المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مواضيع أم منار عن التشيع والامام المهدي ( ع )



أم منار
04-25-2009, 12:38 AM
المهدي والتطور العلمي

يمكن القول ان التطور العلمي سيصل بالنهاية السعيدة للبشرية إلا أنه من المؤسف!! ان هذا الكلام بالرغم من أهميته وجمال شكله!لا يمكن ان يكون صحيحا في نتيجته ، بأي حال من الاحوال.
فكل هذه التطورات العلمية صادقة... ولعل فيما أهملناه أهمية مماثلة أو أكبر مما ذكرناه... فاننا أعطينا نماذج من ذلك فقط... ولعمري ان للعلم مساعدة فعالة في جلب الراحة إلى الانسان والمجتمع ، لكن ذلك لا يعني بحال ان العلم وحده من دون ملاحظة شيء آخر يمكنه ان يضمن السعادة والعدل بين الناس ، ولا ينبغي لنا ان نبالغ في أهمية العلم ، مهما كان له في العالم من هيبة وهيمنة وأهمية ،
فان العلم إنما يضمن الجانب المدني والتكنيكي من حياة الانسان، ولا يتضمن العلم - بمجرده - أي جانب قانوني أو نظامي أو أخلاقي، كما هو واضح... فان لهذه الأمور حقولا أخرى في المعرفة الانسانية لا تمت إلى العلم بصلة ، على الاطلاق ،
فإذا إستطعنا ان نضم النتائج الرائعة للعلم إلى نظام عادل وقانون سليم... إستطعنا ان نكفل الرفاه الحقيقي والسعادة الكبرى، إذ تكون النتائج العلمية موزعة يومئذ بين البشر بشكل متساوٍ ومتكافىء بدون إجحاف أو ظلم.
وأما إذا نظرنا إلى العلم وحده ، وتوقعنا منه ان يكون صانعا لسعادة المستقبل مع إسقاط النظام عن نظر الاعتبار... فهذا يعني الوصول إلى نتائج وخيمة مروعة في غاية السوء والاجحاف.
منها: انه يمكن للعلم ان يكرس طاقاته الهائلة في فناء البشرية وإضرارها إلى حد كبير... في وضع الأسلحة الفتاكة والسموم القاتلة، ووسائل التعذيب اللاانساني للآخرين ، وهذا ما هو حاصل في العصر الحاضر، وهو يتقدم ويتزايد بتقدم العلم وتزايده... وتبذل الدول في سبيله الملايين.
ومنها: ان هذا الرفاه يكون خاصا بالمتمولين، الذين يستطيعون استغلال النتائج العلمية في مصلحتهم... أما الأعم الأغلب من الناس في العالم، وهم متوسطوا الحال وذوو الدخل المحدود والفقراء، فلن يستطيعوا الحصول على شيء مهم من نتائج العلم.
فان قال قائل: انه يمكن توفير الرفاه العلمي لأكبر كمية من الناس وبأرخص ثمن ممكن... وبذلك تتسع رقعة المستفيدين من نتائج العلم الكبرى.
قلنا: ان هذا لا يكون إلا تحت نظام خاص وفي ظل نظام معين يكفل ذلك... ولا يمكن للعلم وحده ان يكفل هذه الجهة.
ومنها: ان العلم إذا لم ينضم إلى القانون الصالح، لا يمكن ان يضمن زوال الاعتداء بين البشر بأي شكل من الأشكال ، ومن الواضح ان التطور العلمي لا يعني تطور الجانب الانساني من الانسان، بل يمكن ان ينسجم أعلى أشكال الانتاج العلمي مع أقسى أشكال الأنانية والعدوان.
ومع كل ذلك... ومع غير ذلك... كيف يمكن للفرد ان يتفوه بهذا الكلام على انه حقيقة نهائية، وهو انه يمكن للعلم وحده ان يضمن المستقبل السعيد للعالم.
ومعه ... تكون هذه الاطروحة المادية الأولى، قد فشلت في قيادة البشرية نحو المستقبل السعيد... وتوكل القيادة بلا شك للإمام المهدي عليه السلام .

