زهير
04-14-2009, 11:51 AM
13 نيسان، 2009
ذكرت اللجنة المصرية لحقوق الإنسان في بيان وزعته على وكالات الأنباء يوم أمس أن مقالا نشره مدون مصري يلقب نفسه بأحمد عرابي تسبب بمقتل الشاب العشرين في مدينة نصر القريبة من القاهرة وذلك بعد قيام المخابرات المصرية بمداهمة منزل المدون الذي تبين أن إسماعيل السيد مصري - مهندس في مترو القاهرة وعازب وناصري التوجه.
المخابرات المصرية دخلت شقة الشاب التي يعيش فيها مع شقيقتيه نهى وسلامة وقبضت عليه ثم جره عناصر باللباس المدني إلى شرفة منزله الواقع في الطابق السادس من مجمع البسيوني 3 في مدينة نصر ورمت به إلى الشارع فقتل على الفور وسط صراخ أختيه وجيرانه الذين شهدوا الواقعة الإجرامية .
فيلكا إسرائيل تعيد نشر مقال المدون الذي جعل من ثمن الكلمة حياة شاب ضل طريقه في الحياة فدافع عن حسن نصرالله
مقال المدون إسماعيل سيد المصري :
مطلوب إعتذار مصري من فرنسا ومن إمام اليمن
كتب احمد عرابي .
المتفوهون بالتفاهات بإسم مصر المزورة الإرادة والمقموعة بالحديد والنار، ممن يتحدثون ويشتمون ويمدحون وينامون ويصحون ويتزوجون ويدللون أو لا يدللون زوجاتهم إلا وفقا وعملا بأومر الباشا ضابط المخابرات، من أمثال الصعاليك أسامة سرايا ومحمد علي إبراهيم وأمثالهم من مخبري الباشا الضابط إياه، هؤلاء لم يقرأو التاريخ المصري ولا عجب، فهم دخلاء على مصر ولو ولدوا فيها، فإنتسابهم أولا وأخيرا هو للمال الحرام ولو كان فيه ذل نفسهم الجائعة أبدا للعطايا .
هؤلاء لو كانوا رجالا لسألوا الباشا الضابط المخابراتي الذي يوجههم لشتم نصرالله عن معنى إحتفال مصر الرسمية بثورة يوليو أو ما يطلق عليها إسم ثورة الضباط الأحرار ؟
إن كان ما فعله حزب الله من مد يد العون لفلسطينيي غزة عبر سيناء يعتبر عدوانا على مصر وعلى سيادتها، فلماذا تحتفلون أيها المنافقون بذكرى ثورة مارست العدوان على سيادة فرنسا في الجزائر، ومارست العدوان على سلطة الإمام في اليمن ؟
هل سأل المصريون فرنسا أن تأذن لهم قبل تزويد ثورة الجزائر بالسلاح ، أو ثورة اليمن بالسلاح وبالالوية النظامية المسلحة ؟
ما فعله نصرالله إن كان من لوم عليه فهو في النهاية لوم يطال مصر وجيشها ومخابراتها التي لا تزال لتاريخ اليوم تفتخر بثورة يوليو التي قامت بكل تلك الأفعال التي لا تختلف أبدا عما قام به حزب الله في مصر من مساعدته للفلسطينيين ونصرالله نفسه قد يكون تعلم التدخل فوق أراضي الغير لمساعدة الثائرين من الشرفاء المصريين أنفسهم .
