المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقابلة السيد فضل الله مع جريدة الراي وحديث عن الانتخابات البرلمانية في الكويت



سمير
04-24-2009, 07:55 AM
مقابلة / «التكفير المتبادل بين السنّة والشيعة رفض للكتاب والسنة والمسلمون يعيشون أحقاد الماضي ويتنكرون للمستقبل»

فضل الله لـ «الراي»: يسيء إلى الأمة وقضاياها إسقاط الأمن وإثارة الفوضى في أي بلد عربي


http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/04/24/127548_06.46.01_main.jpg


| بيروت - من وسام أبو حرفوش وأحمد الموسوي |

أكد المرجع الاسلامي اللبناني العلامة السيد محمد حسين فضل الله ان «العالم العربي لا تحكمه عقلية مؤسسات بل اشخاص او عوائل»، معتبراً ان «لا ديموقراطية في الانتخابات وليس عندنا جمهوريات بل ممالك وقبائل دينية يحكمها ملوك بصفة رؤساء».

وقال السيد فضل الله في حديث الى «الراي» ان «مسالة التكفير المتبادل بين السنة والشيعة هي رفض للكتاب والسنة»، محذراً من «عيش احقاد الماضي والعمل على تدمير الحاضر والتنكر لصناعة المستقبل».

ووصف الازمة بين مصر و«حزب الله» بانها «سياسية بامتياز»، مؤكداً ان «الكلام عن ان شخصاً ذهب الى مصر لتشييعها واحداث انقلاب فيها» هو بمثابة «نكتة»، داعياً القاهرة الى ان تكون كما ارادها عبد الناصر «بلداً قيادياً لانها تمثل الافق الافريقي والاسلامي والعربي».

واعتبر ان «العالم العربي مات منذ مؤتمر مدريد، والغرب ينحاز الى اسرائيل ضد العرب لانها تمثل القوة في حين انهم يمثلون الضعف»، مضيفاً ان «العالم بات يحتقر الامة العربية لانه يرى انها لم تدافع عن قضاياها المقدسة وخضعت للخطة الاميركية».

وكرر فضل الله ان الشيعة في العالم العربي لا يطلبون الا ان يكونوا «مواطنين كبقية المواطنين»، نافياً ان تكون المقاومة الاسلامية في لبنان «دولة ضمن دولة». لكنه دعا الجميع في الوقت نفسه للالتفات الى «العدوانية الاسرائيلية الدائمة» والتي «لا يستطيع الجيش اللبناني ان يواجهها بمفرده».

وفي ما يأتي وقائع الحديث مع السيد فضل الله:

• في الكويت اجواء انتخابات كلبنان. واللافت ان معظم اصوات المقترعين السنة تذهب لمن هم اكثر تشدداً من المرشحين السنة، واصوات المقترعين الشيعة تذهب لمن هم ايضاً اكثر تشدداً من المرشحين الشيعة، لماذا؟

- لعل من سلبيات الاوضاع في الدول العربية والكثير من الدول الاسلامية انها فقدت الاحساس بالانتماء للوطن بالمعنى الذي تحاول في ممارساتها ان تؤكد شموليته لكل الشعب، بل انها غرقت في وحول الماضي الذي عاش تعقيدات مذهبية تاريخية في الدائرة الاسلامية بحيث اصبحت المسألة عند المواطن العربي في هذا البلد او ذاك في نظرته الى بلده ان يكون هذا البلد على صورة طائفته، لان الطائفية لا تنطلق من الانفتاح الانساني على القيم التي تمثلها الجذور الاولى لولادة الطائفة، وفي ضوء هذا فقد اخذت المذهبية في جانب والطائفية في جانب آخر، عنوان القبلية، فهناك قبيلة السنة التي قد تجد فيها اشخاصاً لا يؤمنون بالاسلام حتى على الطريقة السنية، وقبيلة الشيعة التي قد ترى فيها اشخاصاً لا يعرفون شيئاً من التشييع ولا ينتمون الى خطوطه القيمية، والامر نفسه بالنسبة الى المسيحيين وحتى اليهود الذين سيطروا على فلسطين، وربما سيطروا كما يتحدث المتحدثون على الغرب، وقد لاحظنا في مؤتمر مناهضة