أم منار
04-25-2009, 12:49 AM
من
كربلاء ... الفتح

في هذه الأرض مصرعي ومنها يكون الفتح هكذا عبر الإمام الحسين عليه السلام عن فلسفة ثورته ومواجهته للباطل التي سيكون ميدانها في كربلاء , وانه سلام الله عليه أخبر عما سوف تسفر عنه هذه المواجهة الدامية بمصرعه في هذه الأرض التي سوف تتحول الى قبلة لكل الأحرار والثائرين ، وان منها سوف يكون الفتح , ومن هنا نفهم جانبين مهمين من هذا الحديث:

الجانب الأول:
ان الإمام الحسين عليه السلام لم يقل ان في مصرعي سيكون الفتح وانما قال في هذه الأرض مصرعي ومنها يكون الفتح ، اي ان في المكان أو المصر الذي يكون فيه مصرعي سيكون منه انطلاقة الفتح ، فاذا علمنا ان كربلاء هي المكان الذي دارت فيه رحى المواجهة بين اصحاب الحق ومعسكر الباطل وكانت النتيجة في المعركة هي استشهاد الإمام الحسين واصحابه في مشهد لم ولن ينسه التاريخ مهما تقدم الزمان ، مشهد ضم خلاصة الإنسانية الحقة فتحول بعد انطلاق أول سهم للباطل على معسكر الحق تحول وانقلب المشهد من أمة كانت تعتصم بحبل واحد وهو دين محمد صلى الله عليه وآله ، فانقطعت تلك العصمة فكانوا أمتين أمة تبعت الحق والنور وإمامها المعصوم الذي كان حجة الله , وأمة اتبعت هواها وطغاتها وعتاتها فاستحقت غضب الله وسخطه ، وان الله سبحانه وتعالى احل بهم نقمته واعرض عنهم لمقاتلتهم إمامهم وفشلهم في الاختبار والتمحيص الإلهي ..

الجانب الثاني :
هو الفتح نفسه ، فاذا علمنا ان الإمام الحسين عليه السلام قد قتل في تلك المعركة التي لم تكن متكافئة في الجانب المادي حيث كانت العدة والعدد في الجانب الذي تبع الظالمين وانتهت المعركة بانتصار الظالمين ظاهريا انتصار القوة والجبروت ، ولكن مرة اخرى يسجل التاريخ بعد فترة وجيزة جدا ان القوة والتسلط والظلم لم تكن في يوم ما مقياسا للإنتصارات بل ان التمسك بالمبدأ والتضحية من اجل الحق هي المقياس وان تعملق الظلم , فالدم مقابل السيف هو الذي يحقق النصر ويثبت ما تريده السماء وما اراده القادة الإلهيون ..
والفتح بدأ بانتهاء المواجهة حيث اضحى الإمام الحسين عليه السلام مدرسة يتعلم فيها الثوار كيف ينتصرون حتى لو كلفهم ذلك حياتهم ، والفتح الذي تحقق بالدماء التي سالت في ارض كربلاء في ذلك اليوم الذي كان يوما واحدا في الحسابات الكونية ولكنه استمر الى يومنا هذا متواصلا لم تغب شمسه الى الآن ولم تسترح تلك النفوس المتوقدة والمفعمة بالخلود ولم تصمت صلصلة وقعقعة تلك السيوف وصهيل الخيل في ساحة الجهاد المقدس المتواصل فتلتحم كتائب وكتائب وتصطدم سرايا وسرايا وتخفت الانفاس وتتزلزل الأبدان وتبلغ الأرواح الحناجر, صولات وصولات وتحمل القلوب على
الأكف من اجل الحق لتكون منه وفيه وإليه .. فتقرر ان يكون للباطل جولة , ولكن للحق يوما ما ستكون دولة عندها يكون الفتح المبين على يد حفيد الحسين عليه السلام الاخذ بالثأر قائم آل محمد الذي سوف يبلغ بالفتح غايته ويبيد العتاة والمردة ويستأصل اهل العناد والتضليل ذلك الطالب بدم المقتول بكربلاء ..