ثم أيهما أشد عدوانا على سيادة مصر ؟ حزب الله الذي إستفاد من ضيافة المصريين والشعب المصري ( والذي يحظى بدعمهم إضافة إلى تعاطف الكثير من الشرفاء وما أكثرهم في جيش مصر وفي شرطتها وفي مخابراتها) لإيصال السلاح إلى فلسطين، أم النظام المصري المعتدي الذي اباح للأميركيين ولجيشهم أن يأتي بمعداته إلى سيناء للبحث عن الأنفاق ويعمل على تدميرها ؟
وهل نسينا المحققين الإسرائيليين الذين دخلوا بسياراتهم العسكرية إلى أرض مصر وعملوا وكأنهم في بيتهم على التحقيق في هجوم إستهدف صهاينة في سيناء قبل سنوات ؟ هل تلك الأفعال مقبولة يا منافقي الصحافة المخابراتية المصرية ؟
من يفتح بيته وارضه للأعداء لكي يستبيحوا كرامته لا يجب عليه أن يفضح نفسه ويتهم الشرفاء بإنتهاك سيادته، لأنه هو الذي جعل من نفسه مسخرة لشعبه ولشعوب العالم حين قبل بالعمل حارسا لإسرائيل، وحين قبل المشاركة في حرب إسرائيل على غزة .
هناك في مصر إرادة النظام الذي يمثله الرئيس صوريا ووريثه مدير المخابرات فعليا ومعه بعض أتباعه وهم أقلية ، وهناك غالبية الشعب المصري الراغب في مساعدة الفلسطينيين وهم الأغلبية، وهي رغبة عمل نصرالله وحزبه على تنفيذها .
بإعتراف العدو والصديق ، لا يعوز السيد حسن نصرالله عظيم دهاء ولا شدة الذكاء وهو الموصوف من أعدائه بأنه هادم حروبهم النفسية، ومشيد مقابرهم المعنوية بشخصه فقط دون ما يفعله بشكل منفصل حزبه ومناصريه .
السيد دأب على الظهور وكأنه يورط نفسه بنفسه وبقرار مسبق منه عبر إرتكابه للصدق مع سبق الإصرار والترصد.
ولكنه وعلى العكس من الظاهر وبحدس المقاتل المناضل الساعي إلى النصر أو الشهادة دون خوف من أي خيار يقع عليه ، يعيد دوما توجيه المعركة إلى حيث لا تضيع بوصلة المقاومين سدى .
كان يمكن لنصرالله ولحزبه أن ينكرا أي علاقة لمحمد منصور بهم وهو المعروف بسامي شهاب في مصر . كان يمكنهم إنكار تورطهم في تهريب السلاح إلى غزة، أو على الأقل كان يمكن للسيد نصرالله ألا يرد على الإتهامات المصرية تماما كما فعل في أمر مماثل حصل في الأردن. حين إعتقلت المخابرات الأردنية ( الشقيقة للمصرية في حلف السوء دفاعا عن مصالح إسرائيل) مجموعة من حزب الله كانت تنقل صواريخ إلى الضفة الغربية لصالح المقاومة الفلسطينية. يومها أعلن الأردن وسكت حزب الله.
هذه المرة أعاد نصرالله إستخدام سلاحه المفضل والأقوى وهو الصدق فتورط أعدائه بغباء في فخ نصبه الرجل لهم دون أن يخطط أو يعمل على إيقاعهم فيه . الرجل صدق الناس القول وقال الحقيقة معلنا بأنه يتحمل وزر تهريب السلاح إلى غزة متحملا مسؤولية أمر يفتخر به ويتمنى أن يفعله مئات ملايين العرب دون مبالغة.
الشاتمون له والشامتون به أغبياء،فنصر الله أعاد تهديم بناء نفسي حاول أعدائه بنائه في نفوس الشعوب العربية ضده وضد ما يمثل، وبطريقة مجانية وبدعم وجهد النظام المصري وأدواته المخابراتية المسماة صحافيين وصحافة. فإن كانت سياسة اميركا على كسب قلوب وعقول الشعوب العربية قد كلفت أكبر دولة في العالم وبغير نجاح مليارات الدولارات التي ذهبت سدى على الرغم من إستعانتها بفطاحل الحقد السعودي على أعداء اسرائيل من أمثال من يظن أنه مخلوق أميركي المدعو عبد الرحمن الراشد وتؤامه في غرام إسرائيل طارق الحميد، إلا أن نصرالله وبكلمات قليلات كسب قلوب وعقول الشعوب العربية وأعاد توسيع دائرة عاشقيه في العالم العربي وفي عالم الأحرار أجمع .
