المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرجع لطف الله الصافي يرد على شبهات السيد فضل الله !



رشيد الهجري
08-19-2004, 02:59 PM
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ




وأكمل الصلاة وأتم السلام على خيرة الخلق وصفوة الأنام محمد المصطفى وعلي المرتضى وآلهما الطيبين الطاهرين

واللعنة الدائمة المتواترة على أعدائهم ومنكري حقوقهم والمشككين بفضائلهم ومظلوميتهم ومن أعانهم ويعنيهم على ذلك ولو بمدة قلم أو حرف من الكلم من الأولين والآخرين لا سيما المعاصرين ،لعنةً يستغيث منها أهل سقر وسكان سجين .

إن هذه الشبهات المطروحة في نص هذا السؤال الموجه إلى سماحة آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الگلبيگاني دام ظله الشريف ، قد كررها السيد محمد حسين فضل الله في كتابه " الزهراء القدوة " ، و كررها كذلك أتباعه في كل محفل ، و نقاش ، و قد رد على هذه الشبهات سماحة آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي دام ظله في كتابه القيم " مأساة الزهراء عليها السلام " و غيره من العلماء الأعلام ، و نحن نطرح رد المرجع الشيخ لطف الله الصافي الگلبيگاني دام ظله ، للقارئ الكريم :

کلمة حول مصائب الصدیقة الکبری، فاطمة الزهراء‌ ، سلام الله علیها

لسماحة المرجع الدینی آیة الله العظمی الصافی

بسم الله الرحمن الرحیم

سماحة المرجع الدینی آیة الله العظمی الشیخ لطف الله الصافی ( مدظله الشریف )

السلام علیکم و رحمة الله

ارجو من سماحة الامام (دام ظله) الاجابة عن هذه الاستفسارات (فی کتاب جنة المأوی لایة الله العظمی الامام الشیخ محمد حسین کاشف الغطاء قده )ینفی فیها ضرب الزهراء (ع) و لطم خدها . (من جنة المأوی ، محمدحسین کاشف الغطاء (قده) ، ص 135 دار الاضواء ، بیروت 1988 م) . ما رایکم ؟ و هل توافقونه الرای ؟ و الشیخ المفید (قده) الذی یظهر منه التشکیک فی مسألة اسقاط الجنین ، بل اصل وجوده من کتاب الارشاد ، ج : 1 ، ص: 355 و هو کذلک عند الطبرسی (قده) فی اعلام الوری باعلام الهدی ، ج:1 ، ص: 395 . ما رایکم ؟

والسلام

بسم الله الرحمن الرحیم

قال الله تعالی: والذین یؤذون رسول الله لهم عذاب ألیم (التوبة: 61)

و قال النبی ،صلی الله علیه و آله: فاطمة بضعة منّی یؤذینی ما یؤذیها و یؤلمنی ما یؤلمها، و یقبضنی ما یقبضها و یریبنی ما یریبها... یسوؤنی ما یسوؤها... یغضبنی ما یغضبها....

و قال ،صلی الله علیه و آله و سلم، مخاطبا إیاها: إن الله یغضب لغضبك و یرضی لرضاك.

من الحقائق التاریخیة التی لاتخفی علی الباحث فی تاریخنا الإسلامی، الحوادث التی وقعت فی السنة العاشرة من الهجرة المباركة و بعدها، قبیل ارتحال النبی الأعظم ،صلی الله علیه و آله، الی الرفیق الأعلی، سیما تلک الوقائع المؤلمة التی وقعت بعد ارتحاله ،صلی الله علیه و آله، من استبداد حزب سیاسی هدفه السیطرة علی قیادة الامة، والوصول الی الحكم، والتغلب علی الأمر!

إن ما نسب الی هذه الفئة من ارتكاب الجرائم الفظیعة والمظالم الشنیعة، التی كان أفظعها منعهم الحكومة الشرعیة المنصوصة، من إدارة‌الأمور، و قلبهم نظام الحكم و الإدارة الذی عینه النبی ،صلی الله علیه و آله، و أخذ منهم البیعة علیه فی غدیر خم، و نصّ علیه فی مناسبات كثیرة، مثل یوم الإنذار و غیره، و غصبهم حقوق سیدة نساء العالمین کفدك و ما نحلها النبی ،صلی الله علیه و آله، امتثالاً لأمر ربه تعالی، و ضربهم و لطمهم إیاها و إسقاطهم جنینها السبط الثالث لرسول الله ،صلی الله علیه و آله، حتی هجرتهم، و بقیت غاضبة علیهم تدعو علیهم بعد کل صلاة حتی التحقت بأبیها، صلی الله علیه وآله، مظلومة مضطهدة ،علیها السلام.

