مرتاح
04-08-2009, 12:29 AM
حسن محمد الأنصاري - الدار
أخاطب سيد «مجتبى المهدي الشيرازي» وبعد أن استمعت وشاهدت المقطع من «يوتيوب» وتيقنت أن تلك الألفاظ غير اللائقة والأوصاف والألقاب البذيئة التي أطلقها فعلا صدرت منه.
أقول يا «سيد مجتبى» كيف قبلت على نفسك أن توظف تلك المصطلحات الرخيصة في لغة الحوار وأنت سليل آل الشيرازي الكرام الذين اشتهروا بالتقوى والورع ومكارم الأخلاق قبل أن يشتهروا بالعلم ونشر الثقافة والمعرفة؟!.
هذه الأسرة العلوية العريقة الشريفة التي خلدت إرثا غنيا لمراجع الدين منذ النهضة ضد الاستعمار ومرورا بثورة العشرين ومقاومة ضد البعث العفلقي فخرج منهم المجاهد «ميرزا تقي الشيرازي» والجهبذ «مهدي الشيرازي» والفقيه المرجع المتبحر الذي نال ثقة الأمة في مشارق الأرض ومغاربها «محمد الشيرازي» والشهيد السعيد «حسن الشيرازي» والعالم الفقيه «رضا الشيرازي» رضوان الله عليهم وكانوا منارا للعلم ومنهجا للجهاد ونجوما في مكارم الأخلاق والصفات الحميدة ومدارس في أدب الحوار ولغة المخاطبة وبذلك فرضوا علينا احترامهم وتقديرهم على الرغم أنهم فارقوا هذه الدنيا إلا أن حبهم ما زال معلقا في قلوب الكثير من المؤمنين.
يا سيد «مجتبى» كما أننا لا نقبل المساس والطعن بشخصكم أو برموزنا الدينية فنحن أيضا نترفع أن نقبل المساس بالآخرين وتسميتهم بألقاب بذيئة أو الطعن والقذف برموز الطوائف الإسلامية الأخرى أو المنتمين لها فالإسلام هو الانتماء الأخير للجميع وأخلاقنا تسمو فوق تلك الكلمات والعبارات التي لا تعبر عن رأينا ونستنكرها مهما بلغت حدة الطرف الآخر ضدنا في قضايانا الاجتماعية والسياسية فنحن في النهاية أبناء هذه الأمة سواء إن كانت رقعة الأرض التي نعيش عليها هي المملكة العربية السعودية أو الكويت وحتى في العراق ولبنان وهذا «الرأي» أيضا يمثل جريدة «الدار» والسواد الأعظم من الطائفة الشيعية والذين عرف عنهم على مدى التاريخ التسامح والعفو والعيش المشترك في ظل أنظمتها السياسية التي قبلناها منذ عهد الآباء والأجداد وعلى الرغم من تقلب الظروف إلا أن ولاءنا لم ولن ينقلب أبدا مهما بلغت الأمور من حدة.
يا سيد «مجتبى» شخصيا لم ألتق بالأولين من آل الشيرازي الكرام ولكني ومنذ صباي التقيت كثيرا وتعلمت الكثير من الفقيد المرجع «محمد الشيرازي» رضوان الله عليه حين كان في الكويت ويشهد الله أنني لم أسمع منه يوما كلمة بذيئة ضد أي شخص وكان مثالا للصفات والأخلاق الحميدة الفاضلة يستحق الاقتداء به.
كما أن عميد هذه الأسرة الكريمة وساكن «قم» العالم الرباني المرجع السيد «صادق الشيرازي» هو مفخرة الحوزات العلمية وقمة في التواضع والأخلاق والصفات الحميدة النبيلة حيث الكثيرون يلتفون حوله لنيل العلم والفضيلة والثقافة والأخلاق وحسن الكلام ولعلي أستشهد بهذه القصة لا للتشهير بل بيانا لحقيقة مكارم أخلاق السيد «محمد الشيرازي» رحمه الله.