هذا الرجل جدير بـأن يحترم لصدقه لو أن خصومه يحترمون أنفسهم أو كانوا من أصحاب القيم والأفكار. ولو لم يكن الرجل محترما بما أنجزه لهذه الأمة وشعوبها ( أعاد لها الثقة بنفسها وضرب بعرض الحائط مقولة أن جينات العرب مفطورة على الهزيمة والخيانة وكل ذلك حققه نصرالله للعرب بهزيمته لإسرائيل بدل المرة أثنتين) لكان حري به أن ينال التبجيل من كارهيه قبل محبيه لأنه لا يناور ولا يخادع ولا يبالغ ولا يفاخر ولا عنتريات في فكره ونفسه، وآية صدقه وشفافيته قوله بأنه :
" لا طاقة لنا في حزب الله على مساعدة المعارضة في أي بلد عربي ولو ساعدتنا هي وناصرتنا ضد إسرائيل ".
كان حريا بأي سياسي في أي بقعة من العالم ولأي ثقافة إنتمى أن يستخدم المواربة والتورية للتهرب من المسؤولية عن خلية تهريب السلاح من سيناء إلى غزة ، وكان حريا بأي سياسي أن يهدد ويلمح على الأقل بإمكانية دعمه المعارضة المصرية مثلا للرد على النظام المصري في حملته الهوجاء على نصرالله شخصيا وعلى حزبه وعلى أنصاره. ولكنه صدق بشهامة المناضلين لا بعقلية السياسيين ووصف حقيقة حزبه وغاية أهدافه الا وهي تحرير فلسطين والدفاع عن الشعوب العربية في وجه إسرائيل فقط .
ما هي منافع حزب الله وأنصاره وقائده من تهريب السلاح إلى غزة ؟
وما هي منافع حزب الله وقائده وأنصاره من معاركهم مع إسرائيل بعد تحرير الجنوب ؟
من يتحدث بغبائه وخبرته في العمالة لمن يدفع عن عمالة نصرالله لإيران لا عين له ترى ولا إذن تسمع ولا عقل بالتأكيد له يفقه في شيء آخر غير التملق للباشا ضابط المخابرات.
من يتحدث عن العمالة لإيران، فليسأل ألاف الأمهات عن أبنائهم الشهداء، وليسأل عن عشرات آلاف الأيتام والجرحى، وليسال مئات الاف اللبنانيين عن دمهم المحمول على أكفهم، وعن بيوتهم التي تحولت منذ عقود إلى أهداف مؤجلة القصف لدى قادة إسرائيل. وليسأل الجاهلون والمنافقون من أزلام النظام المصري عن مئات آلاف الأطفال اللبنانيين الذين ينامون وعين إسرائيل لا تنام عنهم ، تلاحق مستقبلهم، وعمرهم، وأجسادهم، وتتحين الفرصة لتدفيعهم ثمن بطولات المقاومة التي فعلت ما لم تقدر أمة بأسرها على فعله.
هؤلاء ومنهم نصرالله ابو الشهيد، وهو الشهيد المؤجل الشهادة ، هؤلاء لم يقاتلوا دفاعا عن إيران، ولا يقاتلون في غزة بالدعم والدعاء والفعل والمال دفاعا عن إيران بل دفاعا عن ثلاثمائة مليون متلهف للمقاومة من شعوب العرب .
لو كان في رأس النظام المصري فهم وعقل لكرموا مقاومي حزب الله لأنهم يدافعون عن كرامة مصر ويحصنون أمن مصر من عدو لا يزال يهدد بقصف السد العالي، ولو كان النظام المصري فهيما حكيما لطالب نصرالله بتولي أمر تنظيم جيشه وتدريب جيشه وتعليم جيشه كيف يتحقق الإنتصار. ولو كان في مصر راس نظام يفكر ويعمل لخير مصر لحمى السد العالي بالطلب من نصرالله شموله بحماية صواريخه وبجعل قصف السد العالي سببا لقصف ديمونا وتل أبيب .