إن کل ما نسب الیهم من أمور ارتکبوها فی ظلم الصدیقة الزهراء ،علیها السلام، و امیر المؤمنین ،علیه السلام، امورٌ تقع حسب العادة فی مثل تلک الظروف القاسیة‌، من أولئک القساة!

و إن ما نقل عنهم و وصل الینا من أعمالهم الإرهابیة لهو أقل مما یقع فی مثل تلک المواقف ، و الإنقلابات و المؤامرات السیاسیة!

فالقوم أرادوا أمراً عظیماً! أرادوا تغییر المسار الذی عینه رسول الله ،صلی الله علیه و آله، للأمة، و نص علیه مرة بعد مرة ، و کرة بعد کرة ، و هم یعلمون بأن ذلك لا یتم لهم إلا باضطهاد بنی هاشم واستضعافهم و استضعاف الامة باستضعافهم، وكسر هیبتهم و موقعهم المنیع بین الناس، سیما فاطمة الزهراء ،علیها السلام، التی هی سیدة نساء‌ العالمین، و البقیّه الباقیة، و البنت الفریدة الوحیدة للرسول الأعظم ،صلی الله علیه و آله!

فالذین تراهم لم یحفظوا الرسول ،صلی الله علیه و آله، فی بنته العزیزة، فما ظنک بسائر الناس !!

و قد كان رأسهم جاداً‌ فی تهدیده لأهل البیت ،علیهم السلام، و من معهم من المعتصمین فی بیت علی و فاطمة ،علیهما السلام، الرافضین للدخول فی مؤامراتهم، الممتنعین عن بیعة أبی بكر، کان جاداً‌ فی تهدیده بحرق البیت الشریف بمن فیه علیهم، و فیه أخ الرسول و بطل الاسلام والخلیفة المنصوص علیه ،علیه السلام، و فیه سیدة نساء الجنة‌ ،علیها السلام، وابناهما سیدا شباب أهل الجنة ،علیهما السلام، و قد دخل رئیسهم البیت مع جلاوزته الجفاة الطغاة‌ فوقع ما وقع من الضرب وإسقاط الجنین، و غیر ذلك مما لم یحفظ عنهم.

و بالجملة‌ لا یشك المطلع علی التاریخ أن ما نسب الیهم من ضربها ،علیها السلام، و إسقاط جنینها العزیز و غصب حقها، كلها من الأمور التی تقع فی مثل تلک الظروف، و أنهم لم یكن یتم لهم ما أرادوا إلا بمثل هذه الأفاعیل الشنیعة.

و کل هذا الذی لیس إلا بعض مظالمهم التی هی ثابتة عند الشیعة، بل وغیرهم، و المشهورة بینهم، و المدونة فی کتبهم من القرن الأول فی مثل كتاب سلیم بن قیس ،رحمه الله، الی زماننا هذا القرن الخامس عشر. بل هی مشهورة مذكورة فی قصائد الشعراء الأبرار و قد أرسلوها أرسال المسلمات، مع أن نقل هذه الوقایع ممنوعاً‌ من قبل الحكومات بأشد المنع بحیث لایمكن لرواتها نقلها إلا سراً.

و هذا الشیخ كاشف الغطاء ،قدس سره، یقول فی مطلع مقالته (فاطمة الزهراء ،علیها السلام) التی أشرتم الیها، ما هذا لفظه:

« طفحت و استفاضت كتب الشیعة من صدر الاسلام والقرن الأول مثل كتاب سلیم بن قیس و من بعده الی القرن الحادی عشر و ما بعده، بل و الی یومنا، كل كتب الشیعة التی عنیت بأحوال الأئمة و أبیهم الآیة الكبری، و أمهم الصدیقة الزهراء ،صلوات الله علیهم أجمعین، و كل من ترجم لهم وألف كتاباً فیهم، أطبقت كلمتهم تقریباً‌ أو تحقیقاً فی ذكر مصائب تلك البضعة الطاهرة، فإنها بعد رحلة أبیها المصطفی ضرب الظالمون وجهها و لطموا خدها، حتی احمرت عینها و تناثر قرطها، و عصرت بالباب حتی كسر ضلعها و أسقطت جنینها، و ماتت و فی عضدها كمثل الدملج!

