن يأخذ أكثر من حقه، مما أدى الى جرح مشاعر الملايين الذين انتظروا المحاكمة طويلا وتحقيق العدالة فيها، والحيادية في المحاكمة مطلوبة، وكان بالامكان تحقيقها عبر مناداة صدام بالمتهم صدام، وليس السيد صدام، فاذا كان صدام سيدا فماذا سيكون ضحيته الذي لجأ الى القضاء لاسترداد حقه وتحقيق العدالة».
وحسب الموسوي، فان الاحترام المبالغ به الذي مارسه رزكار ازاء صدام والمجرمين، أثار الرأي العام العراقي والسياسيين والبرلمانيين العراقيين، فلم يتحمل رزكار ذلك، وطلب نقله الى اقليم كردستان، مؤكدا بأنه لم يفرض أحد على رزكار الانتقال الى كردستان.
وشدد الموسوي بأن صدام في المعتقل والسجن الانفرادي، كان يختلف كليا عما كان عليه في قاعة المحاكمة وأمام الكاميرات والبث المباشر، مشيرا الى أنه كان الشخص الوحيد المخول بلقائه في زنزانته لما تقتضيه مسؤوليته في الاطلاع على شؤون المتهمين، ولم تكن تحتوي زنزانته على سرير خشبي أو حديدي، وانما مرتبة من الخرسانة لكي لا يحاول الانتحار. كما أن أدوات الأكل كالسكين والشوكة والملعقة كانت من البلاستيك، ووضعت الساعة التي يرى فيها الوقت خارج قفصه. وكان الأميركيون هم الذين يشرفون بشكل كامل على زنزانته، ولم يكن يسمح لأي عراقي بالوصول اليه «وكان صدام يذل نفسه ويتودد الينا خارج المحكمة، حتى انني ذهبت اليه يوما وطلبت اخراجه من قفصه، فلما رآني قال لي أهلا استاذ جعفر شلونك زين ان شاء الله يا هلا ومرحبا». ولفت الى أنه في خارج المحكمة كان يعترف بالجرائم التي اقترفها بصورة غير مباشرة، من خلال قوله ان الذين أجرم بحقهم كانوا يستحقون ذلك، وأنهم عملاء ومتآمرون.
وتابع قائلا: في يوم من الأيام حدث جدال بيني وبينه خارج المحكمة، فقد قال لي اذا تعرض رئيس جمهوريتكم جلال طالباني لمحاولة اغتيال واطلاق الرصاص، ألا تقلبون الدنيا رأسا على عقب؟ فأجبته بأنني باعتباري رئيسا للادعاء لا أعترض عليك بقلب الدنيا رأسا على عقب، ولكن باجراء تحقيق أصولي وتتعرف على الذي أطلق عليك النار ثم تحيله الى المحاكمة، وليس أن تبيد مدينة بكاملها وتقوم بتهجير أهلها وتصادر أراضيهم وأملاكهم، من أجل 12 رصاصة أطلقت عليك. وعزا الموسوي تأخر القضاء في تنفيذ الأحكام التي صدرت بحق سائر أعوان صدام كعلي (حسن المجيد) الكيماوي، الى أسباب سياسية، موضحا بأن المحكمة أصدرت حكم الاعدام بحق الكيماوي وسلطان هاشم والآخرين، باعتبار أن محاكمتهم جرت في قضية واحدة، وبالتالي صدر حكم واحد عليهم، الا أن مجلس الرئاسة الذي يتمثل بجلال طالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي، أصدر مرسوما جمهوريا يدعو الى اعدام الكيماوي فقط، وعندما وصل المرسوم الى رئيس الوزراء رفض تنفيذ الحكم بحق علي الكيماوي دون الآخرين، مبررا موقفه بأن القضاء أصدر حكما واحدا للجميع،
فلماذا أصدر مجلس الرئاسة مرسوما انتقائيا، فاما أن ينفذ الحكم بالجميع أو لا أحد. واستبعد الموسوي صدور مرسوم جمهوري باعدام الجميع، وذلك لأسباب سياسية، تتمثل في أن بعض أعضاء الرئاسة يعتقدون أن ضباط الجيش كانوا ينفذون أوامر قادتهم. وأعرب الموسوي عن اعتقاده بأن القضاء العراقي تفصله مسافة عن الوصول الى المستوى الطموح الذي أبرز سماته الاستقلال والقوة والشجاعة، منوها الى أنه لا يوجد في أي دولة في العالم بما فيها الدول المتحضرة قضاء يصل الى المستوى الطموح. ورأى ان سبب عدم خوض القضاء في بعض الملفات الشائكة كالفساد الاداري، يعود الى وجود المحاصصة الطائفية في تشكيل البرلمان والحكومة وكذلك بعض التشريعات تحول دون ملاحقة الفاسدين.
