المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشارع الكربلائي في عودة البعثيين: عودة البعثيين تعني حرب جديدة اسمها الثارات



أمير الدهاء
04-20-2009, 03:59 PM
موقع نون - العراق

فتحت الدعوة التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى البعثيين المعارضين مؤخرا للعودة الى العراق في أطار مشروع المصالحة الوطنية الذي طرحه صيف عام 2006، الباب واسعا لجدل وسجال في دوائر سياسية وشعبية متعددة في داخل العراق. ويعتقد البعض ان قانون اجتثاث البعث استخدم كورقة من قبل بقايا النظام السابق وجهات خارجية متعاطفة معهم، للعمل ضد الحكومة العراقية على الاصعدة السياسية والعسكرية، رأت حكومة المالكي ان تطلق الى جانب خطة فرض القانون في العاصمة بغداد ومدن عراقية اخرى، مبادرة للمصالحة والحوار الوطني، كجزء من استراتيجية التحرك على كل القنوات وانتهاج كل الخيارات لتطويق دائرة العنف والارهاب وتحجيمها. ولمعرفة راي المواطنين بعودة البعثيين اجرى موقع نون هذا الاستطلاع .

عفا الله عما سلف بين الامس واليوم

في بداية جولتنا التقينا المواطن وسام عباس قال : يعود العمل بمبدأ "عفا الله عما سلف" الى عهد الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم الذي استخدمه مع البعثيين الذين تآمروا عليه وحاولوا اغتياله في عام 1959، أي بعد حوالي عام من حكمه، اذ ثبت عقم وعدم جدوى ذلك المبدأ مع البعثيين لان نفس هؤلاء الذين تم العفو عنهم وإطلاق سراحهم، عادوا للتآمر على قاسم وتصفيته جسديا في عام 1963 بعد محاكمة صورية سريعة لم تدم أكثر من نصف ساعة في مقر وزارة الدفاع ببغداد.

ويضيف: ان الدستور العراقي الدائم تضمن مادة واضحة وصريحة تقضي بحظر أي نشاط او وجود لحزب البعث المنحل، فكرا او تنظيما او شخوصا، إضافة إلى ذلك فان التعامل والحوار مع المعارضين، سواء من البعثيين وغير البعثيين ينبغي ان يخضغ لسياقات قانونية ودستورية متفق عليها، وان لا توظف الامور توظيفا سياسيا يراد من خلال تحقيق مكاسب معينة والدخول في مزايدات بين الفرقاء السياسيين.

البعثيون بحاجة الى غسيل دماغ

ويقول لواء محمد علي الجحيشي (موظف في دائرة صحة كربلاء) : أن الحزب النازي منع من النشاط السياسي في ألمانيا، وما الاختلاف في أيديولوجية الحزبين؟ صدام ليس حالة شاذه، فحزب البعث كفكر وأسلوب في العمل أنتج صدام وسينتج "صداديم" ولو كانت سوريا تمتلك نفط لأصبح الحزب هناك أكثر سطوة من وضعه الحالي. الحزب جاء بالأفكار المزيفة والكاذبة. أنه فكر شوفيني عنصري يحمل كل أنواع قدرات الاستعلاء العنصري. لقد اجبر الأكراد وكل القوميات الأخرى على الانخراط عنوة في الحزب الذي يدعي انه المدافع عن العرب وحقوقهم ولم يبقى حق لأحد، لا للعرب ولا لغيرهم، لم يهدره هذا الحزب. رأيي أن من كان من البعثيين السابقين وتخلى نهائيا عن الحزب وادخل دورة لإعادة التأهيل وان يجرى لهم غسيل دماغ فمن ممكن قبوله بمجالات عمل ليس لها علاقة بأمن الدولة العراقية.

عودة البعثيين تعني حرب جديدة اسمها الثارات

اثير عبد الكاظم : كان البعثيون وأجهزة الأمن والمخابرات الصدامية وجهان لعملة واحدة بل لايمكن لشخص أن يرتفع بالدرجات الحزبية دون كتابة التقارير عن الناس الأبرياء ومن الخطأ الفادح الاعتقاد أن زوال صدام يعني زوال البعث, فخلايا البعث موجودة تعيث فسادا وتحت أغطية مختلفة, وإذا كان لا بد من إعادة البعض، فيجب وضعهم تحت رقابة مشددة. وأشك انه يمكن الاستفادة منهم لأنهم لا يعرفون مفاهيم الحرية والديمقراطية وسيشكلون خطرا على أي مكان يوضعون فيه.ويختم كلامه بالقول :لا يجب إعادتهم اذا ما أريد الحفاظ على امن العراق وخصوصا في المدن الجنوبية حيث يكون وقت ذهبي للثارات التي لن يضيعها العراقيين بحكم طبيعتهم العربية.