ثم أخذ شعراء أهل البیت ،سلام الله علیهم، هذه القضایا و الرزایا و نظموها فی أشعارهم و مراثیهم، و أرسلوها إرسال المسلمات، من الكمیت (توفی 126 هجریة) و السید الحمیری (توفی 179) و دعبل الخزاعی (توفی 210) و النمیری (توفی 245) و السلامی (توفی 236) و دیك ا لجنّ (توفی 293)... و من بعدهم و من قبلهم الی هذا العصر، و توسع أعاظم شعراء الشیعة فی القرن الثالث عشر و الرابع عشر الذی نحن فیه كالخطی و الكعبی والكواز، و آل السید مهدی الحلیین و غیرهم ممن یعسر تعدادهم و یفوت الحصر جمعهم و آحادهم.

و كل تلك الفجائع و الفظائع و ان كانت فی غایة الفظاعة والشناعة، و من موجبات الوحشة والدهشة، و لكن یمكن للعقل أن یجوِّزها، و للأذهان و الوجدان أن یستسیغها، وللافكار أن تقبلها و تهضمها، ولا سیما و أن القوم قد اقترفوا فی قضیة الخلافة‌ و غصب المنصب الإلهی عن أهله ما یعد أعظم وأفظع» انتهی.

و أقول: من أدل الدلیل علی وقوع ذلک استقرار الحكم لهم، والحدیث عن ذلك طویل.

امّا، ما فی كتاب الإرشاد لشیخنا الأقدم المفید ،رضوان الله تعالی علیه، فهو كالنص فی وقوع تلك المصائب الجلیله و الوقائع الفظیعه، فهو فی تألیفه كتاب الإرشاد لم یقصد إلا ذكر فضائل أهل البیت و إثبات مناقبهم و مقاماتهم ،علیهم السلام ، و أنهم هم الذین یحب علی الأمة الإئتمام و الإقتداء بهم و اتباعهم، وأخذ العلم عنهم، والإهتداء بهم، فهم الأئمة الذین هداهم الله بهداه، و جعلهم هداة الناس، والذین أورثهم الله علم الكتاب، واصطفاهم من عباده، ولم یرد ، رحمه الله، فی هذا الكتاب الرد الصریح علی مخالفیهم و غاصبی مقاماتهم و بیان مطاعنهم الكثیرة، و لكنه لم یملك نفسه فی المقام فأشار بهذه العبارة الی ما صدر بالنسبة الی سیدة نساء العالمین ،سلام الله علیها، و لم یزد علی ذلك لئلا یخرج عن أسلوب كتابه.

و إلا فأنا لا أشك أن قصده بقوله « و فی الشیعة من یقول» نفسه و جمیع أصحابه وشیعة أهل البیت ،علیهم السلام، و تعبیره فی المقام من ألطف التعابیر و هو دلیل علی حكمته و ذكائه و إدانته للقوم بمظالمهم و جرائمهم الكبیرة، و تسبیبهم إسقاط الجنین المقدس، و ضربهم للزهراء ،علیها السلام.

و أما الشیخ كاشف الغطاء ،رحمه الله، فاستبعاده لذلك أسلوبٌ فی استعظام هذه الجرائم بحق شخصیة فریدة وحیدة لاتقابل فی الفضائل والمناقب و المقامات المعنویة بأحد من هذه الأمة، و یمکن أن یکون استبعاده صدور هذا الجرائم من الذین صدرت منهم أسلوباً مجازیاً ‌أیضاً، أما إن کان حقیقاً‌ فهو لیس فی محله!

ألیسوا هم الذین أرادوا قتل النبی ،صلی الله علیه و آله؟!

ألیسوا هم الذین منعوا النبی ،صلی الله علیه و آله، من كتابة وصیته؟!

ألم یقل عمر كلمته الخبیثته التی كان ابن عباس یتذکرها و یبكی و یقول: الرزیة كل الرزیة ما حال بین رسول الله ،صلّی الله علیه و آله و سلم، و بین أن یكتب لهم ذلك الكتاب؟!

ألیس منهم خالد بن ولید، الذی قتل مالك بن نویرة الصحابی المسلم و زنی بزوجته؟!

أفیستبعد ذلك بعد ما ارتكب معاویة‌ المظالم الكبیرة؟!

و بعد قتلهم سید شباب اهل الجنة الحسین ،علیه السلام، و أصحابه و أنصاره و أسر أهل بیته آل بیت رسول الله ،صلی الله علیه و آله؟!