رسالة إلى «العدالة» عبر «الدار»
في ختام المقابلة تمنى الموسوي التوفيق لصحيفة «الدار»، فيما أشار إلى أنه من الحريصين على متابعة برامج قناة العدالة، وخاصة البرامج الحوارية فيها وأعرب عن أمله بأن تستضيفه القناة في أحد برامجها الحوارية.
وأشار الموسوي إلى أنه حاليا المدير التنفيذي لحزب الفضيلة، وشدد على أنه وصل إلى قناعة بأنه سيتمكن من خدمة العراقيين عبر العمل السياسي.
الزيدي أصاب وأخطأ
فيما يتعلق بالصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بحذائه، قال الموسوي، ان الزيدي أصاب الهدف وأخطأ التقدير، موضحا بأن الجرائم التي ارتكبتها القوات الأميركية في العراق ليست قليلة، ولا يوجد أي إنسان يرضى بوجود قوات الاحتلال في بلده حتى لو كانت مشاعره الوطنية تجاه بلده ضعيفة وميتة.
6 أشهر ووقف التنفيذ
رأى الموسوي، أن الحكم الذي صدر بحق الزيدي في الوهلة الأولى كان قاسيا إلى حد ما، وأشار إلى تخفيف محكمة التمييز الحكم من 3 سنوات إلى سنة واحدة، قائلا «لو كنت قاضيا لكان الحكم الذي أصدرته في هذه القضية هو 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ، وبذلك أساوي بين تطبيق القانون ووجود المشاعر الوطنية»، معتبرا أن الذي دفع الزيدي للقيام برشق الحذاء مزيج من الدوافع السياسية والمشاعر الشخصية، كما أن الزيدي يعلم أن حياته سوف لن تتعرض للخطر إذا أقدم على ما أقدم عليه. ولو كان في عهد صدام لما أقدم على ذلك مطلقا، بل ان الشهرة العالمية التي اكتسبها بفعلته فاقت كل شيء، وتوقع أن الأميركيين «سيزعلون قليلا» على القضاء العراقي لو كان أصدر حكما ببراءة الزيدي.
تهديدات وخسارة شقيق
أشار الموسوي إلى أنه تعرض إلى تهديدات وترغيبات من قبل السياسيين والمحامين خلال توليه للمسؤولية، إلا أن ذلك لم يثنه عن تحقيق العدالة وصمد خلال الـ 45 جلسة حتى إصدار الحكم العادل وأخذ حق الضحايا، مشيرا إلى أنه فقد أخاه الذي كان سائقه الشخصي، وقد اغتيل على يد المجرمين وكان متزوجا ولديه أربعة أطفال.
