فاتن
04-23-2009, 06:47 AM
الداعية المصري عمرو خالد لـ''الخبر''....لا وجود لخلافات بيني وبين الشيخ يوسف القرضاوي
جئت إلى الجزائر وقدمت محاضرات ولم أتلق درهما واحدا
http://elkhabar.com/images/key4press2/ELKHABAR-AmroU.jpg
بعدما صنع الحدث إعلاميا طيلة ثلاثة أيام كاملة، كشف الداعية المصري عمرو خالد، في لقاء مع ''الخبر'' عن خيبته من زيارة الجزائر الناتجة أساسا عن حالة الضغط التي فُرضت عليه من طرف الجهات المنظمة؛ حيث حرمته من ملاقاة جمهوره المفضل واضطرته إلى مخاطبة واحدة تتمثل في فئة ''الصفوة''. كما لم يتوان، في السياق نفسه، مُنظر ''حملة حماية'' عن مصارحتنا، بضع ساعات قبل مغادرته الجزائر، على وقع موسيقى تركية هادئة، بكثير من الحقائق المُتعلقة بحياته كإحدى أكثـر عشر شخصيات تأثيرا في الوطن العربي.
مع وصولك إلى الجزائر صرحت لجريدة ''الخبر'' انك ترجو ملاقاة فئة الشباب، فهل بلغت مبتغاك؟
- (يصمت برهة ويطأطئ رأسه متأففا)...هذا سؤال وجب توجيهه إلى المجلس الإسلامي الأعلى.
مختلف محاضراتك الفكرية التي تم تنظيمها، خلال الأيام القليلة الماضية في الجزائر، كانت موجهة إلى فئة ''الصفوة''؟
- (يرفع صوته متحدثا بنبرة حادة تعلوها ملامح غضب) أرجوك...أجبني...هل أنا من اعد برنامج المحاضرات؟... هم من وضع برنامج ولم أدل قط برأيي... وبالتالي لا احتمل مسؤولية البرمجة.
المهم انك جئت إلى الجزائر وزرت هذا البلد الذي تغنيت به طويلا عبر مختلف محاضراتك. لو طلبنا منك أن تختصر، في بضع كلمات، سر نجاح الداعية عمرو الذي استطاع، في وقت جد قصير، أن يصبح احد أهم نجوم ''الإعلام الديني'' في الوطن العربي، فماذا تقول؟
- (يصمت...) اعتقد أن أهم عنصر أراهن عليه في عملي الديني يتمثل في حبي وتعلقي الشديدين برسالتي. أشعر أني، بالرغم من كل الضغائن التي تحاك ضد شخصي، أحب الناس. أحب كثيرا الشباب العربي وأملي كبير أن أرى هذا الشباب يصنع نجاحه ويبلغ نهضته بنفسه. أملي أن أرى شبابا عربيا يحب دينه ويدرك المغزى من هذا الدين وكذا قدرته على تغيير حالة الانحطاط التي نعيشها اليوم. لو اختصر سبب النجاح كما سميته فيمكن أن أقول ببساطة أني أعيش متعلقا بحلم. حلم لا ينتهي. ثم إني أحب الشباب.
الشباب بحيويتهم وبأخطائهم أيضا. أجالسهم واسمعهم واحترمهم لأني يوما لم أفكر أن أتنكر لهم بمختلف ميولهم وأصولهم.
http://elkhabar.com//images/key4press2/ELKHABAR-amrou-khaled1.jpg
العالم العربي اليوم والأنظمة العربية تحديدا تسعى جاهدة إلى البحث
عن الخيرات والثـروات والموارد الطاقوية الباطنية في اتجاهات خاطئة.