و بعد واقعه الحرة و غیرها مما سود صحائف التاریخ....؟!!

ثم إن هذا الشیخ الجلیل ،رحمه الله، نص كما تقدم علی اتفاق الشیعه وعظمائهم و شعرائهم علی صدورهذه الجنایات من القوم‌، و كل استبعاده إن صح یخص لطم خد الزهراء، و مس ید الاجنبی لوجهها ،علیها السلام‌، لكن كأنه نسی أن ما صدر منهم بالنسبة‌ الی الإمام الحسین سید الشهداء ،علیه السلام، و أهل بیته و أصحابه لم یكن فی الفظاعة والقباحة أقل من ذلك!

و ماذا ینتظر من فظ غلیظ القلب، یقال إنه وأد ستاً‌ من بناته فی الجاهلیة‌ بقسوة شدید فظیعة، فلیس للإستبعاد هنا قیمة و لا محل.

« و سیعلم الذین ظلموا ای منقلب ینقلبون» و لا حول ولا قوة الا بالله العلی العظیم.

و آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمین. وصلوات الله علی سیدة نساء العالمین، و علی أبیها و أمها، و بعلها و بنیها و أولادها الطاهرین.



لطف الله الصافی

المصدر

سيد مرحوم
08-19-2004, 06:47 PM
لقد كانت لي مناقشة سابقة لعلامات الاستفهام المطروحة حول رأي الشيخ كاشف الغطاء (اعلى الله مقامه) 00بمايجعل معالجة البعض كلسيد جعفر العاملي والشيخ الصافي والمنقولة ايضا كما اظن من الموقع المشبوه 00موقع الضلال نت 00 توا جه اشكالات كما ارى من وجهة نظري00مع ترحيبي بأي ملاحظات حولها00


•لابد ان تنتبه الى أنني هنا لا أريد من طرح رأي الشيخ كاشف الغطاء (قد) او آي مثال آخر ان اخرج لمناقشة رأيه من حيث نفيه او اثباته من الناحية العلمية شرعا..وانما كماقلت استشهد به كمثال فقط لاغير لاثبات صحة النقطة التي أحاور حولها من الناحية المنهجية من حيث جواز الخوض في مسالة تقييم حادثة الهجوم على بيت الزهراء (ع) نقدا ونفي كونها ضرورة مذهبية أصيلة لا يجوز المساس بها نقدا أبدا بل حادثة تاريخية يقع فيها التقييم الموضوعي وفق المنهج العلمي حالها حال بقية الحوادث التاريخية بغض النظر عن كون هذا التقييم سلبيا او إيجابيا من حيث النتيجة.


مناقشة النقاط

...في الواقع لا أظن أن تقييمك لحديث الشيخ كاشف الغطاء (قد) حول رأيه بالحادثة التاريخية الخاصة بالهجوم على دار الزهراء (ع) دقيق جدا أو صائب من الناحية الموضوعية..لاسيما وان عباراته واضحة جدا بحيث لم اكن أتوقع انك تحتاج للمقدمة او الخاتمة لفهمها كما فعلت واتهمتني بإخفائه تضليلا للقارئ المسكين المغفل !!!! بالفهم الذي كشفته أنت للقارئ وهو ان الشيخ كاشف الغطاء من كل كلامه هذا أراد الموافقة على الحادثة بكل تفاصيلها ماعدا استبعاده لمسالة الضرب دون حجاب يمنع مس جسد الزهراء (ع)!!!..وذلك لان العبارات واضحة جدا في نفيه لمسالة الضرب من أساسه..
..

..تقييم نص الشيخ كاشف الغطاء (قد) في مسالة الهجوم على الزهراء (ع).

* مقدمة عامة مطلقة للشيخ كاشف الغطاء..حول مسالة الهجوم على الزهراء (ع).

..ابتدأ الشيخ في مقدمة كلامه إيراد الرأي العام والعلمي الشيعي في هذه المسالة من حيث العمومية والى بيان شهرتها (حسب وجهة نظره) من حيث المصادر التاريخية التي أوردها في مسالة الحديث عن الهجوم على الزهراء المظلومة (ع) .