http://www.aldaronline.com/AlDar/UploadAlDar/Article%20Pictures/2009/4/25/175242307-p27-03.jpg
الموسوي مع مندوب «الدار» في بغداد
http://www.aldaronline.com/AlDar/UploadAlDar/Article%20Pictures/2009/4/25/M1/17522275-p27-01_med_thumb.jpg
جعفر الموسوي رئيس الادعاء في محاكمة صدام
«الدار - بغداد» بغداد- «الدار»- صالح القزويني:
• صدام في الزنزانة يختلف كلياً عنه في المحاكمة وأمام الكاميرات والبث المباشر
• كان الأميركيون يشرفون بشكل كامل على زنزانته ولم يكن يسمح لأي عراقي بالوصول اليه
• احترام القاضي رزكار المبالغ به لصدام أثار الرأي العام العراقي والشارع السياسي
• رفض بعض المدعين العامين الانضمام لهيئة الادعاء اذ كانوا يتهيبون من صدام وبرزان
• كان الديكتاتور يذل نفسه ويتودد الينا خارج المحكمة ويعترف بالجرائم التي اقترفها بصورة غير مباشرة
• أسباب سياسية تمنع صدور مرسوم جمهوري باعدام جميع المحكومين
• صدام: اذا تعرض رئيسكم طالباني للاغتيال ألا تقلبون الدنيا رأسا على عقب؟
• لم يكن سريره خشبيا أو حديديا وانما مرتبة خرسانة لكي لا يحاول الانتحار
لم يكن الرجل الذي اشتغل محاميا على مدى 16 عاما في بغداد، يتوقع أن يصبح يوما رئيس الادعاء في محاكمة صدام، خاصة وأنه لم يكن قد قطع الخطوة الأولى للوصول الى هذه المرحلة، لكنه لم يتهيب بتاتا من الاستجابة لاقتراح تولي الادعاء العام في المحاكمة.
فعن هذه الخطوة الأولى قال جعفر الموسوي رئيس هيئة الادعاء العام في محاكمة رئيس النظام العراقي البائد صدام حسين لـ «الدار»، بعد 16 سنة من المحاماة في بغداد، وبالتحديد بعد سقوط الصنم، قررت خدمة بلدي، فقدمت على الوظيفة في القضاء، رغم ان وضعي المالي كان جيدا وكنت أتمتع بشهرة في المحاماة على مستوى بغداد وبعض المحافظات العراقية. وتم تعييني مديرا لدائرة قانونية في هيئة اجتثاث البعث، وكان المحامي وائل عبد اللطيف يشرف على لجنة تقديم صدام للمحاكمة، فاقترح علي أن أكون قاضيا في المحاكمة. فأبديت استعدادي لذلك. ثم صدر أمر من مجلس القضاء ورئاسة مجلس الحكم بتعييني قاضيا في المحاكمة. ولم أكن أتوقع يوما أن أرى صدام وبرزان أمامي في قفص الاتهام. وعندما تم تعييني قيل لي انهم بحاجة الى العمل في الادعاء العام، فأبديت استعدادي أيضا. وتم انتخابي باجماع 19 مدعيا عاما لتولي رئاسة الادعاء العام العراقي في المحاكمة.
وأشار الى معاناته في محاكمة صدام ومن بين تلك المعاناة وجود عدد كبير من المحامين العرب والعراقيين والأجانب للدفاع عن صدام، مشيرا الى أن 30 محاميا تقدموا للدفاع عن صدام، فقرر التصدي لذلك عبر تشكيل هيئة للادعاء يمكنها الوقوف بوجه هؤلاء المحامين وضبط الجلسات والسيطرة عليها.
ولفت الموسوي الى أنه من أحد أسرار المحاكمة، أنه أصيب بخيبة أمل عندما رفض بعض المدعين العامين الانضمام اليه في هيئة الادعاء، اذ كانوا يتهيبون من صدام وبرزان «وبالفعل هؤلاء لم يكونوا بسيطين فقد تدربوا على السياسة والمخابرات والحكم لـ 35 عاما، لنأتي نحن البسطاء لمحاكمتهم فهؤلاء كانوا مرعبين، وكنا نرتعد ونرتعش منهم عندما نرى صورهم في الصحف، فكيف اذا رأيناهم أمامنا، الا أن تحمل المسؤولية أمام شعبي والرأي العام دفعني الى المضي قدما في هذه المحاكمة وتحقيق العدالة فيها».
