المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيل غيتس بالدوحة: ما تحقق في 50 سنة ستحققه التكنولوجيا في 15عاما



جمال
04-24-2009, 02:38 PM
الجريدة الكويتية

بيل غيتس يدعو إلى استغلال التكنولوجيا لمساعدة الفقراء
ما تحقق في الخمسين سنة الماضية ستحققه التكنولوجيا في غضون 15عاما

الدوحة - القبس

في محاضرة مهمة لرئيس مجلس إدارة مؤسسة مايكروسوفت بيل غيتس ضمن أعمال المؤتمر الدولي الثالث لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتطوير، قال إن مؤسسته ستعمل من خلال الاستفادة من التكنولوجيا على تخفيض عدد الاطفال الذين يموتون تحت سن الخامسة من 10 ملايين طفل الى النصف (5 ملايين طفل) وذلك مع حلول العام 2025. مؤكدا «ان التكنولوجيا تمكّن من انجاز ما كان يصعب انجازه في السابق».

واشار الى ان ما تحقق في الخمسين سنة الماضية ستحققه التكنولوجيا في غضون 15عاما .. لافتا في هذا الاطار الى انه منذ 3 سنوات فقط توفي 10 ملايين طفل تحت سن الخامسة وفي ستينات القرن الماضي توفي 20 مليون طفل تحت الخامسة ايضا مع ملاحظة ان عدد المواليد تضاعف في وقتنا الحالي.

واكد انه مع الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة يمكن احداث ابتكارات طبية في مجال الامصال والعقاقير .. وقال «يمكننا انقاذ الارواح بمبلغ اقل ايضا».
التكنولوجيا والحياة وتناول السيد بيل غيتس في محاضرته أثر التكنولوجيا والاتصالات والتقنيات الحديثة في حياة البشرية وكيفية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تطوير الدول النامية وخدمة الفقراء وتحسين اوضاعهم المعيشية بالاضافة الى تجربته الشخصية في هذا المجال.

كما تطرق الى كثير من الامثلة والتجارب التي قدمت فيها التكنولوجيا اسهامات في تطوير التعليم وتحسين الرعاية الصحية، وكذلك الزراعة وكثير من المجالات الاخرى التي لها علاقة مباشرة وغير مباشرة ببرامج التنمية والتطوير وجعل حياة الافراد افضل بما يتناسب مع ظروفهم المعيشية.

ولفت بيل غيتس الى ان تركيزه الاساسي ينصب حاليا على مساعدة الفقراء وتطوير الرعاية الصحية والتعليم وتقديم البحوث في هذا المجال من خلال الاستفادة من التكنولوجيا والتقنيات الحديثة. وبين ان التكنولوجيا تعتبر اداة محورية في هذه المجالات وغيرها «فهي تدخل في كل شيء ولا بد من البدء بذلك».. مستشهدا بعدد من الامثلة التي ساهمت فيها التكنولوجيا في تحسين اوضاع كثير من الناس ومن بينها استخدام الانترنت والتلفزيون في التعليم، وكذلك ارشاد وتوجيه المزارعين لتحسين جودة محاصيلهم.

ودعا بيل غيتس الى استغلال التكنولوجيا سريعا في مد يد العون ومساعدة الفقراء وحثهم على الابداع والابتكار، وانتشالهم من اوضاعهم المريعة التي يعيشونها .. لكنه لم يخف. ان الامر معقد ويشكل تحديا، حيث تساءل عن الكيفية التي سيعمل فيها برنامج الكتروني مثلا في الاحياء الفقيرة والاستفادة التي يمكن ان تتحقق من ورائه للفقراء.

وقال «ان تكنولوجيا يُنتفع منها في بلاد غنية ليس بالضرورة ان يُنتفع منها في بلاد فقيرة». لكنه أكد ان مؤسسة مايكروسوفت على سبيل المثال تسعى إلى نشر فرص التكنولوجيا، وهي تتعاون مع شركات الاغذية والدواء لتحويل بعض انشطتها وعبر التكنولوجيا نحو الفقراء، بعيدا عن مؤثرات السوق. ونبه في هذا الصدد الى ان التكنولوجيا وحدها لا تستطيع ان تساعد الفقراء والمساهمة في التنمية، فهي ليست الاهم على الاطلاق، بل هناك عوامل مترابطة ويجب تضافر جميع الجهود للحد من الفقر وتحسين ظروف حياة كثير من الاشخاص.. مشددا على ان التكنولوجيا يمكن ان تحل المشكلات، ولكن ليست كلها فهي تفتح العقول نحو التفكير بطريقة افضل. كما اوضح ان المشكلة تكمن في تعميم التكنولوجيا وادواتها على نطاق واسع .. مبينا ان 90 في المائة مما تنتجه التكنولوجيا من ابتكارات واختراعات لا يتم تعميمها او لا تعمم بطريقة واضحة.

التكنولوجيا تمزج العالم

وتحدث غيتس عن طرق تسهم فيها التكنولوجيا في الحد من الفقر، وذلك عبر ما اسماه المنفعة المباشرة وغير المباشرة، حيث أوضح ان المنفعة غير المباشرة تدخل في نطاق توعية الافراد لتحسين معيشة الفقراء من خلال حث حكوماتهم والانخراط في الانشطة الخيرية وايضاح ما يمكن تحقيقه من خلال استخدام الانترنت والتلفزيون اللذين يعملان على مزج العالم الفقير بالعالم الغني. اما المنفعة الثانية التي تحدث عنها بيل غيتس، وهي المباشرة فقال انها تعتبر الاكثر صعوبة، ولكن تتحقق عبر توفير التكنولوجيا الحديثة للافراد.. مشيرا الى ان مؤسسته الخيرية قامت على سبيل المثال في هذا الاطار بتوفير اجهزة حاسب في احدى المكتبات الامر الذي شجع الطلاب على التعلم بطرق افضل وبالتالي امكانية تطويرهم. وعبر بيل غيتس عن تفاؤل ازاء مساهمة التكنولوجيا في تحسين حياة الكثيرين من خلال الكم الهائل من الابتكارات والابداعات التي تساهم الى حد كبير في ذلك، خاصة مع ظهور ادوات تكنولوجية بتكاليف اقل وبجودة اعلى، وايضا وجود كثير من المشروعات المحفزة والتي تصب جميعها في مصلحة تحسين الغذاء والصحة والتعليم وغيرها من الامور..