الجماعة تأخذ على عاتقها أمرا لا طاقة لها عليه ولكنها لا تتورع عن التورط بكل تفاصيله لأن لإسرائيل علاقة به ، ولهذا فنصرالله وأنصار حزب الله ومقاتليه لا يهابون تبعات مساندة الفلسطينيين في نفس الوقت الذي يهربون فيه من نصرة مظلومين عرب في السعودية وفي مصر وفي الأردن وفي اليمن وفي كل بلد عربي فيه طامح لحمل السلاح ضد الطغاة .
حزب الله يصبح حزب الأسود والقلوب التي لا تهاب الصعاب حين يتعلق الأمر بفلسطين فعلا لا قولا وهم لا يحتاجون للإعلان عن ذلك لا في بياناتهم الإنتخابية ولا في خطاباتهم لأنهم مجبولين على عشق فلسطين وهي تسكن في خفقات القلب وفي نبض الدم والسلاح .
نصرالله لا يحتاج لشهادة حسن سلوك من سفيه مصري مثل أسامة سرايا ولا لشهادة بعروبته من مخبر أمني لدى مباحث أمن الدولة من ذوي الياقات التي تتحول إلى مماسح لأحذية ضباط إغتصاب النساء في سجون النظام المصري وفي شوارع القاهرة مثل المزعوم زورا صحافيا محمد علي إبراهيم .
النظام المصري الموهوم بأنه لا يزال يحكم بلدا عظيما كان يوما تاج الأمة لا يزال يملك نوعا واحدا من العظمة يمكن حسابها عليه ...إنها عظمة القمامة والوساخة والسفالة التي تحتويها أجهزة النظام التي تسيطر وتدير كل وجوه الحياة في البلد .
ليس هناك صحافة في النظام المصري ولا رؤساء تحرير صحف قومية، بل هناك مخبرين وعملاء برتبة رئيس تحرير يرددون ما يكتبه لهم رجال الأمن ممن تنحصر بطولاتهم في الدفاع عن أمن إسرائيل لا عن أمن مصر العربية المحتلة إرادتها من قبل أميركا وإسرائيل .
في مصر شعب أسير سجانوه أشد قسوة عليه في محل إقامته الجبرية في المدن وفي القرى وفي الحتت المصرية بينما يقبع جلادوه في أشرام الشيخ بعيدا عن مصر الحقيقية وعن شعب مصر الأسير بالمخابرات المصرية التي تديرها مجموعة من الضباط الظالمين لشعب مصر أولا ولضباط مصر ثانيا ولجيش مصر ثالثا .
نصرالله لا يريد صراعا مع النظام المصري ولكن الشعب المصري يحتاج لإكمال الصراع الذي مضى عليه عشرات السنوات مع أجهزة القمع التي يرمز لها اليوم بالفرعون مبارك وبالطاغوت عمر سليمان .
الأول آفل لن يتذوق ما يتمنى من خلود في الحكم وتلك سنة الحياة، والثاني لواء شعاره إخدم إسرائيل تنجو .
مصر السجينة لن يحررها نصرالله ...مصر الأسيرة فيها ملايين تعشق الحرية وتحلم بالثورة وهم من سيحررونها من نير إسرائيل الذي يقوده رمزا خدمتها في الرئاسة وفي المخابرات.
وما يفعله النظام اليوم من إستزلام فاضح وعلني لإسرائيل بشخص نتنياهو لن تكون نتيجته إلا التعجيل بظهور مطارق الثورة المصرية التي ستهدم جدار العزل الديكتاتوري الفاشي . وكلمات الرعاع (من صحافيي النظام المصري أصحاب إستراتيجية تمسيح الأحذية بالياقات شرط أن يكون الحذاء لرجل إستخبارات أو لرجل سلطة) ضد السيد نصرالله، لن تحط من قدر الرجل بل ستدك عروش الظالمين. فصدق نصرالله يحميه من التافهين، عدا عن أن بركة فلسطين تحل على كل من يعمل لأجلها وترفعه في الدنيا وتسكنه في قلوب الكادحين والمظلومين، ولو كان هو مسكونا بهّم الآخرة لا الدنيا .