ألا تعتقد أن حلمك يظل بعيد المنال من منطلق أن من تسميهم ''الشباب'' يمثلون الحلقة الضعيفة في صناعة القرار بالوطن العربي الذي يعيش اليوم على ريتم ''الاستبداد السياسي'' وتوريث الحكم أبا عن جد؟
- صحيح.. الشباب لم يأخذ مكانته الحقيقية. كما لم يتم بعد تقدير فضله وأهميته الحقيقيين. العالم العربي اليوم والأنظمة العربية تحديدا تسعى جاهدة إلى البحث عن الخيرات والثروات والموارد الطاقوية الباطنية في اتجاهات خاطئة. تبحث عما يضمن استقرارها الاقتصادي في الأمكنة غير الصائبة. بدل أن توجه حكومات الدول العربية، من مصر إلى دول الخليج إلى الجزائر، جهودها في استثمار طاقة ''الشباب'' لا تزال هذه الحكومات تتيه بحثا عن ثروات زائلة من بترول ومعادن وأشياء أخرى. الشباب العربي، لحد الساعة، لم يستفد من أدنى التفافة من طرف الحكومات العربية التي فرضت عليه حالة حرمان معلنة. لو منح الشباب الاهتمام اللازم ولو تم إشراكه في اتخاذ القرارات لاستطاع، في أقصر وقت، لاستطاع، إزالة مظهر البؤس عن وجه العالم العربي.
تتحدث بحرف الشرط ''لو''، وكأنك غير مقتنع باقتراب موعد بلوغ الحلم وتمكن الشباب العربي من صناعة النهضة المرجوة؟
- أنا أتحدث بهذه الطريقة. هذا أسلوبي في الكلام. أنا مقتنع بأن النجاحات الكبرى تتطلب جملة من الأدوات. أنا، على عكس ما يعتقد البعض، رجل جد واقعي. أؤمن بالملموس ولست مروّج خطابات وهمية. لما أطلقنا برنامج ''حملة حماية''، شهر مارس من السنة الماضية، استطعنا، خلال ثلاثة أسابيع فقط، معالجة حالات ما لا يقل عن خمسة آلاف شاب عربي مدمن. أنا مقتنع اليوم أن إحدى أهم الضروريات الواجب إتيانها بغية بلوغ ''المبتغى'' تتمثل في أهمية الاقتراب أكثر من الشاب. وجب مجالسته والاستماع إليه. صحيح أن الطريق طويلة ولكن من الممكن تحقيق الحلم.
إذا كنت مدركا، منذ البدء، أن حقيقة بلوغ ''النهضة'' المرجوة على يد الشباب تظل بعيدة فلم لا تفكر في تغيير مسار الرسالة والتوجه بالخطاب إلى فئة ''الحكام السياسيين'' الذين يمتلكون قدرة أكبر على تغيير بعض معالم الراهن العربي البائس؟
- هذا خيار شخصي ليس أكثر. أنا من اختار التوجه بالرسالة إلى فئة الشباب وأرى نفسي غير متحمس لمخاطبة القادة السياسيين ورؤوس الأنظمة العربية. كما وجب أن أحيطكم علما أني لست رسالة سياسية ولست رسالة نخبوية. أنا رسالة موجهة إلى الشباب والى المرأة العربية. أنا مقتنع أن هاتين الفئتين تمثلان مستقبل الأمة. هاتان الفئتان فقط. لا يعني هذا أني منقطع التواصل مع القادة السياسيين في الوطن العربي، بل أنا على اتصال مباشر مع كثير من القادة.
أعرفهم ويعرفونني. أتواصل معهم باستمرار. فقد باشرنا مؤخرا مشروعا جديدا أطلقنا عليه اسم ''مشروع الإنسان''. هذا المشروع الذي يهدف بالأساس إلى مساعدة العائلات العربية الصغيرة ليس بمنحها المال ولكن بمنحها المشاريع المصغرة التي ستشكل لاحقا مصدر رزق ثابت. تنتج وتأكل من عملها داخل هذه المؤسسات المصغرة. كما ننوي أن نمنح حق الإشراف عن هاته المشاريع لمجموعة من الشباب. هذا المشروع، كي أعيد تذكيرك بنوعية علاقتي مع القادة السياسيين في الوطن العربي، تم إطلاقه تحت رعاية حكومة جمهورية اليمن، رئاسة الوزراء في المملكة الهاشمية الأردنية ووزارة الشؤون الاجتماعية بجمهورية السودان العربية. كما ترى فالمشروع يحظى برعاية ملكية وعديد المسؤولين في الحكومات العربية. هذه كلها شركات. ولكن العمل لا يزال ينتظر بذل مزيد من الجهد.