بعد وصول نبأ وفاة المرجع السيد «محمود الشاهرودي» في النجف الأشرف، كنت في مجلس السيد «محمد الشيرازي» مع بقية الأصدقاء فطلب فوار بالسعي لطباعة خبر التعزية وإقامة مجلس عزاء في ديوانه وكان الوقت ليلا فتطوعت مع أحد الأخوة وذهبنا لمطابع إحدى الصحف المحلية ونظرا لمحبة شخصية السيد قبل صاحب الجريدة بإعطاء الأولوية والأهمية لطباعة التعزية بعد أن تم الاتصال به.
وفي اليوم التالي ومنذ الساعات الأولى من الصباح تم توزيع إعلان الخبر في الأسواق والمساجد والحسينيات حتى ما يقارب ساعة قبل صلاة الظهر وكان يوم الجمعة وحين سأل عن أماكن توزيع الإعلان تبين أن الإعلان لم يوزع للأخوة في مسجد «النقي» فغضب من ذلك وقال بالحرف بالواحد لماذا؟ هؤلاء أخوتنا وأهلنا والواجب يحتم علينا بالتقارب معهم ثم طلب متطوعين للقيام بتوزيع الإعلان على المصلين في المسجد فتقدمت ومعي الأخ «مختار خزعل» وقبل المغادرة طلب أن نقبل بوصيته وأداء الأمانة دون الرد أو التعرض لأحد حتى ولو بكلمة فقبلنا ذلك وأنجزت المهمة حسب أوامره.
لقد كان رحمه الله مدرسة للأخلاق الحميدة الفاضلة.
إنها تذكرة وعبرة ولأولي الألباب عظة وحكمة وينالها من هو الأوفر حظا ونصيبا في الدنيا والآخرة وعلينا أن نتبرأ من سيئات أعمالنا وأقوالنا ونستغفر الله سبحانه وتعالى ونتوب إليه من شرور أنفسنا وواجب الاعتذار من سبل العقلاء حتى لا يلوذ بنا بعض المراهقين الضالين والحمد لله رب العالمين.
Alansari_55@yahoo.com
أخاطب سيد «مجتبى المهدي الشيرازي» وبعد أن استمعت وشاهدت المقطع من «يوتيوب» وتيقنت أن تلك الألفاظ غير اللائقة والأوصاف والألقاب البذيئة التي أطلقها فعلا صدرت منه.
أقول يا «سيد مجتبى» كيف قبلت على نفسك أن توظف تلك المصطلحات الرخيصة في لغة الحوار وأنت سليل آل الشيرازي الكرام الذين اشتهروا بالتقوى والورع ومكارم الأخلاق قبل أن يشتهروا بالعلم ونشر الثقافة والمعرفة؟!.
هذه الأسرة العلوية العريقة الشريفة التي خلدت إرثا غنيا لمراجع الدين منذ النهضة ضد الاستعمار ومرورا بثورة العشرين ومقاومة ضد البعث العفلقي فخرج منهم المجاهد «ميرزا تقي الشيرازي» والجهبذ «مهدي الشيرازي» والفقيه المرجع المتبحر الذي نال ثقة الأمة في مشارق الأرض ومغاربها «محمد الشيرازي» والشهيد السعيد «حسن الشيرازي» والعالم الفقيه «رضا الشيرازي» رضوان الله عليهم وكانوا منارا للعلم ومنهجا للجهاد ونجوما في مكارم الأخلاق والصفات الحميدة ومدارس في أدب الحوار ولغة المخاطبة وبذلك فرضوا علينا احترامهم وتقديرهم على الرغم أنهم فارقوا هذه الدنيا إلا أن حبهم ما زال معلقا في قلوب الكثير من المؤمنين.