(طفحت واستفاضت كتب الشيعة من صدر الإسلام في القرن الأول: مثل كتاب سليم بن قيس ومن بعده إلى القرن الحادي عشر وما بعده وإلى يومنا، كل كتب الشيعة التي عنيت بأحوال الأئمة وأبيهم الآية الكبرى وأمهم الصديقة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين وكل من ترجم لهم وألف كتابا فيهم، أطبقت كلمتهم تقريبا أو تحقيقا في ذكر مصائب تلك البضعة الطاهرة، إنها بعد رحلة أبيها المصطفى ضرب الظالمون وجهها، ولطموا خدها حتى احمرت عينها وتناثر قرطها، وعصرت بالباب حتى كسر ضلعها وأسقطت جنينها، وماتت وفي عضدها كالدملج، ثم أخذ شعراء أهل البيت سلام الله عليهم هذه القضايا والرزايا، ونظموها في أشعارهم ومراثيهم وأرسلوها إرسال المسلمات: من الكميت والسيد الحميري ودعبل الخزاعي والنميري والسلامي وديك الجن ومن بعدهم ومن قبلهم إلى هذا العصر، وتوسع أعاظم شعراء الشيعة في القرن الثالث عشر والرابع عشر الذي نحن فيه كالخطي والكعبي والكوازين وآل السيد مهدي الحليين وغيرهم ممن يعسر تعدادهم ويفوت الحصر جمعهم وآحادهم.)

- وبين في مقدمته العامة ..موقف القائلين بها من حيث الكثرة إلا القليل منهم تقريبا (حسب وجهة نظره) في عبارة

(..وكل من ترجم لهم وألف كتابا فيهم، أطبقت كلمتهم تقريبا أو تحقيقا في ذكر مصائب تلك البضعة الطاهرة، إنها بعد..الخ كما هو مذكور أعلاه)

-ومن ثم أورد الشيخ إمكانية تحقق هذا الفعل وتفاصيله من الناحية العقلية لا الفعلية الواقعية من القوم لعدم تورعهم عن فعل أمور أخرى فظيعة كاغتصاب الخلافة وفدك والتجاسر على منصب الإمامة الإلهية في شخص سيد الأئمة والوصين الإمام أمير المؤمنين علي بن أبى طالب عليه السلام.


( ...وكل تلك الفجائع والفظائع وإن كانت في غاية الفظاعة والشناعة ومن موجبات الوحشة والدهشة ولكن يمكن للعقل أن يستسيغها، وللأفكار أن تتقبلها وتهضمها، ولا سيما وإن القوم قد اقترفوا في قضية الخلافة وغصب المنصب الإلهي من أهله ما يعد أعظم وأفظع".)


- فهو كلام عام حول الواقعة قدم به الشيخ كاشف الغطاء قبل أن يقول رأيه في تفاصيلها ويوجه سهام نقده العلمي لجزئياتها..

..ولا يمكن أن يقبل عدم عمومية هذه المقدمة على أنها تمثل رأيه واتفاقه معها ، على اعتبار أن تقييم الشيخ الحادثة في تفاصيلها من الناحية العقلية والمنطقية بعدئذ لا يستقيم مع ذلك القول إطلاقا ولا من حيث ترتيب الموضوع!!! كما سوف يأتي في رأيه..

• رأي وتقييم الشيخ كاشف الغطاء (قد) لتفاصيل الواقعة.

..إن الشيخ قد أورد مباشرة بعد هذه المقدمة التي ادرج فيها الموقف العام حول الحادثة من حيث المصادر التاريخية والإمكانية العقلية رأيه وتقييمه الخاص في هذه التفاصيل ..فقد نقد جزئيات الحدث من خلال مراجعته لها من الناحية المنطقية استنادا على أحداثها مقارنة بأحداث التاريخ الإسلامي في ظروفه الزمنية والمكانية والعرفية كما هو واضح في عباراته..


- رأي الشيخ في عدم موافقته للتفاصيل ...

(ولكن قضية ضرب الزهراء ولطم خدها مما لا يكاد يقبله وجداني ويتقبله عقلي وتقتنع به مشاعري..)

-بيان الشيخ أن عدم تبنيه الرأي العام لا يعني نفيه له لعدم تحققه عقلا من القوم وانما لاسباب أخرى .

(لا لان القوم يتحرجون ويتورعون من هذه الجرأة العظيمة...)

- الشيخ بين أن أسباب عدم تقبله للتفاصيل راجع لمانع منطقي تحتمه (من وجهة نظره)


مقارنة الحدث مع تفاصيله من جهة ومقارنة تفاصيله بالظرف العرفي تاريخيا من جهة أخرى.

أولا :- مقارنة الحدث بالظرف العرفي في التاريخ آنذاك.

-امتناع ضرب الرجل للمرأة عرفا في ذلك التاريخ.