أم منار
04-25-2009, 01:02 AM
الدور الحضاري والاجتماعي للمرجعية الدينية

إن المطلع على تاريخ المرجعية الدينية في العالم الإسلامي (والشيعي خاصة) يجد أنها قد ساهمت بشكل واضح في تفعيل الدور الحضاري للجماهير الإسلامية من اجل بناء مجتمع إسلامي يلتزم بتعاليم الشريعة المقدسة , ولعل من أهم أدوارها المرحلية المعاصرة هو ما يدفعنا إلى تحديد وتشخيص حركة المرجعية ودورها الديني والاجتماعي والحضاري, ومدى سعيها إلى تقليل الفجوة النفسية بينها وبين الجماهير من خلال خلق إحساس عميق لدى تلك الجماهير, لكونها تشعر بآلام جماهيرها وأحزانها وتشاركها أفراحها ولحظات تألقها , وان خلق هذا الإحساس يعني في ما يعنيه إن الجماهير تبدأ باستشعار أهمية المرجعية في المجتمع ودورها الحضاري المؤثر مما يدفع بمحاولات القوى المعادية لسلامة العلاقة بين المرجعية والجماهير إلى التقهقر والفشل , وبالتالي فان كل الحسابات الاستكبارية المعدة لضرب المرجعية وتقويض دورها تبدأ بالتهافت شيئاً فشيئاً , فمادامت المرجعية تواكب الأمة وجماهيرها وتعيش مرارة واقعها فأن تأثيرها سيوقد شرارة التغيير في أي مجتمع مستعد لذلك وعلى الأقل فإنها ستخلق مناخ التغيير إن لم يكن موجوداً أصلاً , ولعل من أوائل تلك المرجعيات وفضائلها على الأمة , وانفتاحها الفكري والاجتماعي والنفسي بينها وبين الجماهير,هي مرجعية آية الله العظمى الشهيد السعيد محمد باقر الصدر(قدست نفسه الزكية) وآية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد الصدر(رضوان الله تعالى عليه) وكما هو واقع مرجعية آية الله العظمى السيد الحسني(دام بهاءه الكريم) فهؤلاء المراجع العظام وما يمتلكون من علمية وشخصية قوية نافذة والتي اتضحت لنا من خلال مؤلفاتهم أولاً,وأفعالهم ثانياً , ورعايتهم الأبوية لشؤون المسلمين رغم القهر السياسي الذي يعانون منه ,وما صدرت من تقولات وتأولات هي ابعد ما تكون عن تقوى الله سبحانه وتعالى, وها هو دور المرجعية المعاصرة التي تحاول إعادة التوازن للشخصية الإسلامية وترميم انكساراتها الداخلية وبناء جسر عال من الثقة والدور المترقب لها وتوجيهها نحو أمور الدين والمذهب وما يمكن أن تؤديه في المستقبل القريب من إبعاد شبح اليأس والكسل واللامبالاة التي سادت الجماهير خلال هذه الفترة العصيبة,ولعل من أهم الانجازات التي قامت بها تلك المرجعيات,هي ما قامت به مرجعية الشهيد الصدر الأول من انجازات علمية وفكرية تجديدية,حيث أسس أعظم مدرسة في علم الأصول لا تزال هي الأخرى معجزة العصر العلمية,وكذلك مرجعية السيد الخميني الذي قام بأعظم انقلاب إسلامي في العالم ليؤسس بذلك دولة الإسلام الحديث,وأما مرجعية الشهيد الصدر الثاني وما قامت به من انجازات عظيمة وإحياءه للفريضة المعطلة (صلاة الجمعة) وما أثمرته من انجازات أخرى قد ساهمت بشكل فعال كبير وواسع في عملية التمهيد للإمام المهدي( عليه السلام) وأما مرجعية السيد الحسني(دام ظله) وما تبنته من إيجاد قاعدة جماهيرية مؤمنة متفقهه بدينها مطيعة لمرجعها , وسندها الذي تعتمد عليه في أي منعطف تأريخي يمكن أن يواجه المرجعية أو المجتمع لأنهما أصبحا شيئاً واحداً لا انفصال بينهما ، كما استطاعت مرجعية السيد الحسني أن تحدث انقلاباً في تكوين الشخصية المؤمنة بشرائحها وطبقاتها الاجتماعية المتعددة ، فقراءة مؤلفاته وبحوثه العلمية والأخلاقية ستدفع بالقارئ إلى اكتشاف إلى أي مدى استطاعت هذه المرجعية أن تصل بخطابها المباشر إلى قطاعات اجتماعية واسعة ومتناقضة في مستوياتها المعرفية ووعيها الرسالي , كما إن الانجازات الأخرى التي أثمرتها مرجعيته لا يمكن التغافل عنها أو إهمالها لأنها تحمل بين جوانبها الكثير من الأطروحات العلمية والعقائدية , وإحياءها للمرجعيات التي لها الدور الكبير في بناء المجتمع الإسلامي , وتأسيسها للحوزات العلمية وتطوير مناهجها , بالرغم من الصعوبات والتراكمات التي لاقاها سماحته , ولعل من أهم انجازات هذه المرجعية هي إحياء ذكر الإمام المهدي(عليه السلام) وبيان أسباب غيبته وإيجاد عوامل التمهيد لطلعته , والانتصار لمظلوميته , وهكذا نجد أن المرجعية لا تقتصر في انفتاحها الاجتماعي على جانب واحد من جوانب الحياة بل يشتمل انفتاحها على الكثير من جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والحضارية..

ليث العراق
04-26-2009, 12:00 AM
موضوع ممتاز وطرح رائع موفق باذن الله تعالى