يُقال ''لا كرامة لنبي في قومه''. ألا تزال تواجهك نفس الصعوبات والعراقيل التي تحد من حرياتك في تنظيم اللقاءات والندوات الفكرية ببلادك مصر؟
- كلا! الحمد لله. لم تعد تواجهني مشاكل اليوم في بلادي مصر. لما أطلقت السنة الماضية مشروع ''حملة حماية'' تلقيت دعما هاما من طرف رئيس مجلس الوزراء الدكتور والأستاذ أحمد نظيف. وهذه إحدى المؤشرات التي تفيد بأنه لم يعد هنالك إشكال ولا عائق ولا حالة سوء تفاهم تجمعني مع الحكومة المصرية الحالية. أنا شخصيا لا أجد نفسي مرتاحا سوى في خدمة البلاد العربية إجمالا وبلدي مصر أيضا. وهذا يبشر بمستقبل أفضل.
http://elkhabar.com//images/key4press2/ELKHABAR--amrou-khaled.jpg
أنا لا امتلك وقتا خارج العمل في الدعوة والتفكير
في المنهج الصحيح لإخراج الأمة مما تغرق فيه اليوم. أنا أقدم محاضرات،
أسافر كثيرا وأؤسس لمشروعات مختلفة.
علاقاتك المشبوهة مع بعض رموز المعارضة السياسية في مصر وقبولك تلقي أموال باهظة مقابل السير وفق خط تلك المعارضة كلها عوامل شوّهت بعض بريقك أمام المتلقي العربي؟
- هذا غير صحيح. أنا لم أتلق دينارا واحدا من أي طرف كان. ثم أخبرك أني جئت إلى الجزائر وقدمت محاضرات ولم أتلق درهما واحدا. ولم أطلب أيضا مقابل مجيئي إلى الجزائر درهما. ثم ليكن في علمك أني أنظم محاضرات عبر نقاط عدة من العالم، من اليمن إلى الأردن، من الصومال إلى كندا ويحضر بعضها ما لا يقل عن مائة ألف مسلم ولم أتلق عن تلك المحاضرات درهما ولا فلسا واحدا.
مرتبي الوحيد يأتي من حقوق عملي في تنشيط برامج الدعوة على مستوى القنوات الفضائية العربية المختلفة. وتلك الأموال اعتبرها شيئا طبيعيا. تلك الأموال التي أتلقاها من طرف إدارة الفضائيات تندرج ضمن سياق ما يسمى قانون السوق. أنا لا أقوم بخدمة وأتلقى مقابلا. ثم ردا على من يعتقد أني أتلقى من القنوات الفضائيات أموالا جد ضخمة فتلك حقيقة راجعة بالأساس إلى أن مختلف البرامج التي أقدمها تستفيد من إقبال إعلانات الشركات التجارية. بالتالي فالمقابل المادي الذي أتلقاه حق مشروع. ثم، أقول إن الغنى ليس عيبا. ألم يقل الله تعالى مخاطبا نبيه ''وجدك عائلا فأغنى''.
بعيدا عن عملك في الدعوة، ماذا يفعل عمرو خالد في حياته اليومية؟
- صدقني إن قلت لك إني لا امتلك شغلا غير العمل في الدعوة. أنا لا امتلك وقتا خارج العمل في الدعوة والتفكير في المنهج الصحيح لإخراج الأمة مما تغرق فيه اليوم. أنا أقدم محاضرات، أسافر كثيرا وأؤسس لمشروعات مختلفة. أقود حملات والتقي فئات مختلفة من المجتمع العربي.
أدعو إلى التعايش وأسافر إلى هنا وهناك. صحيح أني، في السابق، كنت اشتغل في إدارة المحاسبة، أما اليوم فقد تخليت عن تلك الوظيفة.
