المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «فارس» تنشر نص رد المرجع الشهيد الصدر علي طاغية العراق المقبور صدام



أمير الدهاء
04-15-2009, 04:13 PM
في ذكري استشهاده نيسان عام 1980 ..

طهران - فارس :


تنشر وكالة انباء فارس نص رد المفكر الاسلامي الكبير و المرجع الديني الشهيد آية الله العظمي السيد محمد باقر الصدر علي رسالة دكتاتور العراق طاغية العصر المقبور صدام التي طالبه فيها بالتنازل عن امور بينها الكف عن دعم الثورة الاسلامية في ايران .و افادت وكالة انباء فارس بأن الطاغية المقبور صدام طالب المرجع الشهيد الصدر بإعلان التأييد لحزب البعث الصدامي بعد أن أفتي بكفره و التنازل عن التدخل في الشؤون السياسية و التصريح بأن الاسلام لا ربط له بشؤون الدولة و التبريء من حزب الدعوة الاسلامية و التنازل عن تأييد و دعم الثورة الاسلامية و الحكومة القائمة في ايران بقيادة الامام الخميني و تأييد موقف الحكومة الصدامية .


و رفض المرجع الشهيد الصدر مطالب الطاغية صدام جملة و تفصيلا ، و ذلك في رسالة فيما يلي نصها :

"لقد كنت احسب انكم تعقلون القول و تتعقلون ، فيقل عزمكم الزام الحجة ، و يقهر غلوائكم وضوح البرهان ، فقد وعظتكم بالمواعظ الشافية راجيا صلاحكم و كاشفتكم من صادق النصح ما فيه فلاحكم ، و أبنت لكم من امثلات الله ما هو حسبكم زاجراً لكم ، لو كنتم تخافون المعاد ، و نشرت لكم من مكنون علمي ما يبلوا غلوتكم لو كنتم الى الحقيقة ظمأ ، و يشفي سقمكم لو كنتم تعلمون انكم مرضى ضلال و يحيييكم بعد موتكم لو كنتم تشعرون انكم صرعى غواية حتى حصحص امركم و صرح مكنونكم اضل سبيلاً من الانعام السائبة و اقسى قلوباً من الحجارة الخاوية و اشره الى الظلم و العدوان من كواسر السباع لا تزدادون مع المواعظ الا غياً و مع الزواجر الا بغياً اشباه اليهود و اتباع الشيطان ، و اعداء الرحمن ،

قد نصبتم له الحرب الضروس و شننتم على حرماته الغارة العناء و تربصتم باوليائه كل دائرة و بسطتم اليهم ايديكم بكل مساءة و قعدتم لهم كل مرصد واخذتموهم على الشبهات و قتلتموهم على الظنة على سنن آبائكم الاولين، تقتفون آثارهم و تنهجون سبيلهم لا يردعكم عن كبائر الاثم رادع ولا يزعجهم عن عظائم الجرم وازع ، قد ركبتم ظهور الاهواء فتحولت بكم في المهالك واتبعتم داعي الشهوات فأوردكم اسوأ المسالك، قد نصبتم حبائل المكر واقمتم كمائن الغدر ، لكم في كل ارض صريع و في كل دار فجيع تخضمون مال الله فاكهين وتكرعون في دماء الابرياء شرهين ، فانتم والله كالخشب اليابس اعيى على التقويم او كالصخر الجامس انأى عن التفهيم فما بعد ذلك يأساً منكم . شذاذ الآفاق، واوباش الخلق، وسوء البرية وعبدة الطاغوت واحفاد الفراعنة، واذناب المستعبدين .

أظننتم انكم بالموت تخيفونني وبكر القتل تلونني، وليس الموت الا سنة الله في خلقه { كلاً على حياضه واردون } . أو ليس القتل على ايدي الظالمين الا كرامة الله لعباده المخلصين ، فاجمعوا امركم وكيدوا كيدكم واسعوا سعيكم فامركم الى تباب وموعدكم سوء العذاب لا تنالون من امرنا ولا تطفئون نورنا واعجب ما في امركم مجيئكم لي بحيلة الناصحين تنتقون القول و تزورون البيان، تعدونني خير العاجلة برضاكم وثواب الدنايا بهواكم . تريدون مني ان ابيع الحق بالباطل وان اشتري طاعة الله بطاعتكم وان اسخطه وارضيكم وان اخسر الحياة الباقية لاربح الحطام الزائل، ضللت اذاً وما انا من المهتدين، تباً لكم ولما تريدون . أظننتم ان الاسلام عندي شئ من المتاع يشترى ويباع؟، او فيه شيئ من عرض الدنيا يؤخذ ويعطى كي تعرضون لي فيه باهض الثمن جاهلين وتمنونني عليه زخارف خادعة من الطين،