مرسلة بواسطة filkka israel في الاثنين, نيسان 13, 2009
ذكرت اللجنة المصرية لحقوق الإنسان في بيان وزعته على وكالات الأنباء يوم أمس أن مقالا نشره مدون مصري يلقب نفسه بأحمد عرابي تسبب بمقتل الشاب العشرين في مدينة نصر القريبة من القاهرة وذلك بعد قيام المخابرات المصرية بمداهمة منزل المدون الذي تبين أن إسماعيل السيد مصري - مهندس في مترو القاهرة وعازب وناصري التوجه.
المخابرات المصرية دخلت شقة الشاب التي يعيش فيها مع شقيقتيه نهى وسلامة وقبضت عليه ثم جره عناصر باللباس المدني إلى شرفة منزله الواقع في الطابق السادس من مجمع البسيوني 3 في مدينة نصر ورمت به إلى الشارع فقتل على الفور وسط صراخ أختيه وجيرانه الذين شهدوا الواقعة الإجرامية .
فيلكا إسرائيل تعيد نشر مقال المدون الذي جعل من ثمن الكلمة حياة شاب ضل طريقه في الحياة فدافع عن حسن نصرالله
مقال المدون إسماعيل سيد المصري :
مطلوب إعتذار مصري من فرنسا ومن إمام اليمن
كتب احمد عرابي .
المتفوهون بالتفاهات بإسم مصر المزورة الإرادة والمقموعة بالحديد والنار، ممن يتحدثون ويشتمون ويمدحون وينامون ويصحون ويتزوجون ويدللون أو لا يدللون زوجاتهم إلا وفقا وعملا بأومر الباشا ضابط المخابرات، من أمثال الصعاليك أسامة سرايا ومحمد علي إبراهيم وأمثالهم من مخبري الباشا الضابط إياه، هؤلاء لم يقرأو التاريخ المصري ولا عجب، فهم دخلاء على مصر ولو ولدوا فيها، فإنتسابهم أولا وأخيرا هو للمال الحرام ولو كان فيه ذل نفسهم الجائعة أبدا للعطايا .
هؤلاء لو كانوا رجالا لسألوا الباشا الضابط المخابراتي الذي يوجههم لشتم نصرالله عن معنى إحتفال مصر الرسمية بثورة يوليو أو ما يطلق عليها إسم ثورة الضباط الأحرار ؟
إن كان ما فعله حزب الله من مد يد العون لفلسطينيي غزة عبر سيناء يعتبر عدوانا على مصر وعلى سيادتها، فلماذا تحتفلون أيها المنافقون بذكرى ثورة مارست العدوان على سيادة فرنسا في الجزائر، ومارست العدوان على سلطة الإمام في اليمن ؟
هل سأل المصريون فرنسا أن تأذن لهم قبل تزويد ثورة الجزائر بالسلاح ، أو ثورة اليمن بالسلاح وبالالوية النظامية المسلحة ؟
ما فعله نصرالله إن كان من لوم عليه فهو في النهاية لوم يطال مصر وجيشها ومخابراتها التي لا تزال لتاريخ اليوم تفتخر بثورة يوليو التي قامت بكل تلك الأفعال التي لا تختلف أبدا عما قام به حزب الله في مصر من مساعدته للفلسطينيين ونصرالله نفسه قد يكون تعلم التدخل فوق أراضي الغير لمساعدة الثائرين من الشرفاء المصريين أنفسهم .
ثم أيهما أشد عدوانا على سيادة مصر ؟ حزب الله الذي إستفاد من ضيافة المصريين والشعب المصري ( والذي يحظى بدعمهم إضافة إلى تعاطف الكثير من الشرفاء وما أكثرهم في جيش مصر وفي شرطتها وفي مخابراتها) لإيصال السلاح إلى فلسطين، أم النظام المصري المعتدي الذي اباح للأميركيين ولجيشهم أن يأتي بمعداته إلى سيناء للبحث عن الأنفاق ويعمل على تدميرها ؟
وهل نسينا المحققين الإسرائيليين الذين دخلوا بسياراتهم العسكرية إلى أرض مصر وعملوا وكأنهم في بيتهم على التحقيق في هجوم إستهدف صهاينة في سيناء قبل سنوات ؟ هل تلك الأفعال مقبولة يا منافقي الصحافة المخابراتية المصرية ؟
من يفتح بيته وارضه للأعداء لكي يستبيحوا كرامته لا يجب عليه أن يفضح نفسه ويتهم الشرفاء بإنتهاك سيادته، لأنه هو الذي جعل من نفسه مسخرة لشعبه ولشعوب العالم حين قبل بالعمل حارسا لإسرائيل، وحين قبل المشاركة في حرب إسرائيل على غزة .