تدعي انك داعية إسلامي منصت إلى هموم الشباب والمجتمع العربي ثم تناقض نفسك، عام 2005، وتسافر إلى دانمارك، مباشرة بعد تفجير قضية الكاريكاتير المشوهة لصورة الرسول وتتحاور مع الدانماركيين وكأن شيئا لم يحدث؟
- أنا لم اذهب إلى الدانمارك للتحاور مع الدانماركيين وأنما آثرت الذهاب إلى هنالك، رغم ما تمت إثارته من ردود فعل معارضة، بغية المساهمة في تقديم صورة أكثر وضوحا عن الإسلام في الدانمارك. مدركا أن الحوار يعد مبدأ حضاريا. أنا لم أتخل قط عن ثوابتي ولم يحدث أن صرحت أن التعايش والتحاور مع الغرب يعني الذوبان في ثقافته. ولكن التحاور يعني تواجد طرفين يحترم الطرف الأول الآخر.
والحمد لله انه بعد أربع سنوات من زياراتي إلى الدانمارك، وبعد الحملة التي افتعلها البعض وجدت الأصدقاء الذي تحاورت معهم يقفون إلى جانبنا ويعلنون مساندتهم للشعب الفلسطيني بعد العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة.
حينها شن عليك جملة من أهم علماء الأمة، على غرار الشيخ يوسف القرضاوي، حملة شرسة ونعتوك بأوصاف تمس كثيرا بشخصك؟
- (يرد بانفعال كبير)...كلا! كلا! الدليل أنني التقي الشيخ يوسف القرضاوي، ببيته الشخصي، وتحاورنا وتناقشنا في عديد المواضيع. كما انه تربطني علاقة طيبة بالدكتور عبد الله البية وننسق مع مجموعة من الدعاة، على غرار طارق السويدان وسلمان العودة وعائض القرني، ونفكر في ترسيخ مشروع التحاور والتعايش مع الأطياف والمجتمعات الأخرى. باعتقادي أن ما تم تداوله من قصة خلافات مع علماء الأمة كان عبارة عن سوء تفاهم لا يمت إلى الحقيقة بصلة.
http://elkhabar.com/dossiersp/?ida=143281&idc=45&date_insert=20090207&P=
جئت إلى الجزائر وقدمت محاضرات ولم أتلق درهما واحدا
http://elkhabar.com/images/key4press2/ELKHABAR-AmroU.jpg
بعدما صنع الحدث إعلاميا طيلة ثلاثة أيام كاملة، كشف الداعية المصري عمرو خالد، في لقاء مع ''الخبر'' عن خيبته من زيارة الجزائر الناتجة أساسا عن حالة الضغط التي فُرضت عليه من طرف الجهات المنظمة؛ حيث حرمته من ملاقاة جمهوره المفضل واضطرته إلى مخاطبة واحدة تتمثل في فئة ''الصفوة''. كما لم يتوان، في السياق نفسه، مُنظر ''حملة حماية'' عن مصارحتنا، بضع ساعات قبل مغادرته الجزائر، على وقع موسيقى تركية هادئة، بكثير من الحقائق المُتعلقة بحياته كإحدى أكثـر عشر شخصيات تأثيرا في الوطن العربي.
مع وصولك إلى الجزائر صرحت لجريدة ''الخبر'' انك ترجو ملاقاة فئة الشباب، فهل بلغت مبتغاك؟
- (يصمت برهة ويطأطئ رأسه متأففا)...هذا سؤال وجب توجيهه إلى المجلس الإسلامي الأعلى.
مختلف محاضراتك الفكرية التي تم تنظيمها، خلال الأيام القليلة الماضية في الجزائر، كانت موجهة إلى فئة ''الصفوة''؟
- (يرفع صوته متحدثا بنبرة حادة تعلوها ملامح غضب) أرجوك...أجبني...هل أنا من اعد برنامج المحاضرات؟... هم من وضع برنامج ولم أدل قط برأيي... وبالتالي لا احتمل مسؤولية البرمجة.