البعثين ما لهم وما عليهم

علي الربيعي ( مواطن ): كل عضو من أعضاء حزب البعث في العراق ساهم بشكل أو آخر في عمليات القمع الوحشي لهذا الشعب، بل كان الحزب الوسيلة الأولى لجمع المعلومات عن المواطنين وإيصالها للأجهزة الأمنية. لكن ومع ايماني المطلق بوجوب تجريم كل من انتمى لحزب البعث يجب على جميع العراقيين إيجاد وسيلة للمصالحة الاجتماعية للانتقال بالعراق من مرحلة الصراع إلى مرحلة البناء، لذا اعتقد أن إعادة البعثيين من غير المطلوبين لوجه العدالة هي خطوة على الطريق الصحيح. وعلى هؤلاء ان يتطهروا من رجس البعث ويثبتوا حسن نواياهم ليتقبلهم الشعب العراقي.

لن يستقر العراق بعودة البعثين

وليد حسين : البعث كحزب سياسي أفرغه صدام من محتواه في عام 1979 وعانى معظم البعثيون الحقيقيون كما عانى العراقيون الآخرون. لذلك فأنا أعتقد جازما أن هناك بون شاسع بين البعثيين وبين الصداميين لذلك فهي خطوة صحيحة تماما في إعادة البعثيين إلى صفوف العراقيين ولكن هذا سوف لن يؤدي إلى إيقاف الارهاب لأن من يقوم بالعمليات الإرهابية هم ليسوا البعثيون و إنما الصداميون ومن يأتمر بإمرتهم. المطلوب الآن السماح لحزب البعث بالعودة للساحة كحزب سياسي لأن هذا سيسهم في تعرية الصداميين و تمييزهم عن البعثيين.

المقابر الجماعية حضارة البعثين

حيدر فاضل عباس (محامي) : البعث يعني التخلف والإجرام والقتل ومتاجرة شعارات. وهذا العراق الغني بموارده وشعبه حوله العبثيون إلى دولة متخلفة لا تملك من تراث وحضارة إلا حضارة المقابر الجماعية والتعذيب والقتل. لنأخذ مثلا بسيطا، ألا يشاهد العالم مدينة الفلوجة وهي مدينة النخب من البعثين وهي المفروض أن تكون الأكثر عمراننا وتقدما، شاهدوها هي مدينة متخلفة وكانت أجمل وأكثر تنمية قبل 40 سنة وشاهدو ما فعلو بها البعثييون المتخلفون الجهلة من دمار. فكيف الحال بالبصرة وغيرها من المدن التي كانت ضد صدام والعبث؟ أربعون سنة أتصور تكفي لحزب أو فرد أن يثبت انه تقدمي ولكن العبث اثبت غير ذلك. وللعبثيين أن يقارنوا العراق مع دولة الإمارات العربية المتحدة التي جعلها الشيخ زايد دولة عصرية يفتخر بها الإنسان العربي وسر نجاح الشيخ زايد انه لم يتاجر لا بالوحدة ولا بالحرية ولا بالاشتراكية. يكفي يا عبثيون، تخلو عن هذا الحزب وانظموا إلى شعب العراق العظيم.

ان غدا لناظره لقريب

ميسون حسين( معلمة ) : ان المكان الذي يليق بالبعثتين هو متحف تاريخي حتى نذكر الأجيال القادمة أن هنالك أناس أساءوا إلى هذا البلد أبان الحكم البعثي الفاسد. أن عودة البعثيين إلى أماكن عملهم يعد تهاون في تطبيق القوانين الدولية كنا نتوقع أن نرى البعثيين في معسكرات الحجز في جزيرة كوبا مع الإرهابيين من القاعدة واني انصح كل المسؤولين الذين يروجون لسياسية عودة البعثيين أن التاريخ لن يرحمهم ولن يسكت الشعب العراقي الشجاع عن هؤلاء وان غدا لناظره لقريب.

ختاما نقول : ان الحقيقة التي لا ينبغي التغافل عنها هي ان قانون اجتثاث البعث وقانون المساءلة و العدالة لم يفعلا حتى الان بالشكل الصحيح، وان عددا غير قليل من الكوادر البعثية السابقة تشغل حاليا مواقع مهمة وحساسة في اجهزة الدولة ، وان عدم وجود أسماء بعثية بارزة في واجهة المشهد العام، لا يعني انه لا وجود لهم بالمرة في زوايا ومساحات وميادين حيوية ومفصلية من ذلك المشهد الشائك والمعقد والمتداخل في الوانه وخطوطه ومعالمه وملامحه.

تحقيق / احمد أبو خليف