هناك في مصر إرادة النظام الذي يمثله الرئيس صوريا ووريثه مدير المخابرات فعليا ومعه بعض أتباعه وهم أقلية ، وهناك غالبية الشعب المصري الراغب في مساعدة الفلسطينيين وهم الأغلبية، وهي رغبة عمل نصرالله وحزبه على تنفيذها .
بإعتراف العدو والصديق ، لا يعوز السيد حسن نصرالله عظيم دهاء ولا شدة الذكاء وهو الموصوف من أعدائه بأنه هادم حروبهم النفسية، ومشيد مقابرهم المعنوية بشخصه فقط دون ما يفعله بشكل منفصل حزبه ومناصريه .
السيد دأب على الظهور وكأنه يورط نفسه بنفسه وبقرار مسبق منه عبر إرتكابه للصدق مع سبق الإصرار والترصد.
ولكنه وعلى العكس من الظاهر وبحدس المقاتل المناضل الساعي إلى النصر أو الشهادة دون خوف من أي خيار يقع عليه ، يعيد دوما توجيه المعركة إلى حيث لا تضيع بوصلة المقاومين سدى .
كان يمكن لنصرالله ولحزبه أن ينكرا أي علاقة لمحمد منصور بهم وهو المعروف بسامي شهاب في مصر . كان يمكنهم إنكار تورطهم في تهريب السلاح إلى غزة، أو على الأقل كان يمكن للسيد نصرالله ألا يرد على الإتهامات المصرية تماما كما فعل في أمر مماثل حصل في الأردن. حين إعتقلت المخابرات الأردنية ( الشقيقة للمصرية في حلف السوء دفاعا عن مصالح إسرائيل) مجموعة من حزب الله كانت تنقل صواريخ إلى الضفة الغربية لصالح المقاومة الفلسطينية. يومها أعلن الأردن وسكت حزب الله.
هذه المرة أعاد نصرالله إستخدام سلاحه المفضل والأقوى وهو الصدق فتورط أعدائه بغباء في فخ نصبه الرجل لهم دون أن يخطط أو يعمل على إيقاعهم فيه . الرجل صدق الناس القول وقال الحقيقة معلنا بأنه يتحمل وزر تهريب السلاح إلى غزة متحملا مسؤولية أمر يفتخر به ويتمنى أن يفعله مئات ملايين العرب دون مبالغة.
الشاتمون له والشامتون به أغبياء،فنصر الله أعاد تهديم بناء نفسي حاول أعدائه بنائه في نفوس الشعوب العربية ضده وضد ما يمثل، وبطريقة مجانية وبدعم وجهد النظام المصري وأدواته المخابراتية المسماة صحافيين وصحافة. فإن كانت سياسة اميركا على كسب قلوب وعقول الشعوب العربية قد كلفت أكبر دولة في العالم وبغير نجاح مليارات الدولارات التي ذهبت سدى على الرغم من إستعانتها بفطاحل الحقد السعودي على أعداء اسرائيل من أمثال من يظن أنه مخلوق أميركي المدعو عبد الرحمن الراشد وتؤامه في غرام إسرائيل طارق الحميد، إلا أن نصرالله وبكلمات قليلات كسب قلوب وعقول الشعوب العربية وأعاد توسيع دائرة عاشقيه في العالم العربي وفي عالم الأحرار أجمع .
