المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المشاط وذكريات مع صدام : كنت سفيراً للعراق في واشنطن



جمال
04-24-2009, 02:00 PM
البيان الاماراتية


دبي - البيان

يروي السفير العراقي محمد المشاط في كتابه كنت سفيراً للعراق في واشنطن ... حكايتي مع صدام في غزو الكويت تفاصيل غزو صدام حسين للكويت في العام 1990، عندما كان الكاتب سفيرا للعراق في واشنطن.

http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?blobcol=urllowres&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobnocache=false&blobtable=CImage&blobwhere=1237400215133&ssbinary=true


قدم للكتاب الدكتور سيار الجميل وهو يرى أن المؤلف يروي سيرة الأحداث الدراماتيكية لفترة خصبة بالأسرار السياسية، والمواقف الدبلوماسية. ويبين أن الكتاب يتضمن تقييما لشخصيات، وتوصيفا لما حدث مع تحديد موقفه من الأزمة التاريخية الصعبة، مشيرا إلى أن السفير المشاط من أوائل السفراء الذين تمردوا على نظام صدام حسين عقب الغزو. والذي اعتبره بداية النهاية لذلك النظام. ويلفت الجميل إلى أن أهمية الكتاب تأتي من أهمية صاحبه الذي اعتبره واحدا من أمهر القياديين الإداريين العراقيين، مشيرا إلى ثقافته في تخصص القانون وعلم الاجتماع. تتركز هذه المذكرات على فترة عمل المؤلف في وشنطن. لقد تم نقل الدكتور المشاط كسفير من لندن إلى العاصمة الأميركية في أواسط شهر آب (أغسطس) 1989، في فترة بدء تحسن العلاقات بين أميركا والعراق. وكما يقول الكاتب، أنه يقتضي العرف المتبع في حالة نقل سفير من عاصمة إلى عاصمة دولة أخرى أن يعود السفير إلى بغداد لتلقي التعليمات من وزير الخارجية والمسؤولين الآخرين عن طبيعة مهامه في المكان الجديد.


ولما عاد إلى بغداد والتقى طارق عزيز، وزير الخارجية آنذاك، ونزار حمدون، وكيل الوزير، فوجئ بتعليمات لم يكن يتوقعها فيما يتعلق بسياسة الدولة والحزب. وهنا يصاب الكاتب بخيبة أمل عندما أبلغ بعدم أنتقاد أسرائيل وان العراق يقبل ما تقبله منظمة التحرير فيضيف قائلاً: «لقد أدهشني هذا القول من وزير الخارجية وعضو القيادة القطرية، إذ ان أساس التحاقي بحزب البعث كان إعجابي بأحد المبادئ الأساسية في أدبيات الحزب.


وهي اعتبار القضية الفلسطينية هي العمود الفقري وأساس القضية العربية. ولكنني نجحت في إخفاء دهشتي، حيث سألته عن بعض الأمور الروتينية المتعلقة بواشنطن.


ومن ثم التقى بوكيل الوزير، نزار حمدون، الذي كان قد عمل سفيراً في واشنطن لعدة سنوات، فيقول المؤلف: «وكان اللقاء طويلاً حيث شرح لي الوضع في أمريكا وقدم عرضاً مسهباً عن الشخصيات المهمة في واشنطن.


وعن العلاقات التي كونها معهم، وطلب مني الاستمرار في الاتصال بهم وتعميق العلاقة معهم، وقدم لي أسماء هذه الشخصيات، سواء في حقل الإعلام أو في الكونغرس، وقد قمت بتدوين الملاحظات عن هذه الشخصيات خاصة المتعلقة بأعضاء الكونغرس».


ولدهشة الدكتور المشاط، أنه اكتشف فيما بعد أن بعض هذه الشخصيات التي كان لنزار حمدون علاقات وثيقة بها كانوا من عتاة الداعمين لإسرائيل. وقبل انتهاء الاجتماع قال بالحرف الواحد: «يا دكتور أرجو أن تهتم بقضايانا العراقية، وعليك أن لا تتحرش بإسرائيل أو تتعرض لها لأننا في حاجة إلى أمريكا.


ومن هنا نعرف أن كل ذاك الضجيج الذي اصطنعه حزب البعث حول القضية الفلسطينية، كان مجرد ضحك على الذقون ومتاجرة بمأساة الشعب الفلسطيني.


واستغلالها للتسلط على رقاب الشعب العراقي واضطهاده بحجة تحرير الأرض من النهر إلى البحر!! وهي ذات الذريعة التي تمسكت بها معظم الحكومات العربية لبقائها في السلطة ومحاربة الديمقراطية واضطهاد شعوبها، رافعة الشعار الديماغوجي الزائف (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة).


ولما استلم المؤلف مهام عمله كسفير في واشنطن، بدأت حملة ضد الحكومة العراقية وتجاوزاتها الفظة على حقوق الإنسان، وحملات إبادة الجنس، الأنفال وحلبجة وغيرهما، وكان على السفير بحكم عمله، أن يدافع عن سمعة الحكومة التي يمثلها، لذا وجد نفسه في موقف حرج، لأنه كان عليه أن يدافع عن سياسة لا يؤمن بها.


فمن الواضح أنه كان يعرف في قرارة نفسه أنه يدافع عن قضية باطلة تتنافى مع ضميره، فيقول بهذا الصدد: «ولكن يجب أن أقولها صراحة إن موقفي الدفاعي كان كثيراً ما يحز في قلبي، إذ كان لا بد من تكذيب ما هو واقع فعلاً في العراق، أي إنني لم أكن مؤمناً بصدق ما أتحدث به.


وكنت أقاسي من هذا الأمر، ولكن لم تكن لدي أية حيلة سوى السكوت أو محاولة تفسير ما لا أؤمن به، خاصة فيما يتعلق باستعمال العراق الأسلحة الكيمياوية ضد الأكراد، وخروقات حقوق الإنسان المستمرة.


وبالطبع فإني لم أكن مرتاحاً أبداً في الاستمرار في استعمال ما تورده لي وزارة الخارجية من توجيهات كمادة دفاعية في مواجهة الحملات الاعلامية».


وبعد قيام صدام بجريمة غزو الكويت في 2/8/1990، حيث أدخل العراق في أحلك فترة. ومعظم المذكرات تخص الأحداث التي وقعت بعد ذلك اليوم الأسود، وهي يوميات التيهئة للحرب التدميرية للعراق، ومساعي السفير لدرأ هذه المخاطر، ونشاطاته في واشنطن في هذا الخصوص، والنتائج التي توصل إليها، ومفادها أن الغرض من هذه الحرب هو تدمير العراق وإعادته إلى مرحلة ما قبل الثورة الصناعية، وليس تحرير الكويت فقط.