العنصرية كيف وقف الغرب كله مع اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والعرب، ولذلك فان العقلية التي تحكم الانتخابات في هذا البلد او ذاك هي عقلية القبيلة التي تشعر بالحاجة الى ان تكون القبيلة هي الطابع الذي يطبع البلد، في حين اننا نعرف ان الديموقراطية التي يتحدث عنها الكثيرون تمثل الامتداد الشمولي الذي يضم الشعب كله ليختار قوانينه وممثليه وليصنع هو مستقبله بطريقة افضل، ومن جهة ثانية فان الشخصانية قد دخلت على مضمون القبيلة، فهناك رئيس الطائفة او رئيس المذهب الذي يختزن في شخصانيته معنى رئيس القبيلة، ولذلك فاننا عندما ندرس

الاشخاص الذين يرشحون انفسهم في الانتخابات فاننا نجد ان زعيم القبيلة الدينية يختار اشخاصاً معنيين من طائفته القبلية بحيث ان هؤلاء لا يكونون سوى ارقام في زعامته ما يجعل الناس في قبيلته ينتخبونه وينتخبون الاشخاص الذين يختارهم على اسمه، وبذلك نرى ان المدارس النيابية لا تضم العدد المقرر للنواب انما تضم في حقيقة الامر رؤساء القبائل فقط، لان الاخرين هم مجرد ارقام عند هؤلاء الرؤساء، او مجرد اصفار على الشمال ولهذا فاننا لا نجد في الانتخابات التي تجري في العالم العربي ديموقراطية في المضمون ولكن ديموقراطية في الشكل، ومن ثم نلاحظ ايضاً ان هذا البلد او ذاك تم فيه اختصار الشعب كله في شخص هو الذي يحكم على اساس ملك بصفة

الرئيس، ما يعني انه ليس هناك جمهوريات بل هناك ملكيات ولكن بطريقة ديموقراطية لا تحمل اي معنى حقيقي للديموقراطية، ولذا فنحن لا نعيش انتخابات الشعب لكن نعيش انتخابات رؤساء القوائم، اما بالنسبة الى صعود السلفيات وتقدمها في العملية الانتخابية عند السنة او الشيعة، فانني ارى ان السلفية لا تنطلق من مضمون قيمي ينطلق من الخط العام للقيم الاسلامية لان القيم الاسلامية تمنع التكفير، تمنع تكفير الشيعة السنة وتكفير السنة الشيعة، فمسألة التكفير المتبادلة تمثل رفضاً للكتاب والسنة، لان الحديث النبوي الشريف يقول: «من قال لا اله الا الله محمد رسول الله حقن بها دمه وما له وعرضه»، فمن قال لا اله الا الله محمد رسول الله فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم، بينما نرى بعض السلفيات تستحل قتل المسلمِ المسلمَ الاخر لسبب خلافٍ اجتهادي في تفسير حديث او آية قرآنية مما يعتبره هؤلاء كفراً بالكتاب والسنة،

فمشكلتنا اننا لا نزال نستهلك الماضي بكل نقاط ضعفه ولا نزال نعيش احقاده التاريخية ولذلك فقد نسينا الحاضر لا بل اصبحنا نعمل على ان ندمر الحاضر ونتنكر لصناعة المستقبل.


• وما رسالتكم للشعب الكويتي في هذا الاطار؟

- لا اريد ان اتحدث بصراحة في هذا المجال.

ولكنني ارى ان العالم العربي لا تحكمه عقلية مؤسسات انما يحكمه اشخاص او عوائل.

