المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقاهي الفلوجة تتحول إلى منتديات ثقافية



أمير الدهاء
04-20-2009, 04:09 PM
بعد أن كانت متنفسا لكبار السن والعاطلين


الفلوجة (الانبار)/ أصوات العراق:


بعد أن كانت مكانا متنفسا لكبار السن والشباب العاطلين عن العمل، تحولت مقاهي الفلوجة وبشكل ملفت للنظر إلى منتديات أدبية وثقافية متنوعة، تقام فيها الأمسيات الشعرية، في وقت قال فيه مثقفون ان هذا يعد “تحولا جذريا في وظيفة مقاهي المدينة”.
يقول أبو علي، وهو صاحب مقهى في الفلوجة لوكالة (اصوات العراق) “لم يسبق ان رأيت منذ أكثر من 30 عاما هذا التدفق الشبابي الى المقاهي، فالشاب قبل اربع سنوات كان يجلس قرب كبير السن، ولا يوجد هناك أي فارق بينهما كونهما يقتلان وقت الفراغ”.

ويتابع “الأول، يائس من الحياة وهو يفكر بالشهادة التي يمتلكها من دون الحصول على وظيفة حسب اختصاصه، والثاني ينتظر ما تبقى من عمره مستذكرا هموم الماضي والحاضر”.
واضاف ابو علي “أما اليوم فأرى تحولا كبيرا، حيث يأتي بعض الشباب وهم يقومون بعقد جلسات أدبية وفكرية في المقهى، وهم يعطوني الأمل بمستقبل جديد للفكر الذي يمتلكه هؤلاء الشباب من روح تحدي وإصرار على تغيير الشيء إلى أحسن منه”.

وكانت مدينة الفلوجة التي تعد كبرى مدن محافظة الأنبار، مسرحا لأعمال عنف وعمليات مسلحة على نطاق واسع منذ عام 2004 بين القوات العراقية والأمريكية من جهة وجماعات مسلحة من تنظيم القاعدة من جهة أخرى، قبل أن يعود الاستقرار إليها بعد قيام قوات الصحوة العشائرية بطرد عناصر القاعدة بداية العام 2006″.

فيما قال إسماعيل جاسم، وهو رئيس إحدى المنظمات الثقافية إن “إختيار المقاهي للانطلاق الثقافي والأدبي شيء جيد، وهذا يستقطب العديد من الشباب، مستفيدين من هذه الجلسات الفكرية وبشكل كبير لحل بعض مشاكلهم، كونهم وبشكل غير مباشر سيشعرون أنهم جزء من هذا التحول داخل أنفسهم”.

واضاف لوكالة (اصوات العراق) “عانى الشباب وخصوصا في السنوات السابقة من تحول خطير، حيث كانت المقاهي فقط لكبار السن وهم يجلسون لساعات طويلة لقتل وقت الفراغ ولكن نرى الشاب يجلس اليوم في المقاهي في وقت دخلت العراق الأفكار السلبية”.

وتابع “حيث سجلت بعض الحالات تعاطي بعض الشباب للحبوب المخدرة والحشيشة التي أخذت بالانتشار بين صفوف الشباب، والذي أصبح يائسا من الحياة بسبب الظروف المعيشية الصعبة”، متابعا “أما ألان فنحن نرى الشباب في المقاهي وهم يتلذذون بكلمات الشعر الجميل ويناقشون بعض الجوانب الفكرية والأدبية، وهذا الشي الذي يطمح له جميع الناس لمنع انحراف الشباب”.
في حين يقول عامر خليفة (30 عاما) لوكالة (اصوات العراق) “سابقا كانت المقاهي مكانا لشرب الشاي ولعب الورق والرهان على شيء ما، ولكن كنا تائهين بطريقة لم نشعر بها وكنا قريبين جدا لتعاطي المخدرات كونها متوفرة”.

وتابع “ولكن شيء ما كان يمنعنا من الاقتراب منها، وهو الخوف من ان نكون مثل الشباب الذين نراهم في الأفلام وهم عاجزون عن علاج أنفسهم”.

وأضاف “قبل أيام شاهدنا بعض الشباب والأدباء من المدينة وهم يجتمعون في المقهى، وحولهم العديد من الشباب يتسامرون في ما بينهم بأروع القصائد والقصص الأدبية الجميلة، ما شجعني الى الانضمام لهم وترك العب والرهان كونه حرام”.

واردف بالقول “وبدلا من الخسارة في لعبة محرمة، أتعلم الشي الجيد لنفسي من أساتذة الأدب والفكر ينفعني في حياتي ومستقبلي، وكونهم قد أعادوا لي الثقة بنفسي مرة أخرى”.

وبادله نفس الشعور، سلام حمد (50 عاما) عندما قال “شيء جميل ونحن نجلس في المقهى ونستمع من الأدباء والشعراء أشياء نستفيد منها، حتى نحن كبار السن، ونأمل من هذه الفكرة أن تشمل جميع المقاهي الأخرى، وان تستقطب جميع الشباب في المدينة حتى لا يكون مجال أو فراغ لديهم كون الفراغ لدى الإنسان بداية الانحراف وسلوك طريق لا تحمد عقباه أبدا”.
وأضاف لوكالة (اصوات العراق) “للبيت دور رئيسي في نهج الشاب، وكما يقول المثل القديم (من شب على شيء شاب عليه)، ونتمنى بان يتطلع الشاب اليوم إلى مستقبل جديد ويتحدى الصعاب مهما كانت فالنجاح يستحق بعض العناء”.

ويبعد قضاء الفلوجة مسافة 45 كم غرب العاصمة بغداد، في حين تبعد مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار مسافة 110 كم غرب العاصمة.
ع د (تق) ل ي – م ر