أ تعدونني عليه وتوعدون وترغبونني عنه فو الله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد، فان كان عندكم غير الموت ما تخيفونني به فامهلوا به او كان لديكم سوى القتل تكيدونني به فكيدون ولا تنتظرون لتبصروا ان لي بالجبال الشم شبيهاً من التعالي وان عندي من الرواسي شامخات متبلى من الرسوخ والثبات .

قولوا لمن بعثكم ومن وراء اسيادهم ان دون ما يريدون من الصدر الف قتلة بالسيف او خضباً امر وان الذي يريدونه مني نوعاً من المحال لا تبلغوه على اية حال فو الله لن تلبثوا بعد قتلي الا اذلة خائفين تهول اهوالكم وتتقلب احوالكم ويسلط الله عليكم من يجرعكم مرارة الذل والهوان يسيقكم مصاب الهزيمة والخسران ويذيقكم ما لم تحتسبوه

من طعم العناء ويريكم ما لم ترتجوه من البلاء ولا يزال بكم على هذا الحال حتى يحول بكم شر فأل جموع مثبورة صرعى في الروابي والفلوات حتى اذا انقضى عديدكم و قل حديدكم و دمدم عليكم مدمر عروشكم وترككم ايادي سبأ اشتات بين ما اكلتم بواترهم ومن هاموا على وجوههم في الامصار فولوا الى شتى الامصار و اورث الله المستضعفين ارضكم ودياركم واموالكم فاذا قد امسيتم لعنة تجدد على افواه الناس وصفحة سوداء في احشاء التأريخ" .
. محمد باقر الصدر

و كان طاغية العصر المقبور صدام وجه رسالة الي المرجع الشهيد الصدر جاء فيها :

اننا نحب علماء الاسلام و ندعمهم ما داموا لا يتدخلون فيما لا يعنيهم من شؤون السياسة و الدولة ، و لا ندري بعد ذلك لماذا حرّمتم حزبنا على الناس ؟ و لماذا دعوتم الى القيام ضدنا ، و لماذا أيدتم اعداءنا في ايران ؟. و قد انذرناكم ، و نصحنا لكم ، و اعذرنا إليكم في هذه الامور جميعاً غير انكم أبيتم ، و أصررتم ، و رفضتم الا طريق العناد ، مما يجعل قيادة هذه الثورة تشعر بأنكم خصمها العنيد و عدوها اللدود ، و انتم تعرفون ما موقفها ممن يناصبها العداء و حكمه في قانونها . و قد اقترحت رأفة بكم ان نعرض عليكم امور ان انتم نزلتم على رأينا فيها أمنتم حكم القانون و كان لكم ما تحبون من المكانة العظيمة و الجاه الكبير و المنزلة الرفيعة لدى الدولة و مسؤوليها تقضي بها كل حاجاتكم و تلبي كل رغباتكم ، و ان ابيتم كان ما قد تعلمون من حكمها نافذاً فيكم ، سارياً عليكم مهما كانت الاحوال ، و امورنا التي نختار منها ثلاثه لا يكلفكم الا تنفيذها اكثر من سطور قليلة يخطها قلمكم لتنشر في الصحف الرسمية و حديث تلفزيوني جواباً على تلك الاقتراحات لتعود بعد ذلك مكرمين معززين من حيث انتم اتيتم لتروا من بعدها من فنون التعظيم و التكريم ما لم تره عيونكم و ما لم يخطر على بالكم .

1- إعلان تأييدكم و رضاكم عن الحزب القائد و ثورته المظفرة .
2- إعلان تنازلكم عن التدخل في الشؤون السياسية و الاعتراف بأن الاسلام لا ربط له بشؤون الدولة .
3- التبريء من حزب الدعوة الاسلامية .
4- إعلان تنازلكم عن تأييد الثورة الاسلامية و الحكومة القائمة في ايران .
5- إظهار تأييدكم لموقف العراق من الحكومة في ايران .
و هذه الامور كما ترون يسيرة التنفيذ ، كثيرة الأثر ، جمة النفع لكم من قبلنا .. فلا تضيّعوا هذه الفرصة التي بذلتها رحمة الثورة لكم .
/ نهاية الخبر / .