(..بل لان السجايا العربية والتقاليد الجاهلية التي ركزتها الشريعة الإسلامية وزادتها تاييدا وتاكيدا تمنع بشدة أن تضرب المرأة او تمد أليها يد سوء..)

- الشيخ يورد في الاستدلال على رايه هذا امثلة وشواهد تاريخية يؤكد فيها نفيه.

=استشهاده بكلمة لأمير المؤمنين (ع) يبين من خلالها الحالة العرفية في الجاهلية وموقف المجتمع ممن يقوم بضرب المرأة.

(حتى ان بعض كلمات امير المؤمنين مامعناه :ان الرجل كان في الجاهلية اذا ضرب المراة يبقى ذلك عارا في اعقابه ونسله.)


=استشهاده بموقف ابن زياد عليه آلاف اللعنات من الطاهرة زينب العقيلة عليها آلاف السلام والتحيات في قصره للاستدلال على تأصل عادة عدم ضرب المرأة وامتدادها تاريخيا بعد فترة من عهد النبي (ص).

(..ويدلك على تركيز هذه الركيزة بل الغريزة في المسلمين وانها لم تفلت من ايديهم وان فلت منهم الاسلام ،ان ابن زياد وهو من تعرف في الجرأة على الله وانتهاك حرمته لما فضحته الحوراء زينب (ع) وافلجته وصيرته احقر من نمله واقذر من قمله وقالت له ثكلتك امك يابن مرجانه فاستشاط غضبا من ذكر امه التي يعرف انها من ذوات الاعلام وهم ان يضربها فقال له عمروا بن حريث وهو من رؤوس الخوارج وضروسها انها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها..)

-الشيخ يورد بعد هذه الشواهد التاريخية الدالة على تأصل وامتداد حالة عدم ضرب المرأة في المجتمع العربي في الجاهلية والإسلام (حسب وجهة نظره) الى عهد متأخر بعد وقت الحادثة بكثير ، يورد رأيه ليستنتج من الشواهد التي اوردها حججه ليؤكد امتناع تحقق الضرب (من وجهة نظره) .

= إن حادثة الضرب وقعت في عهد قريب من عهد النبي (ص) مما يعني (من وجهة نظر الشيخ) عدم تحقق مسالة الضرب واللطم المشار إليها في الحادثة لوقوعها في زمن لازال العرف يمنع من ذلك السلوك ويستنكر من يفعله ويعير صاحبه .

(..فإذا كان ابن مرجانه امتنع من ضرب العقيلة خوف العار والشنار وكله عار وشنار وبؤرة عهار مع بعد العهد من النبي (ص) فكيف يقتحمون هذه العقبة الكؤود ولو كانوا اعتى واهدى من عاد وثمود ...)

=إن هم القوم بالضرب او فعلهم ذلك لابد أن يواجه لو حصل (من وجهة نظر الشيخ) بمعارضة عنيفة من بعض رجالات الأنصار والمهاجرين .

(...ولو فعلوا او هموا ان يفعلوا اما كان المهاجرون والانصار مثل عمروا بن حريث فيمنعهم من مد الايد الاثيمه وارتكاب تلك الجريمة ولايقاس هذا بما ارتكبوه واقترفوه في حق بعلها سلام الله عليه من العظائم حتى قادوه كالفحل المخشوش فان الرجل قد ينال من الرجال مالاتناله من النساء..)

= إن ضرب المرأة في ذلك الوقت مما يجلب العار فكيف بضرب الزهراء (ع) وهي لم تبلغ بعد مبالغ النساء (من وجهة نظر الشيخ).

(..كيف والزهراء .سلام الله عليها.شابة بنت ثمانية عشر سنه لم تبلغ مبالغ النساء وإذا كان في ضرب المرأة عار وشناعة فضرب الفتاة أشنع وافظع..)

ثانيا:- مقارنة الحدث بتفاصيله وتقييمه على ضوء ترابط الوقائع من الناحية المنطقية.

=عدم إشارة الزهراء المظلومة (ع) الى ذلك في خطبتها (من وجهة نظر الشيخ).

(..ويزيدك يقينا بما اقول انها .ولها المجد والشرفز ماذكرت ولا اشارت الى ذلك في شي من خطبها ومقالتها المتضمنه لتظلمها من القوم وسوء صنيعهم معها مثل خطبتها الباهرة الطويلة التي القتها في المسجد على المهاجرين والانصار..)