وحول سبب تخلي القاضي رزكار عن محاكمة صدام، لفت الموسوي الى ان رزكار كان منذ البداية يطمح الى أن يكون قاضيا دوليا، ولذلك كان يسأل الزملاء عن السبيل للوصول الى هذا الهدف «ولكنني أصبت بخيبة كبيرة في أول جلسة أدارها رزكار، وذلك عندما كان يخاطب صدام وسائر المجرمين بالسيد، ونحن لاندعو الى سلب حقوق المتهمين ولكن ليس أن يأخذ أكثر من حقه، مما أدى الى جرح مشاعر الملايين الذين انتظروا المحاكمة طويلا وتحقيق العدالة فيها، والحيادية في المحاكمة مطلوبة، وكان بالامكان تحقيقها عبر مناداة صدام بالمتهم صدام، وليس السيد صدام، فاذا كان صدام سيدا فماذا سيكون ضحيته الذي لجأ الى القضاء لاسترداد حقه وتحقيق العدالة».
وحسب الموسوي، فان الاحترام المبالغ به الذي مارسه رزكار ازاء صدام والمجرمين، أثار الرأي العام العراقي والسياسيين والبرلمانيين العراقيين، فلم يتحمل رزكار ذلك، وطلب نقله الى اقليم كردستان، مؤكدا بأنه لم يفرض أحد على رزكار الانتقال الى كردستان.
وشدد الموسوي بأن صدام في المعتقل والسجن الانفرادي، كان يختلف كليا عما كان عليه في قاعة المحاكمة وأمام الكاميرات والبث المباشر، مشيرا الى أنه كان الشخص الوحيد المخول بلقائه في زنزانته لما تقتضيه مسؤوليته في الاطلاع على شؤون المتهمين، ولم تكن تحتوي زنزانته على سرير خشبي أو حديدي، وانما مرتبة من الخرسانة لكي لا يحاول الانتحار. كما أن أدوات الأكل كالسكين والشوكة والملعقة كانت من البلاستيك، ووضعت الساعة التي يرى فيها الوقت خارج قفصه. وكان الأميركيون هم الذين يشرفون بشكل كامل على زنزانته، ولم يكن يسمح لأي عراقي بالوصول اليه «وكان صدام يذل نفسه ويتودد الينا خارج المحكمة، حتى انني ذهبت اليه يوما وطلبت اخراجه من قفصه، فلما رآني قال لي أهلا استاذ جعفر شلونك زين ان شاء الله يا هلا ومرحبا». ولفت الى أنه في خارج المحكمة كان يعترف بالجرائم التي اقترفها بصورة غير مباشرة، من خلال قوله ان الذين أجرم بحقهم كانوا يستحقون ذلك، وأنهم عملاء ومتآمرون.
وتابع قائلا: في يوم من الأيام حدث جدال بيني وبينه خارج المحكمة، فقد قال لي اذا تعرض رئيس جمهوريتكم جلال طالباني لمحاولة اغتيال واطلاق الرصاص، ألا تقلبون الدنيا رأسا على عقب؟ فأجبته بأنني باعتباري رئيسا للادعاء لا أعترض عليك بقلب الدنيا رأسا على عقب، ولكن باجراء تحقيق أصولي وتتعرف على الذي أطلق عليك النار ثم تحيله الى المحاكمة، وليس أن تبيد مدينة بكاملها وتقوم بتهجير أهلها وتصادر أراضيهم وأملاكهم، من أجل 12 رصاصة أطلقت عليك. وعزا الموسوي تأخر القضاء في تنفيذ الأحكام التي صدرت بحق سائر أعوان صدام كعلي (حسن المجيد) الكيماوي، الى أسباب سياسية، موضحا بأن المحكمة أصدرت حكم الاعدام بحق الكيماوي وسلطان هاشم والآخرين، باعتبار أن محاكمتهم جرت في قضية واحدة، وبالتالي صدر حكم واحد عليهم، الا أن مجلس الرئاسة الذي يتمثل بجلال طالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي، أصدر مرسوما جمهوريا يدعو الى اعدام الكيماوي فقط، وعندما وصل المرسوم الى رئيس الوزراء رفض تنفيذ الحكم بحق علي الكيماوي دون الآخرين، مبررا موقفه بأن القضاء أصدر حكما واحدا للجميع،
فلماذا أصدر مجلس الرئاسة مرسوما انتقائيا، فاما أن ينفذ الحكم بالجميع أو لا أحد. واستبعد الموسوي صدور مرسوم جمهوري باعدام الجميع، وذلك لأسباب سياسية، تتمثل في أن بعض أعضاء الرئاسة يعتقدون أن ضباط الجيش كانوا ينفذون أوامر قادتهم. وأعرب الموسوي عن اعتقاده بأن القضاء العراقي تفصله مسافة عن الوصول الى المستوى الطموح الذي أبرز سماته الاستقلال والقوة والشجاعة، منوها الى أنه لا يوجد في أي دولة في العالم بما فيها الدول المتحضرة قضاء يصل الى المستوى الطموح. ورأى ان سبب عدم خوض القضاء في بعض الملفات الشائكة كالفساد الاداري، يعود الى وجود المحاصصة الطائفية في تشكيل البرلمان والحكومة وكذلك بعض التشريعات تحول دون ملاحقة الفاسدين.