المهم انك جئت إلى الجزائر وزرت هذا البلد الذي تغنيت به طويلا عبر مختلف محاضراتك. لو طلبنا منك أن تختصر، في بضع كلمات، سر نجاح الداعية عمرو الذي استطاع، في وقت جد قصير، أن يصبح احد أهم نجوم ''الإعلام الديني'' في الوطن العربي، فماذا تقول؟
- (يصمت...) اعتقد أن أهم عنصر أراهن عليه في عملي الديني يتمثل في حبي وتعلقي الشديدين برسالتي. أشعر أني، بالرغم من كل الضغائن التي تحاك ضد شخصي، أحب الناس. أحب كثيرا الشباب العربي وأملي كبير أن أرى هذا الشباب يصنع نجاحه ويبلغ نهضته بنفسه. أملي أن أرى شبابا عربيا يحب دينه ويدرك المغزى من هذا الدين وكذا قدرته على تغيير حالة الانحطاط التي نعيشها اليوم. لو اختصر سبب النجاح كما سميته فيمكن أن أقول ببساطة أني أعيش متعلقا بحلم. حلم لا ينتهي. ثم إني أحب الشباب.
الشباب بحيويتهم وبأخطائهم أيضا. أجالسهم واسمعهم واحترمهم لأني يوما لم أفكر أن أتنكر لهم بمختلف ميولهم وأصولهم.
http://elkhabar.com//images/key4press2/ELKHABAR-amrou-khaled1.jpg
العالم العربي اليوم والأنظمة العربية تحديدا تسعى جاهدة إلى البحث
عن الخيرات والثـروات والموارد الطاقوية الباطنية في اتجاهات خاطئة.
ألا تعتقد أن حلمك يظل بعيد المنال من منطلق أن من تسميهم ''الشباب'' يمثلون الحلقة الضعيفة في صناعة القرار بالوطن العربي الذي يعيش اليوم على ريتم ''الاستبداد السياسي'' وتوريث الحكم أبا عن جد؟
- صحيح.. الشباب لم يأخذ مكانته الحقيقية. كما لم يتم بعد تقدير فضله وأهميته الحقيقيين. العالم العربي اليوم والأنظمة العربية تحديدا تسعى جاهدة إلى البحث عن الخيرات والثروات والموارد الطاقوية الباطنية في اتجاهات خاطئة. تبحث عما يضمن استقرارها الاقتصادي في الأمكنة غير الصائبة. بدل أن توجه حكومات الدول العربية، من مصر إلى دول الخليج إلى الجزائر، جهودها في استثمار طاقة ''الشباب'' لا تزال هذه الحكومات تتيه بحثا عن ثروات زائلة من بترول ومعادن وأشياء أخرى. الشباب العربي، لحد الساعة، لم يستفد من أدنى التفافة من طرف الحكومات العربية التي فرضت عليه حالة حرمان معلنة. لو منح الشباب الاهتمام اللازم ولو تم إشراكه في اتخاذ القرارات لاستطاع، في أقصر وقت، لاستطاع، إزالة مظهر البؤس عن وجه العالم العربي.
تتحدث بحرف الشرط ''لو''، وكأنك غير مقتنع باقتراب موعد بلوغ الحلم وتمكن الشباب العربي من صناعة النهضة المرجوة؟
- أنا أتحدث بهذه الطريقة. هذا أسلوبي في الكلام. أنا مقتنع بأن النجاحات الكبرى تتطلب جملة من الأدوات. أنا، على عكس ما يعتقد البعض، رجل جد واقعي. أؤمن بالملموس ولست مروّج خطابات وهمية. لما أطلقنا برنامج ''حملة حماية''، شهر مارس من السنة الماضية، استطعنا، خلال ثلاثة أسابيع فقط، معالجة حالات ما لا يقل عن خمسة آلاف شاب عربي مدمن. أنا مقتنع اليوم أن إحدى أهم الضروريات الواجب إتيانها بغية بلوغ ''المبتغى'' تتمثل في أهمية الاقتراب أكثر من الشاب. وجب مجالسته والاستماع إليه. صحيح أن الطريق طويلة ولكن من الممكن تحقيق الحلم.