• الازمة المستجدة بين مصر و«حزب الله» بسبب ما يسمى «خلية حزب الله» اعادت مجدداً طرح المسألة الشيعية في المنطقة كيف تنظرون الى مسار هذه القضية؟

- نعتقد ان القضية سياسية بامتياز وليس فيها اي اساس لجانب جنائي قانوني لاننا اذا درسنا الظروف التي تحيط بهذه المسألة والاتهامات المطروحة في الاعلام المصري وتوابعه نجد ان القضية هي بين خيارين، بين خيار الذين يتحركون من اجل تحرير فلسطين، وخيار الذين يريدون ان يتحرروا من فلسطين، ولذلك فان التنازلات العربية والهزائم التي انطلقت من خلال الهزائم العربية ونقاط الضعف قررت في مؤتمراتها اعتبار المقاومة جريمة واعتبار المفاوضات هي الحل، ونحن نعرف ان المفاوضات منذ مؤتمر مدريد وحتى الان لم تقدم الى العرب الا الوقت الضائع الذي يمثل عنوان

المفاوضات للمفاوضات ولمصلحة اسرائيل وليس لمصلحة العرب، لان اسرائيل تحاول ان تقدم نفسها الى العالم على انها الدولة الباحثة عن السلام، حتى الحكومة الاسرائيلية ومن فيها من يمين متطرف، وكلهم في اسرائيل يمينيون متطرفون، تتحدث الان عن السلام وتطلب المفاوضات مع السلطة الفلسطينية من اجل السلام، ورأينا كيف ان دولة عربية انطلقت لزيارة هذه الحكومة والاجتماع بوزير خارجيتها الذي كان هدد بتدمير السد العالي، بينما رئيسها تحدث عن رئيس هذا البلد العربي المسلم وقال عنه ليذهب الى الجحيم الا اذا زار اسرائيل. لذلك فان التطورات التي

احاطت بالقضية الفلسطينية خلال محرقة غزة، وغياب مصر عن مؤتمر القمة العربية في قطر، وحملة الاحتجاجات العربية الشعبية على اغلاق اكبر دولة عربية لمعبر رفح خلال الحرب على غزة وبعدها، جعلت الناس يتذكرون جمال عبد الناصر الذي كان يتدخل في كل البلاد العربية من اجل القضايا القومية ومن اجل القضية الفلسطينية، ولذا في تصوري اذا صح الكلام الاسرائيلي عن ان اسرائيل هي من سرب بواسطة مخابراتها معلومات عن وجود ما يسمى خلية «حزب الله» في مصر، وانها طلبت من المصريين ان يشارك الموساد الاسرائيلي في التحقيق مع افراد الخلية فان ذلك يدل على وضع لا تحمد عليه مصر التي نريدها ان تكون بلداً قيادياً لانه يمثل كما تحدث الرئيس عبد الناصر الافق الافريقي والاسلامي والعربي، ولذلك اعتقد ان القضية قضية سياسية وليست

قضية جنائية ومن الطريف جداً، انهم يتحدثون عن اللبناني الذي ينتمي الى حزب لبناني والذي جاء من اجل ان يقلب النظام المصري وجاء من اجل ان يجعل السنة شيعة من خلال الدعوة الى التشييع، في حين ان هذا الشاب يعمل من اجل الدفاع عن مليون ونصف مليون مسلم سني فكيف يقال انه جاء لنشر التشييع في مصر، ثم اي قوة سنية يمكن ان يهددها شخص واحد، ان القضية تشبه النكتة اكثر مما تشبه الحديث الموضوعي الذي يتوجب ان يحترمه الناس.
• لنفترض ان القضية قضية دعم للمقاومة في غزة، فالى اي حد يجوز للمقاومة في رأيكم ان تتخطى ارادة هذه الدولة او تلك التي لا تقبل بذلك العمل انطلاقاً من اراضيها؟