هذا الرجل جدير بـأن يحترم لصدقه لو أن خصومه يحترمون أنفسهم أو كانوا من أصحاب القيم والأفكار. ولو لم يكن الرجل محترما بما أنجزه لهذه الأمة وشعوبها ( أعاد لها الثقة بنفسها وضرب بعرض الحائط مقولة أن جينات العرب مفطورة على الهزيمة والخيانة وكل ذلك حققه نصرالله للعرب بهزيمته لإسرائيل بدل المرة أثنتين) لكان حري به أن ينال التبجيل من كارهيه قبل محبيه لأنه لا يناور ولا يخادع ولا يبالغ ولا يفاخر ولا عنتريات في فكره ونفسه، وآية صدقه وشفافيته قوله بأنه :
" لا طاقة لنا في حزب الله على مساعدة المعارضة في أي بلد عربي ولو ساعدتنا هي وناصرتنا ضد إسرائيل ".
كان حريا بأي سياسي في أي بقعة من العالم ولأي ثقافة إنتمى أن يستخدم المواربة والتورية للتهرب من المسؤولية عن خلية تهريب السلاح من سيناء إلى غزة ، وكان حريا بأي سياسي أن يهدد ويلمح على الأقل بإمكانية دعمه المعارضة المصرية مثلا للرد على النظام المصري في حملته الهوجاء على نصرالله شخصيا وعلى حزبه وعلى أنصاره. ولكنه صدق بشهامة المناضلين لا بعقلية السياسيين ووصف حقيقة حزبه وغاية أهدافه الا وهي تحرير فلسطين والدفاع عن الشعوب العربية في وجه إسرائيل فقط .
ما هي منافع حزب الله وأنصاره وقائده من تهريب السلاح إلى غزة ؟
وما هي منافع حزب الله وقائده وأنصاره من معاركهم مع إسرائيل بعد تحرير الجنوب ؟
من يتحدث بغبائه وخبرته في العمالة لمن يدفع عن عمالة نصرالله لإيران لا عين له ترى ولا إذن تسمع ولا عقل بالتأكيد له يفقه في شيء آخر غير التملق للباشا ضابط المخابرات.
من يتحدث عن العمالة لإيران، فليسأل ألاف الأمهات عن أبنائهم الشهداء، وليسأل عن عشرات آلاف الأيتام والجرحى، وليسال مئات الاف اللبنانيين عن دمهم المحمول على أكفهم، وعن بيوتهم التي تحولت منذ عقود إلى أهداف مؤجلة القصف لدى قادة إسرائيل. وليسأل الجاهلون والمنافقون من أزلام النظام المصري عن مئات آلاف الأطفال اللبنانيين الذين ينامون وعين إسرائيل لا تنام عنهم ، تلاحق مستقبلهم، وعمرهم، وأجسادهم، وتتحين الفرصة لتدفيعهم ثمن بطولات المقاومة التي فعلت ما لم تقدر أمة بأسرها على فعله.
هؤلاء ومنهم نصرالله ابو الشهيد، وهو الشهيد المؤجل الشهادة ، هؤلاء لم يقاتلوا دفاعا عن إيران، ولا يقاتلون في غزة بالدعم والدعاء والفعل والمال دفاعا عن إيران بل دفاعا عن ثلاثمائة مليون متلهف للمقاومة من شعوب العرب .
لو كان في رأس النظام المصري فهم وعقل لكرموا مقاومي حزب الله لأنهم يدافعون عن كرامة مصر ويحصنون أمن مصر من عدو لا يزال يهدد بقصف السد العالي، ولو كان النظام المصري فهيما حكيما لطالب نصرالله بتولي أمر تنظيم جيشه وتدريب جيشه وتعليم جيشه كيف يتحقق الإنتصار. ولو كان في مصر راس نظام يفكر ويعمل لخير مصر لحمى السد العالي بالطلب من نصرالله شموله بحماية صواريخه وبجعل قصف السد العالي سببا لقصف ديمونا وتل أبيب .