=عدم إشارة الزهراء المظلومة(ع) الى ذلك في كلماتها مع أمير المؤمنين (ع) من وجهة نظر الشيخ.

(...وكلماتها مع امير المؤمنين بعد رجوعها من المسجد وكانت ثائرة متاثرة اشد التاثر حتى خرجت عن حدود الاداب التي لم تخرج من حظيرتها مدة عمرها فقالت :يا ابن ابي طالب افترست الذئاب وافترشت التراب الى ان قالت هذا ابن ابي فلانه يبتزني نحلة ابي وبلغة ابني ،لقد اجهد في كلامي والفيته الالد في خصامي ولم تقل انه او صاحبه ضربني او مدت يد الي..)

= عدم إشارة الزهراء المظلومة (ع) الى ذلك في كلماتها مع نساء المهاجرين والأنصار من وجهة نظر الشيخ.


(...وكذلك في كلماتها مع نساء المهاجرين والانصار بعد سؤالهن كيف أصبحت يا بنت رسول الله فقالت أصبحت والله عائفة لدنياكن قالية لرجالكن ولا اشارة فيها الى شيء عن ضربة او لطمه..)

=كل كلماتها المعارضة والمستنكرة لاعمال القوم كانت منحصرة في أمر اغتصاب فدك والخلافة من وجهة نظر الشيخ.

(..وانما تشكو اعظم صدمه وهي غصب فدك واعظم منها غصب الخلافة وتقديم من اخر الله وتاخير من قدم الله..وكل شكواها كانت تنحصر في هذين الامرين..)

= عدم ذكر الإمام علي (ع) للواقعة في أثناء تأبينه للزهراء (ع) كظلم لحق بها تأكيد من وجهة نظره على نفيها.

(..وكذلك كلمات امير المؤمنين (ع) بعد دفنها وتهيج اشجانه وبلابل صدره لفراقها ذلك الفراق المؤلم حيث توجه الى قبر النبي (ص) قائلا :السلام عليك يارسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك الى اخر كلماته التي ينصرع لها الصخر الاصم لو وعاها وليس فيها اشارة الى الضرب واللطم ولكنه الظلم الفظيع والامتهان الذريع ولو كان شيء من ذلك لاشار اليه سلام الله عليه لان الامر يقتضي ذكره ولايقبل سنده..)

-ومن ثم يرد الشيخ على من ينقد نقده هذا بتبرير ان عدم علم الامام امير المؤمنين (ع) كان لاخفاء الزهراء (ع) ذلك عنه وذلك لاستحالة اخفاء الاثر المادي للضربة واللطمة من وجهة نظر الشيخ.

(..ودعوى انها اخفته عنه ساقطة بان ضربة الوجه ولطمة العين لا يمكن إخفاؤها...)


- ومن ثم ياتي الشيخ على تساؤل يرد حول رواية ضربة قنفذ للزهراء فيرد عليها ناقدا بأنه لا يمنع حصول هذا عقلا لاسيما وان الرجل عبد لا يخشى العار لو وقع منه الفعل لذلك فالشيخ لا يمنع ضربه للزهراء المظلومة (ع) بسوطه ومن وراء الرداء أو على عضدها..ولكن ما يستبعده هو لطمها على وجهها الشريف (ع).

(...وأما قضية قنفذ وأن الرجل لم يصادر أمواله كما صنع مع سائر ولاته وأمرائه وقول الإمام علي (ع): إنه شكر له ضربته، فلا أمنع من أنه ضربها بسوطه من وراء الرداء، وإنما الذي استبعده أو أمنعه هو لطمة الوجه، وقنفذ ليس ممن يخشى العار لو ضربها من وراء الثياب أو على عضدها"...)

-ويأتي الشيخ ليؤكد بقوله أن وجه الزهراء المظلومة (ع)لم يمس بضربة أو لطمة من الأساس وبنفيه ذلك في ختام كلامه.

(..وبالجملة فان وجه فاطمة الزهراء هو وجه الله المصون الذي لايهان ولايهون ويغشى نوره العيون فسلام الله عليك يا أم الأئمة الأطهار ما اظلم الليل وأضاء النهار وجعلنا من شيعتك الابرار وحشرنا معك ومع أبيك وبنيك في دار القرار.)

.................................................. .................

رد التقييم الغريب القائل بان الشيخ لم يقصد في كلامه هذا* نفي الضرب واللطم بل نفي مس بدنها الشريف من قبل أجنبي فلا يمنع ضربها ولطمها من وراء الثياب بالمطلق!!!