رسالة إلى «العدالة» عبر «الدار»
في ختام المقابلة تمنى الموسوي التوفيق لصحيفة «الدار»، فيما أشار إلى أنه من الحريصين على متابعة برامج قناة العدالة، وخاصة البرامج الحوارية فيها وأعرب عن أمله بأن تستضيفه القناة في أحد برامجها الحوارية.
وأشار الموسوي إلى أنه حاليا المدير التنفيذي لحزب الفضيلة، وشدد على أنه وصل إلى قناعة بأنه سيتمكن من خدمة العراقيين عبر العمل السياسي.
الزيدي أصاب وأخطأ
فيما يتعلق بالصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بحذائه، قال الموسوي، ان الزيدي أصاب الهدف وأخطأ التقدير، موضحا بأن الجرائم التي ارتكبتها القوات الأميركية في العراق ليست قليلة، ولا يوجد أي إنسان يرضى بوجود قوات الاحتلال في بلده حتى لو كانت مشاعره الوطنية تجاه بلده ضعيفة وميتة.
6 أشهر ووقف التنفيذ
رأى الموسوي، أن الحكم الذي صدر بحق الزيدي في الوهلة الأولى كان قاسيا إلى حد ما، وأشار إلى تخفيف محكمة التمييز الحكم من 3 سنوات إلى سنة واحدة، قائلا «لو كنت قاضيا لكان الحكم الذي أصدرته في هذه القضية هو 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ، وبذلك أساوي بين تطبيق القانون ووجود المشاعر الوطنية»، معتبرا أن الذي دفع الزيدي للقيام برشق الحذاء مزيج من الدوافع السياسية والمشاعر الشخصية، كما أن الزيدي يعلم أن حياته سوف لن تتعرض للخطر إذا أقدم على ما أقدم عليه. ولو كان في عهد صدام لما أقدم على ذلك مطلقا، بل ان الشهرة العالمية التي اكتسبها بفعلته فاقت كل شيء، وتوقع أن الأميركيين «سيزعلون قليلا» على القضاء العراقي لو كان أصدر حكما ببراءة الزيدي.
تهديدات وخسارة شقيق
أشار الموسوي إلى أنه تعرض إلى تهديدات وترغيبات من قبل السياسيين والمحامين خلال توليه للمسؤولية، إلا أن ذلك لم يثنه عن تحقيق العدالة وصمد خلال الـ 45 جلسة حتى إصدار الحكم العادل وأخذ حق الضحايا، مشيرا إلى أنه فقد أخاه الذي كان سائقه الشخصي، وقد اغتيل على يد المجرمين وكان متزوجا ولديه أربعة أطفال.
http://www.aldaronline.com/AlDar/UploadAlDar/Article%20Pictures/2009/4/25/175242307-p27-03.jpg
الموسوي مع مندوب «الدار» في بغداد