- هناك نقطة احب ان اؤكد عليها فقد قلت ان العالم العربي مات منذ مؤتمر مدريد لان اسرائيل رفضت منذ ذلك الوقت ان تفاوض العرب مجتمعين، واصرت على ان تفاوض كل بلد عربي بمفرده لتلعب على التناقضات العربية، فهذا العالم العربي يملك منذ احتلال اليهود فلسطين قضية مركزية تختصر كل التاريخ العربي في الاعوام الستين الماضية، بحيث ان العرب منذ جمال عبد الناصر وقبله كانوا يعتبرون ان القضية الفلسطينية تختصر كل الوضع العربي وكل المشاكل العربية، وان اسرائيل تمثل الدولة التي اراد لها الغرب ان تكون الفاصل بين دولة عربية هنا ودول عربية هناك، حتى تمنع الاحلام الوحدوية العربية، لذلك عملت اميركا ومعها الدول الغربية على تقسيم العالم العربي الى

اقاليم واصبحت الاقليمية مقدسة بدلاً من القومية وحتى من الاسلام، وقد اصبحت المسألة مسألة هل الامة هي التي يجب ان تدافع عن قضاياها التي يمثل الدفاع عنها دفاعا عن كل دولة او اقليم عربي لان الامة عندما تكون قوية فان كل بلد عربي يكون قوياً من خلال ذلك. اذا، هناك قضايا امة وقضايا تفصيلية لمسألة الدول الاقليمية والواقع العربي، وهذا ما لاحظناه في مؤتمرات القمة العربية حيث يحاول بعض الزعماء العرب عدم حضور القمة بسبب وجود خلاف بينهم وبين البلد المضيف للقمة، كما حدث مع سورية ومع قطر، في الوقت الذي نعرف فيه ان القمم العربية تعالج القضايا الكبرى وليس المشاكل بين بلد عربي وبلد آخر، بينما نرى ان الكثير من الزعماء العرب يغلبون

التعقيدات الثنائية على التعقيدات مع العدو الاسرائيلي ومع المجتمع الدولي الذي ينحاز الى اسرائيل ضد العرب لان اسرائيل تمثل القوة والعرب يمثلون الضعف، فالقضية اذا انه لم يحدث شيء في مصر اولاً وان كل ما هناك ان هذه الخلية، او هذا الشخص المتهم انما جاء لنقل السلاح والمؤن للمجاهدين في غزة...

•... ولكن هل هذا يجيز تخطي ارادة الدولة المعنية؟

- اننا نقول عندما تكون القضية قضية الامة فكل شيء جائز، والمشكلة الان ان العالم اصبح يحتقر الامة العربية لانه يعتبر انها لم تدافع عن قضاياها المقدسة وانها خضعت للخطة الاميركية التي قادتها وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس التي حاولت ان تقسم العالم العربي بين ما تسميه دول الاعتدال وما تسميه دول التطرف، وهذا ما جعل القضية عند العرب قضية خطر ايراني لا خطر اسرائيل، فان تقصف اسرائيل سورية تحت عنوان قصف مفاعل نووي لا مشكلة، وان تقصف السودان فهذه ليست مشكلة ايضاً، وقد قرأنا تقريراً لافي دختر وهو رئيس الشاباك السابق بقول فيه ان اسرائيل هي التي تتدخل في اكثر من قضية عربية، سواء في المسألة الفلسطينية او السودان او لبنان الخ...

فاذا كان هناك عالم عربي واذا هناك جامعة عربية فلا بد من ان يرتفع الصراخ والصوت في هذا المجال، ولكن هذا العالم لا يجد اي مشكلة في قيام اسرائيل باي عمل او عدوان، وكمثال على ذلك قامت اسرائيل بالعدوان وبقصف قافلة شاحنات تحمل السلاح للمجاهدين في غزة، على الحدود بين السودان ومصر، بحجة انها من ايران حسب الاتهامات التي اطلقت، فلا احد يجد في ذلك مشكلة وكأن اسرائيل تنوب مناب العرب في مواجهة المقاومة ومواجهة ايران، وقد رأينا كيف خاضت اسرائيل في السنتين الماضيتين حربين ضد لبنان وضد غزة في فلسطين في شكل وحشي لا مثيل له ولم يتحرك العرب باتجاه احداث اي ضغط على اسرائيل، ولذلك نقول ان على العرب ان يرتفعوا الى مستوى القضايا الكبرى التي تمثل قضايا الامة، ثم هناك مسألة اخرى وهي اي بلد عربي لا يتدخل في شؤون بلد عربي آخر من خلال مخابراته؟ نحن في لبنان نعرف تماماً ان هناك مخابرات عربية تتدخل في قضايانا الامنية وفي قضايانا السياسية وتمول الكثير من الخطوط