إذا كنت مدركا، منذ البدء، أن حقيقة بلوغ ''النهضة'' المرجوة على يد الشباب تظل بعيدة فلم لا تفكر في تغيير مسار الرسالة والتوجه بالخطاب إلى فئة ''الحكام السياسيين'' الذين يمتلكون قدرة أكبر على تغيير بعض معالم الراهن العربي البائس؟
- هذا خيار شخصي ليس أكثر. أنا من اختار التوجه بالرسالة إلى فئة الشباب وأرى نفسي غير متحمس لمخاطبة القادة السياسيين ورؤوس الأنظمة العربية. كما وجب أن أحيطكم علما أني لست رسالة سياسية ولست رسالة نخبوية. أنا رسالة موجهة إلى الشباب والى المرأة العربية. أنا مقتنع أن هاتين الفئتين تمثلان مستقبل الأمة. هاتان الفئتان فقط. لا يعني هذا أني منقطع التواصل مع القادة السياسيين في الوطن العربي، بل أنا على اتصال مباشر مع كثير من القادة.
أعرفهم ويعرفونني. أتواصل معهم باستمرار. فقد باشرنا مؤخرا مشروعا جديدا أطلقنا عليه اسم ''مشروع الإنسان''. هذا المشروع الذي يهدف بالأساس إلى مساعدة العائلات العربية الصغيرة ليس بمنحها المال ولكن بمنحها المشاريع المصغرة التي ستشكل لاحقا مصدر رزق ثابت. تنتج وتأكل من عملها داخل هذه المؤسسات المصغرة. كما ننوي أن نمنح حق الإشراف عن هاته المشاريع لمجموعة من الشباب. هذا المشروع، كي أعيد تذكيرك بنوعية علاقتي مع القادة السياسيين في الوطن العربي، تم إطلاقه تحت رعاية حكومة جمهورية اليمن، رئاسة الوزراء في المملكة الهاشمية الأردنية ووزارة الشؤون الاجتماعية بجمهورية السودان العربية. كما ترى فالمشروع يحظى برعاية ملكية وعديد المسؤولين في الحكومات العربية. هذه كلها شركات. ولكن العمل لا يزال ينتظر بذل مزيد من الجهد.
يُقال ''لا كرامة لنبي في قومه''. ألا تزال تواجهك نفس الصعوبات والعراقيل التي تحد من حرياتك في تنظيم اللقاءات والندوات الفكرية ببلادك مصر؟
- كلا! الحمد لله. لم تعد تواجهني مشاكل اليوم في بلادي مصر. لما أطلقت السنة الماضية مشروع ''حملة حماية'' تلقيت دعما هاما من طرف رئيس مجلس الوزراء الدكتور والأستاذ أحمد نظيف. وهذه إحدى المؤشرات التي تفيد بأنه لم يعد هنالك إشكال ولا عائق ولا حالة سوء تفاهم تجمعني مع الحكومة المصرية الحالية. أنا شخصيا لا أجد نفسي مرتاحا سوى في خدمة البلاد العربية إجمالا وبلدي مصر أيضا. وهذا يبشر بمستقبل أفضل.
http://elkhabar.com//images/key4press2/ELKHABAR--amrou-khaled.jpg
أنا لا امتلك وقتا خارج العمل في الدعوة والتفكير
في المنهج الصحيح لإخراج الأمة مما تغرق فيه اليوم. أنا أقدم محاضرات،
أسافر كثيرا وأؤسس لمشروعات مختلفة.
علاقاتك المشبوهة مع بعض رموز المعارضة السياسية في مصر وقبولك تلقي أموال باهظة مقابل السير وفق خط تلك المعارضة كلها عوامل شوّهت بعض بريقك أمام المتلقي العربي؟
- هذا غير صحيح. أنا لم أتلق دينارا واحدا من أي طرف كان. ثم أخبرك أني جئت إلى الجزائر وقدمت محاضرات ولم أتلق درهما واحدا. ولم أطلب أيضا مقابل مجيئي إلى الجزائر درهما. ثم ليكن في علمك أني أنظم محاضرات عبر نقاط عدة من العالم، من اليمن إلى الأردن، من الصومال إلى كندا ويحضر بعضها ما لا يقل عن مائة ألف مسلم ولم أتلق عن تلك المحاضرات درهما ولا فلسا واحدا.