الجماعة تأخذ على عاتقها أمرا لا طاقة لها عليه ولكنها لا تتورع عن التورط بكل تفاصيله لأن لإسرائيل علاقة به ، ولهذا فنصرالله وأنصار حزب الله ومقاتليه لا يهابون تبعات مساندة الفلسطينيين في نفس الوقت الذي يهربون فيه من نصرة مظلومين عرب في السعودية وفي مصر وفي الأردن وفي اليمن وفي كل بلد عربي فيه طامح لحمل السلاح ضد الطغاة .
حزب الله يصبح حزب الأسود والقلوب التي لا تهاب الصعاب حين يتعلق الأمر بفلسطين فعلا لا قولا وهم لا يحتاجون للإعلان عن ذلك لا في بياناتهم الإنتخابية ولا في خطاباتهم لأنهم مجبولين على عشق فلسطين وهي تسكن في خفقات القلب وفي نبض الدم والسلاح .
نصرالله لا يحتاج لشهادة حسن سلوك من سفيه مصري مثل أسامة سرايا ولا لشهادة بعروبته من مخبر أمني لدى مباحث أمن الدولة من ذوي الياقات التي تتحول إلى مماسح لأحذية ضباط إغتصاب النساء في سجون النظام المصري وفي شوارع القاهرة مثل المزعوم زورا صحافيا محمد علي إبراهيم .
النظام المصري الموهوم بأنه لا يزال يحكم بلدا عظيما كان يوما تاج الأمة لا يزال يملك نوعا واحدا من العظمة يمكن حسابها عليه ...إنها عظمة القمامة والوساخة والسفالة التي تحتويها أجهزة النظام التي تسيطر وتدير كل وجوه الحياة في البلد .
ليس هناك صحافة في النظام المصري ولا رؤساء تحرير صحف قومية، بل هناك مخبرين وعملاء برتبة رئيس تحرير يرددون ما يكتبه لهم رجال الأمن ممن تنحصر بطولاتهم في الدفاع عن أمن إسرائيل لا عن أمن مصر العربية المحتلة إرادتها من قبل أميركا وإسرائيل .
في مصر شعب أسير سجانوه أشد قسوة عليه في محل إقامته الجبرية في المدن وفي القرى وفي الحتت المصرية بينما يقبع جلادوه في أشرام الشيخ بعيدا عن مصر الحقيقية وعن شعب مصر الأسير بالمخابرات المصرية التي تديرها مجموعة من الضباط الظالمين لشعب مصر أولا ولضباط مصر ثانيا ولجيش مصر ثالثا .
نصرالله لا يريد صراعا مع النظام المصري ولكن الشعب المصري يحتاج لإكمال الصراع الذي مضى عليه عشرات السنوات مع أجهزة القمع التي يرمز لها اليوم بالفرعون مبارك وبالطاغوت عمر سليمان .
الأول آفل لن يتذوق ما يتمنى من خلود في الحكم وتلك سنة الحياة، والثاني لواء شعاره إخدم إسرائيل تنجو .
مصر السجينة لن يحررها نصرالله ...مصر الأسيرة فيها ملايين تعشق الحرية وتحلم بالثورة وهم من سيحررونها من نير إسرائيل الذي يقوده رمزا خدمتها في الرئاسة وفي المخابرات.
وما يفعله النظام اليوم من إستزلام فاضح وعلني لإسرائيل بشخص نتنياهو لن تكون نتيجته إلا التعجيل بظهور مطارق الثورة المصرية التي ستهدم جدار العزل الديكتاتوري الفاشي . وكلمات الرعاع (من صحافيي النظام المصري أصحاب إستراتيجية تمسيح الأحذية بالياقات شرط أن يكون الحذاء لرجل إستخبارات أو لرجل سلطة) ضد السيد نصرالله، لن تحط من قدر الرجل بل ستدك عروش الظالمين. فصدق نصرالله يحميه من التافهين، عدا عن أن بركة فلسطين تحل على كل من يعمل لأجلها وترفعه في الدنيا وتسكنه في قلوب الكادحين والمظلومين، ولو كان هو مسكونا بهّم الآخرة لا الدنيا .
مرسلة بواسطة filkka israel في الاثنين, نيسان 13, 2009