السياسية في الانتخابات الحالية من خلال ما يطلق عليه بعضهم وصف المال السياسي.
• من خلية «حزب الله» في مصر الى القافلة العسكرية الايرانية على ارض السودان وغير ذلك، هنا يثار الامر مرة اخرى على خلفية المسألة الشيعية وما تحمله من مشروع خاص بها في المنطقة العربية ذات الغالبية السنية؟

- لا ابداً. فالشيعة هم احدى فئات المسلمين والعرب، فالشيعة ليسوا عجماً، هناك شيعة عرب وهناك شيعة غير عرب، والشيعة يرون ان اليهود خطر على العالم كله وقد قرأنا منذ بضع سنين الاستفتاء الذي اجري في الاتحاد الاوروبي ورأى فيه نصف الاوروبيين ان اسرائيل تشكل خطراً على السلام العالمي، ثم هل الفلسطينيون شيعة؟ فالفلسطينيون الذين يهربون السلاح من مصر الى لبنان او اي بلد آخر ليسوا شيعة، ولذلك اعتبار مسألة الشيعة بعبعاً يخاف منه، هذه مسألة يريد الغرب وفي مقدمه اميركا وضمناً دول الاعتدال العربي، اثارتها على اساس انها هي التي تمثل الخطر وليس اسرائيل، وهكذا اصبحنا نجد عند بعض الدول العربية، كيف ان قضية التشيع هي اخطر من قضية التبشير المسيحي، ونحن نعرف ان في بعض الاقطار العربية يخرج كل سنة من الاسلام اكثر من الفي شخص يدخلون في النصرانية من خلال حرية المبشرين الذين ترعاهم اميركا، اضف الى ذلك ان الدولة التي تحاول ان تتهم الشيعة بانهم يريدون ان يغيروا مذهبها الخاص، هذه الدولة نفسها يعيش فيها الان المثليون ويتحركون بحرية ويتحدثون في الاعلام وعلى المنابر

بصوت عال ويطالبون بان تمنحهم الدولة الحرية في ممارسة نزعاتهم الجنسية وغير ذلك، اما بالنسبة الى المشروع الخاص للشيعة في المنطقة فنحن نقول ونؤكد منذ سنوات ان الشيعة لا يطلبون بفعل الاضطهاد التاريخي، الا ان يكونوا مواطنين كبقية المواطنين لهم حقوقهم المواطنية ومسؤولياتهم الوطنية ولا يطلبون ان يكونوا دولة ضمن الدولة كما يتحدث بعضهم عن المقاومة الاسلامية في لبنان انها دولة ضمن دولة من دون ان يلتفتوا الى التهديد الاسرائيلي الدائم والعدوانية الاسرائيلية، والى ان الجيش اللبناني كجيش نظامي لا يستطيع ان يواجه وحده بما لديه من قوة عدوان اسرائيل، ولا بد من المقاومة لصد هذا العدوان من خلال اسلوبها الخاص في حرب العصابات، ونقول دائماً فليعط الجيش اللبناني القوة التي يستطيع بها ان يردع ويصد العدوان الاسرائيلي ولا حاجة الى المقاومة عند ذلك.

• انتم كمرجع اسلامي كبير، ترون ان كل شيء جائز عندما تكون القضية احدى قضايا الامة الكبرى...
- ... جائز في الشكل الذي لا يخل بأمن البلدان، وبقدر ما يحمي قضية الامة، اما اثارة الفوضى واسقاط الامن لاي بلد فهذا يسيء الى قضية الامة ولا يخدمها...