-أن هذا الاستنتاج الغريب خرج ليدهشني بكل جرأة متجاهلا كل الخطاب الذي أوردته لكم ألان والذي كان لب النقاش فيه هو مسالة نفي اصل الضرب واللطم ولاباس بالتذكير بهذه الاجزاء المفيدة لذلك على وجه الاختصار .
- ( ولكن قضية ضرب الزهراء ولطم خدها مما لا يكاد يقبله وجداني ويتقبله عقلي وتقتنع به مشاعري..)

- (..لان السجايا العربية والتقاليد الجاهلية التي ركزتها الشريعة الإسلامية وزادتها تاييدا وتاكيدا تمنع بشدة ان تضرب المراة او تمد اليها يد سوء...)

- (..ان بعض كلمات امير المؤمنين مامعناه :ان الرجل كان في الجاهلية اذا ضرب المراة يبقى ذلك عارا في اعقابه ونسله...)

- (..فاذا كان ابن مرجانه امتنع من ضرب العقيلة خوف العار والشنار وكله عاروشنار وبؤرة عهار..)


- (...ولو فعلوا او هموا ان يفعلوا اما كان المهاجرون والانصار مثل عمروا بن حريث فيمنعهم من مد الايد الاثيمه وارتكاب تلك الجريمة..)

- (..واذا كان في ضرب المراة عار وشناعة فضرب الفتاة اشنع وافظع..)

- (...انها .ولها المجد والشرفز ماذكرت ولا اشارت الى ذلك في شي من خطبها ومقالتها المتضمنه لتظلمها من القوم وسوء صنيعهم معها مثل خطبتها الباهرة الطويلة...)

-(..يا ابن ابي طالب افترست الذئاب وافترشت التراب الى ان قالت هذا ابن ابي فلانه يبتزني نحلة ابي وبلغة ابني ،لقد اجهد في كلامي والفيته الالد في خصامي ولم تقل انه او صاحبه ضربني او مدت يد الي..)

- (..بعد سؤالهن كيف اصبحت يابنت رسول الله فقالت اصبحت والله عائفة لدنياكن قالية لرجالكن ولا اشارة فيها الى شيء عن ضربة او لطمه..)

- (..وكذلك كلمات امير المؤمنين (ع) بعد دفنها ...حيث توجه الى قبر النبي (ص) قائلا :السلام عليك يارسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك الى اخر كلماته التي ينصرع لها الصخر الاصم لو وعاها وليس فيها اشارة الى الضرب واللطم.. ..ولو كان شيء من ذلك لاشار اليه سلام الله عليه لان الامر يقتضي ذكرهولايقبل سنده..)


- (..ودعوى انها اخفته عنه ساقطة بان ضربة الوجه ولطمة العين لايمكن اخفاؤها..)

..فكل هذه العبارات وردت فيها كلمة الضرب وكلها اشارت الى نفيه..ولا ارى اي دليل على ما اشرت اليه من قصد الشيخ كاشف الغطاء لمعنى عدم المس فقط وهو من غريب الفهم الذي لم افهمه والتقييم المدهش الذي لم استوعب قرائنه في خطاب الشيخ!!!..وقد ذكرني هذا الرأي في الواقع بتحليل السيد هاشم الهاشمي في كتابه حوار مع فضل الله حول الزهراء (ع) والذي اراه قد اخذه من تعقيب الشيخ المعقب على كتاب جنة المأوى في الهامش و الذي لم يتفق مع الشيخ كاشف الغطاء في فهمه الواضح فاخذ يرده بتبريرات غير منطقية غاية في البعد والعاطفية عن مقصود حديث الشيخ الواضح ليسحب مايعتقده في المسالة على كلام الشيخ ايهاما للقاريء بان الشيخ اراد غير المعنى الذي اراده هو .!!!!والا فنقاش الشيخ كله عن مسالة الضرب واللطم ورده لدعوى من قال بإخفائها للطمة والضربة على انها من الاثر االمادي الذي لايمكن اخفاؤه وختام كلامه الذي اكد فيه صيانة وجه الزهراء من مساسه اصلا بضربة او لطمة لانه وجه الله المصون الذي لايهان ولايهون على حد تعبيره دليل على نفيه لتفاصيل وردت في الروايات من ضرب الزهراء المظلومة (ع) ولطمها على وجهها.


خالص تحياتي للجميع00

hsein_iran
08-19-2004, 09:26 PM
أحسنت يا سيدنا...

تحياتي بلا غلو ولا تفويض.