مرتبي الوحيد يأتي من حقوق عملي في تنشيط برامج الدعوة على مستوى القنوات الفضائية العربية المختلفة. وتلك الأموال اعتبرها شيئا طبيعيا. تلك الأموال التي أتلقاها من طرف إدارة الفضائيات تندرج ضمن سياق ما يسمى قانون السوق. أنا لا أقوم بخدمة وأتلقى مقابلا. ثم ردا على من يعتقد أني أتلقى من القنوات الفضائيات أموالا جد ضخمة فتلك حقيقة راجعة بالأساس إلى أن مختلف البرامج التي أقدمها تستفيد من إقبال إعلانات الشركات التجارية. بالتالي فالمقابل المادي الذي أتلقاه حق مشروع. ثم، أقول إن الغنى ليس عيبا. ألم يقل الله تعالى مخاطبا نبيه ''وجدك عائلا فأغنى''.
بعيدا عن عملك في الدعوة، ماذا يفعل عمرو خالد في حياته اليومية؟
- صدقني إن قلت لك إني لا امتلك شغلا غير العمل في الدعوة. أنا لا امتلك وقتا خارج العمل في الدعوة والتفكير في المنهج الصحيح لإخراج الأمة مما تغرق فيه اليوم. أنا أقدم محاضرات، أسافر كثيرا وأؤسس لمشروعات مختلفة. أقود حملات والتقي فئات مختلفة من المجتمع العربي.
أدعو إلى التعايش وأسافر إلى هنا وهناك. صحيح أني، في السابق، كنت اشتغل في إدارة المحاسبة، أما اليوم فقد تخليت عن تلك الوظيفة.
تدعي انك داعية إسلامي منصت إلى هموم الشباب والمجتمع العربي ثم تناقض نفسك، عام 2005، وتسافر إلى دانمارك، مباشرة بعد تفجير قضية الكاريكاتير المشوهة لصورة الرسول وتتحاور مع الدانماركيين وكأن شيئا لم يحدث؟
- أنا لم اذهب إلى الدانمارك للتحاور مع الدانماركيين وأنما آثرت الذهاب إلى هنالك، رغم ما تمت إثارته من ردود فعل معارضة، بغية المساهمة في تقديم صورة أكثر وضوحا عن الإسلام في الدانمارك. مدركا أن الحوار يعد مبدأ حضاريا. أنا لم أتخل قط عن ثوابتي ولم يحدث أن صرحت أن التعايش والتحاور مع الغرب يعني الذوبان في ثقافته. ولكن التحاور يعني تواجد طرفين يحترم الطرف الأول الآخر.
والحمد لله انه بعد أربع سنوات من زياراتي إلى الدانمارك، وبعد الحملة التي افتعلها البعض وجدت الأصدقاء الذي تحاورت معهم يقفون إلى جانبنا ويعلنون مساندتهم للشعب الفلسطيني بعد العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة.
حينها شن عليك جملة من أهم علماء الأمة، على غرار الشيخ يوسف القرضاوي، حملة شرسة ونعتوك بأوصاف تمس كثيرا بشخصك؟
- (يرد بانفعال كبير)...كلا! كلا! الدليل أنني التقي الشيخ يوسف القرضاوي، ببيته الشخصي، وتحاورنا وتناقشنا في عديد المواضيع. كما انه تربطني علاقة طيبة بالدكتور عبد الله البية وننسق مع مجموعة من الدعاة، على غرار طارق السويدان وسلمان العودة وعائض القرني، ونفكر في ترسيخ مشروع التحاور والتعايش مع الأطياف والمجتمعات الأخرى. باعتقادي أن ما تم تداوله من قصة خلافات مع علماء الأمة كان عبارة عن سوء تفاهم لا يمت إلى الحقيقة بصلة.
http://elkhabar.com/dossiersp/?ida=143281&idc=45&date_insert=20090207&P=