• انتم تقولون ذلك، لكن كيف تفسر ان مرجعاً اسلامياً كبيراً آخر كمفتي مصر الشيخ علي جمعة يرى في ذلك ادانة؟

- لقد فوجئت بما نسب الى مفتي مصر سماحة الشيخ علي جمعة، لان الرجل عندما زارني رأيته وحدوياً في المسألة الاسلامية كما رأيته منفتحاً على القضايا الاسلامية لا سيما قضية فلسطين، نحن نتمنى على كل العلماء ان يقرأوا في القرآن الكريم: «لَتَجِدَنّ اشدَّ الناسِ عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا» ونقول لهم اذا كنتم منفتحين على الخط الاسلامي الاصيل، وكان امر الاسلام والمسلمين يهمكم فعليكم ان تطالبوا بالغاء الصلح بين اسرائيل ومصر وأي دولة عربية اخرى باعتبار ان اسرائيل لا تملك اي شريعة في وجودها في فلسطين لان فلسطين ليست بلداً خالياً من السكان ليصدق عليه القول اليهودي «ارض بلا شعب لشعبٍ بلا ارض». خصوصاً انهم ركزوا اسطورة دينية عن ان الله جعل فلسطين حقاً مقدساً قومياً لليهود الذين هم شعب الله المختار

الذي يحتقر كل الشعوب الاخرى. فنحن لا مشكلة عندنا في العلاقة او الحوار مع اليهود، من الناحية الدينية، ولكن مشكلتنا في الصهيونية التي تمثل حركة طموحات اليهود الالغائية في احتلالهم الاستيطاني في فلسطين، فاسرائيل تمثل الخطر على المنطقة وعلى العالم الاسلامي كله.
• على ذكر الحوار مع اليهود، هل تؤيدون دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى جعل لبنان مركزاً لحوار الاديان في العالم؟

- نحن نقول ان القرآن هو كتاب الحوار ويتحدث عن الحوار مع اهل الكتاب، اي اليهود والنصارى، ومن آياته: «ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن، الا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسملون» و«قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً ارباباً من دون الله».

اذا لا مانع عندنا لكن هناك فرق بين اليهود واسرائيل فاسرائيل تمثل موقعاً سياسياً غاصباً ظالماً استطاع ان يدمر كل العالم العربي في كل حروبه وفي كل سياسته بالتحالف مع العالم الغربي كله، ونحن مع الحوار في اي مكان ولكن ليس على طريقة الحوار بين الاديان الذي عقد في اميركا لانه كان وسيلة من الوسائل السياسية، لجعل بعض المسؤولين العرب يحضرون جنباً الى جنب مع

الرئيس الصهيوني شيمون بيريز وساعد ذلك على التمهيد للحرب على غزة التي لم يستنكرها اي بلد عربي، ولنتذكر هنا ان الغرب الاوروبي كان هو الذي قام باحتلال البلدان العربية، وبعض البلدان الاسلامية واستطاع ان يدمر اقتصادها ويسلبها هويتها ولذلك فاني اتصور ان الاوروبيين

يعيشون تلك العقلية التي تحتقر العالم العربي رغم ان الاوروبيين يتحدثون بلغة لا يُخفى على ذكي فطن انها مجرد ديبلوماسية مخادعة منافقة تريد استغلال العالم العربي كبقرة حلوب، وهذا ما لاحظناه عندما حصلت الازمة العالمية المالية فقد جاء رئيس وزراء بريطانيا وغيره يطلبون من دول العرب الخليجية ان تقدم المليارات للغرب ليحل مشكلته المالية حتى اننا سمعنا انه طلب في قمة العشرين من احد المسؤولين العرب مئتي مليار من اجل المشاركة في حل تلك الازمة، ان العرب خصوصاً البتروليين منهم يتعامل معهم الغرب كالبقرة الحلوب يحيطون بهم كلما درت حليبها اما اذا جف حليبها فلا عرب ولا من «يعربون».