يا سيد «مجتبى» كما أننا لا نقبل المساس والطعن بشخصكم أو برموزنا الدينية فنحن أيضا نترفع أن نقبل المساس بالآخرين وتسميتهم بألقاب بذيئة أو الطعن والقذف برموز الطوائف الإسلامية الأخرى أو المنتمين لها فالإسلام هو الانتماء الأخير للجميع وأخلاقنا تسمو فوق تلك الكلمات والعبارات التي لا تعبر عن رأينا ونستنكرها مهما بلغت حدة الطرف الآخر ضدنا في قضايانا الاجتماعية والسياسية فنحن في النهاية أبناء هذه الأمة سواء إن كانت رقعة الأرض التي نعيش عليها هي المملكة العربية السعودية أو الكويت وحتى في العراق ولبنان وهذا «الرأي» أيضا يمثل جريدة «الدار» والسواد الأعظم من الطائفة الشيعية والذين عرف عنهم على مدى التاريخ التسامح والعفو والعيش المشترك في ظل أنظمتها السياسية التي قبلناها منذ عهد الآباء والأجداد وعلى الرغم من تقلب الظروف إلا أن ولاءنا لم ولن ينقلب أبدا مهما بلغت الأمور من حدة.
يا سيد «مجتبى» شخصيا لم ألتق بالأولين من آل الشيرازي الكرام ولكني ومنذ صباي التقيت كثيرا وتعلمت الكثير من الفقيد المرجع «محمد الشيرازي» رضوان الله عليه حين كان في الكويت ويشهد الله أنني لم أسمع منه يوما كلمة بذيئة ضد أي شخص وكان مثالا للصفات والأخلاق الحميدة الفاضلة يستحق الاقتداء به.
كما أن عميد هذه الأسرة الكريمة وساكن «قم» العالم الرباني المرجع السيد «صادق الشيرازي» هو مفخرة الحوزات العلمية وقمة في التواضع والأخلاق والصفات الحميدة النبيلة حيث الكثيرون يلتفون حوله لنيل العلم والفضيلة والثقافة والأخلاق وحسن الكلام ولعلي أستشهد بهذه القصة لا للتشهير بل بيانا لحقيقة مكارم أخلاق السيد «محمد الشيرازي» رحمه الله.
بعد وصول نبأ وفاة المرجع السيد «محمود الشاهرودي» في النجف الأشرف، كنت في مجلس السيد «محمد الشيرازي» مع بقية الأصدقاء فطلب فوار بالسعي لطباعة خبر التعزية وإقامة مجلس عزاء في ديوانه وكان الوقت ليلا فتطوعت مع أحد الأخوة وذهبنا لمطابع إحدى الصحف المحلية ونظرا لمحبة شخصية السيد قبل صاحب الجريدة بإعطاء الأولوية والأهمية لطباعة التعزية بعد أن تم الاتصال به.
وفي اليوم التالي ومنذ الساعات الأولى من الصباح تم توزيع إعلان الخبر في الأسواق والمساجد والحسينيات حتى ما يقارب ساعة قبل صلاة الظهر وكان يوم الجمعة وحين سأل عن أماكن توزيع الإعلان تبين أن الإعلان لم يوزع للأخوة في مسجد «النقي» فغضب من ذلك وقال بالحرف بالواحد لماذا؟ هؤلاء أخوتنا وأهلنا والواجب يحتم علينا بالتقارب معهم ثم طلب متطوعين للقيام بتوزيع الإعلان على المصلين في المسجد فتقدمت ومعي الأخ «مختار خزعل» وقبل المغادرة طلب أن نقبل بوصيته وأداء الأمانة دون الرد أو التعرض لأحد حتى ولو بكلمة فقبلنا ذلك وأنجزت المهمة حسب أوامره.
لقد كان رحمه الله مدرسة للأخلاق الحميدة الفاضلة.
إنها تذكرة وعبرة ولأولي الألباب عظة وحكمة وينالها من هو الأوفر حظا ونصيبا في الدنيا والآخرة وعلينا أن نتبرأ من سيئات أعمالنا وأقوالنا ونستغفر الله سبحانه وتعالى ونتوب إليه من شرور أنفسنا وواجب الاعتذار من سبل العقلاء حتى لا يلوذ بنا بعض المراهقين الضالين والحمد لله رب العالمين.
Alansari_55@yahoo.com