المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القادة العرب ومشكلة انعدام "الذكاء" لاستخلاص العبر



لمياء
04-10-2009, 04:41 PM
انه ليس من شان الدول العربية اطلاقا ان كانت ايران نمرا ام لا او اذا كان هذا النمر من ورق ام لا، وكما قال السفير السعودي السابق لدي واشنطن، فان من الافضل ان يحذروا "المخالب الفولاذية" لهذا النمر والا يتحرشوا به لان الايرانيين حتى اذا كانوا على اختلاف مع حكومتهم هم ايرانيون لا عضو هذا الحزب او ذاك اذا ما تعلق الامر بالوطن.


عصر ايران – هذه الايام اصبح القادة العرب في دول الخليج الفارسي "يئنون" كثيرا ويتحدثون على الدوام عن النفوذ الايراني في المنطقة ويتفوهون بما يشاؤون وبما انه ليس لديهم ما يقولونه فانهم يتحدثون دائما عن الجزر الايرانية الثلاث ويعتبرون ايران بانها محتلة!

وقبل ايام فحسب اعرب السفير السعودي السابق لدي واشنطن عن تخوفه من النفوذ الايراني في المنطقة وقال ان ايران هي نمر من ورق له مخالب من فولاذ.

كما اعرب عن استيائه لان "اميركا التي هاجمت العراق قدمت العراق في طبق من ذهب الى ايران".

وفي هذا الخضم اطلق نائب رئيس الوزراء الاماراتي بعض التصريحات وتحدث عن اكثر الجملات تكرارا لما يمكن لسياسي اماراتي ان يقولها وهي : الجزر الثلاث هي ملك لنا وعلى اعضاء مجلس التعاون ان يعملوا بشكل جاد وبالاجماع لتسوية مشاكل المنطقة بما فيها الجزر الثلاث.

وفيما يخص تصريحات الاخوة (!) العرب حكام دول المنطقة نورد باختصار بعض النقاط لتسجل في التاريخ – لا لان يطلعوا عليها لانهم يتجاهلونها – :

1- ان عرب المنطقة الذين يتحدثون باستمرار عن ملكية الجزر الثلاث يجب ان يقولوا بداية انه كيف يمكن لبلد عمره 37 عاما ان يدعي ملكية جزر هي ملك لبلد يمتد عمره لالوف الاعوام؟ وهذا يشبه طفلا صغيرا حين يدعى الابوة على شخص اكبر منه سنا!

واضافة الى ذلك فان العرب الذين يتحدثون بثرثرة عن ملكية الجزر الايرانية ، لماذا يتحدثون فقط ولا يقدمون الوثائق والمستندات التاريخية والقانونية التي تثبت احقيتهم؟

والسبب ، واضح طبعا: لانه لا وجود لوثائق ومستندات كهذه ، انهم يكتبون على جليد معرض للشمس!





ويجب القول انه في ساحة الوغى يتضح ما اذا كان الايرانيون نمرا من ورق او رجال من حديد؟! فاذا كان القادة المترفون العرب يصرون على اعتبارنا من حديد او من ورق فليتفضلوا ، اننا لسنا ابدا دعاة توتر وحرب لكن اذا كان هناك من يريد سوء استغلال طبيعتنا السلمية فانهم سيركعون بالتاكيد امام شعب ذي تاريخ عريق، لاسيما اذا كان المستغلون هم من "عباد البطون والغريزة والثرثرة" ووا أسفاه للشعوب العربية ان يحكمهم هكذا حكام!



3- واما ان يطلبوا من مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي تسوية (!) مشكلة الجزر فهذا من سخرية القدر.



فاذا كان هذا المجلس لديه القدرة لكان يجب ان يسوي المشاكل الداخلية القائمة بين اعضائه واذا كان يملك قوة لكان يقوم بنفسه باحلال الامن في الخليج الفارسي لا ان يجلب الامريكيين من وراء البحار الى المنطقة ويسلمهم مهمة الامن القومي لاعضائه.



واذا اراد اعضاء هذا المجلس ان يفعلوا شيئا حول الخلاف بين العرب وايران فانه نقترح انه كما كانوا يغدقون المال على صدام ابان الحرب الايرانية العراقية لكي يشتري القنابل والصواريخ لالقائها على رؤوسنا ، ان يقوموا هذه المرة باعطاء المال لنظرائهم العرب في بغداد لتمكبنهم من دفع تعويضات الحرب الى ايران.



وفيما يخص الاسم التاريخي للخليج الفارسي فليعرضوا وثائق تثبت الاسم المزعوم الذي يستخدموه لكن اذا لم يكونوا يملكون مثل هذه الوثائق والمستندات فلينظروا الى وثائقنا وان يخرجوا عن جاهليتهم.

واذا كانوا يقولون "لا نعرض وثيقة ولا ننظر الى وثائقكم" فهذا مؤشر على ان هؤلاء (الحكام العرب) لا يستحقون حتى اجراء محادثات معهم واننا طرف مع طائفة من العمي والصم وكم هو صعب ان تكون جارا لا يفهم ولايريد ان يفهم!



4- ان يئن القادة العرب على الدوام من النفوذ الايراني ويتالمون ، فهذا مؤشر على ان الدبلوماسية الاقليمية الايرانية التي ضيقت هكذا الخناق على منافسيها العرب ، كان لها اداء ناجح والا اذا كان جهاز السياسة الخارجية يتصرف بفتور ويخسر امام العرب لما كان هؤلاء يئنون بهذا القدر.



5- ان احد الاسباب التي يعرب فيها عرب المنطقة عن الاستياء هذه الايام هو انهم يخشون تحسن العلاقات بين ايران واميركا وان يحرموا من "المزايا" التي تمتعوا بها على مدى 30 عاما!



ان مرونة الدبلوماسية الايرانية في هذا الخصوص والتي اتسمت طبعا بالعزة والواقعية وكذلك ظهور علامات التغيير في البيت الابيض جعل الدول العربية تكون قلقة بقدر ما جعل الشعبين الايراني والامريكي ياملان بازالة التوتر تدريجيا.



انهم يعرفون جيدا انه اذا كانت اميركا ترد على تحيتهم طوال العقود الثلاثة الماضية فانه يعود الى ان الولايات المتحدة كانت بحاجة اليهم لمواجهة ايران والا على سبيل المثال كيف يمكن لبلد مثل البحرين ان يحتل موقعا في المعادلات الدولية وكيف لاميركا ان تهتم به الا اذا كانت بحاجة اليه لاحتواء ايران وان تنشر اسطولها البحري هناك! واذا ما تم معالجة العقوبات والمشاكل التجارية الدولية فكيف يمكن للامارات ان تجني شيئا من خلال سمسرة الصادرات والواردات مع ايران وان تنبثق دبي من صحراء قاحلة ويفتخرون بها؟!

ان تحسن العلاقات بين ايران واميركا هو كابوش مشترك للاسرائيليين والقادة العرب.

ونقولها مرة اخرى انه اذا استطاع صدام من شنه الحرب على ايران بذريعة مزاعم بشان الاراضي ان يحتل ملمترا من ارضنا ، فان باقي العرب بمن فيهم الاماراتيون سيستطيعون تحقيق ذلك. وحقيقة لماذا لا يملك البعض "الذكاء" حتى بقدر اخذ العبر من التاريخ المعاصر؟!